دراسة فى سفر العدد ج4

الأصْحَاح السَّابِعْ :-
يَنْقَسِمْ إِلَى قِسْمَيْنِ
1/ تَدْشِينْ المَذْبَحٌ :
رَبَّ المَجْد يَسُوع يُرِيدْ كُلَّ شَيْء مِلْكَهُ وَمَادَامَ كُلَّ شَيْء مِلْكَهُ فَلاَبُدْ أنْ يَتَقَدَّس لِذَا قَالَ { قَدَّسَهُ وَجَمِيعَ أَمْتِعَتِهِ } ( عد 7 : 1 ) .. الله يُرِيدْ أنْ يُقَدِّس النَّفْس لأِنَّ المَذْبَحٌ يُشِير إِلَى النَّفْس " أَمْتِعَتِهِ " يَقْصِدٌ بِهَا كُلَّ مَا بِدَاخِلٌ النَّفْس .. الله يُرِيدْ أنْ يُقَدِّس النَّفْس وَجَمِيعْ أمْتَعِتْهَا أي العَوَاطِفْ وَالغَرَائِز وَالطُمُوحَات وَ .... الله يُرِيدْ كُلَّ النَّفْس .. قَدَّسَهُ وَجَمِيعَ أَمْتِعَتِهِ .. المَذْبَحٌ وَجَمِيعُ أمْتِعَتِهِ مَسَحَهُ وَقَدَّسَهُ .. لِذلِك فِي سِر المَيَّرُون كُلَّ جُزْء فِينَا يُمْسَحٌ لِيُعْلِنْ مِلْكِيَتَهُ لِكُلَّ جُزْء فِينَا .. { الْمَذْبَحَ وَجَمِيعَ أَمْتِعَتِهِ وَمَسَحَهَا } .
2/ قَرَابِينْ الأسْبَاطٌ :-
{ قَرَّبَ رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ رُؤُوسُ بُيُوتِ آبَائِهِمْ هُمْ رُؤَسَاءُ الأَسْبَاط الَّذِينَ وقَفُوا عَلَى الْمَعْدُودِينَ } ( عد 7 : 2 ) .. كُلَّ سِبْطٌ لَهُ رَئِيس .. الله يُرِيدْ مِنْ كُلَّ سِبْط تَقْدِمَة فَقَالَ { أَتَوْا بِقَرَابِينِهِمْ أَمَامَ الرَّبِّ } ( عد 7 : 3 ) .. جَيِّدٌ هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَقِفْ أمَام الله بِقَرَابِينَهُ .. مَاذَا يُرِيدْ الله ؟ الله لاَ يُرِيدْ عَطَايَا مَادِيَّة فَقَطْ بَلْ يُرِيدْ عِبَادَة عَقْلِيَّة .. يُرِيدْ عُجُول شِفَاه .. يُرِيدْ نَفْسَك وَإِرَادَتَك وَحَوَاسَك وَمَشَاعِرَك .. جَيِّدْ عِنْدَمَا يَقُول أَتَوْا بِقَرَابِينِهِمْ أَمَامَ الرَّبِّ .. الله لَهُ عِنْدَنَا تَقْدِمَات كَثِيرَة جِدّاً .. الله يُرِيدَك أنْ تَقِفْ أمَامَهُ غِير فَارِغ اليَدَيْنِ .. يُرِيدَك أنْ تَقِفْ أمَامَهُ مَمْلُوء مِنْ الثِّمَار الصَّالِحَة كُلَّ شَخْص يَقِفْ أمَامَهُ وَمَعَهُ شَيْء .. رُؤَسَاء الأسْبَاط جَمَعُوا مِنْ كُلَّ شَخْص أوْ مِنْ كُلَّ فَرْد فِي السِبْط كَيْ يَشْتَرِك الكُلَّ وَيَنُوب عَنْهُمْ رُؤَسَاء الأسْبَاط ..أَتَوْا بِقَرَابِينِهِمْ أَمَامَ الرَّبِّ مَا هِيَ قَرَابِينْ الإِثْنَى عَشَرَ سِبْط ؟ .. { سِتَّ عَجَلاَتٍ مُغَطَّاةً وَاثْنَىْ عَشَرَ ثَوْراً . لِكُلِّ رَئِيسَيْنِ عَجَلَةٌ وَلِكُلِّ وَاحِدٍ ثَوْرٌ وَقَدَّمُوهَا أَمَامَ الْمَسْكَنِ } ( عد 7 : 3 ) .. " سِتَّ عَجَلاَتٍ " أي سِتَّ عَرَبَات بِخُيُول يَجُرَهَا إِثْنَى عَشَرَ ثَوْر .. أي كُلَّ ثُورِينْ يَقُودَانِ عَجَلَةٌ .. إِثْنَى عَشَرَ ثَوْر أي لِكُلَّ سِبْط ثُوْروَكُلَّ سِبْطَان يَشْتَرِكَانْ فِي عَجَلَةٌ .. يَقُول لَهُ أنَا أُرِيدْ هذِهِ القَرَابِينْ كُلَّ سِبْطَان يَشْتَرِكَان فِي عَجَلَةٌ وَكُلَّ رَئِيس سِبْط يُقَدِّم ثُوْر .. { خُذْهَا مِنْهُمْ فَتَكُونَ لِعَمَلِ خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاع } ( عد 7 : 5 ) أي أنَّ قَرَابِينَهُمْ هِيَ لِخِدْمِة خَيْمَة الإِجْتِمَاع نَعْرِف أنَّهُ يُوْجَدٌ ثَلاَثَة أنْوَاع مِنْ المَهَام لأِوْلاَدٌ هَارُون جَرْشُون وَقَهَات وَمَرَارِي بَنُو جَرْشُون يَحْمِلُون الأغْطِيَة وَبَنُو قَهَات يَحْمِلُون القُدْس نَفْسَهُ المَذْبَح وَالمَنَارَة وَ أمَّا بَنُو مَرَارِي فَيَحْمِلُون الأعْمِدَة أوْ ألْوَاح الخَيْمَة .. أيُّهُمْ أثْقَلٌ حِمْلاً ؟ بِالطَبْع بَنُو مَرَارِي أحْمَالُهُمْ ثَقِيلَة لِذلِك قَالَ الله يَأخُذُون أرْبَعْ عَجَلاَت وَثَمَانِيَة ثِيرَان .. أمَّا بَنُو جَرْشُون فَيَأخُذُون عِجْلَتَان وَأرْبَعَة ثِيرَان .. إِذاً بَنُو قَهَات لَنْ يَأخُذُونَ شَيْء لأِنَّ أحْمَالِهِمْ خَفِيفَة وَمَا يَحْمِلُوه سَيَحْمِلُوهُ عَلَى الأكْتَاف وَلاَ يَحْتَاج لِثِيرَان .. مَذْبَح البُخُور وَالمَنَارَة وَالتَّابُوت لاَ يُوضَعُون عَلَى ثِيرَان .. بِهذَا يُعْلِنْ لَنَا الله أنَّهُ كُلَّمَا إِقْتَرَبْت إِلَى الأقْدَاس كُلَّمَا صَارَ الحِمْل خَفِيف وَكَمَا يَقُول رَبَّ المَجْد يَسُوع { نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ } ( مت 11 : 30 ) .. أحْيَاناً يَتَخَيَّلٌ الإِنْسَان أنَّ الطَّرِيقٌ الرُّوحِي مُسْتَحِيل وَالحَيَاة مَعَ الله خَيَال وَأنَّهَا ثَقِيلَة .. القِدِيس الأنْبَا أنْطُونْيُوس يَقُول { إِعْلَمُوا يَا أوْلاَدي أنَّ لَيْسَت كُلَّ الوَصَايَا صَعْبَة وَلاَ ثَقِيلَة بَلْ نُور حَقِيقِي وَسُرُور أبَدِي لِكُلَّ مَنْ أكْمَل طَاعَتِهِ } هؤُلاَء هُمْ بَنُو قَهَات الَّذِينَ يَحْمِلُون مُحْتَوَيَات القُدْس عَلَى أكْتَافِهِمْ الَّذِينَ لاَ يَشْعُرُون أنَّ الوَصَايَا ثَقِيلَة .. الشَّخْص البَعِيدْ يَسْتَثْقِل الوَصَايَا جِدّاً .. عَلَى قَدْر بُعْدِي عَلَى قَدْر شُعُورِي أنَّ الوَصَايَا مُسْتَحِيلَة وَعَلَى قَدْر قُرْبِي عَلَى قَدْر شُعُورِي أنَّ الوَصَايَا مُمْكِنَة بِالْمَسِيح جَيِّدٌ هُوَ الله الَّذِي يُعْطِي أُمور تُسَهِّل الخِدْمَة – عَجَلاَت – جَيِّدْ أنْ تُفَكِّر كَيْفَ تُسَهِّلٌ الخِدْمَة كَيْفَ تُسَاعِدْ فِي شَيْء .. كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا يُقَدِّم شَيْء يُقَدِّم كَلِمَة الله .. قَدْ تُقَدِّم شَرِيطْ كَاسِتْ أوْ تُقَدِّم نَبْذَة أوْ تَدْعُوا أحَدٌ لأِجْتِمَاع أوْ عِظَة .. جَيِّدٌ أنْ تَشْعُر أنَّكَ عَجَلَة تُسْتَخْدَم لِحَمْل الأقْدَاس الله يُرِيدَهُمْ كُلُّهُمْ أنْ يَشْتَرِكُوا فِي تَقْدِمَة وَاحِدَة مِنْ نُوْع وَاحِدٌ كَيْ يَجْعَلَهُمْ يَشْعُرُون بِالرُّوح الوَاحِدٌ .. لِذلِك عِنْدَمَا أرْسَلَ رَبَّنَا يَسُوع تَلاَمِيذَهُ أرْسَلَهُمْ إِثْنَيْنِ إِثْنَيْنِ .. إِبْتَدَأَ يَقُول لَهُمْ كُلَّ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يُقَدِّم تَقْدِمَتُه .. الأصْحَاح السَّابِعْ هُوَ أطْوَل أصْحَاح فِي السِفْر لأِنَّ بِهِ تَقْدِمَة مُكَرَّرَة إِثْنَى عَشَرَ مَرَّة .. أي حَوَالِي سِتَّة أعْدَاد فِي الأصْحَاح مُكَرَّرِينْ إِثْنَى عَشَرَ مَرَّة ذَكَرْ تَقْدِمَة كُلَّ سِبْط وَكَرَّرْهَا .. قَدْ تَقُول كَانَ يَكْفِي أنْ يَذْكُرْهَا مَرَّة وَاحِدَة .. يَقُول .. لاَ .. لأِنَّ كُلَّ وَاحِدٌ مِنْكُمْ تَقْدِمَتُة كَرِيمَة فِي عَيْنَيَّ لاَبُدْ أنْ أذْكُرْهَا لَهُ .. كَانَ مُمْكِنْ يَقُول قَدِّم فُلاَن وَفُلاَن وَقَدِّم فُلاَن مِثْلَمَا قَدَّم فُلاَن .. لاَ .. هُوَ يُرِيدْ أنْ يَذْكُر مَا قَدَّمَهُ كُلَّ وَاحِدٌ رَغْم أنَّهُ قَدَّم كَمَنْ قَدَّمَ قَبْلَهُ .. الله يَقُول أُرِيدْ أنْ أذْكُر تَقْدُمَاتَك .. تَقْدُمَاتَك كَرِيمَة فِي عَيْنَيَّ مَذْكُورَة عِنْدِي .. مَحْفُوظَة عِنْدِي وَسَأذْكُرْهَا حَتَّى وَإِنْ كَانَتْ مُكَرَّرَة تَقْرأ { وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ رَئِيسُ بَنِي رَأُبَيْنَ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ . قُرْبَانُهُ طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ فِضَّةٍ وَزْنُهُ مِئَةٌ وَثَلثُون شَاقِلاً وَمِنْضَحَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ فِضَّةٍ سَبْعُونَ شَاقِلاً عَلَى شَاقِلِ الْقُدْسِ كِلْتَاهُمَا مَمْلُوءَتَانِ دَقِيقاً مَلْتُوتاً بِزَيْتٍ لِتَقْدِمَةٍ } ( عد 7 : 30 – 31 ) .. كُلَّ سِبْط قَدَّم نَفْس التَّقْدِمَة طِبَقٌ مِنْ فِضَّة وَذَبِيحَة وَالطَّبَقٌ بِهِ دَقِيق مَلْتُوت بِزَيْتٍ .. نَفْس التَّقْدِمَة يُكَرِّرْهَا وَكَأنَّهُ يُرِيدْ أنْ يَقُول الله يَفْرَح بِتَقْدِمَاتَك وَيَذْكُرْهَا لَك .. الله يَذْكُر الفِلْسَيْنِ .. قَدْ نَمِلٌ عِنْدَمَا نَقْرأ التَّقْدِمَات مُكَرَّرَة .. وَقَدْ تَتَخَيَّل عِنْدَمَا تَقْرأ هذَا الأصْحَاح أنَّ التَّقْدِمَة التَّالِيَة مُخْتَلِفَة عَنْ الَّتِي سَبَقَتْهَا لكِنَّك تَجِدْهَا مُكَرَّرَة لأِنَّهُ يُرِيدْ أنْ يَقُول كُلَّ وَاحِدٌ تَقْدِمَتُه مَقْبُولَة وَمَحْفُوظَة عِنْدِي وَأنَا أفْرَح بِهَا إِبْتَدَأَ يُعْطِي تَرْتِيب لِكُلَّ وَاحِدٌ مَاذَا يُعْطِي وَمَتَى .. جَمِيل فِي التَّقْدُمَات أنَّهُ يَقُول قَدِّم لِي طَبَقٌ وَاحِدٌ مِنْ الفِضَّة وَزْنَهُ مَائَة وَثَلاَثُونَ شَاقِل .. الله يُحِب الفِضَّة وَالفِضَّة تُشِير فِي الكِتَاب المُقَدَّس إِلَى الوَصَايَا .. أي إِحْفَظ وَصَايَاي .. أيْضاً الله يَتَكَلَّمْ عَنْ الوَزْن وَلَيْسَ الحَجْم .. مَا الفَارِق ؟ يَقُول قَدْ يَكُون الشَيْء حَجْمَهُ كَبِير لكِنْ وَزْنَهُ قَلِيل وَقَدْ يَكُون شَيْء وَزْنَهُ ثَقِيل لكِنْ حَجْمَهُ صَغِير الله يَهْتَمْ بِالشَّكْل أم الجَوْهَر ؟ بِالطَّبْع الله لاَ يَعْنِيه الشَّكْل بَلْ الوَزْن .. أي قَدْ يَكُون شَكْلِي أمَام الله جَيِّدٌ وَأعْمَل أعْمَال كَثِيرَة مَظْهَرْهَا جَيِّدٌ لكِنْ المُهِمْ مَا وَزْنَهَا أمَام الله ؟ لِذلِك يَذْكُر الله الوَزْن وَلَيْسَ الشَّكْل أوْ الحَجْم .. وَكَأنَّهُ يَقُول كَرَامَتَك عِنْدَ الله بِوَزْنَك وَوَزْنَك هُوَ بِرَّك هذَا مَا تُوزَنْ بِهِ طَبَقٌ مِنْ الفِضَّة بِهِ دَقِيق مَلْتُوت بِزَيْتٍ .. الفِضَّة رَمْز لِكَلِمَة الله وَالفِدَاء وَالْمَسِيح قَدَّم نَفْسَهُ كَفَّارَة عَنْ خَطَايَانَا .. وَالدَقِيق رَمْز لِلجَسَدٌ وَالزَّيْت رَمْز لِلرُّوح .. وَكَأنَّهُ يَقُول لَك .. هذِهِ التَّقْدِمَة تَرْمُز إِلَى عَمَل الله مَعَنَا مِنْ فِدَائِهِ وَتَجَسُّدِهِ وَإِرْسَالِهِ الرُّوح القُدُس .. الفِضَّة رَمْز لِلفِدَاء وَالدَقِيق رَمْز لِلتَّجَسُّدٌ .. وَالزَّيْت رَمْز لِعَطِيِة الرُّوح القُدُس .
الأصْحَاح السَّابِعْ يُكْتَمَلٌ بِنَفْس الأُسْلُوب لِتَشْعُر أنَّ الله يُكْرِم عَطَايَاك .. يَقُول فِي نِهَايِة الأصْحَاح { فَلَمَّا دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ لِيَتَكَلَّمَ مَعَْهُ كَانَ يَسْمَعُ الصَّوْتَ يُكَلِّمُهُ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ الَّذِي عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ مِنْ بَيْنَ الْكَرُوبَيْنِ فَكَلَّمَهُ } ( عد 7 : 89 ) .. كَانَ يَسْمَعْ صَوْت الله مِنْ بَيْنَ الكَرُوبَيْن .. مَا أجْمَلٌ الإِنْسَان الَّذِي يَسْمَعْ صَوْت الله وَلَهُ أذَان مُدَرَّبَة .. مُوسَى النَّبِي يَدْخُلٌ قُدْس الأقْدَاس لكِنِّي أنَا غَيْر مُمْكِنْ لِي أنْ أدْخُلٌ كَيْ أسْمَعْ صَوْت الله أقُول لَك الله جَعَلَ قُدْس أقْدَاسَك فِي قَلْبَك .. أُدْخُلٌ إِلَى دَاخِلٌ قَلْبَك وَسَتَسْمَعْ الصُوْت وَسَيُكَلِّمَك مِنْ عَلَى الغَطَاء .. وَمَا هُوَ الغَطَاء ؟ هُوَ إِشْتِيَاقَات قَلْبَك الَّتِي أنْتَ تَحْفَظْهَا وَكَمَا قَالَ { عَلَى كُلِّ مَجْدٍ غِطَاءً } ( أش 4 : 5 ) .. لاَ يُمْكِنْ أنْ تَكُون مُقَدَّسَات مُعَرَّاة .. المُقَدَّسَات تُغَطَّى .. كَلِمَة الله مُخَبَّأة فِي الدَّاخِلٌ لِذلِك التَّابُوت بِهِ لَوْحَيَّ العَهْد ..كَلِمَة الله مُخَبَّأة بِالدَّاخِلٌ لِذلِك يَقُول الله يُرِيدْ أنْ يُكَلِّمَك مِنْ عَلَى الغَطَاء الَّذِي دَاخِلٌ قَلْبَك وَيُرِيدْ أنْ يُسْمِعَك صَوْتَهُ .
الأصْحَاح الثَّامِن :-
{ وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً . خُذِ اللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَطَهِّرْهُمْ } ( عد 8 : 5 – 6 ) .. جَيِّدٌ أنْ تَشْعُر أنَّكَ الآنْ فِي العَهْد الجَدِيد مِنْ اللاَّوِيِّين .. اللاَّوِيِّين هُمْ فِئَة مُخْتَارَة مِنْ الشَّعْب لِيَتَقَدَّسُوا لِيَكُونُوا مِلْك لله فِي العَهْد القَدِيم .. فِي العَهْد الجَدِيد لاَ تُوْجَدٌ فِئَة مُخْتَارَة بَلْ الكُلَّ مُخْتَار بِدَلِيل أنَّنَا كُلُّنَا مَمْسُوحِينْ وَإِنْ كَانَ مِنَّا الكَهَنَة فَهذَا عَلَى سَبِيل الإِخْتِيَار وَالدَّعْوَة لكِنْ الكَّاهِنْ مَدْعُو لِلقَدَاسَة مِثْلَهُ مِثْلَ أي فَرْدٍ فِي الشَّعْب وَالكَّاهِنْ سَيَرِث المَلَكُوت مِثْلَهُ مِثْلَ أي فَرْدٍ فِي الشَّعْب لَنْ يَشْفَعْ فِيهِ كَهَنُوتُه بَلْ قَدْ يَكُون كَهَنُوتُه ثِقَل عَلَيْهِ { خُذِ اللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَطَهِّرْهُمْ . وَهكَذَا تَفْعَلُ لَهُمْ لِتَطْهِيرِهِمِ . انْضِحْ عَلَيْهِمْ مَاءَ الْخَطِيَّةِ وَلِيُمِرُّوا مُوسَى عَلَى كُلِّ بَشَرِهِمْ وَيَغْسِلُوا ثِيَابَهُمْ فَيَتَطَّهرُوا } ( عد 8 : 6 – 7 ) .. كَيْفَ ؟ بِنَضْح مَاء الخَطِيَّة عَلَيْهِمْ .. مَاء ذَبِيحَة التَّقْدِمَة وَذَبِيحِة التَّطْهِير هِيَ الَّتِي تُقَدِّسَهُمْ .. وَهُنَا كَلِمَة عَنْ تَقْدِيس المَنَارَة فِي بِدَايِة الأصْحَاح .. فَالمَنَارَة هِيَ عَمَلٌ الْمَسِيح بِالإِسْتِنَارَة الَّتِي بِهَا أشْعُر أنَّهَا نُور تُنِير ظُلْمَتِي .. قَالَ لَهُ قَدِّس المَنَارَة وَقَدِّسَهُمْ .. هَيَّا نَرْبُطْ الإِثْنَانِ مَعاً .. النَّفْس الَّتِي إِسْتَنَارَت بِنُور الْمَسِيح تَتَطَّهَر .. النَّفْس الَّتِي عَرَفَتْ الطَّرِيقٌ " المَنَارَة " لاَ تَخَاف عَلَيْهَا .. النَّفْس الَّتِي الْمَسِيح سِرَاجُهَا هِيَ نَفْس تَتَطَّهَر بِنُور الْمَسِيح كَمَا نَقُول لَهُ { بِنُورَك يَارَبَّ نُعَايِنْ النُّور } ( مَا يُقَال فِي جُزْء " تَفَضَّل يَارَبَّ "فِي صَلاَة النُّوم ) .. قَالَ لَهُ خُذْ اللاَّوِيِّين وَآتِي بِهِمْ أمَام الشَّعْب وَأمَام هَارُون وَمُوسَى .. هَارُون وَمُوسَى فِي العَهْد القَدِيم يَرْمُزَان إِلَى الشَّرِيعَة وَالكَهَنُوت .. هَارُون يُمَثِّلٌ الكَهَنُوت وَمُوسَى يُمَثِّلٌ الشَّرِيعَة إِنْضَح عَلَيْهِمْ بِمَاء الخَطِيَّة .. قَدِيماً كَانُوا يُقَدِّمُون بَقَرَة ذَبِيحِة خَطِيَّة وَيُوضَعْ رَمَادَهَا فِي مَاء وَيُنْضَح بِهِ عَلَى النَّجِسِينْ لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول { مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا } ( عب 10 : 22 ) أتَى بِهَا مِنْ العَهْد القَدِيم .. قَالَ الله لِمُوسَى إِنْضَح بِمَاء الخَطِيَّة عَلَى اللاَّوِيِّين .. مَاء الذَّبِيحَة الَّتِي لِلخَطِيَّة يَصِير هُوَ هُوَ لِلتَّطْهِير .. المَاء الَّذِي لَهُ قُوَّة التَّطْهِير فِي العَهْد الجَدِيد هُوَ مَاء المَعْمُودِيَّة الَّتِي لَهَا قُوَّة المَوْت وَقُوَّة الحَيَاة .. نُدْفَنْ وَنَخْرُج .. أي هِيَ العُقُوبَة الَّتِي نَأخُذْهَا مِنْ جَرَّاء خَطَايَانَا وَنَخْرُج .. نَنَال حُكْم المَوْت وَحُكْم الحَيَاة .. نَأخُذْ مَاء الخَطِيَّة وَمَاء التَّطْهِير فِي نَفْس الوَقْت إِذاً هِيَ مَاء مُحْيِيَّة نَشْتَرِك فِي المَاء فِي حُكْم المُوْت وَنَشْتَرِك فِي حُكْم الصُّعُود مِنْ المَاء فِي حُكْم الحَيَاة وَالغَلْبَة .. قَالَ لَهُ طَّهِرَهُمْ بِمَاء الخَطِيَّة هؤُلاَء الَّذِينَ صَارَ المَوْت وَالقِيَامَة يَعْمَل فِيهُمْ طَّهِرَهُمْ قَالَ لَهُ أيْضاً إِحْلَق لَهُمْ شَعْرِهِمْ .. سَابِقاً قُلْنَا إِنَّ تَرْك الشَّعْر لِلرَّجُلٌ إِهْدَار لِكَرَامَتِهِ عَكْس المَرْأة وَأنَّ الشَّعْر يَنْبُت مِنْ الجَسَدٌ فَهُوَ إِشَارَة لأِعْمَال الجَسَدٌ .. هذَا الشَّعْر النَّفْس المُكَرَّسَة لله تَقُول لَهُ سَأُهْمِلٌ أعْمَال الجَسَدٌ لأِنِّي لاَ أُبَالِي بِالعَتِيق .. سَأخْلَعْ كُلَّ أعْمَال العَتِيق وَألْبِس الجَدِيد .. سَأنْزِل وَأتَطَّهَر بِمَاء الخَطِيَّة وَأنْزَع عَارِي لِذلِك كَيْ يُمَارِس الإِنْسَان الخَطِيَّة لاَبُدْ أنْ يَشْتَرِك فِي هذِهِ الذَّبِيحَة كَيْ يَتَمَتَّعْ الإِنْسَان بِبَرَكَات الصَّلِيب فِي حَيَاتِهِ كَيْ يَخْدِم .. بَعْدَمَا يَتَطَّهَرُوا يَبْدَأُون فِي تَقْدِيم القُرْبَان { فَتُقَدِّمُ اللاَّوِيِّينَ أَمَامَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَتَجْمَعُ كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتُقَدِّمُ اللاَّوِيِّينَ أَمَامَ الرَّبِّ فَيَضَعُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْدِيهُمْ عَلَى اللاَّوِيِّينَ } ( عد 8 : 9 – 10 ) .. الشَّعْب يَأتِي بِاللاَّوِيِّين وَيَضَعْ النَّاس أيْدِيهِمْ عَلَيْهِمْ .. هكَذَا كَمَا كَانَ الخَاطِي يَأتِي بِالذَّبِيحَة وَيَضَعْ يَدَهُ عَلَيْهَا فَتَنْتَقِلٌ الخَطِيَّة إِلَيْهَا هذَا يَعْنِي أنَّ الله أرَادَ أنْ يَخْتَار اللاَّوِيِّين كَيْ يَحْمِلُوا خَطَايَا الشَّعْب وَكَأنَّ خَطَايَا الشَّعْب صَارَ يَحْمِلْهَا اللاَّوِيِّين فَيُعْتَبَرُوا أنْفُسَهُمْ قَدْ صَارُوا ذَبَائِح فِديَة عَنْ خَطَايَا الشَّعْب لِذلِك الكَّاهِنْ يُطْلِق لَحْيَتَهُ وَيَلْبِس إِسْوِدٌ لأِنَّهُ صَارَ فِدْيَة عَنْ الشَّعْب .. طَرَحَ عَنْهُ كُلَّ أثْقَال وَتَرَكَ مَسَرَّات العَالَمْ وَعَاشَ نَذِير لله .. هذِهِ فِكْرِة أنَّهُ يُطْلِق لَحْيَتَهُ وَيَلْبِس إِسْوِدٌ وَفِي نَفْس الوَقْت يَشْعُر أنَّ كُلَّ نَقَائِص الشَّعْب هِيَ نَقَائِصَهُ وَخَطَايَا الشَّعْب هِيَ خَطَايَاه لِذلِك يَقُول { مِنْ أجْلٌ خَطَايَاي خَاصَّةً وَنَجَاسَات قَلْبِي }( مَا يَقُولَهُ الكَّاهِنْ فِي نِهَايِة القُدَّاس الغِرِيغُورِي بَعْد صَلاَة القِسْمَة ) .. { خَطَايَاي وَجَهَالاَت شَعْبَك } يُعْتَبَر اللاَّوِيِّين فِدْيَة عَنْ الشَّعْب وَأنَّهُمْ حَامِلِينْ خَطَايَا الشَّعْب وَعِوَض الشَّعْب .. كُنَّا نَرَى فِي دَاوُد هذَا الأمر وَنَجِدٌ مُوسَى يَخُر عَلَى وَجْهِهِ عِنْدَمَا يَغْضَب الله عَلَى الشَّعْب حَتَّى أنَّ الكِتَاب قَالَ أنَّ مُوسَى فِي أحَدٌ المَرَّات أتَى بِالغُبَار عَلَى وَجْهِهِ .. لِمَاذَا يَا مُوسَى فَأنْتَ بَرِئ أُتْرُك الله يَتَصَرَّفْ مَعَ الشَّعْب لأِنَّهُ أخْطَأ .. يَقُول لاَ .. أنَا لَسْتُ بَرِئ .. أيْضاً يُعَاتِبْ الله فِي أحَدٌ المَرَّات وَيَقُول لَهُ أنَا حَمَلْت كُلَّ هذَا الشَّعْب وَوَلَدْتَهُ ( عد 11 : 12) وَكَأنَّهُ بِكُلَّ أمَانَة يَشْعُر بِنَقَائِصِهِمْ وَأثْقَالِهِمْ أنَّهَا لَهُ وَهُوَ يُقَدِّم نَفْسَهُ فِدْيَة عَنْ الشَّعْب .. قَالَ الله لِمُوسَى طَهَّر اللاَّوِيِّين لِيَكُونُوا لِي { وَتُفْرِزُ اللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونُ اللاَّوِيُّونَ لِي . وَبَعْدَ ذلِكَ يَأْتِي اللاَّوِيُّونَ لِيَخْدُمُوا خَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ فَتُطَهِّرُهُمْ وَتُرَدِّدُهُمْ تَرْدِيدً لأِنَّهُمْ مَوْهُوبُونَ لِي هِبَةً مِنْ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ }( عد 8 : 14 – 16) .. جَيِّدٌ أنْ يَحْيَا الإِنْسَان مَوْهُوب لله .. جَيِّدٌ أنْ يَعِيش بِفِكْر أنَّ نَفْسَهُ لَيْسَت مِلْكُه وَحَيَاتِهِ لَيْسَت مِلْكُه وَهُوَ مَوْهُوب لله .. نَحْنُ كَجَمَاعَة مَفْدِيَّة وَجِنْس مُخْتَار إِسْمِنَا { شَعْبُ اقْتِنَاءٍ } ( 1بط 2 : 9 ) لأِنَّهُ إِقْتَنَانَا بِدَمِهِ .. أي نَحْنُ نَحْيَا فِي مِلْكِيَتِهِ نَحْنُ لَهُ مَوْهُوبُون لَهُ هِبَةً وَلاَبُدْ أنْ نُثْبِت ذلِك فِي حَيَاتِنَا وَأفْكَارَنَا وَاهْتِمَامَاتِنَا .. اللاَّوِي كَانَ لاَ يَعْمَلٌ أي عَمَلٌ سِوَى خِدْمِة الهِيكَل فَقَطْ لاَ يَعْمَلٌ فِي حَقْل أوْ زَرْع أوْ جَنْي أوْ ..... لِذلِك كَانَ مَكَانَهُمْ فِي تَوْزِيعْ الأسْبَاط أقْرَب نَاس لِلخَيْمَة .. الأسْبَاط كَانُوا مُنْتَشِرِينْ فِي أرْبَعَة مَجْمُوعَات حَوْلَ الخَيْمَة فِي شَكْل صَلِيب .. اللاَّوِيِّين حَوْلَ الخَيْمَة بِطَرِيقَة مُبَاشِرَة قَرِيبِينَ مِنْهَا جِدّاً الله كَانَ يُحَدِّدٌ لَهُمْ المُدَّة الَّتِي كَانُوا يَخْدِمُونَ فِيهَا مِنْ سِنْ 25 سَنَة حَتَّى 50 سَنَة .. أي أنَّهُ يَقُول أنَا أُرِيدْ قُوَّة وَشَبَاب وَحَيَوِيَّة وَطَاقَة .. { وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً هذَا مَا لِلاَّوِيِّينَ . مِنِ ابْنِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَة فَصَاعِداً يَأْتُونَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَاداً فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ . وَمِنِ ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً يَرْجِعُونَ مِنْ جُنْدِ الْخِدْمَةِ وَلاَ يَخْدُمُونَ بَعْدُ } ( عد 8 : 23 – 25 ) .. يَظِلٌ خَمْس سَنَوَات فِتْرِة إِخْتِبَارمِنْ سِنْ 25 سَنَة حَتَّى 30 سَنَة .. وَبَعْد سِنْ ألـ 50 سَنَة يَرْجَعُون عَنْ الخِدْمَة .. قَدْ نَقُول أنَّ الإِنْسَان يَنْتَهِي بَعْد عُمْر الخَمْسِين .. لاَ .. الشَّبَاب فِي الكِتَاب لَيْسَ هُوَ عُمْر بَلْ هُوَ حَالَة .. يُوْجَدٌ شَاب شِيخ وَشِيخ شَاب .. مَا الَّذِي يَحْكُمْ عَلَى الإِنْسَان بِالشَيْخُوخَة ؟ شَيْئَان نَشَاطْ رُوح الله دَاخِلَهُ وَعُبُودِيَتَهُ لِلخَطِيَّة .. يَظِلْ عُمْرَك شَبَاب دَائِماً أمَام الله كُلَّمَا إِزْدَادَ نَشَاطْ رُوح الله دَاخِلَك كُلَّمَا تَقَدَّمْت فِي الأيَّام وَتَعَتَّقْت فِي الفَضِيلَة كُلَّمَا صِرْتَ شَبَاب أكْثَر أمَام الله لِذلِك نَجِدٌ الإِنْسَان الَّذِي بِهِ رُوح الله ضَعِيف يَقُول يَا الله قَصِّر الأيَّام وَتَجِدُه مُحْبَطْ أمَّا الإِنْسَان الَّذِي بِهِ جِدَّة نَشَاطْ الرُّوح تَجِدٌ عِنْدَهُ أحْلاَم وَيَكُون عُمْرُه تُسْعُونَ عَاماً وَعِنْدَهُ طُمُوحَات وَعِنْدُه مَائَة عَام وَلَدَيْهِ طُمُوحَات وَاشْتِيَاقَات رُوح لَمْ تَتَحَقَّق بَعْد .. مَا الَّذِي يُعَجِّلٌ بِالشَيْخُوخَة ؟ عُبُودِيِة الخَطِيَّة تُعْطِي يَأس وَضُمُوروَمِنْ هُنَا يَنْحَصِر الرُّوح وَعِنْدَمَا يَنْحَصِر الرُّوح يُصَاب الإِنْسَان بِكَآبَة فَيَشْعُر وَهُوَ فِي عُمْر الثَّلاَثِينْ أنَّ عُمْرُه مَائَة عَام .. وَمِنْ هُنَا يُرَكِّزْ الكِتَاب عَلَى أنَّ عُمْر الإِنْسَان لاَ يُقَاس بِالأيَّام بَلْ بِنَشَاطْ الرُّوح دَاخِلَهُ .. الشَّبَاب فِي الإِنْجِيل حَالَة وَلَيْسَ تَقْيِيمْ لِحَيَاة لِذلِك طَلَبَ اللاَّوِيِّين مِنْ عُمْر الخَمِسَة وَالعُشْرُونَ عَاماً لِيَتَجَنَّدُوا أجْنَاداً فِي خَيْمَة الإِجْتِمَاع .. جَيِّدٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ يُقَدِّم أيَّامَهُ كُلَّهَا فِي حَالِة جُنْدِيَّة لِشَخْص رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح المُبَارَك .
الأصْحَاح التَّاسِع :-
يَتَكَلَّمْ عَنْ الحَرَكَة فِي البَّرِّيَّة أنَّهَا كَانَتْ بِقِيَادِة السَّحَابَة وَعَمُود النَّار .. فِي البِدَايَة كَانَ يُشِير لِعَمَل الفِصْح وَعِنْدَمَا رَتَّبُوا أنْفُسَهُمْ وَسَكَنُوا وَبَنُوا الخَيْمَة قَالُوا نَعْمَل الفِصْح وَمَعَ بِدَايِة عَمَل الفِصْح وَاجَهُوا مُشْكِلَة وَهيَ أنَّ البَعْض كَانَتْ لَدَيْهِمْ ظُرُوف وَلَمْ يَعْمَلُوا الفِصْح .. لِنَفْرِض إِنْسَان عِنْدَهُ مَيْت وَمُتَنَجِس بِمَيْت فَلاَ يَلِيقٌ أنْ يَعْمَل الفِصْح .. مَاذَا يَفْعَل ؟هؤُلاَء ذَهَبُوا إِلَى مُوسَى النَّبِي { وَقَالَ لَهُ أُولئِكَ النَّاسُ إِنَّنَا مُتَنَجِّسُونَ لإِنْسَانٍ مَيْتٍ . لِمَاذَا نُتْرَكُ حَتَّى لاَ نُقَرِّبَ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي وَقْتِهِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ . فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى قِفُوا لأِسْمَعَ مَا يَأْمُرُ بِهِ الرَّبُّ مِنْ جِهَتِكُمْ } ( عد 9 : 7 – 8 ) .. قَالُوا لِمُوسَى لِمَاذَا نَحْنُ لاَ نُقَدِّم قُرْبَان ؟ جَمِيلٌ فِي مُوسَى أنَّهُ لَمْ يُجِيبْهُمْ بِسُرْعَة وَلَمْ يَقُلٌ لَهُمْ مَاذَا أفْعَل لَكُمْ الله يَفْعَل بِكُمْ مَا يُرِيدْ .. لاَ .. قَالَ لَهُمْ إِنْتَظِرُوا حَتَّى أعْرِف مَا يَأمُر بِهِ الله مِنْ جِهَتِكُمْ .. جَيِّدٌ أنَّهُ صَلَّى قَبْل أنْ يَأخُذْ قَرَار .. جَيِّدٌ هُوَ الإِنْسَان الغِير مُتَسَرِّع .. أنَا أُرِيد أنْ أعْرِف مَاذَا يُرِيدْ أنْ يَقُول الله .. المُشْكِلَة أكْبَر مِنِّي وَلاَ أعْلَمْ مَاذَا يُرِيدْ الله مِنْكُمْ جَيِّدٌ الإِنْسَان أنْ يَشْعُر بِأنَّ عِنْدَهُ رُوحٌ مَشُورَة يُحَاوِل أنْ يَتَكَلَّمْ فِعْلاً بِأقْوَال الله وَلَيْسَ بِفِكْرِهِ هُوَأوْ كَلاَمَهُ هُوَ .. جَيِّدٌ هُوَ الإِنْسَان الَّذِي لاَ يَشْعُر أنَّ عِنْدَهُ كُنُوز المَعْرِفَة وَيَأخُذْ قَرَارَات لِذلِك قَالَ الكِتَاب { لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ } ( 1تي 4 : 16 ) الله جَاوِبَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ نَفْس الشُّرُوط تُقِيمُوهَا وَلكِنْ فِي الشَّهْر التَّالِي فِي نَفْس اليَوْم أي لَوْ كَانَ الفِصْح فِي اليُوْم الرَّابِعْ عَشَر مِنْ الشَّهْر هؤُلاَء المُتَنَجِّسِينْ يُقِيمُوا الفِصْح فِي اليَوْم الرَّابِعْ عَشَر مِنْ الشَّهْر الَّذِي يَلِيه .. هذَا يُعَلِّمْنَا أنَّ الله عِنْدَهُ رُوح الوَصِيَّة وَلَيْسَ شَكْل الوَصِيَّة .. الشَّكْل عِنْدُه لاَ يَهِمْ وَكَأنَّهُ يَقُول لَك كُلَّ مَشَاكِلَك لَهَا عِنْدِي حَلٌ .. إِعْرِض مَشَاكِلَك وَأنَا أجِدٌ لَهَا الحَلٌ وَلاَ تَتْرُك عَدُو الخِير يَقُول لَك لاَ فَائِدَة مِنْ هذَا الأمر أوْ ذَاكَ بَلْ تُوْجَدٌ فَائِدَة وَيُوْجَدٌ الحَلٌ .. فِي الْمَسِيح يَسُوع سَنُقَدِّم الفِصْح .. جَيِّدٌ أنَّ الوَصِيَّة بِهَا مُرُونَة وَفِي نَفْس الوَقْت لاَ يُوْجَدٌ بِهَا تَسَيُّبْ .. جَيِّدٌ أنَّهُ يُوْجَدٌ رُوح الوَصِيَّة وَلاَ يُوْجَدٌ فِي نَفْس الوَقْت إِسْتِهْتَار .. مِثْلَمَا قَدَّمَ أبْيَاثَار خُبْز التَّقْدِمَة لِدَاوُد النَّبِي هذَا الخُبْز الَّذِي لاَ يَحِق لِغَيْر الكَهَنَة أنْ يَأكُلُوه .. لِذلِك عَلَيْنَا أنْ نَعْرِف أنَّ الله يُعْطِينَا حَلٌ وَفِي نَفْس الوَقْت نَحْذَر الإِسْتِهْتَار .. إِبْتَدَأَ الله يَقُودَهُمْ فِي البَّرِّيَّة .. جَيِّدٌ عِنْدَمَا كَانَ يَقُول أنَّ النَّفْس الَّتِي لاَ تُقَدِّم قُرْبَان تُقْطَعْ .. هذَا حُكْم الكَنِيسَة عَلَى النَّفْس الَّتِي لاَ تَتَقَدَّم إِلَى المَذْبَح .. النَّفْس الَّتِي تَبْتَعِدٌ عَنْ الأسَرَار تُبْعِدٌ نَفْسَهَا عَنْ شَرِكَة الجَمَاعَة المُقَدَّسَة السَّحَابَة كَانَتْ تُغَطِّي المَسْكَن نَهَاراً وَلَيْلاً .. الله يَقُود فِي البَّرِّيَّة .. يُغَطِّي فِي المَسَاء نَار وَعَمُودٌ السَّحَاب يَقُود نَهَاراً .. لِيل يُنِير وَيُضِئ وَسَحَاب يَقُود بِالنَّهَار .. { حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ } ( عد 9 : 18) .. مُجَرَّدٌ أنْ تَسْتَقِر السَّحَابَة يَجْلِسُون وَمُجَرَّدٌ أنْ تَتَحَرَّك يَرْتَحِلُون .. تَسْأل أحَدْهُمْ مَتَى تَسِيرُون ؟ يَقُول لاَ أعْلَمْ .. تَسْأل رَئِيس السِبْط مَتَى تَرْتَحِلُون ؟ يَقُول لاَ أعْلَم .. تَسْأل مُوسَى النَّبِي نَفْسَهُ مَتَى تَسِيرُون ؟ يَقُول لاَ أعْلَم وَقْتَمَا تَتَحَرَّك السَّحَابَة جَيِّدٌ هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَسِير بِحَسَبْ فِكْر الله وَلَيْسَ بِحَسَبْ فِكْرُه الذَّاتِي .. يَقُول { نَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا } ( 2أخ 20 : 12 ) .. سَنَتَحَرَّك مُجَرَّدٌ أنْ تَتَحَرَّك السَّحَابَة مُجَرَّدٌ أنْ تَأمُرْنَا بِأمْرٍ سَنَشْعُر .. قُلٌ لِي وَجِّه قَلْبَك فِي إِتِجَاه مُعَيَّنْ سَأفْعَل حَسَبْ أمْرَك وَأخْضَعْ حَسَبْ قَوْل الرَّبَّ كَانُوا يَسِيرُون وَحَسَبْ قَوْل الرَّبَّ كَانُوا يَسْتَقِرُون .. جَيِّدٌ أنْ يَعِيش الإِنْسَان حَسَبْ قَوْل الرَّبَّ مَتَى يَتَحَرَّك .. لكِنْ عَلَيْنَا شَيْئ مُهِمْ وَهُوَ أنْ تُتَابِعْ عُيُونَنَا السَّحَابَة حَتَّى لاَ تَتَحَرَّك هِيَ وَنَحْنُ وَاقِفُون .. لاَبُدْ أنْ تَكُون عَيْنِي عَلَى الإِنْجِيل .. عَلَى الوَصِيَّة .. لاَبُدْ أنْ أعْرِف مَاذَا يُرِيد الله مِنِّي حَتَّى لاَ يَأمُرْنِي أمر وَأنَا لاَ أُدْرِكَهُ لِذلِك لاَ تُفَارِق عَيْنَيْكَ السَّحَابَة .. { أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا . أَنْصَحُكَ . عَيْنِي عَلَيْكَ } ( مز 32 : 8 ) .. العَالَمْ مَمْلُوء فِخَاخ إِحْذَر العَالَمْ فَهُوَ مَمْلُوء مِنْ مَكْر العَدُو وَزَيَغَان العَالَمْ كَثِير وَكَثِيرُونَ تَاهُوا فِيهِ وَسَارُوا بِفِكْرِهِمْ .. تَكُون السَّحَابَة مَوْجُودَة وَيَقُول لَك هَيَّا سِير مَعِي تَقُول لَهُ لاَ لَيْسَ الآنْ .. يَقُول لَك لَقَدْ تَأخَّرْت هَيَّا سِير أنَا أعْرِف الطَّرِيق سِير خَلْفِي .. إِحْذَر .. حَسَبْ الأمر إِرْتَحِلٌ وَحَسَبْ الأمر سِر رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين