الله يعرفني جيدا

Large image

أحياناً ينتاب الإنسان شك في أن هل الله يعرفني بإسمي ؟ هل يعلم كل شئ عني ؟ هل أنا موضع إهتمام الله أم أنا واحد من ضمن عدد من المليارات من البشر أي أنا نقطة أو قطرة في بحر ؟ هل الله يتذكرني أم ينساني ؟ هل يعلم ظروفي وضعفاتي واشتياقاتي وكل أحوالي ؟ هو قال ﴿ دعوتك باسمك أنت لي ﴾ ( أش 43 : 1) .. هل بالفعل يعرف إسمي ؟ كثيراً ما كلم الله أُناس بأسمائها .. قال يا مريم ( يو 20 : 16) .. يا سمعان بن يونا أتحبني ( يو 21 : 17) .. لعازر لعازر هلم خارجاً ( يو 11 : 43 ) .. مرثا مرثا أنتِ تهتمين بأمور كثيرة ( لو 10 : 41 ) .. كثيرون ناداهم الله بأسمائهم إذاً أنا معروف بإسمي وصفاتي واهتماماتي وخطاياي وضعفاتي وإيجابياتي وكل ما فيَّ معروف لدى الله .. الإنجيل يريد أن يعرفنا أن الله يعلم ما لا أعلمه عن نفسي .. ﴿ أنت تعرف أفكاري وتفحص كليتيَّ ﴾ .. لأن الكلية حساسة لذلك وضعها الله في جزء عميق مختبئ في جسد الإنسان .. الله يفحص كليتي أي يعرف أعماقي الحساسة .
عدو الخير يجتهد في أن يجعلني أشعر إني كم مُهمل وكيف يتذكرني الله ؟ هل ليس لديه سواي ؟ وعندما أتعامل مع الله على إني شئ غير معروف يضعُف إيماني وتتبلد إشتياقاتي فأتعامل مع إله مجهول .. يوجد طفل صغير كان عندما يصلي كان لا يعرف ماذا يقول فكان يقول لله أنا إسمي چون أتعرفني ؟!! وفي الصباح يقول يارب چون يقول لك صباح الخير .. وفي أحد الأيام مرض والد چون فصلى له وسمع صوت يقول له يا چون يسوع يقول لك صباح الخير .. الله لذته في الإنسان .. الإنسان محبوب جداً لله هو أغلى قيمة لدى الله لذلك الله يعلم عنا :0
(1) إشتياقاتنا (2) ضعفاتنا (3) ظروفنا
(4) إمكانياتنا (5) أعمالنا
(1) الله يعرف إشتياقاتي :
==============================
أنا أشتاق للتوبة هو يعلم ذلك .. أشتاق للسماء وأشتاق أن أتخلص من خطية معينة .. أتمنى أن أعيش في رضاه وأتمنى أن أهزم خطاياي ولا أُغلب منها .. إشتياقات والله يعلمها جيداً لذلك عندما أقف أمامه لابد أن أُعبِّر له عن إشتياقاتي لأنه يعلم حتى الذي لا يسمعه مني لكن الأجمل أن أُعبِّر له عما بداخلي .. داود النبي كان يقول ﴿ أحبك يارب يا قوتي ﴾ ( مز 18 : 1) .. الإنجيل هو تعبير عن إشتياقاتنا لله كذلك القداس والصلاة والترانيم و ...... أيضاً هل يعلم أن لي إشتياقات للعالم وللخطية وكرهِ لشخص معين ؟ وهل يعلم أين تذهب إشتياقاتي وطموحاتي ؟ نعم هو يعلم .
إذاً أنا معروف عنده جيداً هو فاحص القلوب .. قد يرسل لي إشتياقات لا أعرف كيف أُعبِّر عنها .. أحياناً نصل إلى الصمت الذي يتحدث وتتحرك إشتياقات القلب من داخله كما فعلت حنة النبية .. الله يعلم الدوافع والأعماق لذلك إشتياقاتنا محفوظة عند الله ولها كرامة في عينيه تصل إلى أن يقول الآباء إن أردت أن تقتني فضيلة إشتاق لها فيُحسب الإشتياق إلى الفضيلة فضيلة .. هذه أول خطوة .. من يعرف هذا الإشتياق ؟ الله فاحص الإشتياق بدوافعه وجهاده .
(2) الله يعرف ضعفاتي :
============================
الله يعلم ضعفاتي والأفكار الشريرة داخلي .. فكري الذي لم أبوح به لأحد هو يعلمه .. الله يعلم إني ممسك بخطية معينة مثل الكذب أو الإدانة أو ..... يعرف أنواع خطاياي وأسبابها .. هل تعلم يا الله إني أشتاق للتوبة عن خطية معينة وهناك خطية أخرى مازلت أتفاوض معها ؟ .. نعم .. الله يقول أنا أعرف الخطايا التي أنت تقاومها والتي لا تقاومها .. الخطايا التي تسعى لها والخطايا التي لا تسعى لها .. التي تسقط فيها بضعف والتي تسقط فيها بجهل .. صور الأشعة الطبية القديمة كانت معتمدة على التصوير فكانت تصور ما بداخل جسد الإنسان .. الآن تقدم العلم حتى وصل الفحص بالأشعة إلى الموجات الكهرومغناطيسية التي تصور دقائق الأمور داخل الجسد بثلاثة أبعاد للعضو .. إن كان الطب قد عرف كيف يفحص خفايا الجسد ألا يعلم الله خفايا قلبي ؟ هو عنده أشعة سماوية يصل إلى أنه يعرف تصورات المخادع .. أي حتى أحلامي يعرفها التي قد أنساها عندما أستيقظ .. لا شئ مخفي عنه حتى الذي لا نقوله في الإعتراف .. أنا أعلم أن هناك خطايا في حياتك لم تدركها بعد نعم هي خطايا لكني منتظر لأن لكل شئ وقت وستكون أفضل في المستقبل .. ﴿ في المستقبل يتأصل يعقوب ﴾ ( أش 27 : 6 ) مادمت تجاهد .
(3) الله يعرف ظروفي :
===========================
الله يعلم إني تربيت في بيت مسيحي وأن البيت كان حريص أن أذهب إلى الكنيسة وإني مولود في مدينة بها نشاط كنسي وبها مدارس وبها تعليم .. الله يعلم أنه أعطاني جسد جيد بصحة جيدة وعقل جيد وإبن من ومن هم إخوتي و ..... الله يعلم كل شئ لذلك الله ينظر لكل شخص حسب ظروفه .. هل ينظر لشخص يعيش في بيئة وثنية مثلما ينظر لشخص في بيئة مسيحية ؟ بالطبع لا لأن الله ينظر لكل شخص حسب ظروفه .. في أحد الأيام دخل شخص إلى الكنيسة وظل يبكي فلما سأله من فيها عن سبب بكائه قال أن له ثلاثة سنوات لم يدخل كنيسة لأنه كان في باكستان .. هل الذي لا يستطيع أن يذهب إلى الكنيسة مثل شخص الكنيسة قريبة منه ووقته يسمح له بالتواجد فيها ؟ هل الله يتعامل مع هذا الشخص الذي ظل محروم من الكنيسة ثلاثة سنوات وينظر له مثلما يتعامل معي وينظر لي أنا الذي وُلدت بالكنيسة وتواجدت فيها منذ صغري ؟ بالطبع لا .
توجد قرى ليس بها كنائس فيجتمعون في أحد المنازل ليسمعوا كلمة الله .. هل هؤلاء مثلنا نحن الذين نحيا في نشاط كنسي رائع ؟ نعم الخطية هي الخطية لكن الله يعلم الظروف وأين هي نقطة الضعف حتى عندما يُقيِّم الشخص يُقيِّمه بعدل .. قديماً كانت ظاهرة بيع العبيد كثيرة وكانت هناك طفلتان توأم في سفينة مع عائلتهما ولظروفٍ ما بيعت الطفلتان واحدة منهن بيعت لعائلة تقية فتعلمت الصلاة والحياة الروحية والأخرى بيعت لعائلة شريرة إستخدموها في الشر .. إذاً ظروف هذه غير ظروف تلك .. هل يتعامل الله معهما مثل بعضهما أم كلٍ منهما حسب ظروفها ؟ الله عادل يتعامل مع الشخص حسب ظروفه واشتياقاته و ...... الله يعلم هل بيتي مهيأ لنمو روحياتي وظروفي مهيأة أم لا ؟
(4) الله يعرف إمكانياتي :
=============================
هو يعلم أنه أعطاني عطايا جيدة وأعطاني عقل سليم ونطق وأسرة متدينة ومواهب وكتاب مقدس وكنيسة و .... كل هذه إمكانيات الله يعلمها .. إذاً الله ينظر لي نظرة شاملة بما فيها إمكانياتي .. يعلم إني أشتاق للتوبة لكني في كسل .. قد نتساءل هل الله يعلم أنه سمعني صوته كثيراً ولم أتُب ؟ يقول نعم .. إذاً هل تعلم يا الله إن كانت لي قدرة على التوبة أم لا ؟ يقول أعلم أن لك قدرة على التوبة وأنك قادر أن تقوم .. قد يقول شخص ليتني أقرأ الكتاب المقدس لكني لا أعرف القراءة .. الله يعلم ما هو في طاقتي وما هو فوق طاقتي .
الله يعلم إمكانيات بطرس ويوحنا وبولس و ...... وأرسل كل واحد منهم لرسالة معينة .. هكذا نحن الله يعلم شخصية كلٍ منا ويرسل كل واحد منا لرسالة حسب إمكانياته .. لذلك لابد أن نقدم إمكانياتنا في يده لأنه أعطاها لنا .. ليس لأنفسنا بل له لذلك نضعها في يده لأننا أخذناها لأنفسنا .. لا الله أعطانا العقل له والنطق لنسبحه والحب له والعاطفة له و ..... كل إمكانياتي هي عطايا منه وأنا أقدمها له .
(5) الله يعرف أعمالي :
===========================
الأعمال هي محصلة النقاط الأربعة السابقة .. إشتياقاتي + إمكانياتي الإيجابية + ظروفي الإيجابية – ضعفاتي – ظروفي السلبية – إمكانياتي السلبية = أعمالي
أي أهداف الإنسان + إمكانياته – ضعفاته = أعماله
من يعلم كل هذا ؟ الله .. إذاً لابد أن أكون أمامه أمين وإن كان لي تقصير فالله يعلم ضعفاتي وإمكانياتي السلبية .. أي قد يسقط إثنان في خطية معينة والله ينظر لكلٍ منهما بطريقة مختلفة عن الآخر .. أيضاً إثنان أبرار والله ينظر لكلٍ منهما نظرة مختلفة عن الآخر .
إذاً لا أستطيع أن أقول أن كل هادئ متواضع أو كل غني سخي أو كل فقير يدخل السماء .. الله يعلم دقائق وخفايا كل شخص وبالتالي يعرف أعمالي .. ﴿ أنا عارف أعمالك ﴾ ( رؤ 2 : 13) .. الله يعرف الذي يتكلم كثيراً عن الكنيسة والذي يُعلم بأمانة والذي يحب بأمانة والذي له صورة التقوى و...... لذلك جيد أن أتعامل مع الله الذي يفحصني ويعلم كل شئ ومتأني عليَّ بأمانة .. هو يقول أنا مترفق بك حتى تزداد إشتياقاتك وتقل ضعفاتك وتصير ظروفك للأفضل لأنه كلما إزدادت الإيجابيات نقُصت السلبيات .. ولتعلم أن الله لا يقف لك بالمرصاد .. الله يعلم أهدافك واشتياقاتك وأيضاً ضعفاتك وفي النهاية يقول أنا أعرفك بإسمك حتى شعور رؤوسكم محصاة عندي وأعلم كل ما تتخيل أنه غير معروف ومنتظرك .. جيد في سنك هذا أن تعرف ذلك فتبدأ علاقة مفرحة مع الله حتى أن القديس أوغسطينوس شعر أن الله لم يُوجد أحد في هذه الخليقة سواه فقال ﴿ أنت تحتضن وجودي برعايتك وكأني موضوع حبك ﴾ .. هل لهذه الدرجة نشعر بإحساس الخصوصية في علاقتنا بالله ؟ نعم نشعر بأن ﴿ أنا لحبيبي وحبيبي لي ﴾ ( نش 6 : 3 ) .. ﴿ الله الذي لي ﴾ .. وكلما أُدرك محبتة كلما أدركت أنه لي أنا .
الله الذي يعلم كل هذه الأمور عني هو الذي سيدينني في النهاية
وبالتالي ستكون دينونته عادلة جداً وأمينة جداً
بحسب أمانتي تكون دينونته لصالحي
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 2767

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل