دراسة فى سفر العدد ج5

Large image

الأصْحَاح العَاشِر :-
{ وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً . اصْنَعْ لَكَ بُوقَيْنِ مِنْ فِضَّةِ . مَسْحُولَيْنِ تَعْمَلُهَا فَيَكُونَانِ لَكَ لِمُنَادَاةِ الْجَمَاعَةِ وَلاِرْتِحَالِ الْمَحَلاَّتِ . فَإِذَا ضَرَبُوا بِهِمَا يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ . وَإِذَا ضَرَبُوا بِوَاحِدٍ يَجْتَمِعُ إِلَيْكَ الرُّؤَسَاءُ رُؤُوسُ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ وَإِذَا ضَرَبَتُمْ هُتَافاً تَرْتَحِلُ الْمَحَلاَّتُ النَّازِلَةُ إِلَى الشَّرْقِ } ( عد 10 : 1 – 5 ) .. كُلَّ ضَرْبَة لَهَا مَعْنَى وَالضَرَبَات بِالأبْوَاق لِلَّذِينَ فِي المَحَلَّة فِي الأطْرَاف وَلاَ يَرَوْن السَّحَابَة فَيَسْمَعُوا الأبْوَاق .. وَكُلَّ بُوق لَهُ مَعْنَى .. هُمَا بَوقَانْ إِنْ ضَرَبَ بِبُوق وَاحِدٌ ضَرْبَة سَرِيعَة غَيْر مَا يَضْرَب بِالإِثْنَانِ مَعاً غَيْر مَا يَضْرَب بِبُطْئ الضَرْب بِالبُوقَيْن رَمْز لِكَلِمَة الله فِي العَهْدَين .. وَالبُوقَان مَصْنُوعَان مِنْ فِضَّة وَالفِضَّة تُشِير لِكَلِمَة الله .. أيْضاً { كَلاَمُ الرَّبَّ كَلاَمٌ نَقِي كَفِضَّة مُصَّفَاة } ( مز 11 مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. أي لاَبُدْ أنْ نَجْتَمِعْ عَلَى كَلِمَة الإِنْجِيل .. نَحْنُ أتَيْنَا لِنَسْمَع نِدَاء البُوق .. أسَاس إِجْتِمَاعْنَا كَلِمَة الإِنْجِيل إِنْ أرَدْنَا أنْ نَسْتَقِر أوْ نَرْتَحِلْ بِالإِنْجِيل .. هُوَ الكَلِمَة الَّتِي تُسَيِّر حَيَاتْنَا .. لَوْ ضَرَبُوا بِالبُوقَيْنِ مَعاً فَهذَا مَعْنَاه أنْ يَجْتَمِعُوا عِنْدَ خَيْمَة الإِجْتِمَاع لِبَعْض التَّعْلِيمَات وَإِنْ ضَرَبُوا بِبُوق وَاحِدٌ فَهذَا مَعْنَاه إِجْتِمَاع رؤُسَاء أُلُوف الشَّعْب .. كَلِمَة الله شَفْرَة لاَ يَفْهَمْهَا إِلاَّ المُدَرَّبِينْ عَلَى سَمَاع كَلِمَة الله .. إِذاً هُنَاك مَنْ يَسْمَعْ وَلاَ يَفْهَمْ وَمَنْ يَسْمَعْ وَيَفْهَمْ ضَرْب الهُتَاف مَعْنَاه الإِرْتِحَال وَلكِنْ لِكَثْرِة عَدَد الشَّعْب كَانُوا مُقَسَّمِينْ إِلَى أرْبَعَة مَجْمُوعَات لِذلِك كَانُوا يَرْتَحِلُوا بِتَرْتِيب .. الجَمَاعَة الشَّمَالِيَّة أوَّلاً .. أي عِنْدَ سَمَاع هُتَاف طَوِيل يَرْتَحِلْ الثَّلاَثَة أسْبَاطْ الَّذِينَ فِي الشَّمَال أوَّلاً .. ثُمَّ بُوق آخَر طَوِيل فَيَرْتَحِلْ الأسْبَاطْ الثَّلاَثَة الَّذِينَ فِي الجَنُوب .. وَهكَذَا .. أي أنَّ كُلَّ ضَرْبَة لَهَا تَرْتِيب مُعَيَّنْ .. كَلِمَة الله لَهَا تَرْتِيبْ .. فَهُنَاك قِرَاءَات لِلخَمَاسِينْ وَأُخْرَى لِلآحَاد وَقِرَاءَات لأِيَّام الصُوم المُقَدَّس وَ بُوق تَفْهَمْ مِنْ الصُوْت مَا تَقُولَهُ الكَنِيسَة الآنْ تَقُول لَك عَيِّدْ وَمَرَّة أُخْرَى تَقُول لَك تَضَرُّع وَ مِثَال لِذلِك نَحْنُ فِي شَهْر نَسِئ آخِر أشْهُر السَّنَة تَتَكَلَّمْ الكَنِيسَة عَنْ المَجِئ الثَّانِي هذَا بُوق يَضْرَب وَمَنْ يَتَدَرَّبْ عَلَى سَمَاع البُوق يَفْهَمْ { وَبَنُو هَارُون الْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ } ( عد 10 : 8 ) .. أي تَفْسِير الكَلِمَة مِنْ حَقٌ الكَهَنَة فَقَطْ .. لاَ يَضْرَب البُوق سِوَى أوْلاَد هَارُون .. كَلِمَة الله سِرْ فَرَحْنَا هِيَ القَائِدْ فِي حَيَاتْنَا لكِنْ مَنْ لَهُ حَقٌ تَفْسِير الإِنْجِيل الكَهَنَة أي الكَنِيسَة خَاصَّةً فِي أُمُور الإِيمَان وَالعَقِيدَة وَكَمَا يَقُول الأبَاء { لاَ أعْرِف الإِنْجِيل إِلاَّ مَشْرُوحاً مِنْ الأبَاء .. حَيَّ فِي العِبَادَة .. مُفَسَّر بِالقِدِّيسِينْ } حَيَّ فِي القِدِّيسِينْ .. لَيْسَ أحَدٌ يَضْرَب بِالبُوق إِلاَّ الكَهَنَة فَقَطْ لِذلِك الإِنْسَان الرُّوحِي الكَنَسِي يَفْهَمْ البُوق .. عِنْدَمَا يَدْخُلْ الكَنِيسَة وَيَسْمَعْ إِنْجِيل الرَّاعِي الصَّالِح يَفْهَمْ أنَّ اليَوْم تِذْكَار بَطْرِيَرْك وَعِنْدَمَا يَسْمَعْ إِنْجِيل العَذَارَى الحَكِيمَات يَفْهَمْ أنَّ اليَوْم تِذْكَار أحَدٌ العَذَارَى .. عِنْدَمَا يَتَكَلَّمْ الإِنْجِيل عَنْ " لاَ تَخَافُوا مِنْ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الجَسَدَ " ( مت 10 : 28 ) يَفْهَمْ أنَّ اليَوْم تِذْكَار شَهِيدْ تُرَى مَا مَعْنَى بُوق اليَوْم ؟ هَلْ هُوَ إِرْتِحَال أم تَعَالِيمْ أم ؟ الَّذِي لَهُ آذَان مُدَرَّبَة أي مَنْ إِنْضَمَّ إِلَى جَمَاعِة إِسْرَائِيل يَفْهَمْ إِرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيل .. حَمَى مُوسَى النَّبِي إِسْمُه يَثْرُون وَهُوَ كَاهِنْ وَثَنِي ..أرَادَ مُوسَى النَّبِي أنْ يَأخُذَهُ مَعَهُ فِي الإِرْتِحَال لكِنْ لَيْسَ لِيَثْرُون فِصْح أوْ خِتَان أوْ وَصَايَا ..فَمَاذَا يَفْعَل مُوسَى ؟ قَالَ لَهُ أنْتَ مِنْ البَرِّيَّة فَتَعَالَ مَعَنَا كَمُرْشِدْ .. { فَقَالَ لاَ تَتْرُكْنَا لأِنَّهُ بِمَا أَنَّكَ تَعْرِفُ مَنَازِلْنَا فِي الْبَرِّيَّةِ تَكُونُ لَنَا كَعُيُونٍ } ( عد 10 : 31 ) .. فِي البِدَايَة يَثْرُون إِقْتَنَعْ لكِنْ مُوسَى النَّبِي طَلَبَ مِنْهُ أنْ يَكُون كَعُيُون لَهُ فِي البَّرِّيَّة يُرْشِدُه الطَّرِيقٌ وَقَالَ لَهُ كَيْ يُقْنِعُه { اِذْهَبْ مَعَْنَا فَنُحْسِنَ إِلَيْكَ لأَِنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ عَنْ إِسْرَائِيلَ بِالإِحْسَانِ } ( عد 10 : 29 ) .. فَذَهَبَ مَعَهُمْ يَثْرُون مُوسَى النَّبِي يَفْرَح بِالرَّبَّ لأِنَّهُ يَقُودُه بِعَمُود سَحَاب وَعَمُود نَار .. فَهَلْ ضَعْف مِنْهُ أنْ يَطْلُب يَثْرُون ؟ .. لاَ .. هذَا لَيْسَ ضَعْف إِيمَانِي لكِنْ الله قَدْ يَسْتَخْدِم وَسِيلَة لَيْسَتْ هِيَ خَطَأ .. أي أنَّ الله إِسْتَخْدِم عَمُود السَّحَاب وَعَمُود النَّار وَاسْتَخْدِم أيْضاً يَثْرُون .. مُوسَى النَّبِي يَتَكِلْ بِالكَمَال عَلَى الله لكِنْ إِسْتَخْدِم يَثْرُون هكَذَا الإِنْسَان المَوْضُوع فِي قَلْبُه الله يَسْتَخْدِم كُلَّ الوَسَائِل .. وَإِنْ كَانَ هذَا لُون مِنْ ألْوَان الضَّعْف فِي مُوسَى لكِنْ الله يَسْتَخْدِم الإِنْسَان حَتَّى بِضَعْفُه الأبَاء يَقُولُون أنَّ يَثْرُون يُمَثِّلْ كَنِيسَة الأُمَمْ وَكَأنَّ كَنِيسَة العَهْد القَدِيم أوْ كَنِيسَة النَّامُوس تَدْعُو كَنِيسَة الأُمَمْ لِتَشْتَرِك مَعَهَا فِي البَرَكَات الرُّوحِيَّة لِتَصِلْ مَعَهَا إِلَى أرْض المَوْعِد .. يَثْرُون يُمَثِّلْ كَنِيسِة العَهْد الجَدِيد وَالأُمَمْ وَالغُرَبَاء عَنْ شَعْب الله – كَنِيسَة العَهْد القَدِيم – وَعَنْهُ لِيَشْتَرِك مَعَهُ فِي البَرَكَات .. هكَذَا الله دَعَانَا نَحْنُ لِنَرِث نَفْس المَجْد وَنَفْس البَرَكَة .. دَعَانَا لِشَرِكَتِهِ وَدَعَانَا أوْلاَدُه .. يَثْرُون رَفَضْ مَرَّة وَمَرَّتَان وَ ..... وَكَأنَّ الله مُصِر عَلَى دَعْوِة كَنِيسِة الأُمَمْ حَتَّى لَوْ إِمْتَنَعِتْ .. وَكَأنَّهُ يَقُول لَهُ نَعَمْ نَحْنُ مَعَنَا سَحَاب وَنَار لكِنْ مُمْكِنْ تَكُون مَعَنَا فَأنْتَ تَعْرِف الأمَاكِنْ الَّتِي بِهَا مَاء أوْ الأمَاكِنْ الخَطِرَة أوْ أي إِنْ كَانَ الله يَقُودْ شَعْبُه لكِنْ هُنَاك طَبِيعَة بَشَرِيَّة { فَارْتَحَلُوا مِنْ جَبَلِ الرَّبِّ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَتَابُوتُ عَهْدِ الرَّبِّ رَاحِلٌ أَمَامَهُمْ مَسِيرَةَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ لِيَلْتَمِسَ لَهُمْ مَنْزِلاً . وَكَانَتْ سَحَابَةُ الرَّبِّ عَلَيْهِمْ نَهَاراً فِي ارْتِحَالِهِمْ مِنَ الْمَحَلَّةِ }( عد 10 : 33 – 34 ) .. جَمِيلٌ مَنْظَر شَعْب بَنِي إِسْرَائِيل وَأمَامَهُمْ السَّحَابَة .. مَا أجْمَلٌ أنْ نَقُول{ جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي } ( مز 16 : 8 ) .. هَلْ أنَا أسِير بِفِكْر إِلهِي أم بَشَرِي ؟ هَلْ يَسِير أمَامِي تَابُوت العَهْد أي الله ؟ رَاجِعْ نَفْسَك .. { كَانَ مُوسَى يَقُولُ قُمْ يَارَبُّ فَلْتَتَبَدَّدْ أَعْدَاؤُكَ وَيَهْرُبْ مُبْغِضُوكَ مِنْ أَمَامِكَ } ( عد 10 : 35 – 36 ) .. كَانُوا يَسِيرُونَ فِي طَرِيقٌ صَعْب بَلْ مَمْلُوء أعْدَاء فَقَدْ يَخْرُج لَهُمْ قُطَّاع طُرُق أوْ أعْدَاء لِذلِك قَالَ مُوسَى لله " قُمْ يَارَبَّ لِيَتَبَدَّد أعْدَاءَك " لأِنَّ أمَامَهُمْ الْعَمُّونِيُّون وَالْمُوآبِيُّون حَتَّى أنَّ الله قَالَ لَهُمْ أنْ لاَ يَتَعَامَلُونَ مَعَهُمْ أوْ يَلْتَمِسُونَ مِنْهُمْ خَيْراً .. مُوآب وَعَمُّون هُمَا إِبْنَا لُوطٌ مِنْ بِنْتَيْهِ بِالزِّنَا بَعْد هُرُوبِهِمْ مِنْ سَدُوم وَعَمُورَة فَقَدْ كَانَتْ بَنَاتْ لُوطٌ قَدْ تَلَوَّثَتْ أفْكَارِهِنَّ مِنْ مُعَاشَرَة سَدُوم وَعَمُورَة فَجَاءَت لَهُنَّ فِكْرَة مُضَاجَعَة أبَاهُنَّ فَوَلَدَتْ وَاحِدَة مِنْهُنَّ مُوآب وَالأُخْرَى وَلَدَتْ عَمُّون لِذلِك نَسْلَهُمَا يُمَثِّلْ ثَمَر الشَّر وَالخَطِيَّة .. مُوسَى النَّبِي طَلَبْ مِنْ الله أنْ يُبَدِّدْ أعْدَائُه وَعِنْدَمَا كَانُوا يَسْتَقِرُّون { وَعِنْدَ حُلُولِهِ كَانَ يَقُولُ ارْجِعْ يَارَبُّ إِلَى رِبْوَاتِ أُلُوفِ إِسْرَائِيلَ }( عد 10 : 36 ) .. قِيَادِة الله فِي البَرِّيَّة تُمَثِّل قِيَادِة الله لِحَيَاة الإِنْسَان فِي رِحْلِة غُرْبَتِهِ عَلَى الأرْض .. جَيِّدٌ أنْ نُبَارِك الله كُلَّ حِينٍ لأِنَّهُ يَغْلِبْ أعْدَائِي وَيُعْطِي نُصْرَة .. لَمَّا يَأتِي فِكْر شِرِّير قُلْ " قُمْ يَارَبّ لِيَتَبَدَّدْ جَمِيعْ أعْدَاءَك " .. نَعَمْ يُقَابِلْنِي العَمُّونِي وَالمُوآبِي وَهُنَاك مَنْ يُرِيدْ هَلاَكِي لكِنْ أنْتَ يَا الله بَدِّدَهُمْ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمَتِهِ لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1663

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل