دراسة فى سفر العدد ج 7 موسى يدان بسبب المرأة الكوشية

Large image

الأصْحَاح الثَّانِي عَشَر :
تُوْجَدٌ قِصَّة مَعْرُوفَة الله يُعْطِينَا فِيهَا مَعَانِي تِفَرَّحْنَا كُلِّنَا .. عِنْدَمَا تَكَلَّمْ هَارُون وَمَرْيَم عَلَى مُوسَى النَّبِي بِسَبَبْ زَوَاجُه مِنْ المَرْأة الكُوشِيَّة .. الكُوشِيِينْ غُرَبَاء عَنْ شَعْب الله وَهُمْ شَعْب مَلاَمِحَهُمْ غِير مَقْبُولَة دَكْنِين اللُون لِذلِك هُمْ جِنْس غِير مَقْبُول وَالشَكْل أيْضاً غِير مَقْبُول ﴿ وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُون عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ الْمَرْأَةِ الْكُوشِيَّةِ الَّتِي اتَّخَذَهَا ﴾ ( عد 12 : 1 ) .. لِنَرَى كَمْ دَافَعْ الله عَنْ مُوسَى وَمُوسَى صَلَّى لله كَيْ لاَ يُعَاقِبْ مَرْيَم وَهَارُون .. الله عَفَى عَنْ هَارُون لأِنَّهُ سَمَعَ لِمَرْيَم لكِنْ مَرْيَم عُوقِبَتْ وَعُزِلَتْ سَبْعَة أيَّام وَضُرِبَتْ بِالبَرَص .. وَالبَرَص عَلاَمِة خَطِيَّة فَاعْتُبِرَت مَرْيَم نَجِسَة تُنَجِّس المَحَلَّة فَعُزِلَت سَبْعَة أيَّام وَتَعَطَّل الشَّعْب عَنْ الرَحِيل بِسَبَبْ مَرْيَم ﴿ لأَِنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً .. فَقَالاَ هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ ﴾( عد 12 : 1 – 2 ) .. قَالاَ ألَيْسَ نَحْنُ أنْبِيَاء مِثْل مُوسَى ؟!! .. مَرْيَم وَهَارُون هُنَا أعْطَيَا لأِنْفُسْهُمَا حَقٌ إِدَانِة مُوسَى .. ﴿ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضاً .. فَسَمِعَ الرَّبُّ .. وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيماً جِدّاً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ﴾ ( عد 12 : 2 – 3 ) .. الله سَمَعْ وَمُوسَى النَّبِي لَمْ يَكُنْ قَدْ سَمَعْ .. وَلَمَّا سَمَعْ مُوسَى لَمْ يَتَكَلَّمْ أوْ يُعَاقَبْ .. مُوسَى كَانَ حَلِيم جِدّاً لَمْ يَرُدٌ الإِسَاءَة بِالإِسَاءَة .. لِمَاذَا تَكَلَّمْ مَرْيَم وَهَارُون عَنْ مُوسَى النَّبِي ؟ رُبَّمَا غِيرَه .. يَقُول الآبَاء عِنْدَمَا إِخْتَار مُوسَى النَّبِي السَّبْعِينَ رَجُلاً كَمَا قَالَ لَهُ الله لِيَحْمِلُوا مَعَهُ مَسْئُولِيِة الشَّعْب رُبَّمَا لَمْ يَكُنْ مُوسَى قَدْ أخَذَ رَأي هَارُون وَمَرْيَم فِي إِخْتِيَارِهِمْ .. وَلَمْ يَتَكَلَّمَا مَرْيَم وَهَارُون لكِنَّهُمَا وَجَدَا زَوَاجُه مِنْ المَرْأة الكُوشِيَّة فُرْصَة لِيَتَكَلَّمَانْ عَلَيْهِ الشَّعْب كَانَ يَتَذَمَّر عَلَى الأكْل وَالشُرْب أمَّا الأنْبِيَاء فَلَهُمْ حَرْب أُخْرَى .. فَإِنْ كَانُوا قَدْ تَرَفَعُوا عَنْ أعْمَال الجَسَد فَلَهُمْ حَرْب الذَّات وَالغِيرَه وَالكِبْرِيَاء و هُنَاك حَرْب الجَسَد وَهُنَاك حَرْب النَّفْس .. الطَّعَام هُوَ عَالَمْ الشَّعْب وَدُنْيَاه لكِنْ مَرْيَم وَهَارُون لَهُمَا حَرْب أُخْرَى وَكَمَا يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِييِّنَ ﴾ ( 1كو 3 : 3 ) .. مُوسَى رَجُلْ حَلِيم وَالحُلْم هُوَ كَمَال ضَبْط النَّفْس .. هُوَ كَمَال طُول الأنَاة .. كَانَ مُوسَى أحْلَم رَجُل عَلَى الأرْض رَجُلْ الله نَعْرِفُه مِنْ حِلْمُه وَالبَعِيد عَنْ الله تَعْرِفُه مِنْ سُرْعِة غَضَبُه لِذلِك قَالَ الآبَاء ﴿ لاَ تَسْتَصْحِب غَضُوباً ﴾ .. قَاوِم الغَضَبْ بِشِدَّة .. مُوسَى لَمْ يَأتِي بَعْدُه وَلَمْ يَكُنْ قَبْلُه رَجُلْ حَلِيم مِثْلُه الكَلاَم لَمْ يِتْعِبْ مُوسَى النَّبِي كَمَا أتْعَبْ الرَّبَّ نَفْسُه فَسَمَعَ الرَّبَّ قَبْل مُوسَى .. لِذلِك تَعَلَّمْ أنْ تَكُون حَلِيماً لأِنَّهُ يُوْجَدٌ إِله يَسْمَعْ وَيُدَافِعْ عَنَّك فَضَعْ إِتِّكَالَك كُلُّه عَلِيه .. وَإِنْ كَانَ مُوسَى صَامِتْ فَالله لَمْ يَصْمُتْ .. جَيِّدٌ أنْ يِدَافِعْ الله عَنْ إِنْسَان وَهُوَ صَامِتْ .. ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ حَالاً لِمُوسَى وَهَارُون وَمَرْيَمَ اخْرُجُوا أَنْتُمُ الثَّلاَثَةُ إِلَى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ .. فَخَرَجُوا هُمُ الثَّلاَثَةُ .. فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَدَعَا هَارُون وَمَرْيَمَ فَخَرَجَا كِلاَهُمَا .. فَقَالَ اسْمَعَا كَلاَمِي ﴾( عد 12 : 4 – 6 ) .. هُنَا شَعَر هَارُون وَمَرْيَم بِخَطَأهِمَا وَعَرَفَا أنَّهُ سَيُوَجَه لَهُمَا تَوْبِيخ وَعُقُوبَة مِنْ الله ﴿ إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَبِالرُؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لَهُ فِي الْحُلْمِ أُكَلِّمُهُ .. وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلَيْسَ هكَذَا بَلْ هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي .. فَماً إِلَى فَمٍ وَعِيَاناً أَتَكَلَّمُ مَعَْهُ لاَ بِالأَلْغَازِ .. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ .. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى ﴾ ( عد 12 : 6 – 8 ) .. إِنْ كُنْتُمَا نَبِيَان فَأنَا أُكَلِّمْكُمَا بِالرُؤْيَا .. هكَذَا كُلَّ الأنْبِيَاء .. أمَّا عَبْدِي مُوسَى فَلاَ تَتَكَلَّمَا عَلَيْهِ .. كَرَامِة الإِنْسَان أنْ يُدَافِعْ عَنْهُ الله وَسَنَرَى مَاذَا يَقُول الله عَنْ مُوسَى .. لَوْ إِتَّهَمَك أحَدٌ فِي أمْرٍ مَا بِالزُور أُصْمُتْ وَسَتَرَى مَاذَا تَكُون فِي عَيْنَيَّ الله .. وَلِنَرَى مَاذَا قَالَ هَارُون وَمَرْيَم عَنْ مُوسَى وَمَاذَا قَال الله عَنْهُ .. قَالَ الله أنَّ عَبْدِي مُوسَى أمِين عَلَى كُلَّ بَيْتِي أُكَلِّمَهُ فَماً إِلَى فَمٍ أمَّا أنْتُمْ فَأُكَلِّمَكُمْ بِالألْغَاز .. مُوسَى النَّبِي لَهُ صِفَة الحُلْم وَمَشْهُودٌ لَهُ مِنْ الله بِالأمَانَة وَالتَّقْوَى وَالإِسْتِقَامَة بَيْنَمَا هُوَ لَيْسَ كذَلِك فِي عَيْن النَّاس ﴿ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى .. فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلْجِ ﴾ ( عد 12 : 9 – 10) .. عَلاَمِة إِنْصِرَاف الله إِرْتِفَاع السَّحَابَة عَنْ الخَيْمَة وَإِذَا مَرْيَم بَرْصَاءِ كَالثَّلْجِ .. ﴿ فَالْتَفَتَ هَارُون إِلَى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ .. فَقَالَ هَارُون لِمُوسَى أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي لاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا الْخَطِيَّة الَّتِي حَمِقُنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا ﴾ ( عد 12 : 10 – 11) .. هَارُون قَالَ لِمُوسَى نَحْنُ الإِثْنَان قَدْ أخْطَأنَا .. جَيِّدٌ هُوَ الإِنْسَان الَّذِي لاَ يُدَافِعْ عَنْ نَفْسُه أمَام الله بَلْ يَعْتَرِفْ بِخَطَأُه .. نَفْس الكَلِمَة الَّتِي وَبَّخْ بِهَا الله دَاوُد النَّبِي وَقَالَ لَهُ ﴿ قَدِ انْحَمَقْتَ ﴾ ( 1صم 13 : 13) .. الخَطِيَّة فِي نَظَر الله حَمَاقَة وَغَبَاوَة ﴿ فَلاَ تَكُنْ كَالْمَيْتِ الَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ ﴾( عد 12 : 12) .. هَارُون يَقُول لِمُوسَى تَوَسَلْ إِلَى الله .. إِفْعَل أي شِئ لأِنَّ أُخْتِنَا قَدْ تَمُوْت مِنَّا .. مُوسَى لَمْ يُعَاتِبْهُمَا وَلَمْ يَفْتَح فَاه وَلَمْ تَخْرُج كَلِمَة رَدِيئَة مِنْ فَمِهِ لكِنَّهُ عِنْدَمَا رَأى مَرْيَم قَدْ أُصِيبَتْ بِالبَرَص لَمْ يُعَامِلْهُمَا بِالعِين بِالعِين وَالسِّنْ بِالسِّنْ بَلْ قَالَ ﴿ اللَّهُمَّ اشْفِهَا ﴾ ( عد 12 : 13) .. يَا الله أُسْتُرْنَا نَحْنُ خُدَّامَك لأِنَّهُ قَدْ يَقُول الشَّعْب هؤُلاَء هُمْ الأنْبِيَاء .. هؤُلاَء هُمْ الإِخْوَة مَعاً .. يَا الله أُسْتُرْنَا ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَلَوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقاً فِي وَجْهِهَا أَمَا كَانَتْ تَخْجَلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ .. تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ وَبَعْدَ ذلِكَ تُرْجَعُ ﴾ ( عد 12 : 14) .. الله يَقُول لِمُوسَى إِنْ وَبَّخٌ مَرْيَم أبُوهَا ألاَ تَخْجَل سَبْعَة أيَّام ؟!! .. قَدِيماً كَانَ البَصْقٌ فِي الوَجْه تَوْبِيخ فِي العَهْد القَدِيم لِذلِك بُصِقَ فِي وَجْه يَسُوع .. وَأيْضاً كَانَتْ الأرْمَلَة الَّتِي يَرْفُض الوَلِي الزَّوَاج مِنْهَا لإِقَامِة نَسْل لِلزُوج المُتَوَفِي كَانَتْ تَبْصِقٌ فِي وَجْه الوَلِي .. أي أنَّ البَصْقٌ كَانَ عَلاَمِة قَصَاص أمَرَ الله أنْ تُحْجَز مَرْيَم سَبْعَة أيَّام خَارِج المَحَلَّة ثُمَّ تَرْجَعْ .. ﴿ فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ﴾( عد 12 : 15) مُوسَى النَّبِي رَمْز لِلخَادِم .. عَلَى الشَّخْص أنْ لاَ يَدِينْ الخَادِم .. رَجُلْ الله لَهُ مَنْ يُدِينُه حَتَّى إِنْ كَانَ قَدْ رَأى فِيهِ تَصَرُّفْ خَطَأ وَلِنَرَى أنَّ الله لَمْ يَحْتَمِل أنْ يَتَكَلَّمْ مَرْيَم وَهَارُون عَلَى مُوسَى وَخَطَأُه الله ضَرَبَ مَرْيَم بِالبَرَص .. هذِهِ شَنَاعِة الخَطِيَّة وَالخَطِيَّة مَكْرُوهَة عِنْدَ الله .. إِرْتِفَاع السَّحَابَة إِشَارَة لإِرْتِفَاع حُضُور الله .. عِنْدَمَا تَدِينْ تَشْعُر أنَّ نِعْمَة الله قَدْ فَارَقَتَك .. الإِدَانَة خَطِيَّة مُرَّة لاَ تَتَكَلَّمْ عَنْ أحَدٌ لأِنَّ لَهُ مَنْ يَدِينُه .. ﴿ مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ .. هُوَ لِمَوْلاَهُ ﴾( رو 14 : 4 ) فِي بُسْتَان الرُّهْبَان قِصَّة تَحْكِي وَتَقُول أنَّ رَاهِبْ سَمَعْ عَنْ خَطِيِّة رَاهِبْ آخَر فَقَالَ ( أُوفْ ) .. وَتَكَلَّمْ مَعَ آخَر عَنْ خَطَايَا هذَا الرَّاهِبْ وَعِنْدَمَا عَادَ إِلَى قَلاَيَتُه وَجَدَ مَلاَك يَقِفْ عِنْدَ بَابْ القَلاَيَة وَيَسْألُه قَائِلاً الله يَسْألَك فِي أي مَكَانْ يَضَعْ الله هذَا الأخ ؟ .. إِنْ أخْطَأ إِنْسَان أُسْتُر عَلِيه لأِنَّهُ كَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا ﴾ ( يع 3 : 2 ) .. لِذلِك خَطِيِّة الإِدَانَة ثَمَنْهَا غَالِي أيْضاً مُوسَى النَّبِي يُشِير لِلعَهْد القَدِيم وَالوَصِيَّة .. مَرْيَم إِحْتَقَرَت مُوسَى كَثِيرُون يَحْتَقِرُون الوَصِيَّة .. عِنْدَمَا أحْتَقِر الإِنْجِيل وَأُهْمِلُه أخْرُج خَارِج الجَمَاعَة المُقَدَّسَة وَأُضْرَبْ بِالخَطِيَّة .. المَرْأة الكُوشِيَّة تَرْمُز لِلأُمَمْ كِنِيسِة العَهْد الجَدِيد .. سَوْدَاء وَجَمِيلَةٌ .. إِمْرَأة مَنْبُوذَة صَارَتْ زَوْجَة لِمُوسَى الَّذِي هُوَ رَمْز لِلْمَسِيح .. الْمَسِيح لَهُ المَجْد إِقْتَرَنْ بِالأُمَمْ كِنِيسِة العَهْد الجَدِيد فَتَكَلَّمْ عَلِيه إِخْوَتُه أي اليَهُودٌ وَقَالُوا سَيَدْخُل أُنَاس فَاعِلِي إِثْم دَاخِلْنَا نَحْنُ أبْنَاء الشَّرِيعَة عِنْدَمَا إِقْتَرَنْ مُوسَى النَّبِي بِالمَرْأة الكُوشِيَّة صَارَ مَرْفُوض مِنْ إِخْوَتُه لِذلِك أخْرَج الله اليَهُود مِنْ الحِسْبَة كُلَّهَا .. هكَذَا خَرَجَ اليَهُود خَارِج الكِنِيسَة سَبْعَة أيَّام ثُمَّ سَيَعُودُوا فِي مِلْء الزَّمَان كَمَا خَرَجَتْ مَرْيَم خَارِج المَحَلَّة سَبْعَة أيَّام ثُمَّ عَادَتْ .. مَرْيَم إِحْتَقَرَتْ مُوسَى وَاليَهُود إِحْتَقَرُوا الْمَسِيح نَفْسُه عَلَى أنَّهُ مَسِيح العَشَّارِينْ وَالزُّنَاة فَلَمْ يَتْبَعُوه .. تُطْرَدٌ مَرْيَم خَارِج المَحَلَّة سَبْعَة أيَّام ثُمَّ تَعُودٌ هكَذَا طُرِدَ اليَهُود حَتَّى يَأتِي مِلْء الزَّمَان فَيَعُودُوا مَرَّة أُخْرَى فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول لأِهْل رُومْيَة يَقُول ﴿ إِنْ كَانَ اللهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ .. وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ ﴾ ( رو 9 : 22 – 23 ) .. مُوسَى النَّبِي إِرْتَبَطْ بِالكُوشِيَّة فَاغْتَاظَتْ مَرْيَم أي اليَهُود هُوَ سَيَرْتَبِطْ بِالإِثْنَان لكِنْ اليَهُود رَفَضُوا ذلِك لِذلِك قَالَ ﴿ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ أَدْرَكُوا الْبِرَّ الْبِرَّ الَّذِي بِالإِيمَانِ .. وَلكِنَّ إِسْرَائِيلَ وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ ﴾( رو 9 : 30 – 31 ) .. أي الَّذِينَ عَاشُوا مَعَ مُوسَى أي مَرْيَم وَهَارُون وَيَسْعَيَان مَعَهُ فِي أثَر البِرِّ لَمْ يُدْرِكَا البِرِّ بَيْنَمَا المَرْأة الكُوشِيَّة أدْرَكَتْ .. ﴿ أَنَّ القَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيّاً لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ .. وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ ﴾ ( رو 11 : 25 – 26 ) .. القَسَاوَة قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِياً أي مَرْيَم وَهَارُون .. لكِنْ هَلْ سَيُخَاصِمْ مُوسَى مَرْيَم وَهَارُون إِلَى النِّهَايَة ؟ .. لاَ .. لأِنَّ الأمَّة اليَهُودِيَّة هِيَ شَعْب الله لِذلِك لَنْ يَنْسَاهُمْ الله لأِنَّهُمْ أبْنَاء إِبْرَاهِيم وَإِسْحَق وَيَعْقُوب .. ﴿ لأَِنَّ هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ ﴾ ( رو 11 : 29 ) .. لِذلِك سَتَخْرُج مَرْيَم سَبْعَة أيَّام فَقَطْ خَارِج المَحَلَّة ثُمَّ تَعُودٌ وَكَأنَّ شَيْء لَمْ يَحْدُث .. هكَذَا سَيَعُودٌ اليَهُود إِلَى حِضْن الله العَجِيب أنَّ مُوسَى النَّبِي صَرَخَ وَتَشَفَّعْ عَنْ مَرْيَم أمَام الله رَغْم أنَّهُ هُوَ المُدَان مِنْهَا .. هكَذَا الْمَسِيح وَهُوَ عَلَى الصَّلِيب تَضَّرَع مِنْ أجْل اليَهُود الَّذِينَ صَلَبُوه وَالَّذِينَ جَدَّفُوا عَلِيه وَقَالَ ﴿ يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ ﴾ ( لو 23 : 34 ) .. هُمْ تَكَلَّمُوا عَلِيه وَقَالُوا لَوْ كَانَ نَبِي لَعَلَمَ مَنْ هذِهِ المَرْأة وَمَا حَالَهَا إِنَّهَا خَاطِئَةٌ ( لو 7 : 39 ) .. وَقَالُوا إِنْ كَانَ إِبْن الله فَلْيَنْزِل عَنْ الصَّلِيب ( مت 27 : 40 ) .. أمَّا هُوَ فَكَانَ يَشْفَعْ فِيهُمْ .. الله يَقُول لِمَرْيَم وَهَارُون أنَا أتَكَلَّم مَعَ الأنْبِيَاء بِالرُؤْيَا لكِنْ مَعَ مُوسَى أتَكَلَّمْ فَماً إِلَى فَمٍ وَبِالعَيَان لَيْسَ بِالألْغَاز .. نَحْنُ كَشَفَ لَنَا الله فِي إِبْنِهِ يَسُوع كُلَّ الأسْرَار الَّذِي مُذَخَّر فِيهِ كُلَّ كُنُوز النِّعْمَة .. وَالإِعْلاَنَات الإِلَهِيَّة ظَهَرَتْ فِيهِ هُوَ زَوَاج مُوسَى مِنْ المَرْأة الكُوشِيَّة هُوَ إِقْتِرَان رَبَّ المَجْد يَسُوع بِكِنِيسِة الأُمَم إِلَى أنْ يَعُودٌ اليَهُودٌ الشَّعْب كُلُّه تَعَطَّل بِسَبَبْ مَرْيَم عِنْدَمَا عُزِلَتْ سَبْعَة أيَّام .. أي مُمْكِنْ إِنْسَان خَاطِئ يِعَطَّل الكِنِيسَة وَبَار يِرْفَعْ غَضَبْ عَنْ شَعْب كَمَا بِصَلاَة الأنْبَا بُولاَ .. وَكَمَا قَالَ ﴿ طُوفُوا فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَانْظُرُوا وَاعْرِفُوا وَفَتِّشُوا فِي سَاحَاتِهَا هَلْ تَجِدُونَ إِنْسَاناً أَوْ يُوْجَدُ عَامِلٌ بِالْعَدْلِ طَالِبُ الْحَقِّ فَأَصْفَحَ عَنْهَا ﴾ ( أر 5 : 1) .. أي وَاحِدٌ خَاطِئ يُعَطِّل الكِنِيسَة لأِنَّ الخَطِيَّة مُوَجَّهَة إِلَى ثَلاَثَة الله وَالنَّفْس وَالكِنِيسَة .. لِذلِك خَاطِئ وَاحِدٌ يَجْلِب غَضَبْ الله عَلَى شَعْب وَبَار وَاحِدٌ يَعْفُو عَنْ شَعْب إِعْتَذَرٌ هَارُون وَالجَيِّدٌ أنَّهُ بَعْد إِنْتِهَاء المَوْقِفْ مُوسَى النَّبِي لَمْ يُعَاتِبْ مَرْيَم وَهَارُون بِكَلِمَة وَمَرْيَم وَهَارُون فِي خِزْي .. ﴿ وَلَمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَمُ وَبَعْدَ ذلِكَ ارْتَحَلَ الشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ ﴾ ( عد 12 : 15 – 16) * فَارَان * مَعْنَاهَا * الفَمْ المَفْتُوح * .. أي اليَهُودٌ أوْ مَرْيَم الَّذِينْ تَعَطَّلُوا لَمَّا يَدْخُلُوا يَتَمَتَّعُوا بِالفَمْ المَفْتُوح أي شَرِكَة التَّسْبِيح أوْ الشَرِكَة المُقَدَّسَة .. وَبَعْد ذلِك يَذْهَبُون إِلَى بَرِّيَّة قَادِش .. وَقَادِش تَعْنِي مُقَدَّس .. أي سَيَتَمَتَّعُوا بِالشَرِكَة المُقَدَّسَة رَفَضَ اليَهُودٌ عُطْل الكِنِيسَة اليَهُودِيَّة سَبْعَة أيَّام أي كَمَال الأزْمِنَة وَلكِنْ سَيَعُودُوا إِلَى حِضْن الله لِيَرْتَحِلاَ مَعاً الكَنِيسَتَان اليَهُودٌ وَالأُمَمْ لِيَسْتَمْتِعَا بِالشَرِكَة المُقَدَّسَة .. وَكَمَا يَقُول الكِتَاب ﴿ لأَِنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُوماً ﴾ ( أف 2 : 18) .. أي كَنِيسِة اليَهُودٌ وَالأُمَمْ .. أفْرَح بِالله رَغْم إِنِّي كُوشِيَّة لكِنَّهُ إِقْتَرَنَ بِي .. وَكَمَا يَقُول الآبَاء أنَّنَا صِرْنَا سَبَبْ كَلاَم لله .. رَغْم عَدَم إِسْتِحْقَاقَنَا إِرْتَبَطَ الله بِنَا .. رَغْم إِنِّي سَوْدَاء لكِنَّهُ يَقُولُ لِي ﴿ كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ ﴾ ( نش 4 : 7 ) رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدٌ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 3507

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل