انا فى الآب والآب فى

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين.
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح (10) وهنا يقول لهم "إن لم تؤمنوا بي فآمنوا بأعمالي لتعلموا وتؤمنوا أني أنا في الآب والآب في"، في الحقيقة في يوحنا (١٠) ستجد حوار قبلها هو سبب استكمال حديث الجزء الذي قرئ علينا،أنه كان قد قال لهم "أني أنا والآب واحد" وبعدما قال ذلك أرادوا أن يرجموه عندما قال أنا والآب واحد، فهنا قال لهم إن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال التي عملتها لكي تؤمنوا أني أنا في الآب والآب في في الحقيقة استيعاب فكرة أن الله يصير إنسان صعبة قليلاً على عقل البشر صعب إدراكها، صعب استيعابها، صعب تصديقها لكنها بالإيمان،وقال ذلك أنه "لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب إلا بالروح القدس" تريد إدراك لحقيقة إلهية،ما هي؟ أن الله من أجل محبته للإنسان لا يتركه يهلك، فماذا فعل؟ أتى بنفسه وأخذ شكل إنسان لينقذ الإنسان لأنه كان من غير الممكن أن ينقذ الإنسان دون أن يأخذ شكل إنسان، غير ممكناً أن ينوب على الإنسان دون أن يأخذ شكل إنسان، غير ممكناً أن يرفع ذنب الإنسان إلا عندما يأخذ شكل الإنسان،لذلك يقول "والكلمة صار جسدا وحل بيننا"، لكن في الحقيقة كان استيعاب هذا الأمر صعب، لكن سوف تجد كثيراً في الكتاب المقدس آيات تثبت أنه الله لكن في الحقيقة سوف تجد آيات أخرى تثبت أنه إنسان وهذا الذي من الممكن أن يفعل بعض التشتت، لكن لابد أن نعلم أنه كان يؤكد على لاهوته وأيضاً كان يؤكد على ناسوته فتجد تارة يقول لهم"أنا هو خبز الله النازل من السماء المعطي حياة للعالم"، كلام صعب جداً، وتارة يقول لهم "أنا في الآب والآب في"، وتارة أخرى يقول لهم "أنا والآب واحد"، نجد هذا الكلام قد يكون إدراكه صعب، فمن أنت؟! قال من رآني فقد رأى الآب، لكن فهل نحن بذلك أمام الله؟ نعم أنت أمام الله، بعد قليل نجده يجوع، يعطش، يتألم، يحزن، يكتئب،ونجده هو نفسه يقول "أبي أعظم مني" فنسأل في أنفسنا أنت كنت تقول أني أنا والآب واحد، وهنا تقول أبي أعظم مني!، أقول لك هو كان يؤكد على لاهوته وأيضا يؤكد على ناسوته، لابد أن نعلم أنه من أجل التدبير ومن أجل خلاصنا،"هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء"، من أجل خلاصنا هو جاء ولأنه هو الله ولأنه هو القادر على كل شيء فهو يمكن أن يكون إنسانا، ذات مرة كان هناك مدرس في فصل غير مستوعب أن الله يكون إنسان ويظل يقول أن الله كيف يلد ويكون له ابن وكيف ينزل على الأرض وكيف يكون إنسان وكيف نعبد إنسان، فكان يظل يتحدث بهذا الشكل حتى جاء طفل في ابتدائي (تقريبًا في الصف الثالث أو الرابع الابتدائي) قال له استاذ هل الله يقدر على كل شيء؟ فأجابه نعم يستطيع، فسأله هل الله يستطيع أن يجعل البحر يابسة وأرض؟ قال له نعم يستطيع، فسأله هل الله يستطيع أن يجعل المطر يمطر في الصيف؟ قال له نعم يمكن،فسأله هل الله يستطيع أن يجعل الملحدين يؤمنوا؟ قال له نعم يمكن، ظل يسأله بعض الأسئلة الكثيرة عن الطبيعة والحياة هل الله يستطيع أن يجعل الزرع ينمو في وقت صغير؟ قال نعم يستطيع، فسأله هل الله يستطيع أن يكون إنسان؟ فصمت المدرس،بالطبع نعم يستطيع أن يكون إنسان،نحن لا نقول أنه إنسان يصير إله لا بل هو إله صار إنسان، لذلك يا أحبائي هنا قال لهم إن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال،أنتم ماذا رأيتم؟، هل أنتم حضرتم معجزة اشباع الجموع؟، هل أنتم رأيتم كم من الخبز قدم لي؟ خمس خبزات وسمكتين،وهل هذا يمكن؟ لا يمكن، وكم كان عدد الحاضرين؟ خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والأطفال أي يمكن أن يتعدى العشرة آلاف،فهل هؤلاء العشرة آلاف لم يقصوا على باقي الشعب؟ نعم قصوا عليهم،إذن فماذا صدق الكل؟ أنه إنسان لكن فوق الإنسان، إنسان فوق الطبيعة،وكذلك من منكم يعرف لعازر؟ كثيراً مننا يعرفه، فهل تعرفون أن لعازر الآن حي بعدما مات؟، هل أنتم حضرتم جنازته؟ فمن منكم جاء إلى القبر؟،من منكم سمعني وأنا أقول لعازر هلم خارجاً؟، فمن أنا؟!، وكذلك أيضاً من منكم حضر عرس قانا الجليل؟، ملئتم لي الأجران ماء جعلتها خمر، من الذي حضر هذه المعجزات؟، ومن رأى تهدئة البحر؟، فإذن أنا من أكون؟!
لذلك يا أحبائي الله بالفعل من أجل خلاصنا بالتدبير أراد أن يكون إنسان ليخلصنا لأنه لا يمكن أن يخلصنا وهو بعيد عنا فكان لابد أن يقترب مننا وكان لابد أن يأخذ شكلنا ليس فقط شكلنالكن طبعنا أيضاً حتي أنه أخذ ضعفنا ماعدا الخطية، ما معنى ضعفنا؟ أي أننا نجوع،ونتعب، ونحزن، فهو أخذ كل ما فينا لدرجة أننا في بعض الأشياء نقول لا يصح أننا نقول على الله أنه حزن، أنه تعب، أنه جاع لا فهذا الكلام كله ليس جيداً نحن نريد أن نحذف هذا الكلام كله أحد القديسين قال بكل قوة "ما لم يؤخذ لم يخلص"،الشيء الذي لم يؤخذه لم نتخلص منه، فعندما أقرأ شيء هكذا وأشعر أنني لا أستطيع استيعابها لأنه في الحقيقة صعب أن أصدقها على الله عندما يقال أنه حزن أو جاع أو تعب، ماذا أقول؟ أقول لك تكتب أمامها كلمة وتذكرها دائمًا وقل هذا من أجلي ونيابة عني، لماذا أصبح هكذا!، لماذا شكله أصبح هكذا!، لماذا أصبح ضعيف هكذا!،لماذا هو محتمل الإهانة!، لماذا هو موضع سخرية؟!،هل الله يكون هكذا؟ لا فهذا الكلام ليس حسنا غير صحيح، حينئذ قل هذا من أجلي ونيابة عني إذن يا أحبائي لابد أن نكون على يقين أن ربنا يسوع المسيح جاء هنا وقال لهم"أنا في الآب والآب في"، لابد أن نعرف أن كل الصفات الإلهية موجودة فيه وأيضاً كل الصفات الإنسانية موجودة فيه، يتألم فهو يتألم،يمرض فهو يمرض أيضًا، لديه مشاعر فهو قال لك أنه اكتئب، مرة أخرى يقول لك أنه حزن،لذلك الكنيسة تصلي وتقول "تجسد وتأنس"، ما الفرق بين التجسد والتأنس؟، التجسد هو الجسد، والتأنس هو الطبيعة البشرية، فهو أخذ جسدا أيضاً أخذ معه طبيعة جسدية كاملة بكل ما فيها من ضعفات، لماذا؟ لينوب عنا، ليحمل طبيعتنا البشرية في نفسه فيعطينا طبيعته الإلهية مثلما قال القديس أثناسيوس"أخذالذي لنا وأعطانا الذي له" أخذ خطايانا وأعطانا بره، لدرجة أنه قبل الآلام وليس فقط الآلام بل هو قبل الذي هو أصعب من الآلام من أجلنا، قبل الموت، كنت أتحدث مع أطفال ابتدائي يوم عيد القيامة ثم قلت لهم ربنا يسوع مات فجميعهم أجابوني وقالوا لا، فسألتهم مرة أخرى أجابوا لا بصوت مرتفع،فشعرت أني فعلت مشكلة فقلت لهم هل هو يمكن أن يقوم دون أن يموت؟ فأجابوا جميعهم لافقلت لهم إذن هو مات لكي يقوم، هو مات ليغلب الموت رغم أننا نقول قدوس الله قدوس القوي قدوس الحي الذي لا يموت، إلا أن غير المائت مات ولكن لماذا مات؟ مات من أجلنا، مات من أجل خلاصنا، مات بالتدبير، مات نيابة عنا،إذن عندما نجد صفات لا نستطيع أن نستوعبها عنه كإله نقول بالتدبير، هذا من أجلي ونيابة عني، لذلك هنا قال لهم "إذا لم تؤمنوا بي فأمنوا بالأعمال"، والأعمال كلها ظاهرة والأعمال كلها واضحة، في النهاية سمعوا وشاهدوا وتأكدوا أن الذي مات وصلب قد قام، فذلك من يكون؟!، بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية ربنا يعلن لنا ذاته لكي نسبحه ونمجده كإله، ونقول له قدوس الله قدوس القوي قدوس الحي الذي لا يموت.ربنا يبارك حياتكم ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عدد الزيارات 380

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل