رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ اِلَى اهْلِ رُومِيَةَ ج1

Large image

أوَّلاً أُرِيد أنْ أقولَ لَكُمْ جمِيلَ جِدّاً أنْ ندرِس رسائِلَ الكِتاب المُقدَّس لأِنَّها هِى الوسائِل الَّتِى تُعرِّفنا عَلَى الفِكر الرسُولِى00وَكنِيستنا إِسمها كنِيسة رسُولِيَّة00فيجِب أنَّ الكنِيسة الرسُولِيَّة تحيا بِفِكر وَمنهج وَحياة آبائِنا الرُسُلَ وَتأخُذ مِنْ الرسائِلَ الرِسَالَة إِلَى رُومِيَةَ هِى مِنْ أهم رسائِلَ مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ وَبعض الآباء بِيُطلِقوا علِيها إِنجِيلَ بُولُسَ00ففِكر وَعقِيدة وَإِيمان وَكِرازِة بُولُسَ تتلخص فِى رِسالة رُومِيَةَ وَلِذلِكَ مِنْ المشاكِلَ الَّتِى تُصادِفنا فِيها الأشياء العسِرة الفهم وَهِى رِسالَة لِعامة النَّاس وَهِى وُضِعت كأوَّلَ رِسالَة وَلكِنَّها فِى الحقِيقة ليست أوَّلَ رِسالَة وَلكِنْ وُضِعت فِى بِدايِة رسائِله لأِنَّ فِكر وَمنهج وَعقِيدة بُولُسَ الرَّسُولَ وُضِع فِيها00 فأوِلَ رسائِلَ بُولُسَ الرَّسُولَ هِى تسالُونِيكِى الأُولى وَالثَّانِية رِسالة رُومِيَةَ كُتِبت حوالِى سنة 57 أوْ58 وَكُتِبت فِى كُورنثُوس كتبها بُولُسَ الرَّسُولَ وَهُوَ لَمْ يذهب لأِهل رُومِيَةَ00وَلأِهميتها وُضِعت أوَّل رِسَالَة وَهِى رِسَالَة عمِيقة جِدّاً وَفِكرها الرُّوحِى عالِى جِدّاً وَقُوَّة تعالِيم القِدِيس يُوحنا فم الذَّهب أساس فِكرها هِى مِنْ رسائِلَ وَفِكر مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ00وَيُقالَ كثِيراً أنَّ القِدِيس يُوحنا فم الذَّهب حِينما كَانَ يقرأ رسائِلَ بُولُسَ الرَّسُولَ كَانَ يجلِسَ بِجواره القِدِيس بُولُسَ الرَّسُولَ مِنْ كثرة محبَّتِهِ لِتعالِيم القِدِيس بُولُسَ00وَكَانَ يقرأ رِسالة رُومِيَةَ مرتين فِى الأسبُوع0
كيف دخلت الرِسَالَة المسِيحِيَّة لِرُومِيَةَ ؟
فِى يوم حلُولَ الرُّوح القُدُسَ00فِى أعمالَ الرُسُلَ 2 : 8 – 11 يقُولَ لنا الكِتاب : [ فكيف نسمعُ نحنُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لُغتهُ الَّتِي وُلِد فِيها0فرتِيُّونَ وَمَادِيُّونَ وَعِيلاَمِيُّونَ وَالسَّاكِنُونَ ما بينَ النَّهرينِ وَاليهُودِيَّة وَكبَّدُوكِيَّةَ وَبُنتُسَ وَأسيَّا وَفرِيجِيَّةَ وَبِمفِيلِيَّةَ وَمِصْرَ وَنواحِي لِيبِيَّةَ الَّتِي نحو القيروانِ وَالرُّومانِيُّونَ المُستوطِنُونَ يهُود وَدُخَلاءُ كِرِيتِيُّونَ وَعُرب نسمعُهُمْ يتكلَّمُونَ بِألسِنتِنا بِعظائِمِ اللهِ ]00ثلاثُمائة نَفْسَ كانُوا موجُودِينَ مِنْ مُختلِف الأماكِنْ00وَكُلّ واحِد مِنْ هؤلاء ألـ 300 رجع إِلَى بلده وَ إِبتدأ يعملَ نواه لِلمسِيحِيَّة00وَرُوما إِبتدأت فِيها الكِرازة مِنْ هؤلاء النَّاسَ الَّذِين سمعوا عِظة بُطرُسَ الرَّسُولَ فِى يوم حلُولَ الرُّوح القُدُسَ00وَبُولُسَ الرَّسُولَ إِبتدأ يُرسِلَ لِكُلّ الكنائِس حَتَّى وَإِنْ كَانَ لَمْ يكرِز لها00وَمِنْ بين هذِهِ الكنائِسَ هِى رُوما0
الأصْحَاحُ الأوَّلُ :-
[ لأِنِّي مُشتاق أنْ أراكُمْ لِكي أمنحكُمْ هِبةً رُوحِيَّةً لِثباتِكُمْ ] ( 1 : 11 )[ ثُمَّ لستُ أُرِيدُ أنْ تجهلُوا أيُّها الإِخوةُ أنَّنِي مِراراً كثِيرةً قصدتُ أنْ آتِي إِليكُمْ0وَمُنِعتُ حَتَّى الآنَ ] ( 1 : 13 ) تعبِيراته مُهذَّبة جِدّاً فَهُوَ مُنِع لأِنَّهُ كَانَ مسجُون فَهُوَ لاَ يُثِير عطف النَّاسَ00تعبِيراته بِإِستمرار تعبِيرات تُفِيد المعنى وَفِى نَفْسَ الوقت لاَ تُهيِّج المشاعِر00وَبِإِستمرار بُولُسَ الرَّسُولَ بِيعملَ مُقَّدِمات جمِيلة00وَفِى البِداية يُحِب أنْ يستخدِم المحبَّة فِى كسب الآخرِين00لاَ يُحِب أنْ ينتهِر فيقُولَ فِى عدد 9 [ فَإِنَّ اللهَ الَّذِي أعبُدُهُ بِرُوحِي فِي إِنجِيلِ ابنِهِ شاهِد لِي كيف بِلاَ انقِطاعِ أذْكُرُكُمْ ]فإِنَّ ربَّنا يشهدُ عَلَىَّ00صدِّقُونِى يا إِخوتِى أنَّكُمْ أنتُمْ فِى قلبِى00وَبِإِستمرار أذكُركُمْ فِى صلواتِى00[ أوَّلاً أشكُرُ إِلهِي بِيسُوعَ المسِيحِ مِنْ جِهةِ جمِيعِكُمْ أنَّ إِيمانكُمْ يُنادِي بِهِ فِي كُلِّ العالم ] ( عدد 8 )00فَهُوَ يقُولُ لَهُمْ أنَّ كنِيستكُمْ كنِيسة جمِيلة0
هدف كِتابِة الرِسَالَة :-
الكنِيسة مملوءة مؤمِنِين وَلكِنْ مِنْ فِئات مُختلِفة فتوجد ثَلاَثَ فِئات فِى الكنِيسة وَهُمْ :-
1/ اليهُود :-
وَهُمْ الأسباط وَمِنْ نسلَ إِبراهِيم وَهُمْ النَّامُوسِيين وَالكتبة وَيقُولَ لَهُمْ بُولُسَ الرَّسُولَ أنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ لَهُمْ الوعُود00وَمُشكِلتهُمْ أنْ أخذوا هذِهِ المُميِزات كمُميِزات نَفْسِيَّة وَلكِنْ لَمْ يعملوا بِها فافتخرُوا بِها وَلكِنْ فِى داخِلهُمْ لَمْ ينَّفِذُوها0
2/ الأُمم :-
وَهُمْ عبدِة الأوثان وَهُمْ بِلاَ إِله وَأطلقُوا العنان لِشهواتِهِمْ00وَأى شئ يُقَّوِم الإِنسان هُوَ شئ لاَ يُطِيعُونه أبداً00وَاعتبرُوا أنَّ دِينهُمْ هُوَ القُوَّة وَالسُلطة وَالعُنف00وَلإِرضاء آلِهتهُمْ كانُوا يُقَّدِموا لها نجاسات00وَلِذلِكَ فَهُمْ جماعة أهانُوا الله وَبُولُسَ يُثبِت أنَّ اليهُود أيضاً هُمْ جماعة أهانُوا الله00فاليهُودِى كَانَ يقِف فِى الكنِيسة بِجوار الأُممِى00وَكَانَ اليهُودِى يشعُر أنَّهُ لَهُ فضل كبِير00وَينظُر لِلأُممِى نظرة إِحتقار وَنظرة دنِيئة جِدّاً وَأنَّهُمْ لابُد أنْ يأخُذوا الأماكِن الحسَّاسة فِى الكنِيسة وَلابُد أنْ يكُون مِنْهُمْ أساقِفة00فكان هذا هُوَ شعُور اليهُودِى00وَالأُمم شعرُوا أنَّ الكنِيسة هِى ليست لَهُمْ وَأبتدأوا يشعُروا بِغُربة فِى الكنِيسة00فكُلّ هذِا أثار غِيرة بُولُسَ وَإِبتدأ يتدخَّل فِى المُشكِلة بِحِكمة عالية جِدّاً00وَسنرى كيف أنَّ رُوح ربِنا أعطاهُ الإِرشاد0
3/ خائِفِى الله :-
وَهُمْ جماعة مِنْ الأُمم وَليسُوا مِنْ اليهُود00وَلكِنْ ضمائِرهُمْ كانت ترفُض ما يفعلهُ الأُمم00فيقُولُوا أيُعقل أنْ تكُون عِبادتِى فِيها زِنى وَأنْ أعبُد وثن !! وَهُمْ فِى نَفْسَ الوقت أُعجِبُوا بِقِيم اليهُود لأِنَّها عَلَى الأقل تقُولَ [ لاَ تزنِي00لاَ تسرِق ]00وَلكِنْ الَّذِى مِنْ فِئة خائِفِى الله عِندما تدَّخلَ أكثر مَعَْ اليهُود وجدهُمْ أنَّهُمْ بِيعبُدوا الله بِحسب الشكل فقط وَليس بِحسب الجوهر00وَمِنْ هذِهِ الفِئة لِيدية بائِعة الأرجوان الَّتِى مدحها الكِتاب المُقدَّسَ بِأنَّها إِنسانة تقِية فَهِى ليست يهُودِيَّة وَ لاَ أُممِيَّة بُولُسَ الرَّسُولَ كتب رِسالته لِيرفع معنوِيات الأُمم وَفِى نَفْسَ الوقت لِيفهمْ اليهُود حقِيقتهِمْ00فإِبتدأ الأُمم يُعيِّرُوا اليهُود وَيقُولُوا لَهُمْ أنتُمْ قتلتُمْ الأنبياء وَنحنُ معذُورِين لأِنَّ لَمْ يكُنْ لنا نامُوس00وَاليهُود يقُولُوا لِلأُممِيين أنتُمْ عابِدِى أوثان فبُولُسَ الرَّسُولَ حبَّ أنْ يُعالِج هذا الأمر00فمدحهُمْ فِى الأوِلَ وَقَالَ لَهُمْ[ أنَّ إِيمانكُمْ يُنادى بِهِ فِي كُلِّ العالم ] ( 1 : 8 ) وَأنظُرُوا لُطف بُولُسَ فيُعَّبِر لَهُمْ عَنْ محبَّتِهِ لَهُمْ بِأنَّهُ يذكُرهُمْ فِى صلواته بِلاَ إِنقطاع0
الأصْحَاحُ الأوَّلُ :-
بُولُسَ بِيشرح حالة الأُمم00وَفِى البِداية بِيهاجِمْ الأُمم وَلَمْ يُهاجِمْ اليهُود وَإِنْ كَانَ هاجِم الأُمم فِى أصْحاح فإِنَّهُ هاجم اليهُود فِى عَشَرَةَ فيُكلِّم الأُمم وَيقُولَ لَهُمْ لاَ تعتقِدوا وَتقُولُوا أنَّكُمْ لَمْ تعرِفُوا ربِنا وَلَمْ يكرِز لَكُمْ أحداً00[ لأِنَّ غضبَ اللهِ مُعلن مِنَ السَّماءِ عَلَى جمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثمِهِمِ ]( 1 : 18 )00فغضب ربِنا ليس فقط عَلَى اليهُودِى وحدهُ أوْ عَلَى الأُممِى وحدهُ وَلكِنَّهُ مُعلن عَلَى الجمِيع [ الَّذِينَ يحجُزُونَ الحقَّ بِالإِثمِ0إِذْ معرِفةُ اللهِ ظاهِرة فِيهُمْ لأِنَّ اللهَ أظهرها لَهُمْ ]( 1 : 18 – 19 )00فهُمْ جعلُوا الحقَّ وراء ظهرِهِمْ وَيعِيشُون فِى الإِثم وَربِنا قَدْ عرَّفهُمْ نَفْسَه ثُمَّ يقُولَ آية مُهِمَّة جِدّاً [ لأِنَّ أُمورهُ غير المنظُورةِ تُرَى مُنذُ خلقِ العالمِ مُدركةً بِالمصنُوعاتِ قُدرتهُ السَّرمدِيَّةَ وَلاَهُوتهُ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذرٍ ] ( 1 : 20 )00فالأُمور الَّتِى لَمْ أستطِع أنْ أفهمها مُمكِنْ أنْ أعرِفها مِنْ مصنُوعات ربِنا00فغِياب الشَّمس وَتحكُّمِهِ فِى البِحار وَأعماق البِحار وَتحكُّمِهِ فِى الكواكِب وَكون أنَّهُ يوجد هواء مُتاح لِكُلِّ النَّاسَ فهذا كُلَّه يدُلَ عَلَى وجُود الله00وجُود الماء وَنمو الزرع كُلّ هذا جعل قُدره ربِنا مُدركة بِالمصنُوعات فيُمكِنْ أنْ أعرِف ربِنا بِالمصنُوعات00[ مُدركةً بِالمصنُوعاتِ قُدرتهُ السَّرمدِيَّةَ ]00" سرمدِيَّة "يعنِى " أزلِيَّة أبدِيَّة "00فالشَّمس سرمدِيَّة فَهِى أزلِيَّة أبدِيَّة00فأمور الله سرمدِيَّة لأِنَّها مِنْ صنائِع الله00[ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذرٍ ][ لأِنَّهُمْ لَمَّا عرفُوا اللهَ لَمْ يُمجِّدُوهُ أوْ يشكُرُوهُ كَإِلهٍ ] ( 1 : 21 )00وَعِندما يُكلَّمهُمْ عَنْ عِبادة الأوثان يقُولَ لَهُمْ [ وَأبدلُوا مجد الله ِالَّذِي لاَ يفنى بِشِبهِ صُورةِ الإِنسان الَّذِي يفنى وَالطُّيُورِ وَالدَّوابِّ وَالزَّحَّافاتِ ] ( 1 : 23 )00فكُلّ هذِهِ آلِهة وثنِيَّة وَبدلاً مِنْ أنْ يُمجِّدُوا الله عبدُوا الطير[ لِذلِكَ أسلمهُمُ اللهُ أيضاً فِي شهواتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجاسةِ لإِهانةِ أجسادِهِمْ بين ذواتِهِمِ0الَّذِينَ استبدلُوا حقَّ اللهِ بِالكذِبِ وَاتقوا وَعبدُوا المخلُوقَ دُونَ الخالِقِ ]( 1 : 24 – 25 )00فعِندما إِبتدأ بُولُسَ يُكلِّمهُمْ قَالَ لَهُمْ أنتُمْ عبدتُمْ المخلُوق دُون الخالِق فأنتُمْ ماضِيكًُمْ سيئ جِدّاً00فَهُوَ بِيُظهِر دناءة الأُمم وَبعد ذلِكَ سيُظهِر شكلِيَّة اليهُود لأِنَّهُ يُرِيد أنْ يُظهِر بِر المسِيح00فَهُوَ يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُمْ لاَ أنا صالِحاً وَ لاَ أنت صالِحاً وَلكِنْ هُوَ بِر المسِيح فَلاَ تقُولَ أنا أفضل أوْ أنت أفضللِذلِكَ يقُولَ لَهُمْ أنتُمْ تعِيشُون فِى فُجُور وَخطايا00[ لأِنَّ إِناثهُمُ استبدلن الاِستِعمالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعةِ0وَكذلِكَ الذُّكُورُ أيضاً تارِكِينَ استِعمال الأُنثى الطَّبِيعِيَّ اشتعلُوا بِشهوتِهِمْ بعضِهِمْ لِبعضٍ فاعِلِين الفحشاء ذُكُوراً بِذُكُورٍ وَنائِلِين فِي أنْفُسِهِمْ جزاءَ ضَلاَلِهِمِ المُحِقَّ ] (1 : 26 – 27 )00أنتُمْ إِبتدأتُمْ تفعلُوا خطايا وَشِرُور قبِيحة جِدّاً ثُمَّ يقُولَ لَهُمْ آية خطِيرة جِدّاً وَصعبة جِدّاً [ وكما لَمْ يستحسِنُوا أنْ يُبقُوا اللهَ فِي معرِفتِهِمْ أسلمهُمُ اللهُ إِلَى ذِهنٍ مرفُوضٍ لِيفعلُوا مَا لاَ يلِيقُ ] ( 1 : 28 )00فَهِى تُلَّخِصَ الأصْحَاح كُلّه00فأنتُمْ لَمْ تُحِبُّوا أنْ تجعلُوا الله فِى أذهانِكُمْ " لَمْ تستحسِنُوا " وَأحببتُمْ أنْ تفعلُوا الخطايا وَالفجُور وَالشَّهوات وَلِذلِكَ ربِنا ترككُمْ لِذهنٍ مرفُوض0
الأصْحَاحُ الثَّانِي :-
إِبتدأ يلتفِت لِليهُود وَيُكلِّمهُمْ بِطرِيقة لطِيفة وَقَالَ لَهُمْ [ لِذلِكَ أنتَ بِلاَ عُذرٍ أيُّها الإِنسانُ كُلُّ مَنْ يَدِينُ0لأِنَّكَ فِي مَا تدِينُ غيركَ تحكُمُ عَلَى نَفْسِكَ ] ( 2 : 1 )00فَهُوَ يقصِد هُنا اليهُودِى الَّذِى يدِين الأُممِى لأِنَّكَ فِيماتدِين غيركَ تحكُمُ عَلَى نَفْسِكَ00[ لأِنَّكَ أنتَ الَّذِي تدِينُ تفعلُ تِلَكَ الأُمُورَ بِعينِها ]00فأنتَ تفعلُ نَفْسَ الأُمُور[ أفتظُنُّ هذا أيُّها الإِنسانُ الَّذِي تدِينُ الَّذِينَ يفعلُونَ مِثْلَ هذِهِ وَأنتَ تفعلُها أنَّكَ تنجُو مِنْ دينُونةِ اللهِ ] ( 2 : 3 )00وَالآية الجمِيلة فِى عدد 4 [ أمْ تستهِينُ بِغِنىَ لُطفِهِ وَإِمهالِهِ وَطُولِ أناتِهِ غير عالِمٍ أنَّ لُطفَ اللهِ إِنَّما يقتادُكَ إِلَى التَّوبةِ ]00يقُولَ لِليهُود أنَّ ربِنا مُتمهِل علِيكُمْ بِصبرٍ عجِيب00فالمفرُوض أنْ تكُونُوا قِدِيسِين وَبِلاَ لومٍ فهل أنت بِتستهِين بِغِنى وَلُطف ربِنا00فربِنا صابِر علِيكَ أكثر مِنْ الأُممِى[ وَلكِنَّكَ مِنْ أجلِ قساوتِكَ وَقلبِكَ غيرِ التَّائِبِ تذخَرُ لِنَفْسِكَ غضباً فِي يومِ الغضبِ وَاستِعلاَنِ دينُونةِ اللهِ العادِلةِ ] ( 2 : 5 )00[ الَّذِي سيُجازِي كُلَّ واحِدٍ حسبَ أعمالِهِ ]( 2 : 6 )00[ أمَّا الَّذِينَ بِصبرٍ فِي العملِ الصَّالِحِ يطلُبُونَ المجد وَالكرامة وَالبقاء فَبِالحيوةِ الأبدِيَّةِ ] ( 2 : 7 )00فأعمالَكَ هِى الَّتِى ستُبرِركَ وَربِنا سيُكافِئكَ حسب أعمالَكَ فابتدأ مُعلِّمنا بُولُسَ يقُولُ فِى عدد 8 – 9[ وَأمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أهلِ التَّحزُّبِ وَ لاَ يُطاوِعُونَ لِلحقِّ بَلْ يُطاوِعُونَ لِلإِثمِ فسخط وَغضب شِدَّة وَضِيق عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنسانٍ يفعلُ الشَّرَّ ]00ثُمَّ قَالَ كلِمة صعبة جِدّاً [ اليهُودِيِّ أوَّلاً ثُمَّ اليُونانِيِّ ] ثُمَّ يقُول فِى عدد 10[ وَمجد وَكرامة وَسَلاَم لِكُلِّ مَنْ يفعلُ الصَّلاَحَ اليهُودِيِّ أوَّلاً ثُمَّ اليُونانِيِّ ]00فأنت لَوْ فعلت البِر فستأخُذ حقَّكَ فربِنا ليس عِنده مُحاباة وَ لاَ يُميِّز بِأنَّ هذا صغِيراً أوْ هذا كبِيراً00فإِنَّ الإِنسان لَوْ لَمْ يفعل البِر فشِدَّة وَضِيق عَلَى كُلّ نَفْسَ إِنسان يفعل الشَّرَّ وَمِنْ هذا الكَلاَمَ إِبتدأ اليهُودِى يخشى ثُمَّ إِبتدأ يُكلِّم الأُممِى [ لأِنَّ كُلَّ مَنْ أخطأ بِدُونِ النَّامُوسِ فبِدُونِ النَّامُوسِ يهلِكُ ]( 2 : 12 )00[ وَكُلُّ مَنْ أخطأ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ ]00النَّامُوس عِندما أُعطِى لَكَ فأنت تُخطِئ بِهِ00فالإِنسان الَّذِى لَمْ يفعل الخطِيَّة وَليس عِنده نامُوس فَهُوَ أبرَّ مِنْكَ[ لأِنَّ ليس الَّذِينَ يسمعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أبرار عِند اللهِِ بَلِ الَّذِينَ يعملُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبرَّرُونَ ] ( 2 : 13 )00فالنَّامُوس أساساً أُعطِى لِكى تفعل بِهِ وَلكِنْ إِنْ لَمْ تفعلُ بِهِ فأنت ستُدان [ لأِنَّهُ الأُممُ الَّذِينَ ليسَ عِندهُمُ النَّامُوسُ متى فعلُوا بِالطَّبِيعةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ فهؤُلاءِ إِذْ ليس لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نامُوس لأِنْفُسِهِمِ ] ( 2 : 14 )00فالطَّبِيعة تجعلنِى لاَ أسرِق وَتجعلنِى أرفُض أنْ أقتِل00فالنَّامُوس كَانَ فِى عهد مُوسى وَلكِنْ فِى أيَّام يُوسِف لَمْ توجد وصِيَّة تقُولَ لَهُ لاَ تزنِى وَلكِنَّه هُوَ كَانَ يرفُض مِنْ داخِله وَيقُولَ [ فَكيف أصنعُ هذا الشَّرَّ العظِيمَ وَأُخطِئُ إِلَى اللهِ ] ( تك 39 : 9 )00فَهُوَ نامُوس لِنَفْسَه[ الَّذِينَ يُظهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مكتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ ] ( 2 : 15 ) فالنَّامُوس لَوْ مكتُوب عَلَى القلب يكُون أجمل مِنْ أنْ يكُون مكتُوب عَلَى الحجر[ شاهِداً أيضاً ضمِيرُهُمْ وَأفكارُهُمْ فِيما بينها مُشتكِيةً أوْ مُحتَّجةً ]00فالإِنسان أحياناً فِكره يشتكِى عليه وَضمِيره يُؤَّنِبه00[ فِي اليومِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سرائِرَ النَّاسِ حسب إِنجِيلِي بِيسُوعَ المسِيحِ ] ( 2 : 16 )00يُرِيد أنْ يقُول لَهُمْ أنَّ الله عِندما يدِين سيدِين السَّرائِر الَّتِى يُخبَّأها الإِنسان [ هُوذا أنتَ تُسمَّى يهُودِيّاً وَتتَّكِلُ عَلَى النَّامُوسِ وَتفتخِرُ بِالله وَتعرِفُ مشِيئتهُ وَتُميِّزُ الأُمُور المُتخالِفة مُتعلِّماً مِنَ النَّامُوسِ وَتثِقُ أنَّكَ قائِد لِلعُميانِ وَنُور لِلَّذِينَ فِي الظُّلمةِ وَمُهذِّب لِلأغبِياءِ وَمُعلِّم لِلأطفالِ وَلَكَ صُورة العِلمِ وَالحقِّ فِي النَّامُوسِ0فأنتَ إِذاً الَّذِي تُعلِّمُ غيركَ ألست تُعلِّمُ نَفْسَكَ ] ( 2 : 17 – 21 )00إِبتدأ يقُولَ لِليهُودِى أنتَ واثِق أنَّكَ مُهذَّب فهل أنتَ الَّذِى تكرِز بِأنْ لاَ تسرِق أتسرَِق الهيكل ؟! أى تسرِق مجد الله[ الَّذِي تكرِزُ أنْ لاَ يُسرقَ أتسرِقُ ]00فماذا تفرق عِندما تشعُر أنَّ النَّاس بِيعبُدُوكَ كشخص عَنْ عِبادة الأوثان [ فَإِنَّ الخِتانَ ينفعُ إِنْ عمِلتَ بِالنَّامُوسِ ] ( 2 : 25 )00يُرِيد أنْ يقُول لَهُ إِنتبِه أنَّ الكنِيسة لاَ تعترِف بِالخِتان00فَهُوَ قَدْ أُستُبدِلَ بِالمعمودِيَّة فِى العهد الجدِيد00فإِنَّ الخِتان ينفع إِنْ عملت بِالنَّامُوس00[ وَلكِنْ إِنْ كُنتَ مُتعدِّياً النَّامُوسَ فقد صَارَ خِتانُكَ غُرلةً ]00وَكلِمة " غُرلة " يعنِى " إِنسان غير مُختتِن "00فإِنْ كُنتَ أنتَ مُتعِّدِى عَلَى النَّامُوسَ فأنتَ مِثْلَ أغرل[ إِذاً إِنْ كَانَ الأغرلُ يحفظُ أحكام النَّامُوسِ أفما تُحسبُ غُرلُتهُ خِتاناً0وَتكُونُ الغُرلةُ الَّتِي مِنَ الطَّبِيعةِ وَهِي تُكمِّلُ النَّامُوسَ تَدِينُكَ أنتَ الَّذِي فِي الكِتابِ وَالخِتانِ تتعدَّى النَّامُوسَ ]( 2 : 26 – 27 )00فإِنْ كَانَ إِنساناً غير مُختتِن وَلكِنْ بِيفعلَ أعمالَ النَّامُوسَ أفما تُحسب غُرلتهُ خِتاناً ؟! أُنظُروا جمال العِبارة فَهُوَ يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُ إِنْ كُنت مختُون أوْ غير مختُون فهذا لاَ يهِمْ00فَلاَ تفرِق0فعلاَمة فِى الجسد ليست مُشكِلة00فَلاَبُد أنْ أُثبِت بُنوتِى لله فِى أعمالِى وَفِى سلُوكِى وَحياتِى00لابُد أنْ تكُونَ لىَّ أعمالِى فليس مُجرَّد الإِسم فِى البِطاقة إِنِّى مسِيحِى[ لأِنَّ اليهُوديُّ فِي الظَّاهِرِ ليس هُوَ يهُودِيّاً وَ لاَ الخِتانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحمِ خِتاناً بَلِ اليهُودِيُّ فِي الخفاءِ هُوَ اليهُودِيُّ ] ( 2 : 28 – 29 )00أُنظُروا لِهذِهِ الكلِمة الرَّائِعة[ وَخِتانُ القلبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالكِتابِ هُوَ الخِتانُ ]00فأهم شئ هُوَ خِتان القلب بِالرُّوح الرُّوح هُوَ السِّكِين وَالقلب هُوَ العضو المُهِمْ الَّذِى يجِب أنْ يُختتن فأهمْ شئ هُوَ خِتان القلب بِالرُّوح00فبُولُسَ يرى أنَّ النَّاسَ أخذت المعرِفة وَأخذت النَّامُوس ليس لِكى يعِيشُوا بِهِ وَلكِنْ لِكى يدِينُوا بعضِهِمْ0
الأصْحَاحُ الثَّالِثُ :-
[ إِذاً مَا هُوَ فضلُ اليهُودِيِّ أوْ مَا هُوَ نفعُ الخِتانِ ] ( 3 : 1 )00فليس الخِتان هُوَ الفضل فَلاَ تُعيِّير بِهِ الأُممِى00وَإِبتدأ يقُولَ لَهُمْ أنتُمْ بِتعبُدوا ربِنا وَلكِنْ غير نافِعِين وَ لاَ الأُمم أيضاً نافِعِين00[ فماذا إِذاً0أنحنُ أفضلُ0كَلاَّ البتَّةَ ] ( 3 : 9 )00إِبتدأ يلطَّف وَيقُولَ وَ لاَ أحد صالِح بِصراحة وَ لاَ اليهُودِى وَ لاَ الأُممِى00[ ليس بارٌّ وَ لاَ واحِد ليس مَنْ يفهمُ ليس مَنْ يطلُبُ اللهَ0الجمِيعُ زاغُوا وَفسدُوا معاً0ليس مَنْ يعملُ صَلاَحاً ليس وَ لاَ واحِد ]( 3 : 10 – 12 ) إِبتدأ يدخُل معهُمْ فِى جُزئِيَّة جمِيلة جِدّاً جِدّاً جِدّاً فِى عدد 21 فإِبتدأ يقُولَ لَهُمْ [ وَأمَّا الآنَ فقد ظهر بِرُّ اللهِ ]00أجمل شئ هُوَ أنَّ بُولُسَ الرَّسُولَ يُرِيد أنْ يُظهِر أنَّ البطل الحقِيقِى هُوَ الله فربِنا عِندما نظر وجد أنَّ الكُلّ زاغُوا وَأعوزهُمْ مجد الله فإِفتقد اليهُودِى وَأفتقد الأُممِى[ وَأمَّا الآنَ فقد ظهر بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مشهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأنبِياءِ بِرُّ اللهِ بِالإِيمانِ بِيسُوعَ المسِيح إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤمِنُونَ0لأِنَّهُ لاَ فرقَ ]( 3 : 21 – 22 )00فَهِى آية مِحورِيَّة فَلَوْ أنتُمْ آمنتُمْ بِالمسِيح وَدخلتُوا فِى عِشرة حقِيقِيَّة معهُ فَلاَ يوجد فرق إِنْ كُنت أنت غير صالِح أوْ إِنْ كُنت أنت صالِح00آمِن بِالمسِيح فستأخُذ مِنْهُ بِرُّ المسِيح [ مُتبرِرِّينَ مجَّاناً بِنِعمتِهِ ] ( 3 : 24 )00فَلاَ أنتَ صَلُحت وَ لاَ أنت صَلَحَتَ ربِنا برَّرنا كُلِّنا وَبرَّرنا مجَّاناً00[ مُتبرِرِّينَ مجَّاناً بِنِعمتِهِ بِالفِداءِ الَّذِي بِيسُوعَ المسِيحِ الَّذِي قدَّمهُ اللهُ كفَّارةً بِالإِيمانِ بِدَمِهِ لإِظهارِ بِرِّهِ مِنْ أجلِ الصَّفحِ عَنِ الخطايا السَّالِفةِ بِإِمهالِ اللهِ ]( 3 : 24 – 25 )00ربِنا فدانا لِكى يظهر بِرَّهُ00ربِنا بِإِمهالِهِ الشَّدِيد عَلَى كُلّ هذِهِ التعدِيَّات أظهر بِرَّهُ00فالمفرُوض أنْ نلتف حول يسُوعَ وَالمجد كُلّ لِيسُوعَ فنحنُ كنِيسة أُمم وَكنِيسة مُقدَّسة00فنحنُ كُنَّا مِنْ النَّاس المرفُوضِين وَكَانَ محكُوم علينا بِالموت وَلكِنْ بِرَّ المسِيح جاء وَأعطانا الصَّفح فليس لنا فضل[ لإِظهارِ بِرِّهِ فِي الزَّمانِ الحاضِرِ لِيكُونَ بارّاً وَيُبرِّرَ مَنْ هُوْ مِنَ الإِيمانِ بِيسُوعَ ]( 3 : 26 ) 00فَعَلَى أى شئ أفتخِر أنا وَأنتَ فقد إِختفى الإِفتخار00[ فأينَ الاِفتخارقَدِ انتفى0بِأيِّ نامُوسٍ0أبِنامُوسِ الأعمالِ0كَلاَّ0بَلْ بِنامُوسِ الإِيمانِ ] ( 3 : 27 ) فالحل هُوَ فِى بِرَّ المسِيح00فأنتَ دخلت فِى نامُوس الإِيمان بِيسُوعَ المسِيح فَخَلاَصَ تبرَّرت مبرُوكَ عليك [ إِذاً نحسِبُ أنَّ الإِنسانَ يتبرَّرُ بِالإِيمانِ بِدُونِ أعمالِ النَّامُوسِ0أم اللهُ لِليهُودِ فقط أليسَ لِلأُممِ أيضاً0بَلَى لِلأُممِ أيضاً0لأِنَّ الله واحِد هُوَ الَّذِي سيُبرِّرُ الخِتان بِالإِيمانِ وَالغُرلةَ بِالإِيمانِ ] ( 3 : 28 – 29 )00فالمختُونِين سيُبرِّرهُمْ إِيمانهُمْ وَالَّذِينَ فِى الغُرلة سيُبرِّرهُمْ إِيمانهُمْ00[ أفنُبطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمانِ0حاشا0بَلْ نُثبِّتُ النَّامُوسَ ] ( 3 : 31 )0
الأصْحَاحُ الرَّابِعُ :-
إِبتدأ يُناقِش معهُمْ الأُمور وَالَّتِى يفتخِر بِها اليهُودِى :-
1/ إِبن لإِبراهِيم إِنَّهُمْ مِنْ نسل إِبراهِيم وَيقُولُون نحنُ أبناء الموعِد وَنحنُ أفضل مِنْ الأُمم0
2/ نحنُ أصحاب النَّامُوس وَأنتُمْ غُرباء00وَالأهمْ الَّذِى يفتخِرُوا بِهِ جِدّاً هُوَ أنَّ
3/ المسِيح بِحسب الجسد هُوَ مِنْ نسلِهِمْ0
[ فماذا نقُولُ إِنَّ أبانا إِبرهِيمَ قَدْ وجد حسب الجسدِ0لأِنَّهُ إِنْ كَانَ إِبرهِيمُ قَدْ تبرَّرَ بِالأعمالِ فلهُ فخر0وَلكِنْ ليس لدى اللهِ0لأِنَّهُ ماذا يقُولُ الكِتابُ0فآمن إِبرهِيمُ بِاللهِ فحُسِبَ لَهُ بِرّاً ] ( 4 : 1 – 3 )00إِبتدأ يقُولَ لَهُمْ أنَّ أبونا إِبراهِيم هُوَ أبَّ لِلكُلّ00وَأبونا إِبراهِيم قبل أنْ يدخُل فِى عهد مَعَْ ربِنا وَكَانَ غير مختُون وَكَانَ وثنِى وَأطاع وَسَارَ مَعَْ الله00[ آمن إِبرهِيمُ بِاللهِ فحُسِبَ لَهُ بِرّاً ] عدد 9 – 13[ أفهذا التَّطوِيبُ هُوَ عَلَى الخِتانِ فقط أمْ عَلَى الغُرلةِ أيضاً0لأِنَّنا نقُولُ إِنَّهُ حُسِبَ لإِبرهِيمَ الإِيمانُ بِرّاً0فكيف حُسِبَ0أوهُوَ فِي الخِتانِ أمْ فِي الغُرلةِ0ليس فِي الخِتانِ بَلْ فِي الغُرلةِ0وَأخذ علامة الخِتانِ ختماً لِبِرِّ الإِيمانِ الَّذِي كَانَ فِي الغُرلةِ لِيكُونَ أباً لِجمِيعِ الَّذِينَ يُؤمِنُونَ وَهُمْ فِي الغُرلةِ كي يُحسبَ لَهُمْ أيضاً البِرُّ0وَأباً لِلخِتانِ لِلَّذِينَ ليسُوا مِنَ الخِتانِ فقط بَلْ أيضاً يسلُكُونَ فِي خُطُواتِ إِيمانِ أبِينا إِبرهِيمَ الَّذِي كَانَ وَهُوَ فِي الغُرلةِ0فَإِنَّهُ ليس بِالنَّامُوسِ كَانَ الوعدُ لإِبرهِيمَ أوْ لِنسلِهِ أنْ يكُونَ وارِثاً لِلعالمِ بَلْ بِبِرِّ الإِيمانِ ]00فَهُوَ يقُولَ لَهُمْ أنَّ أبونا إِبراهِيم أخذ الوعد وَعِندما أُختُتِن فَهُوَ ثبَّت الوعد وَلكِنْ الخِتان ليس أساس لِلوعد00فَهُوَ أثبت لَهُمْ أنَّ أبونا إِبراهِيم هُوَ أب لِلأُمم كما أنَّهُ أب لِليهُود00فكما أنَّ اليهُود بِيفتخِرُوا بِأُبوِه أبونا إِبراهِيم لَهُمْ كذلِكَ أُبوِته لِلأُمم00فيقُولَ لَهُمْ لِماذا ربِنا مجَّد أبونا إِبراهِيم ؟! لأِنَّهُ آمن بِالوعد [ فَهُوَ عَلَى خِلاَفِ الرَّجاءِ آمَنَ عَلَى الرَّجاءِ لِكي يصِير أباً لأُِممٍ كثِيرةٍ كما قِيلَ هكذا يكُونُ نسلُكَ ] ( 4 : 18 )00فَهُوَ عَلَى خِلاَفَ الرَّجاء أبونا إِبراهِيم أنجب إِسحق بعد زمنٍ طوِيل00[ وَإِذْ لَمْ يكُنْ ضعِيفاً فِي الإِيمانِ لَمْ يعتبِر جسدهُ وَهُوَ قَدْ صَارَ مُماتاً إِذْ كَانَ ابنَ نحوِ مِئةِ سنةٍ وَ لاَ مُماتِيَّةَ مُستودعِ سَارَةَ0وَ لاَ بِعدمِ إِيمانٍ ارتابَ فِي وعدِ اللهِ بَلْ تقوَّى بِالإِيمانِ مُعطِياً مجداً لِلهِ ] ( 4 : 19 – 20 )00ربِنا أعطاه إِسحق لأِنَّهُ رأى فِيهِ إِيمان بِالوعد رغم أنَّهُ كَانَ عَلَى خِلاَفَ الرَّجاء وَعَلَى خِلاَفَ الطبِيعة[ وَتيقَّنَ أنَّ ما وعد بِهِ هُوَ قادِر أنْ يفعلهُ أيضاً0لِذلِكَ أيضاً حُسِبَ لَهُ بِرّاً0وَلكِنْ لَمْ يُكتب مِنْ أجلِهِ وحدهُ أنَّهُ حُسِبَ لَهُ بَلْ مِنْ أجلِنا نحنُ أيضاً الَّذِينَ سيُحسبُ لنا الَّذِينَ نُؤمِنُ بِمَنْ أقام يسُوعَ ربَّنا مِنَ الأمواتِ ] ( 21 – 24 )00نحنُ أيضاً نُحسب أبرار متى نُؤمِن بِيسُوعَ مِثْلَ أبونا إِبراهِيم00[ الَّذِينَ نُؤمِنُ بِمَنْ أقام يسُوعَ ربَّنا مِنَ الأمواتِ ]00ربَّنا أقام مِنْ موت مُستودع سَارَةَ إِبن فعِندما نموت سنقُوم مِنْ الأموات فيُحسب لنا بِرّ[ الَّذِي أُسلِمَ مِنْ أجلِ خطايانا وَأُقِيمَ لأِجلِ تبرِيرِنَا ] ( 4 : 25 )00فنحنُ لسنا أبرار لأِنَّنا يهُود وَلكِنْ نحنُ أبرار متى نُؤمِن أنَّنا متى نموت سنقُوم مَعَْ يسُوعَ0
الأصْحَاحُ الخامِسُ :-
إِبتدأ بُولُسَ يُكلِّمهُمْ وَيقُولَ لَهُمْ أنتُمْ أولاد إِبراهِيم وَإِبراهِيم مات وَكُلّ النَّاس ماتوا وَورثُوا الخطِيَّة مِنْ آدم فنحنُ لسنا مُحتاجِين أنْ نفتخِر بِأنَّنا أبناء لإِبراهِيم وَلكِنْ نفتخِر أنَّنا أبناء لِربَّنا يسُوعَ[ فَإِذْ قَدْ تبرَّرنا بِالإِيمانِ لنا سَلاَم مَعَ اللهِ بِربَّنا يسُوعَ المسِيحِ ] ( 5 : 1 )00نحنُ تبرَّرنا بِالإِيمان وَلِذلِكَ نحنُ لنا عِلاَقة مَعَ ربَّنا يسُوعَ00[ الَّذِي بِهِ أيضاً قَدْ صَارَ لنا الدُّخُولُ بِالإِيمانِ إِلَى هذِهِ النِّعمةِ الَّتِي نحنُ فِيها مُقِيمُونَ وَنفتخِرُ عَلَى رجاءِ مجدِ اللهِ ] ( 5 : 2 )00فنحنُ أخذنا نِعمة مِنْ ربَّنا يسُوعَ[ عالِمِينَ أنَّ الضِّيقَ يُنشِئُ صبراً وَالصَّبرُ تزكِيةً وَالتزكِيةُ رجاءً وَالرَّجاءُ لاَ يُخزِي لأِنَّ محبَّة اللهِ قَدِ انسكبت فِي قُلُوبِنا بِالرُّوحِ القُدُسِ المُعطى لنا ] ( 5 : 3 – 5 )00إِبتدأ يُكلِّمهُمْ عَنْ عطايا الله فِى بُنوِتنا لَهُ00[ لأِنَّ المسِيحَ إِذْ كُنَّا بعدُ ضُعفاء ماتَ فِي الوقتِ المُعيَّنِ لأِجلِ الفُجَّارِ ] ( 5 : 6 )00إِنَّ هذا الأصْحَاح هُوَ الَّذِى توَّب القِدِيس أُوغُسطِينُوس00فالمسِيح مات لأِجلِ الفُجَّار فالقِدِيس يقصِد هُنا أنَّ الفاجِر لَوْ آمن بِربَّنا وَعاش مَعَْ المسِيح فإِنَّهُ سيتبرَّر[ فَإِنَّهُ بِالجهدِ يمُوتُ أحد لأِجلِ بارٍّ0رُبَّما لأِجلِ الصَّالِحِ يجسُرُ أحد أيضاً أنْ يمُوتَ0وَلكِنَّ اللهَ بيَّنَ محبَّتهُ لنا لأِنَّهُ وَنحنُ بعدُ خُطاة مات المسِيحُ لأِجلِنا ] ( 5 : 7 – 8 )المسِيح مات مِنْ أجل الفُجَّار لِكى يُبرِّرُنا00فمُمكِنْ أنْ أموت مِنْ أجل آخر وَلكِنْ لِكى أموت مِنْ أجل واحِد خاطِئ فهذا أمر صعب عَلَىَّ00فالمسِيح مات مِنْ أجل الفُجَّار[ فَبِالأولى كثِيراً وَنحنُ مُتبرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نخلُصُ بِهِ مِنَ الغضبِ ] ( 5 : 9 )فالمسِيح عِندما مات أعطانا حياة فما الَّذِى يُمكِنْ أنْ نأخُذهُ الآنَ بِحياتِهِ[ لأِنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنحنُ أعداء قَدْ صُولِحنا مَعَ اللهِ بِموتِ ابنِهِ فَبالأولى كثِيراً وَنحنُ مُصالحُونَ نخلُصُ بِحياتِهِ ] ( 5 : 10 )00وَنحنُ أعداء قَدْ صَالحنا بِموت إِبنِهِ00نحنُ قَدْ إِصطلحنا فما الَّذِى سنأخُذهُ الآنَ ؟!00[ فَبالأولى كثِيراً وَنحنُ مُصالحُونَ نخلُصُ بِحياتِهِ ]وَلِذلِكَ كُلّ النَّاس إِجتازوا حُكم الموت [ لكِنْ قَدْ مَلَكَ الموتُ مِنْ آدمَ إِلَى مُوسى وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخطِئُوا عَلَى شِبهِ تعدِّي آدم الَّذِي هُوَ مِثالُ الآتِي0وَلكِنْ ليس كالخطِيَّةِ هكذا أيضاً الهِبةُ0لأِنَّهُ إِنْ كَانَ بِخطِيَّةِ واحِدٍ مات الكثِيرُونَ فَبِالأولى كثِيراً نِعمةُ اللهِ وَالعطِيَّةُ بِالنِّعمةِ الَّتِي بِالإِنسانِ الواحِدِ يسُوعَ المسِيحِ قَدِ ازدادت لِلكثِيرِينَ ] ( 5 : 14 – 15 )00إِبتدأ يُكلِّمنا عَنْ الخطِيَّة وَالنِّعمة فِى المسِيح يسُوعَ وَالمفرُوض أنَّ بِرَّ المسِيح يكُون لِلعالم كُلّه فهل معقُول أنَّ مفعُول الخطِيَّة يكُون أقوى مِنْ مفعُول البِرَّ وَيقصِد بِكلِمة " خطِيَّة واحِد " هِى " خطِيَّة آدم "[ فَإِذاً كما بِخطِيَّةٍ واحِدةٍ صَارَ الحُكمُ إِلَى جمِيعِ النَّاسِ لِلدَّينُونةِ هكذا بِبِرٍّ واحِدٍ صَارَتِ الهِبةُ إِلَى جمِيعِ النَّاسِ لِتبرِيرِ الحيوةِ ] ( 5 : 18 )00يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُمْ أنَّنا عِندما ورثنا الخطِيَّة ورثناها كُلِّنا بِما فِيهُمْ نُوح وَمُوسى00هكذا البِرّ نرِثه كُلِّنا فلِماذا لاَ يشمل البِرّ الكُلّ ؟!فَلاَ تقُلَ أنَّ البِرَّ هُوَ لَكَ وحدكَ يا يهُودِى0 ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين .

عدد الزيارات 2769

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل