بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في تذكارات الشهداء فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح (11) عندما يقول "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد" وهنا يقول لنا آية صغيرة أود أن نقف عندها قليلاً لأن الكلام كثيراً وجميل لكن هنا قال لهم "أليست خمسة عصافير تباع بفلسين واحدة منها لا تنسي قدام الله بل شعور رؤوسكم أيضاً محصاة جميعها فلا تخافوا إذا" شعور رؤوسكم محصاة هل أحد منكم يعرف كم عدد شعر رأسه؟! أي أن الشخص نفسه لا يعرف كم شعرة لديه لكن الله يعلم فهل الله يعلم عدد شعور شخص أو اثنين فقط؟ لا فهو يعرف عدد شعور رؤوسنا جميعاً كيف ذلك؟! هذا أمر عجيب يريد أن يقول لنا أنتم تظلوا تفكروا كثيراً والتفكير الكثير يخيفكم ويجلب لكم ازعاج وتظلوا تأتوا بأفكار من هنا ومن هناك هذا غير ما يسوقه علينا عدو الخير من أجل انزعاجنا ونظل نتجاوب مع كل ما هو مزعج ونخاف ونضطرب وهو يقول لنا شعور رؤوسكم جميعها محصاة الكنيسة في تسبيحها تقول كلمتين أيضاً مثل هؤلاء لكن أجمل تقول "قطرات الأمطار معدودة بين يديك أيضا رمل البحار كائن أمام عينيك" كيف ذلك؟! تخيل إذا أحضرت مجموعة من رمال البحر وقلت لك قم بعدهم فهذا اختبار صعب جداً كذلك تخيل إذا وضعت يدك على المطر وقلت لك كم نقطة نزلوا على يدك فنحن نرى في مجال ضيق جداً مجال يدي فقط لكن لا أعرف أن أعدهم من كثرتهم لكن أنت يارب تعرف شعور رؤوسنا تعرف قطرات الأمطار تعرف رمل البحار أنت يارب لهذه الدرجة كل شيء أمام عينيك؟! يقول لك نعم جداً فأنا الخالق أنا ضابط الكل عمل عدو الخير أن يزرع فينا أفكار مقلقة يريد أن يخيفنا هناك عبارة أريدك أن تحفظها جيداً "عدو الخير يريدنا نموت قبل أن نموت" يريدنا نعيش في قلق فاقدي السلام فاقدي الهدوء غير مستمتعين بخلقة الله وعظمة الله يريد أن كل شيء يجعلنا نكون مضطربين ومنزعجين قال لك لا بل شعور رؤوسكم محصاة أبونا بيشوي كامل- الله ينيح نفسه - جميعكم تعرفوا كم هو رجل بركة وقديس عندما جاء له مرض السرطان كان يأخذ العلاج الكيماوي الذي يجعل الشعر يتساقط فكانت تاسوني أنجيل حزينة على شعر أبونا الذي يسقط فكان إذا وضع يده على شعره يسقط في يده بعض الشعر ففعل كذلك وسقط في يده بعض الشعر مما جعل تاسوني أنجيل تبكي فعندما بكت وهو الروح الذي داخله أقوى من الجسد وأقوى من الألم سليمان الحكيم يقول "روح الإنسان تحتمل مرضه أما الروح المكسورة فمن يحملها" عندما تكون الروح قوية تستطيع حمل المرض فهو روحه قوية فأمسك بعض الشعر وقال لها هل تستطيعين أن تقومي بتعداد هؤلاء يا أنجيل؟!فقال لها لا يوجد واحدة من هؤلاء ساقطة بدون أذن من الله شاهد الإيمان! كم نحن ينبغي أن نسلك بالإيمان لا بالعيان إلى أي درجة عندما تأتي لنا أفكار مقلقةلابد أن نجيب عليها فماذا نقول؟ نقول ضابط الكل نقول لتكن إرادتك نقول فهل أنا أعلم أكثر منك؟! هل أنا الذي سأكون مدبر الكون؟! هل أنا الذي أعرف أمنع المصائب أو أمنع الكوارث؟! من فترة كان يقال أن البحر في البلاد الساحلية به اضطرابات والأمواج عالية وأنه ستأتي أمواج عالية تقتحم المدن الساحلية والناس تخاف وتنزعج يقول لك فنحن ماذا في أيدينا أن نفعل وقتها تقول له يارب لتكن إرادتك لتكن مشيئتك في كل حين نافذة ونحن لها خاضعين ما تريده أنت يارب هل أنا المعطي لنفسي الحياة من أعطاني الحياة؟ أنت يارب قال لنا ذلك "ألستم أنتم أفضل من عصافير" يريد أن يقول لك أن الرجل الذي كان يبيع العصفورتين بدرهم فهو يبيع الخمسة بدرهمين أي أنه يعطيك عصفور إضافي كعرض للبيع فيريد أن يقول لك هذه العصفورة الإضافية التي فوق البيعة التي أخذتها دون ثمن هل تظن أنها منسية أمام الله؟! فهو يريد أن ينبهنا أكثر أن نعيش حياة التسليم شعور رؤوسنا محصاة عندما تخاف أو تضطرب تذكر آية تعطيك طمأنينة عندما تخاف أو تنزعج ارشم على نفسك علامة الصليب ارفع عينك للسماء أنظر إلى زهرة معينة تنموفي صحراء أنظر لجبل أنظر لبحر القديسين كانوا يقولون ذلك يقول لك أربع أشياء شاهد فيهم الله هم السماء البحر الزرع الصحراء أنظر لهم كثيراً قد يكون ليس لدينا كثيراً صحراء لكن من الممكن أن يكون لديك سماء تشاهدها من منزلك زرع أي زرعة أنظر لها أنظر للزرع حوالي خمس دقائق تأمل وقل ما هذا؟ لا بل وكل نبات يخرج نبات غيره وداخل هذا النبات يكون فيه أثمار وهذه الثمار تصلح للأكل تدخل فمنا وجسدنا تخيل ثمرة جاءت من الطين تدخل جسمي كيف؟! قال لك لا تخف أنا أفعل لك قشرة صغيرة تمنع التلوث لا تقلق مجرد فقط أن تأخذ هذه الطماطم اغسلها ببعض الماء لكن أنا فعلت لها قشرة تجعل لا شيء يدخل داخلها أبدا لا تخف ولا تقلق فكان من الممكن أن هذه القشرة التي صنعها الله تجعل الطين يدخل داخلها فكان حينئذ الفواكه والخضروات التي نأكلها إذا كانت القشرة غير محكمة نستاء أن نأكل منها وكنا لا نود أن نأكل منها قال لك لا بل أنا يهمني أنكم تأكلون كيف يارب أنت ضابط الأمور هكذا؟ كيف يارب أنت كذلك؟ لذلك الكنيسة تقول لك "الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها" ماذا يفعل فينا هذا؟ هذا يجعل إيماننا ينمو معلمنا بولس قال "لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان" شعور رؤوسكم محصاة عندما تأتي لنا أفكار مزعجة عندما نخاف عندما نضطرب لابد أن نمسك في ربنا جداً ونقول له أنت ضابط الكل أنت الذي أوقفت البحار والأنهار عند حدود لكي لا تتجاوزها تأتي عند جزء معين ولا تتعداه فيكون بدايته من قارة أخرى لكن يأتي عند جزء معين ويقف لذلك حتى في القداس يقول"من أجلي ألجمت البحر" أي كأنه فعل له فرامل من أجلي ألجمت البحر قال لك هذه قدرتي أريدكم أن تشاهدوها أريدكم تتأملوها لكي عندما تأتي لكم أفكار مزعجة لا تخافوا لا تخافوا ولا تنزعجوا يوجد ضابط الكل يوجد إله عدو الخير يحب جداً أن يفزعنا وينزع سلامنا وينزع حتى ثقتنا في الله فهو يريد ذلك ويكون سعيد جداً عندما يشعر أن علاقتنا بالله اهتزت وبدأنا نقلق ونشك هذا هو عمل عدو الخير لكننا نقول له لا بل ما تريده أنت يا رب لتكن إرادتك ذات مرة القديس أبو مقار كان يصلي والشيطان مغتاظ مغتاظ جداً كان أبو مقار يرفع يديه ويده تشع نور ولسانه وكأنه يصل للسماء فجاء له الشيطان في شكل شخص يمسك سكين وجاء مندفع عليه بالسكين لكي يقطع له يده فأبو مقار لم ينزل يده فالشخص الآخر ازعجه المنظر وقال له هل أنت غير خائف أنا سأقطعها أؤكد لك أني سأقطعها تعرف ماذا قال له أبو مقار؟!قال له أن أمرك الله أن تقطعها فتقطعها إذا هو قال لك أقطعها فأقطعها أترون مقدار الثقة؟! شاهد إلى أي درجة يثق بالله لذلك يا أحبائي شعور رؤوسكم محصاة عندما يدخل عليك الخوف يدخل عليك القلق عندما تأتي لك أفكار مزعجة خاصة بالمستقبل ويأتي عدو الخير ويريد أن يلعب على نقاط ضعفنا التي هي صحتك مثلاً أو أولادك أو زوجتك يريد أن يفسد عليك سلامك الآن ويجعلك تعيش مكتئب بدون سبب لايوجد سبب لكن يجعلك مكتئب بدون سبب فهناك دراسات كثيرة تقول لك أن معظم مخاوف الإنسان لا تتحقق فهو يريدنا أن نعيش في دائرة من سجن القلق والخوف إذن ماذا نفعل؟ ما المطلوب؟ المطلوب أنني أقول له يارب فمنك وبك ولك كل الأشياء فأنت ضابط الكل أنت خالق السماء والأرض والبحر كل الأشياء صنعت بقدرتك بكلمة منك أنت فقط يارب أنت قلت ليكن نور فكان نور فأنت تقول كلمة فقط كافية بأنها تصنع خلقة جديدة في الكون كله بكلمة واحدة منك الجلد السماء البحار النور الحيوانات كل هذا يأتي بكلمة منك فلماذا يدخل لي شعور القلق؟! كلما يأتي لك فكر قلق أو خوف ارشم على نفسك علامة صليب وتأمل كثيراً في قدرة الله وتأمل كثيراً في عمل الله وثق أن كل الأشياء قائمة بقدرته هو لكن ماذا علينا؟ علينا أننا نخضع علينا أننا نقول له نحن نثق فيك يارب تقول لي لكن يا أبونا أيضاً هناك أمراض أيضاً هناك موت أيضاً هناك تجارب أيضاً هناك أمور مزعجة يقول لك حتى إذا وجد كل ذلك أنا أعرف أنه يوجد ذلك بالفعل لا أستطيع أن أقول لك لا يوجد فالقديسين الذين نحتفل بهم الذي يقول لك شعور رؤوسكم محصاة في النهاية قطعت رقبتهم فمن أين تقول لي محصاة؟! أقول لك لا انتبه فهو لا يقصد أننا سنعيش للأبد لا لكن عندما يقول لك المزمور"يحفظ الرب جميع عظامهم واحدة منها لا تتكسر" وتجد القديسين تعذبوا وبهم عظم تكسر تقول لي فأن الإنجيل به خطأ! كيف يحفظ جميع عظامهم ونجد عظمه تكسر؟! فيوجد لدينا قديس اسمه القديس يعقوب المقطع فهو قطعوا له يديه الاثنين ورجليه الاثنين وأصبح لا يوجد به شيء غير بطن وصدر أي أنه أصبح ثلث إنسان تقول لي اذن أين يحفظ الرب جميع عظامهم؟! أقول لك انتبه ليس المقصود بها أن يحفظها هكذا لا بل يحفظ جميع عظامهم أبديا أي لا يمس نفوسهم من الداخل لا يمس إيمانهم وفي الأبدية يكونوا كاملين لا يوجد لديهم الأجزاء المقطعة نحن كذلك وعود الله لنا هي وعود أبدية ليست فقط للزمن فالله يعلم أن الزمن سينتهي وأن أجسادنا ستنتهي لذلك يا أحبائي يقول لك شعور رؤوسكم محصاة عندما تأتي لك أفكار قلق لا تصمت بل ارشم علامة الصليب ردد اسم يسوع قل آية تجد أنه حدث أنك تشددت وبدأت قوة تدخل لك وبدأت تكون غالب باسم ربنا يسوع المسيح ولست مغلوب ربنا يعطينا ثقة ثبات إيمان لا نخاف ونقول له يارب نحن ملقين كل همنا عليك لأنك أنت تعتني بنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.