البيت المسيحى

Large image

البيت المسيحى
فِى سِر الزيجة نجِد أبونا يضع روؤسهُمْ بِالقُرب مِنْ بعضها وَيقُول كلّلهُما بِالمجدِ وَالكرامة أيُّها الآب آمين بارِكهُما أيُّها الإِبنُ الوحيد آمين قدِّسهُما أيُّها الرّوح القُدس آمين وَهُنا الشمامِسة تُهلِّل لأنّ الّذى حدث هُوَ كمال الإِتحاد وَكمال الزيجة
وَنحنُ نؤمِن أنّ الأُسرة تتقدّس وَتُكمِّل بالرّوح القُدس وَبِالكنيسة فالزواج المسيحِى بِسماح مِنْ الله وَبِإِرادِة الله وربِنا يسُوعَ المسيح يُحِب يسترِيح فِى البيت الّذى على إِسمه وَإِرادتهُ وَالّذى يرى فِيهِ محبّة وَسلام وَيُحِب يسترِيح فِى البيت الّذى فِيهِ قُلُوب أمينة وَمُحِبّة لهُ فيأتِى وَ يسترِيح وَ يبات عندهُمْ كمان
مِثل بيت مرقُص الرسُول وَمريم أُمِهِ كان بيت محبُوب جِدّاً عِند ربنا يسُوعَ المسيح لِدرجِة أنّهُ قال عنهُ.علّيَّةً كبِيرةً مفرُوشةً مُعَدَّة(مر 14 : 15 )هذا البيت الّذى صنع فِيهِ الفِصح.
تخيّلوا لو أنّ بيتنا يصلُح أنّ المسيح يأتِى وَيصنع فِيهِ فِصحاً وَيصنع الخلاص فِيهِ أىّ أنّهُ يجتمِع هُوَ وَتلاميذه وَيُؤّسِس كنيستهُ ماذا سيكُون شكل هذا البيت؟محبُوب جِدّاً عِند ربِنا لِذلِك ربّ المجد يسُوعَ لمّا تجمّع مَعْ تلاميذه وَأعطاهُمْ جسده المكسُور وَدمهُ المسفُوك أعطاهُ فِى بيت مرقُص وعِندما حلّ الرّوح القُدس على التلاميذ بعد القيام وبعد صعُود ربنا يسُوعَ المسيح حلَّ فِى بيت مرقُص وَهُمْ مُجتمعيِن فِى العُلّيَّة بيت مارِمرقُص هُوَ أول كنيسة فِى العالم
بيت مِثل بيتنا فيه زُوج،زُوجة،أولاد،لِذلِك لاَ نتعجّب حِينما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول وَإِلَى الكنيسة التَّى فِى بيتِك(فل2:1)أىّ أنّها مذبح وَشمامِسة وَمعلِّم وَمنجليّة!بل يقصِد بِها المذبح العائلِى َالتسبيح فِيهِ أجمل مِنْ أىّ تسابيح أُخرى وَربنا يسُوعَ المسيح عِندما يسمع تسبيح مِنْ بيت يكُون هذا البيت حقّاً مُكرّم وَ مُقدّس لهُ مِثلما كان ربنا يسُوعَ المسيح يترُك أُورُشليم وَكُلّ همومها وَ يذهب يرتاح فِى بيت عِنيا مِثلما كان يرتاح فِى بيت مرقُص على فِكرة نلاحِظ فِى الكنائِس إِذا عملوا بيت لِراحِة الكهنة يكتبوا عليه بيت عنيا أىّ أنّ بيت عنيا صار رمز لِراحِة رجُل الله.
نرى المرأة الشوناميّة عِندما إِستضافت إِليشع النبِى إِستراح عِندها وَصنعت لهُ عُلّيَّة عِندها وَقالت لهُ تسترِيح فِيها يا رجُل الله وَمِنْ وقت دخُوله بيتها وَإِمتلأ بيتِها بِالبركة وَأيضاً الأرملة التَّى إِستضافت إِيليّا النبِى(أرملِة صرفة صيدا)أىّ أنّهُ مُمكِن يسترِيح الله فِى بيتنا وَيجِد فِيهِ مرثا وَمريم وَلِعازر
مريم التى تمثل التأمُل وَ الجلُوس تحت أقدامِهِ - مرثا الشِهادة وَالتعب فِى الخدمة مِنْ أجل الله - لِعازر يُمثِل الخادِم المحبُوب مِنْ إِخوتِهِ
حِينما يجِد الله القُلُوب المُتآلِفة وَالمُحِبّة يسكُن فِيها هذِهِ هى الكنيسة العامِلة لِذلِك نجِد أنّ ربنا يسُوعَ المسيح كان دائِم الإِفتِقاد للبيُوت وَلَمْ تكُنْ مُشكِلة عِندهُ أنْ يذهب إِلَى بيت ذهب لِبيت سمعان الفرّيسِى وَقال لِزكّا ينبغِى أنْ أمكُث اليوم فِى بيتِكَ(لو 19 : 5)وَدعا نَفْسَه لِبيت زكَّا وَقال اليوم حصل خلاصٌ لِهذا البيت(لو 19 : 9)
والكنيسة فِى طقس صلاة القنديل وَطقس صلاة تبرِيك المنزِل تقرأ لنا هذا الفصل َكأنَّ فِى هذين الطقسين الكاهِن يُمثِل دخُول السيِّد المسيح فِى البيت وَيقُول أنّ اليوم حصل خلاص لِهذا البيت وَالنتيجة أنّهُ تاب وَتغيّر وَقال" ها أنا ياربُّ أُعطِى نِصف أموالِى لِلمساكِينِ وَإِنْ كُنتُ قَدْ وشيتُ بِأحدٍ أرُدُّ أربعة أضعافٍ"(لو 19 : 8)وقال الرب هكذا لأنَّ إِبنَ الإِنسان قَدْ جاء لِكى يطلُبَ وَيُخلِّصَ ما قَدْ هلك(لو 19 : 10)هذا هُوَ عمل الله
يذهب إِلَى بيت سمعان بيت قائِد المِئة فهُوَ كان دائِم الإِفتِقاد للبيُوت لِذلِك أحِبائِى نحنُ نُرِيد أنّ بيتِنا يكُون بيت مُقدّس يكُون المسيح ساكِن فِيهِ يكُون كنيسة الكِتاب المُقدّس يحكِى لنا عَنْ إِمرأة أُمميّة إِستضافت القديس بولس الرسُول وَتعّمدت وَتابت على يديِهِ وَهى لِيديا بائِعة الأُرجوان لِدرجِة أنّ بيتِها صار أول كنيسة فِى أُوروبا كُلِّها مِنْ كِرازِة مُعلّمِنا بولس الرسُول
هل أنا بيتِى كنيسة؟هل المسيح دخل بيتنا؟يقُول فِى الإِنجيل كلِمة عَنْ تلميذاى عمواس عِندما كان يسُوعَ يمشِى معهُما وَتظاهر أنّهُ سوف يمضِى إِلَى مكانٍ أبعد عِندما وصلا هُما إِلَى بيتهُما فسألوه أنْ يأتِى معهُمْ فشكرهُمْ وَأوضح لهُمْ أنّهُ سوف يستمِر فِى السير وَلكِن يقُول الإِنجيل فألزماه(لو 24 :29)فألزماهُ أنْ يدخُل ما رأيكُمْ أنْ نُلزِم نحنُ أيضاً السيِّد المسيح أنْ يدخُل وَيسكُنْ فِى بيتِنا ، هُوَ صاحِب البيت الأصلِى هُوَ الزائِر الخفِى لِهذا البيت.
فى مرّة أحد الأباء الأساقفة دُعِى لِحضُور الغداء عِند ناس وَالمعرُوف أنّ الأُسقُف هُوَ الّذى سيجلِس على رأس المائِدة وَكانوا النَّاس مُحرجين جِدّاً وَلاَ يعرِفوا ماذا يفعلُوا وَالأُسقُف يُرِيد أنْ يُعلّمهُمْ أنّهُ يجِب أنْ يجلِس على رأس المائِدة وَأخيراً زحزحُوا الكُرسِى قليِلاً عَنْ الوسط وَبِجانبِهِ كُرسِى جلس عليهِ ربُّ الأُسرة فطلب الأُسقُف مِنهُ أنْ يجلِس هُوَ على رأس المائِدة فهُنا أعلن الأب حِرصهُمْ لأنّهُمْ إِعتادوا أنْ يترُكوا هذا الكُرسِى فارِغ لِكى نشعُر أنّ يسُوَع هُوَ الجالِس على رأس المائِدة بِتاعِتنا الكُرسِى ده مش بنقّعِد عليه حد أبداً لأنّ يسُوعَ هُوَ صاحِب البيت وَهُوَ الزائِر الخفِى لِهذا البيت.
نرى هُنا جمال الإِحساس أنّ بيتنا بِهِ المسيح وَ هُوَ ليس بعيداً عنهُ وَ هكذا نقُول(بيوت صلاة بيوت طهارة بيوت بركة)هذا هُوَ بيتنا إِذن المسيح فِى بيتنا لِذلِك هل يُسمع فِى بيتنا صوت تسابيح وَأغانِى رُوحيّة وَترانِيم كما يقُول الكِتاب مُكلِّمِين بعضُكُمْ بعضاً بِمزامِير وَتسابيح وَأغانِىَّ رُوحيِ مُترنِّمِينَ وَمُرَتِّلِين فِى قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ(أف 5 : 19)
حِينما يُسمع فَى البيت صوت تسابيح الملائِكة إِذن ما هُوَ شكل بيتنا؟لِذلِك يقُول ربّ المجد يسُوعَ هنذا واقِف على البابِ وَأقرع إِنْ سمِع أحدٌ صوتِى وَفتح الباب أدخُلُ إِليهِ وَأتعشَّى معهُ وَهُوَ معِى(رؤ 3 :20)أىّ أنّ يسُوعَ يُرِيد أنْ يفتقِد بيتنا وَيمكُث معنا
ذلِك نقُول مثل تلمِيذاى عمواس.فألزماه أُمكُثْ(لو 24 :29) نقُول لهُ تعالى مُمكِن تأتِى تصنعُ الفِصحُ عندنا سوف تفرح وَترتاح لن تندم أنّك أتيت إِلينا ستفرح فِى وسطنا صعب جِدّاً يا أحِبائِى أنْ يُسمع فِى بيت مسيحِى ألفاظ غير لائِقة أوْ ناس غاضِبين أوْ صوت عالِى أوْ قباحَات أوْ إِهانات
لاَ يليق بِأولاد الله أنْ يكُون بينهُمْ هكذا لأنّ هذا كُلّهُ لاَ يليق أنْ يسمعهُ يسُوعَ نعرِف ما هُوَ المفرُوض أنْ يسمعهُ يسُوعَ وَهُوَ موجُود داخِل بيتنا وَنسّمعهُ لهُ نقولّه قُدّوس الله قُدّوس القوِى قُدّوس الحىّ الّذى لاَ يموت
صدّقونِى لاَ فائِدة مِنْ تعليم أولادنا بِدُون ما يجِدوا الأباء بيصلّوا لاَ فائِدة أنْ نلزمهُمْ بِحُضُور القُدّاسات وَ نحنُ نائِمين لاَ فائِدة أنْ نحِثّهُمْ على التقوى وَ هُمْ يروا النماذِج تنهار فِى المنزِل أحياناً أهل البيت يدفعُوا أولادهُمْ للكذِب وَلو نظرُوا أولادهُمْ مُرتبِطين بِالكنيسة يقُولُوا لهُمْ كفاية كده بقى نخِف شويّة لو وجدوا عندهُمْ إِبن أوْ إِبنة عندهُمْ بعض الإِشتياقات يحاوِل يِبطلها كثير مِنْ أولاد نِفْسهُمْ يصُوموا وَيحضروا درُوس ألحان وَ الشىء الوحيد الواقِف فِى طريقهُمْ هُوَ البيت وَبنات عندها إِشتياقات أنْ يُعطُوا حياتهُم كُلّها لِربِنا وَ الشىء الوحيد الواقِف أمامهُمْ هُوَ البيت
كيف يكُون المسيح فِى هذا البيت؟أصعب ما يكُون أحِبائِى أنْ نكُون فِى عِلاقِتنا مَعْ الله نظريين وَنأتِى عِند الفِعل وَنقِف فهل إِذا دخل ربنا يسُوعَ المسيح إِلَى البيت يكُون لهُ دالّة وَ حُضُور وَمكانة وَ إِعتزاز؟أم يصير غريباً عَنْ هذا البيت؟ام هُوَ صاحِب البيت؟مِثلما أنْ ندخُل بيت أحد أحِبائنا وَنشعُر أنّهُ بيتنا وَ نستطيع أنْ نرتاح فيه لِماذا؟لأنّ لنا فِيهِ دالّة هل المسيح لهُ دالّة فِى بيتنا أم غرِيب؟
هل تأتِى لحظات وَ يُسمع فِيها أُمور لاَ تعجِبهُ فيمشِى؟أم عِندما يأتِى نقُول لهُ أُمكُثْ معنا وقَدْ مالَ النَّهارُ(لو 24 : 29)ِذلِك أحِبائِى البيت المسيحِى لهُ صِفات،بيت فيهِ صلاة،بركة،محبّة،سلام،تواضُع،تُمارس فِيهِ الفضيلة عملياً،مُمكِن نُمارِس الفضيلة خارِج البيت، َلكِن الأجمل أنْ نُمارِسها داخِل البيت،لِماذا؟لأنّنا فِى الخارِج مُمكِن أنْ نُمارِسها تظاهُر وَرِياء وَإِستجداء لِمديح النَّاس وَلكِنْ لومارسناها داخِل البيت هُوَ الإِمتحان الحقيقِى للفضيلة
فِى مرّة كُنت أتحدّث مَعْ أولاد فِى إِعداد الخدمة وَ ُنّا نُعطِى لهُمْ فِترة طويلة فِى إِعداد الخدمة حوالِى سنتين لِكى ينزِلُوا الخدمة فأبونا وجد أنّ هذا الوقت طويل فقُلت لهُم أحسن حاجة ينزِلُوا خِدمة الأُسبوع القادِم ففرحوا جِدّاً وَلكِن قُلت لهُمْ أول حاجة تنزِلُوا فِيها الخِدمة هى بيوتكُمْ يعنِى إيه محبّة برّه البيت؟يعنِى إيه بذل برّه البيت؟ عنِى إيه عطاء برّه البيت؟
الأمور دى لازِم تنغرِس فِينا أصلاً فِى بيتنا لو لَمْ تنغرِس جوّايا لو ما تعلّمتِش الرد الوديع الهادِى لو ما تعلّمِتش الطاعة وَالخضُوع فِى بيتِى صعب أطيع برّه وَلو أطعت خارِج المنزل تكُون طاعة زائِفة وَليست بِدالّة
اذن الصورة الحقيقيّة فِى المنزل لِذلِك أتمنى أنْ تكُون الصورة الحقيقيّة صورة مسيحيّة يُسمع فِيها صوت ترانيم وَتسابيح فِى البيت المسيحِى وَنشعُر فِيهِ باللمسة الرُّوحيّة
زمان إِعتادوا آبائنا أنْ يضعوا فِى مدخل البيت صورة لِرئيس الملائِكة الجليل ميخائيل،لأنّ الملاك ميخائيل هُوَ حارِس البيت وَموجُود على الباب وَذلِك لأنّ التعاليم التَّى نأخُذها فِى الكنيسة ليست أمر وَ تنفيِذها أمر آخر.لاَ! فالبيت هُوَ المسيح
إِعتادوا آبائنا أيضاً أنْ يضعُوا صورة لِيسُوعَ المصلُوب وَالإِنجيل فِى مكان ظاهِر وَليكُنْ فِى حُجرة الصالُون،لِكى يعرِف الداخِل أنّ هذا هُوَ قانُون البيت وَنوره وَتعاليمه وَليس موضُوع للزينة
صورة للمسيح المصلُوب حتّى وَ لو كان يأتِى للبيت ناس غير مسيحيين فهى شِهادة لله مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول لم أعزِمْ أنْ أعرِف شيئاً بينكُمْ إِلاَّ يسُوعَ المسيح وَإِيَّاهُ مصلُوباً(1كو2 :2)ما أجمل أنْ نضع فِى كُلّ حُجرة فِى البيت صورة لِيسُوعَ المصلُوب وَلو تأملناها خمس أوْ عشر دقائِق كُلّ يوم سينغرِس الصليب فِى حياتنا وَصارت حياتنا مملؤة بركة السيِّدة العذراء وَالقديسين
صدّقونِى مرّة ولد قال لِى كُنت فِى لحظِة ضعف بعمِل خطيّة وَنظرت إِلَى صورة السيِّدة العذراء وَكأنّها تنظُر لِى فخجلت جِدّاً أكيد فهُمْ موجودين فِعلاً معنا
يقُولُوا عَنْ واحِد فِى مرّة نزل إِلَى عمله وَكان واضِع صورة للبابا كيرلُس فِى بيته وَلمّا خرج تذّكر أنّهُ نسى شيء مُهِمْ فرجع لِكى يُحضره وَعلى السلِّم تقابل مَعَ شخص يحمِل أشياء كُلّها مِنْ بيته فأمسكهُ وصعد إِلَى الشقة وَوجدها مفتُوحة فتعجّب أنّ هذا اللص معهُ أشياء صغيرة فسألهُ لِماذا لَمْ تأخُذ أكثر؟ فقال هذا الرجُل- وَأشار على صُورِة البابا كيرلُس- عِندما دخلت نزل وَضربنِى بِالعصا وَطردنِى
أُريد أنْ أقُول لكُمْ أنْ يكُون لدينا إِيمان أنّ وجُود القديسين فِى بيتنا وجُود حىّ وَوجُود حقيقِى فِى طِلبة أخِر كُلّ صلاة نقُول لِكى نكُون بِمُعسكرهُمْ محفُوظِين وَمُرشدِين نحنُ ضيُوف عليهُمْ وَالبيت لهُمْ وَليس لنا البيت خاص بِيسُوعَ مِلكه وَإِحنا موجُودين عِنده ضيُوف فلسنا أصحاب البيت َليس لنا فضل فِى إِستضافتِهِ
لِذلِك أحِبائِى الكنيسة تقُول فِى القُدّاس نُقرِّب لك قرابينك مِنْ الّذى لك يعنِى الّلِى بِنقدِّمه لك أصلاً هُوَ حاجتك مِش بِنقدِّم لك تفضُلاً مِنّا لأنّ هذا البيت هُوَ بيت المسيح
مُناسبِة الصُور كان فِى إِمرأة ذهبت مَعَ إِبنتها فِى فترِة الإِمتحانات إِلَى بلد أُخرى لأنّها كانت مُغترِبة وَكانت الإِبنة مُحتاجة أُمّها فِى فترِة الإِمتحانات فذهبت معها وَهُناك تذّكرت أنّها نسيت شيء مُهِمْ جِدّاً وهى صورة للقديس أبو سيفين كانت مُهِمّة جِدّاً عِند هذِهِ المرأة كانت تُصلِّى أمامها صباحاً وَمساءاً وَكانت شاعرة أنّها ليست مُجرّد صورة وَلمّا قالت لإِبنتها قالت لها لاَ تُضايقينِى فأنا مُتّوتِرة مِنْ الإِمتحان لمّا نعُود للمنزل وَمرّت الخامسة عشرة يُوم على الأُم وَ رجعت إِلَى منزلها مُسرِعةً، وَكانت تجرِى على السلِّم حتّى وصلت إِلَى صورة القديس أبوسيفين وَأخذت الصُورة فِى حُضنها وَقبّلتها فظهر لها أبوسيفين نَفْسَه وَإِحتضنتهُ بِشحمِهِ وَ لحمِهِ لأنّها واثِقة أنّها ليست مُجرّد صُورة
مِثل القديس باسيليُوس حِينما كان فِى السِجن وَمعهُ صورة لأبوسيفين وَكان فِى واحِد إِسمه" يوليانُوس "هُوَ الّذى وضعهُ فِى السِجن فكان يُصلِّى أمام صُورة أبوسيفين وَيقولّه يرضيك أنْ يحدُث لِى هكذ" فإِختفى أبوسيفين مِنْ الصُورة لِلحظات وَرجع وَالسيف مليء بِالدم لأنّهُ ذهب وَقتل يوليانُوس وَرجع لأنّهُ قائِد حرب فهى ليست مُجرّد صُورة
ذلِك بيتنا لازِم يكُون متزيِن بِصُور القديسين مِش لاعيبِة الكُورة،المُغنّيين،فهذِهِ الصُور تجعلنا نعيش فِى مُعسكر القديسين،ننظُر للصُورة نأخُذ بركة وَنتعلّم مِنها،وَنضع أمام الصُور قنادِيل،لِذلِك أحِبائِى يجِب أنْ يكُون لدينا صِفات البيت المسيحِى،لازِم يكُون لنا إِحساس أنّنا نعيش فِى بيت ربِنا
مُمكِن نضع بعض الآيات المكتُوبة بِخطٍ حلو وَنضعها فِى مرّة دخلت بيت وَوجدتهُمْ واضِعين كلِمة حلوة جِدّاً مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسُول لِتصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِى محبَّةٍ(كو 16 : 14)مُعظمنا فِى الإِعتراف يقُول أنّهُ يغضب لِماذا؟لأنّ المحبّة قليلة مُمكِن نكتِب سلاماً أترُكُ لكُم سلامِى أُعطِيكُم(يو 14 : 27)فِى مرّة قرأت آية مُكّونة مِنْ كلِمتين لِمُعلّمِنا بولس الرسُول تقُول.هُوَ سلامُنا( أف 2 : 14 )هذِهِ كلِمات ذهبيّة نضعها أمامنا لِكى نقُول مَعْ داوُد النبِى سِراجُ لِرجلىَّ كلامك وَنور لِسبيلِى(مز119:105 )
شوف كِده فِى العهد القديم جُزء مِنْ سِفر التثنية كان الله أوصى مُوسى قائِلاً إِصحاح سته وَلِتكُنْ هذِهِ الكلِمات التَّى أنا أُوصِيك بِها اليوم على قلبِك. وَقُصَّها على أولادِك وَتكلَّمْ بِها حِين تجلِسُ فِى بيتِك وَحِينَ تمشِى فِى الطَّريقِ وَحِينَ تنامُ وَحِينَ تقُوم . وَأربُطها علامةً على يدِكَ وَلِتكُنْ عصائِبَ بين عينيكَ0 وَأكتُبها على قوائِمِ أبوابِ بيتِك وَعلى أبوابِكَ(تث 6 : 6 – 9)
هل نتكلّم مَعْ بعض فِى البيت عَنْ الإِنجيل أم لاَ؟نُعطِى الإِنجيل إِهتمام مِثل الجُرنال أم لاَ؟أين الإِنجيل فِى البيت؟موجُود داخِل قلبِى وَسلُوكِى وَحياتِى وَأولادِى أم لاَ؟الله يقُول لِموسى تكلّم بِها حِين تنام أىّ أنّهُ لهج لاَ يقِف عِند حدود تكلّم بِها بإِستمرار
مُمكِن حتَّى المكان الّذى سوف نأكُل فِيهِ مُمكِنْ نضع فِيهِ صلاة قبل الأكل وَنكّبرها شويّة وَنقرأها تباركت يارب يا مَنْ تعُولنا مُنذُ حداثتناوَبِذلِك نكُون حّولنا الأكل إِلَى عمل رُوحِى وَليس مُجرّد وضع الأكل وَنأكُل فقط نقُول هكذا إِمنحنا خُبز البركة وَكأس الخلاص وَيكُون لنا إِشتراك فِى ولِيمتِك السَّمائيَّة حتّى وَأنا باكُل أصلِّى نرى هُنا كَمْ الكنيسة جميلة صلاة قبل الأكل فِى الأجبية فهى موجُودة ليست لِتكُونْ مُجرّد ورقة مطبُوعة أوْ لِتُباع فِى الأجبية أو لِيبيعها البائِعين لاَ!كِنْ لِيُصلِّيها المسيحيين وَلاَ تعبُر عليها النَّاس مروُر الكِرام
أنا سمعت عَنْ واحِد كان واضِع فِى منزله فِى كُلّ مكان آية َلمّا جاء عِند"التواليت"ظلّ يُفّكِر ماذا يضع هُنا؟ َأخِيراً كتب عِبارِة"أشكُرك يارب"لِماذا؟لأنّهُ تذّكر أنّهُ ذهب لِزيارِة مريض وَكان ليس لديهِ القُدرة على دخُول التواليت بِنَفْسَه فتألّم جِدّاً لِهذا الوضع فالمرض كُلّه فِى كفّة وَهذا الأمر فِى كفّة أُخرى فهُنا شكر الرجُل الله لأنّهُ يستطيع أنْ يقضِى حاجتهُ بِنَفْسِهِ
فهُناك كراسِى وَآسِرّة مصنُوعة مِنْ أجل المُسِنين بِفتحات لأنّهُمْ مرضى فكُونِى إِنِّى ذاهِب بِرجلِى لِقضاء حاجاتِى فهذِهِ نعمِة مِنْ عِند الله تستحِق أنْ أشكُره عليها حتَّى هذا الأمر حّوِله إِلَى صلاة وَتسبيح لأنّهُ شخص رُوحانِى يجعل كُلّ أموره رُوحيّة أشكُرك يارب إِحفظنا
لِذلِك تعليم أولادنا وَتسليمهُمْ الإِيمان وديعة ، لمّا تكُونِى إِنتِ عندِك ولاد وَلمّا يكُون ولادِك خلّفُوا ولاد إِنتِ مُمكِن تسلّميهُمْ الإِيمان نقُول مَعْ مُعلّمِنا بولس الرسُول حِينما قال لِتلميذه تيموثاوس إِذْ أتذكَّرُ الإِيمان العدِيمَ الرِّياء الّذى فِيك الّذى سكنَ أوَّلاً فِى جدَّتِك لوئِيس وَأُمِّكَ أفنيكِى(2 تى 1 : 5)وَأنَّكَ مُنذُ الطُّفولِيَّةِ تعرِفُ الكُتُبَ المُقدَّسةَ القادِرة أنْ تُحكِّمكَ لِلخلاصِ بالإِيمان الّذى فِى المسيحِ يسُوعَ(2 تى 3 : 15)مُنذُ الطفُولة أىّ أنّ أُمه هى التّى علّمتهُ لاَ تعتقِدوا أنّ مدارِس الأحد تكفِى لاَ.حتَّى وَإِنْ واظِب الإِبن فهُوَ يأتِى ساعة فِى الإِسبُوع لكِنْ لازِم يكُون فِى كنيسة فِى البيت
أخرِج صُورة للقديس مُوسى الأسود الملاك ميخائيل وَإِسأل الطِفل مَنْ هذا؟صُورة للقديس أبِيفام الجُندِى هل سيعرِفها؟وَتكُون جدّته معهُ فتعرّفه لأنّ الطِفل هُوَ طاقة ذهنيّة جبّارة إِعطِى لهُ صُور القديسين وَأحداث يسُوعَ
مرّة زُرت أُسرة وَأثناء رش الماء وجدت كِتاب كبير عندهُمْ مليء بِالصُور، َكان عندهُمْ بِنت عُمرها ستة سنوات أعطيته لها الكِتاب المُقدّس المُصّور وَطلبت مِنها ترى الصُور وَتِعرفهُمْ وَبعد كِده أسألها الصُورة دى لِمِين؟وَإيه هى المُناسبة؟وَفِعلاً نجحِت فِى كُلّ هذا
عندِنا رِسالة نعلّم أولادنا تعاليم الكنيسة فِى خُولاجِى مُصّور عمل القُدّاس فِى شكل صُور إِذن الولد مِنْ خِلال الصُور عرف مراحِل القُدّاس وَمُمكِن أثناء تعليم الأطفال نتعلّم نحنُ أيضاً وَذلِك تكُون صارت كُلّ هذِهِ الأُمور سبب بركة وَحقّاً نكُون شاعِرين أنّ لنا سلام
يقُولُوا فِى بيُوت المسيحيين وَخاصّةً فِى رُوسيا وَالمعرُوف عنها أنّها بلد شيُوعيّة وَرغم ذلِك فِيها نِفُوس عظيمة جِدّاً فِى مرّ تقابلت مَعْ أُسقُف رُوسِى فِى إِسكندريّة وَأثناء الكلام فُوجِئت أنّ لديه ثلاث عشر أخ فقُلت فِى نَفْسِى هؤلاء النَّاس ليس عندهُمْ تحديد إِطلاقاً فقال أنّ كنائِسنا فِى وقت الشيُوعيّة كانت مُغلقة لِذلِك قرّرنا أنّ كُلّ بيت يكُون هُوَ الكنيسة وَالأب هو قائِد البيت فكانُوا يُنجِبُوا أولاد كثيرة وَيعلّموهُمْ الإِيمان وَالتقوى َكُلِنا نُصلِّى مَعْ بعض وَنأكُل مَعْ بعض وَندرِس الكِتاب مَعْ بعض وَيكُون البيت فِعلاً كنيسة وَيؤّكِد الأسقُف أنّهُ حقّاً البيت الّذى ترّبى فِيهِ هُوَ كنيسة وَيوم إِنفتحِت فِيهِ الكنائِس لَمْ يكُنْ هُناك فرق كبير لأنّهُمْ كانُوا مُعتمدين على الكنيسة الّلِى فِى البيت
فلّما يكُون بيت كُلّ واحِد فِينا كنيسة نخرّج أولاد أتقياء لأنّ الكنيسة مصنُوعة مِنْ أجل الأتقياء لو أحضرنا إِبن غير مُعتاد على الكنيسة فحينما يدخُل يُصاب بِالملل وَالضجر لكِنْ لو هُوَ إِعتاد التسبيح وَمحبِّة ربِنا يقُول مَعْ داوُد النبِى محبُوب يارب محبُوب هُوَ إِسمك ما أحلى مساكِنك ياربَّ الجُنُود تشتاق بلْ تتُوقُ نَفْسِى إِلَى دِيارِ الرَّبِ(مز 84 : 1 ، 2)الأمر يحتاج إِلَى نِفْوس مُشتاقة وَمُدرّبة لِكى تستفاد مِنْ الكنيسة إِنْ لَمْ يكُن هُناك كنيسة فِى البيت تكُون رِسالِة الكنيسة الحقيقيّة ضعيفة
ذلِك فِى رُوسيا فِى زمن الشيُوعيّة كان لازِم يعمِلُوا رُكن أو حُجرة أو مكان لِلصلاة َلازِم يكُون هُناك صُورة لِربّ المجد يسُوعَ علشان نصلِّى عندها وَأمَّا أنا وَبيتِى فنعبُدُ الرَّبَّ( يش 24 : 15 )حتَّى وَ لو كان الّذين حولنا يعبُدُوا البعل وَآلِهة غريبة
زكريا وَألِيصابات كانا بارين أمام الله وَكانا كِلاهُما بارَّينِ أمام اللهِ سالِكين فِى جميِع وصايا الرَّبِّ وَأحكامِهِ بِلاَ لومٍ (لو 1: 6)رغم أنّ عصرهُمْ كان عصر مُظلِم َكانت التقوى قليلة فِيهِ حتَّى بين الكهنة لكِنْ هُوَ وَبيته بارين أمام الله ِذلِك أنجبُوا واحِد مِثل يُوحنا المعمدان يا ليت كُلّ بيوتنا تُحضِر يوحنا المعمدان الّذى الحقّ وَالفضيلة بِداخلهُ حتَّى وَإِنْ كان فِى قصر الملِك وَيُوّبِخهُ الّذى يعيش فِى زُهد وَتجرُّد رغم مُغريات العالم نَفْسَ شبعانة مِنْ الداخِل
لِماذا الأولاد ناقِمين على الحياة وَليس لهُمْ شُكر وَلاَ إِكتفاء؟لأنّنا لَمْ نُرّبيهُمْ على الكفاف. نحنُ نقُول فِى صلاة القُدّاس إِذْ يكُون لنا فِى كُلّ شيءٍ فِى كُلّ حينٍ نزداد فِى كُلّ عملٍ صالِح وَهُمْ لاَ يُريدُوا عمل صالِح وَلاَ يحتاجُوا إِلَى كفاف هُمْ يُريدُوا دِش،مُوبايل،فيديو
لِذلِك أحِبائِى ربنا يسُوعَ المسيح يقُولبيتِى بيتَ الصَّلوةِ يُدعى(مت 21 : 13)(لو 19 : 46)ليس على الهيكل فقط وَلكِن لِكُلّ بيت مِنْ بيوتنا وَنحذر لِئلاَ يقول لنا وَأنتُمْ جعلتُموهُ مغارة لُصُوص ممكِن جِدّاً لُصُوص كثيرة تدخُل البيت نَفْسَه وَتُفقِدهُ القداسة الموجودة فِيهِ وَالشيء الّذى دخل بِحبكة شيطانيّة أفسدت الكثير وَلازالت تُفسِد هُوَ"التليِفزيون"لِص أخذ الأُم مِنْ أولادها وَالأولاد مِنْ أُمهُمْ وَبثّ تعاليم غريبة وَعجيبة
ذلِك التليِفزيون لازِم يكُون لهُ كُنترُول وَتحّكُمْ حتَّى وَإِنْ كُنت أقُول لكُمْ كُونُوا مُتسلّطين فِى هذِهِ النُقطة فلتكُونُوا مُتسلّطين مِنْ أجل الحِفاظ على الأولاد حتَّى الإِعلانات لاَ تخلُو مِنْ خلاعة كان الأوَّل نقُول للأولاد إِذا إِقتصر الموضُوع على برنامِج أو أمر ترفيهِى للأطفال مِش مُشكِلة لكِنْ التليِفزيون أصبح يُعلِن ساعة إِعلان وَرُبع ساعة برنامِج وَالسَّاعة كُلّها رقص غُنى مناظِر قبيحة
حِينما فشلوا فِى أنْ يعرِضوا للنَّاس بإِقناع أصبحُوا يعرِضُوا بإِسفاف َالنَّاس أيضاً بدلاً مِنْ أنْ يشتِرُوا السمن لأنْ طعمها حلو يشترُوه لأنّ البِنت التَّى قدّمت الإِعلان عيناها خضراء
ما الّذى يحدُث هُنا هل سنمشِى وراء هذا التيار؟ذلِك أحِبائِى فِى غِنى لازِم نتمتّع بِهِ فِى بيوتنا هُوَ المسيح الموجود فِى البيت وَلازِم يكُون فِى البيت وقت للصلاة وَوقت للإِنجيل وَيُسمع فِى البيت صُوت تسابيح وَصُوت مجد لِربِنا لأنْ لمّا البيت ينصِلِح ها تنصِلِح الكنيسة َلمّا البيت ينصِلِح الأولاد ها ينصِلحُوا وَلن نشتكِى فِيما بعد مِنْ زُوجة تشتكِى مِنْ زُوجها لأنْ تدّربِت بِالفِعل على الإِحتمال الصبر الوداعة وَلَمْ تُصبِح عنيدة وَغضُوبة لكِنْ لِماذا تزداد المشاكِل؟ لأنّ الفضيلة ضعُفت لكِنْ لو الفضيلة رسخِت فِى أذهان وَقلُوب أولادنا كان حقّاً المسيح يكُون موجُود فِى البيت وَنجِد الأجيال التَّى فِيما بعد تزداد فِيها التقوى َيمكِن أولادنا يكُونوا أخذوا نصيب مِنْ المعرِفة وَالتعليم يمكِن إِنتُمْ لَمْ تأخُذوه لكِنْ لازِم يكُون معهُ معرِفة الله
ربِنا يسُوعَ المسيح يُبارِك فِى بيوتنا وَيُبارِك فِى كنيسته التَّى هى بيوتكُمْ وَيُبارِك فِى أعمالنا وَيُعطينا نِعمة فوق نِعمة َيُبارِك فِى كُلّ الحاضرين وَيُكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته َلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.

عدد الزيارات 3948

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل