الأسرة والايمان

Large image

الأسرة والايمان
الإيمان فضيلة أساسية في حياتنا لدرجة أن معلمنا بولس الرسول يقول في رسالة العبرانيين بدون إيمان لايمكن إرضاؤه(عب6:11(ونحن في صوم السيدة العذراء لا ننسى أن نقول لها طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب (لو45.1)كان ممكن أن لا تُصدق ما قيل لها لأنه كلام عجيب ولا يُعقل ولكنها صدقت وآمنتموضوع الإيمان هام لنا كلنا وحياتنا محتاجة للإيمان عندما يهتز الإيمان الأسرة كلها تهتز وتفقد سلامها وفرحها وتعزيتها ونبدأ نسمع عن مشاجرات الإيمان هو ركيزة أساسية في الحياة مع الله كيف نُرضي الله بالإيمان كيف نغلب أي حرب روحية بالإيمان يوحنا الحبيب يقول هذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا(1يو4.5)بولس الرسول يقول أما البار فبالإيمان يحيا(عب38:10)أمور كثيرة في حياتنا تُشعرنا بفقدنا للإيمان مثل الإتكال على الذراع البشرية والتفكير البشري والإهتمام بهموم الغد وتدبير الإنسان لمستقبله والقلق على المستقبل والتخطيط لسنوات آتية .مرة شاب قالي أنا لو ربنا بعتلي عمل وأخذت اربعة مائه جنية في الشهر وادخرتهم بالكامل يبقى هادخر اربع الاف وثمان مائة جنية في السنة وبعد عشرة سنين سيكونوا ثمانية واربعون جنية فهذا المبلغ لن يكفي لزواجي بعد عشر سنين أي لا يوجد فائدة فقال له أبونا معك حق ولكن يوجد شئ ناقص هنا هو وجود عمل الله بدون عمل الله تكون الحياة سوداء والأمور صعبة ومستحيلة سلمنا فصرنا نُحمل (أع27:15) معه أمرنا (عب13:4) الله قادر أن يدبر حياتي ويرعاها إلى خيري ومجدي الأبدي الإنسان لو نظر إلى إمكانياته فقط يحزن ويكتئب صعب عليه أن يدبر نفسه فكيف يدبر أسرة فهو إمكانياته محدودة سنتكلم في ثلاث نقاط:- الله موجود وقادر، الله ضابط الكل، الحياة الأبدية
أولاً-الله موجود وقادر:-
ربنا موجود في كل مكان مالئ كل مكان ولا يحويه مكان هو حال في وسطنا يجب أن نؤمن بوجوده في حياتنا وجود عملي إيليا كان دائماً يقول حي هو الرب الذي أنا واقف أمامه(2مل16:5)هل أنا أراه أم عيني لا ترى سوى نفسي جب أن أشعر إني في يده كلمة البابا المشهورة ربنا موجود وكلما زادت عليك الهموم قل ربنا موجود ربنا يدبر ربنا يرتب أُحكم لي يارب وانتقم لمظلمتي (مز 42 من مزامير الثالثة) كن لي ضامنا( أش 38:14) ضامن كل شئ في حياتي من ضمن الأشياء التي قالتها العذراء لأن القدير صنع بي عظائم (لو49:1) يجب أن يكون إيماننا ليس فقط بالمرئيات والمحسوسات بل بالأمور التي لا تُرى الإيمان فهو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمورٍ لا تُرى (عب1:11) لو عندي مشكلة نقوله إنت يارب الذي تحل المشكلة وفي وقت الأكل،قبل الأكل، تباركت يارب يا من تعولنا منذ حداثتنا يجب أن يكون لنا ثقة في قدرة الله فلا نخاف ولا نقلق من أكثر الحروب الخوف والقلق الخوف من التعليم والعمل كل هذا ضعف إيمان في أن الله قادر أن يُعين ويرعى ويدبر
ثق أن الله موجود ويدبر كل شئ أحد الأباء المتوحدين زاروه تلاميذه وسمعوا أصوات وحوش فسألوه كيف لا يخاف ؟ فقال أنا صليت كثيراً أثناء ما كنت أخاف إلى أن إزداد إيماني وأصبح عندي إحساس أن إله الوحوش هو إلهك فإن أمرها أن تأكلك فلتأكلك. قمة التسليم واليقين أن الله مُدبر كل شئ إن سلكت في وسط ظلال الموت فلا أخاف شراً لأنك معي(مز 23 من مزامير الثالثة)في قصة داود مع جليات تجد عبارات عجيبة من داود وهو ولد صغير بدون قوة ولا قدرة أمام جليات الرجل الجبار فقال داود من هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يُعير صفوف الله الحي لا يسقط قلب أحد بسببه اليوم يحبسك الرب في يدي فأقتُلك فتعلم كل الأرض أنه يوجد إله لإسرائيل (1صم 17 :26 ؛ 32 ؛ 46)لو عندنا إيمان لا يتزعزع لا نجد عندنا خوف ولا قلق نحن نسلم أمورنا لربنا ونجتهد في حياتنا المُتعب هو ذاتنا وشهواتنا وأطماعنا ما هي أكبر مشكلة ممكن تواجهنا؟ضعها أمام الله وقل له أنا واثق أن كل الأشياء تعمل معاً للخيرثق أ ن الله قادر ورحيم ومُحبفي ملوك الثاني أصحاح الرابع في قصة المرأة الشونمية رأت أليشع رجل الله نبي وعملت له حجرة في بيتها يصلي فيها ولم تطلب منه شئ فقال لها هل عِندِك أولاد؟فقالت لا فقال لها الله يعطيكِ ولد السنة الجاية وفعلاً أعطاها طفل ثم مات الطفل وهو صغير فأخذته ووضعت على سرير أليشع وذهبت إلى أليشع فقال لها لماذا أتيتِ؟ أسلام لكِ؟أسلام لزوجِك؟أسلام للولد؟فقالت سلام.فقالت له إذهب معي للبيت الأن ودخل أليشع إلى الولد وأخرجه لها حي فلم تفرح بالولد بل سجدت لرجل اللههذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا(1يو4.5)علينا أن نعلم أولادنا الإيمان لأن فوق العالي عالياً يُلاحظ والأعلى فوقهما(جا8.5)الله يلاحظ لا نتكل على قدراتنا وإمكانياتنا إتكالنا عليه ورجاءنا فيه لا يكون لنا إيمان بالكلام فقط إحذر من النظريات والكلام النظري إيمان بدون أعمال ميت( يع2.20) الشياطين تؤمن بوجود الله ولكن أعبده واتكل عليه فهو يحامي عنك
ثانياً-الله ضابط الكل:-
هو رجاء من ليس له رجاء هو الذي يجعل للبحر حد لا يتجاوزه لا يعجز أن يضبط أمور حياتي أنا نظرتي عاجزة غير شاملة ولكن الله يسخر كل الأمور لخير الإنسان عندما أشعر أن إيماني ضعيف تذكر قدرته الفائقة من ذا الذي يقول فيكون والرب لم يأمر(مرا3.37) أحد القديسين سأل الأباء من الذي باع يوسف؟فقالوا إخوته قال لا قالوا الغيرة قال لا الرب هو الذي باع يوسف إرادة الله لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم(تك45.5) شاب ذهب لأخذ ڤيزا أمريكا ولم يوفق فقال له أبونا الله هو الذي لم يعطيها لك وليس الشخص لذلك تصلي الكنيسة من أجل رئيس البلد لأننا نؤمن أن يد الرب على قلب الملك(أم1.21)حتى لو حدث اضطهاد على البلد نشكر الله لأنه هو الذي يدبر كل شئ لخيرنا على صخرةً رفعنى(مز 26 من مزامير باكر)لا تعيش حزين ومضطرب لأجل أي شئ الله هو ولي أمرنا لم تدعني مُعوزاً شيئاًلا تخاف من المستقبل ولا تقلق نفسي في يديك كل حين خبزنا كفافنا أعطنا اليوم إشعرنا بوجودك في حياتنا اليوم
رب المجد يسوع هو وكل الذين معه لم يكن معهم قوت يومهم أما نحن فنطلب لأنفسنا قوت لسنين عديدة وبولس الرسول رجَّع كل بر الأباء إلى الإيمان بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين بالإيمان نوح صار وارثاً للبر بالإيمان إبراهيم لما دُعيَ أطاعَ أن يخرج فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي(عب 11:4 ؛7،8) أي شئ أترجاه من الله هو قادر أن يفعله يشوع في الحرب ضد عماليق طلب من الله أن تدوم الشمس على جبعون (يش12.10)وقفت الشمس هو طلب هذا من الله والله فعلها له الله قادر أن يعطيني أكثر مما أطلب
ثالثاً-الإيمان بالحياة الأبدية:-
أنا لستُ من الأرض أنا للسماء ثق أن لك الحياة الأبدية لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم (2تى12.1)أنا وبيتي نريد أن نذهب للسماء نحن عايشين لكي نُرضي ربنا ونذهب للأبدية أهم شئ هو خلاص نفوسنا وليس تغذية أجسادنا رسالتنا أن نخلُص مع كل بيتنا عدو الخير يريد أن يُنسيني الحياة الأبدية ويعيِّشني الحياة الأرضية فقط
نحن نعيش العالم كأمناء لله كخطوة لربح الأبدية غريب أنا في الأرض لا تُخفِ عني وصايا(19.119) نسعى كسفراء عن المسيح (2كو20.5)نحن سفراء عن المسيح هذا يلزمه إيمان بالحياة الأبدية وفي قانون الإيمان وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي نقولها بلحن لزيادة التركيز عليها نحن ناظرين إليه قلوبنا معه بولس يقول لتيموثاوس أمسك بالحياة الأبدية التي إليها دُعيت(1تى12.6)يسوع قال في بستان جثسيماني أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني (يو17.24)هذه هي إرادة الله
تقدر أن ترتفع فوق الهموم إذا نظرت إلى الأبدية كن قدوة لأولادك بحياتك وليس بكلامك ما أجمل السيرة أكثر من التعليم تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المُعد لكم منذ تأسيس العالم(مت34.25)إذا نظرنا للأبدية يهون علينا تعب جهادنا طوبى للذين يعملون الأن بكل قوتهم فإن لحظة واحدة في المجد السماوي تُنسيهم كل أتعابهم والويل لكل إنسان عاش الحياة الأرضية يتمتع ويتلذذ ويضحك ويأكل ويشرب فإن لحظة واحدة في العذاب ستُنسيه كل مجد الأرض الذي أخذه
لو آمنا نفعل كل الفضائل بسهولة الطاعة والمحبة والعطاء كلها بسبب الإيمان نجد الأن أن الجيل الجديد عنده أنانية لأنه ليس عنده إيمان إنه سيأخذ شئ من عطاؤه لا يعلم إنه سيستفيد شئ بعطاؤه مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ( أع35.20) نجد أن الناس مقصرين مع ربنا في العشور لأنهم يقولون أن اللي جاي أقل من المطلوب وليس لديهِ إيمان أن الله يمكنه أن يُبارك في القليل لو صنعت صدقة وإحسان ستكون لك رحمة في السماء لذلك تصلي الكنيسة وتقول عوضهم عن عطاياهم بغفران خطاياهم طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون(مت7.5)لو عندي إيمان بالحياة الأبدية ستسهُل الفضيلة الله ينظر إلينا بعين الحنان.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتهولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1395

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل