اساسات البيت المسيحى

Large image

اساسات البيت المسيحى
الكنيسة هي جماعة المؤمنين المجتمعين في وجود الله .. { لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم } ( مت 18 : 20 ) .. الزوج والزوجة والأولاد والله موجود في وسط البيت .. إذاً البيت كنيسة .. ولكن أحياناً يغيب هذا المفهوم عن أذهاننا .. وأحياناً نجد الكثير من الناس من الخارج شكلهم كويس ولكن حياتهم من الداخل غير سعيدة بالرغم من عدم وجود أي سبب لعدة مظاهر مثل النفور وعدم الإنجذاب ولون من ألوان التوتر .. شئ من التحدي في البيت يجعله بيت غير سعيد وممكن يكون بسبب الصراع على من يكون القوى العليا في البيت ومن الذي يتخذ القرارات في البيت .. شئ صعب أن تكون حياتنا الداخلية هي التي بها التعب .. فعندما تأتي المشاكل أو الضيقات من الخارج يكون الحال أهون من المشاكل التي من صنع إيدينا ومن الداخل .
فما معنى الكنيسة التي في بيتك ؟ ما معنى أن نعيش في البيت فرحانين مع بعض وقانعين ؟ ما معنى أن نعيش كجماعة يتمجد الله فيهم ؟ كيف نعيش في بيتنا الذي يكون كسفينة وسط أمواج العالم ؟ كيف نعيش سعداء في بيتنا ؟
هناك " 5 " كلمات كعنوان لعظة اليوم .. في صلاة سر الزيجة أبونا يستخدم " 5 " أشياء هي :-
1/ الدبلة .
2/ الزنار .
3/ البرنس .
4/ الأكاليل .
5/ اللفافة .
1- الدبلة
2- لماذا تُنقل من اليمين إلى اليسار ؟ لأن الجهة اليسار قريبة من القلب رمز للمحبة .. وهذا الإصبع بالذات يوجد به عصب يصل للقلب مباشرةً فنضع فيه الدبلة كعربون حب قلبي نقي صافي .. وتكون الدبلة رمز لعهد الحب .
وأبونا هو الذي يُلبِس الدبلة وليس العريس كعلامة أن الله هو الذي يربط هذه الزيجة .. ولذلك ليس من حق الإنسان أن يقطع هذا العهد لأن ما جمعهُ الله لا يُفرقهُ إنسان ( مت 19 : 6 ) .
والدبلة رمز للحب الذي يجب أن يكون في البيت .. محبة التضحية والبذل والتفاني .. وأن كل شخص يبحث عن كرامة الآخر وليس كرامته الشخصية .. لا تظن أن البيت يمشي بالصُراخ والتصميم على الرأي .. لا .. بل يسير بالمحبة .. يوجد أنواع من المحبة
أ/ محبة الإيروس ← محبة أنانية .. هي محبة الأخذ .. هي محبة تجعل ذاتي ولذتي فوق كل شئ .
ب/ محبة الفيلو ← هي محبة إنسانية إجتماعية بشرية .. هي محبة الأخذ والعطاء .
ج/ محبة الأغابي ← هي محبة العطاء .. وهي المحبة المسيحية .. محبة على قياس محبة المسيح لنا وللكنيسة .
بولس الرسول يقول { أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحبَّ المسيح أيضاً الكنيسة } ( أف 5 : 25 ) .. محبة الأغابي محبة العطاء والبذل .. محبة عطاء وليست محبة إستهلاكية .. { مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ } ( أع 20 : 35 ) .
لا تظن أنك عندما تعطي كثيراً وتبذل وتضحي فإنك ستُصبح ضعيف .. لا تظن أن العطاء ضد الرجولة ولا تظني أن في العطاء ضياع للكرامة وللشخصية .. لا .. فإن هذه المحبة هي كمثل محبة المسيح للكنيسة .. إذاً الدبلة هي تذكار المحبة الدائم .. المحبة غير المشروطة .. إجعل قلبك بلا جدران .. بلا حدود للحب .. لا تجعل محبتك شرط كمحبة الشخص الآخر ومقابل المحبة هو حضور الله .
وعلى مستوى أولادنا يحتاجون أن نقدم لهم الأغابي .. وأحياناً نحبهم محبة إيروس ( أنانية ) .. فأحياناً نريدهم أن يصيروا ناجحين لأني أنا أبوه .. محبة أنانية ذاتية لحساب الذات .. وهذه المحبة لن تدوم لأن الولد سيكبر وسيستقل عنك وستجد نفسك خارج حياته .. ولكن إصنع واهتم بمحبة الأغابي مع أولادك ولا تحبهم بمحبة مفسدة فالتدليل الزائد مُفسد .. لأنه عندما يكبر سيُصدم من المجتمع .. القديس كبريانوس يقول { ليكن لك محبة بلا تدليل وحزم بلا قسوة } .. وأحياناً نجد أب آخر مُرعب بالنسبة لأولاده .. لا هذا مطلوب ولا ذاك مطلوب .
2- الزنار :
شريط أحمر يربطه أبونا على العريس رمز لدم المسيح .. يُربط على الإنسان مرتين في عمره يوم عماده ويوم إكليله .. علامة الفداء والخلاص .. لهم سمة على جباههم ( رؤ 20 : 4 ) .. يكون في البيوت التي لا تهلك .. بيت عليه علامة الدم .. بيت طهارة .. بيت بركة .
راحاب الزانية عندما خبأت الجواسيس الذين من شعب الله فأعطت لهم علامة " حبل قُرمزي " فلا يؤذوا هذا البيت عندما يدخلون المدينة .. لأن عليها علامة الحب الأحمر .. علامة الدم .. دم الخلاص .. ربنا يسوع المسيح هو غافر كل آثامي باستمرار لذلك نحن أيضاً يجب أن نتحلى بالغفران .. يجب أن نغفر لبعض .. مثل ما المسيح يغفر لنا بدون شروط وبطريقة سهلة ومتاحة للكل .
3- البرنس :
البرنس رمز للعبادة في البيت .. لا يلبسه إلا الكاهن والعريس يوم زواجه لأنه سيكون كاهن البيت .. سيُصبح رب البيت .
في العهد القديم قبل كهنوت هارون لم يكن هناك كهنوت فكان رجل البيت هو كاهن البيت الذي يُقدم الذبائح لله .. والرجل هو المسئول عن الحياة الروحية في البيت .. عن الصوم والصلاة والكتاب المقدس وحماية الأولاد من الأصحاب والحياة الروحية للزوجة إذا كانت كسلانة أو سهيانة في أمور البيت .. هذه مسئولية الزوج .. هو كاهن البيت .. فهل أنت قائم بدورك هذا ؟ هل تقدم ذبائح الحمد والتسبيح في بيتك أم لا ؟
في روسيا الشيوعية أُغلِقت الكنائس أكثر من " 100 " سنة ولم يكن مسموح أن يتكلم أحد عن المسيحية .. وعندما جاء الرئيس ميخائيل جورباتشوﭪ كانت جدته مسيحية مؤمنة وهي التي شجعته على فتح الكنائس وكانت الكنائس مليانة بالناس لأن الكنائس كانت مفتوحة في بيوتهم .. وكل بيت يوجد فيه حجرة للصلاة وركن للأيقونة .. كل بيت فيه مكان للعبادة .. كنيسة في بيتك .
تعرفت على أسقف روسي له كنيسة هنا في الأسكندرية في شارع صفية زغلول .. رجل تقي جداً مثل السواح وعرفت إنه تعلم الإيمان من أمه في البيت .
أعطيك تدريب عملي في البيت .. يجب أن يكون لك مع أسرتك جلسة للإنجيل كل يوم . يجب أن يكون هناك وقفة صلاة جماعية واحدة في اليوم .
في عيد أي قديس نقول المديح مع بعض مع الأولاد .. أعرف صديق كان يعمل حفلة لأولاده في كل عيد قديس ويجيب تورتة ويعمل حفلة وجعل أولاده يُحبون القديسين ويُحبون الإحتفال بهم .
لا يكون كل تركيز الأهل على الأكل فقط .. فما الفائدة من الأكل وإبني لا يخاف الله ؟!!
4- الأكاليل :
عربون أكاليل المجد السماوي .. وتُذكرهم الكنيسة أن لهم أكاليل سماوية .. وعليك أن تحافظ على إكليلك .. أكاليل أمانة حسنة غير مضادة ولا محاربة هي أكاليل غير مغلوبة لا تُنزع منك .. الكنيسة تضمن لك الحياة الأبدية من خلال سر الزيجة فتعطيهم الأكاليل وتفرح بأولادها وهم لابسين الأكاليل .. فهي خطوة في طريق الملكوت .
إوعى الأبدية تغيب عن ذهنك .. الزواج إسلوب ضمان للسماء .. شئ يحفظك ويقدسك ويرفعك ولا تعيش لنفسك بل للآخر .. وشئ يعطيك أولاد تذهب بهم للسماء .. القديس يوحنا فم الذهب يقول { إن كنا نمدح البتولية إلا أن الزواج هو الذي أتى بالبتوليين } .
5- اللفافة :
تُوضع فوق يد العريس والعروس .. أساس طقس الإكليل كان يتم في القداس وهذه اللفافة للتناول يتناول بها العريس ويُرسلها إلى العروسة تستخدمها في التناول لتقول لهم الكنيسة أن المسيح وحَّدهم .. وفي الإكليل يضع الإثنين أيديهم على بعض وفوقهم اللفافة لننظر إليهم على أنهم يد واحدة جمعها الله .
لابد أن نواظب مع بعض على الحياة الكنسية .. اللفافة تُمثل العبادة في الكنيسة ( القداس ، العشية ) .. إجعل أولادك معك في القداس ونعيش بكمال الحب والمغفرة ونعيش بجسد المسيح المكسور .. فعندما أكسر جسدي مع أولادي أكون كسيدي .. مين فينا مهتم إنه يحضر العشية مع أسرته ؟ ومن يهتم بإبنه إنه يكون شماس ؟
أحياناً الأهل هم الذين يعطلون أولادنا ونُميت إشتياقاتهم الروحية .. أبونا بيشوي كامل وهو شاب ذهب يفتقد أحد الشباب ففتح له أبو الولد وقاله الولد عنده ثانوية عامة وليس لديهِ وقت للكنيسة هذا العام .. فقال له أبونا طيب ممكن أجي أنا كل إسبوع أو إثنين لأقص له الدروس التي أخذناها في الكنيسة .. فقال له لا .. لا يوجد لديه وقت وإبني لابد أن يُصبح دكتور .. وبالفعل عدت السنين وذهب الأب ليسأل على هذا الخادم وقاله إبني أصبح دكتور ولكن أنا عندي مشكلة كبيرة هي إن إبني دكتور وارتبط عاطفياً ببنت ممرضة غير مسيحية وبدأ إيمانه يهتز وأنا فكرت إنه كان بيحبك وبيسمع كلامك فقلت أجي وأقولك عشان تساعده .. ما الفائدة من أن إبني يُصبح دكتور وليس في قلبه مخافة الله ؟ { هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب } ( أش 8 : 18) .. يجب أن نقدم لله حساب عن الأولاد الذين أعطانا إياهم .. في السماء ليس المهم أن يكون دكتور ولاَّ محامي ولاَّ غيره لكن المهم أن يكون عنده تقوى .
ربنا يجعل بيوتنا بيوت بركة وطهارة وصلاة .. ربنا يسند كل ضعف فينا .. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 3524

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل