الاعداد للتجسد

Large image

الكلام عَنْ سِر التجسُّد كلام مُشبِع وَإِنْ غاب التجسُّد عَنْ فكرِنا غابت المسِيحِيَّة فِى نَفْسَ اللحظة قالتجسُّد هُوَ المسِيحِيَّة سِر عظمِة المسِيحِيَّة فِى إِيمانها بِالتجسُّد سِر إِقتراب المسِيحِى لله هُوَ إِقتراب الله لِلمسِيحِى وَسِر تقوى المسِيحِى هُوَ أنَّ الله ظهر فِى الجسد[ عظِيم هُوَ سِرُّ التَّقوى اللهُ ظهر فِي الجسدِ ] ( 1 تى 3 : 16 ) المسِيحِى يحيا التقوَّى لأِنَّهُ أدرك أنَّ الله إِقترن بِهِ وَأتحد بِهِ وَلَمْ يسكُن فِى سماه وَلَمْ ينظُر لأِبنائه بنِى البشر بَلْ تطلَّع إِليهِمْ وَأنَّت أحشائه فأتى لِيُخلِّصهُمْ القدِيس أثناسيُوسَ يقُولَ أنَّ الموت لَمْ يكُنْ خارِج الإِنسان وَالفساد الَّذِى حدث كَانَ داخِله لِذلِكَ لَمْ يكُنْ لِلإِنسان أنْ يُعالج مِنْ الخارِج وَالصورة الَّتِى فسدت فِى أبِينا آدم الَّتِى هِى الصورة الجوهرِيَّة لله لاَ يُمكِنْ لأحد أنْ يُصلِحها إِلاَّ صاحِب الصورة الأصلِيَّة الله الإِبن بِذاته00الصورة لاَ يُصلِحها إِلاَّ صورة الله الآب الَّتِى هِى الإِبن يسُوعَ00[ بهاءُ مجدِهِ وَرسمُ جوهرِهِ ] ( عب 1 : 3 ) " صورة " فِى المعنى اليُونانِى هِى " مورفِى " الَّتِى تعنِى الصورة الجوهرِيَّة لِذات الشخص فالمسِيح هُوَ الصورة الجوهرِيَّة لله00لِذلِكَ يقُولَ [ الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صورة اللهِ لَمْ يحسِب خُلسةً أنْ يكُونَ مُعادِلاً لِلهِ لكِنَّهُ أخلى نَفْسَهُ آخِذاً صُورة عبدٍ صائِراً فِي شِبهِ النَّاسِ ]( فى 2 : 6 – 7 ) فِى الترجمة اليُونانِيَّة " صورة الله " غير " صورة العبد " " صورة الله " هِى " مورفِى ""وَصورة عبد " هِى " إِيمدج " أى " شكل خارِجِى "صورة الله الجوهرِيَّة الَّذِى أخلى ذاته أخذ شكل عبد صورِة عبد أى إِيمدج أنا المُهِمْ عندِى المورفِى صورِة جوهرِيَّة الله المسِيح أخذ شكل عبد وَجاء لِيُصلِح صورة الله الَّتِى فسدت فِى الإِنسان القدِيس أثناسيُوس يقُولَ [ إِنَّ العالم يتعجَّب أنَّ الله تجسَّد وَأنا أتعجَّب إِنْ لَمْ يتجسَّد فَمَنْ هُوَ الَّذِى يترُك صنِيعتهُ تفسد وَ لاَ يُبالِى بِها فيصِير هذا ليس إِله ] مُنذُ لحظِة سقُوط آدم وَأحشائه تئِن وَتتحرَّكَ القدِيس غرِيغُوريُوس يقُولَ لِماذا لَمْ يتجسَّد الله مُجرَّد سُقُوط آدم ؟يقُولَ لأِنَّ الأمر يحتاج أمران مُهِمان:-

لِماذا لَمْ يتجسَّد الله بِمُجرَّد سُقُوط آدم ؟
أوَّلاً :لِيُظهِر بشاعِة ما فعلهُ آدم فأراد أنْ يُظهِر شناعِة الخطِيَّة بِمرُور الوقت وَالزَّمن كما يذهب مرِيض لِلطبِيب لكِنْ توجد مراحِلَ مُعيَّنة لِلمرض لابُد أنْ يمُر بِها المرِيض حَتَّى يُؤثِّر العِلاج مهما تألَّم المرِيض لأِنَّهُ لَوْ حاولَ عِلاجه مِنْ أوِل مرحلة يتحوَّلَ المرض لِمرض أصعب هكذا الخطِيَّة فِى البِداية لَمْ تظهر00نقُولَ لَهُ يارب أنت تُهوِّل الأمر جِدّاً فكُلّ ما فعلهُ آدم أنَّهُ أكل مِنْ الشجرة فيقُول سأُرِيكَ تأثِير الخطِيَّة أوَّلاً وجد الله أنَّ أولاده قَدْ وجدُوا أنَّ بنات العالم حسنات وَندم الله عَلَى صُنعِهِ لِلإِنسان ثُمَّ يُرِيكَ الله فجُور النَّاس فِى أيَّام نُوح وَالفجُور فِى أيَّام سدُوم وَعمُورة وَكأنَّ الطبِيعة تُشِير لَكَ عَلَى المرض الَّذِى إِستهنت بِهِ أوَّلاً حَتَّى ملُوكَ إِسْرَائِيلَ كَانَ بعضِهِمْ يعبُد الأوثان حَتَّى مكان العِبادة فِى الهِيكل يصِير مكان لِلمُرتفعات وَالعِبادات الوثنِيَّة وَتُمارس فِيهِ كُلّ أنواع الدنس وَكأنَّ الله يقُولَ لَكَ هل رأيت كيف تفاقم المرض ؟ الآن سأتدخَّل صمت الله فِترة طوِيلة لِيُقنِعنا أنَّ المرض خطِير0
ثانِياً : كُون أنَّهُ يُفكِّر فِى خلاصِنا وَيترُك سماه وَيأتِى كإِنسان فهذا أمر صعب علينا أنْ نستوعِبه لِذلِكَ مهَّد الأمر لنا فقال [ نسل المرأة يسحق رأس الحيَّة ] ثُمَّ مهَّد لإِمكان رؤية الله وَسماعِهِ لكِنَّنا نقُول أنَّ الكِتاب قَالَ [ اللهُ لَمْ يرهُ أحد قطُّ ] ( يو 1 : 18 ) نعم لكِنْ الله سمح بِظُهُورات لَهُ فِى العهد القدِيم ظُهُورات لاَ تُحصى ظُهُورات تُعبِّر عَنْ أُقنُوم الإِبن لأِنَّهُ كائِن مُنذُ الأزلَ فقد كَانَ آدم يرى الله يتمشَّى فِى الفِردُوس فَمَنَ هُوَ الَّذِى كَانَ يتمشَّى ؟ الإِبن هُوَ الَّذِى قَالَ لآِدم أين أنت ؟ مَنَ هُوَ الَّذِى سأل قايِين أين أخوكَ ؟ الإِبن الله لَمْ يرهُ أحد قطُّ لكِنْ كَانَ بهاء مجده رسم صورة جوهره الإِبن يُعبِّر عنّه0
لَوْ عملنا دِراسة لِحياة أبِينا إِبراهِيم لوجدنا أنَّ الله ظهر لَهُ أكثر مِنْ عَشَرَ مرَّاتٍ وَفِى إِحدى هذِهِ المرَّات جهَّز أبُونا إِبراهِيم طعام لَهُ ذبح عِجل كَانَ معرُوف أنَّ لأِبِينا إِبراهِيم غُلمان هذا عددُها حَتَّى أنَّهُ عِندما حدثت مُشكِلة كدر لعومر أخذ معهُ 318 مِنْ رِجاله لِيُحارِب بِهِمْ فكم عبد إِذاً تحت يَدِهِ ؟ بِالطبع كثِيرُون جِدّاً لكِنْ أبِينا إِبراهِيم لَمْ يأمُر أحد مِنْ عبِيدِهِ بِإِعداد الولِيمة بَلْ ذبح هُوَ بِنَفْسَه وَجعل أُمِنا سارة تطهِى الَّلحم المذبُوح بِنَفْسِها لأِنَّهُ شعر أنَّ الضِيف غير عادِى وَكَانَ الضُيُوف ثلاثة الإِبن وَمعهُ ملاكين أيضاً فِى مرَّة أُخرى بعدما تشفَّع إِبراهِيم عَنْ سدُوم وَعمُورة ذهب ملاكان إِلَى المدِينة لِحرقِها بينما وقف إِبراهِيم أمام الله أى الإِبن أى الله يُعلِن لَكَ أنَّكَ يُمكِنكَ أنْ تقِف أمامه أيضاً كلَّمهُ لُوط وَكلَّم لابان قائِلاً لَهُ إِيَّاكَ أنْ تمِس يعقُوب أيضاً كلَّم أبِينا يعقُوب بَلْ وَصارعهُ وَتركَ فِيهِ أثر لِهذِهِ المُصارعةأى معنى ذلِكَ أنَّهُ لَهُ قُوَّة وَأنَّهُ ملمُوس مَنْ هذا ؟ الإِبن الإِنجِيل يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنَّهُ ليس خيالَ أوْ حِلم وَنَفْسِيَّة بَلْ ظُهُور وَتهيِأه حَتَّى أنَّ يعقُوب عاد مِنْ هذِهِ المُصارعة أعرج لأِنَّهُ ضربهُ عَلَى حُق فخذِهِ وَتركَ فِيهِ هذِهِ العلامة حَتَّى تنيَّح كبصمة لَهُ إِذاً الإِبن موجُود فِى العهد القدِيم ليتنا نحسِب عدد المرَّات الَّتِى كلَّم فِيها مُوسى النبِى وَسنجِد " قَالَ الله "" قَالَ الرَّبَّ " الله يُمهِّد أذهاننا بِحسب إِستِيعابنا نحنُ الضُعفاء إِلَى أنَّهُ يُمكِنْ أنْ نراه وَنسمعه وَيترُكَ بصمة فِى أجسادنا وَيأكُلَ ظهر لِيشُوعَ فأعدَّ لَهُ طعام ظهر لِجدعُون وَمنُوح وَزوجته وَأعطاهُما الوعد بِمِيلاد شمشُون وَشعر منُوح أنَّهُ أمام شخص غير عادِى فسألهُ عَنْ إِسمه فقال لَهُ[ لِماذا تسألُ عَنِ اسمِي وَهُوَ عجِيب ] ( قض 13 : 18 ) مُجرَّد أنْ سمع منُوح ذلِكَ سجد لَهُ وَعرف أنَّهُ أمام الله الله مهَّد الأذهان لِتجسُّدِهِ لأِنَّهُ غير مفحُوصَ أظهر الله شناعِة مرض الخطِيَّة وَعبر التارِيخ أظهر أعراض هذا المرض مِنْ جِيل إِلَى جِيل وَ لاَ تنتهِى نعم يوجد أنقياء شِهادة لَهُ لكِنْ العُرف السائِد هُوَ الخطِيَّة وَالقِلَّة أنقياء وَكَانَ الإِنجِيلَ يقُولَ عنهُمْ دائِماً ( بقِيَّة ) كما قَالَ بُولُس الرَّسُول فِي كُلّ جِيل تركَ الله بقِيَّة تعبُدهُ وَتَّتقِيه هُمْ الَّذِينَ أثمرُوا وَنموا الآن نحنُ البقِيَّة فِى العالم أى حَتَّى الآن توجد بقِيَّة فِى العالم مهَّد الله لِمجِيئه لأِنَّ مجِيئه وَإِستِيعابه صعب جِدّاً يفُوق قُدرة الإِنسان فكلَّم يشُوع وَمُوسى وَجدعُون وَ بِما أنَّ الإِبن فعل كُلّ ذلِكَ فِى العهد القدِيم فلِماذا لَمْ يفعل ذلِكَ فِى العهد الجدِيد مادام هُوَ قادِر أنْ يتجسَّد كَانَ يُمكِنه أنْ يظهر فِى صورة جسد وَيُتمِّم كُلّ شئ يُرِيده وَيكُون ظُهُور وَليس تجسُّد ؟؟ نقُولَ أنَّ الظُهُور لاَ ينفع لِلفِداء لابُد مِنْ تجسُّد حقِيقِى مِثلنا لحم وَدم لَوْ كَانَ ظُهُور بِدُون تجسُّد مِنْ بطن العذراء لكان أمر يُثِير العجب عِندما يقُولُون أنَّ فُلاَن أتى مِنْ المرِيخ نتعجَّب وَنسأل هل يأكُل مِثلنا وَيعِيش مِثلنا هل سيعُود لِلمرِيخ ؟وَسنظل مُبتعِدِين عنه لكِنْ عِندما يقُولُون أليس هذا إِبن يُوسِف إِبن النَّجار ؟ إِبن مريم ؟أليس هؤلاء إِخوته ؟ أى لَهُ مُجتمع وَوسط إِجتماعِى وَأقرباء وَأصحاب وَأى لاَ تستغربنِى أكثر مِنْ ذلِكَ كُلّ صِفاتنا تُنسب لَهُ الجُوع يجوع وَالعطش يعطش وَكَانَ مُمكِنْ يظهر كما ظهر لأِبراهِيم لكِنْ يقُولَ لَنْ أكُون جسد حقِيقِى بِدلِيل إِنِّى آكُلَ عِندما أجُوع وَقَدْ ذهبت لِلتِينة لآكُل مِنها أيضاً قِيل عنهُ [ جاع أخِيراً ]( مت 4 : 2 ) وَالشَّيطان جرَّبهُ بِالجُوع وَكَانَ يشُكَ أنَّهُ إِبن الله وَعِندما كَانَ يسِير طوِيلاً كَانَ يتعب [ فَإِذْ كَانَ يسُوعُ قَدْ تعِبَ مِنَ السَّفرِ جَلَسَ ]( يو 4 : 6 )لَهُ أيضاً مواصفات النَّفْسَ الحُزن وَالإِكتئاب وَلمَّا يقُولَ [ بكى يسُوعُ ]( يو 11 : 35 )[ تهلَّلَ يسُوعُ بِالرُّوحِ ] ( لو 10: 21 )وَكأنَّ يسُوع يقُولَ أنا جسد وَإِنسان كامِلَ لِى مشاعِر مُمكِنْ أفرح وَأبكِى وَمِنْ شِدَّة الإِنفعال عرقِى يصِيركقطرات دم أى أنا أنغمِس معكَ فِى طبِيعتكَ كإِنسان صار معكَ واحِد أى أنغرِس معكَ فِى نَفْسَ الجسد الَّذِى إِنغرس فِيهِ الفساد كى يشفِيكَ لِئلاَّ يصِير غرِيب عنكَ لاَهُوَ فِينا[ وَالكلِمةُ صَارَ جسداً وَحلَّ بيننا وَرأينا مجدهُ مجداً كما لِوحِيدٍ مِنَ الآبِ مملُؤاً نِعمةً وَحقّاً ]( يو 1 : 14 ) أيضاً لَهُ رُمُوز فِى العهد القدِيم سُلَّم يعقُوب أى يُمكِنْ لِلإِنسان أنْ يتحِد بِالسَّماء يُرسِلَ لَكَ سُلَّم يوحِدكَ بِالسَّماء وَما هذا السُلَّم إِلاَّ الإِبن يسُوع أيضاً العُلِّيقة المُشتعِلة الَّتِى ما هِى إِلاَّ أحشاء العذراء الحامِلة اللاهُوت أى الأمر الغِير معقُولَ لِلتصدِيق صدَّقهُ اللاهُوت إِتحد بِالمادَّة أيضاً أُرِيد أنْ أسكُنْ وسطكُمْ إِعمِلُوا لِى خِيمة كخِيامِكُمْ مِنْ الخارِج فِى وسطكُمْ أنا مِثلكُمْ لِى خِيمة وقت سيركُمْ أسِير معكُمْ وَوقت وقُوفكُمْ أقِف أيضاً لَهُ تابُوت العهد الَّذِى يُمَّثِلَ حضرتِهِ شئ مِنْ المادَّة يحمِلَ جوهر الله أُمُور تُعبِّر عَنْ جوهر الله وَما هُوَ التابُوت إِلاَّ التجسُّد بِهِ لوحىَّ العهد وَما لوحىَّ العهد إِلاَّ التجسُّد الإِبن قِيلَ عنهُ الشرِيعة فِى وسط أحشائه أيضاً بِهِ عصا هارُون الَّتِى هِى التجسُّد لأِنَّها بطن العذراء الَّتِى بِدُون زرع بشر أثمرت المسِيح الإِبن عصا أصبحت شجرة بِدُون بِذرة لأِنَّ يسُوعَ موجُود لاَ يحتاج لِبِذرة لِوجُوده بَلْ إِلَى تُربة لِذلِكَ وضع الرُّوح القُدُس البِذرة فِى التُربة أى بطن العذراء حقِيقة تكوِين الجسد هِى مُهِمَّة العذراء الَّتِى أنبتت البِذرة وَأعطتها جسد لِذلِكَ المسِيح كَانَ مُحتاج لِلعذراء كأُم وَليس مُحتاج لأب لإِعطاء بِذرة لأِنَّهُ أصلَ داوُد لأِنَّهُ أصلاً موجُود التابُوت بِهِ قِسط المَنَّ النازِلَ مِنْ السَّماء مِنْ عِند الله ما هُوَ المَنَّ إِذاً ؟هُوَ المسِيح المَنَّ مُستدِير أى ليس لَهُ بِداية وَنِهاية مذاقه حلو لأِنَّ يسُوع حلقه حلاوة وَكُلّه مُشتهيات أيضاً ينزِلَ المَنَّ كُلّ صباح لأِنَّ يسُوعَ مُتجدِّد يُعطِى كُلّ إِنسان كِفايتهُ لأِنَّ الله كِفايتنا وَإِنْ كَانَ المَنَّ هُوَ المسِيح فإِنَّ القِسط هُوَ العذراء إِذاً الله يُمَّهِد أذهاننا وَيقُولَ أنا آتِى فإِنْ رأيت قِسط بِهِ مَنَّ فَلاَ تتعجَّب أى لَوْ رأيت عذراء تحمِلَ اللاهُوت لاَ تتعجَّب لَوْ رأيت حجر منقُوش عليهِ الوصِيَّة بِإِصبع الله لاَ تتعجَّب هُوَ المسِيح هكذا لاَ تُفكِّر فِى المسِيح كجسد بَلْ كجوهر الله هذِهِ عظمِة المسِيح الإِله الَّذِى صَارَ إِنسان لِذلِكَ أعطى رُمُوز كثِيرة باب رآهُ حزقِيالَ النبِى دخل فِيهِ وَخرج وَهُوَ مُغلق لِذلِكَ لَوْ جاء المسِيح مِنْ عذراء لاَ تتعجَّب دانيال النبِى يصِف تِمثالَ جُزء مِنْهُ نحاس وَجُزء ذهب وَجُزء فِضَّة وَ ثُمَّ رأى جبلَ كبِير قُطِع مِنهُ حجر بِغير يَدٍ حطَّم التِمثالَ الجبَّارالحجر المقطُوع بِغير يَدَ هُوَ المسِيح الَّذِى أتى لاَ مِنْ مشِيئة جسد وَ لاَ مِنْ مشِيئة رجُلَ بَلْ مِنْ الله موجُود مُنذُ الأزلَ مَعَْ الله عِندما جاء جاء حجر بِدُون يَدَ وَحطَّم التِمثالَ لمَّا جاء يسُوعَ مِصْرَ حطَّم أوثانها وَعملَ زِلزالَ فِى العالم رغم أنَّهُ جاء بسِيط إِلاَّ أنَّهُ هزَّ غرُور وَكِبرياء الإِنسان رغم أنَّهُ حجر بسِيط إِلاَّ أنَّهُ حطَّم التِمثالَ الَّذِى يُمَّثِلَ غرُور وَشُمُوخ الإِنسان قِمَّة فَنْ الإِنسان حجر بسِيط كسَّرهُ وَحطَّمهُ كما فعلَ المسِيح جاء لِيُخلِّص العالم وَيُحطِّم مملكِة إِبلِيس وَيجعل العالم بِكُلّ غِناه وَغرُوره تحت أقدام أولاده وَقَدْ كَانَ أولاد الله كُلّ شهوة وَكُلّ تعالِى وَكُلّ خطِيَّة وَمدُوسة تحت أقدامِهِمْ هذا مجد وَعملَ الله التجسُّد العجِيب الَّذِى جاء بِعملَ إِلهِى حطَّم مملكِة إِبلِيس وَكسَّر غرُورِها الله مهَّد لِمجِيئه مُنذُ آلاف السِنِين حَتَّى عِندما يأتِى يستوعِبه العالم لكِنْ لِلأسف لمَّا جاء مِنْ شِدَّة ذهُولَ البشرِيَّة لَمْ تستوعِبه لِماذا ؟ لأِنَّ البشرِيَّة يُمكِنها إِستِيعاب تألُّه الإِنسان لأِنَّها مُحِبة لِلغرُور وَالتعالِى لكِنْ لاَ تقبل تأنُّس الله لأِنَّ عقلها يصطدِم بِالإِتضاع عِندما نقُولَ جاء مَلِكَ كى يفتقِد رعِيَّتهُ فإِستقلَّ المواصلات العامَّة لاَ نُصَّدِق ذلِكَ لكِنْ نُصَّدِق أنَّ إِنسان يصنع لِنَفْسَه سيَّارة مِنْ الذَّهب الخالِص وَ لاَ ننزعِج الإِنسان لاَ يُصَّدِق أنَّ إِنسان عالِى يتنازلَ لأِنَّ عقُولنا وَطِباعنا تقبلَ الغرُور وَ لاَ تقبلَ الإِتضاع وَالتنازُلَ لكِنْ الكنِيسة تقُولَ لاَ هذِهِ هِى العظمة وَالمجد أنَّ الإِله تأنَّس لِذلِكَ لاَ نجِد فِى الكنِيسة لفظ " الله تعالى " وَإِنْ كَانَ فِى بعض العصُور دخلت بعض الألفاظ غير المسِيحِيَّة لِلكنِيسة لكِنْ لاَ هُوَ مُتباسِط معنا كى نستوعِبه أكل معنا وَكلَّمنا وَجلس معنا وَرُبما مرَّات قلِيلة كى يسنِد الكنِيسة وَتلامِيذه أخذ معهُ بعض التلامِيذ معهُ لِجبل التجلِّى وَأظهر لَهُمْ لمحة مِنْ مجده وَجعلهُمْ لاَ يُخبِرُوا أحد سيِّدنا البابا يقُولَ أنَّهُ مِنْ ضِمن مُعجِزات المسِيح أنَّهُ لَمْ يستخدِم قط قُوَّة لاهوته لِيُخفِّف عَنْ ناسُوته أى ألم عَلَى سبِيل المُعجِزة كَانَ مُمكِنْ يقُولَ لاَ يصِح أنْ أجُوع أوْ أتعب أوْلكِنَّهُ لَمْ يستخدِم اللاهُوت لِلتخفِيف مِنْ أى أُمُور النَّاسُوت لِيُظهِر أنَّ تجسُّدِهِ حقِيقِى[ فَإِذْ قَدْ تشاركَ الأولاد فِي الَّلحمِ وَالدَّمِ اشتركَ هُوَ أيضاُ كذلِكَ فِيهِما ] ( عب 2 : 14 ) كُلّ مُعاناه وَكُلّ ألم فِى حياتكَ أنا عِشته كى أُبارِكَ حياتكَ هكذا يقُولَ لَكَ الله لِذلِكَ بِالتجسُّد أصبح لنا قِيمة أُخرى لأِنَّهُ إِتحد بِنا كما يأتِى لَكَ إِنسان بِطاقِيَّة وَيقُولَ لَكَ خُذ بركِتها لأِنَّها خاصة بِالبابا كِيرلُسَ عِندئِذٍ ستحتضِنها لأِنَّ قِيمتها فِى صاحِبها وَليس فِيها هِى ذاتها لِذلِكَ مهما أعطُوكَ بدِيلَ عنها لاَ تقبلَ لأِنَّها أصبحت قِيمة وَقُوَّة وَرمز لاَ تُفرِّط فِيهِ هكذا نحنُ طاقِيَّة ليس لها قِيمة لكِنْ عِندما لبسها المسِيح أصبحت لها قِيمة أُخرى أيضاً مُنذُ لبس المسِيح جسدنا فإِختلفت نظرِتنا لأِجسادنا وَأصبحت أجسادنا ليست تُراب لِذلِكَ نُكَّرِم رِفات القِدِيسِين لأِنَّ الجسد مسكن لله هذِهِ عظمِة التجسُّد أخذنا قِيمة وَكرامة لِجسدنا لاَ يُساوِيها شئ لِذلِكَ مسكِين مَنْ يُهِين جسده لأِنَّهُ لاَ يعرِف قِيمتةُ وَيتعاملَ معهُ عَلَى أنَّهُ رخِيص لاَ لأِنَّهُ لمَّا لبسهُ المسِيح أصبح غالِى وَكرامتهُ فِيهِ لِذلِكَ سِر عظِيم هُوَ سِر التجسُّد مهما تكلَّمنا لاَ نوفِيه حقَّهُ وَكما قَالَ الآباء إِنَّ كُلّ ما يُقالَ هُوَ تحت بند إِجتِهادات لكِنَّنا سنعرِف الحقِيقة واضِحة فِى السَّماء لأِنَّ هذِهِ الإِجتِهادات أمام الحقِيقة هِى لاَ شئ لأِنَّ الحقِيقة عظِيمة لِذلِكَ الأبدِيَّة هِى [أنْ يعرِفُوكَ أنت الإِله الحقِيقِيَّ وحدكَ وَيسُوعَ المسِيح الَّذِي أرسلتهُ ] ( يو 17 : 3 )هذِهِ هِى الأبدِيَّة كُلَّها أنْ تتعرَّف عَلَى الله لكِنْ الآنَ يُعطِينا إِشتياقات كى نعرِفهُ فِى النِهاية كما عرفنا هُوَ وَكما قَالَ[ لأِنَّنا عُرِفنا مَنَ الله ] ربِنا يكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين .

عدد الزيارات 1556

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل