رسالة معلمنا بولس الرسول الاولى إلى اهل كورنثوس ج1

Large image

رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس رسالة عميقة ومملؤة معانى روحية نافعة لتعليمنا فى أجيالنا المعاصرة0
مقدمة عن الرسالة
مدينة كورنثوس عاصمة لأخائية فى ذلك الوقت وحاليا اليونان00 وهى مدينة معروفة بالثقافة العالمية والفلسفة والشر والدنس والخلاعة حتى أنها تعتبر مضرب المثل فى الدنس موقعها تجارى حساس ومشهورة بالغنى وعندما يجتمع المال والشهوة والمعرفة العقلية البعيدة عن الله ينشأ عن ذلك ناس بعيدين عن الله ومشهورين بالدنس ونقرأ عن كرازة بولس الرسول لها فى سفر أعمال الرسل إصحاح " 18 " حيث ذهب إلى أكيلا وبريسكلا صناع الخيام وأقام عندهم لكن الكرازة كانت بطيئة أو شبه مرفوضة فكان يكلمهم عن الله لكن بشارته لم تتفق مع عقولهم لذلك فكر بولس الرسول أن يترك المدينة لكن كلمه الله فى رؤيا وقال له لاتترك المدينة " تكلم ولا تسكت لأن لى أناس كثيرون فى هذه المدينة " فظل بها سنة ونصف 00 بولس ظل فى مدينتين فترة طويلة للكرازة وليس للسجن 00 ظل فى مدينة أفسس سنتان وفى كورنثوس سنة ونصف " 18 شهر " فإقترب من الناس وأقتربوا منه فحول المدينة إلى معرفة الله وأصبحت مدينة مملؤة بعمل الروح وملتهبة بعمل الله لذلك تحدث فى رسالته لها عن مواهب الروح القدس لأن كرازته فيها كان لها ثمر وأصبحت منارة لمعرفة الله وهذا عزاء لنا أن الله يعلم النفوس التى تقبله فبولس كان سيترك المدينة لكن الله يعرف أن له فيها شعب00 جيد أن تتعامل مع الله وأنت تعلم أنه يعرفك ولك مكانه عنده كتبت الرسالة عام 53 ميلادية ثم زارها مرتين كإفتقاد كتب الرسالة عام 57 ميلادية من مدينة أفسس .

أقسام الرسالة
تتكون الرسالة من 16 إصحاح ومقسمة إلى خمسة أقسام :0
1. القسم الأول من إصحاح 1 – 4
ويعالج فيها بولس مشكلة فى كنيسة كورنثوس أن بها إنقسامات لأنه كرز بها ثلاثة آباء رسل مشهورين هم بولس الرسول وبطرس الرسول وأبولوس 00 لذلك كان كل واحد يتبع فكر كارزه ويرفض فكر الآخرين 00 إنسان يتبع بولس وآخر يتبع فكر بطرس وآخر فكر أبولوس وآخر مع المسيح وليس مع الكارزين الثلاثة وآخر يرفض الكل00 أى حدث إنشقاق0 فعالج بولس مشكلة الأنقسام فى هذاالقسم من إصحاح 1 – 4 0
2. القسم الثانى من إصحاح 5 – 6 يعالج فيه بولس بعض القضايا مثل الدنس والخلاعة 0
3. القسم الثالث من إصحاح 7 – 10 وبدأ يتكلم فيه بولس عن بعض القضايا الإجتماعية مثل الزواج و البتولية 00 أى الحياة العامة 0
4. القسم الرابع من إصحاح 11 – 14وفيه يعالج قضايا كنسية مثل التناول بغير إستحقاق ومعاملة المرأة فى الكنيسة والمحبة فى الكنيسة 0
5.القسم الخامس الأصحاح 15يتحدث عن أخراويات أى القيامة والدينونة لأنه ظهر البعض يقول أنه لا توجد دينونة وقيامة بعدالموت 0
6.الختام الأصحاح 16
القسم الأول:0 قضية الإنقسام :-
الإصحاح الأول :-
" بولس المدعو رسولا ليسوع المسيح بمشيئة الله " بولس الرسول يقول أنا رسول بمشيئة الله فأرجوكم أسمعوا كلامى 00 ثم يعطيهم النعمة " نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع أشكر إلهى فى كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاه لكم فى المسيح يسوع " يوجد فرق بين كرازة بولس لمدينة كورنثوس وكتابه رسالته لها أربعة سنوات لذلك الكنيسة فى قمة نشاطها وكان بولس فرحان بها ويعلن شكره لله على حال الكنيسة فيها " أنكم فى كل شىء أستغنيتم فيه فى كل كلمه وكل علم " 0 أشكر الله أنه حول ثقافتكم العالمية إلى ثقافة روحية 0 لذلك بولس كان مسرور بهم0" كما ثبتت فيكم شهادة المسيح حتى أنكم لستم ناقصين فى موهبة ما وأنتم متوقعون إستعلان ربنا يسوع المسيح " بولس يحب مدح الأمر الإيجابى أولا قبل أن يدخل فى المشاكل 00 فيقول لهم أنتم لستم ناقصين فى موهبة ما00 أى شهادة منه على عمل الروح القدس فى الكنيسة00 أيضا من أكثر أسباب البر والتقوى فى حياتكم أنكم متوقعين إستعلان ربنا يسوع المسيح00 هل تريد أن تثبت فيك الفضائل ؟ توقع إستعلان الله 00 إن غابت عنك تلك الفكرة ستعيش فى دنس " أمين هو الله الذى به دعيتم إلى شركة إبنه يسوع المسيح ربنا " أنتم ثابتون فى الله وأنا مسرور بذلك والله أمين معكم للنهاية00 نحن دعينا بالله إلى شركة إبنه يسوع المسيح00وبعدما فرحهم بمدحه أياهم بدأ يدخل فى المشكلة " ولكنى أطلب إليكم أيها الأخوة بإسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولا واحدا ولايكون بينكم إنشقاقات بل كونوا كاملين فى فكر واحد ورأى واحد" أنا لا أريد تفرقة بينكم بل أريدكم برأى واحد " لأنى أخبرت عنكم ياإخوتى من أهل خلوى أن بينكم خصومات " أهل خلوى هم جماعة فى كورنثوس أمناء هؤلاء ذهبوا إلى بولس يشكون له حال الإنشقاق وأن الله سمح بهذا الإنشقاق فى الكنيسة000 يقول سفر الأعمال عن أبولوس أنه كان حكيم جدا وفيلسوف أكثر من بولس الرسول وأنه خبير فى طريق الرب 00 لكن شعب كنيسة كورنثوس تعاملوا مع الأمر على أنه إنتماء لأشخاص لذلك يقول لهم بولس الرسول الكل أنا وأبلوس وبطرس الرسول مؤدون إلى المسيح00 ثم يقول " هل إنقسم المسيح " هل إنقسم المسيح جزء لبولس وجزء لأبلوس وجزء لبطرس؟ " ألعل بولس صلب لأجلكم " من الذى صلب لأجلكم هل هوبطرس أم بولس 000 أم المسيح؟ إذا الكل للمسيح " لأنى لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا " لايهم الكارز إلا المسيح عندما ننظر لسلوك الكهرباء إيهما أهم السلك أم الكهرباء التى تسرى فيه ؟ بالطبع الكهرباء أهم000 هكذا المسيح أهم من الكارز بالمسيح وهذا مايريد أن يقوله بولس لكنيسة كورنثوس الله يتكلم بالكل ويستخدم الكل00 إذا المسيح هو المهم000
عندما جاء العسكر عند صليب المسيح كان هناك ثوبه وقميصه والسروال 00عندما أرادوا تقسيم القميص قسموه لكن يقول الكتاب إن الثوب كان غير مخيط أى نسيج واحد كله وهذا يشير لوحدة الكنيسة وحدة رداء المسيح أى نحن ليس بنا وصلات بل كلنا واحد00 الكاهن فى صلاة القسمة يقسم الجسد إلى ثلثان وثلث والحمل به 12 صليب رمز للإثنى عشر تلميذ00 فيقسم ثلث عن اليمين به أربعة صلبان والجزء اليسار يقطع منه جزء علوى وجزء سفلى رمز للرأس والقدم ويقسم الباقى إلى ثلاثة وبذلك يصبح الأسباديقون وحوله إثنى عشر صليب حيث أن الجزء المفصول يشير إلى يهوذا لكن حل محله متياس لذلك يضم القربانة معا مره أخرى أى الجسد الذى صلب ومات هو الذى قام – كنيسة واحدة " أم بأسم بولس إعتمدتم " عندما يعمد الكاهن الطفل يعمده بأسم الأب والأبن والروح القدس00ليس مهم من هوالكاهن الذى عمد الطفل المهم أنه إعتمد على إسم المسيح00 أيضا مهم أن تكون واثق أن يد المسيح هى التى أعطتك سر الأفخارستيا00 بولس يقول إحذروا أن تتخيلوا أنى مادمت أنا الذى بشرتكم أكون فى نظركم أهم من الله00لا00" أشكر الله أنى لم أعمد أحدا منكم إلا كريسبس وغايس " جيد فى بولس أنه كان يبشر ويرسل آخر ليعمد ولم يعمد هو إلا القليل00 هذا يثبت أنها لم تكن معمودية كلمة كما يقول البعض بل معمودية تغطيس كان هناك من أعجب بثقافة وفلسفة أبلوس ورفض بولس وبطرس فقال لهم بولس " لأن المسيح لم يرسلنى لأعمد بل لأبشر لابحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح " الكرازة ليست بحكمة الكلام بل بصليب المسيح " لأنه مكتوب سأبيد حكمةالحكماء وأرفض فهم الفهماء " الأمر ليس فلسفة لأن هذا مرفوض من الله لأن الحكماء قد رفضوا الصليب وقالوا أنه جهل " أين الحكيم أين الكاتب أين مباحث هذا الدهر ألم يجهل الله حكمه هذا العالم " الحكماء والفلاسفة كثيرون لكن هل كل هؤلاء مقبولون عند الله ؟ أو هل كل هؤلاء أستخدموا حكمتهم لصالح الله ؟ أين كل هؤلاء ؟ 0 " لأنه إن كان العالم فى حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة إستحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة " العالم فى حكمة والحكمة متخذة من الله إذا كان يجب أن تعرفهم الحكمة بالله لكن للأسف شغلوا عقولهم كثيرا بالحكمة ورفضوا الله وقالوا كيف يتجسد الإله وكيف يموت الإله ؟ إذا هم لم يعرفوا الله بالحكمة لذلك إستحسن الله أن يخلص بجهالة الكرازة ولذلك أيضا أختار المسيح تلاميذه جهلاء0 والجهالة هنا مقصود بها البساطة أى أعتمد الله فى الكرازة على بساطة القلب " لأن اليهود يسألون آية واليونانيون يطلبون حكمة ولكن نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة " أهم شىء لدى اليهود المعجزات وينتظرون المجد وإتيان المسيا كملك أرضى وعودة الهيكل لذلك رفضوا المسيح عندما صلب وإعثروا فيه رغم أنهم فى البداية قبلوا معجزاته00 أما اليونانيون فالصليب بالنسبة لهم جهالة00 لكن نحن نكرز بالمسيح مصلوبا حتى وإن كان عثرة لليهود وجهالة لليونانيين00 لكن للمدعوين قوة خلاص " وأما للمدعوين يهودا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس " كثيرون حكماء لكنهم ليسوا شرفاء" بل إختار الله جهال العالم ليخزى الحكماء وإختار الله ضعفاء العالم ليخزى الأقوياء إختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود لكى لايفتخر كل ذى جسد أمامه ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذى صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء حتى كما هو مكتوب من أفتخر فليفتخر بالرب " ثبت لهم بولس أن الأمر ليس بالحكمة أو الفلسفة أو الشرف00 لايعتمدوا على كل هذه المظاهر لأنها لاتكفى للخلاص00 لكن الخلاص بالمسيح الذى صار لنا حكمة من الله 00 ويقول هل تحبون الحكمة ؟ إنظروا ليسوع 00 ليس حكمة فقط بل بر وقداسة وفداء00 جاء المسيح ليعرفنا بالآب ويعطينا بر وقداسة وفداء لذلك من يفتخر فليفتخر بالرب
الإصحاح الثانى:-
يقول " أنا لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا " أى كلامى وكرازتى ليست بالحكمة الإنسانية بل ببراهين الروح00 لأن جماعة أبلوس إعتمدوا فى إيمانهم على الكلام المقنع والحكمة البشرية00يجيبهم بولس ويقول الإيمان لايحتاج حكمة بشرية بل برهان الروح00 ليست معرفة عقلية فقط لأنها قليلة ومترددة وغير ثابتة لأن العقل محدود والحقيقة الإلهية صعبة لأنها روحية " لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون بل نتكلم بحكمة الله فى سر " بولس يظهر كرازته ويقول إن كنت أتكلم بحكمة فهذه حكمة الله وليست حكمة إنسانية 00 حكمة الله فى سر الروح لذلك أنت قبلت الإيمان بروح الله " الحكمة المكتومة التى سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا التى لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر " عظماء هذا الدهر حكماء لكنهم لايعرفون حكمة الله " لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد " إن كان الأمر يعتمد على المعرفة ما كانوا قد صلبوا رب المجد 0 إن كانوا يفتخرون بالمعرفة فالمسيح كان أمامهم ومعهم فكيف لم يعرفوه لذلك الإيمان ليس بالمعرفة العقلية " لأن الروح يفحص كل شىء حتى أعماق الله 0 لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذى فيه هكذا أيضا أمور الله لايعرفها أحد إلا روح الله " بولس يركز على معرفة الروح الذى يفحص أعماق الله ويعرف أسراره لأنه أحبنا فأعطانا عطاياه وهى معرفته بالروح00 القديس مكاريوس وأثناسيوس الرسولى و000 يعرفون الله لأن روح الله أعلن لهم لأن روح الله يفحص أعماق الله00ولنرى كتاب " تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس " القديس أنطونيوس كان رجل بسيط لكنه عندما نزل من البرية ليقوى إيمان الشهداء كان قوى 00 من أين هذه القوة ؟ من روح الله 00بولس يعيد فضل إيمانهم إلى روح الله وليس إلى بولس أو أبلوس أو صفا00روح الله وهب لنا معرفته لأننا لم نأخذ روح العالم " ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذى من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التى نتكلم بها أيضا لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات " عندما عرفتم عرفتم بالروح فلا تتنازلوا للمقارنات الإنسانية وتقولون أنا لبولس وأنا لأبلوس00لا00 قارن الروحيات بالروحيات 00 عندما تتناول الجسد والدم ماذا يكون مصيره هل بعد الموت يتحلل مع الجسد البشرى ؟ نجيب لا تقارن هذه المقارنة بل قارن الروحيات بالروحيات 0" لكن الإنسان الطبيعى لايقبل ماللروح لأن عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحيا " الإنسان الطبيعى أى فكره بشرى لذلك عنده جهالة " وأما الروحى فيحكم فى كل شىء ولا يحكم فيه من أحد " الإنسان الروحى له سلطان الروح داخله فلا يتشكك فى شىء من أحد بل يحكم هو فى كل شىء0" لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح " إحذر أن تسير خلف فلسفات بل كن مديون لروح الله الذى عرفك الله وقارن الروحيات بالروحيات0ربنا يسند كل ضعف فينا له المجد دائما أبديا أمين.

عدد الزيارات 2755

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل