رسالة معلمنا بولس الرسول الاولى إلى اهل كورنثوس ج5

Large image

الإصحاح الثامن:-
قضية ما ذبح للوثن
مدينة كورنثوس مدينة مملؤة كل الثقافات والعبادات وشاعت العبادات الوثنية فيها00 وشىء معروف فى العبادات الوثنية تقدمات الذبائح للوثن 000 لحم هذه الذبائح كان يؤكل أو يباع فى الأسواق فهل يليق بالمسيحى أن يأكل ما ذبح للأوثان ؟ 00 هذه القضية يناقشها بولس الرسول " أما من جهة ما ذبح للأوثان فنعلم أن لجميعنا علم0 العلم ينفخ لكن المحبة تبنى " قد يكون لشخص مسيحى صديق وثنى يدعوه لوليمة أو مناسبة فهل يليق بالمسيحى أن يأكل معه مما ذبح لوثنه ؟ سواء فى بيته أو يذهب معه لهيكل وثنه ويأكل ؟ إختلفت وجهات النظر فى ذلك الأمر ، رأى قال أن الوثن ليس له قدرةعلى شىء00 إذا ليس له قدرة على تقديس أو تدنيس ذبيحة00 لكن رأى اليهود المتعصبين يرفض أكل ما ذبح للوثن00 بولس الرسول يقول نعم أن الذبيحة لا تتقدس أو تتنجس بالوثن وأيضا الذبيحة هى حيوان من خليقة الله00 لكن هناك البعض يتفاخر بعلمه وأحيانا العلم يجلب الكبرياء00 لا نحن نريد العلم الذى يمجد الله ولا يرفع النفس للتشامخ00 هناك علم ينفخ وعلم يجلب الإتضاع وهذا هو العلم الذى يجعل الله يتمجد والإنسان يتضاءل 00 لكن العلم الذى ينفخ يجعل الله يتصاغر و الإنسان يتعظم00 كل ما ملأ خوف الله قلب الإنسان كل ما زاده العلم إتضاع00 تخيل إنسان درس المناخ والبحر أو النباتات و الكيمياء و000 مادام فى قلبه خوف الله سيزداد إتضاع بعلمه ولا يتفاخر به على خليقة الله لذلك يقول بولس الرسول لتكن المحبة هى التى تجعلك تهتم بالآخرين أكثر من العلم لأنه قد يجعلك تتكبر عليهم00 ما هو العلم الذى ينفخ ؟ نقول بولس الرسول نفسه قبل أن يعرف الله كان علمه ينفخه ويزيده بعد عن الله 00 كان فيلسوف وعلمه جعله لمصلحة ذاته ، أيضا القديس أوغسطينوس كان محب للفلسفة فزاد بعده عن الله لأنه لم يكن يعرف الله ولم يكن فى قلبه خوف الله00 لكن عندما ملأ قلبه خوف الله ووضع الله أمام عينيه إزداد علم و إزداد إتضاع بعلمه ومجد الله00 أيضا بنو إسرائيل عندما خرجوا من مصر أخذوا معهم ذهب وفضة من المصريين00 عندما كانوا فى مصر لم يؤثر عليهم الذهب والفضة لكن عندما خرجوا من أرض العبودية تأثروا بهما00 الفضة والذهب هما المعرفة والعلم00 العلم والمعرفة خارج الله يزيد الإنسان كبرياء لكن العلم والمعرفة داخل دائرة خوف الله تمجد الله00 بولس يقول لا تتفاخر على أخيك بعلمك بل تعامل معه بمحبة00 " فإن كان أحد يظن أنه يعرف شيئا فإنه لم يعرف شيئا بعد كما يجب أن يعرف ولكن إن كان أحد يحب الله فهذا معروف عنده " بدل ما تشعر أن معرفتك تبعدك عن الله إجعلها تقربك منه00 أنت لن تعرف الله بالعلم بل بالعلم تعرف أنك معروف عند الله00 هو إختارنا وقدسنا00 أنا لم أعرفه بل عرفت أنه يعرفنى00 " فمن جهة أكل ما ذبح للوثن نعلم أنه ليس وثن فى العالم وأن ليس إله آخر إلا واحدا لأنه و إن وجد ما يسمى آلهة سواء كان فى السماء أو على الأرض كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون لكن لنا إله واحد الآب الذى منه جميع الأشياء ونحن له رب واحد يسوع المسيح الذى به جميع الأشياء ونحن له " لا يوجد وثن00 وإن وجد فنحن لا نعترف بآلهة غير الله و لا نقل على الوثن أنه إله00 نحن نعرف يسوع الذى به كل الأشياء ونحن له00 بولس يحاول أن يثبت أن الوثن عدم وليس له أصول " ولكن ليس العلم فى الجميع بل أناس بالضمير نحو الوثن إلى الآن يأكلون كأنه مما ذبح لوثن0 فضميرهم إذ هو ضعيف يتنجس " لأن هناك من هو ليس لديه إحساس أن الوثن ليس إله لذلك ضميره يتعبه لذلك عندما يأكل ما ذبح لوثن وهو يشعر أن الوثن إله سيشعر بالنجاسة هؤلاء يسميهم بولس الرسول أصحاب الضمائر الضعيفة00 والحل 00 " ولكن الطعام لايقدمنا إلى الله "ليس للطعام تأثير كما تتخيلون لذلك قال بولس فى رسالته لأهل رومية " لا يزدرى من يأكل بمن لا يأكل ولا يزدرى من لا يأكل بمن يأكل " لأن الطعام لا يقدمنا لله00 الأمر ليس أكل وشراب00 ليس هذا ما يقدسنا لذلك منهج الكنيسة أنها لا تشغلنا فى الأصوام بما هو الطعام المرغوب والمرفوض إنما تشغلنا كيف نتحد بالله لأنه كما يقول بولس " الجوف للأطعمة و الأطعمة للجوف والله سيبيد هذا وتلك " بولس قوى الحجة جدا حتى وإن كان إنها قضية ليست بذات أهمية لكنه يحلل كل شىء00 فحلل من هو الوثن وما هو تأثير الطعام ووسع زاوية شرحه ولم يقل ليفعل كل إنسان ما يراه صحيح00لا00 بل حاول أن يجذب إنتباههم إلى ما هو أهم من الأطعمة00 وهو خلاص الآخرين " لأننا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص ولكن إنظروا لئلا يصير سلطانكم هذا معثرة للضعفاء " السلطان هو المعرفة أو قوة التمييز00 أنت لك قوة تمييز أن الوثن ليس إله00 فى أحد المرات قال بولس" كلوا كل ما يقدم لكم غير فاحصين " يقول بولس إحذر أن يكون سلطانك أو معرفتك و تمييزك معثره للآخرين الضعفاء00 بولس رفع القضية من طعام إلى خلاص نفس وبناء من حولنا وعدم معثرتهم00 بولس الرسول فكره واسع ليتنا نتعلم منه عمق التفكير والنظر للأمور بنظره شاملة000 بدأ يتكلم عمن يأكل ومن لا يأكل وعن خلاص النفس فقال " لأنه إن رآك أحد يا من له علم متكئا فى هيكل وثن أفلا يتقوى ضميره إذ هو ضعيف حتى يأكل ما ذبح للأوثان " أنت رجل لديك تمييز وقوه وسلطان ومعرفه ولنفرض أن ضعيف الإيمان رآك فى هيكل وثن تأكل ما ذبح للأوثان ألا يعثر فيك أنت يا ذى العلم ؟ لذلك قد لا تأكل لأجل عدم العثره للأخ الضعيف 00 " فيهلك بسبب علمك الأخ الضعيف الذى مات المسيح من أجله " أنت لديك تمييز وقدره00 رجاء راعى الضعفاء 00 مثال لإنسان يفهم روح الكنيسة أنها ليست حرفية وأخذ حل مثلا بتناول علاجه قبل ميعاد التناول فلا يتناول الدواء أمام الجميع حتى لا يعثر الآخرين بسببه وحتى لا يقول أحد أن هذا الرجل تقى ويتناول دواءه قبل التناول إذا ممكن أفعل مثله ويفعل ذلك دون حل أب الإعتراف بل لأنه تمثل بهذا الإنسان التقى دون تمييز00 أيضا قد تذهب لمكان ما مجاملة ويراك أخ ضعيف ولا يعلم أنك تذهب للمجاملة فيعثر ذلك الأخ ويهلك بسبب علمك00 فمن هو الضعيف ؟ هومن مات المسيح لأجله 00 لا تقل لا أعرفه00لا00 بل تعرفه هومن مات المسيح لأجله00 بولس يريدنا أن نعيش كلنا كجسد واحد فى المسيح لذلك هل تحب المسيح ولا تحب أعضاءه ؟ ترتبط بالمسيح ولا ترتبط بأعضاءه ؟ يقول أحد الأباء أن الذى يرتبط بالمسيح لا يحزن روح المسيح ولا يعثر أولاده الذين خلصهم بدمه 00 ولذلك الأمر أخذ بعد عميق جدا أعمق من الأطعمة00 إنما هو إما عثره للضعيف أو خلاص نفسه" وهكذا إذ تخطئون إلى الإخوه و تجرحون ضميرهم الضعيف تخطئون إلى المسيح " أنت تخطىء فى حق عضو من أعضاء المسيح إذا أنت تخطىء فى حق المسيح نفسه00 تخيل عندما يرتفع الإنسان فوق الحرفيات ويأخذ ناموس الحرية من المسيح وبهذا الناموس يعثر الآخرين00 هذا الإنسان يهدم ولا يبنى00 لا تعثر بروح الوصية الآخرين حتى ولو كنت مقتنع بشىء لا تعثر به الآخرين00 الأمر كان مظهره بسيط نأكل أو لا نأكل00 بولس حلل من هو الوثن وهل نأكل أم لا وما هى العثره00 ثم يلخص الأمر كله فى كلمة" إن كان طعام يعثر أخى فلن آكل لحما إلى الأبد لئلا أعثر أخى " تخيل عندما تأخذ هذا المبدأ لتعيش به إن كان لديك شىء قد يعثر الآخرين لا تفعله00 بولس يشعر أن رغبته الشخصية ليست أهم من الأخوه لو لم يكن ما أفعله يخلص الآخرين لن أفعله " لأن المحبة أقوى من الموت "000 " من لا يحب لا يعرف الله لأن الله محبة " كانت هناك سيدة غنية جدا وتحب الخدمة جدا ولوحظ عليها أنها عندما تخدم الفقراء كانت ترتدى ملابس بسيطة وتخلع حليها وتجلس معهم فى بيوتهم ببساطة حتى لا تعثرهم00 تنازلت عن رغبتها لأنها أدركت مشاعر الآخرين00 أدركت الجوهر أن المحبة هى أساس البنيان00 كم كنا نتمنى أن يقول لنا بولس بحكمته رأيه فى قضايا معاصره الأن مثل مغريات العالم والكمبيوتر والأنترنت والإختراعات الحديثة والدش والموبايل و لأن بولس يتكلم عن جوهر الأمور ويوظف ثقافته لصالح الخدمة و البنيان والملكوت ويقول" كل الأشياء تحل لى لكن ليس كل الأشياء توافق كل الأشياء تحل لى لكن ليس كل الأشياء تبنى " كل نفس مات المسيح من أجلها لابد أن تراعى مشاعرها ونعمل على خلاصها ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائما أبديا أمين.

عدد الزيارات 2630

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل