رسالة معلمنا بولس الرسول الاولى إلى اهل كورنثوس ج7

Large image

الأصحاح العاشر
بدأ يكلمهم عن قضية كانت تشغلهم كثيرا وهى أكل ما ذبح للأوثان00 لأنه معروف عن مدينة كورنثوس أنها متعددة الآلهة وبها عبادات وثنية كثيرة و يذبح لهذه الآلهة ذبائح كثيرة00 فهل يأكل منها المسيحى أم لا؟ يقول بولس الرسول أن هناك ثلاثة حالات لأكل ما ذبح للوثن وهى:0
1/ أما أن تأكل ما ذبح للوثن داخل هيكل الأوثان0
2/ أو أن تأكل ما يذبح للوثن ويباع فى الأسواق0
3/ أو تدعى لوليمة عند صديق وثنى وتأكل عنده ما ذبح للوثن0
ثلاثة حالات قد يأكل فيها المسيحى ما ذبح للوثن ولبولس حكمه فى كل حالة فيقول أن تأكل داخل الهيكل الوثنى هذا أمر مرفوض وبشده 00 أما أن تأكل ما يباع منه فى الأسواق فكلوا غير فاحصين00 وأما أن تأكل فى وليمة فإن قيل لك أن هذا ما ذبح لوثن لا تأكل وإن لم يقال لك فكله00 بولس يقول بعضكم كان أصله أممى وبعضكم كان أصله يهودى لكن بعدما نلتم نعمة المسيحية أصبحتم جميعكم واحد فى المسيح0
1- أن تأكل ما ذبح للوثن داخل هيكل وثنى:-
"فإنى لست اريد أيها الأخوة أن تجهلوا أنّ أباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة و جميعهم إجتازوا فى البحر " أباءنا فى العهد القديم أيام موسى النبى كان الله يظللهم كلهم بالسحابة نهارا وعمود النار ليلا سواء البار منهم أم الغير بار00 أى عطايا الله هى بلا ندامة للكل00 المهم أن تكون أنت أمين فى عطاياه00 الله عبّرهم كلهم البحر قديما هكذا الأن الله يريد أن يعينكم كلكم للقداسة وأن تكونوا قديسين فيه00
" وجميعهم إعتمدوا لموسى فى السحابة وفى البحر وجميعهم أكلوا طعاما واحدا روحيا وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح " لو نظرت لهم فى العهد القديم ستجد أنهم جميعهم أكلوا المن وعبروا البحر وساروا تحت سحابة واحدة وشربوا من الصخرة00 ولكن الإختلاف أن بعضهم كان أمين لعطايا الله هذه وبعضهم غير أمين00 هكذا أنتم أختاركم الله للقداسة فهل أنتم أمناء للقداسة أم لا ؟ هل تقول أنه يكفى أن الله إختارنا نحن ؟ أقول لك والله إختار أبائنا كلهم قديما لكن بعضهم كان أمين لهذا الإختيار وبعضهم غير أمين00 لأن عطايا الله هى بلا ندامة للكل وليس عنده محاباه ولكن مسرته فيمن يعمل إرادته00 إن كان بنو إسرائيل هكذا فكيف تتجاسرون أنتم لتدخلوا هياكل الوثن وتأكلوا مما ذبح لوثن فيه ؟ هل هذا يليق بمن أختارهم الله وأعطاهم نعمة المعمودية وجسده ودمه ؟00لا00 لأن هذه عطايا الله خصنا بها الله فهل نحيا لها أمناء أم لا ؟ كيف تشتركون فىهياكل الوثن وأنتم قد نلتم تلك العطايا الفائقة ؟ السحابة هى حلول الروح القدس ومجد الله00 الله كان يعلن إختياره وتقديسه للناس بالسحابة00 تخيل أن الله يظلل عليك من حر النهار بالسحابة00 يا لغنى لطف الله00 جعل السحابة وسيلة حفظ لأن حضور الله يحفظنا من شمس تجارب الغربة الله أرسل موسى النبى ليقود الشعب من أرض مصر واليوم جاء يسوع ليقودنا00 موسى كان مخلص والمسيح كان مخلص00 موسى خلّص بالدم والمسيح أيضا خلّص بالدم00 الدم كان علامة نجاه من المهلك هكذا دم المسيح علامة خلاص ونجاه من المهلك00 جميعهم أكلوا المن والمسيح أعطى تلاميذه ليأكلوا جسده ودمه00 بهذا الله أعطاكم عطايا عظيمة كما أعطاهم فكيف تأكلون ما ذبح لوثن فى هيكله ؟ إحذر وإنتبه لأنه " بأكثرهم لم يسر الله لأنه طرحهم فى القفر " تقريبا لم يسر الله بهم كلهم ماعدا إثنان فقط00لماذا ؟ " وهذه الأمور حدثت مثال لنا حتى لا نكون نحن مشتهين شرورا كما أشتهى أولئك " أنا أخاف عليكم لأنه كما أعطى الله هذه العطايا الجزيلة للشعب فى العهد القديم ولم يسر بأكثرهم هكذا أنتم قد أخذتم تلك العطايا وأخاف أن لا يسر الله بكم00لا لابد أن تكونوا أمناء لهذه العطايا حتى لا تتمثلوا بأباء العهد القديم لأن الله أعطانا إياهم مثال لنا0" فلا تكونوا عبدة أوثان كما كان أناس منهم كما هومكتوب جلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب " لا تشتركوا إذا فى عبادة الأوثان وتشاركوهم ممارستهم وتأكلون داخل مذابحهم لأنه كان معروف فى العبادات الوثنية أنه بعدما يذبحون للوثن يمارسون أعمال دنسة داخل مذابحهم00 فهل يليق بكم أن تفعلوا كما يفعلوا هم ؟ إنتبه إنه قديما فعل ذلك بنو إسرائيل أنهم بعد ذبحهم للوثن كانوا يأكلون ويشربون ويلعبون أى يمارسون عادات دنسة ولأن الكتاب راقى فى تعبيراته يقول " قاموا للعب " ولتعرف أنّ الأكل مرتبط بالدنس " ولا تزن كما زنى أناس منهم فسقط فى يوم واحد ثلاثة وعشرون ألفا " فى سفر العدد أرسل الله وباء أمات ثلاثة وعشرون ألفا فى يوم واحد لأنه كان شعب متجاسر وكان لابد لله أن يؤدبهم00 أحيانا التجربة تهز الإنسان ومن هنا دخل بولس على فكر التجارب فقال أنّ بنو العهد القديم قابلوا عمل الله بتذمر وكانت النتيجة الطبيعية أنّ الله أفناهم بوباء ومنعهم من دخول أرض الموعد فلا تفعلوا كما فعلوا هم من قبل00 " ولا تجربوا المسيح كما جرب أيضا أناس منهم فأهلكتهم الحيات ولا تتذمروا كما تذّمر أيضا أناس منهم فأهلكهم المهلك فهذه الأمور جميعها أصابتهم مثالا وكتبت لإنذارنا نحن الذين إنتهت إلينا أواخر الدهور " لا تجرب الله لأنهم قديما جربوه فأهلكتهم الحيات وأهلكهم المهلك 00 كل هذا لم يكتب كتاريخ بل كإنذار لنا00 كل حدث فى الكتاب يحمل قوة داخلية لنا00 ولا تقرأ الكتاب كأن الأحداث حدثت لآخر بل إربطه بنفسك00 وإن تذمرت على الله ماذا سيحدث لك ؟ وعود الله متجدده وكل تأديب هو إنذار لى والله له هدف فى كل كلامه تخيل أنّ أب يتعب لأجل أولاده وفى النهاية يتذمرون عليه و لايأخذ منهم شكر00 شىء مؤسف تخيل أنّ الله دبر كل خير لك وسخّر الطبيعة لأجلك ولما وجد الموت فى طريقنا إجتازه حبا بنا00 ونتذمر عليه00 شىء مؤسف 00لا00لا تتذمر على الله بل كن أمين له00 فى العهد القديم يقول أنّ التذمر كالعرافة فلا تتذمر00 ماهى أواخر الدهور ؟ لما جاء المسيح جاء فى ملء الأزمنة ولما جاء ملك الزمن00 إذا نحن الذين إنتهت إلينا أواخر الدهور لأنه لما جاء أنهى كل شىء لأن المسيح هوملء الأزمنة " إذا من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط لم تصيبكم تجربة إلا بشرية ولكن الله أمين الذى لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا " آيات جميلة00 الذى يشعر منا أنه بار وأفضل من غيره أى يشعر أنه قائم هو أكثر واحد لابد له أن يحترس ويخاف على نفسه00 الذى يشعر أنه فوق التجارب والخطية هذا يخاف على نفسه لأن سفر الأمثال يقول " من يمشى على النار ولا تحترق قدماه " ويقول أحد الأباء القديسين " أنت لست أبر من داود ولا أحكم من سليمان " فكن مدقق وساعى لخلاص نفسك00 والله حنون إن سمح لنا بتجربة تكون بسيطة بقدر إحتمالنا كى يوقظ غيرتنا ولا يسمح بتجارب صعبة لكن عدو الخير عندما يجرب إنسان يذله ويهلكه ولكن من حنان الله أنه عندما يريد عدو الخير أن يجرب إنسان يستأذن أولا من الله ويعرف منه قدر التجربة بحيث تكون على قدر إحتمال الإنسان المجرّب00 أمين أنت يا الله لأنك تعطى مع التجربة المنفذ والذى يتكل على الله يشعر بقوه ويعلم يقينا أنه فى يد الله0 يقول بولس الرسول إن كنتم تدخلون الكنيسة وتتناولون من جسد الرب ودمه إذا فأنتم شركاء فى جسد المسيح وعندما تدخلون هيكل وثن وتأكل مما ذبح له فأنت شريك الوثن إذا أنت وثنى فهل يليق تأكل جسد المسيح وتأكل مما ذبح للوثن أى ثمر الخطية ؟ لا00 لا يليق بل يجب على الإنسان الذى يأكل جسد المسيح أن لا يشترك فىولائم وثن أى لا يكون طماع أو محب للمال أومحب للظهور أو000 هذه كلها ولائم شيطانية " كأس البركة التى نباركها أليست هى شركة دم المسيح 0 الخبز الذى نكسره أليس هو شركة جسد المسيح فإننا نحن الكثيرين خبزواحد جسد واحد لأننا نشترك جميعنا فى الخبز الواحد " أنتم جميعا شركاء فى جسد المسيح الواحد ولكن لو أكلتم مما ذبح لوثن " أإن الوثن شىء أو إن ما ذبح للوثن شىء بل إن ما يذبحه الأمم فإنما يذبحونه للشياطين لا لله 0" إن ما يذبح للوثن هو يذبح للشياطين فإن أكلتم منه فأنتم شركاء الشياطين00 " فلست أريد أن تكونوا شركاء الشياطين0 لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس شياطين لا تقدرون أن تشتركوا فى مائدة الرب وفى مائدة شياطين أم نغير الرب ألعلنا أقوى منه " هل يليق أن آكل جسد المسيح ودمه وفى نفس الوقت أشارك الشياطين فيما ذبح للوثن ؟ هل نحن بذلك نغير الله00 ونقول هذا ليس بمهم ؟هل نحن أقوى من الله ولنا سلطان أن نأكل من هنا ومن هنا ؟ 00لا00 هذا لا يليق بمن إختارهم الله للقداسة 00 يقول بولس الرسول يجب أن تهربوا من عبادة الأوثان وثمر الخطية لأنه يجب على الذى يحب الله أن يخصص قلبه لله فقط0 لذلك إن دخلت هيكل وثن لا تشترك فيما ذبح له0
2- أكل ما ذبح لوثن ويباع فى الأسواق:-
هنا يدخل بولس بهم لنقطة رائعة فيقول " كل الأشياء تحل لى لكن ليس كل الأشياء توافق كل الأشياء تحل لى ولكن ليس كل الأشياء تبنى " لا يوجد شىء لا يحل أو محرم لكن ليس كل شىء يوافق أو يبنى " لا يطلب ما هو لنفسه بل كل واحد ما هو للآخر كل ما يباع فى الملحمة كلوه غير فاحصين عن شىء من أجل الضمير " يرتفع بولس عن مستوى الأكل إلى مستوى المحبة فيقول لنفرض أنّ إنسان ما00 أخوك00 يعرف أنّ هذا اللحم هو مما ذبح لوثن ويعرف أيضا أنك رجل متدين00 إذا ذلك الإنسان سيعثر فيك لذلك إسلك بمحبة أكثر و إنتبه00 نعم كل غير فاحص من أجل الضمير لكن أيضا إعرف أن كل الأشياء تحل لك لكن ليس كل الأشياء توافق أو تبنى فلو أعثر أخيك بأكلك لا تأكل00 لأنه من يأتى بالطعام ؟ " لأن للرب الأرض و ملأها " الحيوان فى حد ذاته غير دنس لكنه لأنه ذبح لوثن يتلوث ويصبح دنس00 فإحذر 00 لأنه نعم أنّ الطعام هو خليقة الله لكنه قد يكون دنس بحسب النية00 بحسب نية الذى يأكل وخاصة لوكان مصر على عثرة أخيه أو غيره0
3- أن تدعى لوليمة عند صديق وثنى :-
" وإن كان أحد من غير المؤمنين يدعوكم وتريدون أن تذهبوا فكل ما يقدم لكم كلوا منه غير فاحصين من أجل الضمير " لو لك صديق وثنى وبينك وبينه محبة ودعاك لوليمة عنده فإذهب وكل و لا تخف00 ولكن " ولكن إن قال لكم أحد هذا مذبوح لوثن فلا تأكلوا من أجل ذاك الذى أعلمكم والضمير " الطعام لا ينجس لكن النية هى التى تنجسك00 الطعام لا يبعدك عن الله لكن العثرة هى التى تبعدك لذلك لو أعلمك أحد أنّ ما يقدم فى الوليمة مذبوح لوثن فلا تأكل لئلا تعثر أخيك0 " أقول الضمير ليس ضميرك أنت بل ضمير الآخر " أنت بأكلك ما ذبح للوثن تعثر الضعفاء و تتدنس أنت لأنك بذلك تشارك الشياطين0 " لأنه لماذا يحكم فى حريتى من ضمير آخر فإن كنت أنا أتناول بشكر فلماذا يفترى علىّ لأجل ما أشكر عليه فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فإفعلوا كل شىء لمجد الله " أجمل قانون نسير به فى حياتنا00 لا تأخذ عطايا الله وتبتعد بها عن الله00لا00 لأنه يجب أن يكون الطعام هو لمجد الله ولتقترب به من الله فلا تستخدمه عثره لغيرك ولبعدك عن الله00لذلك " كونوا بلا عثره لليهود ولليونانيين ولكنيسة الله " إحفظ السلام وكن بلا عثره لليهودى واليونانى والمسيحى00 لابد أن تقدم للكل المسيح المفرح الذى كان فى بيت الفريسى الذى هو رجل حرفى لكنه أكل معه من وليمته00 وذهب لعرس قانا الجليل00 المسيح قلب مفتوح بلا حدود يستخدم كل شىء لبنيان المحبة فإعمل كل شىء لمجد الله لذلك إستخدم الظروف الإجتماعية سواء وليمة أو خطوبة أو000 لنمو المحبة ولمجد الله وتقديم الآخر على الذات " كما أنا أيضا أرضى الجميع فى كل شىء غير طالب ما يوافق نفسى بل الكثيرين لكى يخلصوا " كونوا مثلى لأنى أجد أنّ أشياء كثيرة توافقنى ولا توافق الناس لذلك لا أفعلها كى أرضى الجميع00 أخضع مشيئتى للآخر 00 جيد هو الإنسان الذى يجعل رغبته أخر شىء يفكر فيه المهم عنده غيره00 " كونوا متمثلين بى كما أنا أيضا بالمسيح " كونوا مثلى خذونى قدوة لكن لا تقفوا عندى كحد أقصى للقدوه لأنى آخذ المسيح قدوتى لذلك لتكن قدوتك هو المسيح وتمثّل بالمسيح كى تقدمه للناس وتجذب له الجميع00 إن كنت مثله ستكون قدوه جيدة لأن المسيح قوى وقادر أن يعلن نفسه فى كثيرين00 بولس يسير خلف المسيح ويدعو الجميع ويقول تعالوا للمسيح وإن لم تعرفوه إنظروا إلىّ أنا الذى حسبت كل شىء نفاية من أجله00 لذلك أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدّام00 بولس جذب الكثيرين للمسيح ومازال يجذب عندما يتوه المسيح عن عينىّ أجدنى ناظر لنفسى و أفقد الهدف والطريق00 لا 00 ليكن هدفك هو المسيح وكن قدوه للآخرين كى تجذبهم له ربنا يكملّ نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائما أبديا أمين.

عدد الزيارات 1578

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل