رسالة معلمنا بولس الرسول الاولى إلى اهل كورنثوس ج9

Large image

الإصحاح الأثنى عشر:-
" المواهب الروحية "
كنيسة كورنثوس كنيسة سخية فى عمل الله00كنيسة غنية00 وكان الله يغبط عليها بعطايا روحية جزيلة فنجد أناس منهم يتنبأون ومنهم يشفون أمراض ومنهم يعظون00 لأن الله يجذب لنفسه نفوس جديدة00 أراد الله أن يثبّت الكل فى الإيمان فلا نقيس أنفسنا بهم لأن كل عصر وله إحتياج00كل جيل يرسل الله له مواهب لابد أن نؤمن أنّ الكنيسة بمؤمنيها فى يد الله فيعطى ما يناسب لكل جيل " أما من جهة المواهب الروحية أيها الأخوة فلست أريد أن تجهلوا " هذا تنوّع00 مواهب روحية00 تنوّع وغنى عمل الله 00كل المواهب سواء وعظ أو تدبير أو تنبأ أو00 كلها مواهب أعطاها الله للكنيسة من روحه القدوس حتى تكون فى النهاية مجتمعة لمجد الكنيسة وبنيانها00للإسف فى كورنثوس كان كل واحد يفتخر بموهبته على الآخر وأصبحت المواهب لمزيد من العزله بدل الحب ومزيد من الكبرياء بدل الأتضاع ومزيد من الهدم بدل البنيان00" أنتم تعلمون أنكم كنتم أمما منقادين إلى الأوثان البكم كما كنتم تساقون " أنتم كنتم سائرين خلف أوثان ولكن الأن فتح الله ألسنتكم ونطق على شفاهكم فهل تتكبرون وتتخيلون أنكم أصحاب مواهب ؟ " لذلك أعرّفكم أنّ ليس واحد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع أنا ثيما " كل المواهب المفروض أنها للبنيان وإن لم تكن لخلاص المجموعة وبنيان الكنيسة تكون مواهب غاشة00الموهبة التى تأتى بإنشقاقات لا يكون هدفها الله00أنتم إستخدمتم المواهب بطريقة خاطئة00للإنشقاق00إنسان له موهبة تكلم بألسنة المفروض أنها للبنيان لكنه إستخدمها للإستعراض وحب الظهور00لذلك توجد مواهب غاشة00روح الله يأتى بسلام وبنيان00المواهب الغاشة لا تأتى بثمر روحى00فهل يعقل أنّ إنسان له مواهب روحية ويقول أنّ المسيح ليس إله ؟ هل هذه موهبة من الله ؟ بالطبع لا00الروح ناطق على ألسنتكم ويقول أنّ المسيح هو الله00لا أحد يستطيع أن يقول أنّ يسوع هوالله إلا بالروح القدس لأنه يرشد ويعلّم أسرار اللاهوت فلا تتعجب من الذين ليس فيهم روح الله لا يعترفون بربوبية المسيح00لماذا ؟ لأنهم مفتقدون لروح الله فمن سيعلّمهم أسرار اللاهوت ؟ لا أحد يعلم أسرار اللاهوت إلا روح الله00لذلك نحن نأخذ روح الله منذ ميلادنا كى يهذبنا ويعلمنا أسرار اللاهوت وينقش على قلوبنا ختم أننا ملك للمسيح ومنتمين إلى مملكته السماوية لا يوجد إنسان يهين يسوع ويقول أنّ فيه روح الله00 روح الله يعترف بروبية يسوع داخلنا00جيد الإنسان الذى يعترف بربوبية يسوع بالروح القدس وليس بعقله لأنّ البعض يثبت ذلك بعقله وبعض المعطيات00لا00 إعترف بربوبيتة بالروح القدس داخلك00قد لا يكون لديك فلسفة تعبّر بها عما تشعر به لكنك واثق أن يسوع هو الله00الأطفال تستطيع أن تثبت لك لاهوت المسيح دون أن يعلمها أحد لكن الروح ينطق فيهم و يعلمّهم " لأنك أخفيتها عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال"00" وليس أحد يقدر أن يقول أنّ يسوع رب إلا بالروح القدس "" فأنواع مواهب موجودة ولكنّ الروح واحد0 وأنواع خدم موجودة ولكنّ الرب واحد " أنا أقر أنه توجد مواهب كثيرة وأنواع لا أنكرها لكن كلها مصدرها الروح الواحد00كلها عطية الله0 توجد موهبة وتوجد خدمة00الموهبة للبنيان00والخدمة تقدّم للناس مثل الأفتقاد وحل المشاكل و00 لكن الموهبة مثل الوعظ والتدبير و000قد يكون لدى إنسان الإثنان خدم ومواهب لكن قد يعلو واحده عن الأخرى00 " وأنواع أعمال موجوة ولكنّ الله واحد الذى يعمل الكل فى الكل " كلنا مثل التروس فى الماكينة الواحدة يدفع كل ترس الترس الآخر و لا يوجد فضل لترس على الآخر00الكل يعمل على تشغيل الماكينة00هكذا المواهب متنوعة والروح واحد والخدم متنوعة والله واحد00 " ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة " الله أعلن روحه فى الخدمة والمواهب00حقل الكنيسة متسع يحتاج لكل طاقة فينا والله يرى لكل واحد منا مهمه فلا تفكر أن تكون نسخة من أخيك00لا كل منا له نعمة خاصة وموهبة خاصة واحد محب للخدمة وآخر محب للنسك وثالث محب للتسبيح و00 كل منا له موهبته وكل موهبة ضرورية لبنيان الكنيسة لذلك نقول فى القداس " سلام وبنيان لكنيسة الله " فلا تقول أريد أن أكون مثل فلان ولا تتفاخر على الآخر بموهبتك 00بعض الأباء يقولون أنّ الذين يحبون العزله أفضل من محبى الخدمة وآخرون يقولون أنّ محبى العزلة أنانيون0 محب الخدمة أفضل00القديس يوحنا ذهبى الفم كان يحب العزلة ويرفض الخدمة لكنه لما أصبح بطريرك صار محب للخدمة وقال أنّ الكنيسة تحتاج لمريم ومرثا فقال " إن كنا نمدح مريم فمريم مدحت بمرثا " أى الكل مطلوب للبنيان00 إفعل هذا ولا تترك تلك وإن كان الناسك فى الصحراء لا يتعامل مع الناس بارؤيا واللمس لكنه يتعامل معهم أمام الله فى مخدعه00 هذه أنواع مواهب والله يرى الكل مهم والكل مصدره روح الله والكنيسة محتاجة للكل0 " فإنه يعطى لواحد بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع السنة ولآخر ترجمة السنة " بولس عدّد كل شىء00كل عمل الكنيسة مهم ويمثّل تكامل مع الآخر وكل واحد له رسالة00النبى الذى عنده روح نبوة له رسالة يخدم بها لأجل بنيان الكنيسة00تلاميذ المسيح إثنى عشر كل منهم متميز عن الآخر كى تكمل الخدمة00إختلاف يؤدى إلى تناغم مثل أوتار الألة الموسيقية مع بعضها تعزف لحن جميل لكن الوتر الواحد يعطى نغمة واحدة00الثالوث القدوس مثال لذلك كل أقنوم له عمل والثلاثة متكاملين " لأن الآب إختارك والروح القدس ظللك والإبن تنازل وتجسد منك "أيضا نقول أنّ الآب هو الحكيم والروح القدس هو روح الحكمة والإبن هوالحكمة والثلاثة واحد00إذا الله أعطانا نفسه نموذج كى نكون مكملين بعضنا إلى واحد00الأنبياء كل منهم له مذاق وله رسالة والكل معا يعزف أجمل ترنيمة لعمل الله00متّى العشار كان يعمل عشار لأنه محب للسلطة لذلك إستطاع أن يبشر الرومان وكلّمنا عن يسوع الملك00لأنه محب للسلطة جذبه فى يسوع ملكه00مارمرقص إنسان هادىء وباذل ومحب لذلك جذبه فى المسيح خدمته00يوحنا الحبيب كان يتكىء على صدر المسيح ويسمع خفقات قلبه إذا هو تلميذ الحب وهو الذى كشف أسرار الحب وأسرار اللاهوت لأنه دخل للأعماق00القديس لوقا كان له بعد إنسانى لأنه كان طبيب فكان ينبهر بمعجزات المخلص مثل الشفاء وإقامة الموتى و00 إذا الأربعة معا أكملوا صوره المسيح ولم يتفاخر واحد على الآخر00نحن بالمعمودية صرنا شركاء مع الروح القدس فلا تحسد أخيك على موهبة ولا تفتخر بشىء أخذته وكما يقول بولس الرسول " لماذا تفتخر كأنك لم تأخذ وأى شىء لك لم تأخذه " أى بماذا تفتخر ؟ ليس فيك شىء بل كل ما فيك أخذته من روح الله0 لذلك الله أظهر روحه القدوس بالمواهب 00المواهب تكشف الله غير المنظور وتكشف مجده00فإن كانت الطبيعة تكشف عن الله غير المنظور هكذا المواهب أيضا تكشف عنه00وعندما ترى مواهب أخيك قل يا الله ما أعظم عطاياك أنت غنى إذا كل خدمة وكل موهبة الكنيسة تحتاجها فى سفر صموئيل الأول قصة أبشالوم إبن داود عندما أراد أن يأخذ الملك من أبيه وسأل أخيتوفل أحد المشيرين فقال له إذهب على غفله إلى داود أبيك وأقتله وأملك انت00لكن حوشاى وهو أحد المشيرين الذين أحبوا داود عندما سمع مشورة أخيتوفل قال لأبشالوم إحذر لداود لأنه محترف حرب لذلك أنت تحتاج إستعداد وجيوش00 حوشاى جعل أبشالوم يؤجل الأمر وأرسل جاريته للكهنة ليخبروا داود وكان للكهنة إبنان هما يوناثان و أخيميعص فأرسلوهما لداود أبلغاه بأمر أبشالوم ويهرب00لكن البعض رأوا الشابان فأبلغوا أبشالوم وكانت هناك إمرأة ترى الأمر فخبأّت الشابان يوناثان و أخيميعص00هذه القصة بها خمسة شخصيات حوشاى والكاهن والجارية والشابان والمرأة التى خبأّتهما وهم يمثلون الكنيسة التى بها الحكيم ( حوشاى ) والشباب والمرأة والخادمة والكاهن00 والكنيسة تحتاج للكل00كل واحد منهم عمل عملا مختلف خدم به داود00 الكل للمنفعة00ما أجمل أن تستخدم العطية للبنيان لذلك يقول بولس الرسول أنواع مواهب كثيرة قوات شفاء ونبوات أى أمور مستقبله مثل أغابوس و00قد يعطى الله أحدنا موهبة النبوة فهل نصدّق ببساطة ؟ نقول لابد من تمييز00أيضا آخر يشفى أمراض فنقول أنّ هذا أعلى من المعلّم فى الكنيسة00لا00الكنيسة تحتاج الكل00الله يستخدم الكل للمنفعة00وجيد أن تنتفع بمواهب الآخرين ولا تحسدهم عليها00جيد أن تشعر أنّ موهبة أخيك تضيف لك00الكل مصلحة واحدة وإن تذكّرنا أننا بعد المعمودية كلنا أصبحنا جسد واحد لفاضلنا بعضنا على بعض " لأنه كما أنّ الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة فهى جسد واحد كذلك المسيح أيضا لأننا جميعنا بروح واحد إعتمدنا إلى جسد واحد " ولا يوجد عضو فى الجسد بدون فائدة يقول القديس يوحنا ذهبى الفم ما رأيك فى الشعيرات الدموية الدقيقة الموجودة فى جفن العين حتى هذه مهمة رغم صغرها لذلك إن كان لأحدنا عمل بسيط فهو أيضا مهم00كل واحد منا ميزّه الله بشىء المهم أن نعرف كيف نكون متكاملين00نحن بروح واحد دعينا إلى رجاء واحد 00مثال لذلك إن جرحت الرجل أو اليد فإن الجسد كله يتألم معها الرأس ترسل إشارات للألم كى تنقذ العضو المتألم00لذلك إن كان لنا هذا الفكر سنعرف كيف يكون لنا حنو وإهتمام بعضنا ببعض لأننا أعضاء جسد المسيح الواحد0ولنفرض أنّ أحدنا ميزّ نفسه بموهبتة على الآخرين سيكون هذا الإنسان قد إستخدم موهبتة خطأ لذلك لا يتفاخر احد بموهبتة على الآخر لئلا يأخذها الله منه عندما كان الأباء ينالون موهبة من الله كانوا يصلّون لله ويطلبون طلبتان00الأولى أن يخفى الله هذه الموهبة عن الناس وعن نفسه حتى لا يشعر بتفاخر على الآخرين00والثانية أن يعطيهم معها إتضاع أو يأخذها منهم00فهل يعقل يا الله أن تعطينى موهبة لتضيع منى الملكوت؟ لذلك يا الله إما تخفى عنى هذه الموهبة أو تعطينى معها إتضاع00لذلك عندما يعطيك الله موهبة زد محبتك لأخوتك00وإن نظرت لموهبة أخيك وحاربته تكون كمن يحارب نفسه00والكنيسة تتحقق بإختلاف مواهبها وبالتمايز وغنى مواهبها المختلفة و00 نحن المصريين طبعنا يميل للفردية والزعامة لكن يجب على الإنسان الروحانى أن يفقد هذا الطبع بفعل الروح القدس الذى فيه و يحب عمل الجماعة ويبرز موهبة أخيه وينظر إليها على انها معه وليست عليه00لا تنظر لأخيك بمشاعر غير نقية وإلا ستكون كمن يحارب نفسه نحن منذ المعمودية أعضاء جسد واحد فهل توجدأعضاء جسد واحد تحارب بعضها ؟ كلها تخدم بعضها لذلك تكلّم بولس عن اليد والعين و000 ويقول قد تقول العين أنا أفضل وتجيبها اليد لا أنا الأفضل00لا لاعضو يقول لآخر أنا أفضل لأنه مهما كان العمل صغير هومهم ، فى الخارج لا يوجد عمل صغير أو حقير وعمل كبير بل الكل مهم حتى جامعى القمامة نجدهم فى مظهر جيد ولهم إحترامهم من المجتمع لأنه يعرف هو وغيره أنه بدونه ستكون البلد غير نظيفة لذلك عمله مهم وليس عمل حقير00هكذا أيضا عندما يزيد عدد الأطباء تقل أهميتهم لأنّ العمل فى الخارج هو عرض وطلب لذلك قد نجد فى بعض البلاد الممرض أهم من الطبيب وأغنى منه ، فى أحد المرات شوهدت راهبة هى رئيسة حركة الرهبنة الفرنسيسكانية فى الشرق الأوسط وهى تروى الزروع 00إذا لا يوجد إنسان أهم من آخر بل التنوّع يتكامل00إذا لا توجد موهبة عظمى وموهبة صغرى00لا يوجد إنسان بلا كرامة كان المسيح له المجد فى سفر العدد يقسّم خدمة سبط لاوى فقال البعض يحمل الأغطية وهم الجرشوميون والأعمدة يحملها بنو مرارى وتبقى محتويات القدس فقال الله يحملها بنو قهّات00وهؤلاء الثلاثة ليس فيهم أحد أفضل من الآخر لأنّ هذا مجرد تكليف من الله إذا الخادم فى الكنيسة ليس أفضل من الشعب00فى السماء ستكون لنا كرامة بحسب جهادنا وليس رتبنا00فى المجمع00فى المجمع فى القداس يذكر إستفانوس وهو شماس قبل مارمرقص وهو بطريرك لأنّ السماء ليس بها رتب00لذلك لا تشغلك نوع الموهبة بل إنشغل بكيف تدخل بها السماء و لا تحسد أخيك على موهبة بل إطلب من الله أن ينميها له فى النهاية يقول بولس " ولكن جدوا للمواهب الحسنى وأنا أيضا أريكم طريقا أفضل " جيد أن يستخدم الله موهبتى وأشعر أنها مستخدمة لبنيان الكنيسة واجدّ للبنيان أكثر00 والله يرينى طريقا أفضل ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائما أبديا أمين.

عدد الزيارات 1621

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل