رسالة معلمنا بولس الرسول الاولى إلى اهل كورنثوس ج12

Large image

الأصْحَاح الخَامِس عَشَر :
* أُمور اخرُوِيَّة *
أُمور تَخْتَص بِالحَيَاة الآتِيَة بِالقِيَامَة وَالأبَدِيَّة .. لِمَاذَا تَكَلَّمْ بُولِس الرَّسُول عَنْ هذِهِ الأُمور ؟ لأِنَّهُ وَجَدَ أنَّ البَعْض أنْكَرُوا حَقِيقَة القِيَامَة .. البَعْض قَالُوا أنَّهُ لاَ تُوْجَدٌ قِيَامَة وَقَالُوا أنَّ الإِنْسَان بِمَوْتِهِ إِنْتَهَى أمْرُه وَلَيْسَ لَهُ قِيَامَة وَخُلُودٌ .. لاَ تُوْجَدٌ حَيَاة أُخْرَى أوْ حَيَاة جَدِيدَة .. وَعِنْدَمَا رَأى ذلِك بُولِس الرَّسُول قَالَ هكَذَا نَكُون قَدْ فَقَدْنَا كُلَّ التَّعَالِيم المَسِيحِيَّة وَفَقَدْنَا كُلَّ الإِنْجِيل .. كُون إِنْ الإِنْسَان يِمُوت وَيِنْتِهِي أمرُه بِمُوتُه إِذاً هُوَ يُشَابِه البَهَائِم وَالحَيَوَانَات .. وَكُون إِنْ الإِنْسَان لَيْسَ لَهُ قِيَامَة إِذاً لَيْسَ لَهُ حَيَاة جَدِيدَة إِذاً الخَلاَص لَمْ يَتِمْ وَالله قَدْ تَمَّمْ الخَلاَص كَيْ نَحْيَا فِي الأبَدِيَّة لِلأبَدْ وَكُون إِنُّه لَيْسَ قِيَامَة إِذاً لاَ تُوْجَدٌ أبَدِيَّة وَبِالتَّالِي لاَ يُوْجَدٌ خُلُودٌ إِذاً بِذلِك نَكُون قَدْ نَقَضْنَا كُلَّ الحَقَائِق الإِيمَانِيَّة .. لِذلِك بُولِس الرَّسُول خَصَّص هذَا الإِصْحَاح الذَّهَبِي .. وَقَدْ قُلْنَا مِنْ قَبْل أنَّ رِسَالِة بُولِس الرَّسُول لأِهْل كُورُنْثُوس بِهَا أُمور حَسَّاسَة جِدّاً لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهَا غِيرُه مِثْل الزَوَاج وَالبَتُولِيَّة .. العِلاَقَات الزَّوْجِيَّة .. التَّكْرِيس البَتُولِي .. التَنَاوُل وَالإِسْتِحْقَاق لِلتَنَاوُل .. المَوَاهِب الرُّوحِيَّة وَالتَّكَلُمْ بِألْسِنَة هُنَا يَتَكَلَّمْ عَنْ القِيَامَة وَيُرِيدْ أنْ يَتَكَلَّمْ عَنْ كَيْفَ يَتَمَتَّعْ الإِنْسَان بِالقِيَامَة مِنْ الأمْوَات مِنْ خِلاَل الْمَسِيح القَائِم مِنْ الأمْوَات بَاكُورَة الرَّاقِدِين .. الإِنْسَان هُوَ المَخْلُوقٌ الوَحِيد الَّذِي يَتَحَدَّى المُوْت .. تَخَيَّل أنَّ أهْل كُورُنْثُوس يُنْكِرُون حَقِيقِة القِيَامَة كَأنَّهُمْ يُشَبِّهُون الإِنْسَان بِأي مَخْلُوقٌ آخَر .. الإِنْسَان هُوَ المَخْلُوقٌ الوَحِيد الَّذِي يَتَحَدَّى المُوْت كَيْ يَبْقَى وَيَحْيَا فِي مَجْدٍ أبَدِي .. إِنْ لَمْ يَكُنْ كذَلِك فَمَا هِيَ غَايَة إِيمَانَنَا ؟ غَايَة إِيمَانَنَا أنْ نَقُوم مَعَ إِلَهْنَا وَنُوْجَدٌ مَعَهُ لِلأبَدْ .. الإِنْسَان حَيَاتُه تَتَحَدَّى المُوْت وَتَتَحَدَّى القَبْر وَتَتَحَدَّى الظُّلْمَة وَالفَنَاء فِي الْمَسِيح .. لِذلِك الإِنْسَان الْمَسِيحِي يَتَحَدَّى حَتَّى الطَّبِيعَة البَشَرِيَّة كَيْ يَحْيَا فَوْقَ الطَّبِيعَة البَشَرِيَّة هَلْ مِنْ قِيَامَة لِلأمْوَات ؟ هَلْ تُوْجَدٌ قِيَامَة ؟ إِنْ كَانَتْ تُوْجَدٌ قِيَامَة فَبِأي جَسَدٍ نَقُوم ؟ إِنْ آمَنَا بِالقَِيَامَة فَبِأي جَسَدٍ نَقُوم ؟ وَمَا هُوَ مَوْقِفْ الأحْيَاء مِنْ القِيَامَة ؟ لِنَفْرِض أنَّ القِيَامَة العَامَة أتَتْ الآنْ وَهُنَاك نَاس مَازَالُوا أحْيَاء مَا هُوَ مَوْقِفَهُمْ مِنْ القِيَامَة ؟ لِذلِك هذَا الإِصْحَاح نَاقَش أُمور حَسَّاسَة قَالَ تَعَالُوا نَتَأمَل الأمر .. لَوْ لَمْ يَقُمْ الْمَسِيح مَاذَا يَكُون الأمر ؟ لَوْ لَمْ يَقُمْ الْمَسِيح إِذاً الإِنْجِيل كُلُّه بَاطِل لأِنَّ الإِنْجِيل يَتَكَلَّمْ عَنْ عَوْدِة الإِنْسَان لِلأبَدِيَّة .. لَوْ لَمْ يَقُمْ الْمَسِيح إِذاً لاَ تُوْجَدٌ كَفَّارَة قَدْ تَمَتْ عَنْ خَطَايَانَا لِذلِك قَالَ ﴿ الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأِجْل تَبْرِيرِنَا ﴾( رو 4 : 25 ) .. إِذاً الكِتَاب بَاطِل وَلاَ تُوْجَدٌ كَفَّارَة لِخَطَايَانَا .. وَمَاذَا أيْضاً ؟ وَكِرَازِتْنَا نَحْنُ أيْضاً بَاطِلَة وَكَلاَمْنَا بَاطِل لأِنَّهُ إِنْ لَمْ تُوْجَدٌ قِيَامَة وَالكُلَّ سَيَمُوْت وَيَتَسَاوَى إِذاً كِرَازِتْنَا بَاطِلَة أيْضاً ثَبْتَ شِئ آخَر .. قَالَ إِذاً نَحْنُ كَاذِبُون .. ألَسْنَا نَحْنُ كَرَزْنَا لَكُمْ بِالقِيَامَة وَلاَ تُوْجَدٌ قِيَامَة ؟إِذاً نَحْنُ شُهُودٌ زُور لله وَكُلَّ الَّذِينَ رَأوا القِيَامَة نَاس كَاذِبُون .. ﴿ وَنُوجَدُ نَحْنُ أيْضاً شُهُودَ زُورٍ للهِ ﴾( 1كو 15 : 15) .. وَكُلَّ الَّذِينَ مَاتُوا لاَ رَجَاءَ لَهُمْ .. إِذاً هذِهِ لَيْسَت مَسِيحِيَّة لِذَا قَالَ ﴿ أُعَرِّفُكُمْ أيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ وَقَبِلْتُمُوهُ وَتَقُومُونَ فِيهِ ﴾ ( 1كو 15 : 1) .. أنَا بَشَّرْتَكُمْ وَكَرَزْت لَكُمْ وَقَبِلْتُمْ الكِرَازَة .. مَا الَّذِي غَيَّر الكِرَازَة ؟ مَا الَّذِي جَعَلَ إِيمَانِكُمْ يَتَزَعْزَع هكَذَا بِالقِيَامَة ؟ إِنْجِيل خَلاَصِنَا قَائِم عَلَى أنَّ الْمَسِيح قَامَ مِنْ الأمْوَات .. وَلَمَّا خَرَج أهْل كُورُنْثُوس عَنْ تَعَالِيمُه إِذاً هُوَ يَخْسَر كُلَّ مَنْ آمَنُوا بِإِنْجِيلُه ﴿ وَبِهِ أيْضاً تَخْلُصُونَ إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثاً ﴾ ( 1كو 15 : 2 ) .. لَيْتَكُمْ تَتَذَكَرُون مَا بَشَّرْتَكُمْ بِهِ وَإِلاَّ فَأنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثاً .. أي صَدَّقْتُمْ كَلاَمِي وَقْتَهَا فَقَطْ ثُمَّ نَسَيْتُمُوه .. لكِنِّي أُرِيدَكُمْ أنْ تَثْبَتُوا وَسَأُثْبِتْ لَكُمْ كَلاَمِي .. ﴿ فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أنَا أيْضاً ﴾ ( 1كو 15 : 3 ) .. جَمِيلَة عِبَارِة * أنَا سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ * .. أيُّهُمَا أفْضَل * سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ * أم * عَلَّمْتَكُمْ * ؟ بِالطَبْع * سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ * أجْمَل لأِنَّ التَّسْلِيم بِهِ أمر شَخْصِي .. بِهِ إِيدَاع وَدِيعَة .. أنَا سَلَّمْتَكُمْ .. تَخَيَّل عِنْدَمَا يَعْتَبِر بُولِس الرَّسُول الإِيمَان أمر تَسْلِيمِي وَهذَا إِيمَان كِنِيسِتْنَا القِبْطِيَّة أنَّ الأجْيَال تُسَلِّم بَعْضَهَا .. مِنْ جِيل إِلَى جِيل .. أُمور كَثِيرَة فِي حَيَاتْنَا نَقْبَلْهَا كَتَسْلِيم .. كَوَدِيعَة الله يَأتَمِنَّا عَلِيهَا ﴿ أنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الكُتُبِ ﴾ ( 1كو 15 : 3 ) .. أنَا سَلَّمْتُكُمْ لكِنِّي لَمْ أُسَلِّمْ كَلاَمِي مِنْ ذَاتِي بَلْ حَسَبْ الكُتُبْ .. أي تَعْلِيمِي إِنْجِيلِي .. أنَا أُحَقِّقٌ لَكُمْ النُبُّوَات .. عِنْدَمَا تَقْرأ فِي العَهْد القَدِيم نُبُّوَة مِثْل قِصِّة يُونَان النَّبِي مَاذَا تَفْهَمْ مِنْهَا ؟ إِنَّهَا تُحَقِّقٌ حَقِيقِة القِيَامَة عِنْدَمَا تَقْرأ قِصِّة ذَبْح أبُونَا إِسْحَق وَطَاعَتُه لأِبِيه وَرُجُوعُه حَيّاً .. هذِهِ قِصَّة تُعْلِنْ حَقِيقِة القِيَامَة .. إِذاً مَا كَلَّمْتَكُمْ بِهِ كَانَ حَسَبْ الكُتُبْ ﴿ وَأنَّهُ دُفِنَ وَأنَّهُ قَامَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الكُتُبِ ﴾ ( 1كو 15 : 4 ) .. أي أنَّ القَبْر لَمْ يَكُنْ لِلْمَسِيح مَوْضِع لِلفَسَاد بَلْ قَدْ صَارَ طَرِيقاً لِلحَيَاة وَالخُلُودٌ .. ﴿ الَّذِي أبْطَلَ المَوْتَ وَأنَارَ الحَيَاة وَالخُلُود ﴾( 2تي 1 : 10) .. نَعَمْ الْمَسِيح مَاتَ لكِنَّهُ قَامَ هذَا بِحَسَبْ الإِنْجِيل وَبِحَسَبْ مَا سَلَّمْتَكُمْ وَبِحَسَبْ التَّسْلِيم الآبَائِي لَيْسَ أنَا فَقَطْ بَلْ القِدِّيسِينْ سَلَّمُوكُمْ هذِهِ الأُمور فَكَيْفَ تَقُولُون لاَ تُوْجَدٌ قِيَامَة ؟إِذاً الْمَسِيح لَمْ يَقُمْ ؟ لكِنْ إِنْ قَامَ الْمَسِيح إِذاً تُوْجَدٌ قِيَامَة لأِنَّ الْمَسِيح لَهُ المَجْد هُوَ بِكْرِنَا .. هُوَ رَأسِنَا .. إِذاً هُوَ السَّابِق .. هُوَ المُؤسِس .. إِذاً كُلَّ مَا فَعَلَهُ الْمَسِيح نَحْنُ وَرَثْنَاه وَصَعْب بَلْ وَمُسْتَحِيل أنَّ الْمَسِيح يَقُوم وَنَحْنُ لاَ نَقُوم .. إِنْ كُنْتُمْ لَمْ تُصَدِّقُوا أنَّ الْمَسِيح قَدْ قَامَ إِذاً يُوْجَدٌ نَاس مَازَالُوا أحْيَاء حَتَّى الآنْ شَهَدُوا قِيَامِة الْمَسِيح .. إِسْألُوهُمْ ﴿ أنَّهُ قَامَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الكُتُبِ ﴾ .. وَأمَّا الشُهُود فَهُمْ ﴿ أنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ﴾ .. أي ظَهَرَ لِبُطْرُس وَإِنْ لَمْ تَتَأكَدُوا مِنْ بُطْرُس الرَّسُول هُنَاك شُهُود آخَرُون .. ﴿ ثُمَّ لِلإِثْنَيْ عَشَرَ . وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأِكْثَرَ مِنْ خَمْسِمَائَة أخٍ أكْثَرَهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنِ وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا ﴾( 1كو 15 : 5 – 6 ) .. ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلإِثْنَي عَشَر تِلْمِيذ ثُمَّ ظَهَرَ لأِكْثَر مِنْ خُمْسُمَائَة أخٍ مُجْتَمِعِين مَعاً .. هَلْ كُلَّ هؤُلاَء كَاذِبُون ؟ وَلِكَيْ تَتَأكَّدُوا مِنْ ذلِك أكْثَرَهُمْ بَاقٍ لِلآنْ أحْيَاء حَتَّى الآنْ بُولِس الرَّسُول أكَّدَ حَقِيقَة القِيَامَة بِالإِنْجِيل ثُمَّ بِشُهُودٌ العَيَان .. بُطْرُس الرَّسُول إِسْتَشْهَد مَعَ بُولِس الرَّسُول .. أي عِنْدَمَا تَكَلَّمْ بُولِس الرَّسُول كَانَ بُطْرُس مَازَالَ حَي .. إِسْألُوا بُطْرُس وَاسْألُوا التَّلاَمِيذ وَاسْألُوا أكْثَر مِنْ خُمْسُمَائَة أخ .. وَكَأنَّهُ يُرِيدْ أنْ يَقُول لَهُمْ يُوْجَدٌ شُهُودٌ عَيَان لِلقِيَامَة .. ﴿ وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ ثُمَّ لِلرُّسُلِ أجْمَعِينَ ﴾ ( 1كو 15 : 7 ) .. خَمْسَة ظُهُورَات .. بُطْرُس الرَّسُول لِلإِثْنَي عَشَر تِلْمِيذ لِخُمْسُمَائَة أخ .. لِيَعْقُوب .. ثُمَّ لِلرُّسُل أجْمَعِين .. ثُمَّ أخْتِم بِنَفْسِي ﴿ وَآخَرَ الكُلِّ كَأنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أنَا ﴾ ( 1كو 15 : 8 ) .. * أنَا * .. ظَهَرَ لِي أنَا أيْضاً قَدْ يُقَالُ لَهُ وَقْت مَا مَاتَ الْمَسِيح وَقَامَ كُنْت لَمْ تُؤمِنْ بِهِ .. يَقُول نَعَمْ عِنْدَمَا مَاتَ الْمَسِيح وَقَامَ أنَا كُنْت فِي الجَهْل لكِنُّه ظَهَرَ لِي أنَا أيْضاً فِي النِّهَايَة .. بُولِس الرَّسُول يُؤكِد نَفْسُه أنَّهُ آخِر الكُلَّ وَالجَمِيل أنَّهُ يَقُول * أنَا السَقْط * أي الجَنِين الَّذِي وَهُوَ فِي بَطْن أُمُّه لَمْ يُكْتَمَل نُمُوه وَحَدَثَتْ لَهُ إِعَاقَة أوْ تَشَوُه وَسَقَطْ .. أي إِنْسَان لَمْ يُكْتَمَل نُمُوه .. أي إِنْسَان لَمْ يَأتِي لِلحَيَاة .. تَخَيَّلُوا مُعَلِّمْنَا بُولِس يُشَّبِه نَفْسُه بِالسَقْط مَا أجْمَل الإِنْسَان الَّذِي يَشْعُر أنَّهُ أقَلْ الكُلَّ يَقُول ﴿ لأِنِّي أصْغَرُ الرُّسُلِ ﴾ .. يَا مُعَلِّمْنَا بُولِس أنْتَ تَعِبْت أكْثَر مِنْهُمْ .. يَقُول لاَ .. أنَا أصْغَر الكُلَّ .. ﴿ أنَا الَّذِي لَسْتُ أهْلاً لأِنْ أُدْعَى رَسُولاً لأِنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ ﴾ ( 1كو 15 : 9 ) .. مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول شَاعِر بِخَطِيِتُه أمَامُه كُلَّ حِين مَا أجْمَل الإِنْسَان الَّذِي مَهْمَا كَانَتْ أعْمَالُه وَعَمَل النِّعْمَة فِي حَيَاتُه لاَ يَنْسَى خَطِيَتُه هكَذَا بُولِس الرَّسُول عَمَل نِعْمَة الله فِيهِ غَزِير وَمَعَ ذلِك لَمْ يَنْسَى خَطِيِتُه .. يَقُول أنَا إِضْطَهَدْت كَنِيسَة الله .. خَطِيِتِي أمَامِي كُلَّ حِين .. أنَا لَسْتُ أهْلاً أنْ أُدْعَى رَسُولاً لكِنْ نِعْمَة الله حَوَّلَتْنِي .. نَعَمْ أنَا إِضْطَهَدْت كَنِيسَة الله لكِنْ لاَ أُنْكِر فَضْل عَطَايَا الله عَلَيَّ .. مَا فَعَلَتُه نِعْمَة الله فِيَّ أنَّهَا حَوَّلَتْنِي وَغَيَّرَتْنِي مَا أجْمَل الإِنْسَان الَّذِي يُعْطِي المَجْد لله فِي كُلَّ نَجَاحُه فِي حَيَاتُه لِذلِك نَجِدٌ بُولِس حَيَاتُه عِبَارَة عَنْ تَسْبِحَة شُكْر وَتَرْنِيمَة فَرَح .. ﴿ وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أنَا مَا أنَا وَنِعْمَتُهُ المُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً بَلْ أنَا تَعِبْتُ أكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ ﴾ ( 1كو 15 : 10) .. بَعْد أنْ قَالَ أنَا أصْغَر الرُّسُل قَالَ أنَا تَعِبْت لكِنْ الفَضْل يَرْجَع لِنِعْمَة الله .. سَوَاء أنَا أم أُولئِك .. ﴿ فَسَوَاءٌ أنَا أمْ أُولئِكَ هكَذَا نَكْرِزُ وَهكَذَا آمَنْتُمْ ﴾ ( 1كو 15 : 11) .. هكَذَا نَكْرِزُ وَهكَذَا آمَنْتُمْ بِالقِيَامَة .. ﴿ وَلكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أنَّهُ قَامَ مِنَ الأمْوَاتِ فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أمْوَاتٍ ﴾ ( 1كو 15 : 12) .. كَيْفَ يَكُون الْمَسِيح قَدْ قَامَ وَأنْتُمْ تَقُولُون أنَّهُ لاَ تُوْجَدٌ قِيَامَة أمْوَات لِذلِك قِيَامِة الْمَسِيح هِيَ أسَاس قِيَامِتْنَا .
قِيَامِة الْمَسِيح لَهُ المَجْد أسَاس قِيَامِتْنَا :-
هُنَا تَكَلَّمْ عَنْ خُطُورِة عَدَم قَبُول القِيَامَة .. ﴿ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ ﴾( 1كو 15 : 13) .. إِنْ لَمْ تَكُنْ هُنَاك قِيَامَة أمْوَات إِذاً الْمَسِيح لَمْ يَقُمْ .. لِنَرَى أُسْلُوب بُولِس الرَّسُول البَدِيع فِي الإِقْنَاع .. ﴿ وَإِنْ لَمْ يَكُن الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ ﴾ .. لَوْ لَمْ تَكُنْ هُنَاك قِيَامَة إِذاً الْمَسِيح لَمْ يَقُمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْمَسِيح قَدْ قَامَ ﴿ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أيْضاً إِيمَانُكُمْ . وَنُوْجَدُ نَحْنُ أيْضاً شُهُودٍ زُورٍ للهِ لأِنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أنَّهُ أقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمَهُ ﴾ ( 1كو 15 : 14 – 15) .. أي كُلَّ القُدَمَاء الَّذِينَ شَهَدُوا لِقِيَامِة الْمَسِيح هُمْ نَاس كَاذِبُون .. هَلْ هُمْ شُهُودٌ زُور ؟ صَفَا وَالخُمْسُمَائَة أخ وَالتَّلاَمِيذ وَيَعْقُوب وَسَائِر الرُّسُل وَبُولِس .. كُلَّ هؤُلاَء بِذلِك صَارُوا كَاذِبِينْ لأِنَّهُمْ يَقُولُون أنَّ الْمَسِيح قَامَ وَأنْتُمْ تَقُولُون أنَّهُ لَمْ يَقُمْ .. إِذاً كُلَّ هؤُلاَء شُهُودٌ زُور .. هَلْ يُعْقَل أنَّكُمْ تُحَوِلُون كُلَّ هؤُلاَء لِشُهُودٍ زُور ؟ لِذلِك قَالَ لَوْ أنْكَرْنَا قِيَامَتُه تَكُون كِرَازِتْنَا بَاطِلَة وَإِيمَانُنَا بِلاَ نَفَعْ وَالرُّسُل كُلُّهُمْ شُهُودٌ زُور وَأيْضاً لاَ رَجَاء لَنَا فِي غُفْرَان خَطَايَانَا وَهذَا أمر خَطِير جِدّاً ﴿ أنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ ﴾ ( 1كو 15 : 17) .. ثُمَّ لَوْ لَمْ يَقُمْ الْمَسِيح إِذاً الفِدَاء لَمْ يَكْمُل إِذاً الْمَسِيح لَمْ يُتَمِّمْ الغُفْرَان .. لَوْ لَمْ يَقُمْ الْمَسِيح إِذاً المُوْت أقْوَى مِنْهُ جَاءَ لِيُخَلِّصْنَا مِنْ المُوْت فَغَلَبَهُ المُوْت .. إِذاً هذَا لَيْسَ خَلاَص وَأنْتُمْ بَعْد فِي خَطَايَاكُمْ .. بُولِس الرَّسُول فِكْرُه مُرَتَبْ .. ﴿ إِذاً الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أيْضاً هَلَكُوا ﴾ ( 1كو 15 : 18) .. أيْضاً كُلَّ إِخْوَتَكُمْ وَأقَارِبَكُمْ وَأحِبَّاءَكُمْ الَّذِينَ رَقَدُوا هَلَكُوا .. تَخَيَّل لَوْ شَعَر الإِنْسَان أنَّ كُلَّ أحِبَّائُه الَّذِينَ رَقَدُوا هَلَكُواإِلَى فَسَاد إِلَى جَحِيم .. صَعْب .. لاَ .. نَحْنُ نُؤمِنْ أنَّهُ لاَ يَكُون مُوْت بَلْ هُوَ انْتِقَال .. يَقُول لَهُمْ كُلَّ أحِبَّائَكُمْ هَلَكُوا ﴿ إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ فَإِنَّنَا أشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ ﴾ ( 1كو 15 : 19) .. يَقُول لَهُمْ نَحْنُ فِي هذِهِ الحَيَاة نَحْتَمِل آلاَم كَثِيرَة وَنُجَاهِد .. الإِنْجِيل وَالكِنِيسَة تَقُول صُمْ .. صَلِّي لاَ تَنْظُر نَظْرَة شِرِّيرَة .. نَعِيش آلاَم كَثِيرَة عَلَى الأرْض لكِنْ كُلَّ هذِهِ الآلاَم نَحْتَمِلْهَا عَلَى رَجَاء الحَيَاة الأبَدِيَّة .. لَوْ لَمْ تَكُنْ هُنَاك حَيَاة أبَدِيَّة نَكُون قَدْ خَدَعْنَاكُمْ وَجَعَلْنَاكُمْ تَعِيشُون شَقَاء بِدُون سَبَبْ إِذاً نَحْنُ أشْقَى جَمِيع النَّاس لأِنَّ الَّذِينَ يَعِيشُون العَالَم يَكُونُونَ أفْضَل لأِنَّهُمْ عَلَى الأقَلْ تَمَتَّعُوا بِحَيَاتَهُمْ فِي العَالَم .. لكِنْ نَحْنُ لِمَاذَا لاَ نَعِيش مَحَبِّة العَالَم ؟ لأِنَّ لَنَا رَجَاء فِي الأبَدِيَّة .. لِمَاذَا نَحْيَا الألَمْ وَالضِيقٌ وَالجِهَادٌ وَمَبْدأ البَاب الضَّيَقٌ ؟ لأِنَّنَا نُحِبْ الألَمْ الَّذِي يِوَصَلْنَا لِلمَجْدٌ .. لِمَاذَا نُمَارِس الإِمَاتَة اليَوْمِيَّة وَنَحْتَمِل الإِضْطِهَادٌ ؟ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَنَا رَجَاء فِي القِيَامَة إِذاً نَحْنُ أكْثَر النَّاس بُؤس لكِنْ رَجَاءْنَا هُوَ إِفْتِتَاح أبْوَاب السَّمَاء أمَامَنَا وَنَتَمَتَّعْ بِالأبَدِيَّة .. بُولِس الرَّسُول يَقُول لأِنَّنَا نَكُون أشْقَى جَمِيعُ النَّاس ﴿ لكِن الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ ﴾ ( 1كو 15 : 20 ) مَا هِيَ قِصَّة البَاكُورَة ؟ فِي العَهْد القَدِيم أوِّل بَاكُورَة فِي حَصَادٌ الزَّرْع لَهَا بَهْجَة .. الأرْض كُلَّهَا خَضْرَاء لكِنْ تَجِدٌ بِهَا نَبْتَة صَغِيرَة أثْمَرَت يَجْمَعْهَا المُزَارِع فِي حِزْمَة وَيُعْطِيهَا لِلكَاهِن وَيَكُون أمَام الكَاهِن فِي فَرْحَة بِهذِهِ النَبْتَة لأِنَّ مَعْنَاهَا أنَّ الأرْض بَعْد فِتْرَة سَتَكُون مُثْمِرَة مِثْل هذِهِ الحِزْمَة لكِنْ هذِهِ الحِزْمَة هِيَ البِدَايَة .. يَأخُذ الكَاهِن الحِزْمَة وَأمَام الهِيكَل يُصَلِّي صَلاَة التَّرْدِيد وَهيَ أنْ يَرْفَعْ الحِزْمَة بِيَدِهِ عِدَّة مَرَّات وَيُصَلِّي صَلاَة شُكْر وَحَمْد لله وَيَفْرَح المُزَارِع تُجْمَع البَاكُورَات وَتُوضَع فِي مَخَازِن الهِيكَل .. البَاكُورَة هِيَ بِدَايِة المَحْصُول .. بِدَايِة الفَرَح عِنْدَمَا يُقَدِّمْهَا الإِنْسَان لله فَكَأنَّهُ يُقَدِّم الأرْض كُلَّهَا الْمَسِيح لَهُ المَجْد هُوَ بِكْر الخَلِيقَة .. هُوَ أوَّل مَنْ قَامَ وَقَدَّم نَفْسُه لِلآب كَأنَّهُ الحِزْمَة الأُولَى الَّتِي لِلأرْض الَّتِي لِلبَشَرِيَّة .. هُوَ أوِّل حِزْمَة لِلبَشَرِيَّة قَدَّم نَفْسُه لِلآب كَبِكْر لِلرَّاقِدِينْ .. فَالآب تَقَبَّلُه .. تَقَبَّلُه فَرِح عِوَض عَنْ البَشَرِيَّة وَأمَّا نَحْنُ قُمْنَا فِيهِ .. قُمْنَا مَعَهُ .. هُوَ بِكْرُنَا .. لأِنَّ الَّذِي يُقَدِّم حِزْمَة خَاصَّة أوِّل حِزْمَة كَأنَّهُ قَدَّم الأرْض كُلَّهَا وَالْمَسِيح لَمَّا قَامْ فَكَأنَّهُ أقَامَنَا مَعَهُ وَوَجَدْنَا قَبُول لَدَى الآب بِسَبَبُه لِذلِك قَامَ الْمَسِيح وَصَارَ بَاكُورَة الرَّاقِدِينْ فَالبَاكُورَة فِي حَدٌ ذَاتْهَا تُؤكِد أنَّ هُنَاك مَحْصُول سَيَأتِي وَالْمَسِيح لَمَّا قَام أكَّدْ أنَّ قِيَامَتْنَا آتِيَة البِكْر هُوَ الشِئ السَّابِقٌ لِلكُلَّ وَأفْضَل الكُلَّ وَفِي العَهْد القَدِيم كَانَ يُخَصَّص البِكْر لله .. تُكَرِّسُه لله وَبِهِ يَتَقَدَّس المَحْصُول كُلُّه .. فَكُلَّ النَّاس الَّذِينَ سَبَقُوا وَرَقَدُوا مَاتُوا أمَّا الْمَسِيح فَرَقَدَ وَقَامَ إِذاً هُوَ بَاكُورَة الرَّاقِدِينْ .. هُوَ السُنْبُلَة الأُولَى لِلمَحْصُول .. هُوَ سُنْبُلَة الحَيَاة وَعَدَم الفَسَاد ﴿ فَإِنَّهُ إِذْ المَوْتُ بِإِنْسَانٍ بِإِنْسَانٍ أيْضاً قِيَامَةُ الأمْوَاتِ . لأِنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الجَمِيعُ هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الجَمِيعُ ﴾ ( 1كو 15 : 21 – 22 ) .. آدَم سَقَطْ وَبِسُقُوطُه دَخَلْ المُوْت لِلبَشَرِيَّة كُلَّهَا .. مَا العِلاَج ؟ إِنْ كَانَ بِإِنْسَان دَخَلْ المُوْت إِذاً مِنْ إِنْسَان يُدْخِل الحَيَاة .. مَنْ هُوَ هذَا الإِنْسَان ؟ قَالَ ﴿ كَمَا فِي آدَم يَمُوتُ الجَمِيعُ هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الجَمِيعُ . وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ . الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ . وَبَعْدَ ذلِكَ النِّهَايَةُ مَتَى سَلَّمَ المُلْكَ للهِ الآبِ مَتَى أبْطَلَ كُلَّ رِيَاسَةٍ وَكُلَّ سُلْطَانٍ وَكُلَّ قُوَّةٍ ﴾ ( 1كو 15 : 22 – 24 ) .. الْمَسِيح يَمْحُو العِصْيَان وَيُجَدِّدٌ الطَّبِيعَة وَيُدْخِلْنَا فِي شَرِكَة الحَيَاة الأبَدِيَّة لِذلِك نَجِدٌ طِلْبَة جَمِيلَةٌ يَقُولَهَا الكَاهِن فِي القُدَّاس ﴿ شَرِكَة فِي الحَيَاة الأبَدِيَّة وَعَدَم الفَسَاد وَغُفْرَانً لِلخَطَايَا ﴾ .. هذِهِ هِيَ القِيَامَة الْمَسِيح بِمَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ أعْطَى الإِنْسَان الحَيَاة عِوَض المَوْت فَالقِيَامَة تَحَدَّت المَوْت وَبِالقِيَامَة أُعْلِنَت المَمْلَكَة السَّمَاوِيَّة لِذلِك يَقُول ﴿ كُلَّ رِئَاسَة وَكُلَّ سُلْطَان وَكُلَّ قُوَّة ﴾ .. مَا هذَا ؟ هذَا هُوَ المَجْد الَّذِي أعْطَاهُ لَنَا الله الَّذِي أخْضَعْ أعْدَائَهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ وَجَعَلَ آخِر عَدُو يَنْحَل أمَامَنَا وَهُوَ المَوْت .. ﴿ لأِنَّهُ يَجِبُ أنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ . آخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ المَوْتِ . لأِنَّهُ أخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ ﴾ ( 1كو 15 : 25 – 27 ) .. الْمَسِيح سَحَقٌ المَوْت .. لِمَنْ سَحَقَهُ ؟ لَنَا وَلَيْسَ لِنَفْسِهِ .. أخْضَع كُلَّ شَيْءٍ تَحْت قَدَمَيْهِ .. لأِنَّهُ كَانَتْ هُنَاك آلِهَة وَثَنِيَّة وَمَعْرُوف عَنْهَا أنَّهَا تَخْضَع لِبَعْضَهَا لِذلِك خَافَ بُولِس الرَّسُول أنَّهُ لَمَّا يَقُول أنَّ الْمَسِيح أخْضَع لَهُ الكُلَّ أنْ يَكُون مِنْ ضِمْن الكُلَّ أنْ يَخْضَع لَهُ الآب .. فَقَالَ لاَ ﴿ وَلكِنْ حِينَمَا يَقُولُ إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُخْضِعَ فَوَاضِحٌ أنَّهُ غَيْرُ الَّذِي أخْضَعَ لَهُ الكُلَّ . وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الكُلُّ فَحِينَئِذٍ الإِبْنُ نَفْسُهُ أيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أخْضَعَ لَهُ الكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الكُلَّ فِي الكُلِّ ﴾( 1كو 15 : 27 – 28 ) .. الإِبْن نَفْسَهُ القَائِمْ عَنْ البَشَرِيَّة سَيُقَدِّم خُضُوع لِلآب عِوَض مَعْصِيِة آدَم .. كَنَائِبْ عَنْ البَشَرِيَّة سَيُتَمِّمْ كُلُّ شَيْءٍ .. الغُفْرَان وَالخَلاَص وَيُزِيل المَعْصِيَة وَيُقَدِّم طَاعَة عِوَض آدَم فَيُقَدِّم خُضُوع لِلآب الَّذِي يَخْضَع لَهُ الكُلَّ عِنْدَئِذٍ يُبْطِل كُلَّ عَدَاوَة .. الْمَسِيح لَدَى الآب وَسِيطْ يَتَقَدَّم كَيْ يُخْضِع لَهُ كُلُّ شَيْءٍ .. جَلَسَ مَعَ أبِيهِ .. كُلُّ شَيْءٍ يَخْضَع لَهُ كَنِيَابَة عَنْ الله وَمِنْ هُنَا كُلَّ البَشَرِيَّة تَخْضَع لَهُ وَفِي نَفْس الوَقْت هُوَ الإِبْن كَرَأس لِلكِنِيسَة هُوَ مُسَاوِي لِلآب فِي الجَوْهَر لكِنُّه صَارَ إِنْسَان كَيْ يَكُون وَسِيطْ بَيْنَ الله وَالنَّاس وَمِنْ هُنَا يَخْضَع لِلآب مَعَ الكِنِيسَة كُلَّهَا .. كُلِّنَا فِي الْمَسِيح سَنَخْضَع لِلآب عِنْدَئِذٍ نَقُول الكُلَّ فِي الكُلَّ أي الله عِوَض كُلَّ الأشْيَاء .. كُلَّ مَا هُوَ ضَرُورِي تَجِدُه فِيهِ .. جَمِيلٌ أنْ نَشْعُر أنَّ كِفَايِتْنَا فِيهِ .. يَبْدأ بُولِس الرَّسُول يُثْبِتْ حَقَائِقٌ جَدِيدَة فِي القِيَامَة .. الآنْ وَقَفْنَا عِنْدَ آيَة رَقَمْ 28 وَالإِصْحَاح 58 آيَة رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 2139

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل