رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية الأصحاح 2و3

Large image

الأصْحَاحُ الثَّانِي :-
[ وَلكِنِّي جزمتُ بِهذا فِي نَفْسِي أنْ لاَ آتِي إِليكُمْ أيضاً فِي حُزنٍ ]00كُنت أُرِيد أنْ آتِى إِليكُمْ لكِنِّى كُنت مُتضايِق وَحزِين فأردت أنْ آتِى إِليكُمْ وَأنا هادِئ وَفرِح00[ لأِنَّهُ إِنْ كُنتُ أُحزِنُكُمْ أنَا فَمَنْ هُوَ الَّذِي يُفرِّحُنِي إِلاَّ الَّذِي أحزنتُهُ ]00أنا أحزنتكُمْ مِنَ قبل فهل آتِى مرَّة أُخرى لأُِحزِنكُمْ أيضاً ؟ لابُد أنْ أفرَّحكُمْ وَتفرّحُونِى [ وَكتبتُ لكُمْ هذا عينهُ حَتَّى إِذا جِئتُ لاَ يكُونُ لِي حُزن مِنَ الَّذِينَ كَانَ يجِبُ أنْ أفرح بِهِمْ واثِقاً بِجمِيعِكُمْ أنَّ فرحِي هُوَ فرحُ جمِيعكُمْ ]00بُولُس الرَّسُول يضع الآخرِين قبل نَفْسَه وَيُظهِر عواطِفهُ القوِية إِتجاه مخدومِيه00كلامه كُلّه محبَّة يقُول مُعلَّمِنا بُولُس أنا لاَ أُرِيد أنْ أُحزِنكُمْ أنا أُرِيد أنْ أفرَّحكُمْ وَتفرَّحُونِى وَبِصراحة أكثر أنَّ فرحِى هُوَ فرحكُمْ وَحُزنكُمْ هُوَ حُزنِى لِذلِكَ أُرِيد أنْ أراكُمْ فرِحِين كى أفرح00أنا آتِى إِليكُمْ لِكى أصنع خِدمة صُلح وَمحبَّة [ لأِنِّي مِنْ حُزنٍِ كثِيرٍ وَكأبةِ قلبٍ كتبتُ إِليكُمْ بِدُمُوعٍ كثِيرةٍ لاَ لِكي تحزنُوا بَلْ لِكي تعرِفُوا المحبَّة الَّتِي عِندِي وَ لاَ سِيَّما مِنْ نحوِكُمْ ]00عِندما تصِلنِى عنكُمْ أخبار صعبة أحزن وَأكتئِب وَلكِنْ أُعبِّر عَنْ إِكتآبِى بِدِمُوعِى أمام الله00نحنُ حُزننا يأتِى بِضعف وَصِغر نَفْسَ00لاَ00إِعمِل كمُعلَّمِنا بُولُس00سِلاح واحِد هُوَ الدِمُوع الكثِيرة أمام الله كَمْ مِنَّا لديهِ مشاكِل وَضِيقات تجعلنا فِى صِغر نَفْسَ وَندخُل فِى كآبة كبُولُس الرَّسُول00وَكآبة قلب مُعلَّمِنا بُولُس ليست لِسبب شخصِى بَلْ لِسبب سماعه خبر مُحزِن عَنْ الخِدمة00قلب راعِى يحزن عَلَى قطِيعه وَيعرِف المخرج جيِّداً وَهُوَ الدِمُوع الكثِيرة أمام الله00مُعلَّمِنا بُولُس رجُل دِمُوع00بُولُس يقُول لَهُمْ أنا أُحِبُّكمْ جِدّاً [ وَلكِنْ إِنْ كَانَ أحد قَدْ أحزن فَإِنَّهُ لَمْ يُحزِنِّي بَلْ أحزن جمِيعكُمْ بعض الحُزن لِكي لاَ أُثقِّلَ ]00هُنا يُحدِّثهُمْ عَنْ خاطِئ كُورنثُوسَ الَّذِى تزوَّج زوجة أبِيه وَكَانَ مُعلَّمِنا بُولُس قَدْ قَالَ عنهُ [ فَاعزِلُوا الخبِيث مِنْ بينِكُمْ ] ( 1 كو 5 : 13 ) مُعلَّمِنا بُولُس يقُول واضِح أنَّ خاطِئ كُورنثُوسَ حزن بِسبب قولِى هذا وَقاد البعض ضِدِّى00هُنا يقُول كَانَ المفرُوض أنَّ هذا الشخص لاَ يُحزِننِى أنا فقط بَلْ يُحزِنكُمْ أنتُمْ أيضاً لأِنَّنا كُلِّنا جسد واحِد وَخطيَّة واحِدة تُؤذِى الجمِيع لِذا لابُد أنْ نُمارِس سِر الإِعتراف كى نعترِف بِخطايانا كى نأخُذ الحِل وَأيضاً كى نُصالِح الكنِيسة الَّتِى أحزنَّاها بِخطايانا كما فِى قِصَّة عخان بن كرمِى عِندما طمع فِى بعض الغنائِم فهُزِم الشَّعْب حَتَّى أنَّ يشُوعُ قَالَ لَهُ[ كيف كدَّرتنا ] ( يش 7 : 25 )00يقُول لَهُ عخان وَما هِى خطِيَّتكُمْ أنتُمْ وَما ذنبُكُمْ أنتُم؟ 00لاَ00إِنَّ الله لاَ ينظُر إِلينا كأعضاء مُستقِلة بَلْ كجسد واحِد فِى المسِيح يسُوعَ بُولُس الرَّسُول يقُول أنا أحزنت الخاطِئ وَأُرِيد الآنَ أنْ أفرَّحكُمْ00مُعلَّمِنا بُولُس عرف أنَّ خاطِئ كُورنثُوس عِندما حرمهُ تاب تُوبة قوِية وَلكِنْ لِلأسف دائِماً نجِد مَنْ يُحبِّذ المُعارضة فِى كُلّ شئ فعِندما حرمهُ بُولُس الرَّسُول ظهر مَنْ يعترِض وَيقُول لِماذا يُحرم وَعِندما عرف مُعلَّمِنا بُولُس أنَّهُ تاب وَأراد أنْ يُعِيده لِحِضن الكنِيسة ظهر أيضاً مَنَ يعترِض وَيقُول هذا خاطِئ لاَ يدخُل الكنِيسة فقال بُولُس الرَّسُول [ مِثْلُ هذا يكفِيهِ هذا القصاصُ الَّذِي مِنَ الأكثرِينَ ]مُعلَّمِنا بُولُس يجعل قِيادِة الكنِيسة قِيادة جماعِيَّة رغم أنَّهُ رسُول وَكأنَّهُ يقُول كُلّكُمْ حكمتُمْ عليهِ وَلابُد أنْ نُعِيده بِالتوبة00[ حَتَّى تكُونُوا بِالعكسِ تُسامِحُونهُ بِالحرِيِّ وَتُعزُّونهُ ]00الآنَ عزُّوه00[ لِئلاَّ يُبتلع مِثْلُ هذا مِنَ الحُزنِ المُفرِطِ ]00مُعلَّمِنا بُولُس طبِيب يعرِف كيف يُعالِج النَّفْسَ00حرم هذا الخاطِئ كى يُعالِج مرض الخطيَّة وَعِندما تاب قبلهُ وَعزَّاه هذا أُسلُوب رائِع ليتكَ تتَّبِعه مَعَْ أولادك فِى التربِية كُنْ حازِم معهُمْ وَلكِنْ ليس بِقسوة00القدِيس كبريانُوس يقُول [ لِيكُنْ لَكَ حزم بِلاَ قسوة وَحُب بِلاَ تدلِيل ]00هذا ما فعلهُ بُولُس الرَّسُول [ لِذلِكَ أطلُبُ أنْ تُمكِّنُوا لَهُ المحبَّة0 لأِنِّي لِهذا كتبتُ لِكي أعرِف تزكِيتكُمْ هل أنتُمْ طائِعُونَ فِي كُلِّ شئٍ ]00مُعلَّمِنا بُولُس يُشرِكهُمْ فِى كُلّ شئ وَيقُول لَهُمْ أنتُمْ طائِعُون فِى كُلّ شئ00رغم أنَّ بُولُس يعرِف أنَّ بعضهُمْ لاَ يُطِيع لكِنّهُ يُخجِلهُمْ بِهذِهِ الكلِمات00إِنْ كَانَ طِفل مُتمرِّد قُل لَهُ أنت جيِّد وَحَسِنَ لأِنَّكَ هادِئ وَمُطِيع00هذا أُسلُوب جيِّد فِى التربِية وَهُوَ[ أمدحُ الآخر بِما ليس فِيهِ ] بُولُس الرَّسُول يعرِف أنَّهُمْ غير طائِعِين لكِنَّهُ يُشَّجِعهُمْ وَكأنَّهُ يُشعِرهُمْ أنَّهُمْ أصحاب قرار وَ لاَ يقُول لَهُمْ أنا بُولُس بِسُلطانِى الرَّسُولِى أقُول هذا الشخص يدخُل الكنِيسة بِدُون جِدال00لاَ00مُعلَّمِنا بُولُس يُعرِّفهُمْ أنَّ الخطيَّة هِى مرض وَتحتاج لِعلاج فيطلُب مِنهُمْ أنْ يُعلِنُوا لَهُ المحبَّة لِئلاَّ يُبتلع مِنْ الحُزن المُفرِط00 [ وَالَّذِي تُسامِحُونهُ بِشئٍ فَأنا أيضاً0 لأِنِّي أنا ما سامحتُ بِهِ إِنْ كُنتُ قَدْ سامحتُ بِشئٍ فَمِنْ أجلِكُمْ بِحضرةِ المسِيحِ لِئلاَّ يطمع فِينا الشَّيطانُ لأِنَّنا لاَ نجهلُ أفكارهُ ]كَانَ بُولُس الرَّسُول قَدْ إِتفق مَعَْ تِيطُس أنْ يذهب إِلَى كُورنثُوسَ لِيعرِف أحوالهُمْ ثُمَّ يُقابِلهُ فِى تِرواس لِيُطمِئِنهُ عليهِمْ وَلكِنَّهُ لَمْ يجِدهُ فِى ترواس فحزن وَقلق عليهِمْ جِدّاً وَفِى ترواس رأى رُؤيا رجُل مكدُونِى يقُول لَهُ أُعبُر وَأعِنَّا فذهب إِلَى مكدُونيَّة وَلَمْ يُقابِل تِيطُس فِى ترواس فقال [ وَلكِنْ لمَّا جِئتُ إِلَى ترواس لأِجلِ إِنجِيل المسِيحِ وَانفتح لِي باب فِي الرَّبِّ لَمْ تكُنْ لِي راحة فِي رُوحِي لأِنِّي لَمْ أجِد تِيطُسَ أخِي0 لكِنْ ودَّعتُهُمْ فخرجتُ إِلَى مكدُونيَّةَ ] 00بُولُس الرَّسُول محصُور بين إِثنين الكِرازة فِى أماكِن جدِيدة وَمُتابعة كِرازتِهِ السَّابِقة00هُنا كَانَ يُرِيد أنْ يُتابِع كُورنثُوسَ وَيُرِيد أنْ يذهب إِلَى مكدونيَّة [ وَلكِنْ شُكراً للهِ الَّذِي يقُودنُا فِي موكِب نُصرتِهِ فِي المسِيحِ كُلَّ حِينٍ وَيُظهِرُ بِنا رائِحة معرِفتِهِ فِي كُلِّ مكانٍ ]00صِراع بُولُس الرَّسُول بين التبشِير الجدِيد وَالرِعاية00فَهُوَ يُرِيد أنْ يُقدِّم المسِيح فِى كُلَّ مكان لِذا ترك الله يقُوده فِى كُلّ حِينٍ لِيُظهِر رائِحة معرِفتِهِ مُعلَّمِنا بُولُس يقُول كُلّ مدِينة دخلتها إِنتصرت فِيها وَكرزت لِمَنَ فِيها00وَالنُصرة وَالكِرازة تمتد مِنْ مدِينة لِمدِينة فتظهر رائِحة المسِيح سواء فِى ترواس أوْ مكدونيَّة لأِنَّهُ يُقدِّم كِرازتِهِ بِالمسِيح [ لأِنَّنا رائِحةُ المسِيحِ الذَّكِيَّةُ للهِ فِي الَّذِينَ يخلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يهلِكُونَ0 لِهؤلاء رائِحةُ موتٍ لِموتٍ وَلأُِولئِكَ رائِحةُ حيوةٍ لِحيوةٍ ]00كيف تظهر رائِحة المسِيح فِى الَّذِينَ يخلُصُون وَالَّذِينَ يهلكُون ؟ يُحكى عَنْ قادِة ذلِكَ العصر أنَّهُمْ عِندما كانُوا يدخُلُون حرب وَينتصِرُون كَانَ مِنْ علامات الإِنتصار أنَّهُمْ يُحضِرُون الأسرى وَيُقِيمُون موكِب يدُور فِى المدِينة كُلِّها فِى مُقدِّمة الموكِب أبطال الجيش الَّذِينَ حاربُوا وَأنتصرُوا وَفِى نِهايِة الموكِب أسرى أعدائِهِمْ00لِماذا ؟ لأِنَّهُمْ أثناء مسِيرتهِمْ كانُوا يُبخِّرُون لآلِهتِهِمْ لأِنَّها أعطتهُمْ النُصرة كما يعتقِدُون فتكُون رائِحة البُخُور رائِحة نشوى لأبطال الحرب فِى مُقدِّمة الموكِب وَِرائِحة خِزى لأسرى أعدائِهِمْ لأِنَّهُمْ فِى نِهايِة المطاف سيُقتلُون مُعلَّمِنا بُولُس إِتخذ هذا الأمر مِثال فِى حدِيثه فقال نحنُ هكذا نفعل بِالكرازة وَالَّذِى يقبل رائِحة المسِيح الذَّكِيَّة ينتصِر وَينال حياة وَمجد وَالَّذِى يرفُضها يهلَكَ00صلِيب المسِيح حياة لِلَّذِينَ يخلُصُون وَيقبلوه وَموت لِلَّذِينَ رفضوه00كذلِكَ وصايا الإِنجِيل حياة أبدِيَّة أوْ دينُونة كيف تكُون رائِحة الحياة هِى نَفْسَها رائِحة مُوت ؟ الإِنجِيل الَّذِى يكُون سبب تعزِية وَفرح قَدْ يكُون أيضاً سبب دينُونة00عمُود النَّار الَّذِى أنار لِبنِى إِسْرَائِيلَ فِى البرِّيَّة قَدْ يكُون ظُلمة لِلمصريين لِذلِكَ يقُول مُعلَّمِنا بُولُس [ لأِنَّنا رائِحةُ المسِيح الذَّكِيَّةُ ]00وَأنا كُنتُ فِى ترواس وَالله أرسل لِى رجُل مكدُونِى فِى رُؤيا فذهبت إِلَى مكدونيَّة لأكرِز هُناك00أنا لِى رِسالة لِلَّذِينَ يقبلُونا وَالَّذِينَ يرفُضُونا00نحنُ أدوات فِى يَدِ الله [ لأِنَّنا لسنا كالكثِيرِينَ غاشِّينَ كلِمة اللهِ لكِنْ كما مِنْ إِخلاصٍ بَلْ كما مِنَ اللهِ نتكلَّمُ أمامَ اللهِ فِي المسِيحِ ]00أنا لَمْ آتِ لأُِقدِّم لَكُمْ بُولُس00أنا أُقدِّم لَكُمْ كلِمة المسِيح بِإِخلاصٍ00وَالله شاهِد عَلَى كلامِى00تخيَّل أنَّكَ تتكلَّم وَالسيِّد المسِيح يسمع فبِأى إِتضاع وَأى رُوح تتكلَّم ؟ مُعلَّمِنا بُولُس يقُولَ لَهُمْ أنا لاَ أغِشَّكُمْ 0
الأصْحَاحُ الثَّالِثُ :-
[ أفنبتدِئُ نمدحُ أنْفُسنا أمْ لعلَّنا نحتاجُ كقومٍ رسائِلَ توصِيةٍ إِليكُمْ أوْ رسائِلَ توصِيةٍ مِنْكُمْ ]00أنا شِهادتِى شِهادة لِلمسِيح00أنا لاَ أمدُح نَفْسِى00قدِيماً عِندما يُرسِل إِنسان آخر لِلتبشِير فِى مكانٍ ما كَانَ يُرسِلهُ بِخطاب توصِية كى يقبلُوه00مُعلَّمِنا بُولُس يقُول أنا جِئتُ إِليكُمْ مِنْ قبل فهل آتِى الآنَ إِليكُمْ بِرسائِل توصِية مِنْكُمْ أوْ مِنْ آخرِين00بُولُس يُخجِلهُمْ [ أنتُمْ رِسالتُنا مكتُوبةً فِي قُلُوبِنا معرُوفةً وَمقرُوءةً مِنْ جمِيعِ النَّاسِ ]00إِنْ كُنتُمْ تُرِيدُون دلِيل عَلَى رسولِيتِى وَخِدمتِى ؟ أنتُمْ دلِيلِى00 أنتُمْ رِسالتنا00أنتُمْ مَنَ تُعبِّرُون عَنْ صِدقِ رسُولِيتِى لأِنَّكُمْ عرفتُمْ المسِيح عَنْ طرِيقِى وَأنا أفتخِر بِكُمْ00أنتُمْ بُرهان صِحة رسُولِيتِى00أنتُمْ مكتُوبِين عَلَى قلبِى وَهذا معرُوف مِنْ جمِيع النَّاس [ ظاهِرِين أنَّكُمْ رِسالةُ المسِيح مخدُومةً مِنَّا مكتُوبةً لاَ بِحِبرٍ بَلْ بِرُوحِ اللهِ الحيِّ0 لاَ فِي ألواحٍ حجرِيةٍ بَلْ فِي ألواحِ قلبٍ لحمِيةٍ ]00عِندما كُنتُ أُكلِّمكُمْ لَمْ أكُنْ أقرأ لكُمْ أصحاح عَنْ المحبَّة00لاَ00بَلْ مُعاملتكُمْ معِى كانت تجعلكُمْ تقرأُون الإِنجِيل فِيِّ00وَما أجمل تعبِير سيِّدنا البابا عِندما قَالَ [ أنَّ المسِيحِى إِنجِيل مفتُوح وسِيلة إِيضاح لِلفضائِل ]00بُولُس الرَّسُول شخصِيَّة رائِعة [ وَلكِنْ لنا ثِقة مِثْلُ هذِهِ بِالمسِيحِ لدى اللهِ0 ليس أنَّنا كُفاة مِنْ أنْفُسِنا أنْ نفتكِر شيئاً كأنَّهُ مِنْ أنْفُسِنا بَلْ كِفايتُنا مِنَ اللهِ ]00أنا لاَ أفعل شئ00قُوَّة الوصِيَّة هِى الَّتِى تعمل وَتُؤثِّر00هل تُرِيدُون الصَّراحة ؟ الصَّراحة جاءت مِنْ وصِيَّة العهد الجدِيد وَهُنا مُعلَّمِنا بُولُس يعمل مُقارنة بين وصِيَّة العهد الجدِيد وَوصِيَّة العهد القدِيم00فيقُول[ الَّذِي جعلنا كُفاةً لأِنْ نكُونَ خُدَّام عهدٍ جدِيدٍ0 لاَ الحرفِ بَلْ الرُّوح0 لأِنَّ الحرف يقتُلُ وَلكِنَّ الرُّوح يُحيِي ]00نِعمة العهد الجدِيد هِى الَّتِى جعلت الوصِيَّة فعَّالة وَمُؤثِّرة وَليست كوصِيَّة العهد القدِيم فِى العهد القدِيم كانُوا يُنّفِذُون الوصِيَّة بِحرفِيَّة لأِنَّهُمْ كانُوا يخافُون لكِنْ فِى العهد الجدِيد النِعمة جعلتنا نُحِب الوصِيَّة وَ لاَ نخافها00كانُوا فِى العهد القدِيم يؤمرُون وَإِنْ لَمْ يُعطوا إِمكانِيات تنفِيذ الوصِيَّة لكِنْ فِى العهد الجدِيد يُعطِى الوصِيَّة بِمحبَّة وَيُعطِى معها إِمكانِيَّات تنفِيذها00[ إِنْ كَانَ أحد فِى المسِيح فَهُوَ خلِيقة جدِيدة ] ( 2 كو 5 : 17 ) فِى العهد القدِيم كانت الوصِيَّة عِين بِعِين وَسِن بِسِن00لكِنْ فِى العهد الجدِيد يقُول لنا الله أنا أحببت أعدائِى فخُذُوا قُوَّتِى وَنّفِذُوا بِها الوصِيَّة00العهد الجدِيد يُقِيم عِلاقة حيَّة مَعَْ الله فيُعطِى إِشتياق لِتنفِيذ الوصِيَّة وَ لاَ تشعُر أنَّها أمر ثقِيل00يا لِلبركة تخيَّل أنَّكَ تطلُب مِنْ إِنسان أنْ يذهب لِقضاء أمر مُعيَّن فِى مكانٍ بعِيد وَ لاَ تقُول لَهُ كيف يصِل إِلَى هُناك00كيف يُنّفِذ طلبك ؟ صعب00لكِنْ عِندما تُعرِّفه مواصلات هذا المكان تُسّهِل عليه تنفِيذ ما تُرِيد00هكذا كانت الوصِيَّة فِى العهد القدِيم ثقِيلة لكِنْ فِى العهد الجدِيد يُعطِى الله النِعمة فتكُون النظرة شهوة00فتكُون الوصِيَّة ليست أوامِر بَلْ إِشتياقات [ ثُمَّ إِنْ كانت خِدمةُ الموتِ المنقُوشةُ بِأحرُفٍ فِي حِجارةٍ قَدْ حصلت فِي مجدٍ حَتَّى لَمْ يقدِر بنُو إِسْرَائِيلَ أنْ ينظُرُوا إِلَى وجهِ مُوسى لِسببِ مجدِ وجهِهِ الزَّائِلِ ]00خِدمة الموت هِى وصِيَّة العهد القدِيم لأِنَّ الوصِيَّة كانت ثقِيلة وَ لاَ تُنفّذ فتُعطِى موت00فيقُول بُولُس إِنْ كانت خِدمة الموت المنقُوشة عَلَى حِجارة00أى الوصايا00كانت فِى مجدٍِ فَكَمْ تكُون خِدمة الحياة [ فكيف لاَ تكُونُ بِالأولى خِدمةُ الرُّوحِ فِي مجدٍ0 لأِنَّهُ إِنْ كانت خِدمةُ الدَّينُونةِ مجداً فبالأولى كثِيراً تزِيدُ خِدمةُ البِرِّ فِي مجدٍ0 فإِنَّ المُمجَّد أيضاً لَمْ يُمجَّد مِنْ هذا القبِيلِ لِسببِ المجد الفائِق0 لأِنَّهُ إِنْ كَانَ الزَّائِلُ فِي مجدٍ فبالأولى كثِيراً يكُونُ الدَّائِمُ فِي مجدٍ ]00إِنْ كَانَ مُوسى الزَّائِل مُمجَّد فكمْ يكُون الدَّائِم فِى مجدٍ ؟ أنا الآنَ لستُ مُجرَّد إِنسان يخدِم خِدمة موت00لاَ00بَلْ أنا أخذت خِدمة حياة [ وَليس كما كَانَ مُوسى يضعُ بُرقُعاً عَلَى وجهِهِ لِكي لاَ ينظُر بنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهايةِ الزَّائِلِ0 بَلْ أُغلِظت أذهانُهُمْ لأِنَّهُ حَتَّى اليوم ذلِكَ البُرقُعُ نَفْسُهُ عِند قِراءةِ العهدِ العتِيقِ باقٍ غيرُ مُنكشِفٍ الَّذِي يُبطلُ فِي المسِيحِ ]00حَتَّى الآنَ النَّاس الَّذِينَ يقرأوُن العهد القدِيم بِدُون رؤية المسِيح فِيهِ مازالُوا يرتدُون البُرقُعُ لكِنْ البُرقُعُ يُبطل فِى المسِيح لأِنَّ الَّذِى فِيهِ نِعمة المسِيح أصبح يعِى ما هِى الذَّبائِح وَالضربات وَيوم الكفَّارة وَ000وَيفهم كُلّ الأُمور الغامِضة00أى زال البُرقُعُ بِالمسِيح يسُوع جيِّد الإِنسان الَّذِى يتعامل مَعَْ نِعمة العهد الجدِيد لِذلِكَ يُقال أنَّ يشُوع بن نُون عِندما أرسل جواسِيس لِيتجسّسُوا أرض الموعِد عادُوا إِليهِ حامِلِين عنقُود عِنب كبِير جِدّاً حَتَّى أنَّهُمْ حملوه عَلَى عصا فكان بعضهُمْ يمسِك بِالعصا مِنْ الأمام وَبعضهُمْ مِنْ الخلفِ وَعنقُود العِنب محمُول وسطهِمْ وَالَّذِينَ كانُوا فِى الأمام حملوه دُون أنْ يروه وَهُمْ يُشِيرُون لِرِجال العهد القدِيم الَّذِينَ تنبَّأوا عَنْ المسِيح وَلَمْ يروه00أمَّا الَّذِينَ كانُوا فِى الخلفِ وَرأوا عنقُود العِنب أمام عيُونهُمْ يُشِيرُون لِلعهد الجدِيد أبُونا بِيشُوى كَانَ يقُول أنَّ العهد القدِيم هُوَ نِيجاتِيف العهد الجدِيد00فعِندما تقرأ عَنْ يُوسِف العفِيف الَّذِى بِيع فِى العهد القدِيم تقُول أنَّ المسِيح جاء إِلَى خاصَّتِهِ وَخاصَّتِهِ لَمْ تقبله وَهُوَ يُوسِف الَّذِى جلس عَلَى عرش فرعُون هُوَ المسِيح الَّذِى رُفِع وَجلس عَنْ يمِين الآب00إِنتبِه فِى العهد القدِيم البُرقُع هُوَ الخطيَّة الَّتِى قَدْ تمنع المسِيح وَيجعل الآيات غامِضة وَالنِعمة غائِبة00لابُد أنْ يُزال البُرقُع وَيُزال بِالمسِيح [ لكِنْ حَتَّى اليومِ حِينَ يُقرأُ مُوسى البُرقُعُ موضُوع عَلَى قلبِهِمْ0 وَلكِنْ عِندما يرجعُ إِلَى الرَّبِّ يُرفعُ البُرقُعُ0 وَأمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرَّوحُ وَحيثُ رُوحُ الرَّبِّ هُناك حُرِّيَّةٌ ]00عِندما نعرِف المسِيح ننال الحُرِّيَّة وَالعِتق مِنْ الخطِيَّة [ وَنحنُ جمِيعاً ناظِرِين مجد الرَّبِّ بِوجةٍ مكشُوفٍ ]00الأُمور بِالنِسبة لِى ليست غوامِض بَلْ مكشُوفة [ كما فِي مِرآةٍ نتغيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورةِ عينِها مِنْ مجدٍ إِلَى مجدٍ كما مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ ]00ما أروع أنْ يعِيش الإِنسان فِى عِشرة جدِيدة مَعَْ الله كُلِّ يومٍ فينتقِل مِنْ مجدٍ إِلَى مجدٍ حَتَّى نتغيَّر إِلَى صُورة الله00مجد المسِيح كُلّه لنا00الله لاَ يُرِيدك أنْ تتغيَّر مِنْ خاطِئ إِلَى إِنسان عادِى بَلْ يُرِيدك أنْ تتغيَّر مِنْ خاطِئ إِلَى بار ربِنا يكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .

عدد الزيارات 1885

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل