رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية الأصحاح 6

Large image

أخِر آية فِى الأصحاح الخامِس تقُول [ إِذاً نسعى كسُفراء عَنِ المسِيحِ كأنَّ الله يعِظُ بِنا ] أنا سفِير عَنِ الله وَصُوتِى الَّذِى وصلكُمْ هُوَ صُوت الله وَأطلُب مِنكُمْ عَنِ الله أنْ تتصالحُوا مَعَْ الله [ نطلُبُ عَنِ المسِيحِ تصالحُوا مَعَ اللهِ لأِنَّهُ جعل الَّذِي لَمْ يعرِف خطِيَّةً خطِيةً لأِجلِنا لِنصِير نحنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ ]أى نحنُ بِرَّ الله .

الأصْحَاحُ السَّادِسُ :-
* صِفات الخادِم *
[ فَإِذْ نحنُ عامِلُونَ معهُ ]00بُولُس الرَّسُول يقُول نحنُ نعمل مَعَْ الله00أجمل ما فِى الخادِم أنَّهُ يعمل مَعَْ الله00الله صاحِب الكرم وَنحنُ نعمل معهُ00[ نطلُبُ أنْ لاَ تقبلُوا نِعمة اللهِ باطِلاً0 لأِنَّهُ يقُولُ فِي وقتٍ مقبُولٍ سمِعتُكَ وَفِي يومِ خلاصٍ أعنتُكَ0 هُوذا الآنَ وقت مقبُول0 هُوذا الآنَ يومُ خلاصٍ0 وَلسنا نجعلُ عثرةً فِي شئٍ لِئلاَّ تُلاَمَ الخِدمةُ ]00لاَ أُرِيد أنْ أكُون عثرة لَكُمْ لِئلاَّ تُلاَمَ الخِدمة00ستكُون مُشكِلة لِلخِدمة [ بَلْ فِي كُلِّ شئٍ ]00أى فِى أى سلُوك فِيما تقُولُون عنِّى إِنِّى مُتكَّبِر وَ000[ نُظهِرُ أنفُسنا كخُدَّامِ اللهِ ]00أى فِى كُلَّ سلُوكنا نسلُكَ كخُدَّام الله وَليس كما ترُون فِىِّ00ثُمَّ بدأ يُظهِر بعض صِفات لِخادِم الله جيِّد أنْ يشعُر الإِنسان أنَّهُ يعمل مَعَْ الله وَ لاَ يعمل بِرِسالة شخصِيَّة00جيِّد أنْ يشعُر أنَّهُ تحت سيطرِة وَسُلطان الله00[ نطلُب أنْ لاَ تقبلُوا نِعمة الله باطِلاً ]00لاَ تقبلُوا نِعمة الله باطِلاً أى لَنْ يقبلها أحد بِلاَ عمل بَلْ لابُد أنْ يكُون لها تأثِير فِى سلُوككُمْ [ هُوذا الآنَ وقت مقبُول ]00الصوت الَّذِى أتاكُمْ لَمْ يكُنْ صوتِى بَلْ صوت أرسلهُ الله لَكُمْ فِى وقت مُناسِب فتفاعلوا معهُ00ما أجمل الإِنسان الَّذِى يستجِيب لِكلِمة الله عِندما يسمعها وَيقُول إِنَّها مُرسلة لَهُ وَيُحوِّلها إِلَى سلُوكَ كُلّ وقت مُمهد لإِستِجابِة النِّعمة وَبِذلِكَ تصِير حياتنا كُلّها وقت مقبُول وَتفاعُل دائِم مَعَْ الله فتستجِيب الإِرادة وَتخرُج كسلُوك وَتكُون الحياة مُتجدِّدة مَعَْ الله إِجعل كُلّ وقت فِى يومك وقت مقبُول وَالسَّماء مفتُوحة لِسماع صلاتك وَقبُول فضائِلَكَ00نشكُركَ يا الله أنَّكَ أعطيتنا وقت مُتسِّع وقت خلاص00كُلّ وقت الله مُنتظِرك00لِلأصدِقاء وقت وَالأُخوة وقت لكِنْ الله ينتظِركَ كُلّ وقت وَيكُون وقت مقبُول [ يومِ خلاصٍ ]00إِجعل كُلّ يوم فِى حياتكَ يوم خلاص وَتحرَّك مَعَْ نِعمِتهِ00قَدْ تقُول أنَّ أمس كَانَ يوم خلاص00أقُول لَكَ وَأجعل اليوم أيضاً وَغداً وَكُلّ يوم يوم خلاص00وَبدل ما تُقابِل اليوم مِنْ بِدايته بِكآبة قُل لله اليوم يوم خلاص علَّمنِى أنْ أستثمِر فِيهِ كُلّ لحظة كى يكُون وقت مقبُول [ وَلسنا نجعلُ عثرةً فِي شئٍ لِئلاَّ تُلاَمَ الخِدمةُ ]00بُولُس يقُول لَهُمْ أنا لَمْ أقصِد عثرتكُمْ لِئلاَّ تُلاَمَ الخِدمة00أصعب شئ أنْ يكُون الخادِم سبب عثرة لأِنَّ الله قَالَ أنَّنا سُفراء عنْه أى نحمِل سِماته00[ بَلْ فِي كُلِّ شئٍ نُظهِرُ أنفُسنا كخُدَّامِ اللهِ ]00فِى كُلّ عمل نحنُ خُدَّام الله00فِى أى شئ ؟ [ فِي صبرٍ كثِيرٍ ]00فِى خدمِتِى أصبُر00ليس مطلُوب مِنِّى أنْ أُلقِى عِظة الآنَ وَالنَّاس تستجِيب فِى وقتِها بَلْ أعِظ مرَّة وَإِثنان وَثلاَث حَتَّى يستجِيب النَّاس أيضاً حياتكَ الرُّوحِيَّة وَخِدمِتكَ تُثمِر بِالصبر وَكما يقُول الكِتاب[ هُنا صبرُ القِدِِّيسِين ] ( رؤ 14 : 12 )00 لاَ تيأس مِنْ نَفْسَكَ بَلْ قُل فِى كُلّ وقت أنَّهُ وقت مقبُول وَكُلّ يوم يوم خلاص وَأصبُر00جيِّد هُوَ الإِنسان الَّذِى يحيا فِى تسلِيم وَلَنْ يتغيَّر فِى لحظة بَلْ يصبُر بدأ بُولُس الرَّسُول يقُول عِبارات مُكّونة مِنْ ثلاثة جُمل00[ فِي شدائِد فِي ضرُوراتٍ فِي ضِيقاتٍ ]00ثلاثة تُشبِه بعضها وَكأنَّها بيت شِعر00" شدائِد " أى " شِدَّة " " ضرُورات " أى " إِحتياجات ماديَّة "00" فِى ضِيقات " وَهِى أكثر مِنْ الشدائِد أى" ضِيقة "00أيضاً [ فِي ضرباتٍ فِي سُجُونٍ فِي اضطراباتٍ ]00أيضاً ثلاثة تُشبِه بعضها ضربات معها سُجُون معها إِضطرابات يقُول بُولُس الرَّسُول [ خمس مرَّاتٍ قبِلتُ أربعِين جلدهً إِلاَّ واحِدةً ]( 2 كو 11 : 24 )00 العُرف اليهُودِى يقُول أنْ يُضرب الإِنسان أربعِين جلده لكِنْ لِئلاَّ يُخطِئُوا فِى عدد الجلدات كانُوا يجلِدُون أربعِين جلده إِلاَّ واحِدة00أيضاً بُولُس الرَّسُول ضُرِب ثلاث مرَّات بِالعصى وَالعصى أُسلُوب رُومانِى بينما الجلد أُسلُوب يهُودِى00هذا هُوَ بُولُس الرَّسُول فِى ضرباتٍ فِى سُجُونٍ فِى إِضطراباتٍ سُجِن مُعلَّمِنا بُولُس أربعة مرَّات00المرَّة الأُولى فِى سِجن فِيلبِى حيثُ تزعزعت أساسات السِجن مِنْ صلاته00وَالمرَّة الثانِية فِى أُورُشلِيم لأِنَّهُ أتى بِإِحتياجات الفُقراء00وَالمرَّة الثالِثة فِى قيصرِيَّة وَلِمُدة سنتان00أمَّا المرَّة الرَّابِعة فكانت فِى رُوما حيثُ أُستُشهِد00وَلَوْ حسبنا مُدَّة سِجنة سنجِدها حوالِى ثُلث مُدَّة خِدمِته00أمَّا الإِضطرابات فنجِد مُعلَّمِنا بُولُس يقُول أنَّهُ فِى أفسُس إِنقلبِت المدِينة كُلّها ضِدّه00خِدمِته كانت تُحدِث ثُورة تقلِب المُدُن كُلّها ضِدّه00إِضطرابات [ فِي أتعابٍ فِي أسهارٍ فِي أصوامٍ ]00هل تعِبت يا بُولُس ؟ وَأى تعب00أسهار كثِيرة أيضاً أصوام كثِيرة وَكأنَّ هذا تقرِير بُولُس الرَّسُول عَنْ خِدمِته00كثِيراً ما قضى الليل فِى صلاة وَتعرَّض لآلام وَضِيقات وَبِالطبع هُوَ نَفْسَ بشرِيَّة يتعب مِثل غِيره وَخاصَّةً وَأنَّ خِدمِته تعرَّضت لِلكثِير [ فِي طهارةٍ فِي عِلمٍ فِي أناةٍ ]00" طهارة " أى " لَمْ يطمع فِى أحد وَلَمْ يكُنْ لَهُ فِكر ردِئ "00 بُولُس الرَّسُول يُدافِع عَنْ نَفْسَه وَ لاَ يقصِد الإِفتخار بِنَفْسَه بَلْ يُدافِع عَنْ خِدمِته لِذلِكَ قَالَ لسنا نجعل عثرة فِى شئ لِئلاَّ تُلاَمَ الخِدمة 00 " فِى عِلم " أى " تقدُّم وَمعرِفة " " فِى أناة " أى " نُطِيل أناتنا عليكُمْ " [ فِي لُطفٍ فِي الرُّوحِ القُدُسِ فِي محبَّةٍ بِلاَ رِياءٍ ]00" لُطف " أى " لابُد أنْ يكُون الإِنسان لَهُ رِقَّة طبع وَأحاسِيس وَيُفكِّر فِى غيره "00ليس لُطف إِجتماعِى بَلْ لُطف فِى الرُّوح لأِنَّهُ مِنْ ثِمار الرُّوح القُدُوس لُطف00" فِى محبَّة بِلاَ رِياء " أى" محبَّة بِلاَ هدف " ثُمَّ بدأ يقُول مُعلَّمِنا بُولُس صِفات تخُص الخِدمة فقال [ فِي كلامِ الحقِّ فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ البِرِّ لِليمِينَ وَلِليسارِ ]00نحنُ نقُول كلام حقّ00الخِدمة تحتاج قُوَّة الله لأِنَّهُ يخدِم أُناس موضُوعِين فِى يَدِ عدو الخِير لِذلِكَ يحتاجُون قُوَّة مِنْ الله00[ بِسِلاَحِ البِرِّ لِليمِينَ وَلِليسارِ ]00" اليمِينَ " أى " أبناء الملكُوت نُعلَّمهُمْ البِرِّ "00 " وَاليسار " 00" غِير المُؤمِنِين "00لابُد أنْ نكُون لَهُمْ شِهادة تشهد لله أمامهُمْ وَنكرِز لَهُمْ00بُولُس الرَّسُول لَمْ يكُنْ يُفرِّق فِى خِدمِته بين دِيانة أوْ بلد أوْ إِنتماء بَلْ كَانَ يخدِم أى إِنسان وَيُكمِل بُولُس صِفات الخِدمة [ بِمجدٍ وَهوانٍ بِصِيتٍ ردِئٍ وَصِيتٍ حَسَنٍ ]00 مجد00كثِيرُون مجدُّوا مُعلَّمِنا بُولُس00فِى لِسترة أقام مُقعد فحملوه عَلَى الأعناق وَقالُوا أنَّ الآلِهه تشبَّهت بِالبشر00ثُمَّ بعد قلِيل أرادوا أنْ يرجِمُوه00بُولُس فِى خِدمِته هذِهِ كَانَ فِى مجد ثُمّ أخذ هوان00صِيت ردِئ وَصِيت حَسَن00البعض ذموّه وَالبعض مدحُوه الخادِم عليه أنْ يخدِم وَ لاَ يهِمّه تعلِيق مَنَ حوله00هُوَ يخدِم وَيعلم أنَّ أُجرته مِنْ الله وَليس النَّاس وَصعب أنْ يُرضِى الخادِم كُلَّ النَّاس أوْ أنْ يتفِق الكُلَّ عَلَى خِدمِته بِالطبع سيجِد مَنْ يرفُضه لأِنَّهُ ليس بِمنهجهُمْ00البعض أطلق الشائِعات عَلَى بُولُس الرَّسُول أنَّهُ لَمْ يكُنْ كارِز أوَّل لَهُمْ بَلْ بُطرُس هُوَ كارِزهُمْ الأوَّل يُجِيبهُمْ بُولُس الرَّسُول لاَ يهِمْ إِنْ كُنت أنا أم بُطرُس المُهِمْ المسِيح لَهُ المجد أيضاً السيِّد المسِيح لَهُ المجد القُدُّوس تكلَّمُوا عليه بِصِيت ردِئ وَصِيت حَسَن00البعض قالُوا أنَّهُ إِبن الله وَالبعض قالُوا أنَّهُ مُختل00[ كمُضِلِّين وَنحنُ صادِقُون ]00البعض يرانا مُضليِن لكِنْ نحنُ فِى قرارِة أنفُسنا صادِقِين00[ كمجهُولِينَ وَنحنُ معرُوفُونَ ]00تخيَّل أنَّ البعض يجهل بُولُس بِكُلِّ عظمتهُ00مجهُول لكِنَّهُ كَانَ معرُوف سألُوا الأُم ترِيزا قائِلِين ألاَ يهِمِّكَ أنَّ العالم كُلّه يسمع عَنْ خِدمِتِكَ ؟قالت لَهُمْ يكفِينِى أنَّ الله يعرِف خِدمتِى [ كمائِتِينَ وَها نحنُ نحيا ]00البعض يُرِيدُون إِخفاء خِدمِتنا وَيدعُونا موتنا [ كمُؤدَّبِينَ وَنحنُ غيرُ مقتُولِينَ كحزانى وَنحنُ دائِماً فرِحُونَ ]00لاَ تجعل الظُرُوف ضِدَّكَ وَ لاَ تُغلب مِنْ داخِلَكَ لأِنَّ الَّذِى فِيهِ المسِيح فِيهِ قُوَّة وَمجد لَوْ نظرنا إِلَى صِيت ردِئ مَعَْ هوان مَعَْ مجهُولِين مُؤدَّبِين حزانى00الجُزء الضعِيف فقط إِذا نظرنا لَهُ سنضعُف لكِنْ إِنْ أخذنا الجُزء المُضِئ نتقوَّى لِذلِكَ يقُول[ كحزانى وَنحنُ دائِماً فرِحُونَ ]00قَدْ يقُولُون أنَّهُ مُكتئِب لكِنَّهُ يقُول لاَ أنا فرِح بِالرَّبَّ مارِإِسحاق يقُول [ لاَ تتضايق مِنْ الَّذِينَ يُشارِكُوكَ فِى صُنع إِكلِيلَكَ ]00أى الَّذِينَ ضِدَّكَ يصنعُون إِكلِيلَكَ فَلاَ تحزن مِنهُمْ لأِنَّهُمْ بِتدبِير مِنْ الله00[ كفُقراء وَنحنُ نُغنِي كثِيرِينَ ]00قَدْ نسأل بُولُس الرَّسُول كَمْ معكَ مِنَ المال ؟ يقُول الكفاف لكِنْ داخِلِى يُغنِى كثِيرِين وَهذا سِر غِنى الإِنسان المسِيحى أنَّهُ يشعُر أنَّهُ غنِى بِالمسِيح وَإِنْ كَانَ فقِير فِى المظهر لكِنْ غنِى بِالتقُّوى وَثِمار لِلرُّوح00هذا سِر مجد الإِنسان المسِيحِى [ كأنَّ لاَ شئ لنا وَنحنُ نملِكُ كُلَّ شئٍ ]00نسأله ماذا يوجد معك ؟ قَدْ يُقيِّمُون البعض بِمالهُمْ أوْ مُمتلكاتهُمْ لكِنْ بُولُس مُنحل مِنْ كُلّ الإِرتباطات الأرضِيَّة فتحرَّرت نَفْسَه وَيشعُر أنَّهُ فوق كُلّ شئ00لاَ تحكُمُوا بِحسب الظَّاهِر بُطرُس وَيُوحنا عِندما دخلا الهِيكل وَوجدُوا المُقعد الَّذِى طلب مِنهُما صدقة قالاَ لَهُ [ ليس لِي فِضَّة وَ لاَ ذهب وَلكِنْ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعطِيكَ0 بِاسمِ يسُوعَ المسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامشِ ] ( أع 3 : 6 ) 00 نحنُ لنا دُرَّة ثمِينة كما تقُول مدائِح كيهك00لنا الجوهرة كثِيرة الثَّمن00الجوهرة داخِلَكَ أم تضعُف أمام المُقتنيات وَالمُغرِيَّات ؟ أصعب شئ أنْ يكُون الإِنسان مقهُور مِنْ ذاته بُولُس الرَّسُول يقُول لَهُمْ رغم كُلّ هذِهِ الإِهانات [ فمُنا مفتُوح إِليكُمْ أيُّها الكُورِنثُِّون0 قلبنُا مُتَّسِعٌ ]00الآنَ هل تسمحُون لِى أنْ أتكلَّم معكُمْ ؟ أنا لاَ أفتخِر بِنَفْسِى بَلْ أفتخِر بِالخِدمة لِئلاَّ تُلاَمَ الخِدمة تخيَّل أنَّكَ تذِم إِنسان وَهُوَ يقُولَ لَكَ قلبِى مُتَّسِع لَكَ00بُولُس الرَّسُول يتكلَّم معهُمْ بِنبرة حُب مَعَْ مَنَ هاجمهُ00هل تتعلَّم ذلِكَ أم تُفكِّر كيف تُهِين مَنَ أهانكَ وَهذا هُوَ أُسلُوب الإِنسان العتِيق الَّذِى يجِب أنْ نتخلَّص مِنهُ فِى ضُوء نِعمة الله00الخادِم الَّذِى قلبه مُتَّسِع فمه مفتُوح يتكلَّم بِكُلّ حُب00متى ينغلِق الفم ؟ عِندما ينغلِق القلب تِجاه الآخرِين [ لستُمْ مُتضيِقِّينَ فِينا بَلْ مُتضيِقِّينَ فِي أحشائِكُمْ0 فجزاء لِذلِكَ أقُولُ كما لأِولادِي كُونُوا أنتُمْ أيضاً مُتَّسِعِينَ ]00ليتكُمْ تكُونُوا مُتَّسِعِينَ كما أنا00أنا أُكلَّمِكُمْ مِنْ قلبِى00عِندما يكُون داخِل قلب الإِنسان حرارِة الرُّوح تكُون مُعاملته حَتَّى مَعَْ أعتى الخُطاه بِقلبِ مُتَّسِع00كُلَّما زاد البِرِّ كُلَّما إِزدادت الشفقة عَلَى الخُطاه وَكُلَّما عِشت بعِيد عَنْ الله كُلَّما إِزدادت الإِدانة لِلخُطاه00وَكما المسِيح الَّذِى لَمْ يُدِين المرأة الخاطِئة بينما دانها سمعان الفرِّيسِى [ وَمِثلَ الحرارة الَّتِى تُمدِّد المادَّة حرارِة الحُب الإِلهِى تُمدِّد القلب ]00فإِحذر المحبَّة الضيِّقة وَمِنْ دواعِى محبِّة بُولُس الرَّسُول وَأُبوِّته يختِم أصحاحه قائِلاً [ لاَ تكُونُوا تحت نِيرٍ مَعَْ غيرِ المُؤمِنِينَ ]00بُولُس يقُول لابُد أنْ أنصحهُمْ لأِنَّهُمْ أولادِى00[ لأِنَّهُ أيَّةُ خِلطةٍ لِلبِرِّ وَالإِثمِ0 وَأيَّةُ شِرِكةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلمةِ0 وَأيُّ اتِّفاقِ لِلمسِيحِ مَعَْ بلِيعال0 وَأيُّ نصِيبٍ لِلمُؤمِنِ مَعَْ غيرِ المُؤمِنِ0 وَأيَّةُ مُوافقةٍ لِهيكلِ اللهِ مَعَ الأوثانِ ]00بُولُس الرَّسُول يُسَّهِل الأمر فيقُول لَهُمْ مهما قُلتُمْ عنِّى أنا أنصحكُمْ00أرجُوك لاَ تُسايِر سِمات المُجتمع وَ لاَ تُسايِر أى تيَّار00عِندما ترُون أولادكُمْ مُحِبِين لِلتيَّارات الجدِيدة فِى المُجتمع الَّتِى تكُون مُخالِفة لِلتعالِيم المسِيحِيَّة إِقرأ لَهُمْ هذا الجُزء مِنْ الإِنجِيل وَقُل لَهُمْ أى إِتفاق لِلمسِيح مَعَْ بلِيعال أى شِرِكة لِلنُّور مَعَ الظُلمةِ [ فَإِنَّكُمْ أنتُمْ هيكلُ اللهِ الحيِّ ]00لابُد أنْ تعرِف أنَّكَ هيكل لله وَلست هيكل سُليمان المبنِى بِالحِجارة بَلْ هيكل حىَّ فكُنْ مُتَّسِع فِى الحقِّ وَالحُب الإِنجِيلِى وَ لاَ تفقِد التميِيز[ كما قَالَ اللهُ إِنِّي سأسكُنُ فِيهِمْ وَأسِيرُ بينهُمْ وَأكُونُ لَهُمْ إِلهاً وَهُمْ يكُونُونَ لِي شعباً ] نصِيحة بُولُس جمِيلة وَهِى [ اخرُجُوا مِنْ وسطِهِمْ وَاعتزِلُوا يقُولُ الرَّبُّ ]00أخرُج بِقلبِى وَأعتزِل كُلّ شر00أخرُج بِفِكرِى مِنْ كُلّ شئ ردِئ وَأُعلِّم أولادِى أنْ يخرُجُوا بِفِكرهُمْ وَإِرادِتهُمْ مِنْ كُلّ شر00[ وَ لاَ تمسُّوا نجِساً فَأقبلكُمْ وَأكُونَ لَكُمْ أباً وَأنتُمْ تكُونُون لِي بنِين وَبناتٍ يقُولُ الرَّبُّ القادِرُ عَلَى كُلِّ شئٍ ] بُولُس الرَّسُول لاَ يُقدِّم حِرمان فقط بَلْ يُقدِّم أيضاً المُكافأة [ فَإِذْ لنا هذِهِ المواعِيدُ أيُّها الأحِبَّاءُ لِنُطهِّر ذواتِنا مِنْ كُلِّ دنسِ الجسدِ وَالرُّوحِ مُكمِّلِينَ القداسةَ فِي خوفِ اللهِ ]00جيِّد هُوَ الإِنسان الَّذِى لاَ يُقدِّم حِرمانات فقط بَلٍْ يُقدِّم أيضاً المواعِيد00أنا لابُد أنْ أعرِف أنَّ لِى وطن آخر وَصِفات أُخرى أنا هيكل لله مُقدَّس وَهُوَ قَالَ [ وَتكُونُونَ لِي شعباً وَأنَا أكُونُ لَكُمْ إِلهاً ]( حز 36 : 28 )00لاَ تحرِم دُون أنْ تُقدِّم شئ يرفع أوْ يفرَّح00نعم قَدْ يكُون هُناك ضِيق مَعَْ الحِرمان لكِنْ المُكافأة جمِيلة وَهذا وعد مِنْ الله لنا أنَّهُ يكُون لنا أب الطرِيق المُؤدِى لله هُوَ خُوف الله00تستطِيع أنْ تحيا وَتشبع بِالله إِنْ عِشت فِى خُوفه ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .

عدد الزيارات 2368

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل