رسالة معلمنا بولس الرسول إلى كورنثوس الثانية الأصحاح 7

Large image

مُعلَّمِنا بُولُس فِى رِسالتهُ الأُولى لأهل كُورنثُوسَ حرم مَنَ تزَّوج بِإِمرأة أبِيه البعض رفض ما فعلهُ مُعلَّمِنا بُولُس وَقالُوا بِأى سُلطان يحرِم فبدأ بُولُس الرَّسُول يتودَّد لَهُمْ فِى رِسالتِهِ الثَّانِية وَبدأ يشرح لَهُمْ وِجهة نظره

الأصْحَاحُ السَّابِعُ :-
[ اِقبلُونَا ]00وَكأنَّ بُولُس الرَّسُول يتودَّد لَهُمْ00وَيقُول لَهُمْ لِماذا تُغلِقُون قُلُوبكُمْ ؟ لِماذا لاَ تسمعُونا ؟ هُنا بُولُس يُظهِر إِحتياجه لَهُمْ وَكأنَّهُ يقُول أنا ضعِيف وَأنتُم الأقوياء فإِقبلُونا00لِذلِكَ نحنُ فِى تربِيتنا لأولادنا وَفِى منفعتنا لِمَنَ حولنا لَنْ يقبلُوا تعالِيمنا عَنْ المسِيح إِنْ لَمْ يقبلُونا نحنُ أوَّلاً00لِذلِكَ بُولُس الرَّسُول يقُول [ اقبلُونَا ] وَكأنَّهُ يتذلَّل أمامهُمْ كيما يفتحُوا قُلُوبهُمْ لَهُ [ لَمْ نظلِمْ أحداً ]00أى لَمْ آخُذ حق أحد00فِى مرَّة ثانِية كَانَ يقُول لَهُمْ[ فِضة أوْ ذهب أوْ لِباسَ أحدٍ لَمْ أشتهِ ] ( أع 20 : 33 )00[ لَمْ نُفسِدْ أحداً ]00أى لَمْ نُعلِّم شئ ردِئ وَلَمْ نُساهِمْ فِى إِفساد أحد00[ لَمْ نطمع فِي أحدٍ ]00فِى أحد الأيَّام وقف صَمُوئِيلَ النبِى وسط الشَّعْب عِندما طلبُوا مَلِكَ يملُكَ عليهُمْ مِثْلَ الأُمم وَكَانَ يرفُض هذِهِ الفِكرة فقال لَهُمْ الله هُوَ مَلِكنا لكِنَّهُمْ صمَّمُوا عَلَى رأيهِمْ فقال لَهُمْ هل طمعنا فِى أحدكُمْ يوماً ما ؟هُنا بُولُس أخذ نَفْسَ رُوح صَمُوئِيلَ النبِى وَقَالَ لَهُمْ [ لَمْ نطمع فِى أحدٍ ][ لاَ أقُولُ هذا لأِجلِ دينُونةٍ ]00أنا لاَ أدِينكُمْ00أنا لاَ أُرِيد أنْ أُظهِركُمْ مُخطِئِين لأِنَّهُ يوجد البعض لديهِ هذِهِ الفلسفة وَهِى كشف أخطاء الآخرِين00لاَ00هذا ليس أُسلُوب بُولُس الرَّسُول [ لأِنِّي قَدْ قُلتُ سابِقاً إِنَّكُمْ فِي قُلُوبِنا لِنمُوتَ معكُمْ وَنعِيش معكُمْ ]00يقُول لَهُمْ لاَ تفهمُونا بِطرِيقة خاطِئة00نحنُ نُحِبكُمْ00هُنا بُولُس يُظهِر مشاعِر قلبِيَّة00يقُول لَهُمْ نعم أنا لَمْ أستطِع أنْ آتِى إِليكُمْ لكِننِّى أرسلتُ لَكُمْ تِيطُسَ الَّذِى بِعودتِهِ فرَّحنِى وَعزَّانِى بِكُمْ وَبِأحوالكُمْ وَقَالَ لِى أنَّكُمْ مُشتاقِين إِلَىَّ وَأنَّكُمْ تحيُون حياة التقُّوى وَالتوبة هُنا بُولُس الرَّسُول يُعلِن فرحُة بِما سمعه مِنْ تِيطُسَ عنهُمْ00عِندما يشعُر الإِنسان أنَّكَ تُحِبَّه يسمعُ لَكَ00عِندما يشعُر أنَّهُ داخِل قلبك يسمعُ لَكَ وَكما يقُول القدِيس أُوغسطِينُوس[ لاَ يخلُص عَنْ طرِيقك إِلاَّ مَنَ يُحِبَّكَ ] [ لِنمُوتَ معكُمْ وَنعِيشَ معكُمْ ]00أى عِندِى إِستعداد أنْ أُضّحِى بِحياتِى لأِجلكُمْ00فِى رِسالته لأهل تسالُونِيكِى قَالَ لَهُمْ [ بَلْ كُنَّا مُترفِّقِينَ فِي وسطِكُمْ كما تُربِّي المُرضِعةُ أولادها هكذا إِذْ كُنَّا حانِّينَ إِليكُمْ كُنَّا نرضى أنْ نُعطِيكُمْ لاَ إِنجِيلَ اللهِ فقط بَلْ أنفُسنا أيضاً لأِنَّكُمْ صِرتُمْ محبُوبِينَ إِلينا ] ( 1 تس 2 : 7 – 8 )00هُنا بُولُس الرَّسُول يقُول لأهل كُورنثُوسَ أنا مُستعِد أنْ أُضّحِى لأجلكُمْ00إِنْ قَالَ لَكَ إِنسان أنَّهُ يُضّحِى لأجلَكَ ستُحِبّه وَتقبله [ لِي ثِقة كثِيرة بِكُمْ0 لِي افتِخار كثِير مِنْ جِهتِكُمْ ]00إِنْ وبَّخت إِنسان ثُمَّ رفعتهُ هذِهِ الرَّفعة وَتُعلِن لَهُ ثِقتكَ فِيهِ سيسترِد ثِقتهُ بِنَفْسَه00بُولُس الرَّسُول يحترِم مخدُومِيه يُحكى عَنْ السيِّد المسِيح قِصَّة رُبما تكُون خيالِيَّة وَهِى عِندما كَانَ فِى طرِيقه لِلسَّماء فِى الصُعُود بعد إِتمام الفِداء أنَّ الشيَّطان كَانَ حزِين لأِنَّ يسُوعَ إِنتصر عليه فقال لِيسُوعَ أنت أتممت الفِداء لكِنْ توجد خطوه لَنْ أجعلها تتم وَهِى أنَّهُ كما فرَّقت تلامِيذك عنك ساعة الفِداء سأُفرِّقهُمْ بعدك وَلَنْ يجِدوا مَنَ يجمعهُمْ00فقال لَهُ يسُوع " إِنِّى أثِق بِهُمْ "00لِذلِكَ يسُوعَ إِئتمن الكنِيسة عَلَى تعالِيمه بينما كَانَ فِى بعض الأحيان يقُول [ لَمْ يأتمِنهُمْ عَلَى نَفْسِهِ ]( يو 2 : 24 ) بُولُس الرَّسُول يقُول لَهُمْ أنا لِى ثِقة بِكُمْ00أنا أفتخِر بِكُمْ فِى الكنائِس الأُخرى رغم أنَّهُ كَانَ يعلم سلبِياتهُمْ لكِنَّهُ يقُول أنَّ لَهُ ثِقة وَإِفتخار فِيهُمْ00[ قَدِ امتلأتُ تعزِيةً وَازددتُ فرحاً جِدّاً فِي جمِيعِ ضِيقاتِنا ]00لِماذا ؟ جمِيل أنَّ بُولُس الرَّسُول يتكلَّم عَنْ أنَّ يسُوع هُوَ سبب تعزِيته وَإِنجِيله مِحور فرحه قَالَ لَهُمْ عِندما تركتكُمْ ذهبت إِلَى عِدَّة أماكِن مِنها مكدُونية فِى الشمال وَهُناك تعِبت جِدّاً وَحزنت لكِنْ وسط كُلّ هذِهِ الهُمُوم فرِحت بِأخباركُمْ مِنْ تِيطُس00[ لأِنَّنا لمَّا أتينا إِلَى مكدُونِيَّةَ لَمْ يكُنْ لِجسدِنا شئ مِنَ الرَّاحةِ بَلْ كُنَّا مُكتئِبِينَ فِي كُلِّ شئٍ ]00أحياناً يمُر الإِنسان فِى حياته بِمرحلِة إِحباط مِنْ كثرِة الهُمُوم وَيجِد أنَّ بِالخِدمة أشياء تتعِب هكذا كَانَ بُولُس الرَّسُول فِى مكدُونِيَّة كَانَ مُتضايِق00[ مِنْ خارِجٍ خُصُومات0 مِنْ داخِلٍ مخاوِفُ ]00" خُصُومات " أى كَانَ البعضُ يرفُضهُ00لَمْ يكُنْ بُولُس الرَّسُول يطمع فِى أحد لكِنَّهُ كَانَ فِى بعض الأحيان مرفُوض00هذِهِ الخُصُومات جعلتهُ مِنْ الداخِل يخاف مِنْ الداخِل مخاوِف وَوسط هذا الإِكتِئاب00[ لكِنَّ الله الَّذِي يُعزِّي المُتَّضِعِينَ عزَّانا بِمجِئ تِيطُسَ ]الله يرى أنَّ مشاكِلنا نُحوِّلها لِصلاة وَنقبلها بِرُوح الإِتضاع فننكسِر أمام الله فنزداد إِتضاع أحياناً الله يُرِيد أنْ يسحق الذَّات لِذلِكَ يقُولُون أنَّ عصِير العِنب لاَ يأتِى إِلاَّ بِالمعصرة الَّتِى كانت قدِيماً عِبارة عَنْ مكان حجرِى بِهِ ثُقُوب يُوضع فوقهُ العِنب وَيُداس بِالأقدام فينزِل عصِير العِنب مِنْ الثُقُوب قَدْ يكُون مظهرك مِنْ الخارِج مظهر مَنَ يُداس بِالأقدام لكِنْ مِنْ داخِلَكَ عصِير وَنِعمة00عِندما نُسحق تخرُج الرائِحة الذَّكِيَّة00وَعِندما نُداس نأتِى بِثمرٍ00أحياناً الإِنسان يُصاب بِعِدَّه مشاكِل فِى وقتٍ واحِد فِى عمله وَبِيته وَ000أرجُوك لاَ تصغُر نَفْسَكَ بَلْ تمسَّكَ بِالله وَمواعِيده00قُل آية وَأرفع يديك وَقلبك وَ لاَ تستسلِم لِليأس وَقُل لَهُ أنت تعتنِى بىَّ وَأنا أثِق بِعِنايتك00بُطرُس الرَّسُول يقُول [ مُلقِين كُلّ همِّكُمْ عليهِ لأِنَّهُ هُوَ يعتنِي بِكُمْ ]( 1 بط 5 : 7 ) 00بينما الإِنسان الَّذِى ذاته عالية لاَ يقبل المُشكِلة بَلْ يغضب00مُجرَّد سرد المُشكِلة بِرُوح كبرياء يُزِيد ألمها رُبما مِنْ ضِمن متاعِب بُولُس الرَّسُول فِى مكدونِيَّة كَانَ حال كنِيسة كورنثُوسَ لِذلِكَ أرسل إِليهِمْ تِيطُسَ وَبِالطبع كانت طُرُق المواصلات بِدائِيَّة فكانت فِترِة سفر تِيطُسَ إِلَى كُورنثُوسَ وَحَتَّى عودته إِلَى بُولُس كانت طوِيلة لِذلِكَ ظلّ بُولُس الرَّسُول هذِهِ الفِترة فِى قلق لكِنْ لمَّا جاء تِيطُسَ طمأنهُ وَفرَّحهُ أوَّلاً لأِنَّهُ رأى تِيطُسَ مرَّة أُخرى وَثانِياً أنَّهُ طمأنهُ عَنْ حال الكنِيسة هُناك وَلأَِنَّ بُولُس الرَّسُول عِنده غِيرة عَلَى رعِيته فكانت فرحِته بِما سمعهُ عزاء كثِير لَهُ وسط متاعِبهُ فِى مكدونِيَّة [ وَليس بِمجِيئِهِ فقط بَلْ أيضاً بِالتَّعزِيةِ الَّتِي تعزَّى بِها بِسببِكُمْ وَهُوَ يُخبِرُنا بِشوقِكُمْ وَنوحِكُمْ وَغيرتِكُمْ لأِجلِي ]00أخبرهُ تِيطُسَ بِإِشتياقِهِمْ لَهُ ففرِح وَتعزَّى00ليس شوق فقط بَلْ نوحِهِمْ وَغِيرتهِمْ00[ حَتَّى إِنِّي فرِحتُ أكثر ]00البعض يُذكِّرك يابُولُس بِدموع لِشِدَّة إِشتياقِهِمْ لَكَ00وضع ثلاث كلِمات00شوق00نُوح غِيرة [ لأِنِّي وَإِنْ كُنتُ قَدْ أحزنتُكُمْ بِالرِسالةِ لستُ أندمُ مَعَْ أنِّي ندِمتُ ]00نعم أنا كُنت حازِم معكُمْ فِى رِسالتِى الأولى لكِنِّى لستُ نادِم عَلَى حزمِى وَتحذِيرِى لَكُمْ وَلكِنْ مَعَْ كُلّ ذلِكَ ترفَّقت مِنْ داخِلِى بِكُمْ00بُولُس الرَّسُول مملوء حنان وَعاطِفة عِندما تُوبِّخ شخص تُحِبّه تحنَّن عليه00لابُد أنْ يكُون لديكَ عاطِفة إِتجاه مُحِبِيِكَ فِى التوبِيِخ00المُهِمْ أنْ تكُون عاطِفة مُنقاده بِرُوح الله وَليست عاطِفة نفسانِيَّة00لاَ تكُون جامِد مَعَْ مَنَ حولَكَ بَلْ وبِّخ بِحنان لِذلِكَ بُولُس الرَّسُول فرِح لأِنَّ كلامه أثمر فِيهُمْ00بُولُس لَهُ محبَّة رُوحِيَّة00بينما المحبَّة العاطِفِيَّة مُتردِّده00المحبَّة الرُّوحِيَّة تُتمِّم عمل الله00رجاء00ميِّز بين المحبَّة العاطِفِيَّة وَالمحبَّة الرُّوحِيَّة الَّتِى تُوّجِه بِرُوح بنَّاءة00لِذلِكَ لِتكُنْ عاطِفتكَ خاضِعة لِرُوح الله وَيَدِ الله00ليس مِنْ الخطأ أنْ تكُون لديكَ عاطِفة المُهِم أنْ تكُون رُوحِيَّة أبُونا إِبراهِيم كَانَ يُحِب إِبنه إِسحق وَمُتعلِّق بِهِ لكِنْ عِندما قال لَهُ الله قدِّمهُ لِى ذبِيحة لَمْ يرفُض وَلَمْ يحتج عَلَى الله قائِلاً أنَّهُ إِبنِى الوحِيد الَّذِى أعطيتنِى إِيَّاه بِوعدٍ بَلْ قدَّمهُ لله وَأطاع لأِنَّ عاطِفته كانت عاطِفة رُوحِيَّة 00العاطِفة الرُّوحِيَّة هِى محبِّة العطاء وَليس الأخذ [ الآنَ أنَا أفرحُ ]00بُولُس يقُول الآنَ أنا أفرح لأِنَّهُ تمّ صُلح بينِى وَبينكُمْ00[ فَإِنِّي أرى أنَّ تِلْكَ الرِّسالةَ أحزنتكُمْ وَلَوْ إِلَى ساعةٍ ]00أنا أعلم أنَّ رِسالتِى أحزنتكُمْ وَلكِنْ لِوقتٍ قصِير00[ الآنَ أنَا أفرحُ لاَ لأِنَّكُمْ حزِنتُمْ بَلْ لأِنَّكُمْ حزِنتُمْ لِلتَّوبةِ ]00أنا فرِح ليس لأِنِّى أحزنتكُمْ بَلْ لأِنَّ حُزنكُمْ كَانَ لِلتَّوبة00فيا لِفرحِى [ لأِنَّكُمْ حزِنتُمْ بِحسبِ مشِيئةِ اللهِ لِكي لاَ تتخسَّرُوا مِنَّا فِي شئٍ0 لأِنَّ الحُزن الَّذِي بِحسبِ مشِيئةِ اللهِ يُنشِئُ توبةً لِخلاصٍ بِلاَ ندامةٍ ]00الحُزن الَّذِى بِحسب مشِيئة الله بِلاَ ندامة00[ وَأمَّا حُزنُ العالمِ فيُنشِئُ موتاً ]00عِندما حزِنتُمْ مِنِّى راجعتُمْ أنفُسكُمْ فِى ضُوء الله فكان حُزنكُمْ لِلتوبة00هذا الحُزن يجلِب الفرح00لكِنْ الحُزن النَّفسانِى يجلِب اليأس ىقَدْ يحزن إِنسان لأِنَّهُ سقط فِى خطِيَّة وَفِى توبتهُ لاَ يشعُر بِقبُول الله لَهُ فيزداد حُزنه00لكِنْ حُزن التوبة بِهِ رجاء بِقبُول الله لَهُ وَثِقة فِى ذلِكَ فيجلِب الفرح00ألم تُحاسِب نَفْسَكَ فِى أحد الأيَّام وَحزِنت عَلَى خطاياكَ لكِنْ فِى نِهايِة هذِهِ الجلسة تفرح ؟ وَعِندما تعترِف تندم لكِنْ تخرُج مِنْ الإِعتراف فرحان ؟ هذا أجمل ما فِى الحياة الرَّوحِيَّة00أنْ تحيا الإِحساسان معاً الحُزن وَالفرح هُناك مَنْ يلغِى الحُزن وَيُرِيد أنْ يحيا الفرح فقط وَيقُول أنَّ الله يقبلنا00وَهُناك مَنْ يلغِى الفرح وَيتمسَّك بِالحُزن فقط فيصِل إِلَى مرحلِة اليأس00لاَ00يقُول الآباء[ التائِب هُوَ مُجرِم غير مرذُول مِنْ الله ]00لابُد أنْ تشعُر أنَّكَ مُجرِم وَمقبُول عِند الله00نعم أنا أحزنت أبِى وَأُرِيد الآنَ أنْ أُرضِيه وَأصالحه وَعِندِى ثِقة أنَّهُ يقبلنِى00لأِنَّ الله كما تقُول الكنِيسة هُوَ [ عُنصُر المراحِم ]00العُنصُر هُوَ أساس الشِئ الله عُنصُر المراحِم أى أساس المراحِم بُولُس الرَّسُول يقُول لَهُمْ أنتُمْ حزِنتُمْ وَبِحُزنُكُمْ عِيشتُمْ حياة التوبة ففرِحتُمْ00لِذلِكَ هُناك فرق بين توبة يهُوذا وَتوبة بُطرُس00يهُوذا تاب وَقَالَ [ أخطأتُ إِذْ سلَّمتُ دماً برِيِئاً ]( مت 27 : 4 ) وَردَّ الفِضَّة لِلكهنة اليهُود00لكِنْ لِلأسف لَمْ يثِق فِى الغُفران لِذلِكَ لَمْ يُحسب لَهُ حُزنه توبة لأِنَّ حُزنه قاده لِليأس لأِنَّهُ بِدُون رجاء فِى مراحِم الله وَقبوله لَهُ أمَّا بُطرُس فخرج وَبكى بُكاءاً مُرَّاً وَكَانَ واثِق أنَّ الله يقبله لِذلِكَ فرِح بِتوبتهُ00يهُوذا حزِن عَلَى نَفْسَه كيف يفعل ذلِكَ00حُزن ذاتِى00حُزن يُنشِئ موتاً00بينما الحُزن الصحِيح يُنشِئ عِدَّة أشياء وَهِى00[ كَمْ أنشأ فِيكُمْ مِنْ الاِجتِهادِ بَلْ مِنْ الاِحتجاجِ بَلْ مِنَ الغيظِ بَلْ مِنَ الخوفِ بَلْ مِنَ الشَّوقِ بَلْ مِنَ الغيرةِ بَلْ مِنْ الاِنتقامِ ]00عِندما تحزن عَلَى خطاياك يحدُث لَكَ إِجتهاد أى تُجاهِد لِتكُون أفضل00" إِحتجاج " أى تحتج عَلَى نَفْسَكَ كيف تفعل ذلِكَ وَتحتج عَلَى عدو الخِير00" الغيظ " أى " الغضب عَلَى الخطِيَّة "00الخوف00الشَّوق الغيرة الانتقام [ فِي كُلِّ شئٍ أظهرتُمْ أنفُسكُمْ أنَّكُمْ أبرِياءُ فِي هذا الأمرِ ]00روعة التوبة أنْ تذُوق مرارِة الخطِيَّة كى تجتهِد وَتغتاظ وَتحتج وَتشتاق لِلحياة الصالِحة00[ إِذاً وَإِنْ كُنتُ قَدْ كتبتُ إِليكُمْ فليس لأِجلِ المُذنِبِ وَ لاَ لأِجلِ المُذنبِ إِليهِ بَلْ لِكي يظهر لَكُمْ أمام اللهِ اجتِهادُنا لأِجلِكُمْ ]00أنا لَمْ أكتُب مِنْ أجل قضِيَّة فردِيَّة قضِيَّة الَّذِى تزوَّج إِمرأة أبِيه بَلْ كى تعرِفُون إِجتهادِى لأِجلِكُمْ لأِنِّى أُحِبَّكُمْ00جيِّد أنْ يكُون لِلخادِم رُوح المحبَّة لِلكُلِّ لأِنَّهُ يخشى أنْ ينتشِر مرض الخطِيَّة فِى المجموعة لِذلِكَ يأخُذ مِنهُ موقِف [ مِنْ أجلِ هذا قَدْ تعزَّينا بِتعزِيتكُمْ0 وَلكِنْ فرِحنا أكثر جِدّاً بِسببِ فرح تِيطُسَ لأِنَّ رُوحهُ قَدِ استراحت بِكُمْ جمِيعاً ] ثُمَّ يختِم الأصحاح00عِندما أرسل بُولُس الرَّسُول تِيطُسَ إِليهِمْ لَمْ يُعلِمه بِشئ عَنْ أحوالهُمْ السلبِيَّة بَلْ طمأنهُ أنَّهُمْ مُحِبِين أتقياء00لِنفرِض أنَّ تِيطُسَ ذهب إِليهِمْ وَهُوَ عالِم أنَّهُمْ خُطاه سيذهب إِليهِمْ وَهُوَ يائِس لكِنْ بُولُس الرَّسُول لَمْ يقُل لَهُ سلبياتهُمْ بَلْ إِيجابياتهُمْ لِذلِكَ لمَّا عاد تِيطُسَ وَطمأنهُ عَلَى أحوالِهِمْ فرح بُولُس الرَّسُول وَكتب لَهُمْ فِى هذِهِ الرِسالة يشكُرهُمْ لأِنَّهُمْ لَمْ يُخجِلوه أمام تِيطُسَ فقال لَهُمْ [ فَإِنِّي إِنْ كُنتُ افتخرتُ شيئاً لديهِ مِنْ جِهتِكُمْ لَمْ أُخجل بَلْ كما كلَّمناكُمْ بِكُلِّ شئٍ بِالصِّدقِِ كذلِكَ افتخارُنا أيضاً لدى تِيطُسَ صار صادِقاً ]00إِنِّى إِفتخرت بِكُمْ لدى تِيطُسَ قبل أنْ أُرسِلهُ لَكُمْ وَعِندما عاد إِلَىَّ لَمْ يقُل لِى شئ سِوى ما قَدْ إِفتخرتُ بِهِ عنكُمْ مِنْ قبل بُولُس الرَّسُول رقِيق وَمُحِب وَحازِم00رقِيق وَواعِى إِفتخارنا صار صادِقاً أشكُركُمْ لأِنَّكُمْ لَمْ تُخجِلُونِى00لابُد أنْ تكُون نظرِتنا لِمَنْ نتعامل معهُمْ نظرة نقِيَّة حَتَّى وَإِنْ كَانَ بِهِمْ ضعفات لاَ تنظُر إِلَى ضعفاتهُمْ حَتَّى لاَ تُحبط فتخدِمهُمْ بِطرِيقة صحِيحة لِذلِكَ كَانَ بُولُس يقُول لِكُلّ كنِيسة بشَّرها " قدِيسِين " [ وَأحشاؤُهُ هِي نحوكُمْ بِالزِّيادةِ مُتذكِّراً طاعة جمِيعِكُمْ كيف قبِلتُمُوهُ بِخوفٍ وَرِعدةٍ ]00أشكُركُمْ أيضاً لأِنَّكُمْ قبِلتُمُوهُ بِخوفٍ وَرِعدةٍ لِذلِكَ إِستراحت أحشاء تِيطُسَ بِكُمْ00" إِستراحت أحشاؤُه "00 تعبِير كِتابِى يعنِى الرَّاحة الداخِلِيَّة للإِنسان [ أنَا أفرحُ إِذاً أنِّي أثِقُ بِكُمْ فِي كُلِّ شئٍ ]00كما قَالَ أوَّلاً " إِنِّى أثِق بِكُمْ " يُعِيدها ثانِيَّةً بِإِسلُوب شُمُولِى أكثر فيقُول " أثِق بِكُمْ فِي كُلِّ شئٍ "00قِيمة كبِيرة لِلثِقة00قَدْ يسلُكَ إِنسان بِإِسلُوب خاطِئ لأِنَّهُ يعلم أنَّ كُلّ مَنَ حوله لاَ يثِق فِيه00وَقَدْ يسلُكَ إِنسان بِإِسلُوب صحِيح لأِنَّهُ يشعُر بِثِقة مِنْ حوله فِيه ربِنا يكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين

عدد الزيارات 1933

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل