نظرة شاملة فى رسائل بولس الرسول

Large image

يَقُول بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أهْل غَلاَطِيَّة { وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَُ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ . لأِنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ . بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَإِنَّكُمْ سَمِعْتُمْ بِسِيرَتِي قَبْلاً فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ أَنِّي كُنْتُ أَضْطَهِدُ كَنِيسَةَ اللهِ بِإِفْرَاطٍ وَأُتْلِفُهَا وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَة الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي . وَلكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لأُِبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً } ( غل 1 : 11 – 16 ) .. لِنُكَوِنْ نَظْرَة شَامِلَة عَنْ رَسَائِل بُولِس الرَّسُول الأرْبَعَة عَشَرَ .. رَسَائِل بُولِس الرَّسُول بِهَا كُنُوز .. فَهُوَ الَّذِي فَسَّرَ لَنَا حَقَائِقٌ كَثِيرَة فِي الإِيمَان وَنَحْنُ مَدْيُونُون لَهُ بِمَعْرِفَة أسْرَار الخَلاَص وَمَعْرِفَة الله وَتَدْبِيرْ الله لَنَا .

تَرْتِيبْ الرَّسَائِل :-
لَيْسَ تَرْتِيبْ زَمَنِي أي لَيْسَ مَعْنَى أنَّ رِسَالِة رُوميَة هِيَ أُولَى رَسَائِل بُولِس الرَّسُول أنَّهَا الأُولَى زَمَنِياً فِي الكِتَابَة .. وَأيْضاً لَيْسَ التَّرْتِيبْ بِحَسَبْ حَجمْ الرَّسَائِل لكِنْ تَرْتِيبْهَا بِحَسَبْ المَوْضُوعَات الأشْمَل لِذلِك رِسَالِة رُوميَة هِيَ شَامِلَة لِلعَالَمْ كُلُّه .
رِسَالِة رُوميَة :-
سِتَّة عَشَرَ إِصْحَاح .. مَوْضُوعْهَا .. الخَلاَص لِلعَالَمْ كُلَّهُ .. الخَلاَص بِالإِيمَان لِلجَمِيع .. الخَلاَص بِلاَ تَمْيِيز لأِحَدٍ .. لَمْ يَأتِ الله لِفِئَة مُعَيَّنَة .. كَانَتْ هُنَاكَ فِكْرَة لَدَى اليَهُود أنَّ الله أتَى لَهُمْ وَحْدَهُمْ فَقَطْ وَأنَّ الأُمَمْ لَيْسَ لَهُمْ الله .. لاَ .. الخَلاَص مُعْلَنْ لِلكُلَّ بِلاَ مُحَابَاه بِلاَ تَمْيِيز لاَ أعْمَال النَّامُوس تُفِيدْ وَلاَ إِفْتِخَار اليَهُود أنَّهُمْ شَعْب الله يُفِيدْ بَلْ الخَلاَص لِلكُلَّ لِذلِك كَلَّمَهُمْ بُولِس الرَّسُول عَلَى أنَّ الفَضْل لَيْسَ لِليَهُود فِي ذلِك بَلْ لإِخْتِيَار الله لَهُمْ وَلَمَّا عَصوه رَفَضَهُمْ وَاخْتَارَ الأُمَمْ .. ثُمَّ يُكَلِّمْ الأُمَمْ أنْ لاَ يَفْتَخِرُوا لأِنَّ الله قَدْ يَرْفُضَهُمْ هُمْ أيْضاً { إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى الأغْصَانِ الطَّبِيعِيَّةِ } ( رو 11 : 21 ) أي اليَهُود .. لِذلِك قَالَ لِلأُمَم{ لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ } ( رو 11 : 20 ) كَانَتْ هُنَاكَ أُمور بَيْنَ الأُمَمْ وَاليَهُود .. اليَهُود يَقُولُون لِلأُمَمْ أنْتُمْ زُنَاة وَالأُمَمْ يَقُولُون نَعَمْ نَحْنُ زُنَاة لكِنْ الله إِخْتَارَنَا وَرَفَضْكُمْ .. بُولِس الرَّسُول يَقُول لَهُمْ الله لِلكُلَّ .. كُتِبَتْ الرِّسَالَة سَنَة 57م أوْ 58م مِنْ كُورُنْثُوس عَلَى يَدْ فِيبِي خَادِمَة كَنْخَارْيَا .. مَوْضُوعْهَا الله يُبَرِّر مَا نَقْبَلَهُ بِالإِيمَان لِذلِك أجْمَل آيَة تُعَبِّرْ عَنْهَا هِيَ { فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ } ( رو 5 : 1) الرِّسَالَة تَرُدْ عَلَى المُتَكَلِّمِينْ عَلَى النَّامُوس وَاخْتِيَارْ الله وَتَرُدْ عَلَى الأُمَمْ .. مِنْ أجْمَل الإِصْحَاحَات فِي رِسَالِة رُوميَة الأصْحَاح الثَّانِي عَشَرْ وَيُسَمَّى الأصْحَاح الذَّهَبِي وَبِهِ مَنْهَج رُوحِي مُتَكَامِلْ تُعَلِّمْنَا كَيْفَ نُجَاهِدْ وَكَيْفَ نَتَعَامَلْ مَعاً وَكَيْفَ نَعِيش وَسَطْ المُجْتَمَع لِذلِك سَيِّدْنَا كَتَبْ كِتَاب أسْمَاه " رُوميَة 12 " .. مَنْهَج رُوحِي مُتَكَامِل .. وَيُقَال أنَّ يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ كَانَ يُحِبْ أنْ يَقْرأ رِسَالِة رُوميَة يَوْمِياً .
رِسَالَة كُورُنْثُوس الأُولَى :-
سِتَّة عَشَرَ إِصْحَاح .. كُورُنْثُوس بَلَدْ سَاحِلِيَّة غَنِيَّة بِهَا ثَقَافَات كَثِيرَة زَارَهَا بُولِس الرَّسُول وَبَشَّرْهَا عَام 53م .. كُتِبَتْ الرِّسَالَة عَام 57م .. بَعْدَمَا بَشَّرْهَا بُولِس الرَّسُول .. زَارَهَا بَعْدَهُ أبُلُّوس وَهُوَ رَجُل مُثَقَفْ جِدّاً فَأُعْجِبُوا بِهِ ثُمَّ زَارَهَا بَعْدَهُ بُطْرُس الرَّسُول وَأُعْجِبَ البَعْضُ بِهِ لِذلِك صَارَ بِهَا ثَلاَثَة فِئَات .. فِئَة تَتْبَع بُولِس الرَّسُول .. وَفِئَة تَتْبَع أبُلُّوس .. وَفِئَة تَتْبَع بُطْرُس الرَّسُول لأِنَّ الرَّبَّ بَارَكَهُ لِذلِك كَتَبَ لَهُمْ بُولِس الرَّسُول يُحَذِّرَهُمْ مِنْ الإِنْقِسَام وَقَالَ لَهُمْ ألَعَلَّ بُولِس صُلِبَ عَنْكُمْ ( 1كو 1 : 13) .. بُولِس زَرَع وَأبُلُّوس سَقَى وَالرَّبَّ يُنَمِي ( 1كو 3 : 6 ) وَعَالَج الإِنْقِسَام وَحَذَّرَ مِنْ الحِكْمَة البَشَرِيَّة { كَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَالْقُوَّةِ لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ } ( 1كو 2 : 4 – 5 ) .. قَالَ لَهُمْ بُولِس الرَّسُول إِنْ كُنْتُمْ قَدْ إِنْقَسَمْتُمْ لَكِنِّي { لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً } ( 1كو 2 : 2 ) .. أيْضاً كَانَ عِنْدَهُمْ إِنْحِلاَل أخْلاَقِي وَوَجَدَ أنَّ العِلاَقَات الجَسَدِيَّة بِهَا تَسَيُّبْ وَتَزَوَج أحَدَهُمْ بِإِمْرَأة أبِيهِ فَكَتَبَ بِشِدِّة أنْ يُحْرَم .. { فَاعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ }( 1كو 5 : 13) .. لاَبُدْ أنْ تَعْزِل الخَطِيَّة لِئَلاَّ تَنْتَشِرْ أيْضاً كَانَتْ كُورُنْثُوس تُعَانِي مِنْ مَشَاكِلْ إِجْتِمَاعِيَّة أنَّهُمْ لاَ يَفْهَمُونَ الزَّوَاج مِنْ نَظْرِة الْمَسِيحِيَّة وَلَمْ يَفْهَموا البَتُولِيَّة بِطَرِيقَة صَحِيحَة فَكَتَبَ لَهُمْ الأصْحَاح السَّابِع .. أيْضاً كَانَ بَعْضُهُمْ مُتَشَكِّكْ فِي الَّلَحْم المَذْبُوح لِوَثَنٍ .. أيْضاً كَتَبْ عَنْ دُور المَرْأة فِي الكِنِيسَة وَعَنْ الإِسْتِعْدَاد لِلإِفْخَارِسْتِيَا تَكَلَّمَ عَنْ تَنُّوع المَوَاهِبْ مَوَاهِبْ الرُّوح القُدُس .. أيْضاً كَتَبَ أصْحَاح ذَهَبِي عَنْ المَحَبَّة وَهُوَ الأصْحَاح الثَّالِث عَشَرْ وَهُوَ يُعْتَبَرْ لُؤلُؤَة فِي رَسَائِلِهِ .. وَأبَاء كَثِيرُون يُعْطُون تَدْرِيبْ قِرَاءِة هذَا الأصْحَاح كَثِيراً .. تَكَلَّمْ عَنْ العِبَادَة بِالرُّوح وَالقِيَامَة فِي اليُوْم الأخِير وَاحْتِيَاجَات الفُقَرَاء .
رِسَالَة كُورُنْثُوس الثَّانِيَة :-
ثَلاَثَة عَشَرَ أصْحَاح .. مَوْضُوعْهَا .. الخِدْمَة وَقَانُونِيِة الخِدْمَة .. { الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأِنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ . لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ . لأِنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحِيِي }( 2كو 3 : 6 ) .. أيْضاً الْمَسِيح مَصْدَرْ تَعْزِيِتْنَا .. { شُكْراً للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ }( 2كو 2 : 14) .. كَتَبَهَا عَام 57م مِنْ مَقْدُونْيَة .. عِنْدَمَا ذَهَبَ إِلَى كُورُنْثُوس وَعَرَفْ مَشَاكِلَهُمْ الكَثِيرَة أرْسَلَ لَهُمْ تِيطُس وَلَمَّا رَجَعْ تِيطُس طَمْأنَهُ عَلَيْهِمْ فَأرْسَلَ لَهُمْ هذِهِ الرِّسَالَة لِيُصَالِحَهُمْ أيْضاً طَمْأنَهُ أنَّ الرَّجُل الَّذِي حَرَمَهُ فِي الرِّسَالَة السَّابِقَة قَدَّمَ تُوبَة صَادِقَة فَكَتَبَ كَيْ يَقْبَلَهُ مَرَّة أُخْرَى وَأعَادَهُ لِلكِنِيسَة لِيُؤَكِّدْ عَلَى فَرَح التُوْبَة وَأنَّ التُوْبَة مِنْ قِبَلْ الله وَلَيْسَ إِنْسَان لِذلِك تَكَلَّمْ عَنْ مَفْهُوم الخِدْمَة أنَّهَا تَطْلُبْ خَلاَص المَخْدُوم وَلاَ تَطْلُبْ الحُزْن .. وَخِدْمِة العَهْد الجَدِيدْ خِدْمِة الرُّوح لاَ الحَرْف وَهِيَ خِدْمَة بِدُون بُرْقُع أي بُرْقُع مُوسَى النَّبِي .. خِدْمَة لله لِذلِك قَالَ بُولِس إِنَّنَا لاَ نَفْشَلْ حَتَّى وَإِنْ كُنَّا فِي ضِيقَات .. تَكَلَّمْ عَنْ خِدْمِة القِّدِّيسِينْ أي إِخْوَة الرَّبَّ .. أيْضاً البَعْض قَالَ أنَّهُ يَتَكَلَّمْ بِحُرِّيَّة وَهُوَ غَائِبْ لكِنَّهُ فِي الحَضْرَة أقَلْ تَجَاسُرْ .. هُنَا هُوَ يُعْلِنْ مَحَبَّتِهِ .
رِسَالِة غَلاَطِيَّة :-
سِتَّة إِصْحَاحَات .. كَانَ بُولِس الرَّسُول فِيهَا مُحْتَدْ .. { بُولُسُ رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ } ( غل 1 : 1 ) لأِنَّهُمْ أنْكَرُوا رَسُولِيَتَهُ .. أيْضاً كَانَ دَاخِلَهُمْ تَيَارَات كَثِيرَة تَيَار تَهَوُدْ أي الرُّجُوع لِليَهُودِيَّة .. تَيَار خَلاَعَة تَحْت بَنْد الحُرِّيَّة .. تَيَار تَفْرِيط فِي الإِيمَان بُولِس الرَّسُول يُلاَحِظ مَشَاكِلْ كُلَّ كَنِيسَة وَيَكْتُب لِمُعَالَجَتْهَا لِذلِك قَالَ لِلمُفْتَخِرِينَ بِاليَهُودِيَّة{ مِنْ جِهَتِي فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ } ( غل 6 : 14 ) كُتِبَتْ عَام 65م .. مَوْضُوعْهَا .. يُثَبِّتَهُمْ فِي العَهْد الجَدِيدْ لِكَيْ لاَ يَعُودُوا لِلخَلْف وَأنَّ الإِيمَان بِالْمَسِيح كَافِي لِتَبْرِيرِهِمْ وَأنَّ الخَلاَص لاَ يَشْتَرِط الخِتَان .. بُولِس الرَّسُول يُدَافِع عَنْ رَسُولِيِته وَيُظْهِرْ قَلْبَهُ الغَيُور عَلَيْهِمْ وَيُعْلِنْ أنَّنَا مَدْيُونُون لِلصَّلِيب وَلَيْسَ لِلنَّامُوس وَأنَّ أعْمَال النَّامُوس تَعْجَز عَنْ أنْ تُخَلِّص وَيُعْطِي لِذلِك إِثْبَاتَات فَيَقُول أبُونَا إِبْرَاهِيمْ تَبَرَّرْ قَبْلَ أنْ يَأتِي النَّامُوس .. إِذاً تَبَرَّرْ بِالإِيمَان إِذاً أعْمَال النَّامُوس لاَ تَشْتَرِط لِلخَلاَص لكِنَّهَا تُسَاعِدْ .. بَلْ النَّامُوس يَكْشِفْ الخَطِيَّة وَلاَ يُعَالِجْهَا تَخَيَّلْ طَبِيبْ يَصِف مَرَضَك وَلاَ يُعَالِجَهُ .. لِذلِك كَلِّمَهُمْ عَنْ عَجْز النَّامُوس .. تَكَلَّمْ عَنْ الحُرِّيَّة فِي الْمَسِيحِيَّة وَعَنْ مَعْنَاهَا خَاصَّةً فِي الأصْحَاح الخَامِس .. تَكَلَّمْ عَنْ ثَمَرْ الرُّوح القُدُس وَيُعْطِي وَصَايَا عَمَلِيَّة لِنَسْلُك فِي الحَيَاة .
رِسَالِة أَفَسُس :-
سِتَّة إِصْحَاحَات .. مِنْ أرْوَع مَا كَتَبَ بُولِس لأِنَّ كُلَّ رِسَالَة كَتَبَهَا كَانَ مَشْغُول بِمَوْضُوع أوْ مُشْكِلَة أمَّا رِسَالَتَهُ لأِهْل أفَسُس فَلَيْسَ لَهَا مَوْضُوع بَلْ تَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِهِ وَصَعَدَ لِفَوق { وَأَقَامَنَا مَعَهُ وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ } ( أف 2 : 6 ) .. إِذاً تَكَلَّمْ عَنْ أنَّ الْمَسِيح هُوَ حَيَاتْنَا وَأبَدِيِتْنَا وَسُلُوكْنَا .. هُوَ كُلَّ شِئ لَنَا .. { وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْساً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ مِلءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ } ( أف 1 : 22 – 23 ) .. رِسَالِة كُولُوسِي وَأفَسُس مُكَمِلاَن بَعْضِهِمَا البَعْض لأِنَّهُ فِي رِسَالَتِهِ لأِهْل أفَسُس تَكَلَّمْ عَنْ الكِنِيسَة جَسَدٌ الْمَسِيح بَيْنَمَا تَكَلَّمْ فِي رِسَالَتِهِ لأِهْل كُولُوسِي عَنْ الْمَسِيح رَأس الكِنِيسَة .. الجَسَدٌ لاَبُدْ أنْ يَكُونَ خَاضِع لِلرَّأس مَوْضُوعْهَا .. الكِنِيسَة جَسَدٌ الْمَسِيح .. كَتَبَ بُولِس الرَّسُول خَمْسَة رَسَائِل أثْنَاء سِجْنه تُسَمَّى " رَسَائِل الأسر " مِنْ ضِمْنَهَا رِسَالِة أفَسُس أثْنَاء سِجْنه الأوَّل سَنَة 62م .. وَهُنَاك رَسَائِل أُخْرَى الَّتِي كُتِبَتْ خَارِج السِّجْن وَتُسَمَّى " رَسَائِل رَعَوِيَّة " .. جَوْهَر رِسَالِة أفَسُس أنَّ الْمَسِيح يُرِيدْ أنْ يُعْلِنْ لَنَا سِر تَعَارُفْنَا عَلِيه مِنْ خِلاَل الكِنِيسَة وَعَمَلْ الله فِي حَيَاتْنَا لِذلِك كَلِّمْنَا عَنْ الْمَسِيح الَّذِي إِخْتَارَنَا قَبْل تَأسِيس العَالَمْ لِنَكُون بِلاَ لُوْم أمَامَهُ .. نَحْنُ جَسَدَهُ الَّذِي أقَامَنَا مَعَهُ وَصَالَحَنَا بِالقِيَامَة أيْضاً تَكَلَّمْ عَنْ حُلُول الْمَسِيح فِينَا .. { لِيَحُلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ } ( أف 3 : 17 ) .. تَكَلَّمْ عَنْ وِحْدِتْنَا مَعَ الْمَسِيح فِي العَمَل وَالإِيمَان وَالْمَسِيح القَرِيبْ لَنَا في سُلُوكَنَا العَمَلِي .. { مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأِعْمَالٍ صَالِحَةٍ قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا } ( أف 2 : 10 ) .. أيْضاً تَكَلَّمْ عَنْ العِلاَقَة الزَّوْجِيَّة وَخُضُوع المَرْأة لِرَجُلْهَا مِثْلَ خُضُوع الكِنِيسَة لِلْمَسِيح وَالرَّجُل يُحِبْ المَرْأة كَمَا أحَبَّ الْمَسِيح الكَنِيسَة .. تَكَلَّمْ عَنْ الجِهَادْ الرُّوحِي وَالعِلاَقَة بِالأوْلاَدْ وَهذَا جَمَال وَرَوْعِة رَسَائِل بُولِس الرَّسُول .
رِسَالِة فِيلِبِّي :-
مِنْ رَسَائِل الأسر .. كَتَبَهَا فِي سِجْنه وَهِيَ مِنْ أهَمْ الرَّسَائِل الَّتِي تُشِيع الفَرَح وَتُسَمَّى" رِسَالِة الفَرَح " .. مَوْضُوعْهَا .. لَهَا عِدَّة مَوْضُوعَات الفَرَح .. الإِتِضَاع .. الوِحْدَة الحَيَاة الْمَسِيحِيَّة .. فِيلِبِّي مَدِينَة فِي مُقَاطَعِة مَكْدُونْيَة شَمَالاً وَكَانَ بُولِس الرَّسُول قَدْ سُجِنَ فِيهَا مَعَ سِيلاَ وُجُلِدْ وَهُوَ دَاخِل السِّجْن وَأرْسَلَ لَهُ الله مَلاَك وَزَعْزَع السِّجْن وَاعْتَمَدَ السَّجَان هُوَ وَأهْل بَيْتِهِ .. بَعْدَ أنْ سُجِنَ وَضُرِبَ فِيهَا زَارَهَا مَرَّة أُخْرَى ( أع 20 ) .. كَتَبَهَا عَام 63م وَكَانَ يَعْلَمْ أنَّهُ سَيَخْرُج مِنْ سِجْنِهِ فِي القَرِيب هِيَ رِسَالِة حُبْ عَالِي وَفَرَح عَالِي لأِنَّ فِيلِبِّي بَلَدْ صَغِيرَة فَقِيرَة لكِنْ أهْلَهَا كَانُوا عَطُوفِينْ فَكَانُوا دَائِمِي السُؤَال عَلَى بُولِس وَيُرْسِلُونَ لَهُ مُسَاعَدَة خَاصَّة بِهِ لأِنَّهُ كَانَ لاَ يَعْمَل فَكَانَ يَعِيش عَلَى هِبَات النَّاس وَلكِنْ كَانَ يَقْبَل الهِبَات الَّتِي تُمْنَح لَهُ بِإِتِضَاع أمَّا الَّتِي بِكِبْرِيَاء مِثْلَ هِبَات أهْل كُورُنْثُوس الأغْنِيَاء فَكَانَ يَرْفُضَهَا كَمَا كَتَبَ لَهُمْ " الله يُرِيدْ إِيَّاك لاَ مَالَك " .. لكِنْ مَعَ فِيلِبِّي كَانَ يُكَلِّمَهُمْ بِلُطْف وَأرْسَل لِيَشْكُرَهُمْ عَلَى مَحَبَّتِهِمْ لَهُ وَعَلَى هِبَاتِهِمْ لَهُ وَلِلفُقَرَاء الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيم فَقَدْ أرْسَلُوا لَهُ مُسَاعَدَة مَعَ أبَفْرُودِتس الَّذِي لَمَّا وَصَلَ إِلَى بُولس مَرَضْ وَقَرُبَ مِنْ المَوْت حَتَّى أنَّ بُولِس صَلَّى لَهُ فَشُفِيَ وَأعَادَهُ لَهُمْ بِأخْبَارٍ مُفْرِحَة .. تَكَلَّمْ عَنْ وِحْدَانِيِة الرُّوح وَالمَحَبَّة .. { اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ } ( في 4 : 4 ) .. { أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ } ( في 2 : 17 ) .. أيْضاً تَكَلَّمْ عَنْ الإِتِضَاع عِنْدَمَا قَالَ مُتَشَبِهِينَ بِالْمَسِيح الَّذِي { أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ . وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ } ( في 2 : 7 – 8 ) .. أعْطَانَا وَصَايَا عَمَلِيَّة .
رِسَالِة كُولُوسِّي :-
أرْبَعَة إِصْحَاحَات .. تُكَمِّلْ رِسَالِة أفَسُس .. مَوْضُوعْهَا .. أنَّ الْمَسِيح رَأس الكَنِيسَة وَمَادَامَ الْمَسِيح رَأس الكَنِيسَة إِذاً لاَبُدْ أنْ تَسِيرْ الكِنِيسَة فِي إِرْضَاء الرَّأس أي الْمَسِيح الَّذِي هُوَ كُلَّ شَيْء لَنَا .. كَتَبَهَا فِي سِجْنِهِ الأوَّل عَام 62م .. أرَادَ بُولِس الرَّسُول أنْ يَرْفَعَهُمْ لِلْمَسِيح فَقَالَ{ فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ } ( كو 3 : 1 ) أيْضاً تَكَلَّمْ عَنْ الفِكر الغُنُوسِي الَّذِي يَحْتَقِرْ المَادَّة وَالجَسَدٌ وَبِالتَّالِي لاَ يُؤمِنْ بِالتَّجَسُّدْ بَلْ قَالَ أنَّ الله أتَى بِصُورَة خَيَالِيَّة .. هُنَا يَرُدْ عَلِيه الَّذِي يَعْتَمِدْ عَلَى الحِكْمَة البَشَرِيَّة .. قَالَ أيْضاً أنَّ الْمَسِيح رَأس الكَنِيسَة وَأي شِئ غَيْرَ ذلِك هَرْطَقَة وَأنَّ الْمَسِيح عَتَقْنَا مِنْ الحَرْفِيَّة .. تَكَلَّمْ عَنْ الْمَسِيح حَيَاتْنَا وَعَنْ العِلاَقَات الأُسَرِيَّة وَعِلاَقِة الإِنْسَان مَعَ رَئِيسه .
رِسَالِة تَسَالُونِيكِي الأُولَى :-
خَمْسَة إِصْحَاحَات .. هِيَ أوَّل رِسَالَة كَتَبَهَا بُولِس الرَّسُول عَام 52م أثْنَاء رِحْلَتِهِ التَّبْشِيرِيَّة الثَّانِيَة مِنْ كُورُنْثُوس .. مَوْضُوعْهَا .. أنَّ هؤُلاَء كَانُوا مُضْطَهِدُون بِسَبَبْ إِيمَانِهِمْ بِالْمَسِيح فَكَتَبَ يُسْنِدَهُمْ فَكَتَبَ عَنْ التَّعْزِيَة وَالإِسْتِعْدَاد وَقَالَ لِنَحْتَمِلْ لأِنَّنَا نُرِيدْ أنْ نَدْخُلْ السَّمَاء وَقَدْ قَرُبَ مَجِئ الْمَسِيح فَتَكَلَّمْ عَنْ الْمَسِيح مَجْدِنَا وَالمَجِئ الأخِير وَحَيَاة التَّرَقُبْ وَالإِسْتِعْدَاد أي أعْطَاهُمْ ثَبَات وَحَيَاة سَهَرْ وَاسْتِعْدَاد .. هذِهِ الكَنِيسَة كَانَتْ ثَابِتَة فِي الْمَسِيح وَمُضْطَهَدَة لِذلِك عَزَّاهُمْ .. فِي البِدَايَة شَجَّعَهُمْ لأِسْتِجَابِتْهُمْ وَأنَّهُمْ صَارُوا قُدْوَة لِلجَمِيع وَالكَنَائِس كُلَّهَا تَفْرَح بِهِمْ وَتَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ .. يُعْلِنْ لَهُمْ أُبُّوَتَهُ وَوِحْدِة الكِنِيسَة كُلَّهَا وَلأِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَذْهَبْ لَهُمْ لِذلِك سَيُرْسِل لَهُمْ تِيمُوثَاوِس تَسَالُونِيكِي هِيَ مَدِينَة مَشْهُورَة بِالخَلاَعَة لكِنْ المُؤمِنِينْ كَانُوا مُحْتَشِمِينْ لِذلِك كَلَّمَهُمْ عَنْ الجَسَدٌ وَكَيْفَ يُقَاوِم الزِّنَا .. { أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِي إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ } ( 1تس 4 : 4 ) .. { هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ قَدَاسَتُكُمْ } ( 1تس 4 : 3 ) الإِصْحَاح الخَامِس بِهِ وَصَايَا عَمَلِيَّة وَتَكَلَّمْ فِيهَا عَنْ تَشْجِيع صِغَار النُّفُوس .. { أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ . تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ . انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَداً عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ } ( 1تس 5 : 14 – 15 ) .. كَتَبْ سِيمْفُونِيَّة جَمِيلَة .. { أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ }( 1تس 5 : 14) .. { لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ . لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ . امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ . تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ . امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرٍّ . وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِئِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ } ( 1تس 5 : 19 – 23 ) كَلِمَات بُولِس عِبَارَات صَغِيرَة لكِنَّهَا تَحْمِل عِظَات كَبِيرَة .
رِسَالِة تَسَالُونِيكِي الثَّانِيَة :-
لَمَّا تَكَلَّمْ عَنْ مَجِئ الْمَسِيح إِعْتَبَروه قَرِيب جِدّاً فَبَاعُوا مُمْتَلَكَاتِهِمْ وَتَرَكُوا أعْمَالِهِمْ لكِنْ لَمْ يَأتِ الْمَسِيح .. فَكَيْفَ يَعِيشُونَ الآن ؟ لِذلِك كَتَبَ لَهُمْ أنَّهُ سَيَأتِي بِعَلاَمَات مِنْهَا الْمَسِيح الضِّدْ { لأِنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلاً وَيُسْتَعْلَنَْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ ابْنُ الْهَلاَكِ } ( 2تس 2 : 3 )أي أنَّ بُولِس الرَّسُول كَتَبَ لِيُصَحِّح الفِكْر الخَاطِئ مِنْ جِهِة مَجِئ الْمَسِيح الثَّانِي وَشَجَّعَهُمْ لأِنَّ الضِّيقَة مُسْتَمِرَّة .. بُولِس الرَّسُول فِي كُلَّ رِسَالَة لَهُ هَدَفْ يُرِيدْ أنْ يَقُول إِنْ كُنْتَ تَسْتَعِدْ لِمَجِئ الْمَسِيح الثَّانِي فَإِسْتَعِدْ بِإِشْتِيَاقَك وَسَهَرَك وَصَلَوَاتَك .
الرِّسَالَة الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ :-
تِيمُوثَاوُس شَاب يُونَانِي وَجَدَ فِيهِ بُولِس الرَّسُول إِسْتِعْدَادَات جَمِيلَة فَإِخْتَارَهُ لِلخِدْمَة مَعَهُ فَكَلَّمَهُ عَنْ كَيْفَ يَكُون عِنْدَهُ تَعْلِيمْ صَحِيح وَكَيْفَ يَكُون رَاعِي بِحَسَبْ الْمَسِيح وَكَيْفَ يَكُون قُدْوَة وَكَيْفَ يَتَعَلَّمْ مِنْ الْمَسِيح لِيَكُون قُدْوَة رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى تِيمُوثَاوُس رِسَالَة رَعَوِيَّة وَأيْضاً رِسَالَتَهُ إِلَى تِيطُس تِيمُوثَاوُس إِسْم يُونَانِي مَعْنَاهُ " عَابِدْ الله " .. آمَنْ فِي مَدِينِة لِسْتِرَة فِي رِحْلِة بُولِس الأُولَى وَكَانَ مُلاَزِم لَهُ فِي الحَيَاة لِذلِك قَالَ عَنْهُ { إِبْنِي } ( 2تي 2 : 1 ) .. { الإِبْن الصَّرِيح } ( 1تي 1 : 2 ){ الإِبْن الحَبِيب الأمِين } ( 2تي 1 : 2 ) .. وَكَانَ مَعَهُ فِي سِجْنِهِ الأوَّل فِي رُومَا كُتِبَتْ عَام 65م وَبِهَا نَصَائِح لِتَشْجِيع تِيمُوثَاوُس حَتَّى إِنْ وُجِدَتْ صُعُوبَات .. كَلِّمُه عَنْ سِمَات الرَّاعِي وَمَسْئُولِيِة الخَادِم وَالمَوْقِفْ ضِدْ الهَرْطَقَات وَكَيْفَ يَضْبُط شَعْبَهُ وَمَا هِيَ سِمَات الأُسْقُفْ وَالشَّمَاس وَنَظْرِة الرَّاعِي لِلكِنِيسَة وَكَيْفَ يَحْيَا حَيَاة تَقْوَى وَجِهَادْ .. { لاَ يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ فِي التَّصَرُّفِ فِي الْمَحَبَّةِ فِي الرُّوحِ فِي الإِيمَانِ فِي الطَّهَارَةِ } ( 1تي 4 : 12 ) .. وَأنْ يَهْتَمْ بِكُلَّ أحَدٌ .. { أَكْرِمِ الأرَامِلَ } ( 1تي 5 : 3 ) .. إِهْتَمْ بِالخِدْمَة وَإِنْ إِحْتَاجَ الأمر إِلَى تَوْبِيخ وَبِخ وَلاَ تُقِمْ رُعَاة بِإِسْتِعْجَال .. أي أنَّ بُولِس تَكَلَّمْ فِي تَفَاصِيل الخِدْمَة وَالقِيَادَة حَتَّى المُعَامَلَة مَعَ الأغْنِيَاء .. { أَوْصِ الأغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَىبَلْ عَلَى الله الْحَيِّ } ( 1تي 6 : 17 ) .. كَتَبَ لَهُ كَيْفَ يَتَعَامَلْ مَعَ الشَّابْ وَالشَّابَّة وَالغَنِي وَالفَقِير.
الرِّسَالَة الثَّانِيَة إِلَى تِيمُوثَاوُسَ :-
تُسَمَّى رِسَالِة الوَدَاع .. آخِرْ رِسَالَة كَتَبْهَا .. كَلَّمَ تِيمُوثَاوُس فِيهَا عَنْ المُجَاهَرَة بِالإِيمَان وَلاَ يَخْجَلْ .. كَانَ تِيمُوثَاوُس لَدَيْهِ بَعْض المَشَاكِلْ هِيَ .. كَانَ صَغِير السِّنْ لِذلِك كَانَ خَجُول وَهُوَ أصْلاً كَانَ شَخْصِيَّة خَجُولَة بِطَبْعُه وَحَسَّاس وَأيْضاً كَانَ مَرِيض لِذلِك بُولِس الرَّسُول يُعَالِج كُلَّ ذلِك فَيَقُول لَهُ{ فَلاَ تَخْجَلُ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ } ( 2تي 1 : 8 ) أي لاَ تَخْجَلْ بِي لأِنِّي سَجِينْ بُولِس الرَّسُول يُعَلِّمَهُ المُجَاهَرَة وَالكِرَازَة بِالتَّعْلِيمْ وَأنْ يَقِفْ أمَام التَّعَالِيمْ المُخَالِفَة .. حَتَّى أمْرَاضُه أعْطَاهُ لَهَا نَصَائِح { اسْتَعْمِلْ خَمْراً قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ } ( 1تي 5 : 23 ) أعْطَاهُ خُلاَصِة فِكره الرَّعَوِي وَكَيْفَ يُجَاهِدْ فِي الخِدْمَة وَكَيْفَ يُقَاوِم الخُرَافَات وَالهَرْطَقَات وَيَسْتَنِدْ عَلَى كَلِمَة الله فَتُشَجِّعَهُ .. { وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ } ( 2تي 3 : 15 ) .. بُولِس يُعَلِّمْنَا كَيْفَ نَدْرِس مَنْ حَوْلَنَا وَنَخْدِمَهُمْ .. أيْضاً كَانَ يَعْلَمْ نِهَايِة الأمر فَقَالَ { فَإِنِّي أَنَا الآنَ أُسْكَبُ سَكِيباً وَوَقْتُ انْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ . قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ أَكْمَلْتُ السَّعْيِ حَفِظْتُ الإِيمَانَ وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ } ( 2تي 4 : 6 – 7 ) .. لِذلِك هِيَ رِسَالَة بِهَا خُلاَصِة مَحَبَّتَهُ لِلكِنِيسَة وَلِتِلْمِيذُه .
الرِّسَالَة إِلَى تِيطُسَ :-
رِسَالَة رَعَوِيَّة تَكَلَّمْ فِيهَا عَنْ الحَيَاة الصَّالِحَة وَالعِلاَقَات دَاخِلْ الكِنِيسَة .. مَوْضُوعْهَا الْمَسِيح مُعَلِّمْنَا وَمَثَلْنَا الأعْلَى .. تِيطُس إِنْسَان أُمَمِي رَافَقٌ بُولِس فَأقَامَهُ أُسْقُفْ عَلَى كِيرِيت كَتَبَهَا عَام 64م .. أهْل كِيرِيت مَوْصُوفُون بِالفَسَادْ وَلَهُمْ مُعَلِّمُون يَزُوغُونَ عَنْ الحَقٌّ لِذلِك قَالَ لَهُ لاَ تَصْمُتْ بَلْ قَدِّم نَفْسَك قُدْوَة بِالأعْمَال الحَسَنَة وَفِي التَّعْلِيمْ نَقَاوَة .. كَلِّمُه عَنْ كَيْفَ يُقِيمْ رُعَاة وَعَنْ التَّنْظِيمَات الكَنَسِيَّة .. وَكَيْفَ يُعَلِّمْ الشُّيُوخ وَالأحْدَاث وَالعَبِيدْ وَكَيْفَ يَخْضَع لِلرِّيَاسَات وَيُقَاوِم أوْ يَتَجَنَّبْ المُقَاوِمِينْ .
الرِّسَالَة إِلَى فِلِيمُونَ :-
فِلِيمُون رَجُل غَنِي جِدّاً وَكَانَ لَدَيْهِ عَبْد إِسْمَهُ أنْسِيمُوس .. فِلِيمُون إِنْسَان تَقِي لكِنْ أنْسِيمُوس سَرَقَهُ فَسُجِنَ لَيْسَ لِلسَرِقَة فَقَطْ بَلْ لأِمُور أُخْرَى وَفِي السِّجْن تَقَابَلْ مَعَ بُولِس الرَّسُول وَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّتَهُ فَقَالَ لَهُ بُولِس أنَّ الله قَبَلَ تَوْبَتَهُِ وَلِيَعُدْ إِلَى فِلِيمُون لِيَعْمَلْ عِندَهُ وَأنَّهُ سَيَرُدْ لِفِلِيمُون عَنْهُ كُلَّ مَا سَرَقَهُ { كَتَبْتُ بِيَدِي . أَنَا أُوفِي } ( فل 19 ) .. بُولِس كَانَ نَظَره ضَعِيف فَجَعَلَ آخَرُونَ يَكْتِبُونَ لَهُ رَسَائِلَهُ وَفِي نِهَايِة الرِّسَالَة كَتَبَ هذِهِ العِبَارَة بِيَدِهِ فَكَانَ الخَطْ أكْبَرْ مِمَّا سَبَقَهُ وَمُخْتَلِف وَكَأنَّهُ يُوَقِّعْ بُولِس جَعَلَ أنْسِيمُوس خَادِم لِلبَلْدَه كُلَّهَا .. كُتِبَتْ عَام 62م وَهيَ تُبْرِز مَحَبِّة بُولِس وَأُبُّوَتَهُ الرُّوحِيَّة وَحِكْمَتَهُ فِي أنْ يُحَوِّل الإِنْسَان المُحْبَطْ الفَاشِل إِلَى إِنْسَان وَاثِقٌ بِإِلَهَهُ .
الرِّسَالَة إِلَى الْعِبْرَانِييِّنَ :-
ثَلاَثَة عَشَرَ إِصْحَاح .. كَتَبَهَا لِليَهُود الَّذِينَ قَبَلُوا الإِيمَان بِالْمَسِيح وَلكِنْ بَاقِي اليَهُود إِحْتَقَرُوهُمْ بِأنَّهُمْ أخْرَجُوهُمْ مِنْ الجَمَاعَة المُقَدَّسَة وَطَرَدُوهُمْ مِنْ المَجْمَعْ وَظَلَمُوهُمْ فِي حُقُوقِهِمْ المَدَنِيَّة إِذاً ضَاعَ مِنْهُمْ حَقِّهِمْ الدِّينِي وَالمَدَنِي فَصَارُوا فِي صِرَاع .. بُولِس كَتَبَ لَهُمْ لِيَقُلْ لَهُمْ إِنَّهُمْ لَمْ يَخْسَرُوا بَلْ كَسَبُوا لأِنَّ الْمَسِيح رَبَّ النَّامُوس هُوَ أعْظَمْ مِنْ مُوسَى وَالمَلاَئِكَة وَمَلْكِي صَادِق الْمَسِيح رَئِيسُ كَهَنَة هُوَ الذَّبِيحَة الحَقِيقِيَّة لِذلِك لَمْ يَخْسَرُوا حَتَّى وَإِنْ حُرِمُوا مِنْ الكَهَنُوت اليَهُودِي فَهُمْ مِثْلَ سَيِّدَهِمْ الَّذِي طُرِدَ خَارِج المَحَلَّة .. { فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ }( عب 13 : 13 ) .. أيْضاً كَهَنُوت الْمَسِيح أفْضَلْ مِنْ كَهَنُوت هَارُون وَمَلْكِي صَادِق وَأنَّ العَهْد القَدِيم كَانَ رُمُوز لِذلِك هذِهِ الرِّسَالَة هِيَ رِسَالِة مُقَارَنَات بَيْنَ العَهْدَيْنِ وَأنَّ الَّذِي عَاشَ فِي الْمَسِيح يَسُوع مَكْسَبَهُ أكْبَرْ بِكَثِيرْ مِنْ خُسَارَتَهُ .. كُلَّ إِنْسَان يَقْرأ رَسَائِلْ بُولِس الرَّسُول بِصِدْق يَجِدْ بِهَا خَلاَص وَيَنَابِيعْ عَزَاء نَحْنُ مُحْتَاجِينْ أنْ نَتَوَدَّدْ لِلرُّسُلْ وَنَتَلاَمَس مَعَ آيَة نَعِيش بِهَا وَنَتَلَذَّذْ رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِينْ

عدد الزيارات 15572

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل