التجسُدّ والإفخارستيا

Large image

من رسالة بولس الرسول لأهل أفسُس " مبنيين على أساس الرُسل والأنبياء ويسوع المسيح هو حجر الزاوية " نحنُ فىِ أيام نحتفل فيها بالتجسُدّ الإلهىِ التجسُدّ الإلهىِ أعظم عطيّة على الأرض هو بداية فِداء الإنسان أقصى أمُنية يتوقعها الإنسان أن يقترب منّا ويصير إنسان وواحد منّا عطايا التجسُدّ وبركاتهُ كيف تكون واقع بالنسبة لنا ؟ بالتناول لو كان الله قد صار إنسان ولم يُعطينا جسدهُ نتمتّع بهِ لصار تجسُدّه فكرة أو نظرية بدون تناول التجسُدّ نظرية أو فكرة أو تاريخ بطل لكن لا لأنّ التناول يُحولّ التجسُدّ إلى واقع لذلك الكاهن فى القُداس يحكىِ قصة الخليقة " يا الله العظيم الأبدىِ الذى جبل الإنسان على غير فساد والموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس هزمتهُ بالظهور المُحيى الذىِ لإبنك الوحيد الجنس ربنا يسوع المسيح "

، كيف هزم حسد إبليس ؟ بالظهور المُحى الذى لابنك الوحيد أى التجُسّد التجسُدّ جعل الموت يُهزم لكن التناول هزم الموت داخلى أنا لذلك يبدأ القُداس بقصة خليقة الإنسان قصة عُمرى وفيها إنىِ نُفيت من فردوس النعيم ولم ينسانىِ الله فأرسل لنا الأنبياء ثم تجسدّ وصُلب ومات وقام وجلس عن يمين أبيهِ وسيأتىِ فىِ مجدهِ ليُدين الأحياء والأموات ويُعطىِ كُل واحد حسب أعمالهُ أى القصة من الخليقة وحتى الدينونة وعندما يقول " يأتى ليدين المسكونة بالعدل ويُعطىِ كُل واحد كحسب أعمالهُ " نخاف نحنُ فنُجيب الكاهن " كرحمتك يارب وليس كخطايانا " فيقول الكاهن لا تخافوالماذا ؟ لأنّه " وضع لنا هذا السر العظيم الذى للتقّوى " و يُشير الكاهن بيديهِ على الجسد عندما يقول ذلك " لأنّه فيما هو راسم أن يُسلّم نفسهُ للموت عن حياة العالم " ثم يبدأ يحكىِ قصة تأسيس سر الشُكر أى التجسُدّ والتناول يُعطينىِ جسد المسيح المُتجسدّ " هذا هو جسدىِ " يُحولّ القُداس قصة التجسُدّ إلى واقع أى فيهِ كُل بركة وعطايا الله عملياً00إذا كُنّا نؤمن أنّ المسيح هو قدوس حى لا يموت غير محدود إن كان كذلك فلماذا لا يكون معنا الآن ؟ إن كان الله معنا الآن ليس لننظُره بل هو يُريد أن يكون معنا بواقع كيف ؟ بالروح القُدس الذىِ يبتهل إليه أن يُظهر وجهة على هذا الخُبز ويُحولّه إلى جسدهُ المُقدّس وعندئذ يسوع المُتجسّد يكون معنا فى الكنيسة لذلك طقس القُداس جميل فنجد مثلاً الصينية التى يُوضع بها الجسد مُستديرة وعليها قُبة على شكل صليب ويُوضع على القُبة من الخلف لِفافة بينّما يظل الجُزء الأمامىِ مفتوح أمام الكاهن وكأننّا الآن أمام مغارة الميلاد ، لذلك دائماً نجد فوق القُبة صليب صغير إشارة لنجم المزود الذى وقف حيث كان الصبىّ وكأنّ القُداس يقول هذا هو المزود وهذا هو الصبىِ لذلك نؤمن أنّ يسوع معنا بجسدهُ المُحى الذى أخذه من سيدتنا وملكتنا كُلنا العذراء مريم هو معنا الآن موجود بينّما هو حى وموجود ومالىء كُل مكان إذاً ليس مُستحيل هو موجود فىِ كنيستنا وكُل كنيسة حولنا لأنّه غير محدود فىِ كُل مكان هذا هو السر " ووضع لنا هذا السر العظيم الذى للتقّوى " سر عظيم التناول هو سر تقّوى الإنسان لا يوجد تقّوى للإنسان خارج التناول وكما أنّ التجسُدّ بارك الإنسان وأعطاه تقّوى هكذا التناول جعل ذلك التجسُدّ واقع لذلك الجسد الذى دبرّت بهِ الفِداء وصُلبت وقمُت بهِ وإستودعت فيهِ كُل البركات هو الموجود فىِ القُداس وكأنّ الله يقول الحياة والغُفران فىّ وأنا أرُيد أن أعُطيه لأولادىِ مثل غنىِ يُريد أن يضع وديعة لأولاده فى البنك ليصرفوا منّه كما يشاءون ويُعطيهُم حق الصرف هكذا المسيح أعطانا التناول وديعة وضع جسدهُ فىِ الكنيسة ونحنُ نصرف منّه كما نُريد لكن ليس كُل إنسان لهُ حق الصرف بل من معهُ رقم الحِساب فقط والتوكيل شىء يُثبت أنّ لك حق الصرف هى المعموديّة هى التى تُعطينا حق تناول الجسد والدم المعموديّة تُعطىِ الإنسان حق الصرف إنسان مُعمدّ للمسيح هو إبن المسيح لهُ حق التناول وهو قال " خُذوا كُلوا منّه كُلكُم " مثل العُرس الذى قالهُ السيد المسيح قال إنسان صنع وليمة وأرسل للمدعويين فقال الخدم إنّ المدعويين قد إستعفوا أحدهُم قال أنّه إشترى بقر جديد وآخر إشترى حقل جديد وهكذا إستعفوا جميعهُم فقال صاحب الوليمة إخرجوا وأدعوا من هُم فىِ الشوارع والطُرقات ففعلوا كما أمرهُم ولمّا دخل الوليمة وجد أحد المدعويين ليس لهُ ثياب العُرس فطردهُ من العُرسقد يقول أما دعوتنىِ من الطُرقات والشوارع ونحنُ جميعاً أو معظمنا فُقراء ومُعوزين فلماذا تطرُدنىِ ؟ كان معروف قديماً أنّ الأغنياء عندما يصنعون وليمة يقف خُدّامهُم على الباب ليُعطوا المدعويين ثياب العُرس للدخول بها إلى الوليمة إذاً الذى لم يكُن لهُ ثياب العُرس دخل خطأ للوليمة هذا هو غير المُعمدّ نحن طبيعتنا أنُاس عُمى وعُرج وجميعنا من الشوارع جئنا أى ليس لنا إستحقاق الوليمة لكنّه دعانا ونحنُ عند الباب أعطانا ثياب العُرس لذلك المعموديّة هى أولى خطوات الخلاص ومكانها مدخل الكنيسة الجنوب الغربىِ حتى نلبس ثياب العُرس عندما تدخُل الكنيسة مهما كُنت فقير هذا الثوب ثوب المعموديّة يُعطيك حق الدخول لكن لو دخلت من الباب الخلفىِ يطرُدك لذلك يقول سفر صفنيا " الرب يُقدّس المدعويين " الله يُريد أن يُعطيك المُهم أن تأتىِ أنت وهو يُعطيك الإستحقاق والثوب لا تخف من التناول لأنّه يُقدّسك يوجد فكر خاطىء وهو أنّ البعض يخاف من التناول فلا يأتىِ للقُداس إذاً لماذا اسموه قُداس ؟ سمُى قُدّاس لأنّه يُقدّسك ويُعلّمك الإتضاع فيتقدّس فِكرك وحواسك وإذاً حضور القُدّاس يُهيىء للتناول لا تُجادل نفسك إن كُنت تذهب للقُدّاس أم لا تعال وهو يُقدّسك المُهم أن نتجاوب مع كُل كلمة نحن فىِ القُدّاس لا نحكىِ المسيح بل نحيا المسيح لأننّا نشعُر أنّه الآن موجود معنا لا يقُل أحد ليتنىِ كُنت أحيا أيام وجود المسيح على الأرض وكُنت أستمع إلى تعاليمُه لا المسيح لم يأتىِ لجيل مُعيّن بل جاء لكُل الأجيال وللعالم كُلّه والذى يُثبت ذلك هو أنّك إن أردت أن تسمع المسيح يُعلّم تعال الكنيسة وإسمع المنجليّة فى القُدّاس وتخيلّ أنّك فىِ الحِدث وستسمع ما يقول من فمهِ أذاً المسيح ليس ماضىِ أو قصة أو نظرية بل هو موجود يُعلّم ويُقدّس ويُطهّر ويُعطىِ حياة أبدية السيد المسيح لهُ المجد جاء للأرض ليُشجعّنىِ ويُقدّسنىِ وهو يفعل ذلك فى الكنيسة جاء يغفر لك ويحلّك من ضعفك وهذا كُلّه تأخُذه من الكنيسة لذلك نحنُ فىِ القُدّاس نحيا المسيح نفسهُ ولذلك أيضاً الترجمة العربية ضعيفة فمثلاً الآية " إصنعوه لذِكرى " يقول البعض أنّ التناول مُجرّد تِذكار لا لأنّ فىِ اللُغة العربية كلمة " تذكار" كلمة ضعيفة بينّما فىِ اللُغة اليونانيّة هى " أنا منسيس " وليس تِذكار بالمعنى الذى تخيلّوه بل تُعنىِ ( تِذكار الحِدث ذاتهُ ) أى هذا كرّروه كرّروا الحدث ذاتهُ كلمة " صنع " معناها فِعل شىء أو عمل شىء حى وليس تِذكار إذاً لذِكرىكان يقصد بها تِكرار الحِدث ذاتهُ ونحنُ نشعُر أننّا أمام المذبح وما هو المذبح إلاّ جُلجُثة العهد الجديد والصليب وإمتداد لهُ الصليب حدث ولكن على إمتداد الزمان فهو مُستودع فىِ الكنيسة المسيح إسُتودع بالكنيسة غِناه وجسدهُ وغُفرانهُ وعطيتهُ لذلك نشعُر أنّ المسيح لم يمُت بل حى الذى بهِ الحياة أعطانا الحياة بجسدهِ كُل من يتناول جسدهُ ينال حياة لذلك لابُد أن أتحد بهِ حتى يكون التجسُدّ واقع فىِ حياتىِ لابُد أن أشترك فىِ التناول وآخذه لذلك نحنُ لا نتذكّر المسيح بل نحياه المسيح الذى أتى بالجسد لازال موجود فىِ كنيستهُ بجسدهُ ودمهُ لذلك عمانوئيل معناها " الله معنا " وهو قال " ها أنا معكُم كُل الأيام وإلى إنقضاء الدهر " المسيحية ليست فكرة أو فلسفة أو خيال بل حياة لذلك الذى لا يُصدّق سر القُربان لا يُصدّق التجسُدّ والذى لا يُصدّق أنّ القُربان يتحّول إلى الجسد المُقدّس لا يُصدّق أنّ المسيح إله لذلك بكُل إيمان الكاهن يصرُخ " الجسد المُقدّس " ويُطيل النغمة فيُجيبهُ الشعب والشمامسة " نسجُد لجسدك المُقدّس " إذا تواجد إنسان غير مؤمن يقول ما الذى تفعلونه ؟ نقول نحنُ نسجُد بالإيمان لا بالعيان قد يقول كيف يكون القُربان إله أو جسد ؟ لذلك الكنيسة الأرثوذكسية تُحولّ القُربان بفعل الروح القُدّس والمُتناولون منّه بفعل الروح القُدس على أنّه الجسد لذلك يقول الكاهن " خُذوا كُلوا منّه " وليس " منها " لأنّه جسد وليس قُربانة لذلك عندما يتناول أمُ إبنها تقول لهُ كُلهُ أو أمضُغه وليس كُلها أو أمضُغها هذا إيمان لأنّه بذلك نكون واعين أنّه بالحقيقة الجسد المُقدّس الإله المُتجسّد فىِ زمن مُعيّن ومكان مُعيّن لا يُمكن أن يكون مُعطىِ ذاتهُ لبيت لحم فقط لا بل يُريد أن يكون كُل مكان بيت لحم " الذى جعل ظُلمة الضلال الذى فينا نور من قبِل إتيان " لذلك يقول بولس الرسول " هذا هو السر المكتوم " سر التقّوى التقّوى مُرتبطة بالتناول تقّوى المسيحىِ من المذبح وإتحادهُ بالمسيح حياة آخذ حياتة من المسيح الذى على المذبح لذلك سر وحدتنا وسر قداستنا فى القُربانة نحنُ مُلتفين حول مولود بيت لحم لذلك الشمامسة حول المذبح مع الكاهن لذلك أبونا بيشوى كامل كان يقول أنت لا تُقبلّ يدىّ بل اليد التى تحمل المسيح أنا حملتهُ اليوم وأنت أيضاً حملتهُ أنا حملتهُ بيدى من برّه أنت حملتهُ داخلك وعندما يرفع الكاهن القُربانة لأعلى بيديه يُشير لسمعان الشيخ الذى قال " الآن يا سيد تُطلق عبدك بسلام حسب قولك لأنّ عينىّ قد أبصرتا خلاصك " الكنيسة بمهارة فائقة تجعل حياة المسيح واقع لذلك الجسد سر قداستنا وكُل واحد منّا يُمثلّ جُزء من الجسد لذلك قُل للّه الجسد الذى أمامى هل هو أنت أم شعبك ؟ يقول لك أنا وشعبىِ القُربانة هى المؤمنين لذلك كُل إنسان يأخُذ جُزء والمؤمنين أعضاء جسد المسيح إذاً هى المسيح والشعب لذلك بعد نهاية التناول يلحس الكاهن الصينية ليلتقط الحبات الصغيرة المُتناثرة لذلك لابُد أن تكون الصينية من مادة ناعمة مثل الزُجاج أو الفِضة أو الأستنلس أوإشارة للمسيح المُريح للمؤمنين الحبّة الصغيرة من الجسد تُسمّى جوهرة والكاهن يبحث عن الجواهر الرفيعة وبجانبهِ شماس مُمسك بشمعة وهذا الشماس هو عِين إضافيّة لعين الكاهن كى يطمئن أنّه لا توجد أى جواهر عندئذ يقول " شيرى إستافروس أى السلام للصليب " ويرشم الصليب على الصينيّة هذه الحبات الصغيرة التى يلحسها هى نِفوس التائهين وعلى الكاهن أن يبحث عنها ويُساعده الشماس فىِ البحث عنها فيُشير لهُ عن نفس تائهة جُزء من جسد المسيح مفقود إذاً جسد المسيح سر وحدتنا وكُل واحد منّا لهُ كرامة فى جسد المسيح حتى يطمئن الكاهن أنّ جسدهُ كُلّه فىِ المؤمنين فيُطلق الشعب بسلام للعالم ليكرزوا بموتهِ وقيامتهِ لأنّهُم أخذوا الجوهرة كثيرة الثمن لذلك سر عظمة المسيحية التجسُدّ وسر عظمة الكنيسة أنّها حولّت التجسُدّ لحقيقة الذى يُحولّ المسيح إلى وعظ أو فِكر هو مسكين لكن الذى يقبلهُ ويحياه فطوباه لذلك نؤمن أنّه مولود بيت لحم وهذا الجسد هو جسدهُ المصلوب الذى إعترف أمام بيلاطُس البُنطىِ وهو يُعطىِ الحياة كما قال هو بنفسهُ يُعطىِ حياة هذه وصيتةُ لكُل العالم لذلك التجسُدّ حولّتهُ إلى واقع وكُل واحد منّا جُزء من جسد المسيح ونتمتّع بالتجسُدّ كواقع فى القُدّاس ولذلك أفضل لحظة فى القُدّاس لحظة التناول وقت إلتحام المسيح بالمؤمنين لحظة كُلّها وقار ولذلك أيضاً بها ألحان التوزيع وهى ألحان بها فرحة لأننّا نتحد بهِ الآن فنشكُرهُ معنى كلمة كنيسة " جماعة المؤمنين " أى جسد واحد كُل جُزء منّه يُمثلّ شىء مُهم عِند المسيح لذلك جيد أن تعرف أنّ التقّوى مُرتبطة بالتجسُدّ ولا توجد تقّوى بدون تناول ولا يوجد تجسُدّ بدون تناول الكنيسة بها الحياة الأبدية والمسيح يُعطيك أعظم معنى للحياة لذلك يقولون فىِ صلاة الصُلح " إرفعوا عيونكُم نحو المشرق لتنظروا المذبح وجسد ودم عمانوئيل إلهنا موضوعين عليهِ " ( قُدّاس غريغورى ) عِش فِكر أنّ المسيح موجود فىِ الكنيسة ولا تشكىِ أنّك تشرد وكُل لحظة يشرد فيها فِكرك تذكّر المسيح وتدريب جيد هذا التذكار للمسيح 00لذلك الكنيسة ترسم المسيح كثيراً سواء مصلوب أو مع العذراء أوحاول أن تجمع نظرك بتذكُر المسيح وكُل مرّة تنظُر إليه تنهّد وإشتكىِ نفسك ويقول أحد الآباء أنّ " الصلاة الحقيقيّة هى مجموع هذهِ التّنهُدات " وإن شردت بفكرك مرات عديدة تنّهد مرات عديدة وكأنّك تشكىِ نفسك للّه والله يفرح بذلك ويُعطيك نعمة فتتمتّع بالقُدّاس والتناول ربنا يكملّ نقائصنا ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهِ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.

عدد الزيارات 2499

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل