أن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون احرارا الجمعة الاولى من شهر بشنس

Large image

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح (٨)،ونلاحظ أن الإصحاحات (٨،٩،١٠)من رسالة معلمنا يوحنا عبارة عن مواجهة شديدة جداً بين ربنا يسوع المسيح وبين جماعات اليهود المتفرقة،يسوع يحاول أنه يجتذبهم إليه، يحاول أن يعطيهم مفاهيم جديدة بخلاف المفاهيم المعتادين عليها، وهم لديهم إصرار على ما في قلوبهم وما في أذهانهم، وهذه يا أحبائي مشكلة كبيرة تواجه الإنسان الذي يريد أن يسلك بأمانة وإخلاص في حياته مع الله، أن يكون الإنسان يعيش بفكره الخاص، بمشورته الشخصية، يعيش مقتنع بفكرة معينة وثابت عليها، وليس لديه استعداد على تغييرها،هذه مشكلة جماعة اليهود، قال لهم أنتم ثبتم في كلامي فبالحقيقة أنتم تلاميذي،أي كون أنكم تحبون سماع كلامي وتريدون أن تتعلموا مني فالأمر لا يقف عند هذا الحد أن تثبتوا في كلامي فإذا ثبتم في كلامي تكونون بالحقيقة أنتم تلاميذي، وتعرفون الحق والحق يحرركم، آباءكم قالوا أنهم ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط، فكيف تقول أنكم تصيرون أحراراً،هل أنت تظن أننا مثل باقي شعوب العالم الذي من السهل علينا أننا نستعبد؟! لا فبذلك أنت من الواضح أنك لم تعرف تاريخنا، نحن نود أن نعرفك على تاريخنا،نحن ذرية إبراهيم لم نستعبد لأحد قط، فكيف تقول أنت أنكم تصيرون أحراراً!، أجابهم يسوع وقال "الحق الحق أقول لكم أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية"،مفاهيم جديدة ربنا يسوع المسيح يحاول أن يغرسها فيهم وفي قلوبهم، ونفس المفاهيم يا أحبائي ربنا يسوع المسيح يحاول أن يغرسها في قلوبنا ونفوسنا، أي عندما تأتي لشخص اليوم وتقول له الله يريد أن يحررك فيقول لك هل نحن في استعمار؟!، هل نحن في عبودية؟!، من هذا الذي استعبدنا؟!، نحن أحرار لا يوجد عبودية، أقول لك لا هناك مفهوم للعبودية يختلف عن المفهوم الذي في ذهنك، فليس شرط لكي تكون عبد أن يكون هناك قيود حديدية في يدك، ليس شرط لكي تكون عبد أنك تكون شخص مسخر لشخص آخر، ليس شرط لكي تكون عبد أنك تكون مأخوذ من مكان إلى مكان آخر وتكون عبد فيه، ليس شرط، لكن هناك بعد آخر للعبودية، وهي أنك تكون عبد لسلطان ذاتك، أنك تكون عبد لشهواتك، معنى كلمة عبد أنك إنسان تسعى إلى ما لا تريد، ومعنى كلمة عبد أنك إنسان تسعى لأمور أنت مجبر عليها وأنت لا توافق عليها، ومعنى كلمة عبد أنك مسلوب الإرادة، هذا معنى العبودية، أقول لك هل هناك أكثر من عبودية الخطية لكي تشرح لنا ما هي العبودية، عبودية الخطية تسلب الإنسان إرادته، كيانه، حياته، عمره، قراره، عبودية الخطية مرة جداً، إذا كان بالفعل الإنسان يود أن يكون حر لابد أن يكون حر من داخله، لابد أن يكون الإنسان حر من قيود نفسه في الداخل، شخص يسأل نفسه هل أنا حر أم لا؟، أنا كثيراً من الأشياء تربطني،أنا كثيراً من داخلي هناك أمور تسلب إرادتي، كثيراً ما أسعى لأمور وأشعر بالندم عليها وأكون لا أعرف كيف فعلتها، أقول لك هذه هي العبودية،هذه هي العبودية، القديس أوغسطينوس يقول"أن العبودية عند سيد قاسي أهون من عبودية الخطية"، لأن عبودية الخطية تمرر حياة الإنسان أكثر من عبودية سيد قاسي،عندما يتعب سيد قاسي إنسان أو يستعبد إنسان يجعله يحمل أشياء زائدة، يمنع عنه بعض الطعام، حتى وإن كان سوف يجلده، حتى وإن كان سوف يقتله،فحينما يفعل فيه كل هذا الكلام كم يتألم الشخص وكم يتعب؟، لكن العبودية في الخطية تضيع علينا حياتنا الأرضية وتضيع علينا حياتنا الأبدية، هذه هي عبودية الخطية، هذه هي خطورتها،قال لهم تعرفون الحق والحق يحرركم، ما أجمل يا أحبائي الإنسان الذي أقتنى الحق داخله، ما أجمل الإنسان الذي يصرخ فيه روح الله بكل ما هو حق وكل ما هو عادل وكل ما هو جميل وكل ما هو مسر وكل ما هو حسن في داخل قلبه، هذا هو الإنسان الذي حر بالحقيقة، هذا هو الذي نستطيع أن نقول عليه بالحقيقة أنه حر، لذلك كان الآباء القديسين يقيدوا أجسادهم،يقيدوا أيديهم، يقيدوا أرجلهم،ولكن لا نستطيع أن نقول عليهم أنهم في عبودية، كثيراً ما رأينا قديسين وهم في عصر الاستشهاد وهم مكبلين بقيود حديدية كان من انفعال الفرحة الروحية الذين هم فيها كون أنهم مكبلين يسجدون علي الأرض ويقبلون قيدوهم، ما هذا الذي يحدث؟،هل هو سعيد أنه مقيد؟!، أقول لك لأن الروح من الداخل منطلقة، لأنه يعرف الحق والحق يحرره،لأنه من داخله حر وأن كان يبدو شكله من الخارج أنه عبد.
لذلك يا أحبائي لابد أن تسأل نفسك ما هي العبودية في حياتي؟، ما الأمور التي تربطني وما الأمور التي تذلني؟،ما الأمور التي ليست لدي مقاومة ضدها، هذه هي العبودية، هذا حقا أن الإنسان يكون مستعبد من داخل نفسه،هذا بالفعل الذي تحتاج يد الله لكي تحررني من هذه العبودية، قال لك أن الحق يحرركم من هو الحق إلا ربنا يسوع المسيح ، المذخر فيه كل كنوز الفكر والمعرفة، هو الحق ذاته، هو الذي يستطيع أنه يأتي ليحررنا، فهو الذي قال لنا كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية، عبودية قاسية جداً، شرسة جداً، الخطية لا تشفق، ربما من الممكن أن سيد يشفق على عبده أما الخطية لا تشفق أبدا علي فاعلها، لا تشفق أبدا، تجعلك تخسر كل شيء، تزيد من ربطاتك، تكثر من أحزانك،هذه هي الخطية.
لذلك الإنسان لابد أن يسأل نفسه عند من أنا عبد؟، هل أنا عبد عند سيدي ربنا يسوع المسيح؟، هل أنا باستمرار قوته هي التي تقودني وكلمته هي التي تفرحني؟، هل كلامه هو سراج لرجلي؟، هل أنا بالفعل أشعر أني خاضع لكل وصية بكل حب وكل أمانة وكل اخلاص، هذه هي العبودية عند ربنا يسوع المسيح، عبودية الخطية مرة جداً، لذلك الإنسان وهو يعترف أمام الآب الكاهن هو يحاول أن يطرح خطاياه ويحاول أن يتحرر منها، لذلك الأب الكاهن يقرأ لنا صلاة اسمها صلاة التحليل، شخص يقول لأبونا حللني يا أبي أي حلني، لأنني مربوط بالخطية، فالإنسان الخاطئ عندما يعترف يحل، لذلك الأب الكاهن يقول الذي قطع كل ربطات خطايانا من قبل صليبه، تقطيع للقيود تعني حرية، يفكنا من الأسر، الكاهن عندما يأتي ليقرأ التحليل يضع الصليب غلي رأس المعترف لأننا تحررنا بالصليب، هذا هو الذي فكنا من ربطات الظلمة وربطات الخطية، ما أجمل صرخة داود النبي عندما كان يقول "أقترب إلى نفسي فكها" ،كلمتين ولكن يعبروا عن أنين النفس، نحاول أننا نرددها بأمانة، أصرخ إلى الله وقل له من أعماق نفسي وأنا أجلس في عملي، وأنا أسير في الطريق، وأنا نائم علي فراشي، أقول له أقترب إلى نفسي فكها، فكها من ربطات الظلم، فكها من سلطان الشهوة، فكها من رباط محبة العالم،فكها من أسلوب الخداع، فكها من اللسان المنفلت، فكها من كثرة الإدانة، فكها كثيراً ما تجد شخص يسأل نفسه كيف أنا فعلت ذلك؟ يقول لك لا أعلم أنا فقط أتكلم بسيرالناس ولم انتبه، كذبت وأنا لم انتبه، كلمة لم انتبه هذه هي العبودية، العبودية تجعلك مسلوب الإرادة تماماً، وإذا حاولت أن تقاوم لا تستطيع، من هنا ربنا يسوع المسيح يقول لك أنت عبد لأن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية، لكن أن لا أستطيع أبدا أنني أواجه الخطية لأن الخطية هذه هي سيد قاسي، يوجد من يحارب عنك، ويوجد من يحارب هذا السيد القاسي، ويوجد من يضع لك طريق للحرية بصليبه المقدس، أقترب منه، اطرح همك أمامه، أطرح ضعفك أمامه، وجه إليه صراخات، صراخات بأنين،صراخات بأنين من أعماق قلب يعاني، يعاني من شدة الألم من جراء هذا السيد القاسي، اشتاق للحرية،لا تكون عبد وأنت لا تشعر، أخطر شيء،لا تكون عبد وأنت تحب العبودية للخطية، تريد أن تكون عبد حقا كن عبد عند سيدك يسوع المسيح، اسمع وصاياه واطعها بكل أمانة وكل حب،اطعها من كل القلب، مثلما يقول معلمنا بولس الرسول "لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها"، أطع من قلبك، اسمع الوصية وقل أمين أسندني فيها يارب، معلمنا داود النبي في مزاميره كان يقول"لك فتحت أذني"،عندما كان يقرأ شخص هذه العبارة كان يقول فتحت أذني بمعنى أنا أعطيتك أذني لكي أسمع كلامك، لكنه في الحقيقة كان هناك عادة عند جماعات اليهود أن الشخص العبد إذا ظل يعمل في بيت عند سيد ووجد أن هذا السيد يروق له أي أنه شخص جيد، وكان هذا العبد مشترى لفترة، وبالتالي يمكن بعدها أن يحل من العبودية ولكن كان من الممكن هذه العبودية تستمر إذا كان العبد يحب هذه العبودية،ولكن ما الذي يجعل هذا السيدفي راحة ضمير، والناس تعرف أنه ليس رجل ظالم، اتفق مع شخص ليعمل معه لفترة معينة ولنفترض مثلاً أن الفترة المحددة للعبد هي ستة سنوات ويحرره في السنة السابعة لأن السنة السابعة تمثل الراحة، إذا كان هذا العبد يود أن يستمر عند هذا السيد يقول لكي لا تلومني الناس أو أنت تلومني نحن نضع طقس معين، ما هو هذا الطقس؟! يأتي هذا الشخص أمام كل الناس وأمام باب بيت سيده ويجعله يفتح له أذنه أي يثقبها، يفعل فيها ثقب ويربطه، إشارة إلى أن هذا الشخص أحب أن يستمر في العبودية عند هذا الرجل بإرادته الشخصية،لاحظ إذن معلمنا داود النبي وهو يقول لله أنا لك فتحت أذني، وهذا يعني أنه يحب العبودية عند الرب، وأشهد على نفسي ويشهد علي الجميع أنني أحب أن أكون من ضمن عبيدك بإرادتي أنا فهل تقبلني؟، لك فتحت أذني لذلك فهم يقولوا لربنا يسوع المسيح نحن ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط، وكأن ربنا يسوع المسيح لا يعرف تاريخهم، في حين أنه يعرف تاريخهم، فقال من في الأمة اليهودية التي لم تستعبد، فهل أنتم لم تستعبدوا؟ كثيراً ما استعبدتم، يكفي ما حدث فيكم وأنتم في أرض العبودية، أرض مصر، فرعون لم يكن بالنسبة لكم سيد قاسي، فهوجعل لكم رؤساء تسخير لإذلالكم، أتيتم تقولوا ليسوع لا يوجد أحد أستعبدنا،ألم تذهبوا للسبي البابلي والسبي الأشوري؟!،نبوخذ نصر الملك الوثني أخذ مقدستكم وكان يشرب فيها الخمر، وحول الآنية المقدسة إلى أواني للهوان، هل أنتم لستم عبيد!، في الحقيقة أنتم عبيد،لكن هو لم يجيبهم على فكرة أنكم كنتم عبيد أم لم تكونوا عبيد بل أجابهم بما هو أعمق من العبودية الظاهرية، قال لهم أن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية لذلك يا أحبائي الإنسان لابد أن يكتشف نفسه بكل أمانة، لمن هو عبد؟، لذلك القديسين يقولون لك أنت عبد لمولاك فلا ترضي غيره، أنت عبدلإلهك ربنا يسوع المسيح لا ترضي غيره، لا تدخل في صراعات أنك تكون عبد عند ربنا يسوع وعبد للخطية،لن تعرف، لأنه لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين،لن تعرف، أنا أتمنى أن كل أحد فينا يتخيل نفسه أنه هناك رجل يعمل في نفس الوقت في مكانين وهذا يطلب منه طلب وذاك يطلب منه طلب آخر، ينقسم، لا يعرف ماذا يفعل؟،فيضطر أن يدخل في دائرة صعبة جداً، يأتي عند هذا السيد يقول له أين كنت؟ يقول له أبدا لم أكن، ويكذب، يأتي الآخر يطلب منه طلب لا يعرف أن يفعله يقول له أنني لن أستطيع في الحقيقة يا أحبائي هذه صورة لنفوسنا عندما تعرج بين الفرقتين، لا نعرف هل نطيع الله أو نطيع وصاياه لماذا؟لأننا عبيد لغيره، وفي نفس الوقت غيره لا نستطيع أن نطيعه لأن الخطية نحن نرفضها، فنأتي للخطية ونقول لها لا نعرف، لا نستطيع، نأتي لربنا يسوع المسيح نقول له لا نعرف، لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين، "إن حرركم الابن بالحقيقة تكونون أحراراً" ربنا يسوع المسيح يقترب إلى نفوسنا ويفكها، مثلما قال معلمنا بطرس الرسول "لا تعد نفسك بالحرية وأنت في داخل نفسك عبد للفساد"ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .

عدد الزيارات 1739

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل