القيامة مجد المسيحية الجمعة الأولى من شهر برمودة

Large image

القيامة يا أحبائي هي مجد المسيحية،لذلك الأناجيل الأربعة والكنيسة تركز جداً على حدث القيامة، إنجيل اليوم فصل من بشارة معلمنا مار مرقس،يحدثنا عن المريمات الذاهبين إلى القبر باكر جداً، لكن إيمانهم بالقيامة ضعيف، وتصديقهم للقيامة قليل،ذاهبين يتعاملوا مع جسديسوع المائت،ولأنه جسد مائت آخذين معهن أطياب، آخذين حنوط لأنه جسد مائت،ولأنه جسد مائت فهم في الطريق تذكروا عقبة شديدة جداً وهي من يدحرج لنا الحجر لكي ندخل ونطيب الجسد، من الذي يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟!،لكن لن كمل الطريق ونرى من الممكن أن إلهنا يساعدنا، وقد نستطيع نحن كسيدات أن نحركه، وقد يرسل لنا الله أحد ليساعدنا،هذا هو فكرهن، لكنهم ذهبوا ويقول لك فنظرن ووجدن أن الحجر قد دحرج لأنه كان عظيم جداً،إلى الآن أيضاً هن لايعتبرون أنه هناك قيامة، الحجر دحرج كيف؟! دخلوا القبر،عندما دخلن القبر،داخل القبر نظرن شاباً جالساً عن اليمين لابسا حلة بيضاء فذهلن،وجدوا ملاك، لابس حلة بيضاء، داخل القبر،قال لهم"لا تنذهلن أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب"فمن المؤكد أن الذي آتي إلى داخل هذا القبر تحديداً يريد يسوع،هل أنتم تريدونه؟ قد قام، ليس هو ههنا،هذا هو الموضع الذي وضعه فيه،أنتم تشاهدون المكان الذي وضع فيه وكان هناك حجر كبير لا أحد يستطيع أن يدحرجه،بدأ يعطي لهم البشرى أن يذهبوا إلى التلاميذ، وهنا معلمنا مرقس الرسول يركز على بطرس يقول لك"وقلن لتلاميذه و لبطرس"، لأنه كان يعلم الضعف الذي كان وقع فيه بطرس، أنه يسبقكم إلى الجليل فهناك ترونه كما قال لكم، وبالطبع أخذتهم الرعدة والحيرة إذا تعاملنا مع المسيح يا أحبائي أنه لم يقم،إذا تعاملنا مع المسيح أننا ذاهبين لزيارة قبر فيه جسد لإنسان مائت،إذا كان المسيح أنهى قصة تدبير خلاصنا وهو على الصليب أنزلوه ودفنوه وانتهى الأمر، معلمنا بولس الرسول يصل بالأمر لدرجة صعبة جداً ويقول لك "لو لم يكن المسيح قد قام فباطل إيماننا وباطل كرازتنا ونوجد نحن شهود زور لله"، كل الأمور لا توجد لها فائدة،لكن لماذا يا معلمنا بولس؟!، فربنا يسوع أقام موتى،ربنا يسوع قال تعاليم مقدسة، ربنا يسوع المسيح الإله الذي نزل وصلب، ربنا يسوع هو الذي تجسد، تدابير كثيرة لا تتوقف عند القيامة فقط، يقول لك لا فالمسيح جاء ليخلصني من حكم الموت، فكيف يغلب من الموت؟ إذا كان هو جاء ليخلصني من الموت إذا هو مات ولم يقم إذن الموت أقوى منه وبما أن الموت أقوى منه فبذلك هو لن يستطيع أن يخلصني من الذي أتى لأجله،يكون هو لم يفعل لي شيء، تخيل عندما يدخل طبيب ليجري عملية لشخص ما حالته خطيرة جداً وهذا الطبيب بمهارة شديدة يبدأ عمله في هذه العملية ونفاجئ بشيء عجيب أن هذا الطبيب نفسه مات بجانب المريض،أي أنت أتيت لتحيي هذا الرجل وتشفيه وجدناك أنت تموت بجواره، تخيل ربنا يسوع المسيح جاء ليقيمنا من الأموات ويخلصنا من حكم الموت فهو مات ولم يقم،مثل شخص جاء يخلص آخرمن دين وجدناه هو مديون، شخص جاء يخلص شخص من شخص آخر يضربه وجدناه هو أيضا قد ضرب، كذلك ربنا يسوع المسيح جاء يخلصنا من الموت كان لايمكن أن يمسك من الموت، كان لابد أن يغلب الموت لذلك القيامة هي ركيزة حياتنا المسيحية، انتصار المسيح على الموت الذي نقله لنا، رفع عقوبة الموت الأبدي الذي حكم به على الإنسان، موت أبدي،هلاك أبدي،لذلك إذا تخيلنا قصة ربنا يسوع المسيح قصة كاملة بدون أن ننظر إلى القيامة أقول لك لا فبذلك المسيح يكون قد غلبه الموت وأنتصر عليه، لكن لا فهو أتى ليعلن انتصاره على الموت،جاء يعلن انتصاره على الخطية، على الطبع البشري،على الموت، كل ضعف في الإنسان جاء ليغلبه،وكل ما كان سبب في هلاك جاء يحوله سبب لحياة، ومن هنا نجد أن ربنا يسوع المسيح كان لابد أن يقوم لذلك معلمنا بولس قال لك "أنه إذا لم يكن ممكناً أن يمسك منه"،ليس من الممكن أنه يمسك من الموت، ومنذقديم الزمن في سفر هوشع قال "أين شوكتك ياموت أين غلبتك يا هاوية"، لقد انتهى الموت،القيامة رجاء جديد لحياة جديدة، لانتعامل مع ربنا يسوع المسيح أن هذا جسد مائت موضوع في قبر، قال لك لا أنتم تطلبوا يسوع المصلوب،نعم نريده، نحن نحبه،نحن أحضرنا له أطياب، قال لك لا ليس هو ههنا،هو غير موجود، إذن أين ذهب؟هل نقلتموه إلى قبرآخر؟! قال لك لا إنه قام،قام القيامة يا أحبائي تحقيق أن يسوع الذي شاهدناه على الأرض هو الإله الحقيقي، القيامة تحقيق لعقيدتنا، القيامة تحقيق لإيماننا الأرثوذكسي، إيماننا المسيحي،لذلك الكنيسة تؤكدعلى أنه أهم فعل ربنا يسوع المسيح جاء وخلصنا به لابد أن يكون لنا فيه نصيباً الذي هو فعل الموت والقيامة،لكن كيف ينقل لنا فعل الموت والقيامة؟ قال لك بالمعمودية، معلمنا بولس الرسول يقول لك "مدفونين معه في المعمودية"،ما معنى مدفونين؟ندفن،ندفن أي نموت،لكن هل عندما نحضر طفل لنعمده ندفنه في المعمودية ونتركه مدفون أسفل أم نقيمه منها؟ نقيمه منها، فبذلك هو اجتاز الفعلين الموت والقيامة،لذلك عندمايقول"أنكم قد متم مع المسيح وحياتكم مستترة فيكم"،هل هناك شخص يحدث أناس أحياء يقول لهم أنتم متم!، يقول لهم أنتم قد متم مع المسيح وهم لا زالوا أحياء،قال لك لا بل يقصد متم مع المسيح أي تعمدتم،أي اجتزتم فعل القيامة،والصليب ليس فعل نظري في حياتنا كلنا أخذناه، بماذا أخذناه؟ بالمعمودية،لذلك إذا انتبهتم سوف تجدوا أن الله قصد بالتدبير أنه يقوم في اليوم الثالث، قال لك ولكن لماذا لم يقم في اليوم الثاني؟،أولماذا لم يقم في اليوم الرابع؟ قال لك لأن ربنا يسوع المسيح عندما أوصى على المعمودية قال "عمدوهم بسم الآب والابن والروح القدس"، ثلاثة،إذن كيف نعمد بسم الآب والابن والروح القدس وهم ثلاثة ونجعل المعمد يغطس مرتين، أو نجعل المعمد يغطس أربعة مرات أو خمسة أو ستة أو سبعة!،قال لك هم يكونوا ثلاثة أيام وفي نفس الوقت الآب والابن والروح القدس،لكي يكون هناك اتفاق،فأكون أنا تعمدت بسم الآب والابن والروح القدس وأيضاً دفنت مع المسيح ثلاثة أيام وقمت، لكن إذا كان أثنين أو أربعة لن تكن متطابقة، لذلك ربنا يسوع المسيح قصد أن تكون قيامته في اليوم الثالث، لكي يكون كل أحد فينا في المعمودية ينال نفس النصيب ونفس الفعل الذي ربنا يسوع المسيح فعله لنا،جيد جداً أن نكون بقلب المريمات المحب، الشغوف، المستيقظ باكراً جداً والظلام باقي، ليذهب إلى قبر يسوع، جيد جداً، ولكن ليس حسنا أبدا أننا نذهب إلى قبر يسوع وفي ضميرنا وفي قلوبنا وفي عقولنا أنه مجرد جسد مائت، أقول لك لا فهذا أمر يستحق العتاب،لذلك مريم المجدلية عندما ذهبت مرة ووجدت القبر فارغ،لم تصدق فرجعت مرة أخرى، وعندما ذهبت ثانية إلى القبر وجدته فارغ وهناك ملاك، وجدت يسوع نفسه كلمها وقال لها لا تلمسيني، تذهب تقول لهم يقولوا لها نحن لا نصدق ذلك،تعود ثانية، الآباء يقولوا أن مريم المجدلية التي ذكر عنها في الكتاب المقدس أنها ذهبت إلى القبر خمس مرات في فجر الأحد، خمس مرات هم يقولون أنه بينهم مرات لم تكن تأخذ المشوار كامل،تذهب وترجع وهي في منتصف الطريق أو ربع الطريق تتقابل مع شخص ذاهب تذهب معه مرة أخرى،تعود ثانية تتقابل مع فوج آخر تعود معهم، لكن الكتاب يذكر أنها خمس مرات كانت عند القبر، لكن من المفترض أن يكون لديها إيمان القيامة الكافي،على عكس يوحنا الحبيب الذي ذهب مرة واحدة فقط، مرة واحدة قال لك فرأى وآمن، قلب المريمات قلب ممتلئ عاطفة، قلب ممتلئ اشتياقات، لكن لا تكفي العاطفة بدون إيمان، الإيمان لابد أن يكون ممزوج بعاطفة، لذلك عندما أتعامل مع ربنا يسوع المسيح لا أتعامل معه بعواطفي فقط،هذا منهج منتقص، أخواتنا البروتستانت يتعاملوا بالعاطفة، أقول لك هذا منهج منتقص،قصة المشاعر والعاطفة هذا منهج غير كامل، لابد أن يكون معه إيمان سليم، أنني لن أذهب لقبر فارغ لكن أتأكد أنني ذاهب ليسوع المسيح الحي القائم من الأموات المصلوب المقام،هذا هو الإيمان الذي أذهب به،أذهب بهذا الإيمان مع عواطفي ومشاعري،هذا هو الإيمان الصحيح، جميل جداً أني أمزج عواطفي بإيمان سليم، جميل جداً أن الإيمان السليم يكون معه عاطفة ومشاعر من هنا يا أحبائي القيامة هي سر قوتنا، سر انتصارنا على الخطايا، سر رجاءنا في الحياة الأبدية، سر إيمانا بأن هذا هو المسيح ابن الله بالحقيقة، سر ثبات عقديتنا في المسيح يسوع، لأنه لو لم يكن المسيح قد قام فباطل إيماننا،المريمات ذاهبين معهم أطياب وتأكدوا من القيامة لكن يقول لك هنا أنه أخذتهم رعدة وحيرة، لدرجة أنهم ظلوا فترة غير قادرين أن يقولوا لأحد، قال لك "ولم يقلن لأحد شيئاً لأنهن خفن"، غير قادرين، خائفين، لماذا خائفين؟ يقولون إذا قلنا لأحد يسخر مننا،أوماذا نقول لهم إذا كنا نحن أنفسنا غير قادرين على الاستيعاب كيف نجعل شخص آخر أن يستوعب؟كيف؟، خائفين،غير قادرين أن يقولوا لأحد، لكن من المؤكد أنه كان هناك فعل وصوت في داخل أنفسهم وقلوبهم حركهم وجعلهم يستطيعوا أن يقولوا،قد تكون أحدهن قالت لانحن لابد أن نقول،نحن لابد أن نقول لابد أن نخبرلذلك الكنيسة كلها يا أحبائي تردد مع تسابيح الملائكة أننا بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة، نحن من المفترض أننا كلنا نخبر بقيامة ربنا يسوع المسيح،يسوع المسيح الذي غلب الموت لنا، يسوع المسيح الذي نقل لنا رجاء الحياة الأبدية ونصيبها لنا،المسيح الذي يقول لنا إذا كان فكركم أني في قبر فالقبر فارغ، أنا قمت، أنا دحرجت الحجر ربنا يسوع المسيح يجعلنا نؤمن بحقيقة قيامته في حياتنا الشخصية،يجعلنا لا نتعامل مع جسد مائت، ولكن مع جسد حي بل وجسد محيي ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

عدد الزيارات 1625

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل