ضرورة الأعتراف الجمعة الأولى من شهر أبيب

Large image

إِنْجِيل هذَا الصَبَاح المُبَارَك هُوَ فَصْل مِنْ الأصْحَاح الأوَّل لإِنْجِيل مُعَلِّمْنَا مَارِمَرْقُس البَشِير يَتَكَلَّمْ فِيهِ عَنْ بِدَايِة خِدْمِة رَبَّ المَجْد يَسُوع الَّتِي سَبَقَهَا وَهَيَّأ لَهَا السَّابِق يُوحَنَّا المَعْمَدَان يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِمَرْقُس فِي إِنْجِيلُه { هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ }( مر 1 : 2 ) .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان كَانَ هُوَ المَلاَك .. { وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ } ( مر 1 : 5 ) .. رُبَّمَا هِيَ الكَلِمَة الَّتِي نُرَكِزْ عَلَيْهَا اليُوْم وَهِيَ { مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ } .. الإِعْتِرَاف بِالخَطِيَّة أمر إِلهِي مُنْذُ بِدَايِة الخَلِيقَة .. إِقْرَار الإِنْسَان بِخَطَايَاه أمر مُهِمْ جِدّاً لِيَنَال الغُفْرَان .. قَدْ يَقُول إِنْسَان أنَا أخْطَأت فِي حَقٌ الله وَسَأعْتَذِر لَهُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَأقُول لَهُ أسِفْ سَامِحْنِي لَنْ أفْعَل ذلِك مَرَّة أُخْرَى .. هذِهِ أخِرْ مَرَّة أُخْطِئ فِيهَا إِلِيك وَالله سَيَقْبَل التُوْبَة وَلاَ يَقْبَل التُوْبَة مِنِّي أحَدٌ غَيْرُه .. نَقُول لَهُ لكِنَّهُمْ هُنَا يَذْهَبُون إِلَى يُوحَنَّا المَعْمَدَان وَيَعْتَرِفُونَ لَهُ مُنْذُ بِدَايِة الخَلِيقَة مُنْذُ أنْ أخْطَأ أبُونَا آدَم وَسَقَطَ فِي الخَطِيَّة وَالله يَعْلَمْ أنَّهُ أخْطَأ وَهُوَ يَعْلَمْ أيْضاً أنَّهُ مُخْطِئ لكِنْ الله سَألَهُ { آدَمَ .... أَيْنَ أَنْتَ } ( تك 3 : 9 ) .. أجَابَهُ آدَم { سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ } ( تك 3 : 10) .. الله كَانَ مُنْتَظِر مِنْهُ أنْ يَعْتَرِف بَخَطَأُه وَيَقُول لَهُ أنَا أكَلْت مِنْ الشَّجَرَة .. أي إِعْتِرَاف .. لكِنَّهُ لَمْ يَتَكَلَّمْ .. لكِنْ الله مِنْ عَظِيمْ حُبُّه وَحَنَانه أرَادَ أنْ يَفْتَح لَهُ بَاب لِلتُوْبَة وَيُسَاعِدَهُ لِلإِقْرَار بِخَطِيَّتَهُ فَسَألَهُ سُؤَال مُبَاشِر { هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ } ( تك 3 : 11) .. الله يُرِيدْ أنْ يَسْمَعْ الإِعْتِذَار وَالإِعْتِرَاف .. الله يُرِيدْ أنْ يَسْمَعْ إِقْرَار بِالخَطِيَّة .. مَاذَا يُفِيدْ ذلِك يَا الله ؟ يَقُول أنَّ النَدَم وَحْدَهُ لاَ يَكْفِي وَالإِحْسَاس دَاخِلْ قَلْبَك أيْضاً لاَ يَكْفِي .. لاَ يُوْجَدْ إِنْسَان تُخْطِئ فِي حَقُّه وَبَيْنَك وَبَيْنَ نَفْسَك تَقُول لَهُ أنَا مُخْطِئ وَتَكْتَفِي بِذلِك .. لاَ .. لاَبُدْ أنْ تَذْهَبْ وَتَعْتَذْر لَهُ .. تَقُول أنَّ الَّذِي يَعْتَذِرْ فَهُوَ إِنْسَان مِنْ دَاخِلُه يَنْوِي الإِعْتِذَار فَلاَ دَاعِي أنْ يَذْهَبْ وَيَعْتَذِرْ لِمَنْ أخَطَأ فِي حَقُّه .. لاَ .. كَمَا أخْطَأت فِي حَقٌ هذَا الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ تَذْهَبْ إِلَيْهِ وَتَعْتَذِرْ لَهُ هكَذَا نَحْنُ كَمَا نَفْعَل الخَطِيَّة وَنُهِينْ بِهَا الله وَنَجْرَحُه لاَبُدْ أنْ نُصَالِحُه .. كَيْفَ نُصَالِحَهُ ؟نُصَالِحَهُ فِي صُورِة الكِنِيسَة .. كَنِيسْته هِيَ جَسَدَهُ .. هِيَ الَّتِي تُمَثِّل الله عَلَى الأرْض .. مَا الكَيَان الَّذِي يُعْتَبَر وُجُودٌ الله وَحَضْرَتِهِ عَلَى الأرْض ؟ هُوَ الكَنِيسَة لِذلِك الكَنِيسَة هِيَ مِلْك لِلْمَسِيح إِقْتَنَاهَا بِدَمِهِ .. وَلِذلِك مِنْ ضِمْن أسْمَاء الكِنِيسَة " البِيعَة " .. " البِيعَة " أي الَّتِي إِبْتَاعْهَا بِدَمِهِ .. إِشْتَرَاهَا بِدَمِهِ فَصَارَتْ مِلْكَهُ .. لِذلِك لَوْ إِنْسَان مَصْرِي يَعِيش فِي إِنْجِلْتِرَا لاَبُدْ أنْ يَذْهَب إِلَى السِّفَارَة لِيُعَالِج المُشْكِلَة الَّتِي أخْطَأ فِيهَا وَيَعْتَذِرْ فِي السِّفَارَة وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ حُكْم أوْ مُشْكِلَة السِّفَارَة هِيَ الَّتِي تُآخِذَهُ عَلَيْهَا .. الكِنِيسَة هِيَ سِفَارِة السَّمَاء عَلَى الأرْض .. هِيَ عَرُوس الْمَسِيح .. هِيَ الَّتِي تُمَثِّلَهُ .. لِذلِك إِنْ أخْطَأت إِذْهَبْ وَاعْتَذِر لَهُ هُوَ فِي الكِنِيسَة .. هذِهِ فِكْرَة عَنْ الإِعْتِرَاف لِذلِك عِنْدَمَا كَانَ الله يُقَدِّس الشَّعْب فِي العَهْد القَدِيم كَانَ يَقُول لَهُمْ كُلَّ إِنْسَان مِنْ الشَّعْب يَأتِي وَيُقِر بِأفْعَالِهِ وَيَعْتَرِف بِذَنْبِهِ وَيُقَدِّم ذَبِيحَة .. هُنَا يُوحَنَّا المَعْمَدَان يَتَعَامَل مَعَ مَنْ عَاشُوا العَهْد القَدِيم وَيَعْرِفُون ضَرُورِة الإِعْتِرَاف فَلِكَي يَنَالُوا المَعْمُودِيَّة الَّتِي هِيَ البِدَايَة الجَدِيدَة يَعْلَمُون أنَّهُمْ لاَبُدْ أوَّلاً مِنْ الإِعْتِرَاف كَيْ يَنَالُوا حَيَاة جَدِيدَة هِيَ المَعْمُودِيَّة لِذلِك الإِعْتِرَاف يُسَاعِدْ الإِنْسَان عَلَى فَحْص الذَّات .. وَيَكُون لَهُ وَقْفَة مَعَ الخَطِيَّة الإِعْتِرَاف يُسَاعِدْ الإِنْسَان أنْ يَكُون أمِين مَعَ الله وَمَعَ نَفْسِهِ .. الإِعْتِرَاف يُسَاعِدْ الإِنْسَان عَلَى كُرْه الخَطِيَّة وَفَضْحَهَا وَلاَ يُخَبِّئْهَا دَاخِلَهُ .. الإِعْتِرَاف يُسَاعِدْ الإِنْسَان عَلَى كَسْر ذَاتِهِ .. يُسَاعِدَهُ أنْ لاَ يَجْعَلٌ ذَاتَهُ أثْمَن مِنْ التُوْبَة وَعِنْدَمَا يَفْضَح ذَاتَهُ يَنْفَضِح الشَّيْطَان وَتَنْفَضِح الخَطِيَّة فَيَعْرِف كَيْفَ يَأخُذٌ الإِنْسَان قُوَّة لِلقِيَام مِنْ الخَطِيَّة .. لِذلِك يَقُول الكِتَاب أنَّهُمْ أتُوا إِلَى نَهْر الأُردُن مُعْتَرِفِين بِخَطَايَاهُمْ ( مر 1 : 5 ) فِي سِفْر الأعْمَال يَقُول { وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ }( أع 19 : 18) .. " الَّذِينَ آمَنُوا " هُمْ الَّذِينَ دَخَلُوا الإِيمَان عَلَى أيْدِي أبَائِنَا الرُّسُلٌ مَا مَعْنَى " يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ " ؟ " مُقِرِين " أي صُورِة إِقْرَار يَقُول أنَا مَسْئُول عَمَّا فَعَلْتَهُ وَهُوَ كَذَا وَكَذَا .. " وَمُخْبِرِينَ " أي يَعْرِف .. أي يُعْلِنْ مَسْئُولِيَتَهُ وَيَعْرِف تَخَيَّل إِنْسَان عِنْدَمَا يُقِر بِأفْعَالِهِ يُقِر بِقَلْب مُنْكَسِر نَادِم تَائِب كَيْفَ يَقْبَل الله هذِهِ التُوْبَة ؟ لِذلِك الإِعْتِرَاف فِي العَهْد القَدِيم وَالعَهْد الجَدِيد وَحْدَهُ لاَ يَكْفِي لأِنَّ الإِعْتِرَاف هُوَ إِعْتِذَارعَنْ الخَطِيَّة وَلَيْسَ ثَمَن الخَطِيَّة .. يُوْجَدٌ إِعْتِذَار وَيُوْجَدٌ ثَمَن لِلخَطِيَّة .. تَخَيَّل لَوْ شَخْص إِكْتَفَى بِالإِعْتِذَار نَقُول لَهُ هذَا لاَ يَكْفِي لِذلِك إِرْتَبَطَ الإِعْتِرَاف فِي العَهْد القَدِيم بِالذَّبِيحَة وَهُنَا مَعَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان إِرْتَبَطَ الإِعْتِرَاف بِالمَعْمُودِيَّة .. وَالأنْ إِرْتَبَطَ الإِعْتِرَاف بِالتَّنَاوُل الإِعْتِرَاف إِرْتَبَطَ بِالذَّبِيحَة لأِنَّ الإِعْتِذَار وَحْدَهُ لاَ يَكْفِي .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ لاَبُدْ مِنْ ثَمَن يُدْفَعْ مَعَهُ وَدَلِيل ذلِك أنَّهُ إِنْ سَرَقَ إِنْسَان أوْ قَتَل هَلْ إِعْتِذَارَهُ وَحْدَهُ يَكْفِي ؟ إِنْ صَدَم إِنْسَان آخَر بِسَيَارَتِهِ وَقَتَلَهُ هَلْ يَكْفِي أنْ يَخْرُج مِنْ سَيَّارَتِهِ وَيَقُول أسِفْ لَمْ أكُنْ أقْصُدْ قَتْلَهُ ؟ يَقُولُون لَهُ هذَا لاَ يَكْفِي لاَبُدْ أنْ يَدْفَعْ ثَمَن مَا فَعَلَهُ إِنْ كَانَ تَعْوِيض أوْ سِجْن .. جَيِّدْ أنْ نَعْتَذِر لله عَنْ خَطَايَانَا لكِنْ هُنَاك ثَمَن لِهذِهِ الخَطَايَا يَفُوق طَاقِتْنَا بِكَثِير وَالله يَقُول مِنْ كَثْرِة إِشْفَاقِي عَلِيك سَأدْفَعْ أنَا الثَّمَنْ .. الثَّمَنْ ذَبِيحَة الثَّمَنْ دَم الْمَسِيح لِذلِك أي خَطَأ لاَبُدْ لَهُ مِنْ إِعْتِرَاف وَإِقْرَار وَدَفْع لِلثَّمَنْ لكِنْ الثَّمَنْ يَفُوق طَاقَتِي .. الثَّمَنْ حَمَل بِلاَ عِيب لاَ أسْتَطِيعْ أنْ أحْصُل عَلَيْهِ .. الثَّمَنْ دَم بِرُوح أزَلِي .. ثَمَنْ يَفُوق قُدْرَاتِي الله يَقُول أنَا أُوفِي الدِين عَنْكَ كَيْ تَسْتَوْفِي كُلَّ مَطَالِب العَدْل الإِلهِي لِذلِك الإِعْتِرَاف وَالتَّنَاوُل مُهِمِين جِدّاً .. الإِعْتِرَاف نَدَم بِقَلْب مُنْكَسِر تَقُول لِلأب الكَّاهِنْ حَالِلْنِي يَا أبَانَا أخْطَأت فِي كَذَا وَكَذَاوَقَلْب نَادِم .. وَأتَقَدَّم لِلذَّبِيحَة الإِلهِيَّة الَّتِي يُدْفَعْ بِهَا الثَّمَنْ عَنِّي وَبِذلِك أكُون قَدْ تَبَرَّرْت الإِعْتِرَاف أسَاسِي فِي الكِنِيسَة هُوَ سِر نَقَاوِة أوْلاَدْهَا .. هُوَ سِر بُغْضِة أوْلاَد الكِنِيسَة لِلخَطِيَّة .. الخَطِيَّة هِيَ شِئ عَارِض فِي حَيَاة أوْلاَد الله هِيَ شِئ غَرِيب لِذلِك لاَبُدْ مِنْ فَضْح الخَطِيَّة لأِنَّنَا لاَ نَتَفِق مَعَهَا وَلاَ نَسْتَطِيعْ أنْ نَتْرُكْهَا دَاخِلْنَا .. نُخْرِج الخَطِيَّة وَنَفْضَحْهَا وَنَكْشِفْهَا فَنَتَنَقَّى .. قَدْ يَقُول إِنْسَان إِنْ كَانَ الإِعْتِرَاف ضَرُورَة فَلِمَاذَا الأب الكَّاهِنْ ؟ نَقُول لَهُ قَدْ قُلْنَا سَابِقاً أنَّ الإِعْتِرَاف لِلكِنِيسَة لأِنَّهَا تُمَثِّل جَسَدٌ الْمَسِيح وَمَنْ الَّذِي يُمَثِّل الكِنِيسَة ؟ هُوَ الكَّاهِنْ عِنْدَمَا أسَّس رَبَّ المَجْد يَسُوع الكِنِيسَة وَأسَّس التَّلاَمِيذ وَالرُّسُل قَالَ لَهُمْ { كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ }( مت 18 : 18) .. أعْطَاهُمْ سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ .. وَقَالَ لَهُمْ أيْضاً { مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ . وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ } ( يو 20 : 23 ) .. إِذاً الغُفْرَان مِنْ الله وَلكِنْ عَنْ طَرِيقٌ وُكَلاَء أسْرَار .. الغُفْرَان يُمْنَح مِنْ ذَبِيحِة الله وَلكِنْ المُؤتَمَنْ عَلَى هذَا السِر هِيَ الكِنِيسَة عَنْ طَرِيقٌ الرُّسُلٌ قَدْ يَقُول وَاحِدٌ إِذاً إِحْضِر لِي أحَدٌ هؤُلاَء الرُّسُلٌ وَأنَا أعْتَرِف بُطْرُس .. يَعْقُوب أي رَسُول مِنْهُمْ .. نَقُول لَهُ أنَّ الرُّسُلٌ فِي الكِنِيسَة هُمْ الكَهَنُوت .. الرُّسُل أُقِيمُوا بِإِخْتِيَار إِلهِي .. أُقِيمُوا بِوَضْع اليَدْ .. أُقِيمُوا بِنَفْخِة الرُّوح القُدُس .. وَفِي طَقْس الكِنِيسَة حَتَّى الأنْ الأُسْقُف .. البَطْرِيرْك .. الكَّاهِنْ حَتَّى الأنْ يُرْسَمُوا بِهذِهِ الطَّرِيقَة وَضْع اليَدْ وَنَفْخِة الرُّوح القُدُس يَأخُذُونَ السُّلْطَان الكَهَنُوتِي الكَّهَنُوت لَيْسَ فِعْل بَشَر أوْ وَظِيفَة إِنْسَان بَلْ عَمَل إِلهِي بَحْت لِذلِك عِنْدَمَا يُرْسَمْ الكَّاهِنْ تُوْضَعْ عَلَيْهِ اليَدْ وَيَأخُذْ نَفْخِة الرُّوح القُدُس .. هذِهِ النَّفْخَة مِنْ الأُسْقُف أوْ مِنْ البَطْرِيَرْك وَالبَطْرِيَرْك أخَذَهَا مِنْ الأبَاء الأسَاقِفَة مُجْتَمِعِينْ .. وَالأُسْقُفْ أخَذَهَا مِنْ البَطْرِيَرْك .. وَهذَا يُمَثِّلْ السُّلْطَان الرَّسُولِي المُمْتَدْ فِي الكِنِيسَة عَبْر الأجْيَال .. لِذلِك تَنْتَبِه أنَّ البَطْرِيَرْك الأنْبَا شُنُودَة الثَّالِث هُوَ البَطْرِيَرْك ألـ 117 أي كَانَ البَطْرِيَرْك رَقَمْ وَاحِدٌ هُوَ مَارِمَرْقُس ثُمَّ أتَى بَعْدَهُ إِنْيَانُوس البَطْرِيَرْك رَقَمْ إِثْنَيْن وَثَلاَثَة .. وَأرْبَعَة وَ حَتَّى البَابَا كِيرِلُس السَّادِس البَابَا البَطْرِيَرْك رَقَمْ 116 ثُمَّ بَعْدَهُ الأنْبَا شُنُودَة الثَّالِث البَطْرِيَرْك رَقَمْ 117 مُتَوَالِينْ البَطَارِكَة يُمَثِّلُون الرُّسُلٌ .. وَالَّذِي يُمَثِّل الرُّسُلٌ الأنْ هُوَ أبُونَا البَطْرِيَرْك أبُونَا البَطْرِيَرْك يُمَثِّل مَارِمَرْقُس .. وَمَا عَمَلُه ؟ يُقِيمْ رُعَاة بِالرُّوح الَّتِي فِيه الَّتِي أخَذَهَا مِنْ مَارِمَرْقُس وَمَارِمَرْقُس أخَذَهَا مِنْ شَخْص يَسُوع المُبَارَك .. إِذاً هُوَ سُلْطَان مُمْتَدْ فِي الكِنِيسَة .. وَلِذلِك فِي رِسَامِة الكَّاهِنْ يَقُول لَهُ البَطْرِيَرْك أوْ الأُسْقُفْ إِفْتَح فَمَك وَيَنْفُخ فِي وَجْهِهِ وَيَقُول لَهُ قُلْ وَرَائِي { أنَا فَتَحْت فَمِي وَاجْتَذَبْتَ لِي رُوحاً } .. وَيَصِير بِذلِك الكّاهِنْ مُحَمَّل بِرُوح الأُسْقُفْ أوْ البَطْرِيَرْك الَّتِي أخَذَهَا مِنْ مَارِمَرْقُس وَمَارِمَرْقُس مِنْ الْمَسِيح .. وَلِذلِك الكَّاهِنْ يَقْبَلْ مِنْكَ الإِعْتِرَاف بِخَطَايَاك وَيَضَعْ الصَّلِيب عَلَى رَأسَك لأِنَّ الغُفْرَان تَمَّ بِالصَّلِيب وَيَنْفُخ فِيك نَفْخِة الرُّوح القُدُس فِي نِهَايِة الإِعْتِرَاف .. النَّفْخَة تَصِلَك مِنْ الرُّوح القُدُس وَتُنَقِيك مِنْ خَطَايَاك { يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ } .. الإِنْسَان دَاخِلَهُ خَطِيَّة لاَبُدْ أنْ يُقِر بِهَا وَيُصَالِح الكِنِيسَة وَلاَبُدْ أنْ يَكُون إِقْرَارُه لَيْسَ إِقْرَار لَفْظِي أوْ كَشْف عَقْلِي .. نَحْنُ لاَ نَعْتَرِف وَنَقُول مُجَرَّدْ كَلاَم نَظَرِي بَلْ كَلاَم نَابِعْ مِنْ قَلْب تَائِب وَنَفْس نَادِمَة وَإِنْسَان مُنْكَسِر مِنْ جَرَّاء خَطَايَاه .. هذِهِ هِيَ التُوْبَة طُوبَى لِلإِنْسَان الَّذِي عَرَفَ أسْرَار الكِنِيسَة .. طُوبَى لِلإِنْسَان الَّذِي عَاشَ الكِنِيسَة بِغِنَى التَّمَتُعْ طُوبَى لِلإِنْسَان الَّذِي إِنْتَفَعَ بِعَطَايَا وَبَرَكَات الكِنِيسَة .. هذَا الإِنْسَان يَعِيش فَرَحٌ قَائِمْ دَائِس لِلأوْجَاع .. غَالِب أصْعَب شِئ أنْ يَكُون لَدَيْكَ ثَرْوَة وَلاَ تَدْرِي بِهَا أوْ تَلْبِس صَلِيب ذَهَبْ وَتَتَخَيَّلَهُ مَعْدَن رِخِيص .. الكِنِيسَة أعْطَتْ لَنَا كُنُوز وَألْبَسَتْهَا لَنَا وَقَالَتْ إِجْعَلُوهَا دَاخِلَكُمْ وَلكِنَّنَا لَمْ نَعْرِف قِيمَتْهَا .. هذَا كِنْزَك .. الكِنِيسَة الَّتِي صَنَعَتْ القِدِّيسِين وَأوْرَدَت أتْقِيَاء لِلسَّمَاء لاَبُدْ أنْ نَحْيَاهَا بِإِسْلُوب صَحِيح كَانُوا يَعْتَرِفُون لِيُوحَنَّا المَعْمَدَان بِخَطَايَاهِمْ وَحَتَّى الأنْ الكِنِيسَة تَقْبَل تُوْبِة التَّائِبِين وَالأب الكَّاهِنْ يَقُول عَلَى المَذْبَحٌ { إِقْبَلٌ يَارَبَّ تُوْبِة التَّائِبِين وَاعْتِرَافَات المُعْتَرِفِينْ } الله يَقْبَل تَوْبَتْنَا وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1382

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل