مسئولية الراعى الجمعة الأولى من شهر بابة

Large image

تعتاد الكنيسة يا أحبائي في تذكار الآباء البطاركة أن تقرأ لناإنجيل الراعي الصالح كمثال لرعاية ربنا يسوع المسيح لكنيسته،أود أن أركز معكم على الجزء الذي فيه ربنا يسوع المسيح شبه نفسه بالراعي، الراعي مسئوليته أنه ينتبه علي كل الخراف،لكن هناك مسئولية بالأكثر عليه تجاه الخراف الذين في خطر والتي معرضة لذئب،وهناك مسئولية عليه تجاه الخراف الضالة،وهناك مسئولية عليه تجاه الخراف الطائشة، وهناك مسئولية عليه تجاه الخراف التي ليست من نفس الحظيرة، لدرجة أنه يقول ينبغي أن آتي بتلك أيضاً، بمعنى أنه شاعرأنها مسئوليته هو الراعي،لابد أنا الذي أحضرها، في مثل الخروف الضال يقول لك أنه كان راعي لدية مائة خروف، ولكن هناك خروف ضاع،كيف ضاع هذا الخروف؟من المؤكد أن الراعي وهو يسير بالمئة خروف الآخرين ضل منه هذا الخروف،انحرف يمين أو انحرف لليسار، انحرف، قد تتعجبوا يا أحبائي عندما يقول لك الكتاب المقدس أن الراعي أضاع خروفاً،نسب الضياع للراعي وليس للخروف، أضاع خروفاً، وكأنه يريد أن يقول له أنا أعطيتك مائة خروف أنت الآن أضعت أحدهم فأين هو؟، وكان هناك عرف متبادل في الرعاية وهو أنه عندما أعطيك قطيع يكون مكون من مائة خروف، إذا أحضرتهم لي 98 خروفاً فإني أحسب عليك الإثنين، نكتشف هذا الجزءفي أبونا يعقوب وهو يتحاسب مع خاله لابان،حين قال له "أنت مسروقة الليل ومسروقة النهار كنت تسألني"،إذا أشياءسرقت كنت تأخذها مني، أنا لم أظلمك في شيء،فعندما كانت الأشياء تفقد على من تأتي المسئولية؟! على الراعي يقول لك أضاع خروفاً،بمعنى نحن الآن يارب غنم رعيتك،نحن شعبك،إذا شخص ضل منا فهل تكون مسئوليتك؟! يقول لك نعم مسئوليتي، نشكر إلهنا الصالح جداً يا أحبائي أنه لم يجعل مسئولية الضياع على الخروف بقدر ما جعلها على الراعي ولم يجعل الأمر يتوقف على ذكاء الخروف أو ولاء الخروف ولكن على رعاية الراعي ومهارة الراعي،فهذا عمل الراعي، عمل الراعي أن يقود الحملان، أنه يجمعهم،فعمل الراعي بالأخص للخراف الضالة والشاردة، عمل ربنا يسوع المسيح خاص بنا وإن كنا بعيدين، عمل ربنا يسوع المسيح خاص بنا وإن كنا ضالين،وإن كنا شاردين، وإن كنا نحب الزيغان،نحب الابتعاد، عمل ربنا يسوع أنه يجمعنا إلى حضنه، مبارك أنت يارب الذي جعلت أعينك علينا، وجعلت من مسئوليتك علينا أننا حتى إذاضللنا نكون نحن مسئوليتك، وعندما يضل ماذا يفعل؟ يقول لك يترك ال99، ويذهب ليبحث عنه، ما الذي يجعله يفعل ذلك؟ أولا لأن الذي فقد غالي،ثانياً لأنه شاعر بمسئولية تجاهه ،لن يهدأ إلا عندما يحضره،إذالم يشعر بهذه المسئولية تجاهه لن يسعي خلفه، ولا يحضره،ونحن يارب عندما نفقد،عندما نضل ماذا تفعل أنت؟ يقول لك أنا لا أسكت، لاأهدأ بل أنا أظل ورائك، أظل أراقبك، أظل أحدثك،أظل أناديك،وأظل تارة بالعصي وتارة بالعكاز وتارة أخرى بالسوط،كما كان أحد الآباء القديسين يقول له "رغم أنني كنت تائه إلا أنك أنت بلطفك استخدمت معي يدك لا عصاك" أي بلطف رغم أنني تائه واستحق الضرب إلا أنك كنت تستخدم معي يدك لا عصاك،يظل الله يجمع، يجمع، يبحث، ينادي،يلح عليك مثلما قال "طول النهار بسطت يدي"، الله يظل ينادي علينا،يظل يبحث عننا، كل واحد فينا فيزيغ، في تيه،في ضلال،تجد الله لم يتركه،يرسل له صوت، يرسل له كلمة، يرسل له حدث،يرسل له شيءيوقظ ضميره،فهذه هي الرعاية، ما أجمل معلمنا داود النبي عندما كان يقول لله زيغاني راقبت، زيغاني أي حتى وأنا أزيغ عنك يارب أنت كنت تراقبني،زيغاني راقبت، كنت منتبه لي،راقبت أي نظرت ،تابعت ،زيغاني راقبت، راعي صالح.
أحيانا الإنسان يظن أن الله تركه، أو أحياناً الإنسان يظن مثلما يقول أن الرب قد نسيني،يقول لك لا لن ينساك، فهومن الممكن أن يكون فقط منتظر الأسلوب المناسب، والوقت المناسب الذي يجذبك به، فمن المؤكد أنه هناك تدبير معين لديه يريد أن يجذبك به، يريد أن يرى أنت من الممكن أن تستجيب بأي أسلوب، ربما يريد أن يتركك قليلاً في هذا الزيغان لكي تتذوق مرارته وحينئذ تصرخ ثم بعد ذلك تجد نفسك أنت الذي تبحث عن الراعي، وهنا تتلاقى المشيئتين، ما أجمل الرجوع إلى الله يا أحبائي عندما يكون الله يبحث عني وأنا أيضا أبحث عنه، وقتها نتعانق.
جميل في عمل الراعي أن يتابع الأعضاء الضعيفة، فأنا إذا أدركت هذا الكلام وشعرت بهذا الكلام أنني محبوب من الله جداً، وأن حتى زيغاني هو يراقب، هو يتبعني وأن كنت تركت حظيرته، جميل جداً الإنسان الذي يأتي له هذا الإحساس، سيدنا البابا شنودة الثالث الله ينيح نفسه كان له عبارة جميلة جداً يقول لله "أطلب نفس خروفك، فأنا خروفك ولو لم أكن موجوداً في حظيرتك، أنا درهمك ولو لم أكن موجوداً في كيسك"، أنا معدود عليك ومحسوب عليك، أنا معدود عليك،كلنا الآن اسمنا من شعب المسيح، عندما نعمد الطفل نقول له أكسيوس أي مستحق، نقول أكسيوس،أكسيوس،أكسيوس،(فلان) من شعب المسيح،هذا الطفل أصبح من شعب المسيح،أصبح من غنم رعيته،أصبح من ضمن الناس الذي نأخذوا البنوة من الله، أخذوا نعمة الميلاد الجديد، أخذوا نعمة وعطية الروح القدس، واسمه دعي عليه،وأجمل من كل هذا يختم بالميرون، الختم عبارة عن الملكية،عندما يكون لديك كتاب ملكك فتختم عليه إذا فقد منك هذا الكتاب أو حدث له أي شيءآخر تستطيع أن تحضره عن طريق الختم،إذا ذهبت عند أحد أصدقائك ووجدت كتابك وختمك عليه تقول له هذا كتابي،يقول لك أنا في الحقيقة لا أذكر من أين جاء لي هذا الكتاب؟،تقول له لاهذا ملكي، ملكي، يقول لك هل أنت تتذكر جيداً، تقول له عليه الختم الخاص بي،الختم بيني وبينك،الختم ضمان الملكية، نحن مختومين،نحن من ضمن القطيع المقدس، بنيت لخدره السماوي،نحن من ضمن القطيع المقدس، لذلك من ضمن العادات التي يفعلها الرعاة لكي لا تختلط القطعان أن يصبغوا قطيعهم بلون معين،فيكون راعي يعرف أن قطيعه له لون أحمر،وآخر له لون أزرق،وآخر أخضر،لكي الغنم لا يختلطوا مع بعضهم البعض،إذا ذهبوا ليستقي الماء أو لأي سبب آخر فإنهم يجتمعوا بسهولة، وأجمل ما في القطيع أن يقول لك إذا كان هناك مائة قطيع مختلطين مع بعضهم البعض فبمجرد أن راعيهم فقط يعلن لهم إشارة أو ينادي عليهم بكلمة تجد كل غنمة ذهبت لراعيها، كيف؟! يقول لك لأن الغنمة لديها ميزة أنها تميز صوت راعيها جداً، قال لك فتسمع صوتي فتتبعني، فمثلما هو يبحث عني أنا من المفترض أيضاً أنني أسمع صوته، أنا لابد أن أكون لدي نعمة تمييز صوته،لابد أن أتجاوب مع نداءاته، الله يبحث علينا، كم من مرة الله يرسل لي إنذار، صوت، نداء، كم مرة الله يحاول أن يوقظ ضميري، ينقذ نفسي المائتة،يريد أن يقول لي تعالى أين أنت؟أين تذهب؟أنت تسير في أي طريق، ماذا تأخذ من كل هذا الزيغان؟،اختصر الزمن، عيش من ضمن القطيع، خذ ضمان الحياة الأبدية، كلما تضل عني أنت معرض للسرقة والضياع والسلب والنهب، أنت معرض للغدر طالما بعيد عني، لكن معي أنت في أمان،هذا هو الإنسان يا أحبائي وهذه هي حياته، نحن الآن القطيع المقدس لربنا يسوع المسيح،نحن القطيع المقدس وأن كنا في وسط العالم نحن قطيع صغير فنحن قطيع مقدس، كل أحد فينا محسوب، كل شخص فينا غالي، كل شخص فينا له قيمة، كل شخص فينا يمثل الراعي، كل أحدمنا يمثل مهارة الراعي وشرف الراعي،فكل فردفينا هكذا، كل فرد فينا له بصمة في قلب الراعي،هل أنا متأكد من هذا الكلام أم أني أحسب نفسي غنمة في وسط الغنم وأسير وكفى، أكثر شيءيفعله فينا عدو الخير أنه يسلب مننا حقنا في تبعية المسيح،ويسلب مننا إحساسنا بأهميتنا لديه،ويجعلني أشعر أني كم مهمل،يقول لك لا،ما أجمل الإنسان الذي يشعر أن له قيمة عند الراعي، لدرجة أن القديس يوحنا ذهبي الفم كان يقول لله"يارب أنا أشعر أنك لو لم يكن في العالم كله إلا أنا كنت ستأتي وتتجسد وتصلب لكي تفديني أنا بمفردي"،تخيل هكذا أن كل فرد يشعر أن آلام ربنا يسوع المسيح وعمل ربنا يسوع المسيح في تدبيره للخلاص كل هذه الأمور فعلت من أجله هو شخصياً،غنم مهم، محبوب، ما أجمل كلمة معلمنا بولس الرسول عندما كان يقول"الذي أحبني وأسلم ذاته لأجلي"، ما هذا التخصيص!،حقا الله أحب العالم لكن لابد أن أشعر أنه أحبني أنا، وأسلم ذاته لأجلي أنا،راعي صالح،صلاحه لا يقف على طياشة الخروف، الله يبحث ويفتش.
من الذي ذهب لينقذ لوط من وسط سدوم وعمورة؟! الله، ذهب ليبحث عن الضال،ذهب ليبحث عن الزائغ والتائه والبعيد، لدرجة أنه يقول لك أن لوط قال له نعم لكن أنا لا أستطيع أن أخرج الآن، أنا لابد أن أرى بناتي، ذهب لبناته، بالطبع بناته في سلطان أزواجهم، وأزواجهم كانوا تابعين لأهل سدوم وعمورة، فيقول لك أنه "كان كمازح في وسط أصهاره" ولم يأخذوا بكلامه، فيقول لك أن لوط تباطء،لم يعدلديه حماس أن يخرج، لماذا؟! لأن الخطية كانت قد فعلت داخله عدوى،فعلت داخله نوع من أنواع اعتيادها، فقالارتكوني مع أهل سدوم،فبذلك أنت تهلك، فتباطء، لدرجة أن الكتاب يقول لك قصة عجيبة جداً يقول لك أن الملاكين الذين أرسلهم الله للوط لكي ينقذوهم عندما وجدوه غير مستجيب يقول لك أمسكوا بيديه،جروه،هذا هو الراعي، راعي،تعالى إلى أين أنت تذهب؟ أنا جالس هنا،لاأنت لابد أن تذهب الآن، لا أنا لن أذهب، لا لابد أن تذهب الآن، هو يعرف مصلحته،كثيراً ربنا يسوع يريد أن يمسكنا بأيدينا وينقذنا،ينقذنا من فجور، إثم سدوم وعمورة،يريد أن يخرجك،يريد أن يخرجك من وسط هذه الدائرة، قال له "لا تقف في كل الدائرة اهرب إلى الجبل لئلا تهلك"،اهرب،وهرب بالفعل لئلا يهلك وإن كان تباطء، لكن الله صالح، راعي صالح لا يترك أولاده،يريد أن يأخذهم في حضنه، يريد أن ينجيهم، حتى وإن كان استعدادهم بطئ، هذا هو الله، الله يبحث، يبحث ويفتش،كثيراً ما يحاول الله أن يبحث عني وأنا أحياناً لا أستجيب،يمسك يدي وأنا أرفض،يخرجني وأنا قلبي لازال موجود في سدوم وعمورة،ولازلت أيضاً أريد أن أراقبها،وقلبي فيها، وعيني فيها،مثل زوجة لوط للأسف التي جرأت أن تنظر خلفها على الرغم أنه قال له لا تنظر خلفك،لكنها نظرت للخلف، نموذج.
لكن تأتي وتسألني هل الراعي فعل ما يجب فعله أم لا؟ أقول لك فعل ما عليه وأكثر أيضاً،أي أن الله عندما يأتي لنا سوف يقف أمامنا مبرأ تماماً من أي إثم نحن فعلناه، لماذا؟ يقول لك أنت أتعبتني، قال هذا الكلام في سفر أشعياء،قال "أتعبتني بخطاياك واستخدمتني بآثامك"،أتعبتني تخيل أنت عندما أكون أنا لا أتجاوب لصوت الله وأصل لدرجة أني أكون كما يقول أب لابنه يا ابني أنت أتعبتنا، كفى، تخيل أنت عندما أقف أمام الله ويقول لي أتعبتني،كثيراً جداً أناديك ولم تسمع، أمسك يدك ترفض، أحاول معك بكل الطرق أنت لا تريد فما الذي أنت تريده؟ إذن أنت حكمت على نفسك، أنا من فمك أدينك، لأنك رفضتني أنا أرفضك،هذه هي الخطورة، راعي صالح يرعاك وترفض!، راعي صالح يبحث عنك ويدعوك ويجذبك وترفض!، أعطاك صوت روحه داخلك لكي يجعلك تئن من كل خطية، أحيانا ياأحبائي نحن نتهاون، كم نشعر أن العالم يظل يتغير بشدة وبقسوة،وهناك تيارات جديدة تدخل داخلنا ونحن أيضا تاركين أنفسنا، الذي يشاهد أمور خليعة،والذي يراقب أشياء لا يصح أبدا أن عين أولاد الله تراها، الله يرى ويظل يوقظ،يقول لك لم تصلي قم صلي،لا يصح أن ترى هذه الأمور الرديئة لست أنت الذي تشاهدها، وأنا جالس،يمسك يدي وأنا رافض، لكن وماذا بعد؟،راعي صالح، راعي صالح لايريد أن يتركنا أبدا ولن يتركنا إلى النهاية،سيكون هو أمين حتى وإن كنا غير أمناء،سيظل يبحث عنا حتى إذا جئنا في يوم الدينونة سيقف أيضاً يشفع فينا عن كل جهالات ويقول هذه جهالات،تعرف عندما شخص يخطئ فيأتي آخر يعتذر ويقول لك هذا طفل أي أنه لا يفهم، وكأن الله يشفع فينا أننا بجهل فعلنا خطايا كثيرة، لكن سيأتي وقت يقول لك لاانتبه،أنت لم يكن بجهل،أنت كان بإصرار،أنت كان بعناد،أنت كثيراً رفضت،كثيراً رفضت أدبي وألقيت كلامي خلفك، كثيراً.
لذلك يا أحبائي إنجيل الراعي الصالح يعلمني أن الله مسئول عني، وأنا فرد من ضمن قطيعه،أسلم له نفسي، أطيعه، يقول لك "شكرا لله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها"،أطاع من القلب، اسمع صوته في الإنجيل وميزه،لكي تعرف كيف تميز بين الأمور المتخالفة،لكي عندما يأتي صوت العالم تعرف أنه صوت مضل، تعرف كيف لا تخضع له، هذا هو هدف الله في رعايته لنا، هدف الله في رعايته لنا أننا كلنا نتبعه، وأن نصير رعية واحدة لراعي واحد، صعب على الإنسان يا أحبائي الذي يسمع الكلام وكأنه لم يسمع، صعب على الإنسان الذي يتصامم أمام الله، ولا يبالي بالنداء،لا فهو راعي صالح، سهران عليك، عينه عليك، يراقبك،يري كل احتياجاتك ويسددها لك،يري الأعداء الذي أنت لا تراهم، هو يرعبهم، يريدك أنت تنام ويكون هو سهران،هو يجوع وأنت تأكل، هو يعطش وأنت تشرب،هذا هو عمله، هذ ربنا يسوع المسيح،يرعانا،يرتب لنا فرص النجاة، وفرص الخلاص،ما أجمل كلام معلمنا داود النبي عندما كان يقول"الرب راعي فلا يعوزني شيء"، جرب معنى رعاية، قال لك أنا الراعي لي هو الرب فجعلني لا أحتاج لشيء، فيجعلني في مراع خضر باستمرار، تريد أن تفرح خروف،تريد أن تجعل خروف يتهلل من الفرح، يتهلل، يتهلل أي يكون مبتهج جداً جداً، ضعه في مراعي خضر كبيرة على مدى بصره يري خضرة في خضرة في خضرة،يقول كل هذا أكل، يكون سعيد جداً،ولأنه يعرف ما يفرح الخروف يقول لك في مراعي خضر يربضني،فأنا أجلس في مراع خضر، فهو رابضني فيها، بمعنى أن الخراف دائماً تذهب في مكان جاف أولا وبعد ذلك تذهب على مراعي خضراء تأكل وتذهب،قال لك لا فهو يجلسني دائماً في مراع خضراء، وقد تمسك آباء الكنيسة بهذا الكلام الجميل يقول لك المراعي الخضراء هي الكنيسة،والمياه التي تسقيها لي هي ينابيع الروح القدس عن طريق الأسرار،ويهيئ تجاهه مائدة فهذه مائدة الإفخارستيا،أنت الآن تجلس في مراعي خضراء، خير كثيرحولك،غنى،دسم،ينابيع روح، أشرب، مائدة تعطيك غذاء لنفسك وجسدك وروحك، تعطيك غفران، تعطيك راحة،تعطيك سلام، تعطيك ضمان الحياة الأبدية، تخيل كل ذلك والراعي يقول لي تعالي وأنا أقول له لا،فأنا بذلك أكون متباطئ،أكون متباطئ مثل لوط الذي يأخذ خطوة للخلف وخطوة للأمام،لا أريد أن اسمع الكلام،واجعل الله حتى يكون يريد أن يمسكني بيدي هذا هو الإنسان المتباطئ،لذلك يقول لك في المزمور يقول كلمتين من الممكن أن نندهش منهم قليلاً حين يقول لك لا تكن كفرس أو بغل، ماهو الفرس وما هو البغل؟! الفرس هو الذي يكون مندفع دون أن يحسب للأمور، اندفاع بدون توجيه،هذا هو الفرس،لذلك دائمًا الفرس من كثرة اندفاعه نضع له لجام لكي نضبط اندفاعه، فيقول لك لا تكن فرس،لكن ما هوالبغل؟!قال لك البغل يعرف عنه أنه بليد،وأنه بطيء، ولا يسير إلا بالضرب، فيقول لك أنت لا تكون هكذا إما أن تكون فرس وإما تكون بغل،لا تكون مندفع في كل أمور حياتك بلا ترويض،ولا تكون متباطئ لا تسير إلا بالضرب، الله يريد أن يرعانا،يريد أن يوفر لنا سبل نجاة، سبل حياة، يريدنا فرحين،يريدنا مبتهجين،لم يدعنا معوزين لشيء، ما أجمل الخروف المتمتع بصلاح الراعي، ما أجمل الخروف الذي يعيش في قطيع ويشعر بأمان، ويشعر بمهاره راعيه،ويجلس يشاهد الغنم الذي يضيع ويقول للراعي لا تتركهم،وإذا كان له دور مع الغنم الذي يضل يحاول أن يفعله، ما أجمل الخروف الذي يجلس في القطيع متهلل ومبتهج بقوة واقتدار راعيه،هذه هي النفس التي تعيش في وسط الكنيسة، سعيدة لجماعة المؤمنين، سعيدة براعيها ،متهللة بعطاياه .ربنا يمتعنا برعايته لكي لا يعوزنا شيء، لكي نتبعه أينما يوجد، لكي نسمع صوته فنميزه فنتبعه.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

عدد الزيارات 1639

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل