سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْط الجمعة الأولى من شهر هاتور

Large image

تَقْرَأ عَلَيْنَا الكَنِيسَة اليُوْم فَصْل مِنْ بِشَارِة مُعَلِّمْنَا مَارِ مَتَّى البَشِير .. رَبِّنَا يَسُوع وَاقِفْ فِي قَيْصَرِيَّة فِيلُبُّسَ وَهيَ مَنْطِقَة فِي الشَّمَال .. رَبِّنَا يَسُوع يُرِيدْ أنْ يَطْمَئِنْ عَنْ مَاذَا يَقُول النَّاس عَنْهُ .. البَعْض يَقُول عَنْهُ أنَّهُ رَجُلٌ مُسْتَقِيم ذُو أخْلاَق جَيِّدَة .. يَقُول لَيْسَ الأمر إِنِّي رَجُلٌ جَيِّدْ الأخْلاَق بَلْ أُرِيدْ أنْ أعْرِف إِعْتِقَاد النَّاس فِيَّ مَنْ أنَا ؟ نَعْتَقِدْ أنَّ كُلَّ إِنْسَان يُحِب أنْ يَسْمَعْ هذِهِ الكَلِمَات الطَّيِبَة أنَّهُ إِنْسَان جَيِّدٌ الأخْلاَق أوْ مُتَفَوِق أوْ مُتَمَيِز .. لكِنْ يَسُوع يَقُول هذَا لَيْسَ قَصْدِي بَلْ أُرِيدْ أنْ أعْرِف هَلْ يَعْلَمُون إِنِّي مُرْسَل مِنْ الله ؟ هَلْ يَعْلَمُون إِنِّي إِبْن الله المُتَجَسِّدْ ؟ هَلْ يَعْلَمُون هذِهِ الأُمُور أم غَائِبَة عَنْهُمْ ؟فَسَمَعَ مِنْ مُعَلِّمْنَا بُطْرُس الرَّسُول مَا طَيَّبَ قَلْبَهُ قَالَ لَهُ بُطْرُس { أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ } .. فَأجَابَهُ رَبَّنَا يَسُوع { طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا . إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّموَاتِ } ( مت 16 : 16 – 17) .. بَدَأَ يَسُوع لَهُ المَجْد يَقُول لِبُطْرُس سَأُقِيمَك رَئِيس فِي الكِنِيسَة وَعَمُود فِيهَا .. سَأُقِيمَك رَسُول مُدَبِّر فِي الكِنِيسَة .. يُجِيب بُطْرُس إِذاً مَاذَا أفْعَل يَارَبَّ ؟ يَقُول لَهُ رَبَّ المَجْد يَسُوع { سَأُعْطِيك مَفَاتِيح المَلَكُوت } .. يَا الله هذِهِ كَلِمَة قَوِيَّة جِدّاً وَكَبِيرَة جِدّاً .. يُكْمِل يَسُوع قَوْلَهُ لِبُطْرُس { وَمَا تَرْبُطُهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّموَاتِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّموَاتِ } ( مت 16 : 19) .. هذَا مَا يُسَمَّى " سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ " نَتَكَلَّمْ اليُوْم عَنْ السُلْطَان الَّذِي أعْطَاهُ الْمَسِيح لَهُ المَجْد لِتَلاَمِيذَهُ وَالرُّسُل فِي الكَنِيسَة سُلْطَان إِسْمَهُ " سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ " .. مَاذَا يَعْنِي ذلِك ؟ يَعْنِي هذَا أنَّهُ عِنْدَمَا نَسْقُط فِي الخَطِيَّة وَنَتُوب عَنْهَا نَذْهَبْ لِلكَّاهِنْ وَنَقُول لَهُ حَالِلْنِي يَا أبَانَا فَيَقْرأ لَنَا الحِلٌ فَنُحَلٌ مِنْ خَطَايَانَا .. قَدْ نَتَسَاءَل هَلْ هذَا كَلاَم صَحِيح أم مُجَرَّدْ كَلاَم ؟ كَيْفَ نَفْهَمْ هذَا الأمر أنَّ إِنْسَان يَسْقُطْ فِي الخَطِيَّة وَالأب الكَّاهِنْ يَقْرأ لَهُ كَلِمَات قَلِيلَة نُسَمِّيهَا الحِلٌ فَتُحَلٌ عَنْهُ خَطِيَتَهُ ؟نُجِيب هذَا كَلاَم الإِنْجِيل أنَّ الله أعْطَى البَعْض سُلْطَان إِسْمُه سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ .. أي " الحِلٌ " مَعْنَاه " شِئ يُحَلٌ " وَ " الرَبْطٌ " مَعْنَاه " شِئ يُرْبَطٌ " .. أي مُمْكِنْ أحِلٌ إِنْسَان وَأرْبُطٌ آخَر .. أي أسْمَح لإِنْسَان وَأمْنَعْ آخَر أوْ أحْرِم آخَر .. هذَا إِسْمَهُ سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ قَدْ نَتَسَاءَل ألاَ تَكُنْ العِلاَقَة بَيْنِي وَبَيْنَ الله مُبَاشِرَة دُونَ وَسِيطٌ ؟ .. لاَ .. الله يُرِيدْ الوَسِيطٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَك .. وَهذَا الكَلاَم لَيْسَ مِنْ العَهْد الجَدِيد فَقَطْ بَلْ أيْضاً كَانَ مَوْجُود فِي العَهْد القَدِيم هُنَا أرْبَعِة مَرَاحِلٌ لِهذَا السُلْطَان :-
1/ مَرْحَلِة العَهْد القَدِيم :-
رَبِّنَا يَسُوع فِي العَهْد القَدِيم إِخْتَار فِئَة مُعَيَّنَة مِنْ الشَّعْب وَأطْلَقَ عَلَيْهُمْ إِسْم الكَهَنَة وَهُمْ سِبْط لاَوِي .. هُمْ مَنْ يُقِيمُوا الشَّرِيعَة .. لَوْ أخْطَأ إِنْسَان يَذْهَب إِلَى اللاَّوِي كَيْ يُقَدِّم لَهُ ذَبِيحَة .. فِي سِفْر اللاَّوِيِّين أصْحَاح 5 يَقُول { يُقِرُّ بِمَا قَدْ أَخْطَأَ بِهِ وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ } ( لا 5 : 5 – 6 ) .. مَاذَا يَعْنِي " يُقِرُّ بِمَا قَدْ أَخْطَأَ بِهِ " ؟ أي يَعْتَرِف بِخَطَايَاه .. وَمَنْ يُقَدِّم عَنْهُ الذَّبِيحَة ؟ لَيْسَ أي إِنْسَان بَلْ الكَّاهِنْ الَّذِي يُقَدِّم عَنْهُ الذَّبِيحَة وَهُوَ يَعْتَرِف لَهُ .. إِذاً لاَبُدْ مِنْ وَسِيط ؟ يَقُول نَعَمْ أُرِيدْ وَسِيط وَأنَا عَيَّنْتَهُ وَمَادُمْت قَدْ عَيَّنْتَهُ إِذاً فَكَأنَّك تَفْعَل هذَا الأمر مَعِي لِذلِك فِي قِصَّة يَشُوع بن نُون وَعَخَان بن كَرْمِي الَّذِي سَرَق وَأخَذْ مِنْ الغَنِيمَة وَهُزِمَ الشَّعْب فِي الحَرْب فَجَاءَ يَشُوع وَقَالَ يُوْجَدٌ أمر خَطَأ .. { فِي وَسَْطِكَ حَرَامٌ يَا إِسْرَائِيلُ } ( يش 7 : 13) .. فَأتَى بِعَخَان بن كَرْمِي وَسَطْ الشَّعْب وَقَالَ لَهُ { أَعْطِ الآنَ مَجْداً لِلرَّبِّ إِله إِسْرَائِيلً وَاعْتَرِفْ لَهُ وَأَخْبِرْنِي الآنَ } ( يش 7 : 19) .. أي لاَبُدْ أنْ تَكُون تُبْت وَاخْبِرْنِي أنَا أيْضاً .. أي إِعْتَرِف لِي أنَا أيْضاً وَجَدْنَا عَخَان يَقُول أنَا " نَظَرْت فَإِشْتَهِيت فَأخَذْت " .. هذِهِ مَرَاحِلْ الخَطِيَّة نَظَرْت فَإِشْتَهِيت فَأخَذْت .. الإِنْسَان يَسْقُطْ أوَّلاً مِنْ فِكْرُه وَنَظَرُه ثُمَّ مِنْ شَهْوَتِهِ ثُمَّ بِالفِعْل .. لاَبُدْ أنْ يَعْتَرِف .. لكِنْ أمَام مَنْ ؟ أمَام رَجُلْ الله فِي ذلِك الوَقْت كَانَ يَشُوع .. إِذاً فِي العَهْد القَدِيم قَصَدَ الله أنْ يَكُون هُنَاك وَكِيل لَهُ يَقُوم بِهذَا الأمر فِي قِصَّة دَاوُد النَّبِي أرْسَلَ لَهُ الله رَجُلْ إِسْمُه نَاثَان وَظَلَّ يَتَكَلَّمْ مَعَهُ حَتَّى إِعْتَرَفَ دَاوُد وَقَالَ لَهُ { أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ } .. وَنَاثَان قَالَ لَهُ { الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ لاَ تَمُوتُ }( 2صم 12 : 13) .. أي يُوْجَدٌ وَسِيط القِدِيس يُوحَنَّا المَعْمَدَان قَبْل مَجِئ الْمَسِيح كَانَ يُعَمِّدْ وَيَقُول الكِتَاب { وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهِمْ } ( مت 3 : 6 ) .. أي إِعْتِرَاف مِنْ قَبْل مَجِئ الْمَسِيح .. إِذاً الْمَسِيح خَصَّص فِئَة مُعَيَّنَة لِلخِدْمَة وَوَكَّلَهُمْ عَنْهُ فِي سِفْر العَدَد قِصَّة قُورَح وَدَاثَان اللَّذَان قَالاَ لِلشَّعْب لِمَاذَا مُوسَى وَهَارُون فَقَطْ مَنْ يَقِفَا أمَام الله " ألَيْسَ كُلَّ الجَمَاعَة مُقَدَّسَة ؟!!! " ( عد 16 : 3 ) .. هَلْ نَحْنُ لَيْسُوا أوْلاَد الله ؟ لِمَاذَا كَائِنْ مُعَيَّنْ يَلْبِس مَلاَبِس الخِدْمَة فَقَطْ ؟ نَحْنُ كُلُّنَا مُقَدَّسِين .. فَقَالُوا لَهُمَا نَعَمْ .. وَرَأيْنَاهُمْ إِتَفَقُوا مَعاً أنْ يَأتُوا بِمَجَامِر وَيُبَخِّرُوا فَقَالَ الله لِمُوسَى وَبَاقِي الشَّعْب أُتْرُكُوهُمْ يُبَخِرُون لكِنْ إِعْتَزِلُوا عَنْهُمْ وَابْتَعِدُوا .. وَبِالفِعْل أحْضَر قُورَح وَدَاثَان وَأبْنَائَهُمَا مَجَامِر وَفِيمَا هُمْ يُبَخِرُون إِنْشَقَّتْ الأرْض وَابْتَلَعَتْهُمْ إِذاً هذَا أمر مِنْ العَهْد القَدِيم .
2/ مَرْحَلِة رَبَّ المَجْد يَسُوع نَفْسَهُ :-
عِنْدَمَا أتَى رَبَّنَا يَسُوع مَاذَا فَعَلْ ؟ قَالَ لِبُطْرُس الرَّسُول { وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيح مَلَكُوتِ السَّموَاتِ . وَمَا تَرْبُطُهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّموَاتِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّموَاتِ } .. هُنَا كَانَ الكَلاَم بِصِيغَة المُفْرَد أي الكَلاَم مُخَصَّص لِبُطْرُس فَقَطْ وَاعْتَقَدَ البَعْض أنَّ هُنَا الكَلاَم خَاص بِبُطْرُس وَهذَا أسَاس الكِنِيسَة البُطْرُسِيَّة أي أنَّ الْمَسِيح لَهُ المَجْد وَكَّلَ بُطْرُس فَقَطْ .. نَسْأل إِذاً مَاذَا عَنْ بُولِس .. مَتَّى .. يُوحَنَّا .. وَ ... ؟ يَقُول هُنَا يُكَلِّمْ بُطْرُس فَقَطْ وَيَقُول لَهُ أُعْطِيك مَفَاتِيح مَلَكُوت السَّموَات .. نُجِيب هذَا كَلاَم يُقَال لأِنَّ يَسُوع كَانَ أمَامَهُ بُطْرُس فَقَطْ وَأنَّ بُطْرُس قَالَ لَهُ هذَا التَّصْرِيح الرَّائِعْ وَمَوْجُود فِي إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا مَارِ مَتَّى البَشِير أصْحَاح 16 وَمِنْ الجَيِّدْ أيْضاً أنَّ هذَا الكَلاَم أُعِيدَ مَرَّة أُخْرَى فِي إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا مَارِ مَتَّى البَشِير أصْحَاح 18 لكِنْ فِي هذِهِ المَرَّة قَالَ لَهُمْ يَسُوع { الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ } ( مت 18 : 18) .. نُلاَحِظ هُنَا أنَّ يَسُوع يَتَكَلَّمْ بِصِيغِة الجَمْع أي لَيْسَ بُطْرُس فَقَطْ .. أي أنَّ الله وَكَّلْ مَجْمُوعَة لِلحِلٌ وَالرَبْطٌ وَأكَّدَ عَلَى هذَا الأمر مَرَّة أُخْرَى بَعْد القِيَامَة .. بَعْد قِيَامَتِهِ قَالَ لَهُمْ { سَلاَمٌ لَكُمْ . كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا . وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ . مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ . وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ } ( يو 20 : 21 – 23 ) .. أي أنَّ الله أعْطَى الكِنِيسَة سُلْطَان الحِلٌ ثَلاَثَة مَرَّات :0
1/ فِي إِنْجِيل مَتَّى أصْحَاح 16 لِبُطْرُس
2/ فِي إِنْجِيل مَتَّى أصْحَاح 18 لِلتَّلاَمِيذْ
3/ فِي إِنْجِيل يُوحَنَّا أصْحَاح 20 لِلتَّلاَمِيذْ
كَمَا أرْسَلَنِي الآب لِلخِدْمَة خِدْمِة الخَلاَص وَكَرَئِيس لِلكَهَنَة أنَا أُرْسِلَكُمْ .. لِذلِك الكَهَنُوت هُوَ عَمَلْ الْمَسِيح كَمَا أرْسَلَهُ الآب يُرْسِلْ الكَّاهِنْ لِذلِك إِخْتَارَ الله فِئَة مُعَيَّنَة جَيِّدْ عِنْدَمَا يَقُول رَبِّنَا يَسُوع أنَّهُ { وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلوةِ للهِ } ( لو 6 : 12){ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ } ( لو 10 : 1) .. جَيِّدْ أنْ يُصَلِّي كَيْ يَخْتَار .. إِذاً الأمر مُحْتَاج صَلاَة فَكَانَ يَمْضِي اللَّيْلَ فِي الصَّلاَة وَفِي الصَّبَاح يَخْتَار يَقُول تَعَالَ أنْتَ وَأنْتَ .. { وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَاخْتَارَ مِنْهُمْ } ( لو 6 : 13) .. وَقَالَ لَهُمْ { لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ }( يو 15 : 16) .. تَعْيِين .. إِخْتِيَار .. تَخْصِيص .. هذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوع وَهذَا مَا أسَّسَ بِهِ الكَنِيسَة .. عَيَّنَ وَكَانَ يُرْسِلَهُمْ أمَام وَجْهَهُ أي يَذْهَبُونَ أمَامَهُ وَيَكْرِزُونَ ثُمَّ يَعُودُوا وَيَقُولُون لَهُ مَاذَا فَعَلُواإِذاً تَعْيِين الرُّسُلْ كَانَ مِنْ يَسُوع وَأعْطَاهُمْ سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ .
3/ مَرْحَلِة كَنِيسَة الرُّسُلٌ :-
الله عَيَّنَ نَاس مُعَيَّنَة .. قَدْ يَقُول شَخْص هذَا الأمر لَيْسَ فِي الكَّاهِنْ بَلْ الْمَسِيح كَلّمَ الرُّسُلٌ .. نَقُول لَهُمْ هَلْ الْمَسِيح جَاءَ عَلَى الأرْض لِيَخْدِم كَنِيسَة عُمْرَهَا خَمْسُون أوْ سُتُونَ أوْ بِالأكْثَر مَائَة عَام فَقَطْ ؟ هَلْ الْمَسِيح جَاءَ عَلَى الأرْض لِيَخْدِم نَاس مَائَة سَنَة وَبَعْدَهَا يَقُول أنَا غِير مَسْئُول ؟!!! .. لاَ .. هُوَ يُؤَسِّس كَنِيسَة مُسْتَمِرَّة .. بِالطَبْع يُؤَسِّس كَنِيسَة .. إِذاً إِخْتِيَار الرُّسُلٌ هذَا سُلْطَان رَسُولِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ أنْ يَسْتَمِرُوا فِي هذَا الأمر لِذلِك رَأيْنَا بُطْرُس الرَّسُول لَهُ تِلْمِيذْ أُسْقُفْ تَحْت يَدِهِ مُبَاشَرَةً إِسْمَهُ أكْلِيمَنْدُس .. وَيُوحَنَّا الحَبِيب كَانَ تَحْت يَدِهِ تِلْمِيذْ إِسْمَهُ أغْنَاطْيُوس .. وَكُلَّ هؤُلاَء أصْبَحُوا شُهَدَاء وَكُلَّ هؤُلاَء كَانُوا فِي عَصْر يُسَمَّى " عَصْر الأبَاء الرَّسُولِيِّينْ " وَلَيْسَ عَصْر الرُّسُلٌ أي تَعَلَّمُوا مِنْ الرُّسُلٌ مُبَاشَرَةً بُولِس الرَّسُول كَانَ عِنْدَهُ تِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس وَمَارِمَرْقُس كَانَ تِلْمِيذُه إِنْيَانُوس .. إِذاً كُلَّ تِلْمِيذْ وَكُلَّ رَسُول تَلْمَذَ شَخْص وَالتِّلْمِيذْ تَلْمَذَ آخَر وَهكَذَا لِذلِك الآنْ كِنِيسِتْنَا كَنِيسَة مُمْتَدَّة مِنْ عَصْر الرُّسُلٌ .. الرُّسُلٌ أنْفُسَهُمْ حَمَلُوا هذَا السُّلْطَان وَالله عَيَّنَهُمْ .. { قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ }( أع 13 : 2 ) .. الرُّوح نَفْسَهُ عَيَّنَهُمْ وَقَالَ أُرْسِلَهُمْ لِلعَمَل الَّذِي عَيَّنْتَهُ .. يُقَال عَنْ بُولِس الرَّسُول أنَّهُ لَمَّا كَانَ إِسْمُهُ شَاوُل أنَّ الله قَالَ لَهُ إِذْهَب إِلَى حَنَانْيَا .. وَمَاذَا فَعَلَ حَنَانْيَا ؟ وَضَعَ عَلَيْهِ اليَدْ وَعَمَّدَهُ .. مَنْ هُوَ حَنَانْيَا ؟ هُوَ أب رَسُولِي لَهُ سُلْطَان فِي الكِنِيسَة بُولِس الرَّسُول تَلْمَذَ تَلاَمِيذْ وَجَعَلَ تَلاَمِيذَهُ يُتَلْمِذُون آخَرِينْ وَهكَذَا .. وَمِنْ ضِمْن تَلاَمِيذْ بُولِس الرَّسُول إِنْسَان إِسْمُهُ تِيطُس كَتَبَ لَهُ رِسَالَة يَقُول لَهُ فِيهَا أُرِيدَك أنْ { تُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قُسُوساً كَمَا أَوْصَيْتُكَ } ( تي 1 : 5 ) .. وَلأِنَّ التَّرْجَمَة الَّتِي مَعَنَا الآن لَيْسَتْ أُرْثُوذُكْسِيَّة فَتَقُول { تُقِيمَ .... شُيُوخاً } فَنَتَحَيَّرْ .. قَدْ نَقُول أنَّهُ يَأتِي بِبَعْض كِبَار السِّنْ لِيَخْدِمُوا هؤُلاَء هُمْ الشُّيُوخ .. لاَ .. بُولِس يَقُول لَهُ تُقِيم قُسُوس أي حَتَّى لَوْ صَغِير السِّنْ لكِنْ مَوْضُوع عَلَيْهِ اليَدْ وَنُفِخَ فِيهِ نَفْخَة الرُّوح القُدُس .. أيْضاً يُقَال عَنْ بُولِس الرَّسُول أنَّهُ فِي أحَدٌ المَرَّات كَانَ يَرْكَبْ سَفِينَة وَوَقَفَتْ السَّفِينَة فِي أفَسُس لِلرَّاحَة فَقَالَ إِدْعُوا لِي قُسُوس كَنِيسَة أفَسُس .. طَلَبَ قُسُوس كَنِيسَة أفَسُس أنْ يَأتُوا إِلَيْهِ بَدَلاً مِنْ أنْ يُضَيِّعْ وَقْتَهُ يَعِظَهُمْ وَهُوَ فِي الطَّرِيقٌ ثُمَّ يُكْمِل هُوَ طَرِيقَهُ إِذاً فِي عَصْر الرُّسُلٌ كَانَ يُوْجَدٌ سُلْطَان رَسُولِي .. فِي رِسَالِة بُولِس الأُولَى لأِهْل كُورُنْثُوس وَجَدَ شَخْص قَدْ تَزَوَجْ بِإِمْرَأة أبِيه فَحَرَمَهُ وَقَالَ لَهُمْ { اِعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ } ( 1كو 5 : 13 ) .. أي حَرَمَهُ .. سُلْطَان .. فِي رِسَالَتِهِ الثَّانِيَة لأِهْل كُورُنْثُوس حَلَّهُ لِئَلاَّ يُبْتَلَعْ مِنْ الحُزْن وَقَالَ لَهُمْ إِقْبَلوه لأِنَّهُ قَدَّم تُوْبَة .. { لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ لأِنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ } ( 2كو 2 : 11) .. مَرَّة حَلٌ وَمَرَّة رَبَطٌ .. إِذاً السُّلْطَان سُلْطَان حِلٌ وَرَبْطٌ .. سُلْطَان رَسُولِي .. مَرَّة أُخْرَى قَالَ لَهُمْ بُولِس الرَّسُول { إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاء بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا } ( غل 1 : 8 ) .. " أَنَاثِيمَا " أي " مَحْرُوم " وَهذَا سُلْطَان وَهذَا مَا تَفْعَلَهُ الكِنِيسَة حَتَّى الآن مَعَ أي إِنْسَان يُعَلِّمْ بِفِكْر خَاص بِهِ أوْ فِكْر لَيْسَ إِنْجِيلِي أوْ آبَائِي أوْ رَسُولِي الكِنِيسَة تُحَرِّمُه .. هذَا سُلْطَان رَسُولِي .. يُقَال أنَّ الآبَاء الرُّسُلٌ كَانُوا يُحَالُّوا الشَّعْب .. { وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ } ( أع 19 : 18 ) .. أي يَعْتَرِفُوا عِنْدَ الرُّسُلٌ .
4/ مَرْحَلِة كَنِيسَة العَهْد الجَدِيد الحَالِيَة :-
لِمَاذَا خَصَّ الله أُنَاس مُعَيَّنِين ؟ البَعْض يَقُول أنَّ الكِتَاب قَالَ { وَجَعَلَنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً }( رؤ 1 : 6 ) .. أي لاَ يُوْجَدٌ كَهَنُوت لِفِئَة مُعَيَّنَة .. كُلُّنَا كَهَنَة .. إِنْ كُنَّا كُلِّنَا كَهَنَة فَلْنَكُنْ أيْضاً كُلِّنَا مُلُوكٌ .. هَلْ يُمْكِنْ أنْ يَكُون كُلَّ النَّاس مُلُوكٌ ؟ لاَبُدْ أنْ يَكُون لِكُلَّ بَلَدْ مَلِك وَاحِدٌ .. نَعَمْ كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا مَلِك فِي بَيْتِهِ أوْ فِي عَمَلِهِ لكِنْ كَيْ تُمَارِس أعْمَال المُلُوكِيَّة فَهذَا بِالتَّعْيِينْ وَالإِتِفَاق عَلَى ذلِك هكَذَا الكَهَنُوت لاَبُدْ أنْ يَكُون مِنْ الله .. { وَلاَ يَأخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَة بِنَفْسِهِ بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ كَمَا هَارُون أَيْضاً } ( عب 5 : 4 ) .. أي إِخْتِيَار الله .. أحَدٌ الآبَاء يَقُول { إِنْ كَانَ الشَّعْب كُلُّه رُعَاة فَأيْنَ تَكُون الرَّعِيَّة ؟ } .. تَخَيَّل قَطِيعْ كُلُّه رُعَاة وَلاَ تُوْجَدْ خِرَاف فَكَيْفَ يَكُون قَطِيعْ ؟الله عَيَّنْ فِئَة مُعَيَّنَة وَالرُّسُلٌ عَيَّنُوا نَاس مُعَيَّنِينْ وَهذَا هُوَ التَّقْلِيد حَتَّى الآن أنْ يَخْتَارُوا إِنْسَان مِنْ الشَّعْب يَرْعَى الرَّعِيَّة .. لكِنْ لاَبُدْ أنْ تَعْرِف أنَّهُ لَيْسَ مَعْنَى أنَّهُ إِنْسَان مُخْتَار مِنْ الله لِلكَهَنُوت أوْ حَتَّى أُسْقُفْ أوْ بَطْرِيَرْك أنَّهُ أفْضَل مِنْ الشَّعْب .. لاَ .. الله أعْطَاه كَرَامَة خَاصَّة أوْ مُهِمَة خَاصَّة حَمَّلَهُ بِمَسْئُولِيَة خَاصَّة لكِنْ هُوَ مِثْلَهُ مِثْلَ سَائِر الشَّعْب لكِنْ الله أعْطَاه نِعْمَة لِيُقِيمْ الأسْرَار وَلكِنَّهُ لَيْسَ أفْضَل مِنْ الشَّعْب وَرَأيْنَا ذلِك فِي تَارِيخ الكِنِيسَة أنَّهُ عِنْدَمَا أرَادَ الله أنْ يُتَمِّمْ مُعْجِزِة نَقْل جَبَل المُقَطَمْ جَاءَت السَيِّدَة العَذْرَاء لِلبَطْرِيَرْك وَقَالَتْ لَهُ سَتَجِدْ رَجُلْ حَامِلْ جَرَّة مَاء هُوَ الَّذِي يُتَمِّمْ المُعْجِزَة .. وَرَأيْنَا البَطْرِيَرْك يَذْهَبْ لَهُ وَيَقُول لَهُ مُحْتَاجٌ لَك فِي أمْرٍ مُهِمْ .. أيْضاً رَأيْنَا قِدِيس بَسِيطْ مِثْل الأنْبَا رِوِيس لَيْسَ هُوَ كَاهِنْ وَلاَ أُسْقُفْ أوْ حَتَّى شَمَّاس لكِنَّهُ إِنْسَان صَاحِب فَضِيلَة وَتَقْوَى وَنُسْك وَمُعْجِزَات .. إِذاً لَيْسَ مِنْ الضَرُورِي أنَّ الكَّاهِنْ أفْضَل مِنْ الشَّعْب لكِنْ لاَبُدْ أنْ يَضَعْ الله فِي الكِنِيسَة تَدْبِير وَأنْ يَضَعْ نَاس تُعَلِّمْ أوْ تُقِيمْ الأسْرَار وَيَحْمِلُون الأمَانَة وَالتَّعْلِيمْ وَالعَقِيدَة كَمَا عَيَّنْ هُوَ لِلكَنِيسَة أُنَاس مُعَيَّنِينْ وَسُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ فِي الكِنِيسَة مُمْتَدْ بُولِس الرَّسُول يَقُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس { مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ أَوْدِعَهُ أُنَاساً أُمَنَاءَ يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضاً } ( 2تي 2 : 2 ) .. لَوْ تَنَبَّهْنَا لِهذِهِ الآيَة نَجِدْ أنَّ بِهَا أرْبَعَة أجْيَال .. بُولِس الرَّسُول .. تِيمُوثَاوُس .. أُنَاس أُمَنَاء .. آخَرِين .. " مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي " أي مِنْ بُولِس إِلَى تِيمُوثَاوُس .. " أُنَاس أُمَنَاء " هذَا جِيل ثَالِث .. " آخَرِين " جِيل رَابِعْ .. وَهكَذَا .. هذَا مَا يَحْدُث فِي الكِنِيسَة أنْتَ تَعَلَّمْت مِنْ آبَاءَك وَمَا تَعَلَّمْتَهُ تُعَلِّمَهُ لأِوْلاَدَك وَهُمْ يُعَلِّمُون أوْلاَدِهِمْ وَ .... وَهكَذَا مِنْ جِيل إِلَى جِيل تَحْفَظ الكِنِيسَة نَفْسَهَا سَلِيمَة بِلاَ عَيْب أمَام الله وَكَمَا سَلَّمْنَا الكِنِيسَة نَحْنُ نُسَلِّمْهَا لَهُ لِذلِك سُلْطَان الكِنِيسَة مُمْتَدْ مِنْ جِيل إِلَى جِيل وَمِنْ بَطْرِيَرْك إِلَى بَطْرِيَرْك وَهذَا السُّلْطَان أسَاساً مِنْ الرَّبَّ يَسُوع لِذلِك هُوَ مُمْتَدْ وَلِنَنْتَبِه أنَّنَا الآن لَنَا بَطْرِيَرْك هُوَ البَابَا شِنُودَة الثَّالِث البَابَا المَائَة وَالسَبْعَة عَشَر أي هُوَ البَطْرِيَرْك رَقَمْ مَائَة وَسَبْعَة عَشَر بَعْد القِدِيس مَارِمَرْقُس الَّذِي كَانَ البَطْرِيَرْك رَقَمْ وَاحِدٌ حَتَّى أنَّ الكِنِيسَة فِي القُدَّاس لأِجْل أنَّ الوَقْت أُخْتُزِلَ مِنْهُ كَثِيراً يُوْجَدٌ مَرَدٌ يَقُول { القَارِئُون فَلْيَقُولُوا أسْمَاء أبَائِنَا البَطَارِكَة القِدِّيسِينْ الَّذِينَ رَقَدُوا . الرَّبَّ يُنَيِّح نِفُوسَهُمْ أجْمَعِينْ وَيَغْفِر لَنَا خَطَايَانَا } ( مَا يَقُولُه الشَّمَاس بَعْد المَجْمَعْ مُبَاشَرَةً ) .. يُقَال أنَّ هذَا المَرَدٌ كَانَ يَقُولُه فِئَة تُسَمَّى " القَارِئُون " وَكَانُوا يِقِفُون فِي صَفِينْ مُتَقَابِلِينْ قِبْلِي وَبَحَرِي وَكُلَّ صَفْ يَقْرأ أسْمَاء سَبْعَة بَطَارِكَة وَيَتَبَادَلُوا أسْمَاء البَطَارِكَة سَبْعَة وَسَبْعَة مِنْ البَطْرِيَرْك الأوَّل حَتَّى البَطْرِيَرْك الحَالِي وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُؤَصِّل فِينَا فِكْر أنَّنَا إِمْتِدَاد لِلرُّسُلٌ وَلَسْنَا كَنِيسَة ألَّفَتْ المَسِيحِيَّة الآن لِذلِك الَّذِي يَدْخُلْ إِلَى المَذْبَح الآن يَجِدٌ عَلَيْهِ وَرَقَة مَكْتُوبَة كَيْ يَقْرأ الشَّمَاس سِراً أسْمَاء البَطَارِكَة مِنْ البَطْرِيَرْك الأوَّل حَتَّى البَطْرِيَرْك رَقَمْ مَائَة وَسَبْعَةَ عَشَر أي الحَالِي أثْنَاء المَرَدٌ وَكَإِنَّنَا إِمْتِدَادٌ لِهؤُلاَء البَطَارِكَة .. كَمَا كَانْ هكَذَا يَكُون مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيل وَإِلَى آخِر الدُّهُور حَتَّى يَأتِي الْمَسِيح فِي المَجِئ الثَّانِي لِيَأخُذْنَا عَلَى سَحَاب مَجْدِهِ وَنَكُون كُلُّنَا حَفَظْنَا الأمَانَة مِنْ جِيل إِلَى جِيل هذَا السُّلْطَان أخَذْنَاه مِنْ فَمْ الْمَسِيح نَفْسَهُ لِذلِك عِنْدَمَا يَقْرأ الكَّاهِنْ التَّحْلِيل كُنْ خَاضِعْ وَأنْتَ تَشْعُر أنَّكَ تَأخُذْ نِعْمَة عَظِيمَة .. أثْنَاء القُدَّاس أوْ العَشِيَّة عِنْدَمَا يَقْرأ الأب الكَّاهِنْ التَّحْلِيل كُنْ فِي إِيمَان أنَّ الَّذِي يَقْرأ لَكَ التَّحْلِيل هُوَ مَارِمَرْقُس أوْ أحَدٌ الرُّسُلٌ وَأنْتَ وَاقِفْ تُقَدِّم تُوْبَة وَتَقُول لله " إِغْفِر لِي أنَا الخَاطِئ " .. وَالأب الكَّاهِنْ يَقُول { حَالِلْنَا وَحَالِلْ سَائِر شَعْبَك } .. وَأنْتَ تَقُول مِنْ دَاخِلَك بِأنِينْ " آمِين آمِين " هذَا هُوَ سُلْطَان الكِنِيسَة هَلْ رَأيْت كَيْفَ أنَّ الله يُرِيدْ كَنِيسَة بِلاَ عِيب .. أنْتَ تَقِفْ أمَامَهُ بِخَطَايَاك وَهُوَ يَقُول لَك أنْتَ حُلْو وَجَمِيل وَبِلاَ عِيب .. تَقُول لَهُ كَيْفَ يَا الله فَأنَا العُيُوب ذَاتْهَا ؟ يَقُول لَك لكِنِّي أرَاك حُلْو بِلاَ عِيب .. جَيِّدْ فِي سِفْر العَدَد عِنْدَمَا يَقُول الله عَنْ شَعْبِهِ أنَّهُ { لَمْ يُبْصِرْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ . وَلاَ رَأَى تَعَباً فِي إِسْرَائِيلَ } ( عد 23 : 21 ) .. كَيْفَ هذَا يَا الله وَالشَّعْب قَدْ أتْعَبَك جِدّاً ؟يَقُول لكِنِّي أرَاه حُلْو .. نَسْأل كَيْفَ ؟ يُجِيب مَادُمْت مَحْمِي فِي دَم الذَّبِيحَة وَتُقَدِّم تُوْبَة أرَاك بِلاَ إِثْم هكَذَا يَرَانَا الله الآن بِلاَ إِثْم .. عَرُوس النَّشِيد فَهَمَتْ هذَا الأمر فَقَالَتْ { أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ }( نش 1 : 5 ) .. أنَا بِخَطِيِتِي سَوْدَاء رَدِيئَة لكِنِّي جَمِيلَة بِالحِلٌ الَّذِي أعْطَاهُ الْمَسِيح لِي .. أي أنَا جَمِيلَة بِالْمَسِيح وَفِي الْمَسِيح يَسُوع الله الَّذِي أعْطَانَا هذَا السُّلْطَان فِي الكِنِيسَة لِيَكُون سِر تُوْبَة وَنَقَاوَة لَنَا نَتَمَسَّك بِهِ وَنُسَلِّمَهُ مِنْ جِيل إِلَى جِيل كَيْ يَظِلْ سِر قَدَاسَة فِي الكِنِيسَة الله يُكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1301

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل