يوحنا ذهبى الفم الجمعة الثالثة من شهر هاتور

Large image

النَّهَارده تِذكَار القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب وَهُوَ مِنْ الآباء الَّذِينَ لَهُمْ بَصمة وَتَعْلِيمْ تَأسَّست عَلْيهِ أُمور كَثِيرة فِي الكِنِيسة .. وَهُوْ مِنْ أُسرة غَنِيَّة جِدّاً وَالده كَانَ لَهُ مَرْكز كَبِير فِي البَلاَط المَلَكِي أُصِيبَ بِمرض بَسِيط ثُمَّ تَنَيَّح وَكَانْت أُمَّه فِي ذلِك الوقت عِنْدَهَا 20 سنة وَكَانِتْ بَدِيعة الجَمَال وَكَرَّسِت حَيَاتهَا كُلَّهَا لإِبنَهَا الرَضِيع .. بعْض الآباء يَقُولُون أنَّهُ كَانَ فِي ذلِك الوقت رَضِيع وَبعْضَهُمْ يَقُول أنَّهُ كَانَ عِنْده 4 سَنَوَات فَكَانْت مَطمع لِكَثِيرِين أدْ إِيه القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب إِتكَلِّمْ عَنْ أُمَّه .. لَمَّا أدرك وَكَبر فَتَكَلَّمْ عَنْ الأرَامِل وَأدْ إِيه هُمَّ نَاس يَستَحِقُوا كَرَامة كَبِيرة فِي الكِنِيسة لأِنَّهُمْ بِالتأكِيد هَيَاخدُوا كَرَامة فِي السَّما .. فَكَانَ لَمَّا يِلاَقِي وَاحدة أرمَلة حَزِينة شِوَيَّة يَكتُب لَهَا رَسَائِل وَيجِبهَا يَعِظهَا وَيُعَزِّيهَا .. وَكَانَ لاَ يُفَضِل أنَّ الأرَامِل تَتَزَوج لِدَرَجِة أنَّ لَهُ رِسَالة كَتَبهَا لِوَاحدة صَغِيرة فِي السِن تَرَمَلْت وَكَانَ زَوجِهَا رُتبة كَبِيرة فِي الجِيش وَذَهَبَ مَعَ الجِيش وَكَانَ عِنْدَمَا يَأتِي سَوفَ يِترَقَى لِرُتبة أعلَى وَكَانِت حَزِينة وَلاَ تُرِيد أنْ تَتَعَزَّى .. فَقَالَ لَهَا :جُوزِك كَانَ رُتبة كَبِيرة فِي الجِيش وَأنْتِ كُنْتِ هَتِتحَمَلِّي فُرَاقه فِي الفِترة دِي عَلَشَان يِترَقَى مَتِقبَلِيش أنَّهُ يِفَارقِك شِوَيَّة عَلَشَان يَأخُذ رُتبة فِي السَّما ؟!! فَتَعَزَّت المَرأة وَكَانَ الفَلاَسِفة نَفْسُهُمْ وَإِنْ كَانُوا مِش مَسِيحِيين يَأتُوا يِسمَعُوا عِظَاته وَيَقُولُوا لَهُ لوَلاَ أنَّكَ مَسِيحِي كُنَّا جَعْلنَاك رَئِيس عَلْينَا .. وَكَانَ النَّاس عِنْدَمَا يَعِظ القِدِيس بعضَهُمْ يِنْهَار مِنْ البُكَاء وَنَاس تُزِيد مِنْ التَصفِيق فَكَانَ يَتَكَلَّمْ وَيَسْكُت شِوَيَّة لأِنَّ الكَلاَم الَّلِي بِيقُوله كَانَ نَافِذ إِلَى القلب لِدَرَجِة يِقُول أحد الآباء { أنَّكَ إِذَا حَضرت عِظة لِلقِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب لَوْ لَمْ تَجِد وَرَقة أُكتُب عَلَى قَمِيصك } .. فَأي كَلاَم يَخرُج مِنْ فَمِهِ سَلاَسِل ذَهب .. فِي أي مَوقِف وَأي كَلاَم كَانَ عِنْده إِهتِمام عَالِي جِدّاً بِخَلاَص النَّفْس الوَاحدة .. لِدَرَجِة أنَّهُ كَانَ يَقُول { لَوْ رَبِّنَا قَالَ لِي آخُد نُور عَيْنيكَ وَلاَّ نَفْس تِهلك كَانَ يَقُول خُد نُور عِيْنَيَّ }إِهتم جِدّاً بِخَلاَص النَّفْس لِدَرَجِة أنَّهُ كَانَ يَقُول لِلنَّاس إِنْتُمْ أهمْ حَاجة عَنْدِي .. أغلَى حَاجة .. فَكَانَ عِنْده عَاطِفة كَبِيرة جِدّاً جِدّاً تِجَاه الرَعِيَّة بِتَاعته .. لِذلِك شُوفنَا لَمَّا الإِمبراطُورة نَفِته مَقعدش غِير لِيلة وَاحدة فِي النَفي .. لِيه ؟ النَّاس هَاجِت مَا مِنْ شِئ فِي الكِتاب المُقَدَّس إِلاَّ وَتَكَلَّم فِيه .. لِدَرَجِة أنَّهُمْ يَقُولُوا أنَّهُ كَانَ عَاشِق لِرَسَائِل بُولِس الرَّسُول .. كَانَ يَقرأهَا يَومِياً وَرِسَالِة رُومية كَانَ يَقرأهَا فِي اليَوْم عِدَّة مَرَّات وَقِيلَ أنَّ تِلمِيذه كَانَ كُلَّ مَا يَأتِي لَهُ يِلاَقِي ضِيف مَعَهُ فَينصَرِف فَبعد كِده قَالَّه أنَا لَمْ أرْى ضِيفك لاَ وَهُوَ دَاخِل وَلاَ وَهُوَ خَارِج فَوجد صورة كِبِيرة لِبُولِس الرَّسُول وَعَرف أنَّ بُولِس الرَّسُول كَانَ يُقعُد يِفَهِّمْ يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب كُلَّ كَلِمة فِي رَسَائِله سَمَحَ الله أنْ يِكُون فِي الكِنِيسة كُنُوز مُذَخَرة .. رَبِّنَا أعْطَى لِلنَّاس فِي فَتَرَات مُعَيَّنة ذَخِيرة كِبِيرة جِدّاً مِنْ النِّعمة عَلَشان يِخَزِّنُوا لَهُمْ وَيطَلَّعُوه فِي أيَام المَجَاعة .. إِفتح كُنُوز الآباء دول عَلَشان تِطَلَّعه فِي أيَام المَجَاعة .. لَمَّا نِفْسك تِضعف إِقرأ سِير آبائك عَلَشان تِكُون لَكَ مُعِين فِي الزمن الَّلِي مُمكِنْ مَتلاَقِيش فِيه مَعُونة القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب كَانَ قَوِي وَمُتَمَسِّك بِالحَقٌّ .. فَالمَلِكة عنْدَهَا حُب إِمتِلاَك لَقِت أرْض بِتَاعِت وَاحدة سِت غلبَانة فَكَانِت عَايزة تَاخُدهَا مِنْهَا .. لكِنْ السِت قَالِت لَهَا يَا سِتِّي دِي مِيراث آبَائِي مِش عَايزة أبِيعهَا .. فَأخَذِتهَا مِنْهَا غَصب عَنْهَا .. فَرَاحِت لِيُوحَنَّا فَمْ الذَّهب فَقَالَ لَهَا " أنَا هَاروح أكَلِّم المَلِكة " .. فَرَاح وَكَلِّمهَا عَنْ إِيزَابِل المَلِكة وَعدم حُب القِنية وَعدم سلب الحَقٌّ وَهيَ لاَ تُبَالِي .. وَقَالِت له خَلاَص المُقابلة إِنتَهِت وَأنَا هَاخُد الأرْض دِي .. فَقَالَ لَهَا " إِنْتِ هَا تُبقِي محرُومة مِنْ التَنَاوُل وَمِنْ شَرِكة الكِنِيسة .. طَبعاً المَلِكة ثَارِت عَلِيه لكِنْ قُوَّة الحَقَّ الَّلِي جُوَّاه كَانِت جَبَّارة وَكَانَ فِيه سَاحة كِبِيرة قُدَّام الكِنِيسة فَعَمَلِت المَلِكة تِمثال لَهَا وَالنَّاس حَوِّلوا السَّاحة دِي لِمَكان يِعمِلُوا فِيه الإِحتِفَالات فَإِبتدأ يِكُون فِيهَا حَاجات قَبِيحة فَثَارَ يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب وَقَالَ أنَّ المَلِكة رَجَّعِت أيَّام هِيرُوديَا وَلاَ يَلِيق بِنَا أنْ نَعْمل ذَلِك حَتَّى لَوْ كَانَ بِإِسم المَلِكة .. إِيه الَّلِي يِخَلِّيه يِعمِل كِده ؟ إِتِحَاده بِالحَقٌّ الإِلهِي .. { لأِنَّكَ هكَذَا قَدْ أحببت الحَقٌّ } ( مز 50 ) .. وَمِنْ ضِمن ألقَاب السَيِّد المَسِيح{ أنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالحَقُّ وَالحَيوةُ } ( يو 14 : 6 ) أحيَاناً الإِنْسَان يَأخُذ مَوَاقِف فِيهَا مِيُوعة وَيضعُف أمام المجموعة وَالضُغُوط .. فِيه مَوقِف فِي الكِتاب المُقَدَّس لَمَّا جُمْ يِبِيعُوا يُوسِف فَوَاحِد إِسمه رَأوبِين مِنْ إِخوَاته مِش رَاضِي إِنَّهُمْ يِبِيعوه فَقَالَ لاَ .. إِحنَا نِرمِيه فِي البِئر لأِنَّهُ كَانَ يُرِيد أنْ يِطَلَّعه مِنْ البِئر وَيِرَّجَعه ( تك 37 : 22 ) .. طَيِّب طَالَمَا مِش مُقتَنِع إِنَّك تِعْمِل فِيه كِده لِيه تُسكُت ؟ يِقُول لاَ .. خُفت أصلُهُمْ عَشَرة عَلَيَّ .. لاَ إِنْتَ تِقُول الحَقٌّ حَتَّى لَوْ رَمُوك مَعْاه .. بَلاَش تِتغِلِب لِلأغلَبِيَّة .. بَلاَش تِعْمِل حَاجة إِنْتَ مِش مُقتَنِع بِهَا إِرْضَاءاً لِبَاقِي المَجموعة القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب كَانَ يَقِف يَتَكَلَّم وَيِوَبِخ لأِنَّهُ صوت الحَقٌّ .. رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح وَقف قُصَاد نَاس فِي يَديهَا سُلطان الأُمور كُلَّهَا لِيَقُول عَلْيهُمْ الويلات وَإِنْ كَانِت هذِهِ الويلات هِيَّ الَّتِي أثَارِتهُمْ عَلِيه .. كُلَّ مَا الإِنْسَان يِكُون عِنْده إِيمان بِالَّلِي بِيِعمِله لاَ يَتَأثر بِأحد يِقُولُوا عَنْ القِدِيس يُوحَنَّا المعمِدان إِنَّه وَقف يِوَبَّخ المَلِك وَيَقُول لاَ يَحِلُ لَكَ أنْ تَتَزَوَّج هِيرُوديَّا إِمرأة أخِيك حَتَّى وَقت قطع رَأسه قَعْد يِقُول كِده ( مر 6 : 18 ) .. وَيَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب عَنْهُ { فَضَّل أنْ يَكُون بِلاَ رَأس عَلَى أنْ يَكُون بِلاَ ضَمِير } .. القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب مَنْهجه وَفِكره وَكَلاَمه كَلاَم يُضِئ العقل وَالقلب رَبِّنَا يُعْطِينَا بَرَكته .. وَيِجعلنَا نَتَمَسَّك بِالحَقٌّ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته وَلإِلهنَا المجد الدَّائِم مِنْ الآن وَإِلَى الأبد آمِين

عدد الزيارات 1267

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل