بناء البيت على الصخر الجمعة الثانية من شهر برمهات

Large image

يعلمنا إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي بناءالبيت على الصخر،ونحن في أثناء رحلة الصوم الإلهي الكنيسةتريد أن تضع أساس لحياتنا، تريد أن تقول لنا هذه فرصة، تريد أن تقول لنا أنه لابد أن نراجع أنفسناونسأل أنفسنا هل بيتنا مؤسس على صخر أم أن بيتنا مبني على تراب؟،البيت المؤسس على الصخر يقول لك عنه فعندما جاء السيل على ذلك البيت فلم يقوى على أن يزعزعه لأنه كان مؤسسا على الصخر أما الذي يسمع ولا يفعل يشبه رجلاً بني بيته على التراب بغير أساس،وانجرى النهر عليه فسقط للوقت وكان سقوط ذلك البيت عظيم،كيف يؤسس الإنسان بيته على الصخر؟الكتاب المقدس علمنا هنا وقال لك أن الذي يسمع كلامي ويعمل به، ولأنه وجد الجموع يعجبون بمجرد الكلام، مجرد أنهم يسمعوا ربنا يسوع المسيح يكونوا فرحين، كل آية يقولها لهم يجدهم معجبين بها جداً،لكن للأسف كفكرة فقط لذلك هنا بدأ يحدثهم ويقول لهم لا يستطيع أعمى أن يقود أعمى، فهم الاثنين يسقطون في حفرة،وبدأ يكلمهم عن ما بالك تنظر القذى الذي في عين أخيك ولا تفطن للخشبة التي في عينك، المعرفة العقلية التي أخذوها جعلتهم يدينوا الآخرين، فأنه عندما يعرف الشخص يبدأ يحكم، فعندما يعرف الشخص يبدأ يحكم على الآخرين،الذي يبدأ يدخل الكنيسة قليلاً،ويبدأ يقرأ في الكتاب المقدس يفهم عن الاتضاع وعن المحبة، يفهم عن خطايا اللسان، يفهم،فعندما يفهم هذا الكلام للأسف من الممكن بدلاً من أن يفعل هو به لافهو يمكن أن يدين به الآخرين، لذلك هنا بدأ يكلمهم عن ما من شجرة جيدة تثمرثمر رديئا، ولا شجرة رديئة تثمر ثمر جيداً،وبدأ يحدثهم عن أنكم تدعوني يارب يارب ولا تفعلون ما أقوله، كل من يأتي إلي ويسمع كلامي وبدأ هنا يكلمهم أن هذا يشبه رجل بنى بيته على الصخر، لماذا تدعوني يارب يارب ولا تفعلون ما أقوله؟!.
الحياة الروحية يا أحبائي ليست هي مجرد نظريات ولا أفكار ولا مجرد معرفة عقلية لا فالحياة مع الله يا أحبائي هي فعل، هي اختبار، هي ممارسة، لذلك فرصة جميلة جداً ونحن في فترة الصوم المقدس أن تكون لنا الحياة ليست مجرد معرفة ولكن فعل، لذلك يكثر في فترة الصوم أننا نأخذ تداريب روحية،مامعنى تدريب روحي؟ يعني أن الإنسان يحول فكرة إلى فعل، يحول شيء هو مقتنع به إلى ممارسة،ما من أحد منا يا أحبائي إلا ويقتنع تماماً بالوصايا ولكن ربما لا نفعلها، لا يكفي مجرد الاقتناع، ولا يكفي مجرد المعرفة، من الممكن أن يكون شخص مقتنع جداً بالتعليم لكنه لايذاكر،من الممكن جداً أن يكون مقتنع بالعمل يقول له من لا يعمل لا يأكل، مقتنع بالفكرة لكن لايعمل،بل ربما يظل يحدث الناس عن أهمية التعليم وأهمية العمل وهو لايذاكر ولايعمل،ليست مجرد معرفة،لذلك هنا يقول لهم أنتم تظلون تدعوني يارب،يارب ولا تفعلون شيئاً، إذا كنت أنا في أعينكم أني أنا إله فماذا تفعلون إذن؟،نفذوا الكلام الذي أقوله أنا، لذلك قال لهم شخص يبني بيته على صخر تأتي سيول أنهار لاتستطيع أن تصيب هذا البيت،شخص آخر يؤسس بيته على رمل تأتي سيول أنهار فتجرف هذا البيت وتزيله من أساسه، ويقول لك ويكون سقوط هذا البيت سقوطا عظيماً،نحن لابد يا أحبائي أن حياتنا تكون مؤسسة على الصخر، ما هو الصخر؟الصخر هو المسيح،لابد يا أحبائي أن تكون حياتنا مبنية على المسيح،الكنيسة تعلمنا ثلاث أسس لحياتنا،ثلاث أساسيات لحياتنا نعيش بهم وهم :
١- المسيح .
٢- الوصية .
٣- تعاليم الرسل والقديسين .
نسير بهؤلاء الثلاثة :-
أولا:المسيح : هو صخرتنا، ابني بيتك على المسيح، ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا نسلك نحن أيضاً،مثلما هو سلك نحن نسلك أيضاً،لاحظ تعاليم المسيح ماذا تقول؟ما من موقف نحتاج أن نعرف أساسه إلا ما نجد المسيح قد وضع له أساس، ما من موقف نتحاور فيه ونتسأل إلا ونجد المسيح قد أسسه، وضع فيه الطريق، يقول لك هنا تفعله كذا، هنا تقول ذلك، هنا اهرب، هنا واجه، هنا تكلم، هنا أصمت، هنا احتمل، كل ما نحتاجه علمه لنا ربنا يسوع المسيح، وليس كان مجرد يعلم ولكن كان يسلك، لذلك يقول لك أن من عمل وعلم هذا يدعي عظيماً في ملكوت السموات، ما من شيء علم به ربنا يسوع المسيح إلا ورأيناه هو فعله،لم نرى شيئاً كذلك،قم بأخذ تدريب في الكتاب المقدس أن تخرج أي تعليم قاله إلا وتجد معه موقف،لم يتكلم عن الاتضاع ونراه متكبرا، لم يتكلم عن حمل الصليب ونراه إنسان مرفه، أبدا،لم يتكلم عن الفقر ونراه يحب الثراء، لم يتكلم عن شيء إلا وفعله، لذلك هذا هو الأساس، تريد أن تبني حياتك بطريقة صحيحة أبحث في بيتك عن ما هو أساسه،ولو لم يكن موجود قم ببناء أساس، ضع الأساس تعاليم ربنا يسوع المسيح،لذلك يقول لك أن يسوع هو حجر الزاوية، هو أساس بناء بيتك، تريد أن يكون البيت على الصخر فإنه يكون علي المسيح، لا تسلك بتعليم آخر، لا تسلك بحياة أخرى، لا تسلك بهواك، لا تسلك بذكائك،لا تسلك بقانون المجتمع، لا تسلك بإنسانك العتيق، أسلك بحسب المسيح، راجع نفسك علي المسيح، بمجرد أن تجد خطك يذهب بعيداً عن المسيح انتبه، اقترب، اقترب أكثر،فهو خطه واضح، يقول لك "حاذين أرجلكم لاستعداد إنجيل السلام"، حاذي أرجلك معناها أجعلهم يسيران بجوار بعضهما.
ثانيا الوصية : تريد أن تسلك بطريقة صحيحة قم بقياس نفسك على الوصية، ما هو المكتوب؟احفظ المكتوب يحفظك المكتوب،أسأل نفسك ماذا قال المسيح هنا؟، ماذا قال الإنجيل هنا؟، ماذا قال الكتاب؟، ماذا قال الناموس؟، ما الذي يفترض أن أفعله أنا هنا؟،جميل الإنسان الذي تكون حياته حياة مبنية علي وصايا،تخيل أنت عندما ينتقل إنسان من هذه الحياة ويترك لأولاده وصية،يقول لهم أفعلوا هذا،وافعلوا ذلك، فهذه الوصية أصبحت ملزمة، أصبحت قانون، حتي إذا كان بها أمور غير منطقية بالنسبة لهم، لكن انتهى الأمر، يقول لك فهو ترك وصية وقال هكذا،فنحن كذلك يا أحبائي الإنجيل هو الوصية التي تركها لنا الرب، ونحن ملزمين بالوصية، وصية بمعنى أنها واجبة التنفيذ، أي لابد أن نسلك بها، هذه هي الصخرة التي نبني بها حياتنا، إنسان بنى حياته على المسيح، إنسان بنى حياته علي الوصية.
ثالثا تعاليم الرسل والقديسين :الكنيسة تضع لك نقطة ثالثة لكي تساعدك،من الممكن ألا تفهم قليلاً في المسيح،ولا تفهم قليلاً في الوصية، تريد أن ترى هذا الكلام بشكل أوضح انظر إلى الرسل والقديسين، كل وصية يصعب عليك فهمها ستجدها معاشه في القديسين، معاشه في الرسل، ستجد الآباء القديسين يشرحوا الإنجيل ليس فقط يشرحوه كمعاني أو ككلمات لكنهم يعيشوا الإنجيل، هذه هي الصخرة التي في حياتنا، الإنسان كلما ذهنه يفكر في شيء يأتي بسيرة قديس تذكره، على سبيل المثال يقول لك الأنبا بولا عندما اختلف مع أخوه عندما فكر في زوال العالم قال أنا ماذا سوف آخذ؟ وترك كل شيء، الأنبا أنطونيوس ترك كل شيء،مار جرجس احتمل العذابات سبع سنوات، الست دميانة لم تحب مباهج العالم، كل قديس ينفذ وصية، تجد أن هذا هو صخر حياتنا، إضافة لتعاليم الآباء، تعاليم الآباء الرسل، تعاليم آباء الكنيسة، تجد كل قديس أعطاك جزء في كيانك الروحي تبنى به، فهذا هو الصخر الذي نبني به حياتنا، على العكس الذي يبني بيته على الرمل، بنى بيته علي مجرد مجموعة من المبادئ الإجتماعية،أو بنى بيته على أفكار خاصة به،بنى بيته بدون أساس، أول اختبار يأتي يسقط،وما أكثر الاختبارات يا أحبائي، الإنسان سنين كثيرة تجتازه، الإنسان رياح كثيرة جداً تهيئه على أنه يبني نفسه علي الأساس المتين، وكلما هذه السنين تحاول أنها تزيل هذا البيت كلما كان هذا البيت يعلن صلابة كلما يعلن أنه بيت جيد، لذلك ربنا يسوع نزل إلينا في كل آلامنا، وكل اختباراتنا، وكل ضيقاتنا، كل ضربات العدو، وكل هجوم يفعله لنا العدو، نزل إلينا يقول لنا أريني بيتك إذا كان بيتك مبني على الصخر ستجده شامخ، يظل صامداً، لا ينهار، لا يتزعزع أبدا، جميل جداً في فترة الصوم أن الإنسان يثبت نفسه على هذه الصخرة، الكنيسة أعطتك الصوم لكي تكون بيتك بيتأساسه متين، أعطتك الصوم لكي تفحص في نفسك، لكي تبحث في أعماقك عن كل شيء ردئ في أساس بيتك يمكن أن يفعل انهيار للبيت، ابحث عن الأمور الرديئة داخلك، ابحث عن الأجزاء الرملية في حياتك وحاول أنك تعيد بناءها، فرصة في فترة الصوم، أدخل لأعماق نفسك في فترة الصوم، حاول أنك تراجع أساسك،حاول أنك تراجع نفسك من الممكن أن تكون بنيت حياتك على أساسات خاطئة، من الممكن أن تكون بنيت حياتك على الغنى والمال والذات،من الممكن أن تكون هذه هي الأساسات التي تعيش بها، أنك تحقق ذاتك، تحقق نفسك، أن الناس تحترمك فلابد أن يكون مظهرك، كلامك، سلوكك،.... إلخ، قد تكون هذه هي الأساسات التي تعيش بها، راجع نفسك، راجع نفسك فهي فترة مقدسة،لكي تجعل الإنسان يبني بيته على الصخرالذي هو المسيح، راجع نفسك في فترة الصوم لكي لا تكون مثلما يقول الكتاب "لا يقدر أعمى أن يقود أعمى"، راجع نفسك لئلا تكون تقول له يارب يارب ولا تفعل بها، راجع نفسك لئلا تكون أنت مجرد حياتك الروحية بعض الشكليات، أين الجوهر؟، أين الشعور الروحي الذي تتعامل فيه مع الله؟، إذا كنت تصوم فهل أنت صائم عن مجموعة ممنوعات من الطعام، مجرد اضطرار، مجرد فعل جسدي، أقول لك لا، فمعلمنا بولس الرسول يقول لك أنا أدرب نفسي في كل شيء لكي يكون لي ضمير بلا عثرة أمام الناس والله،في كل شيء، تدربت أن أجوع وأن أعطش وأن أنقص وأستفيض، داود النبي كان يقول له دربني في حقك، جميل أن الإنسان في فترة الصوم أنه يعلم نفسه كيف يبني بيته على أساس صحيح،كيف أبني بيتي على الروحيات ليس على الجسديات، كيف أعلم نفسي أن أضبط نفسي في شهوة الطعام، كيف أنقل السيادة من الجسد إلى الروح، كيف أعيش للروح، هذه هي فترة أراجع فيها أساسي، ماذا في داخلي، ماذا في أعماقي الداخلية التي لا يعلمها إلا الله ونفسك، راجعها، راجعها لئلا يكون صومنا يا أحبائي صوم شكلي، لئلا نكون أخذنا فترة صوم طويلة والبيت مثلما هو مبني على الرمل، لا فهي فترة جميلة لكي الإنسان يراجع فيها نفسه، ابني بيتي على فعل الوصية، اقتناعي بالوصية لا يكفي، لابد أن أفعل، كون أني أعرف أن هذه الصلاة بركة، وأن هذه الصلاة تحل مشاكل، وأن هذه الصلاة اتصال بالله، وأن ....،.... إلخ،كل ذلك يختلف عن عندما أقف وقفة صلاة، لذلك أبني بيتي على الصخرة، ابني بيتي على الأساس المتين، ابني بيتي على المسيح ليس على شيء آخر، ليس على أفكار أخرى، جميل يا أحبائي عندما أكون في فترة الصوم كلما تمرعلينا كلما نشعر أن الأساس بدأ يوضع، بدأ يستقر، بدأ البيت يبنى بناء قوي، بدأ يكون أساسه متين، وهذا يظهر في اختبارات صغيرة تحدث لك، يحدث لك اختبار غضب، ترى نفسك من داخلك، يحدث لك اختبار شهوة، شيء مثير تراه، أو شخص قال كلام قبيح أمامك، أنظر أنت ما انفعالك مع هذا الكلام، هذا يظهر إذا كان بيتك على الصخر أم على الرمل؟،فهذه هي الرياح التي تمر علينا لتكشف البيت مبني على أي أساس،توضع في أمر يضطرك إلى أن تهرب منه فتكذب، أقول لك كل هذه الأشياء هي الرياح، لذلك الرياح شديدة تحتاج إلى أساس، بيت مبني علي صخر، تحتاج أساس لئلا يسقط، لئلا ينهار، ففترة الصوم موضوعة لكي ينتفع الإنسان، لكي يراجع الإنسان أساسه من داخله، يعتاد الإنسان نفسه على أنه يكون منضبط في أكله، يكون منضبط في سلوكه، يكون منضبط في لسانه، يكون منضبط في انفعالاته، يكون منضبط في غرائزه، هذا هو الأساس الذي يوضع في فترة الصوم، وضعت الأساس تأتي بعد ذلك الكنيسة تقول لك إذا حتى جاءت فترة إفطار فأنا مطمئنة عليك، تقول لها لماذا مطمئن علي؟ أقول لك لأنك قد وضعت الأساس أطمئنت أن بيتك مبني على صخر، عندما تأتي الرياح فأنك تغلب، ابني بيتك على الصخر، فترة الصوم يا أحبائي هي فرصة لمراجعة النفس، فرصة فترة الصوم أني آخذ فيها تداريب روحية، أني اعتاد نفسي وأدرب نفسي على أن يكون لي سلوك روحاني، ولا اتبع شهوات الجسد، فرصة أننا نضبط غريزة الطعام، ابني بيتي على الصخر،أضبط نفسي مثلما يقول لنا الآباء القديسين اعتاد لنفسك على ما تحتاجه وليس ما تشتهيه،أعتاد لنفسي أني ليس كل شيء أطلبه آخذه، أعتاد لنفسي أنني أقلل من الكمية التي آكلها، أعتاد لنفسي ألا أكون مفرط في الأطعمة، إذا كنا يا أحبائي نأخذ فترات انقطاع فهي لكي ترفعنا عن حب الأطعمة، لكن ليس بعد أن نأخذ فترة انقطاع نجد أنفسنا متسيبين في تناول الأطعمة، مثل شخص يرتفع فعندما ارتفع بدأ مثلما تقول لك الكنيسة مثلاً مسموح للمؤمنين أن يأكلوا شيء يسيرا، المهم شيء لسد الجوع، شيء لقضاء حاجة الجسد،فهذا هو فعل الصوم وفكر الصوم في الكنيسة، هذا يعني أن البيت يبدأ يبنى علي صخر، أنك تخرج صفة وتضع صفة أخرى،إلي أن يكون بيتك أساسه متين، ابني بيتك على المسيح،ابني بيتك على الوصية، ابني بيتك على تعاليم الآباء، افحص نفسك في فترة الصوم، حاول أن تجعل كل فكرة داخلك تتحول إلى فعل، لأن المسيح لم يأتي ليضع نظريات، ولكن أتى لكي ما يؤسس ملكوت على الأرض ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عدد الزيارات 1744

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل