الأستنارة الداخلية الجمعة الاولى من برمودة

Large image

الكنيسة اليوم يا أحبائي تود أن تركز معنا على فعل الاستنارة الداخلية،لكي تهيئنا لأحد المولود أعمى الذي نحن على مشارفه، ونحن نعلم أن الكنيسة محور قراءاتها تكون أيام الآحاد، والأحد القادم أحد المولود أعمى أو أحد الاستنارة فاليوم الكنيسة تقرأ علينا الحديث عن الاستنارة التي يفعلها الإنسان بالمعمودية، الحديث الذي بين ربنا يسوع المسيح وبين نيقوديموس،والمزمور يقول لنا "تقدموا إليه واستنيروا"،لأن هذا الأسبوع يعتبر أسبوع الاستنارة، أود أن نتكلم قليلاً عن نيقوديموس، يقول لك أنه رجل من الفريسيين اسمه نيقوديموس، وهو ليس شخص عادي بل كان رئيس لليهود، كان شخص يقال عنه أنه أحد أعضاء مجمع السنهدريم،الذي فيه نخبة من حكماء رؤساء اليهود،نيقوديموس هذا كان أحدهم، تبع المسيح من بعد، تبع تعليمه، تبع معجزاته،تبع سيرته يقول لك أن هذا جاء إلى يسوع ليلا،لم يكن يستطيع أن يعلن عن محبته للمسيح أو عن رغبته في تبعيته،فجاء إليه ليلا لكي لا يراه أحد لأنه رجل معروف، بدأ يتحدث مع ربنا يسوع المسيح ويقول له يا معلم نعلم أنك أتيت من الله معلما لأنه ليس أحد يستطيع أن يفعل هذه الآيات التي تفعلها ما لم يكن الله معه، فهذا يعني أنك لديك إيمان بالمسيح يا نيقوديموس، من الواضح أنك تقول نحن نرى أنك أتيت من عند الله،والدليل أنك أتيت من عند الله أنه لا أحد يستطيع أن يعمل الأعمال التي تعملها أنت إلا إذا كان الله معه،فبذلك أنت لديك إيمان بالمسيح.
-النقطة الأولى التي نود أن نتكلم فيها اليوم عن الإيمان الغير ناضج،الإيمان الذي ليس لديه استعداد للشهادة، الإيمان الخائف، الإيمان المرتعش، الذي يريد أن يتبع المسيح في الخفاء، أو بمعنى آخر دون أن يعلن، الإنسان الذي يضع الناس أهم من الإيمان،هذا هو نيقوديموس في هذه المرحلة لكن نلاحظ أن نيقوديموس لم يستمر كذلك بل أتى في النهاية وكان من الإثنين الذين أنزلوا ربنا يسوع المسيح من على صليب الجلجثة، وكان من أصحاب الأطياب الغالية، الأكفان الثمينة، وهو الذي نال هذا النصيب، أي أنه كان قلبه مع المسيح من البداية لكن في البداية كان يحسب حسابات مختلفة، إيمان غير ناضج، تبعية للمسيح لكن تبعية خائفة،تبع المسيح لكن يحسب حسابات مكانته الأرضية، مركزه فهو رئيس لليهود،ماذا يقولون عليه؟،يخشى أنه يجد نفسه وقد خرج خارج مجمع السنهدريم، يخاف أن يجد نفسه أنهم أخرجوه خارج المجمع،الإنسان يا أحبائي الذي يتبع المسيح ولازال استعلان قوة المسيح في حياته لم تكتمل تجده بهذا المنظر،تجده يتبع المسيح ومقتنع به مثل نيقوديموس هنا، يقول لك نحن نعلم أنك أتيت من الله معلما لأنه ليس أحد يستطيع أن يعمل هذه الآيات، أي أنا لست فقط معجب بتعليمك لكنني أرى الآيات التي تفعلها، أنا أرى أنه لا أحد يستطيع أن يفعل هذه الآيات التي تفعلها أنت ما لم يكن الله معه،وعبارة الله معه في الكتاب المقدس عندما تقرأ وتجد كلمة الله معه هي عبارة يهودية تستخدم لرجال الله، حيث أن الله قالها لأبونا إبراهيم، قالها لأبونا يعقوب،الله قالها لجدعون،"الرب معك"فكلمة الله معه تقال على الناس الذين لهم صداقة مع الله، فهو يريد أن يقول له أنت تحتسب من ضمن الناس الذين لهم صداقة مع الله،فأنت لك صداقة مع الله بدليل الأعمال التي تعملها،لكن مع ذلك فهو جاء إليه ليلا،ويحدثه في الخفاء، بحيث لا أحد يراه،فهذا إيمان لم يكتمل، إيمان يحتاج إلى شهادة، إيمان يحتاج إلى قوة داخلية، إيمان يحتاج إلى تحول من الاهتمام بالناس إلى الاهتمام بالله، من الاهتمام بالأرض إلى الاهتمام بالسماء، وهذا الفرق بين إيمان نيقوديموس الغير ناضج وإيمان ابائنا الشهداء،فالشهيد يبحث عن الذي لايعرف أنه مسيحي ويحاول يعلن له أنه مسيحي، ليس كالشخص الذي لايعرف أنه مسيحي ويريد أن يخبئ مسيحيته في خفاء، بل هو يريد أن يعلنها،رأينا هذا الكلام كثيراً، يقول لك على القديس العظيم الأنبا أنطونيوس كان يشتاق إلى الاستشهاد، وعندما جاء مدينة الإسكندرية يقول لك إنه كان يحاول إن يغسل ثيابه بحيث يظهرأنه راهب ويرتدي أسود،ويحاول أنه يعلن نفسه أمام مجموعات كبيرة لكي يروه فيقبضون عليه، لكي يدخل ضمن قائمة الشهداء،فيقول لأحدهم أنا أمامك لماذا لم تمسكوني إلى الآن؟،يذهب مكان آخر ويسأل نفس السؤال، الإنسان عندما إيمانه بالله يرتفع في القلب لدرجة أن الحياة مع المسيح تكون ذاك أفضل جداً هنا تهون عليه حياته الأرضية، هنا يقول مع معلمنا بولس الرسول "ولا نفسي ثمينة عندي"، نيقوديموس إلى الآن لازالت نفسه ثمينة لديه، وكرامته، وولائه لليهود، بالرغم من أن ولائه لليهود واضح أنه ليس عن اقتناع لكن لكرامته الشخصية ولمركزه الشخصي، واضح أنه يرى في المسيح ما هو أعظم من معلمي اليهود، لكنه لازال حتى الآن إيمانه غير ناضج، مرحلة يمر بها الإنسان في إيمانه، مرحلة الله يتمهل فيها على الإنسان لكن الله لا يود أن يري الإنسان مستمر في هذه المرحلة بالإيمان الغير الناضج، الإيمان الخائف، الإيمان المرتعش، الإيمان الذي يحسب حسابات الناس،يقول لك لا بل أنت اهتم أن ترضي الله، اهتم أنك تكون مقبول لديه، اهتم أن يكون لك كرامة عنده هو، ولك منزلة عنده هو،لا تحسب حسابات العالم وحسابات المركز الأرضي أو البشري،لا بل اجعل المسيح يكون حفر في قلبك كلمات بأحرف من نور، المسيح يكون على قيمته داخل قلبك فوق قيمة مراكز العالم كلها، لذلك تجد الشهداء يقول لك عنهم أنه اشتاق للاستشهاد،فذهب للوالي لكي يعترف بالإيمان، ولكنه والي قاسي، والي يعذب، والي لا يرحم،يذهب ويعترف أمامه بالإيمان، يبحثوا عن الوالي،يسأل الوالي أين اليوم؟! يقولون له على اسم المدينة التي يوجد بها الوالي، فيقول لهم إذن نذهب له،هل هناك أحد يفعل ذلك؟!،أقول لك لا أحد يفعل ذلك إلا الذي يعرف ما هو يفعل،ويعرف إيمانه هذا ما شكله على سبيل المثال يقول لك على دير دخلوه جماعة من الجنود الرومان واغتصبوا الراهبات وقتلوهم وذبحوهم، لكن كان هناك راهبة عاجزة لا تستطيع الحراك،شعرت بحركة ورأت الجنود يدخلوا في الدير بفرسانهم وهم لايشعروا بها لأنها تجلس بمفردها في مكان لم يعرفوا أن يصلوا إليها، وهي عاجزة لا تتحرك،فظلت تحدث أصوات،تقرع بيدها علي الباب،تحاول فعل أي شيء يلفت الانتباه، تنادي عليهم يا جنود هناك واحدة لم تروها،هناك واحدة هنا أنتم لا تنتبهوا لها، تعالوا هل لأنني لاأستطيع الحركة تنسوا وجودي؟! ماهذه القوة؟! هذه هي القوةالتي يحتاجها نيقوديموس.
- الأمر الثاني الذي نقف عنده اليوم أن نيقوديموس آخذ الأمور الإيمانية بطريقة عقلانية وهذا أمر لا يتفق أبدا مع الإيمان،ظل يحدث ربنا يسوع المسيح، أولا يتحدث مع ربنا يسوع المسيح على أنه معلم، والمعلم هذا لقب الذي هو اليهود يقول لك ربي أو ربوني أو رباني، ويعني مجرد شخص مصدر للشريعة، يعني مجرد شخص يفسر الكلمات، فهو يحدث ربنا يسوع على أنه ربي، أي أنه شخص من ضمن الناس مفسري الشريعة، يقول له يا معلم،بدأ ربنا يسوع المسيح لأنه يعرف النقطتان الضعيفتان في حياة نيقوديموس،يعرف أن إيمانه لازال لم ينضج،ويعرف أن إيمانه عقلاني،فبدأ يقول له كلام ضد العقل تماماً يقول له "الحق أقول لك إن لم يولد الإنسان من فوق لا يقدر أن يعاين ملكوت الله"، إن لم يكن الإنسان يولد من فوق،نيقوديموس آخذ الأمور بالعقل فقال له نيقوديموس كيف يمكن أن يولد إنسان مرة ثانيه بعد أن يصير شيخاً،تتحدث عن شخص ولد من فوق فهل نحن نصعد ثانية إلى فوق ونولد ثانية من فوق وبعد ذلك ننزل ثانية،هل الإنسان يولد مرتين؟!،هل يمكن أن يدخل بطن أمه مرة ثانية ويولد؟!فهو يريد أن يناقش بإصرار، أخذ كلمة الميلاد على أنه ميلاد جسداني ولن يولد من تحت بل يولد من فوق،فبذلك نحن سوف نصعد مرة ثانية إلى فوق،وامرأة تحمل بنا وتولدنا ثانية، هذا ما فهمه نيقوديموس،هل يمكن أن يدخل بطن أمه، أمه سوف تصعد فوق ثانية،كلام يشتت،أجاب يسوع وقال له الحق أقول لك"إن لم يولد الإنسان من الماء والروح"، هنا بدأ ربنا يسوع يفسرها له قليلاً،في البداية قال له إن لم يولد من فوق وتركه،وجده لم يفهم تماماً كلمة يولد من فوق، ففسرها له، قال له لابد أن يولد من الماء والروح، إن لم يولد الإنسان من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله، يعني ميلاد الماء والروح هذا هو الميلاد الذي من فوق، فهو فسرها له، ربنا يسوع المسيح قال له "المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح"، لا تتعجب لأني قلت لك أنه ينبغي أن تولد مرة ثانية،قال له كيف يمكن أن يكون هذا؟، ربنا يسوع قال له "أنت معلم إسرائيل ولا تعلم هذا"،إنسان يريد أن يفهم الأمور الإيمانية بطريقة عقلانية بحتة، إنسان يريد أن يأخذ الأمور التي لا ترى بالأسلوب الذي يرى، إنسان يريد أن يأخذ الأمور الفوقانية بأسلوب ذهني أو بشري، أقول لك لا الأمور الإيمانية تقبل بالإيمان، تصدق بالروح، الأمور الإيمانية أمور على مستوى الأسرار، الحياة المسيحية كلها أحبائي حياة أسرار، حياة مخفية، حياة لا يوجد فيها تحليلات عقلية، لذلك حاول أنك تقتني هذه الأسرار في داخلك وتقتنع بها، وأعرف أن المجادلات غير نافعة، لماذاغير نافعة؟! لأنها كلها أمور عن طريق أمور خفية،تأتي لتتحدث مع شخص تجده لايستطيع أن يستوعب كلامك،تحدثه عن ميلاد يحدثك على أنه يدخل بطن أمه مرة ثانية،وما معنى أنه يولد من فوق كلام عجيب، لذلك كل الحقائق الإيمانية المسيحية أمور تحتاج أن الإنسان يحمل في داخله سر يقتنع به،هنا ربنا يسوع المسيح يحاول أن يجعل نيقوديموس يقتني هذا السر،لكن نيقوديموس لديه إصرار على أن يأخذ الأمور الروحانية بطريقة عقلانية،هذه هي مشكلة نيقوديموس،آخذ الأمور بتحليلات عقلية،يظل يتحدث معه يا معلم ... نعلم، كلها أمور نظرية، الحياة المسيحية يا أحبائي ليست مجموعة نظريات، الحياة المسيحية سر في الداخل، لذلك حاول أنك تقتني هذا السر في داخلك وهذا السر لايفهم إلا بالروح، هذا السرلا يفهم إلا بالتقوى، هذا السر لايفهم إلا بالعشرة مع الله، لذلك الآباء القديسين أجمعوا على أن سر إيمان القديسين وشرحهم للاهوت العميق جداً مثل القديس كيرلس ومثل القديس أثناسيوس يقول لك سر إيمانهم ومعرفتهم لأعماق اللاهوت تقواهم،ما الذي جعله يفهم؟ تقواه،ليس لأنهم ناس أذكى من الآخرين لا أبدا، ربما يكون كثيراً حكماء، فلاسفة يملكون قدرات عقلية جبارة لكنلم يصلوا لحقيقة الإيمان، لأن الإيمان يحتاج إلى البسطاء الخاضعين لعمل الروح، الإيمان يحتاج أشخاص تؤمن بقلبها،تؤمن بفكرها، تؤمن بالروح من الداخل لذلك تجد الحياة المسيحية كلها متوقفة على الأسرار،عندما يأتي شخص اليوم يرى الجسد والدم الذين نحن نتناولهم ولايفهم السر وآخذ الأمور بطريقة عقلية، يقول لك ما هذا الذي يفعلوه؟ ربما يتهمنا بلون من ألوان الهذيان،إذا حضر معنا شخص غيرمؤمن معمودية ووجد أبونا يمسك بالطفل ويضعه في ماء، ما الذي يحدث؟!فهل هو مجرد ولد جسده مثلا متسخ قليلاً،يقوم بتنظيفه بماء أو ماذا يفعل هذا؟!،الأمور الروحية لا تقاس إلا بالأمور الروحية،قارنين الروحيات بالروحيات، لذلك هنا ربنا يسوع المسيح يحاول أن يكشف لذهن نيقوديموس كم هو عقلاني،وكم أن الأمور الروحية لا تفهم بالأمور العقلية، ومن هنا يحاول أن يرتقي بإيمانه، درجة تلو الدرجة،هل أنت تعلم أن الأمور الروحية التي أفعلها أنا لايوجد أحد يفعلها إلا إذا كان من الله، فآمن إذن برسالتي،لكن لكي تؤمن برسالتي لابد أن تتحول إلى مسيحي،لابد أن تتخلى عن الفكر اليهودي النظري،لابد أن تتخلى عن كرامتك اليهودية لكي تدخل في المسيح يسوع تعيش كمؤمن بسيط لا تبحث عن مركزك، لا تبحث عن كرامتك،أنت تحتاج يانيقوديموس بل وكل أحد فينا يحتاج إلى هذه النعمة وهذا السر الذي هو الميلاد الفوقاني،لذلك الكنيسة تصمم أنه مجرد فقط الطفل يكمل 40 يوماً أو80 يوماً للبنت على الفور تعطي له هذه النعمة، هذه النعمة الجبارة، نعمة الميلاد من فوق،نعم ميلاد الماءوالروح، يفهم الأسرار، تتحدث مع الطفل في أصعب الأمور اللاهوتية تجد الطفل لديه إيمان بسيط جداً، يبلغ من العمر سنتين أو ثلاث سنوات ويحدثك عن بابا يسوع، يحدثك عن أن هذا هو الله، يحدثك على أنه تجسد،يحكي لك قصة تجسده،لكن وهل يؤمن أن الطفل الصغير المولود في مزود هو ربنا يسوع؟ نعم يؤمن،إيمان طفل بسيط لكن آخذ نعمة الميلاد الفوقاني، فعندما آخذ نعمة الميلاد الفوقاني بدأت الأسرار تكشف له،وبدأ يكون ابن لفوق،وبدأ يكون ابن للروح ليس ابن للجسد،بدأ يكون ابن للإيمان ليس ابن للعقل لذلك ربنا يسوع المسيح يدعونيقوديموس ويدعو كل إنسان يعيش في إيمان غير ناضج، يعيش في إيمان ذهني أن يتمتع بنعمة الميلاد من فوق،لكن هل نحن متمتعين بها أم لا؟ متمتعين،لكن كلما نمسك في الروح كلما ينشط فينا أعمال الروح كلما يزداد إيماننا بكل ما هو روحي، كلما تكون حياتنا على مستوى السر وعلى مستوى الخفاء،لذلك نحن في القداس نقول أنه "أنعم لنا بالميلاد الفوقاني بواسطة الماء والروح وجعلنا له شعبا مجتمعا وصيرنا أطهارا بروحه القدوس"، هذه هي النعمة التي يحتاجها نيقوديموس والتي نحتاجها كلنا، القديس أنطونيوس كان يقول لأولاده "يا أولادي جددوا في كل يوم عهد معموديتكم كأنكم اليوم قد عمدتم جديداً"،الكنيسةهذا الأسبوع تريد أن تركز معنا على فعل الاستنارة، المعمودية والميلاد الفوقاني، تريد أن تذكرنا بالميلاد الجديد، النعمة الجبارة التي أخذناها،نحن إذن لانأخذها بإيمان غير ناضج ولا نأخذها بإيمان عقلي،بل نأخذها بإيمان من قلب نقي بشدة، ونقول له يارب نحن نؤمن أعن ضعف إيماننا، الله يعطينا نعمة الاستنارة،وأن يعطينا بركات هذا السر العظيم، وأن يعطينا أن نسلك بالروح ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبدياآمين.

عدد الزيارات 1558

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل