أحقاؤكم ممنطقة الجمعة الثانية من شهر بؤونة

يحدثنا إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي عن حياة الاستعداد لقدوم العريس، وماحياتنا كلها إلا اشتياق لهذا القدوم لذلك تقول لنا"لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت"،إلهك ميشتاق أن يعطي لكم نعمة غالية،سر،فهو مسرور بأن يعطي لكم نعمة من الممكن أن تكونوا لا تستحقوها، لكنه مسرور أنه يعطيها لكم،سر أن يعطيكم الملكوت، فعندما شخص يعطي لشخص آخر عطية غالية جداًفإنه يعطيها له وهو شاعرأنه صاحب فضل عليه، يكون شاعر أنه يعطيها له ليس من باب الاستحقاق ولكن من باب التفضل، هنا الله يقول لنا لا أنا مسرور أن يأعطيكم الملكوت، أنا سعيد أن يأعطيكم الملكوت، أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت،يعطيكم عطية غالية، لكن بما أنه يعطيك قيمة غالية جداً وهو سعيد جداً حينما يعطيها لكم فماذا من المفترض أن يراه فيكم؟! اشتياق كبير جداً لنوال هذه العطية الثمينة، لذلك يقول لنا بما أنه سر أن يعطيكم الملكوت فهذا الذي عليه هو، الذي عليه هو أنه فداكم وخلصكم وأعطاكم مكان في الملكوت، ما الذي يجب أن تفعله أنت؟ يقول لك "بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة وأعملوا لكم أكياس لاتقدم وكنزا لا يفنى في السموات"، يقول لك إذا كان هو سوف يعطيك الملكوت هذه العطية الغالية جداً ويعطيها لك وهو سعيد فعليك أنت أنك لا تكون مرتبط بالأرض، عليك أنك تعرف قيمة هذه العطية الغالية الثمينة،ويكون قلبك فيها، عليك أنك إذا فعلت هذه المعادلة بين الذي ينتظرك في الملكوت وبين الذي تأخذه على الأرض فتجد أن الملكوت يفوز، ويغلب،ويزيد مكانه في القلب جداً، لدرجة أن الإنسان يأخذ خطوة جريئة جداً أن يبيع ما له،فالإنسان عندما تكون له ممتلكات فإنها تكون غالية عليه جداً،تكون ثمينة جداً، يكون متمسك بها جداً، يقول لك لا لكن عندما تدخل شهوة الملكوت داخل قلب الإنسان فإن أمور كثيرة ستجدها سقطت من تلقاء ذاتها، لذلك الكلام لا يصدق،ما معنى أن انسان يبيع ماله؟ تعال قل لإنسان بع كل ثروتك لكي تعطي صدقة للفقراء، يقول لك هذا كلام غير منطقي،يقول لك لأن الملكوت ليس أمام أعينك،لأنك أنت تبيع مالك وأنت لا تعرف ماذا تأخذ في مقابله، هنا يقول لك أولا بدأ بأنه سر أن يعطيكم الملكوت،فعندما سر أن يعطيكم الملكوت نتيجته أنك تفعل ذلك، بدأت اهتماماتك الأرضية تقل، شهوة الحياة الأبدية تزيد، استعدادك للأبدية يزيد، وترقبك للأبدية يزيد،وبدأ كل يوم على الأرض في حياتك يكون ما هو إلا يوم للاستعداد للأبدية ومن هنا ينقلك للخطوة التي تليها،وهي حياة الاستعداد الدائم، ما هي؟!
يقول لك لتكن أحقاءكم ممنطقة، فإن الزي في العهد القديم وحتى إلى عصر ربنا يسوع المسيح كانوا يرتدوا ملابس مثل السروال،مثل جلباب واسع، فهذا الجلباب الواسع عندما يأتي شخص ليؤدي عمله بها فإنها تعوقه،ولكي يعرف أن يعمل وهو يرتديها كان لابد أن يرتدي شيء عند خصره لكي تعطي له عزيمة والجلباب لا تكون عائق بالنسبة له في أداء عمله، وكان معروف أن الشخص عندما يربط منطقة الوسط هذه تعطي له عزم في الإرادة أكثر، تعطي له قدرة عمل وإنتاج، فكان معروف أن الشخص يربط هذه المنطقة عند حقويه أو عند وسطه في الوقت الذي يكون فيه سوف يقوم بعمل شاق، لكن غير ذلك لا يربط حقويه،فهنا يقول لك أنا أريد أحقاءكم تكون ممنطقة باستمرار، وكأنك باستمرار قادم على عمل شاق،لتكن أحقاءكم ممنطقة، هل بعض الوقت أم طوال الوقت؟ يقول لك لا أنا أريد أحقاءكم تكون ممنطقة باستمرار، إذا كان يا أحبائي الشخص الذي يقدم على عمل شاق يرتدي منطقة على حقويه، أقول لك هناك منطقة روحية لابد أن تتمنطق بها ليل نهار، لابد أن تكون قلوبنا ممنطقة، لابد أن يكون عقولنا ممنطقة، لابد أن تكون عيوننا ممنطقة، أي ساهرة، أي يقظة، أي مستعدة للعمل في كل وقت، هذا معني أحقاءكم ممنطقة، ليس وقت نكون في يقظة ووقت آخرنكون متهاونين،لا أحقاء ممنطقة باستمرار، الإنسان الروحي يا أحبائي في كل وقت قلبه يقظ حتى وإن نام، الإنسان الروحي يا أحبائي حتى في وقت عمله تجده يقظ، الإنسان الروحي حتى في وقت تسليته تجده يقظ،لئلا يستغل الفرصة عدو الخير ويدخل في أوقات الاستهتار، يقول لك لا، لتكن أحقاءكم ممنطقة، الإنسان الروحي يا أحبائي أحقائه ممنطقة باستمرار، حتى وإن كان يبدو أنه مسترخي أو مستريح، هو مستريح بالجسد لكن ممنطق بالروح،هذا هو ذلك، لتكن أحقاءكم ممنطقة وسرجكم موقدة،مصابيحكم تظل منيرة باستمرار، وأنتم أيضا تشبهون أناساً ينتظرون سيدهم متى يعود من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال،فإنهم عبيد يخدموا سيدهم وخرج سيدهم، هنا يقولأن سيدهم ذهب عرس، فمن المعروف أن العرس هذا يكون لوقت متأخر، فمن الممكن أن تجد عبيده يقولوا لك هو ذهب وسيسهر هناك وسوف يأتي في الفجر هيا بنا نحن لننام، نلعب،نترفه،هيا نعمل أي عمل من التي نحرم أن نؤديها في وجوده، فنقوم بها في عدم وجوده، فيقول لك سوف يأتي سيدهم من العرس والمفترض أنه عندما يأتي يجد عبيده ساهرين، يأتي يجدهم منظمين البيت،يأتي يجدهم وكأنه كان موجود، يأتي يجدهم أنهم في استعداد، في يقظة، في ترتيب، في تدبير هذه يا أحبائي هي حياتنا،حياتنا أننا أشخاص اشتاقت للملكوت، فبدأت اهتماماتها بالحياة الأرضية تقل، وبدأ سعيها للملكوت يزيد، وبدأ ترقبها للملكوت يكون في كل لحظة هذاهو إنجيل اليوم، حتى متى يعود من العرس حتى إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال، تخيل أنت أن سيدهم ذهب إلى العرس وتأخر وجاء يقرع على الباب فوجد أن العبيد قد ناموا، يظل يقرع لكن العبيد نيام أو العبيد يلهون أوالعبيد في استرخاء أو في استهتار أو تركوا المكان، يظل يقرع وهم ليسوا بموجودين، يقولون لك هوذهب إلى عرس وسوف يتأخر،أقول لك لاحظ أن نفس الأمر هو الذي يحدث بالنسبة لنا، سوف يأتي ربنا يسوع المسيح في وقت هو غير محدده،إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال لذلك يقول لك "طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"، إذن وماذا حدث عندما وجدهم ساهرين،وجدهم أحقائهم ممنطقة، وجد سرجهم موقدة، وجدهم في يقظة، فتحوا له الباب في الحال،ماذايفعل؟! يعكس الآية ويقول لك "الحق أقول لكم أنه يتمنطق ويتكئهم ويقف ويخدمهم" على الرغم من أنه سيدهم، بدلاً من أنهم هم العبيد وهو السيد لافهو جعل نفسه عبد لهم، فهو تمنطق وقال لهم اجلسوا استريحوا أنتم وأنا أخدمكم،شاهدوا المكافأة الجميلة،نحن الآن يا أحبائي في زمان التعب،نحن الآن في زمان العريس تركنا إلى فترة، فيجب أن ننتظره في ترقب، فيجب أن نعرف أن كل يوم في حياتنا ليس هو للهو، ولا هو للنسيان، ولكنه للاستعداد، لكنه للعمل، لكن هو للترقب، لكن هو للحواس المدربة اليقظة، حتى إذا ما قرع يجدنا أن نفتح له في الحال، حينئذ نأخذ المكافأة،يقول لك أنت تعبت كثيراً، تعال أنا الذي سأخدمك، تخيل أنت أن في الأبدية وفي الملكوت سيدنا وملكنا ومخلصنا ربنا يسوع المسيح سوف يتكئنا ويخدمنا، تخيل مقدار المكافأة التي سوف نأخذها والتي تنتظرنا،لذلك يقول لك من الممكن أن العريس يأتي في أي وقت، إن أتى في الهزيع الثاني أو أتى في الهزيع الثالث فوجدهم هكذا فطوبى لأولئك العبيد، الهزيع الثاني هو الثلث الثاني من الليل،أو الربع الثاني من الليل الذي هو من الساعة التاسعة إلى الساعة الثانية عشرة هذا هو الهزيع الثاني، اما من الساعة الثانية عشرة إلى الساعة الثالثة فجرا فهذا هو الهزيع الثالث،ومن الساعة الثالثة إلى الساعة السادسة صباحاً فهذا الهزيع الرابع، فهنا يقول لك إذا جاء في الهزيع الثاني أو جاء في الهزيع الثالث يجدهم هكذا، كل وقت ربنا أعطاه لنا يا أحبائي في حياتنا على الأرض هو وقت للاستعداد،أنه وقت يعمل فيه للرب، لذلك الإنسان أحيانا بعدم فهم يسأل الله ويقول له لكن لماذا يارب تجعلنا نجلس ونستعد للهزيع الأول والثاني وأنت تأتي في الثالث،اتركنا الهزيع الأول والثاني واجعلنا نكون يقظين في الهزيع الثالث، يقول لك لا بل أنا من محبتي لك لم أعلمك متى آتي، أنا من محبتي لك جعلتك تظل عمرك كله في استعداد، لماذا؟لكي اجعلك في نقاوة باستمرار،فلا أجعلك تظل تصنع شرور وهذه الشرور تحتسب عليك وتبعد قلبك عني وفي النهاية أقول لك تعالى لي وأنت ملوث، أقول لك لا،فأن ابذلك لاأحبك، ولكن لأني أحبك فأنا أردت أن مجيئي هذا يكون شاهد على أمانتك، أحببت أن مجيئي هذا مفاجئته تكون بالنسبة لك مجد،مفاجئته تكون بالنسبة لك مكافأة،عوض عن الأشرار الذين هذه المفاجأة بالنسبة لهم تكون صراخ، تكون صرير أسنان، من هنا ربنا يسوع المسيح يقول لنا أنا سوف آتي لكن آتي بغتة، وعندما آتي بغتة سوف آتي أجدكم يقظين، أجدكم ممنطقين، أجد سرجكم موقدة، أجدكم رافعين أيادي طاهرة، أجدكم في حب بعضكم نحو بعض، أجدكم فيعدم تعلق بأمور الأرض، أجدكم في اشتياق دائم للحياة الأبدية، أنا آتي أشاهدكم في هذه الحالة، عندما أشاهدكم في هذه الحالة يا للمكافأة التي تنتظركم، لذلك يا أحبائي احذر الاستهتار، احذر الكسل، احذر التواني، احذر أن الأيام تمضي مثل بعضها وأنت في غفلة، احذر من روتينية الحياة لأن كل هذه الأمور ضدنا، إن الأيام رتيبة،تشبه بعضها البعض، فالشخص يقول لك اليوم صلينا وصمنا ولم يأتي،غداً لا نصوم ولا نصلي لأن أمس لم يأتي، قال لك أنت كل يوم عليك أنك تحافظ على أن أحقاءك ممنطقة،وأن سرجك موقدة، لأنه سيأتي بغتة، أنت عليك في كل يوم أنك تتوقع مجيئه، عليك في كل يوم أنك تشتاق إلى مجيئه، عليك في كل يوم أنك تعرف هدفك وتحدده وتسهر من أجله وتكون أميناً من أجله، لذلك يقول لك "كونوا أنتم أيضا مستعدين لأنه في ساعة لا تعرفونها يأتي ابن الإنسان"، جميلة حياة الاستعداد، جميلة حياة ترقب الأبدية، جميل الإنسان الذي قلبه مرفوع للسماء وإن كان يعيش على الأرض يأكل ويشرب ويلبس ويهتم نفس اهتمامات العالم، لكن قلبه فوق، اشتياقاته فوق، لذلك يقول لك أطلبوا ما فوق، باستمرار راجع أهدافك، باستمرار راجع هدف حياتك، من أصعب الأمور يا أحبائي التي تصيب الإنسان ضياع الهدف، لذلك كثير من الناس تسأل سؤال عجيب يقول لك لماذا أنا أعيش؟،ماذا أفعل أنا في حياتي؟! الحياة ليس لها طعم، أقول لك بالفعل عندما يضيع هدف الإنسان تكون الحياة ليس لها طعم،ويكون الإنسان ليس لديه قدرة على الرؤية،ويكون الإنسان ليس لديه قدرة على تغلب العقبات، يكون الإنسان يعيش في ضيق وتبرم، لكن عندما يكون الإنسان له رؤية لحياته يكون لديه رجاء،يكون لديه روح غلبة، يكون لديه انتصار في الداخل،لماذا؟! لأنه يعرف ما هو يريده في النهاية،لماذانعيش؟نحن نعيش لكي نربح الأبدية،نحن نعيش لكي نحقق مواعيد الله في حياتنا،الذي سر أن يعطينا الملكوت نحن نقول له نحن أيضاً يارب نسر جداً أننا نأخذ الملكوت، نحن أيضا مسرورين جداً بما أعددته لنا،أنك أعددت لنا الملكوت،لذلك يقول لك أن الإنسان الذي مثل ذلك يقول لك سوف يقيمه على جميع أمواله، بمعنى أن كل خيرات الأبدية وكل عطايا الأبدية هي لنا، جميع أمواله، كل كنوزه سوف تكون لنا، لهذه الدرجة؟! يقول لك نعم،هناك غني يا أحبائي ينتظرنا، الإنسان الذي يحسب أن هذه الأمور الأرضية أمور مرئية وهو يراها إذا كسبها سيكون كسب كثيراً، الأمور السماوية أمور غائبة عن عينه، هو لايتلامس معها،فأجعلنا في الأرض، أقول لك هو يخسر أكبر خسارة، أكبر خسارة يخسرها الإنسان الذي يدخل في المعادلة التي بينما هو أرضي وما هو سماوي ويجعل كفة الأمور الأرضية هي التي تغلب، لا،كن حكيم،كن ممنطق،اجعل مصابيحك موقدة باستمرار، حدد هدفك، رتب أولويات حياتك،لا تجعل الانشغالات تأخذك عن الهدف،لا تجعل هدفك يضيع وهو أنك تربح الأبدية، كل يوم جدد شهوة الأبدية داخل قلبك، كل يوم راجع نفسك في هدفك واضح أملا،لذلك آحد الفلاسفة يقول لك لا تحزن إن لم تحقق هدفك ولكن أحزن إن كنت بلا هدف، أصعب شيء يا أحبائي أن الإنسان لايعرف ما هو هدف حياته، هدف حياتنا هو ربح الأبدية وأننا نمجده على الأرض، كل يوم نعيشه على الأرض هذا لمجد ربنا يسوع، وأننا نربح الأبدية، ومن هنا نعيش حياة استعداد كل يوم، كل يوم هو عطية من الله، كل يوم هو هبة من عنده من أجل ضمان ربح الأبدية، ربنا لم يعطينا الأيام لنهلك بها، ولكن يعطي لنا الأيام لنخلص بها، جميل الإنسان يا أحبائي الذي يستفيد بأيامه، جميل الإنسان الذي كل يوم بالنسبة له هو خطوة في رحلة الأبدية، جميل الإنسان الذي كل يوم بالنسبة له يضيف إلى حبه وحب، وإلى تعبه تعب، وإلى سهره سهر، وإلى زيته زيتا هذا هو هدف الحياة إن كل يوم الله يعطيه لنا القلب يلتهب بنار المحبة الأدبية، وكل يوم يزداد المصباح ابتهاجا وتوهجا، هذا هو هدف حياتنا يا أحبائي، في أي وقت يأتي؟الذي هو يختاره، لكن يجدنا ساهرين، حتى إن غاب، حتى أن تأخر،سوف يجدنا ساهرين،سوف يجدنا ممنطقين،في كل وقت مستعدين، في كل وقت نحن نعمل،لأنه وقت يعمل فيه للرب، لا يوجد عند الإنسان الروحي أوقات لحياة غير روحية، لا يوجد عند الإنسان الروحي أوقات يغيب عن وعيه حضور الله أبدا، كل وقت هو يقف في حضرة الله، وهذا هو جمال الحياة في المسيح يسوع، وجمال الحياة الأرضية التي تعدنا لبهجة الحياة الأبدية ربنا يسوع المسيح الذي أعطانا الحياة من أجل أن نربح الحياة الأبدية يثبت خطواتنا وإن أهملنا فليمنطقنا هو، وإن سرجنا انطفأت فليوقدها هو بزيت مراحمه الإلهية ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .