عيد التجلى الجمعة الثانية من مسرى

Large image

تعيدالكنيسة ياأحبائي في هذاالصباح المبارك بعيد تجلي رب المجد يسوع على جبل طابور، عيد التجلي يا أحبائي جعلته الكنيسة من الأعياد السيدية الصغرى لأنه يحمل إعلان عن طبيعة السيد المسيح كحامل للجوهر الإلهي في ذاته،إذ تغيرت هيئته،وأعطى لتلاميذه لمحه من مجد ألوهيته لماذا التجلي؟! ربنا يسوع يعلم أنه يجهزتلاميذه لكي يتمم وسطهم تدبير الفداء،فسوف يروه في صورة من الهوان والذل والخزي والعري والاستهزاء،ويعرف أنه من الممكن جداً أنهم يعثروا فيه،فقال أنا أجعلهم يروا هذه اللمحة الإلهية لكي تكون سند لهم،ولكي تعطيهم معرفة لطبيعتي كإله وإن كنت في صورة إنسان،التجلي يا أحبائي يعني أنه ظهر في مجد فوق المعتاد،هذه كلمة تجلي، تجلي أي ظهر بقوة فوق الطبيعة أو فوق عادته الطبيعية هذا التجلي أقول لك أن نفس الذي حدث مع بطرس ويعقوب ويوحنا ربنا يسوع يدعونا له مثلما أختار هؤلاء الثلاثة وصعد بهم على جبل التجلي "جبل طابور" لكي يتجلى هناك ربنا يسوع يريدأن يأخذ كنيسته كلها ويصعد بهم على جبل عال منفردين يقول لك تعالى تمتع بمجد ألوهيتي تعالى شاهد ما لا يراه الناس تعالي شاهد أنت بمفردك هذا المجد المخفي تعالى تمتع بالقوة والعظمة تعالى ميلوأنظر لهذا المشهد العجيب،الذي تجلى على جبل طابور مستعد أن يتجلى إلى الآن،ويدعونا كل أحد فينا يقول لك تعالى معي اصعد الجبل،وأنظرالمجد،ما هو هذاالتجلي يا أحبائي؟
التجلي ليس حدث ماضي بل حدث حاضر دائم مستمر كل شخص فينا من الممكن أن ربنا يسوع تجلى في قلبه في عقله من الممكن أن يكون كل واحد فينا جاءت له ومضة إلهية داخل قلبه وداخل عقله شعر بقوة ومجد ألوهية ربنا يسوع المسيح في داخل حياته هذا هوالتجلي هذا هو التجلي المعروض علينا أننا نصعد مع يسوع على الجبل العالي لكي نتذوقه،ولكي نختبره،نقول له يارب يمكن أن يكون هناك فترات في حياتنا نشعر فيها أن قوتك ومجدك محتجزة عننا،لانقدرعلي استيعابها، من الممكن يارب أحيانا نراك كضعيف،ممكن أحيانا أراك كإنسان واتخيلك كإنسان،ويمكن نتردد في أمر ألوهيتك، لكن اليوم أنت تدعونا أنك تأخذنا على جبل عالي لكي نذوق معك مجد ألوهيتك، جبل التجلي يا أحبائي هو جبل كل نفس،هوللكنيسة كلها، يسوع يتجلى في كنيسته، حاضر معنا،يسوع يتجلى على المذبح، الذي يريدأن يرى التجلي يمكن أن يراه الآن وهو يجلس معنا،الذي يريد أن يشعربالتجلي يشعر به في تسابيح الكنيسة،في ترانيم الكنيسة، يشعر أن هناك حلول إلهي، هناك قوة غير طبيعية، هناك مجد أشرق علينا هذاهو التجلي،التجلي في آية في الإنجيل، التجلي في وقفة صلاة،التجلي في لحظة صدق مع النفس،التجلي في لحظة كشف خطية،التجلي في لحظة خدمة من القلب،أقول لك كل هذاهوالتجلي،التجلي ليس بعيد عننا،وليس حدث مضى، لكن هو حدث لنا،وليس فقط يحدث مرة لا فهويتكرر،لكن انتبه يقول لك على هذا التجلي له ثلاث شروط هو اختار، لماذا اختار هؤلاء؟ أختار من يستطيع أن يحتملوا المجد الإلهي،اختار النفوس الأمينة التي تستطيع أن تحتمل التجلي وعندما يقول لهم لا تقولوا لأحد فلن يقولوا لأحد، قال لهم ذلك لا تقولوا لأحد،أستطيع أن أقول لك أن من فينا يستطيع أن يحتمل تجلي رب المجد في حياته ولا يتحدث،من فينا يحتمل أن يقع عليه هذا الاختيار ويحتمل يرى كل هذا المجد ويتلامس مع كل هذا المجد وهو صامت، هذا هو الذي اختاره ربنا يسوع المسيح،يختار النفوس الأمينة المحبة له التي تستطيع أن تحفظ السر،تستطيع أن تحفظ الأمانة، وليس النفس التي تذيع الكلام،ليس الذي يظل يحو لمجد ربنا يسوع المسيح بدلاً من أن يعطي المجد له لا فهو يريد أن يأخذ المجد لنفسه، يقول أنا يسوع تجلى لي،يسوع أخذ نوعيات معينة،قلوب تحبه وقلوب تحفظ السر،إذا ربنا أعطاك أي خبرة في حياتك اصمت،تلامست مع ربنا يسوع المسيح في موقف توبة اصمت، ربنا يسوع أعطاك اختبار أنك تتذوق مجده في أي لحظة في حياتك أصمت،لا تخبرأحد،لأنك من الممكن عندما تخبر يمكن أن يسرق منك هذا المجد،يقولون في العهد القديم عن ملك اسمه حزقيا أتى إليه جيش من الأعداء لكي يباركوا له على مناسبة معينة،فعندما أتوا ليباركوا له هو ببساطة فعل شيء فتح لهم الهيكل وأدخلهم وأراهم كم أن أبواب الهيكل مطلية بالذهب،ففتح لهم فيداخل الهيكل، في منطقة الخزائن وأراهم الفضة والذهب،بالطبع عندما أراهم الفضة والذهب هم ماذا فعلوا؟ طمعوا، ذهبوا أحضروا له جيش وأتوا وأخذوا فضة وذهب الهيكل،يقول لك عندما تكشف أنت مجد الله الذي داخلك فيكون معرض للنهب والسرقة،مجد الله في الداخل لابد أن يخفى،الله عرض التجلي على أفراد يستطيعوا أن يخفوه،هؤلاء هم،وماذاأيضاً؟ أخذهم على جبل عالي، يعني لكي يتجلى ربنا يسوع المسيح لابد أن تصعد من فكرة الاهتمامات الأرضية الضعيفة، لابد أن ترتفع عن مستوى الهموم والشهوات،تصعد على جبل،إذا انتبهت إلى قصة الجبال في الكتاب المقدس تجد أنها تعبر عن أحداث عجيبة،وستجد أن الله يحب جداً أن يصنع أمور عظيمة على جبال،لذلك يقول لك "أساساته في الجبال المقدسة"، نحن نلاحظ أن سفينة نوح استقرت على جبل،و نلاحظ أن الوصايا أعطيت على جبل،ونلاحظ أن ايليا النبي كان رجل جبال،ونلاحظ أن وصايا العهدالجديد مثل العظةعلي الجبل أعطيت على جبل،وسنجد أن التجلي حدث على جبل،بل والأكثر من ذلك أن الصليب نفسه حدث على جبل،من هنا الجبل معناه قوة فائقة مرتفعة هذا هو الجبل باختصار شديد، ربنا يسوع يريد أن يعطيك أن تتمتع بجبل في حياتك، أن يرفعك بقوة فائقة ليتجلى،هذا هو الجبل، اختارأناس محبين، تحفظ السر،ويريد أن يأخذك بقوة فائقة مرتفعة يرفعك فوق من الأرض، هذا معنى أخذهم على جبل،وانتبه يقول لك أيضاً منفردين،أي أن أحداث كثيرة جداً في حياتنا لابد أن تتمتع بها وحدك،أي لابد أن يكون له علاقة شخصية خفية منفردة مع ربنا يسوع لكي يحدث هذا التجلي في الخفاء الانفراد،لكن لماذا لم يأخذهم مع جموع كثيرة فهو منظر جميل اجعل ناس كثيرة تراه،قال لك ليس كل نفس تستطيع أن ترى هذا المنظرليس كل الناس تحتمل هذا المنظرليس كل الناس تستحق هذا المنظر لذلك يقول لك أخذهم منفردين لابد أن يكون هناك علاقة خفية بيننا وبين الله وهذا هو الانفراد جميل أن الإنسان مثلما أقول لك يجلس وحده ويصمت،وحده انفرد في وسط الضوضاءالتي نعيش فيها يا أحبائي لابد أن يكون لنا انفراد، في وسط المجموعات الكبيرة والدنيا المزدحمة لابد أن يكون لنا انفراد ادخل إلى داخل جبل قلبك،ادخل إلي داخل مخدعك الخفي العميق يتجلى لك رب المجد أدخل وأغلق بابك اضبط حواسك اضبط أفكارك اضبط مشاعرك اصعد على جبل عال وستجد أنك بدأت تؤخذ، كل لحظة تمر وكل خطوة تمرستجد أن هناك مجد يعلن لك،هذاهوالتجلي الذي ربنا يسوع المسيح فعله مع مجموعة من تلاميذه، لكن مثلما نقول ليس حدث مضي أبدا يسوع هو هو أمس واليوم وإلى الأبد، نحن نؤمن أن مسيح التاريخ مسيح حي دائم متجدد يدوم إلى الأبد ليس أحداث مضت،فالتجلي هو حدث الكنيسة كلها،أن نرى مجد ألوهيته، أن يستعلن لنا،أن نراه مع أنبيائه يأتي مع موسى وايليا، ويتحدثوا عن الأمور العتيدة، العتيدة تعني القادمة، العتيد يعني القلب العظيم، يتحدثوا عن الأمور العظيمة الآتية، تخيل عندما يكشف لك الله مجد الآب ومجد في الحاضر فتشعر برضا عن الماضي هذا هو عمل ربنا يسوع المسيح في حياتنا، يجعلك تشعر برضا عن الماضي ويعطيك مجد في الحاضر ويكشف لك عظمة المستقبل،هذا هو التجلي، يتحدث مع موسى وايليا ويحملوا هما الاثنين رمز للعهد القديم كله، موسي يرمز للناموس كله، وايليا يرمز للأنبياء كلهم الناموس والأنبياء عصر ما قبل المسيح كله يتلخص في هذين الاثنين، وكأن ربنا يسوع المسيح يأخذ معه الكنيستين كنيسة العهد الجديد بطرس ويعقوب ويوحنا، وكنيسة العهد القديم موسي وايليا، وهو في المنتصف ربنا يسوع محور التاريخ موسي وايليا تنبأوا عنه،وبطرس ويعقوب ويوحنا رأوه ولمسوه،وهو في المنتصف هذه هي عظمة حياة ربنا يسوع المسيح، أنها لم تكن وليدة الآن لا فقد تنبأ عنه منذ أجيال قديمة هو المحور هو الوسط هو المركز كموضع اشتياق كنيسة العهد القديم وموضع محبة كنيسة العهد الجديد وهو في المنتصف،وتجلى في وسطهم،التجلي يا أحبائي ممتلئ بالمعاني الروحية العميقة جبل طابور جبل مبارك جبل رأى مجد الإله الذي معلمنا بطرس من عظمة الحدث قال جيد يارب أن نكون ههنا لا نريد أن ننزل كل واحد فينا داخله جبل طابور كل واحد فينا يحتاج أن يتلامس مع هذا المجد ويقول لربنا لا أريد أن أعيش للعالم مرة أخرى لا أريد النزول اجعلني هنا لكن يمكن أن يكون الموقف لا نستطيع أن نحتمله كثيراً فلنصنع لك ثلاث مظال والسنكسار يقول لك أن بطرس تكلم هذا الكلام في جهل وفي أدب جهل أنه يعتقد في ذهنه أن يسوع يحتاج إلى شمسية،وأدب لأنه لم يطلب لنفسه ولا للتلاميذ، يقول له ثلاثة واحدة لك، واحدة لموسى، واحدة لإيليا، ولكن هل أنت لا تحتاج؟ نعم أنا أحتاج لكن من العيب أن أطلب لنفسي فيوجد أدب عندما يتلامس الإنسان مع مجد ألوهية ربنا يسوع المسيح يقول له جيد يارب أن نكون ههنا هذا يكفي فلا أريد النزول لا أريد أن أعود مرة أخرى لنفس الممارسات الروتينية لا أريد أن أعود مرة أخرى للحياة التي لا أراك فيها أنا أريد أن أظل معك هذا يا أحبائي جمال تجلي رب المجد يسوع بقلب وعقل كل واحد فينا نقول له يارب أنا اشتهي ألا أنزل مرة أخرى أشتهي ألا أعود ثانية لفتوري ولا للممارسات الشكلية الله يقول لك لا أنت لابد أن تنزل، ولابد أن تعرف أن الحياة لا تكون دائماً تجلي، لكن لابد أنك تمارس حياتك الطبيعية ويبقى التجلي في قلبك وفي عقلك أن إلهك حي إلهك قادرإلهك موجود إلهك يريد أن يتجلى في كل انسان ليجذب إليه القلوب ويرفعها حتى إذا ما رأوه في صليب حتى إذا ما رأوه مهانا أو مضروبا أو مضطهدا لا يعثروا فيه أبدا هذا هو تجلي رب المجد يسوع لذلك هو قصد أن يفعل هذا التجلي قبل الصليب لئلا يظن أحد أن الصليب أعطى قوة لربنا يسوع فتجلى مثلما القيامة حدثت بعد الصليب يقول لك لا فهو يحمل في داخله مجد ألوهيته قبل وبعد الصليب فقبل الصليب تجلى وبعد الصليب قام لأنه يعلن أنه هو هو الإله الذي صلب هو هو الإله الذي قام ربنا يسوع يدعونا ويختارنا أن نصعد معه على جبل عال منفردين ويتجلى في حياتنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

عدد الزيارات 1629

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل