النفس العذراء الجمعة الثالثة من شهر توت

السيدة العذراء نقول عليها أنها فخر جنسنا، فخرجنسنا بمعنى أنها أفضل ما في الجنس البشري، فخر جنسنا تعني أن الله اقترب إلى الإنسان جداً لدرجة أن سكن فيه، فخر جنسنا تعني أنه إذا كان هناك خصومة بين الله والإنسان فالصلح تم في أحشاء مريم، إذا كان هناك ابتعاد بين الإنسان والله بسبب الخطية فالاقتراب التام والاتحاد التام تم في أحشاء مريم وصارت مريم كنائبة عن البشرية كلها لكي تقوم بعملية التصالح داخل بطنها، فصارت أجمل ما في جنس البشر التي تستحق أن يسكن الله ويقترب الله منها، أجمل ما في جنس البشر السيدة العذراء، فخر جنسنا أي نعتز جداً بها لأنها بشر مننا والله أتى وسكن في أحشائها، لذلك نحن نقول "إن الآب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك، أرسل وحيده أتى وتجسد منك"، لكني أريد أن أقول لك على شيء أن السيدة العذراء لا نريد أن نتعامل معها كحالة استثنائية الله أقترب منها، لا فهي فخر جنسنا ولكن هي نموذج لنا، أحد الآباء القديسين يقول لك "ليست السيدة العذراء هي الاستثناء بل هي القاعدة"،بمعنى أنه من المفترض أن كل إنسان يكون مسكن لله مثل السيدة العذراء، المفترض أن كل إنسان يكون على مستوى من الاتحاد بالله مثل السيدة العذراء،نحن عندما نتناول فالذي يدخل داخل جسدنا ويسري داخل دمنا أليس دم ابن الله؟!، أليس نتحد بالله،أليس نأخذ جسد حقيقي ليسوع المسيح،عندما نأخذ جسد حقيقي ليسوع المسيح إذن يدخل داخلنا ويختلط بنا،إذن نحن مدعوين للاتحاد بالمسيح كاتحاد مريم بالمسيح، فلم تعد مريم كواحدة في جنس البشر كله الله اتحد بها،لا لم تعد مريم هي الوحيدة في جنس البشرالتي اتحد بها الله، أبدا صرنا كلنا مدعوين كمريم أن يتحد الله فينا،هذا جمال نموذج مريم لنا،السيدة العذراء أنك تأخذها أمامك كنموذج لاتحاد الإله بالبشر في السيدة العذراء التي هي فخر جنسنا،التي نقول عليها في الآچبية "أن الآب اختارك والروح القدس ظللك والابن تنازل وتجسد منك"، لكن الجميل الذي أريدك اليوم أن تربط به بين نفسك والعذراء،أنت نفسك لست بعيد عن العذراء، ربنا يسوع عندما تجسد وسكن في السيدة العذراء ليس لكي يتجسد ويسكن ليس لكي يسكن في السيدة العذراء فقط لا لكي يسكن فينا كلنا،فهو يريد أن كل واحد فينا يكون كمريم موضع لسكناه، لذلك أريد أن آخذ معك ثلاثة نقاط في السيدة العذراء أربط بين السيدة العذراء وبين نفسي أنا :-
١-أنها حملت الله .
٢ـ أنها دائمة البتولية .
٣ـ أنها حفظت الأسرار .
١- حملت الله :-
السيدة العذراء الآب تطلع من السماء أرسل وحيده أتى وتجسد منها سكن في أحشائها استقر فيها اختلط جسمه بجسمها أنت تعلم أن السيدة العذراء عندما ربنا يسوع تجسد لم يكن محتاج لأب لكن كان يحتاج لأم لماذا لم يكن محتاج لأب؟لأنه موجود فلن يحتاج أحد ليوجده لكن كان محتاج جسم أقول لك هذاالجزء لأنه جميل جداً أريدك أن تفهمه روحياً وعقيديا الله عندما أراد أن يتجسد لم يحتاج لأب لكي يوجد فهو الوجود هو موجود لكن هو احتاج لجسم لابد أن يكون هناك جسم،ولكنه كان من الممكن أن ينزل لنا بجسم قال لك لا لأنه إذانزل إلينا بجسم فلن يكون مثلنا ليس مثل جسمنا سيكون جسم مختلف جسم سماوي نحن لا نريد جسم سماوي لكن نريد جسم بشري، إذن لابد أن يأخذ جسم بشري،ولابد أن يكون جسم بشري متكون من بشر ومولود من بشر، فكان غير محتاج لأب لكن كان محتاج لأم لماذا يحتاج لأم؟!لكي يتكون من جسدها جسد ويكون جسد حقيقي، الطفل عندما يولد يكون وزنه تقريبًا من ثلاثة لأربعة كيلو،هؤلاء الثلاثة أربعة كيلو في فكرك أنت هذا الطفل الصغير المولود من أين جاءوا؟!جاءوا كلهم من جسم الأم،لا يوجد منهم جزء من جسم الأب، من جسم الأب فقط البذرة الذي وضعها في بطن الأم، لكن الجسم كله من أين جاء؟جاء من الأم، هذه البذرة وضعها الروح القدس في السيدة العذراء، جاءت بدون زرع بشر لأنه أساس الوجود، الجسم كله تكون من السيدة العذراء إذن السيدة العذراء اختلط دمها وجسدها بجسد ربنا يسوع المسيح،اتحد بها،فصارت حاملة الله، يقول لك "أتى وحل في الحشا البتولي غير الدنس"، حل فيها لذلك السيدة العذراء حاملة الله تسمى بالسماء الثانية لماذا؟ لأن الله يسكن في السماء، إذن عندما هو سكن داخلها أصبحت هي سماء ثانية،لذلك نستطيع أن نقول على السيدة العذراء هناك ألقاب الكنيسة تلقبها لها جميلة جداً، يقول لك اسمها مثلاً المعمل الإلهي،شاهد الألقاب الجميلة، يقول لك اسمها التابوت العقلي، مسكن اللاهوت، خزانة حاوية أسرار اللاهوت،فالسيدة العذراء خزانة حاوية أسرار اللاهوت،السيدة العذراء المعمل الإلهي،السيدة العذراء هي التابوت العقلي، هي حاملة الأسرار،السيدة العذراء في أحشائها ابن الله، المزمور يقول لك "أعمال مجيدة قيلت عنك يا مدينة الله"، السيدةالعذراء الكنيسة تحب أن تلقبها بمدينة الله،إذاحضرت عشية ليلة عيد السيدة العذراء تجد مزمورعشية عيد العذراء يقول لك"أعمال مجيدة قيلت عنك يا مدينة الله،وهو العلي الذي أسسها، لذلك سكنى الفرحين جميعهم فيك"،من هي مدينة الله؟هي السيدة العذراء،السيدة العذراء نموذج للنفس البشرية، السيدة العذراء حملت الله، أنا مدعو نفس دعوة السيدة العذراء أن أحمل الله في داخلي، فليست السيدة العذراء فقط هي مدينة الله بل أنا أيضا يجب أن أكون مدينة لله، ليست السيدة العذراء فقط هي التي احتوت الأسرار الإلهية لكن أنا أيضا احتوي الأسرار الإلهية، أنا آخذ جسد ودم حقيقي ليسوع المسيح ابن الهنا، وأقول آمين،فماذا يعني هذا؟إذن أنا أتحد بجسد ودم ربنا يسوع المسيح كاتحاد مريم بجسد ودم ربنا يسوع المسيح، أنا مدعو نفس الدعوة أن أكون حامل له، أقول لك نعم بالطبع، أنا مدعو أن أكون تابوت عقلي، أنا مدعو أن أكون معمل إلهي،بالطبع فمعلمنا بولس الرسول قال لك "أنتم هياكل الله"،أنت مدينة لله،أنت فيك أسرار إلهية،أنت فيك يسكن الله ويستقر ويستريح،أنت مدعو نفس دعوة مريم بأن الله يسكن فيك، وأن تكون أنت مدينة الله، الله يريد أن يقيم في داخلك،ويريد أن يجعل منك مدينة عظيمة،يقال عنها أعمال مجيدة، مدعو أن تتحد به،مدعو أن يسكن فيك، لذلك نحن في صلاة قسمة القداس للقديس كيرلس يقول لك "وتتحد نفوسنا بألوهيتك"، تتحد نفوسنا نعم بالفعل، تقول لي يا أبي هل هذا الكلام صحيح لاهوتيا؟ أقول لك بالطبع صحيح،فهدف التجسد أن نتحد بألوهيته، هدف التجسد أن العداوة القديمة يهزمها، هدف التجسد أن يجدد طبيعتنا البشرية الساقطة إلى طبيعة جديدة متحدة بالله، كل نفس أمينة لله مدعوة نفس دعوة مريم أن تصير حاملة لله،أن تصير مستودع لأعمال الله، مسكن لروح الله، يستقر روح الله فيك، يقول لك"ههنا أسكن لأني أردته"،أي تستطيع أن تقول عندما يقول لك "أن الآب اختارك والروح القدس ظللك والابن تنازل وتجسد منك" أنها تنطبق علي العذراء وتنطبق عليك،الآب اختارك أقول لك نعم،فهل نحن كون أننا مدعوين مسيحيين هذا ليس اختيار؟!، أختارنا من دون العالم كله، الروح القدس ظللك نعم أنت فيك سكنى الروح القدس، الابن تنازل وتجسد منك لنقول أنه تجسد منك لكن الابن تنازل وأتحد بك، وعندما أخذت قطعة من جسده داخلك اتحد بك اتحاد حقيقي وليس خيالي وليس وهم ولا معنوي، هو اتحاد حقيقي،أنت تأخذ جسد حقيقي،هل أنا مدعو لهذا المجد؟أقول لك بالطبع مدعو لهذا المجد،الله يريد أن يسكن فيك ويستقر فيك ويستريح فيك ويثمر فيك،يريد أن يجعلك إناء مقدس له،لذلك تلاحظ في قديسي الكنيسة واحد يقول لك اسمه مثلاً الثيؤفورس ما هذا؟ يقول لك هذا حمل الله،وآخر يقول لك اسمه الثيؤلوغوس هذا هو الناطق بالإلهيات، وآخر يقول لك الثيؤريموس هذا مار مرقس ناظرالإلهيات،الثيؤ اقترب مننا،(الثيؤ) تعني الله أي أن الله اقترب من الناس جداً، اقترب مننا، الذي كان يسكن في السموات أصبح الآن بالنسبة لنا ساكن في داخلنا، الله اقترب مننا جداً لدرجة أنه اتحد بنا،اتحد بكياننا، تخيل أنت عندما يكون هو يريد أن يسكن داخلك، وهو داخلك وأنت تظل تبحث عنه خارج منك،لماذا تبحث عنه خارج منك وهو داخلك؟ أحد الآباء القديسين يقول لك "ليس هو بعيد عنك ذاك الذي تتعب في البحث عنه كل أيام حياتك"، هو بداخلك لماذا أنت تبحث عنه خارجاً؟أنت إذا نظرت في داخلك ستجده، الشيخ الروحاني القديس يوحنا سابا يقول لك "لتكن نفسك حاملة له مثل مريم ولتكن نفسك مربيه له مثل مريم" حاملة له ومربية بمعنى اجعله يكبر داخلك، لتكن نفسك حاملة له مثل مريم ولتكن نفسك مربية له مثل مريم، أنا أريدك أنت تخيل السيدة العذراء وهي تحمله على يدها، وهي شاعرة أنها حاملة ابن الله، ما هي مشاعرها؟ لذلك استطيع أن أقول لك أنك مدعو لنفس البركة والنعمة،القديس الشيخ الروحاني عندما يقول لك لتكن نفسك مربية له مثل مريم يقول لك مثلما كانت السيدة العذراء كل حواسها متحدة به أنت أيضا مدعو أن كل حواسك تكون متحدة به، فهي تحمله،انتبه تحمله علي يدها،فبعض الوقت تطبطب عليه،بعض الوقت تقبله،بعض الوقت تحمله،بعض الوقت تنظر له، فيقول لك أنت أيضا مدعو أنك أنت تكون مثل مريم فالشيخ الروحاني يخاطب كل حواسك يقول لك "أيتها الآذان اسمعيه أيتها الأفواه تذوقيه أيتها الأيدي المسيه أيتها الركب احمليه" يقول لك كل جزء فيك يتحد به أيتها العيون تأمليه عينك تتأمله آذنك تسمعه فمك يتذوقه يدك تلمسه رجلك تحمله كل جزء فيك فيه تلامس فيه احتكاك لم يعد وهم،ولكنه صار حقيقة هذه دعوتنا الفرق بين أنك تعيش المسيح الخيال وأنك تعيش المسيح الواقع القديس أوغسطينوس يقول لك "أنا تأخرت كثيراً في محبتك يارب، لأني كنت غبي" قالوا له لماذا كنت غبي؟يقول لك لأني ظللت أبحث عنه كثيراً خارج مني لكن حين وجدته فقد وجدته عميقاً أعمق من أعماقي وعاليا أعلى من علوي أنت كنت في أنا بغباوتي لم أكن فيك أنت كنت معي أنا بجهلي لم أكن معك لذلك استطيع أن أقول لك أنك أنت مدعو أنك تجده في داخلك، وتحتويه مثل مريم، أول نقطة أقولها لك أنك مدعو للاتحاد مثل اتحاد السيدة العذراء .
٢- دائمة البتولية :-
معروف جداً أنه دخل وخرج وهي دائمة البتولية نقول "ولدته وهي عذراء وبتوليتها مختومة"، وشاهدنا أن حزقيال النبي يقول على الرؤية التي شاهدها وهي الذي دخل وخرج من الباب وهو مغلق كما كان بحالته لذلك من ضمن ألقاب السيدة العذراء في الكنيسة يقول لك عليها أم وعذراء،مستحيل تجد أم عذراء،لكن السيدة العذراء هي أم وعذراء نقول عليها "الزهرة النيرة غير المتغيرة والأم الباقية عذراء" دائمة البتولية أي لم تعرف رجل، أقول لك مثلما أنت مدعو لتكون كمريم حامل لله أنت مدعوكمريم أن تكون دائم البتولية تقول لي هل تقصد يا أبي ألا نتزوج؟! أقول لك لا انتبه،هناك دعوة جديدة أحب أن أوجهها لك للبتولية غير أنك لا تتزوج، تقول لي أنا أعرف أن البتول أي غيرمتزوج أقول لك لا ليس بشرط بل النفس الأمينة لله تحيا في علاقة زيجة واتحاد بالله وتكون بتولا فالبتولية في فكرها الروحي ليست حالة جسد ولكنها حالة نفس كان القديس باسيليوس يقول"أنا لست بتولا مع أني لم أعرف امرأة" بالطبع تجد عند الآباء القديسين كلمات فيها روح اتضاع كبيرة جداً،ولكنه هو كان يقول لك ذلك،فدوام البتولية الذي أنا أقول لك أنت مدعو لها أريد أن أقول لك تعيش بتولية الفكر بتولية الحواس بتولية المشاعر أنك تشعر أن الله هو الكل لك هو سندك هو عريسك هو كل ما لك هذه هي البتولية القديس يوحنا ذهبي الفم كان له تعريف جميل جداً عن البتولية فيقول لك "ليست البتولية هي المنع عن الزواج، ولكن البتولية الحقيقية هي النفس التي لم تتزوج بمحبة العالم"احفظ هذا الشعار البتولية الحقيقية هي النفس التي لم تتزوج بمحبة العالم فمن الممكن أن شخص يكون راهب أو بتول لكن كلما يرى موبايل يتمسك به كل ما يرى سيارة يتمنى أن تكون لديه كلما يرى شيئاً في يد شخص يشتهي هو يسأله من أين؟!،فهل هذا بتول؟!أقول لك لا أبدا فالبتولية الحقيقية هي نفس لم تتزوج بمحبة العالم هو إنسان فطم من كل مسرات العالم وصار ليس له مسرة إلا في حبيبه هذه هي البتولية لذلك استطيع أن اقول لك أن السيدة العذراءعاشت في بتولية أنت مدعو أن تحيا هذه البتولية أن تحيا كفايتك في الله أستطيع أن أقول لك الكلام الذي قيل عن عروس النشيد عندما يقول لك "أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم"جنة مغلقة ليس أي فرد يمكنه أن يدخلها حواسك هذه ليس أي شيء يخترقها لا فهناك جنة ومقفولة عليها حراس فهي جنة غالية بها أثمار ثمينة كلما كان الفرد يشعر أنه لديه أشياء ثمينة كلما ازداد حرصه عين مقفلة عين مياه وهي ملك رجل لديه قطيع كبير ليس أي شخص يأتي يدخل ويخرج لا فهذه العين لابد أن تكون مقفلة لئلا أي شخص يأخذ منها، أنت كذلك لذلك في سفر الأمثال يقول لك "لا تدع ينابيعك تفيض سواقي مياه في الشوارع لتكن لك وحدك" لابد أن تكون عين مقفلة ينابيعك عطايا الله لك كنوز قلبك التي في الداخل مشاعرك وجسدك وغريزتك هذه ينابيع مقدسة لابد أن تكون أنت تعلم ذالك دوام البتولية أنت مدعو أن تحيا في دوام بتولية مريم حتى وإن تزوجت ذات مرة راهب قال ما الفرق بين الراهب والمتزوج فقال الراهب يضبط نفسه تجاه كل عذارى وكل فتيات وكل نساء المدينة هذا هوالراهب،وأما المتزوج فهو يضبط نفسه تجاه كل فتيات وكل عذارى وكل نساء المدينة إلا واحدة أي تقتصر القصة على واحدة، لكن هل تظن أن المتزوج كون أنه متزوج ليس مدعو للبتولية بمعنى أنه يسير عينه وغريزته غريزة غير منضبطة أقول لك من قال هذا؟! لذلك الكنيسة لها أصوام لها حفظ للعفة حتى في الحياة الزوجية لأن المسيحية لا تتعامل مع الزواج بطريقة شهوانية ولكن الزواج كوسيلة للارتقاء بالشهوة،وسيلة لاستمرار النوع البشري،وسيلة لنمو الحب والتواصل هذا الفكر الحقيقي في الزواج في المسيحية أما إذا كان لإرضاء شهوة سوف لا ترضى شهوته وسوف لا يشبع وسوف يستمر في معاناته من غرائزه حتى وإن كان متزوجاً فلماذا إذن المتزوجين ويكون لديهم شهوة يطلب زوجة ثانية وثالثة ورابعة وعشرة وعشرين فإذا كان الزواج يكفي لم يكن فعل ذلك يقول لك لا لأن العفة هي حالة نفس أنت مدعو أن تحيا في دوام بتولية مريم أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم مثلما يقول لك في الكنيسة "لأننا لا نعرف آخر سواك"هو عريس نفوسنا كفايتنا منه شبعنا منه سرورنا فيه اقتران اسمنا باسمه هذا هو شرفنا فقط لانريد أكثر من ذلك لذلك هناك قلوب اسمها قلوب عذراوية أنت مدعو أن قلبك هذا يكون قلب عذراوي أستطيع أن أقول لك ذلك أن البتولية لابد أن تعيشها من الآن معلمنا بولس الرسول يقول "خطبتكم لرجل واحد لنقدم عذراء عفيفة للمسيح"عذراء عفيفة التي هي كل نفس خطبتكم عمل الكنيسة إلى اليوم أنها تخطبكم للمسيح تأتي بك لتلقيك في حضنه لكي تعشقه ولا يكون لك آخر سواه عمل الكنيسة وعمل الروح القدس أن يخطبك للمسيح فتكتفي به فلم يعد أي شيء آخر يجذبك أبدا لأنك وجدته، هذه هي بتولية النفس الحقيقية عذراء عفيفة للمسيح نفس منجذبة إلى محبته لا تسرها أفراح العالم،ولا تغنيها مقتنيات العالم أبدا،وإن كانت فقيرة لكنها غنية ومشبعة السيدةالعذراء سيدة فقيرة يوم أن ذهبت لتقدم ذبيحة تطهير قدمت ذبيحة أفقر الفقراء فرخي يمام أفقر الناس مسكينة غلبانة لكن مسكينة وغلبانة هذا في أعين الناس لكن في أعين الله لا فهي لها قيمة أخرى تماماً هي يقول لك "قامت الملكة عن يمينك بثياب موشاه بالذهب"هناك غنى آخر اترك قصة فرخي اليمام هذه التي كانت فيها لا المسيح جاء ليعطيك فكرة جديد للغنى الغني ليس مال الغني في قلبك وعقلك الغنى في نفسك، يسوع وهو الغني افتقر لكي يغنينا بفقره لابد أن تفهم ذلك أنت داخل على حياة ولابد أن تفهم ما معنى مال ما معنى غنى ما معنى فقر ليس معنى ذلك أنك لا يكون معك نقود لا بل يمكن أن يكون معك نقود لكن تكون على فهم أن غناك في المسيح لذلك أستطيع أن أقول لك النفس البتولة مثل السيدة العذراء هي التي لا تتعلق بشيء ولا يسرها شيء آخر سواه أحد الآباء القديسين يقول لك أنت عبد لسيدك فلا ترضي غيره ولا تتعب لسواه أن تملكه هو لماذا ترضي غيره؟! رجل يعمل عند رجل آخر إذن يكفيه أن يفعل ما يقول له عليه أما الرجل جارنا هذا ليس موضوعنا أنت عبد سيدك لا ترضي غيره ولا تتعب لسواه أستطيع أن أقول لك أن هناك حالة اسمها حالة القلوب العذراوية أستطيع أن أقول لك أن هناك دوام بتولية للنفس مثلما يقول عنهم في سفر النشيد يقول "لأني مريض حبا" مريض حبا هل الحب فيه مرض؟أقول لك نعم فيه مرض هناك مرض اسمه مرض الحب الإلهي يأتي للإنسان هو كمثل الحمى مرض أقول لك ما هي أعراض الحمى؟ أقول لك أنا أعراض الحمى سريعاً الحمي تجد شخص حرارته ارتفعت جداً،٤0 وما فوق ما هذا؟! حرارة شديدة،وتجد عندما ارتفعت حرارته جداً أن جسمه كله تدهورت حالته لماذا؟ لأن الحرارة دائما مرتبطة بالقلب ومرتبطة بالدورة الدموية تجدالذي حرارته عالية جداً قلبه ينبض بسرعة جداً فعندما جسمه يتدهور هكذا تجده لايستطيع أن يأكل،وتجد ليس لديه ميل للكلام والحديث،وفاقد رغبته في الحركة أقول لك هذه الحمى يمكن أن تسميها حمى الحب الإلهي الحب الإلهي له نفس الأعراض ما هي؟ ارتفاع الحرارة لكن ارتفاع الحرارة الروحية،وقلب ينبض بشدة أقول لك قلب ينبضب محبة ربنا بشدة،وتجد نفسه أصبحت تسأم أفراح العالم،يأتي شخص مثل هذا عنده حمى تقول له تعالى نشاهد فيلم ليس له اشتياق، وتجده زاهد في الأكل،وزاهد في المقتنيات،وهذا المرض ينتقل،اجلس مع شخص لديه مرض الحب الإلهي ينتقل لك أنت أيضاً تقول له لأني مريض حبا القديس أبو مقار عندما دخل البرية الداخلية رأي آباء سواح فعاد وقال لهم أنا علمت أني لست راهبا ولكني رأيت رهبانا فماذاحدث له؟ان قلت له رسالة أستطيع أن أقول لك أن الإنسان الذي قلبه في محبة ربنا نفسه تأتي لها مرض الحب الإلهي فهو يسأم أفراح العالم ومسراته،وتأتي له حمى الحب الإلهي، يقول "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني"، يقول لك "حلقه حلاوة وكله مشتهيات"السيدةالعذراء حاملة لله، دائمة البتولية أنت مدعو أن تكون حامل لله،ومدعو أن تكون دائما البتولية.
٣- حفظت الأسرار :-
السيدةالعذراء منذ أن كانت فتاه صغيرة يأتي لها الملاك قال لها "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك المولود منك قدوس يدعى ابن الله"، أريدك تتخيل أن بنت تبلغ من العمر١٤-١٥ سنة تأخذ هذه الرسالة داخلها وتحفظها وتصمت ولم تتحدث بها كيف؟وبدأت أشعر بالحمل،الموجود داخلي هو الله،السيدة العذراء لم تفعل ذلك أبدا عرفت أسرار وكتمتها كيف؟ رغم أنها صغيرة،ورغم أنها ضعيفة،وليس لهاأحد،ورغم أنها بنت،وأنتم تعلمون أن طبع البنات صعب جداً أن يكتم أسرار، صعب ضد طبيعتهم،ومع ذلك عرفت هذه الأسرار كلها وصمتت، فعندما ذهبت لأليصابات أليصابات هي التي قالت وليس العذراء التي قالت كأن السيدة العذراء تقول لها أنا أشكرالله أنك أنت علمتي ولست أنا التي قلت لك تعرف وتعلم تماماً ما في بطنها،ومن هو الذي تحمله ومع ذلك لم تنطق بكلمة حفظت الأسرار رأت معجزات كثيرة جداً ولم تتكلم من البشارة للميلاد شاهدت النجم هذا النجم كان يقولون عليه أنه لم يكن نجم ولكن كان يقول عنه القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لك أنه جسم نوراني في جسم ملاك لأنه كان قريب جداً للأرض وفي نفس الوقت مساره لم يكن مثل مسار النجوم فهو كان ظاهرة روحية السيدة العذراء شاهدت كل هذه الظواهر،وداخل المزود رأت نور رهيب خارج من المزود،ورأت المجوس وهم يقدموا التقدمات ويأتوا ويسجدوا رأت كل هذا وهي صامتة لم تتكلم رأت الهدايا رأت معجزات في الهروب ورحلة الهروب لأرض مصر معجزات كثيرة شاهدت كل هذا شاهدت معجزة تحويل الماء إلى خمر رأت معجزات كثيرة جداً كانت تحضرها لكن كان يقول لك "أما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الأمور متفكرة بها في قلبها"، أخذتهاداخلهافقط، حفظت الأسرار أنت مدعو أن تكون مستودع لأسرار روحية، عليك أنك تحفظ هذه الأسرار وتكتمها ولا تتحدث بها كثيراً لماذا؟ لأنه كلما تحفظ أسرارك كلما يعطيك الله أسرار أكثر تعتقد نحن لماذا الله لا يأتمنناعلى أسرار؟ لأننا لا نكتم شيء تخيل أنت إذا أعطى الله لأحد منا عطية أو إذا الله في يوم من الأيام كلم أحدنا ماذا يفعل؟ سوف يذيع الخبر لا يستطيع لماذا؟ الحياة الروحية قائمة على الخفاء لابد أن تعرف ذلك معلمنا بولس الرسول عندما أراد أن يتحدث عن رؤية شاهدها وعندما اضطرته الناس أن يتكلم ففي النهاية قال لك أعرف إنساناً بمعنى كأنه قالهاعن شخص آخر أو يقول لك كأني أتكلم عن صديق لي ما هذا؟الإنسان الروحاني هكذا أنظرحياة قديس مثل البابا كيرلس السادس قد لم نكن نعرف عنه سوى 1% من الذي عرفناه عنه بعد نياحته لماذا؟ أسرار أسرار أسرار بينه وبين القديسين،وبينه وبين السواح،وبينه وبين الكنيسة،وبينه وبين الملائكة،وطريقة حلوله للمشاكل، وبينه وبين السيدة العذراء أسرار أسرار أسرار أسرار حافظ للأسرار لذلك أستطيع أن أقول لك النفس الأمينة لله تعرف كيف تحتفظ بالأسرار إذاشخص منا استخدمه الله وحدث معه معجزة أو أخرج شيطان أو.أو. إلخ لنفترض مثلاً فتجده يريد أن يعلن الخبر أقول لك لا إذا أعطاك الله فضيلة تجد نفسك لاتعرف أن تكتمها لاتعرف كيف تسلك بهذه الفضيلة في اتضاع وتجد نفسك تأخذ الفضيلة لكي تحولها لحساب مجد شخصي في حين أن الله أعطاك الفضيلة لمجده هو،لذلك أستطيع أن أقول لك أن هذا أمر خطر جداً،فإذا أراد الله أن يختار إنسان ليعطيه نعمة غالية لابد أن يكون إنسان يحفظ الأسرار أحدالآباء القديسين يقول لك "ها أنت سائر محمل بأسرار ولألألئ كثيرة وأنت تسير في طريق اللصوص فكن حذراً" أنت سائر في طريق لصوص ومحمل بأسرار كثيرة فكن حذراً أنت سائر في طريق ممتلئ لصوص لذلك أستطيع أن أقول لك كلما كانت نفسك حافظه للأسرار يقول لك "خبئت كلامك في قلبي" اخفي كن من داخلك اجعل من الداخل خفاء بينك وبين إلهك هناك أسرار،وتجد الذي لديه أسرار ماذا يفعل الله معه؟!يزيده يقول لك "من له يعطى ويزداد"ستجد الأسرار تزيد،وتزيد سوف تأخذ بزيادة تناول تأخذ سرالمسيح داخلك افرح افرح وحافظ على السر،ولا تعلنه،وكن حذر كان القديس أبو مقار ينصح أولاده ويقول لهم عندما تتناول فر، فر بسرعة أي لاتظل تتحدث كثيراً وتفقد نفسك من البركات حافظ حافظ على كلامك أستطيع أن أقول لك أن الإنسان الأمين لله لابد أن يعرف كيف يحفظ الأسرار الإنسان الأمين لله لابد أن يعرف كيف يكون في حياته خفاء بينه وبين الله،والخفاء لايعلنه،ويوم أن يعلنه فيعلنه لأب اعترافه فقط وبغرض المشورة ليس بغرض آخر كل نفس مننا مدعوة نفس دعوة السيدة العذراء.
١- حاملة لله: أنت أيضا حامل لله أنت تحتويه في داخلك،وهو يسكن فيك ويستقر فيك.
٢ـ دائمة البتولية : نفسك لابد أن تحيا في بتولية ألا تعرف آخر سواه.
٣- حافظة الأسرار : رغم كل الأسرار التي عرفتها مريم لم تتكلم ولم تنطق بكلمة حتى عند الصليب حتى بعد حلول الروح القدس،وجدناها محتفظة بأسرارها كلما كنت أنت محتفظ بأسرارك الله يزيد عليك الأسرار،ويعطيك عطايا في خفاء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .