إن حرركم الابن الجمعة الأولى من شهر بشنس

Large image

إنجيل معلمنا يوحنا الإصحاح الثامن .. ربنا يسوع يخاطب فئة جديدة على معرفته .. فئة اليهود الذين آمنوا { فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به } ( يو 8 : 31 ) .. بلا شك أن كثير من اليهود الذين سمعوا يسوع ورأوا أعماله إنتسبوا إليه ولكن القيود من العادات اليهودية والثقافة اليهودية صعب جداً التخلص منها بسهولة .. ربنا يسوع رأى أنهم جاءوا ليتبعوه ومازالت في أذهانهم وقلوبهم الكثير والكثير من الطباع اليهودية .. فقال لهم لكي تكونوا تلاميذي عليكم أن تثبتوا في كلامي .. أي تثبتوا في وصاياي ومحبتي .. ثم قال لهم { وتعرفون الحق والحق يحرركم } ( يو 8 : 32 ) .. أجابوه قائلين { إننا ذرية إبراهيم ولم نُستعبد لأحدٍ قط .. كيف تقول أنت إنكم تصيرون أحراراً } ( يو 8 : 33 ) .. فأجابهم يسوع وقال { الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد أما الابن فيبقى إلى الأبد } ( يو 8 : 34 – 35 ) .. أي إن أردتم أن تثبتوا في بيتي فلابد أن يكون عندكم فهم جديد لمعنى الحق والحرية ووصاياي ربنا يسوع المسيح ناظر إلى أعماق قلوبهم .. وكما رأينا بولس الرسول وهو يكرز لليهود دخلوا الإيمان إلا أنهم كانوا غير قادرين على التخلص من العادات اليهودية .. لهذا يقول الرب يسوع { إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً } ( يو 8 : 36 )نلخص العبودية في ثلاث كلمات أو مجالات :-
1- مجال الشكل :-
يهتم الإنسان بشكله الخارجي .. وما يقوله الناس عنه .. يهتم جداً بكيفية نوال كرامة أو مدح .. يأخذ الأمور بشكلها السطحي .. نفذ اليهود الوصية من حيث شكلها مثال { تعشرون النعنع والشبث } ( مت 23 : 23 ) .. فإن الله يريدك أن تعترف بفضله ولا تتكل على المال .. تؤمن أن من الله الجميع ومن يدك وأعطيناك .. أي تعطي نفسك أكثر من إعطاء مالك .. لهذا كان بولس الرسول في رسالته لأهل كورنثوس يقول الله لا يريد مالك بل إياك ( 2كو 12 : 14 ) .. أيضاً في سفر التثنية يقول لهم على الوصية { ولتكن عصائب بين عينيك } ( تث 6 : 8 ) .. أي إجعل الوصية أمامك دائماً .. ولكنهم وضعوا الوصايا في العمامة الخاصة بهم بدلاً من أن يجعلوها أمامهم .. إهتموا بالشكل وليس الجوهر .. فالرب يسوع يريد أن نسلك في الوصية وليس أن يضعوها في العمامة أو في طرف الجلباب .. وكما يقول الكتاب المقدس { حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام } ( أف 6 : 15) .. يوجد الكثير شكلهم الخارجي متدين ولكن أعماقه مهمل جداً لربنا يسوع المسيح يقول الآباء هناك لونان من الإلحاد :0
1. إلحاد نظري ← أي يقول أنه لا يوجد إله وهم أقلية .. ولكن ما هو أخطر من ذلك هو الإلحاد العملي .
2. إلحاد عملي ← أي أن الإنسان في سلوكه وأعماقه لا يُبالي بوجود الله .. فهو الأخطر لأنه لا يعترف بوجود الله في حياته .. ولا في سلوكه .. ولا يجعل الله أمامه .
راجع نفسك ما بين شكلك وجوهرك .. ما بين واقعه وما بين المفروض .. ما بين السلوك وما بين الوصية .. ما بين ما يريده وما يفعله لكي يقرب المسافات .. عبودية الشكل .. عبودية الخارج .. عبودية المظهر .. الرياء .. النفاق .. كل هذا عليك التحرر منه .. ولا تستطيع ذلك إلا إذا فتحت قلبك للمسيح وعندما يدخل المسيح يكشف لك العيوب والأخطاء .. بهذا تستطيع في المسيح يسوع التخلص .. من أجل هذا قال لهم { إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً } .. { تعرفون الحق والحق يحرركم } .. فالمسيح يسوع هو الذي يوحد قلبك .
2. مجال الذات:-
أي عبد لذاتك .. لكرامتك .. وما يقوله الآخرين عنك .. أهم شئ عنده ذاته .. توجهاته كلها حسب الذات .. هذه هي أخطر ألوان العبودية .. لذلك يقول الآباء القديسين { ليس لي عدو إلا ذاتي .. ولا أكره إلا خطاياي } .. لأن عبودية الذات تُضيع الهدف .. تجعل حياتك الروحية مستهلكة فيما لا يفيد أو ينفع .. عبودية الذات تجعلك تسعى وراء شهواتك ورغباتك .. تلذذ ذاتك .. تريد أن تأخذ بلا عطاء .. تريد كرامة لا تسامح .. فإن الذات حجر عثرة في سبيل تقدم الإنسان الروحي .. يختلط عليه الأمر عند نجاحه بين أن يمجد الله في نجاحه أو بين أن يمجد ذاته عدو الخير ينجح أن يحول أهداف الحياة كلها إلى أهداف تخدم الذات .. فإن كرامتك من كرامة ربنا إلهك ومخلصك .. إنها عبودية مرة .. فإن صاحبها صعب عليه جداً أن يعتذر أو يسامح .. صعب يغفر .. أقام من ذاته إله داخل نفسه .. القديس يوحنا فم الذهب يقول { عبودية الخطايا أشرس من عبودية سيد منتقم قاسي } .. لكي تتحرر من عبودية الذات فالطريق الوحيد في المسيح يسوع .. الذي تعرى على الصليب .. تعرى أنت من كل غطاء تحاول أن تجعله عليك .. غطاء خطايا تؤدي للموت .. هنا نقول المسيح هو الذي يقدر أن يحررك .
3. مجال الخطية :-
الشهوة .. الأنانية .. حب العالم .. لأن من يفعل الخطية عبد للخطية .. عبودية شرسة .. العبودية عملت على وجود رباطات .. الخطية تستعبد وتستخدم إلى النفس الأخير .. لابد من حرية ومن إنفكاك من إرتباطات الخطية .. { كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية } .. رأينا شمشون عندما تعرف على إمرأة وسألته { أخبرني بماذا قوتك العظيمة وبماذا تُوثق لإذلالك } ( قض 16 : 6 ) .. ثلاث مرات تسأله نفس السؤال وفي كل مرة ينقلب عليه الفلسطينيين ولكنه ضَعَف وأذل نفسه لتلك المرأة حتى قال لها في النهاية أن قوته تكمن في شعره .. عدو الخير أيضاً يتلو علينا نفس السؤال ونحن نقول له كيف وهو يقوم بربطنا في الخطية أيضاً رأينا في العهد القديم منسى الملك الذي قام بشرور كثيرة جداً .. خمسة وخمسون سنة ملك ولك أن تتخيل كل هذه السنوات ملك وفي النهاية عندما أُخذ للسبي رُبط في سلاسل وإنساق إلى السبي مثل الحيوانات .. منتهى الإحتقار .. فإن الخطية تقوم بكل هذا الإحتقار .. عندما أراد منسى الملك الحرية صلى فسمع الله إلى صلاته إجتهد وصلي باستمرار لكي يرفع الله عنا خطايانا الثقيلة .. يحررك ويعطيك حرية حقيقية الرب يسوع عُلق على الصليب وسمر يديه لكي يعطينا نحن أيادي حرة .. ربنا يسوع المسيح القادر وحده أن يحررنا .. يحررنا من كل شكلية .. ومن عبودية ذواتنا وخطايانا .. فإن حرركم الإبن فبالحقيقة نصير أحرار ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 2445

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل