مفهوم العظمة الجمعة الأولى من شهر أبيب

Large image

إنجيل معلمنا مرقس أصحاح 9 : 33 – 34 ربنا يسوع تقابل مع تلاميذه وقال لهم { بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق .. فسكتوا لأنهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعضٍ في من هو أعظم } .. كلٍ منهم أراد أن يُثبِت أنه الأعظم بينهم بدليل سواء الأكبر سناً أو أول من دعاه يسوع أو يسند له مهام أكثر أو المحبوب عنهم وهكذا هذا هو صراع هذه الحياة .. نرى من يعيش لمجرد أنه أراد أن يُثبت أنه الأعظم .. عندما نرى واحد مثل يوحنا المعمدان رجل براري يأكل جراد وعسل نحل ويلبِس جِلد ماعز فهو ليس بعظيم أبداً .. وإن قيسَ ربنا يسوع نفسه على مقياس العظمة الأرضية نجده غير عظيم لأنه ليس له أين يسند رأسه وليس له مال أو مركز في المجتمع .. فإن مقاييس العظمة التي نقيس عليها العظمة غير مُنطبِقة عليه بالتأكيد هذا الكلام عمل نوع من أنواع الإنقسام بينهم .. فرد الرب يسوع عليهم وقال { إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادماً للكل } ( مر 9 : 35 ) نرى الكتاب المقدس يذكر لنا هذا الموضوع عدة مرات .. سمح الله لهم أن يدخلوا في امتحان صعب بعد هذه المناقشة ويسقطوا فيه .. بعد واقعة النقاش هذه في من يكون الأعظم دخلوا الإمتحان الثاني وهو أنهم رأوا شخص عليه روح شريرة ولم يستطيع أحدهم إخراجه .. من يبحث عن الأعظم لا يستطيع أن يتحدى مملكة العدو وجاء الرب يسوع وقال لهم { هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم }( مت 17 : 21 ) المرة الثانية قبل دخول الرب يسوع بستان جثسيماني سألوا أنفسهم هذا السؤال فيما هو الأعظم بينهم .. سقطوا في الإختبار الثاني .. عندما دخل ليُصلي وأمرهم بالسهر سقطوا في وصية السهر وناموا .. فم يسقط في تجربة العظمة لا يستطيع أن يجاهد جهاد روحي مرضي أمام الله .. { إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادماً للكل } .. هنا تبدأ العظمة وهنا نستطيع أن نغلب مملكة العدو ويسهر ويواظب على الصلاة نحتفل بالقديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .. وهو صبي صغير كان يعطي طعامه للرعاة ويصوم هو للمساء .. وبعد الإنتهاء من عمله في رعاية الغنم وهو فتى صغير يدخل في مكان مُظلم للصلاة حتى الليل ثم يذهب إلى والده .. في يوم ذهب والده لصاحب العمل يعاتبه على أنه بيأخر إبنه حتى الليل وهو فتى صغير السن .. فقال صاحب العمل لوالده أنه يصرِفه في العصر ويجعله يمضي مُبكراً .. فراقبه أبوه ليعرف إلى أين يذهب الفتى بعد العمل فوجدهُ يدخل إلى مكانٍ ما ليصلي حتى يأتي الليل فم يجد لذته مع الله لا يبحث فيما هو أعظم .. من يعرف أن عظمته في المسيح لا يبحث عن عظمته بين الناس .. العظمة مع المسيح هي التي تعطي له كرامة وسط الناس .. محبة الجميع تجعل الجميع يُعطوا له كرامة إستخدم ربنا يسوع المسيح مناهج تربوية في التعليم .. { فأخذ ولداً وأقامهُ في وسطهم ثم احتضنهُ وقال لهم من قبل واحداً من أولادٍ مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني }( مر 9 : 36 – 37 ) .. هنا يقول له يوحنا { رأينا واحداً يُخرِج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لأنه ليس يتبعنا } ( مر 9 : 38 ) .. فإن الذات داخلهم جعلتهم عندما يروا أي شخص يفعل شئ ولم يكن معهم يكون خاطئ .. هذا لأن الهدف ضاع في وسطهم ونظروا إلى أنفسهم ليس على أنهم جماعة مقدسة ولكنها جماعة قوة المفهوم في الحياة المسيحية والروحية إننا واحد في المسيح يسوع وكلٍ منا يُكمِّل الآخر .. فعندما ترى أحد لديهِ موهبة عليكَ أن تفرح .. داء الإنسان في الكرامة .. داء الإنسان في الذات والصراع على العظمة ويرغب أن يكون أولاً .. وهنا يقلِب لنا الرب يسوع القاعدة { إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادماً للكل } .. ولأن هذا صعب جداً تحقيقه فعليكَ أن تُجاهد حتى تكون هكذا .. كرامة الإنسان في المسيح يسوع .. في البذل والعطاء وليس في الأخذ .. كرامته في الإتضاع وليس في الإرتفاع .. كرامته في خدمته للآخرين وليس في التعاظُّم على الآخرين مقاييس العظمة عند ربنا يسوع المسيح مقاييس مختلفة تماماً عن مقاييس الأرض .. لذلك هناك أُناس في الملكوت ليس لهم كرامة على الأرض .. على رأي الست العذراء في التسبحة الخاصة بها عندما قالت { أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المُتضعين } ( لو 1 : 52 ) .. سنرى مفاجأت في السماء .. أُناس لم يُعطوا أي كرامة على الأرض ولكنهم سبقونا في السماء ولكنهم استوفوا أجرهم على الأرض العظمة في المسيح يسوع .. يحيرنا هذا السؤال كثيراً وصراع العظمة يأخذنا في الحياة .. تملِّي هناك أُناس تريد أن تكون الأعظم والأكبر وموضع احترام وتقدير كل الناس .. كن هكذا من خلال إرضائك لله .. إذا اقتنيت المسيح اقتنيت كل شئ .. من أخذ المسيح أخذ الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن رأينا ناس تخلوا عن تيجان المُلك وثياب المُلك والقصور والكرامة وسكنوا البراري والشقوق يعيشون في خفاء .. مثل الملكة أناسيمون التي تخلت عن المُلك وأرادت أن تعيش مجهولة .. إنها تفهم مفهوم العظمة وأن العظمة في المسيح يسوع .. عظمته في الأبدية وليست على الأرض الإنسان المُزكَّى بحسب تعبير معلمنا بولس الرسول { الذي مدحه ليس من الناس بل من الله }( رو 2 : 29 ) .. مفهوم العظمة هو أن يوجد خفاء بينه وبين الله ويكون لديهِ رصيد في الملكوت ويكون مكانة الإنسان عند ربنا في موضِع راحة ومتقدم بسبب تقواه وبره التلاميذ أنفسهم سقطوا في هذا الإختبار ولكنهم عندما رأوا ربنا يسوع المسيح في الصليب وعندما تلامسوا مع قيامته وحل عليهم الروح القدس رأينا أن المفهوم تغيَّر تماماً .. كل واحد يُقدم الآخر وكيف كلٍ منهم يُقبِل على الإختفاء .. وجدنا واحد مثل معلمنا بطرس الرسول عندما يختار موته يقول إنه لا يرغب أن يموت كما مات المسيح وطلب أن يُصلب مقلوب ومُنكس الرأس حتى لا يكون مثل سيده مفهوم الصليب في حياتهم قَلَب القواعد .. مفهوم العظمة على الصليب مفهوم مختلف .. الإنسان الذي يبذل نفسه عن الآخرين وموضع احتقار من كل الناس ومن وُضِع عليه ظُلم البشرية هذا هو الأعظم .. وهو الذي قال { وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع } ( يو 12 : 32 ) .. لهذا يُقال عن ربنا يسوع المسيح أنه مَلَكَ على خشبة .. فلا يوجد ملك يملُك خشبة .. فالملك يجلس على العرش ويلبِس ثياب ناعمة .. كل هذا من أجلنا حتى يُغيِّر مفهوم العظمة كن آخر الكل .. لكي تكون عظيم لا تفكر فيما هو لنفسك .. هذا هو ما يريد الإنسان أن يقتنيه بكل أمانة وكل إتقان .. جرب كيف تبحث عن الخفاء والعطاء وكيف تُقدم غيرك عن نفسك وكيف تكون عظيماً لدى الله .. إستمد العظمة من مصدر العظمة .. لا تأخذ العظمة من ذاتك حتى لا تظهر حقيقتك الضعيفة .. فلا يوجد شئ يستحق العظمة من عظَمَتُه من المسيح يشعر أنه أقل الناس .. والناس تشعر أنه أعلى الناس .. ربنا يسوع المسيح أوقف طفل في وسطهم حتى لا يتوارث هذا التفكير في كنيسته وخاصته .. لابد أن يزول هذا الفكر من داخلك .. ربنا يسوع المسيح جاء لكي يخدم ويضع نفسه تحت أرجلنا .. عاش بلا كرامة لكي يعطينا الكرامة .. رغم إنه غني إفتقر لكي يُغنينا بفقره .. أي عظمة خارجة عن المسيح هي عظمة زائفة .. المال .. الشهرة .. المنصِب .. المقتنيات القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين رغم صِغَر سنه إلا إنه إكتشف الطريق وهو في أبسط نماذج العطاء .. أعطى طعامه للرعاة .. المُحب للصلاة ربنا أعطاه أسرار في اللاهوت لم يعطيها الله لحكماء .. الله استخدمه منارة .. إنه كان مصدر التعليم ضد بدعة نسطور الذي أراد أن يفرق بين اللاهوت والناسوت وأنهم طبيعتين ومشيئتين .. من أين أتى هذا القديس بهذا الكلام ؟ من الصلاة والنسك ومن الوحدة والتخلي .. هنا ترى مفهوم العظمة ويكشف لك الله أسرار وتشعر بالغِنى ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1816

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل