ويلات الفريسيين الجمعة الثالثة من شهر أبيب

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
رب المجد يسوع كان يقصد أن تكون خدمته في وسط أنواع كثيرة من الناس لكي يعطينا صورة عن نماذج الإنسان ككل،كيف يتعامل مع التقي؟، كيف يتعامل مع الشرير الذي يريد أن يتوب؟، كيف يتعامل مع الشرير الذي لا يريد أن يتوب؟، لكن من أخطر النوعيات التي أبرزها لنا ربنا يسوع هو الشخص الذي يأخذ شكل التقوى ولا يريد أن يتوب ويصر أنه يأخذ شكل التقوى، وهؤلاء هم جماعة الكتبة والفريسيين، هو يقف في وسطهم لكن يقولون أنهم ينظرون رديئا، ويكلمونه في أمور كثيرة، ويمكرون ليصطادوه بكلمة من فمه،إنهم يقفوا أمام المخلص،يقفوا أمام الحق، أمام ينبوع القداسة،وفي نفس الوقت يظلوا يصطادوه بكلمة، يظلوا يفكروا بمكر، يفكروا بحيلة، كيف يصطادوه بكلمة، لم ينتفعوا منه، يقول ذلك عندما أتى جموع كثيرة حول يسوع قال لهم أنا أريدكم أن تنتبهوا من خطية هؤلاء الناس، احترزوا من خمير الفريسيين الذي هو ريائهم، يريد أن يقول لهم أكثر صورة للإنسان في حياته تعطله عن الحضور مع الله هو الرياء، الذي لايعرف حقيقة نفسه، ويحاول أن يظهر بشكل آخر، لدرجة أنه يصدق هذا الشكل، في حين أنه يفقد تماماً قوته،خمير الفريسيين الذي هو ريائهم، هذا الخمير سريع الانتشار جداً، الخمير في الأساس هو فطر، بمجرد أن تضعه في مكان تجده انتشر بسرعة جداً، كذلك الرياء، مرض يضرب الحياة يجعل الإنسان يعيش بالشكل دون جوهره تماماً، وهذا مرض يمكن أن نعاني منه كثيراً، أن يكون واقع الإنسان وشكله من الخارج مختلف عن حياته الداخلية تماماً، أصعب موقف على الإنسان أن يصدق نفسه أنه يعيش مع الله وهو بعيد تماماً عن الله، أصعب شيء على الإنسان أن يأخذ منظر شجرة مثمرة في حين أنه شجرة بلا ثمر في العهد القديم عندما جاء أبونا اسحاق يبارك أولاده فكان يريد أن يبارك ابنه البكر الذي هو عيسو، وجميعنا نعرف الخدعة التي فعلها أبونا يعقوب فأخذ شكل عيسو وأخذ ملابس عيسو، عيسو كان لديه شعر في جسده فأحضر شعر ماعز ووضعه علي يده وذهب ليقدم لوالده صيده،فسأله والده من أنت؟ فقال له أنا عيسو، قال له لكن هناك أشياء تدل علي أنك لست عيسو، قال له أنا أؤكد لك أني عيسو،فقال له إذن تعالى،فوالده لم يكن يرى جيداً، فقال له تعالى لألمسك، فعندما لمسه وجد أن الملامسة ملامسة عيسو، فقال له الصوت صوت يعقوب!، لست أنت عيسو الصوت صوت يعقوب أنا أعرف صوت يعقوب، الصوت صوت يعقوب واليدين يدان عيسو،تناقض، نجد الآباء القديسين يأخذوا هذا الأمر ويقولون لك أحياناً نحن نظهر بهذا التناقض، الصوت صوت يعقوب بمعنى هذا هو المنظر الخارجي، الكلام الذي نقوله، اليدين يدان عيسو التي هي الأعمال، تجد شخص كلامه جيد لكن أعماله متنافية تماماً مع ما يقوله، الصوت صوت يعقوب لكن اليدان يدان عيسو، كثيراً ما يحمل الإنسان هذا التناقض في داخله، لذلك الإنسان كثيراً يكون له أشكال كثيرة جداً يعيش بها، يكون له شكل يعيش به مع نفسه، وله شكل يعيش به في بيته، وله شكل يعيشه به مع من حوله، هناك أشكال أخرى كثيرة لكن هؤلاء الثلاثة يظهروا كم أن حياة الإنسان بها تناقض.
١ـ حياة الإنسان مع نفسه:يكون الإنسان يعرف ما هي أفكاره، يعرف ما هي نياته، فلا يعرف الإنسان إلا روح الإنسان الساكنة فيه، يكون يعرف، هل هو يحارب الشهوات أم هو ساعي للشهوات، هو نفسه يعرف،هل هو محب للمال أم يستخدم المال، هو يقول، هو يعلم، هل هو يحب الله من كل القلب أم هو خيال في حياته؟، هو يعرف، هل هو متكل على الله بكل قلبه أم هو يسعى في كل أمور حياته بفكره الخاص؟، هو يعرف، فهي حياة الإنسان مع نفسه.
٢ـ حياة الإنسان في بيته :هذه تظهره علي حقيقته جداً، الإنسان الذي صوته هادئ مع الناس لكن صوته عالي في البيت، الإنسان الذي يكون لطيف في كلامه لكن غضوب في البيت، الإنسان الذي يكون رقيق في تصرفاته خارج بيته ولكن عنيف داخل البيت، فهذا يظهر ما حقيقته؟، الإنسان يعيش هذا التناقض، حياة مع نفسه، حياة في بيته، حياة مع الناس، أقول لك انتبه بالطبع هناك حياة في الكنيسة هذه تكون في أجمل صور الإنسان، كيف تكون حياة الإنسان خاليه من الرياء؟، كيف يكون واقع الإنسان من الداخل مثل الخارج؟، معادلة تحتاج إلى نعمة، تحتاج صدق، تحتاج قوة حق إلهي، لكي يتوحد الإنسان في خوف الله، هناك شخص في العهد القديم جموع كثيرة تقرأ كلامه وتقول لك هذا الرجل قديس وفي نفس الوقت الكنيسة كثيراً ما تضعه في صف الناس الخطاة والمدانين، لكن كلامه حلو جدا، شخص اسمه بلعام بن بعور، فهو يقول لك "وحي الرجل المفتوح العينين، أراه ليس الآن"، يقول لك "لتمت نفسي موت الأبرار،لتكن آخرتي كآخرتهم"، كلام جميل جداً، ليس من الممكن أن يخرج من رجل خاطئ، لكن تأتي لتنظر لبلعام في حقيقة الأمر هذا الكلام الذي يقوله خالي تماماً من معناه، هذا الكلام يقوله للاستهلاك،يأتي بالاق يقول له ألعن الشعب فهو كان رجل نبي، يقول له ألعن الشعب ويعطي له نقود ويأخذ النقود،والنقود تكون في يده وأمام الجميع يقول "إذا أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهب كيف ألعن الرب؟"، كلام جميل، لكن تجد الأفعال أفعال أخرى تماماً، لدرجة أنه في النهاية أشار على بالاق الملك وقال له لكي تلعن هذا الشعب ليس بالكلام فلكي تلعن هذا الشعب والرب يغضب عليه لابد أن يقع الشعب في خطية، قال له ما رأيك؟ قال له نسقطه في خطية،قال له الملك فماذا نفعل؟! قال له نلقي لهم معثرة، أي نضع لهم نساء خليعات، فعندما ينتشروا في وسطهم ينتشر الزنا فيأتي غضب الله على الشعب دون أن نكون نحن الذين قمنا بلعنه، قال له هذه فكرة جيدة قال له حسنا ذلك، هل يعقل أنت يا بلعام صاحب هذه الفكرة الشيطانية! وأنت الذي تقولها للملك لكي تجلب غضب الله على الشعب وفي نفس الوقت أنت صاحب كلام لو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهب كيف ألعن شعب الله، هل يعقل كلامك يكون لتمت نفسي موت الأبرار ولتكن آخرتي كآخرتهم، وتقول على نفسك رجل مفتوح العينين، أحياناً الإنسان يعيش هذا التناقض وأصعب ما في الأمر أنه يصدق نفسه أنه يعيش في فئة الأبرار، ويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون "رياء" جميل الإنسان الذي يعرف نفسه، جميل الإنسان الذي يعرف يصنف نفسه بطريقة صحيحة، لذلك يقول لك أن أهم شيء أنك تعرف خطاياك، أهم شيء أنك تعرف ضعفك، أهم شيء أنك تعرف نقائصك، والذي يعرف مرضه قريب من الشفاء، الذي يعرف خطاياه قريب من البرء، الذي يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة، لكن لكي يكون هو لا يعرف خزيه ولا يعرف ضعفه ويظهر عكس ذلك تماما ويظل يستهلك كل قواه الروحية في مجرد قشور خارجية فتأخذ العافية الروحية لديه فتخرج في شكل أوراق من الخارج بدون ثمر، لذلك تجد ربنا يسوع المسيح أمام الناس كلها يقول لهم احترزوا من خمير الفريسيين الذي هو ريائهم، احترزوا،رغم أن ربنا يسوع المسيح مصدر كل بركة وجدناه يلعن هؤلاء الناس، ووجدنا أنه يقول الويل لكم، الذي جاء لكي يعطي التطويب للإنسان التقي جاء في نفس الوقت يعطي الويل للإنسان المرائي، كثيراً الإنسان حياته يكون فيها هذا التناقض، يقولون عن موقف كان فيه شاول الملك دخل حرب مع عماليق ثم أوصاه صموئيل النبي قائلاً أن الله يقول أن أي غنائم تأخذها من هذه الحرب تحرمها للرب، أي تجعلها للرب، أي تتقدم في هيكله، تتقدم في صورة ذبائح،الله يقول لك كيف تتصرف بها لكن أي شيء تأخذه من هذه الحرب تحرمه،فوافق، ثم جاء شاول ودخل الحرب وانتصر، فوجد هناك غنم وبقر كثير فبدأت نفسه تميل أنه يأخذ هذا الغنم والبقر، قال ثم ماذا بعد إذا جاء صموئيل ماذا أفعل؟، قال إذن أنا سوف اختار منها الجيد والضعيف اجعله للرب،فذهب صموئيل وهو قادم من بعيد وشاول يظل يرحب به ويقول له تعالى يا مبارك الرب كلام جميل، فقام صموئيل بسؤاله سؤال مباشر هل حرمت الغنم والبقر؟ قال له نعم، فسأله هل أقمت كلمة الله؟ قال له نعم، نعم بالفعل لم آتي تجاههم، قال له بمعنى أنهم الآن في الهيكل؟ قال له نعم، وكان هذا الكلام داخل بيت شاول، فقال له صموئيل إذن ما صوت البقر والغنم هذا الذي أنا أسمعه؟لم يستطيع أن يجيب، فبدأ يخزى أحياناً نحن كذلك، نظهر بشكل معين، ونقول كلام معين، لكن هناك أشياء في تصرفاتنا عكس الكلام الذي نقوله، قال له ما هذا صوت الغنم والبقر الذي في آذاني، الإنسان يا أحبائي لابد أن يوحد قلبه في خوف الله، ولابد أن يعرف نفسه، وأن يعرف ضعفه، لابد أني أعرف أنني مقصر، وأعترف بتقصيري هذا ، أكثر كلمة نقولها ونحن نقف أمام الله كلمة ارحمني، كلمة أنا خاطئ، كلمة كرحمتك ولا كخطاياي، كلام نعلن به عن رغبتنا في أننا نحتاج نعمة وقوة من أجل التوبة والرحمة، لا نقف أمامه بتعالي أو بتفاخر أبدا، فشرط الاستفادة من العبادة أنني أقر بضعفي وأقر بخطاياي، من هنا أستطيع أن أقول لك يمكنك أن تستفيد، يمكنك أن تفرح ، يمكن أن تتعزي،تستطيع أن تتعلم، لكن إذا بدأت تأخذ شكل غير واقعك ستجد نفسك فقدت بركتك، وتجد نفسك تظل تزداد في الرياء، لأنها تكون لون من ألوان الكذبة التي يصدقها الإنسان ويظل يعيش فيها وتأخذ منه عمر طويل لكي يتخلص منها، لذلك الأمر يحتاج صدق، يحتاج نعمة،يحتاج أن الإنسان يقف مع نفسه كثير، جميل أن الإنسان يراجع نفسه، جميل أني أطابق أعمالي مع أقوالي،جميل أني أطابق شكلي مع نفسي، شكلي مع بيتي، شكلي مع الناس، جميل أني أقف أمام الله وأعلن كل ضعفاتي أمام الله لكي أسلك باستقامة قلب، واستقامة قصد،احترزوا من خمير الفريسيين الذي هو ريائهم، احترز من أن يكون أنت واقعك مختلف عن داخل قلبك،وعن اشتياقاتك الحقيقية، وهذا التناقض الله فاحص القلوب يكشفه جداً، وكلما يعيش الإنسان في هذا التناقض كلما تثبت هذه الصورة داخله كلما يصعب جداً الإصلاح، الخاطئ يا أحبائي يقول أنا خاطئ فكل نعمة الله له، أما الإنسان الذي يكسر كل الوصايا،آخذ في نفسه صورة البر هذا يبعد نفسه عن مراحم الله بيده،يأخذ على نفسه حكم لعنة بإراداته، لذلك يا أحبائي جميل جداً أن الإنسان يحاول أن ينظر كم من الرياء الذي يعيش فيه؟، لدرجة أن علماء الفلاسفة يقولون أننا نعيش في أرض أسمها أرض النفاق، أرض الرياء، أقول لك لا المسيحي لا يعرف هذا الكلام، المسيحي كان حتى لا ينافق الملك، ولا يرائي حتى الرئيس، يوحنا المعمدان عندما علم أن هناك خطأ عن هيرودس ذهب ووبخ هيرودس وقال له لا يحل لك أن تأخذ هيروديا زوجة أخيك امرأة لك، لا يوجد رياء بل يوجد حق، لديه حق داخله، قوة الحق التي داخله معلنة، يقول لك عن يوحنا المعمدان حيث أن القديس يوحنا ذهبي الفم كان يحب أن يتحدث كثيراً عن يوحنا المعمدان لأنه كان هناك اتفاق في الشخصية، فيوحنا ذهبي الفم كان رجل حق، رجل مال، فتجده معجب جداً بيوحنا المعمدان فكان يكتب عنه كثيراً ، فكان يقول لك أن يوحنا المعمدان فضل أن يكون بلا رأس على أن يكون بلا ضمير، أريد أن أقول لك أن قوة الحق التي داخل الإنسان تجعل صورته موحدة بينه وبين نفسه، بينه وبين الله، بينه وبين الناس،بمجرد أن الإنسان حياته تتوتر بينه وبين الله سوف تتوتر علاقته مع نفسه، علاقته مع الناس، الإصلاح يأتي من أن حياتي أمام الله تكون حياة مستقيمة، فأجد هناك استقامة داخل نفسي،أجد هناك استقامة أمام الناس لذلك يا أحبائي ربنا يسوع كان يرى رياء الفريسيين فكان يقاومه، لم يكن يصمت عنه،ربما كان ربنا يسوع المسيح يواجه أمور كثيرة جداً بلطف شديد،أنظر كم مقدار اللطف الذي تعامل به مع السامرية، أنظر كيف تعامل مع المرأة التي أمسكت في ذات الفعل بمنتهى الرقة واللطف، أما الكتبة والفريسيين فكان يوبخ وكان يحذر من ريائهم ربنا يعطينا يا أحبائي أن يكون لنا قلب واحد،أن يكون لنا فكر واحد، أن يكون لنا شكل واحد، أن نقر بضعفنا، أن نقر بخطايانا،وأن نجتهد أن لا نظهر أبدا بغير واقعنا، بل في كل اتضاع وكل انكسار أمام الله نقر بضعفاتنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .

عدد الزيارات 1617

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل