المساكين بالروح الجمعة الأولى من شهر مسرى

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين انجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا متى الإصحاح(٤،٥)والذي فيه ربنا يسوع المسيح يعطي أسمى تعاليم سمعتها البشرية، وهي الموعظة على الجبل،حيث أخذ الجموع وصعد بهم على الجبل، أعطاهم ناموس العهد الجديد،وهذا يعني أنه لم يأخذ فئة معينة ولكن قالها للجموع وكأنه يريد أن يقول أن الجميع مدعوين للكمال، أخذهم على جبل عال لأن التعاليم سامية، أخذهم على جبل عال لكي يذوقوا معنى الارتفاع، أخذهم على جبل عال في موضع خلاء لكي يتخلصوا من ضوضاء العالم ومشغوليات العالم، أخذهم على جبل عال لكي ما يكونوا مهيئين لسماع الأمور العالية جميل الإنسان يا أحبائي أن يكون له فترات يصعد بها في قمم روحية لكي يسمع ويعمل ويتمتع بالتعاليم،جميل أن يكون لنا جلسات منفردين مع كتابنا المقدس،نشعر فيها أننا من سكان الجبال، نشعر فيها أننا تخلصنا من كل ما هو أرضي، ومن كل ما هو يعيق سماع صوت الله، أخذهم على جبل عال وانتبه إلى أن ناموس العهد القديم أعطي على جبل(جبل موسى في برية سيناء)، ورب المجد يسوع يريد أن يؤسس ناموس العهد الجديد فآخذهم أيضا على جبل، فتح فاه وعلمهم، كان قديمًا الله يتكلم بالرموز، بالأنبياء، بالنبوات،لن يتكلم بطريقة مباشرة، لكن اليوم أصبح هو قائم في وسطهم،فكان يفتح فاه ويعلمهم تعليم مباشر جميل أن يكون لنا تمتع بسماع صوته بطريقة مباشرة، التطويبات يا أحبائي التي أعطاها ربنا يسوع المسيح تسع تطويبات،وكلمة طوبى كلنا نعرف أن معناها يالسعادة، يالبهجة،يالفرح، السعادة الناتجة عن البركة، السعادة الناتجة عن تطبيق الوصية، هذه هي التطويب، التطويب الحقيقي الإنسان الذي يسلك بحسب الوصية، يفتح لنا طريق السعادة وطريق البركة،استطيع أن أقول لك أنه كان هناك مفهوم قديمًا عن البركة أو عن الطوبى غير مفهوم العهد الجديد، كان الإنسان قديمًا لكي يطبق الوصية الله يوعده ويقول له أنا سوف أكثر من نسلك، أنا أجعلك ترث الأرض، أنا أكثر عليك الخير، كانت البركة في العهد القديم مرتبطة بالأرض ثلاث عطايا:
١- النسل .
٢- الأرض .
٣- الخير .
هؤلاءهم يعتبروا بركة الإنسان،هذا مفهوم العهد القديم،لكن هذه الأمور لم تعد موجودة في العهد الجديد أنك لكي تشعر ببركة الله يكون لديك نسل، خير، أرض لا ليست هذه هي أبدا، لذلك ربنا في العهد القديم كان عندما يبارك أبونا إبراهيم كان يوعده بالسعة في الأرض والكثرة في الأولاد والوفرة في الخير، حتى عندما جاء يوعد بني إسرائيل بالخروج من أرض مصر كان يريد أن يغريهم قال لهم ستذهبون إلي أرض تفيض لبنا وعسلا،كانت البركات تفهم بطريقة أرضية، أرض تفيض لبنا وعسلا، الأرض، النسل، الخير هذا هو الذي يشعرهم أن إلههم معهم، غير ذلك لا،انتبه أن هذا المفهوم موجود إلى اليوم عند اليهود، إلى اليوم مفهومه عن الأرض مرتبط بالإله،إلى اليوم،إلى اليوم مفهوم الأرض لديه أنها ميراث من الله، لذلك الأرض بالنسبة له تمثل رمز ديني،لذلك تجد الأمور لديه فيها لون من ألوان العصبية، لماذا ؟لأنه يعرف في فكره أن الأرض مرتبطة بالبركة،فإذا خسر الأرض فبذلك خسر البركة، هذا مفهومه لذلك أستطيع أن أقول لك أن مفهوم العهد الجديد عن البركة في المسيح يسوع لم يعد بالنسل، الأرض، الخير ولكن أصبح بالبركات الأبدية، يقول لك "طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات" ، شخص يسأله ماذا يعني هو ملكوت السموات؟! أعطني نسل، أعطني أرض، أعطني خير، يقول لك لا أبدا فذلك كان قديمًا، لذلك حتى ربنا في العهد القديم كان عندما يعطيهم البركات كان هناك جبل يعطي عليه بركة وجبل يعطي عليه لعنة،عندما كان يعطي البركة يقول لك "يأمر لك الرب بالبركة في خزائنك، وفي كل ما تمتد إليه يدك، ويبارك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك"،ماهذا؟!نعم، أهم بركة الذي يدخل المخازن لديك، أهم شيء الأرض هذا مفهوم العهد القديم لكن بركات الروح هذه نحن نأخذها في العهد الجديد لذلك يا أحبائي جميل جداً أنني لا أحيا مع الرب بفكر مادي، جميل أني لا أربط الأمور المادية بالأمور الروحية، أقول إذا الله أعط اني يكون جيداً وإذالم يعطني أغضب، أنا في الصحة أكون جيد والله يكون راضي عني،أما إذا جاءت لي تجربة مرض فبذلك يكون الله غاضب علي أقول لك أبدا بل على العكس،عندما شاهدنا ربنا يسوع المسيح أتى إلينا على الأرض لم يكن له مكان أين يسند رأسه،إذن ليس له ملكية خاصة، لم يكن لديه مال، ولم يكن معه خير بالفكرالأرضي،على العكس هو كان عندما يريد أن يأكل كانت الناس هي التي تستضيفه،عندما أراد أن يشبع الجموع قال لهم ماذا لديكم أنتم؟فهو ليس لديه، فعاش في وسطنا كفقير،لكي يقول لك البركة ليس بالغنى البركة ليست بالممتلكات، البركة ليست بكثرة ما لديك، لكن البركة في المواعيد الإلهية كيف تتحقق في حياتك؟،كيف تشعر أن الله معك؟،ويبارك كل أعمالك ويقدس كل حياتك فتشعر بهذا في عقلك وفي قلبك، تشعر أنك ورثت بركات، وأن الخير يعمل في داخلك لكن خير بمفهوم روحاني، خير بمفهوم سماوي، ليس خير بالمفهوم الأرضي،ابتدأ ربنا يسوع المسيح في التطويبات بطوبي للمساكين بالروح،لماذا هذه الطوبى أول طوبى أعطاها؟ أقول لك لأن أكثر ما أضر بالإنسان هو عندما تخلى عن مسكنة الروح، عندما أحب الكرامة ، أحب الانفصال عن الله، أحب أن يصير مرتفعاً مثل العلي سقط، فالله في أول تطويب يريد أن يقول له أريد أن أرجعك ثانية لأول بركة في الطريق الذي فقدته، المكان الذي ضللت منه أنا أريد أرجعك له،التي هي مسكنةالروح، بمجرد أن النفس تقتني مسكنة الروح تعرف أنها سوف تسلك بقية الطريق بطريقة صحيحة،ما هي مسكنةالروح؟ مسكنةالروح تعني أن الإنسان يشعر أنه أمام الله في حالة انكسار وفي حالة تذلل،الشيطان يا أحبائي يريد أن يضع فينا فكرغرور، فكر كبرياء يقول لك أصير مثل العلي،أستطيع أن أقول لك أن الإنسان عندما يفقد المسكنة بالروح يفقد الصورة الإلهية ومعها يفقد الفردوس، لذلك ربنا يسوع عندما جاء يعيش على الأرض عاش مسكين بالروح، "أخلى ذاته أخذا شكل العبد صائرا في الهيئة كإنسان وأطاع حتى الموت موت الصليب"جاء ليضع ناموس جديد، فكر جديد، لذلك استطيع أن أقول لك المسكنة بالروح أن الإنسان يشعر بانكسار وتذلل وخضوع أمام الله،بمجرد أن تشعر بالانكسار والخضوع أمام الله ترث ملكوت السموات،أستطيع أن أقول لك أن أكثر فئة الله يقاومها هم المستكبرين، وأكثر فئة الله يزكيها هم المتضعين، أكثر مشكلة تفصل الإنسان عن الله هي ذاته،أن الإنسان يشعر في نفسه أنه يستطيع، أن الإنسان يشعر في نفسه أنه يكتفي، بمجرد أن الإنسان يريد أن يأخذ ما يكفيه من نفسه، وقدرته من نفسه فبذلك عزل نفسه عن إلهه، فعزل نفسه عن مصدر القوة والقدرة والبركة، من هنا يسقط، لكن عندما أقول له ارحمني يارب فإني ضعيف، عندما أقول له أذكر يارب داود وكل دعته، عندما يكون لدي دعة أمام الله وقتها تكون نفسي مهيئة للبركات، لذلك يقول لك إلى هذا أنظر، إلى من؟ إلى المسكين المرتعب من كلامي، السيدة العذراء تقول لك "أنه نظر إلى أتضاع أمته"نظر إلى اتضاعها،من أكثر الصفات التي جذبت قلب الله إلى السيدة العذراء اتضاعها،أي أنه من الممكن أن شخص يقول لك أجمل صفة في السيدة العذراء هي طهارتها أقول لك لا فطهارتها جاءت من وداعتها، تواضعها هو سبب طهارتها، نظر إلى اتضاع أمته، صارت مسكن للاهوت لأنها متضعة، إذا كانت السيدة العذراء غير متضعة وسكن في أحشاءها ابن الله الكلمة كانت من الممكن أن تتكبر وتتعالى وكانت يمكن أن تفقد كل شيء لذلك جميل أنني يكون لدي مسكنة الروح، أسأل نفسي هل أنا مسكين بالروح؟،هل أنا أقف أمام الله بقلب منكسر؟،هل أنا أجلس في الكنيسة الآن وداخلي أفكار خاصة بي وداخلي أمور تفصلني عن إلهي؟، وأظل أدبر حياتي بذاتي، أظل أثق في قدراتي، أقولك لك نعم هنا تفقد الطريق مباشرة، لكن أقول لك اتكل عليه، قل له يارب ارحمني فإني ضعيف، قل له يارب دبر حياتي بحسب إرادتك، قل له يارب أنت الذي تتولي كل شيء، لأني مسكين وبائس أنا، بمجرد أنك تقول هذا الكلام ماذا يحدث؟! تنال استعطاف المراحم الإلهية، شخص يظل يترجى، ومن يترجى؟ يترجى عنصر المراحم، يترجى مصدر كل رحمة، عندما يجدك أنت تترجاه فماذا يفعل؟ يتحنن، لذلك كل إنسان متكل علي ذاته أو علي قدراته يفقد البركات،تعالى وشاهد على سبيل المثال هل الله وقف مع يعقوب المسكين أم عيسو المتكبر؟يقف مع يعقوب، هل يقف مع داود أم يقف مع شاول؟ يقف مع داود،يقف مع يوسف أم يقف مع أخوته؟ يقف مع يوسف، الله يريد أن يقول لك أنا سر نجاحك، أنا سر بركتك، لا تنظر إلى نفسك،وإلى امكانياتك،أنظر إلي أنا، هابيل رجل مسكين يقف معه لكن قايين رجل قوي يقول له أنت تتكل على قوتك، هل يقف مع العشار أم يقف مع الفريسي؟، يقف مع الذي قلبه منكسر، لكي تستطيع أن تعبد إلهك لابد أن تعبده بقلب منكسر، لكي تستطيع أن تأخذ بركة منه لابد أن تحدثه باتضاع، بمسكنة، بمذلة، كيف لإنسان أن يقتني مسكنة الروح إن لم يشعر في أعماقه حقيقة أنه مسكين بالروح؟،إذن قم بالنظر إلى نفسك واتكل على نفسك حتى في أمر توبتك أوفي أمر خلاصك هل ستجد نفسك تتوب؟! لا أبدا بل تقوم وتسقط بعدها بلحظات،وأيضاً تعالى اتكل علي نفسك أنك تدبر أمر تجد الأمور كلها تتعثر، قم بتجربة نفسك من مننا لم يجرب نفسه؟،جميعنا جربنا أنفسنا كثيراً جداً، أقول لك لماذا كل هذا؟ الله يريد أن يقول لك تعلم، تخلى عن امكانياتك الخاصة،لا تثق في قدراتك، قل له يارب إني عليك توكلت، قل له يارب أنا كلي لك،أنا ليس لي ولكن المجد كله لك أنت،إذا كان علي أنا لا يوجد لدي غير ضعف، أذا كانت علي امكانياتي فإمكانياتي ضعيفة وحقيرة، شاهد امرأة مثل المرأة الكنعانية استطاعت أنها تغتصب منه الرحمة،لماذا؟ وجدها مسكينة،مسكينة بالروح، جاء يقول لها "ليس حسنا أن يأخذ خبز البنين ويطرح إلى الكلاب" ينظر إلى رد فعلها، قالت له "حسنا قلت والكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقط من موائد أربابها"، أنت معك حق، من يقول هذا الكلام إن لم يكن بالفعل يشعر أنه مسكين؟
جميل يا أحبائي أن الإنسان يختبر مسكنة الروح في حياته، جميل ألا يتعامل مع من حوله بتعالي أو غرور أو كبرياء أبدا، من الأمور العجيبة جداً يا أحبائي أن شخص مثل أبونا أبراهيم كان رجل غني جداً جداً وكان لديه من الغنم والبقر ما لا يعد ولا يحصى، ومع كل هذا الغنى كان هناك أمر عجيب جداً يفعله ومعتاد عليه أنه عندما يرى أناس غرباء يسرع إليهم ويسجد لهم، هل رأيت شخص غني يسجد لأحد؟!، أبونا أبراهيم عندما جاءوا إليه الثلاثة الغرباء يقول لك جرى عليهم وسجد، تسجد لمن؟! أنت رجل لديك غنم، لديك حشم، لديك خدام، لماذا تسجد؟، لماذا تذل لأحد؟، يقول لك سجد لهم، ويريد أن يمسك بهم ليدخلوا لديه ليأكلوا، وهما يقولون له لا يوجد داعي، يقول لهم لا، وعندما يتحدث معه يقول له "يا سيد أن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك"،أرجوك ويكلمه يقول له يا سيد، أنت رجل غني، الإنسان عندما يكون غني ومتكل على غناه يهلك، لكن عندما يكون إنسان غني لكن هذا الغنى يستخدمه في خدمة الآخرين يخلص، غناه أعطاه اتضاع، يسجد ويتحدث مع الضيوف ويقول له يا سيد أن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك، عبدك! أنت لديك عبيد يا أبونا إبراهيم كثيرة، يوم أن لوط حدث معه مشكلة في معركة كدر لعومر، اخترت من عبيدك أي أنه ليس كل عبيدك، اخترت منهم ٣١٨ فكم عبد لديك إذن؟! فالذي لديه عدد قليل جداً من العبيد أو الذين يعملوا لديه يشعر أنه رجل ذو مركز كبير، لكن هو لديه ٣١٨ عبد غير الذين لا نعرفهم، ولديه من الممتلكات ما لا يحصى، هذا أبونا ابراهيم، فعندما أراد أن يخطب لابنه اسحاق شاهدوا مقدار الهدايا التي أرسلها لكي يخطب بها، ذهب، غنم، بقر، جمال، ما هذا كله؟ غني، غني ومع هذا الغنى يسجد، عندما ذهب ليشتري المغارة فهم يقولون أن أبونا أبراهيم لم يقتني شيء في حياته إلا مغارة أو مقبرةعندما ذهب ليشتريها سجد للناس الذين يشتري منهم، لدرجة أنهم شعروا بالخجل منه كانوا يقولون له لماذا تفعل هذا؟!،إننا لا نستحق أنك تأتي وتشتري منا شيء، لا هو كذلك، هو رجل لديه مسكنة بالروح، قالوا له كيف تسجد لنا وأنت رئيس من الله علينا؟!، كيف؟ مسكين بالروح، الإنسان المسكين بالروح يا أحبائي سهل عليه أن يحترم أي شخص، نحن أحيانا نتعامل مع الأمور بشيء من المادية في تقييم الأشخاص، فتجد كلما كان الشخص مثلاً لديه مركز أعلي تجدنا نحترمه أكثر، كلما كان الشخص معه نقود أكثر نحترمه أكثر،وكلما كان الإنسان ليس لديه مركز لا نحترمه، وكلما كان ليس معه نقود لا نحترمه، أقول لك الإنسان هو الإنسان، من المفترض أنك تقدم مبادئك أنت، من المفترض أنك تكون مثل أبونا أبراهيم عندما تكون مسكين بالروح تتعامل مع الكل بحب واتضاع واحترام، عندما يكون داخلك مسكنة الروح تعرف تكسب الجميع، طوبى للمساكين بالروح، أبونا إبراهيم بالرغم من غناه فهو رجل مسكين بالروح، أستطيع أن أقول لك عندما يكون الإنسان مسكين تجده مسكين حتى في جسده، تجده حتى في طريقة معاملته مع المال يكون مسكين، حتى في طريقة معاملته مع طعامه، شرابه، ملابسه يكون مسكين لماذا؟ تجده مكتفي، تجده قانع، تجده شاكر، تجده فرح،الإنسان عندما يتكبر يصبح متمرد، لن يرضي بشيء أبدا، لن يرضي بأي مال، ولا أي مظهر، وكلما يكون لديه يكون غير مكتفي، ودائماً يريد أكثر وأكثر، أقول لك نعم لأنه فقد المسكنة بالروح، المسكين أمام نفسه يكون بالفعل هذه المسكنة حقيقية وليست تمثيل،هو مقتنع وليس مفتعل، مقتنع، عندما يأتي داود النبي يتحدث عن نفسه هو مقتنع أنه مسكين، لا يقول ذلك تمثيل، ليس مجرد شخص يقول كلام في مرحلة وينتهي أبدا هو مقتنع أنه مسكين، طوبي للمساكين بالروح، ما هي المكافأة؟ طالما مسكين بالروح فهو عرف الطريق، تكون المكافأة هي أفضل مكافأة هي ميراث ملكوت السماء، لذلك في ملكوت السماء ستجد كل الناس مساكين، كل الذين ورثوا الملكوت أشخاص مساكين بالروح، ليس من الممكن أن تجد إنسان في الملكوت متكبر أو متغطرس أبدا، تجد الناس الذين ورثوا الملكوت شاعرين بعدم استحقاق، شاعرين أن هذا المجد كثير عليهم، شاعرين أنهم من كثرة مراحم الله أنه قبلهم، يقولون أن أحد القديسين الشيطان أراد أن يقع به في خطية الكبرياء فيقول له أنه هناك كثير من الجداء وهناك كثير من الخراف، فالله يعلم خرافه يريد أن يقول له أنا سيء يقول لك فانصرف عنه الشيطان مخزيا،لماذا ؟ لم يجد ثغرة يدخل إليه، الإنسان يا أحبائي لابد أن يشعر في نفسه بعدم الاستحقاق، وعدم الاستحقاق هذا هو الذي يعطيه استحقاق، عندما تدخل للتناول لابد أن تشعر بعدم الاستحقاق، الآباء القديسين يقولون لنا الشعور بالاستحقاق هو الشعور بعدم الاستحقاق، قف أمامه مسكين لأنك تجد الكنيسة تظل تساعدك كيف تكون مسكين، تظل تقول لك ارفع قلبك وقل يارب ارحم، تظل تقول لك ارفع قلبك وقل انعم لنا بمغفرة خطايانا،ارفع قلبك وقل له أنت الذي الكل مذلول وخاضع، ارفع قلبك وقل له أننا يا سيدنا أهلا، ارفع قلبك وقل له أنت جعلتنا أهلا الآن أن نقف في هذا الموضع المقدس، بمعنى أنه من جهة أنفسنا نحن لا نستحق، لكن من جهة محبتك ورحمتك أنت الذي تعطي لنا، طوبي للمساكين بالروح، قيم نفسك هل أنت مسكين بالروح؟، هل وصلت إلى هذه القامة؟،إذن أبدأ واجتهد،تخلص من كل تعالي، تخلص من كل زائدة في نفسك، تخلص من اتكالك على نفسك أوعلى شخصك أو على قدراتك أو على مالك أو حتى على برك، لأن برك لا ينجي، ولكن الذي ينجي مراحم الله.
ربنا يعطينا مسكنة الروح كعطية من عنده يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين.