المسيح فى الضعفاء الجمعة الأولى من شهر نسئ

Large image

إنجيل معلمنا متى الإصحاح 25 يحدثنا عن مجئ ربنا يسوع المسيح عندما يأتي مع ملائكته لكي يدين العالم .. فلكي يميز الراعي الخراف من الجداء .. الجيد من الردئ .. سيضع الخراف عن يمينه والجداء عن يساره .. الذين عن يمينه سيرحب بهم ويقول ﴿ تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم ﴾ ( مت 25 : 34 ) .. وعندما نتساءل ونقول لماذا هؤلاء ؟ يقول ﴿ لأني جعت فأطعمتموني .. عطشت فسقيتموني .. كنت غريباً فآويتموني .. عرياناً فكسوتموني .. مريضاً فزرتموني .. محبوساً فأتيتم إليَّ ﴾ ( مت 25 : 35 – 36 ) .. الغريب عندما سأله متى حدث ذلك فلم نشاهدك قط عرياناً أو عطشان .. محبوساً أو جوعان .. فقال له ﴿ بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم ﴾( مت 25 : 40 ) .. وضع الرب يسوع نفسه في جميع الفئات .. محبوس .. عريان .. غريب .. جوعان .. جعل نفسه متاح للكل .. وأعطى لكل هؤلاء قيمة نفسه هو وجعل هذا هو شرط البر لذلك نرى في المسيحية جميع الخدمات .. سواء خدمة الفقير مجاناً أو خدمة المحبوس .. خدمات المعاقين ذهنياً في كل أنحاء العالم .. خدمات للمتضايقين .. الصليب الأحمر .. الصم والبكم .. كل هذا جاء عندما جاء المسيح ورفع كل هذه الفئات في شأنها وجعلها كنفسه .. تسابق الشعب المسيحي على خدمة هؤلاء .. فهذا هو الجوهر في الخدمات المسيحية وأصبحت الرؤية إلى المتضايق أو المحتاج على أنه شخص المسيح .. لهذا نرى بعض الآباء الكهنة عند ذهابه إلى مريض لزيارته يخلع حذاءه لأنه يعتبر نفسه داخل إلى المسيح .. من أمثلة ذلك أيضاً قصة الأنبا بيشوي عندما أخذ تلاميذه وذهبوا لرؤية المسيح وهو في طريقه شاهد رجل عجوز أراد أن يذهب ولكنه لم يستطع ذلك .. فحمله القديس على كتفه وظل الحِمل يزداد ويزداد وبعدها أخذ يقل وعرف أنه هو المسيح الذي كان يحمله ولهذا نراه يقول للذين على يساره ﴿ إذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته لأني جعت فلم تطعموني .. عطشت فلم تسقوني .. كنت غريباً فلم تأووني .. عرياناً فلم تكسوني .. مريضاً ومحبوساً فلم تزوروني ﴾ ( مت 25 : 41 – 43 ) .. والآن نقول إسرع للخدمة والعطاء ولا تنظر لما هو الأحق بالخدمة .. قدم حب لأنه أهم من عطاء المال .. الرب يسوع يرى أن العطاء يعمل شيئين :-
i.تفريغ القلب من محبة العالم وهذا مهم جداً .. أهم من المال لأن المال ليس شر لكن محبة المال هو الشر والتعلق به .
ب.حركة عطاء قلبي ومادي .. حركة تتوقف على الحياة الروحية .
من أجل هذا فإن الكنيسة الأولى عندما إلتهب عمل روح الله فيهم لم يطيقوا أن يكون لهم ممتلكات .. باعوا كل ممتلكاتهم وبدأوا في مساعدة الفقراء جميعاً ولم يوجد في هذا الوقت فقير أو محتاج .. معادلة الله للبشرية تقول عشور الناس = إحتياجات الفقراء .. وعندما نرى محتاج نعرف أن هناك من لا يعطي العشور يُقال عن قديس إسمه بيصاريون أنه نسخ من الكتاب المقدس نسخة كاملة وكان الرهبان يتبادلوا هذه النسخة فيما بينهم للقراءة .. وذات مرة لم يعطي القديس النسخة لأحد وخرج وعندما أتى ورفض إعطاءهم النسخة عرفوا أنه لم يرجع بها وقال لهم « هو كان يأمرني أن أعطي وأبيع وأعطي وبعت الكتاب المقدس وأعطيت ثمنه لرجل كان عليه دين وكان يبكي لأنه كان سيُحبس » .. فضَّل أن يحيا الوصية عن أن يقرأ الوصية .. من عرف قيمة المسيح في المحتاج هو الذي يبحث عن المحتاج .. هو يساعد المسيح .. هم الذين قال لهم تعالوا رثوا الملكوت المُعد لكم الكنيسة تضع هذا الإنجيل في نهاية السنة حتى تعلمنا أن نفكر في إحتياجات الفقير كما نفكر في إحتياجاتنا .. إذا رأيت كرامة الذين فعلوا الرحمة مع الآخرين تتعجب كثيراً .. ولكن من فعل رحمة ليتمجد هو غير الذي يفعل الرحمة من أجل أن يتمجد الله نفسه .. رحمة تُقدم للمسيح بدون أي نفاق دون أن يشعر أحد .. في الخفاء لأن المسيح هو الذي يرى .. عندما تقرأ هذا الإنجيل بإيمان لا تحتقر أي محتاج أو فقير مهما كان .. لأنه يأتي اليوم الذي يطالبك فيه الله بكل صرخة مسكين .. وبكاء المحتاجين .. يُطالبك ويقول لك لماذا أغلقت قلبك .. من أجل هذا عليك بالضعفاء والمساكين ولكن الأمر يحتاج إلى حكمة ورؤية .. يجب أن تعرف أن إحتياجه وسيلة لخيرك وتقدمك أنت الآباء القديسين يذكرونا بقصة السامري الصالح عندما ذهب بالشخص المُلقى في الطريق إلى صاحب الفندق وقال له ﴿ مهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك ﴾ ( لو 10 : 35 ) .. يقول لنا المسيح هذا الكلام عندما أعطي أي إنسان محتاج في مجيئه الثاني إعتني به ومهما أنفقت وعندما آتي أوفيك .. إبحث عن محتاج لتساعده .. إبحث على شخص المسيح فالمسيح يحتاج إلى من يبحث عنه .. يحتاج لمن يكرم إخوته الأصاغر .
هل تعلم أن أبونا بيشوي كان يحب زيارة الناس التي تسكن الأكشاك خاصة في المناطق النائية جداً في الإسكندرية المقيمين على خط السكة الحديد في أكشاك من حديد .. وأنه طلب من زوجته بأن ينقل إقامته هو وزوجته في أحد الأكشاك لكي يعيش بنفس الطريقة .. فهو أدرك أنهم ليس فقط مجرد أناس بل كل واحد هو المسيح الأمر يحتاج رؤية أوسع .. وكما يقول أحد الآباء القديسين ﴿ ليس هو بعيد عنك ذاك الذي تتعب في البحث عنه طول أيام حياتك ﴾ .. إن أردت أن تراه وتتلامس معاه وتتكلم .. لهذا إنجيل متى الإصحاح 25 يعمل عمل رحمة لكي نرث الملكوت المُعد لنا منذ تأسيس العالم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

عدد الزيارات 1798

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل