الراعى الصالح

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان والى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح فصل من إنجيل معلمنا يوحنا إصحاح ١٠ عن الراعي الصالح، فعندما يكون هناك تذكار بطريرك أو أسقف في الكنيسة، تقرأ علينا الكنيسة فصول تناسب هذا الأمر، فتجد أن الكاثوليكون اليوم عن رسالة معلمنا بطرس يقول لنا "ارعوا رعية الله التي بينكم، وتعهدوها لا بالقهر بل بالاختيار كمثل الله، ولا ببخل بل بنشاط، ل كمن يتسلط على المواريث بل صائرين أمثلة للرعية"، في الحقيقة الكنيسة تعتبر أن كل أسرة كنيسة، وتعتبر أن هذه الكنيسة الصغيرة جزء من الكنيسة الكبيرة، هذه الكنيسة الصغيرة الكنيسة تجعل لها راعي، الراعي هو الأب، وبالطبع الزوجة تكون مشتركة في الرعاية في الأسرة، كم يا أحبائي نحن نشعر أن الكنيسة قائمة على الكنائس الصغيرة، كلما كانت الكنائس الصغيرة في رعاية، في ثبات في الإيمان، في محبة لله، صارت الكنيسة كلها كنيسة في وحدة، في مخافة الله، في ثبات الإيمان، كلنا نحتاج أننا نراجع أنفسنا، ربما يكون الله سمح أن الكنيسة تمر بتجربة، نشكر الله إذا مرت بسلام، لكن الشخص لابد أن يراجع نفسه، ما شكل الكنائس التي في منازلنا؟، ما شكل أسرنا؟، هل أبنائنا ثابتين في الإيمان أم لا؟، هل كل زوج يحب زوجته من قلب طاهر نقي؟، هل كل زوجة مخلصة لزوجها؟، محبة، أمينة له، كل أب وكل أم هدفهم أن يصلوا بأولادهم إلى السماء، ويرعوهم ويثبتوهم في الإيمان، ماذا نفعل بالضبط ونحن نعيش؟، معلمنا بطرس يقول لهم "كونوا متيقظين وأسهروا لأن إبليس عدوكم يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه، فقاوموه راسخين في الإيمان"، قال لك المشكلة وقال لك العلاج، العلاج جزئين قال جزء في البداية وجزء في النهاية والمشكلة وضعها في المنتصف، فما هو العلاج؟! :
١- كونوا متيقظين واسهروا .
٢- قاوموه راسخين في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم .
متيقظين، اسهروا، قاوموه راسخين، ربما يا أحبائي تشعروا أن في هذا الوقت هناك هجوم شديد، ربما يكون انعكاسات لأحداثه، ربما يكون منها السياسية، ربما يكون منها دينية، ربما رد فعل البعض للأشياء الموجودة في الانفتاح على الإنترنت والفضائيات، ربما يكون هناك احداث كثيرة فيها إثارة، فهناك رد فعل، إذن رد الفعل هذا يحتاج أن أكون متيقظ وأحتضن أولادي، وأحافظ على بيتي، وأكون في ثبات في الإيمان، قاوموه راسخين، جميل جداً البيت الذي يكون كنيسة، جميل جداً الذي ثبات البيت في الإيمان يكون شغله الشاغل، جميل جداً الرجل الذي يشعر أن البيت بالنسبة له هو راعي فيه، لا يبحث فيه على مصلحته، وراحته فقط، يأتي ليأكل وينام فقط، لا توجد أمور مطلوبة منه غير ذلك، ويوم أن يتفضل ويفعل أي شيء يكون بالتذمر، والزوجة أيضا أحياناً نجدها تعامل الأولاد بقسوة وتعامل زوجها بجفاء، تفكك، وفي النهاية هناك هجوم، لكن هناك أسد ينتظر أولادنا، وينتظرنا كلنا، الكبير والصغير، والأسد هذا جائع، مفترس، من طبعه الشراسة، فهو يظل يجول يلتمس من يبتلعه، الذي يعرف أن يتصيده سواء كان كبير أو صغير، في ظروف جيدة أو رديئة، غني أو فقير، ثابت في الإيمان أو بعيد عن الإيمان، ما شكله؟ لا يهم، المهم يريد أن يلتمس من يبتلعه، إذن فهذا يحتاج يقظة، كم يا أحبائي عندما نشعر أن هناك شخص ذهب إلى فك هذا الأسد نشعر بالحزن، لذلك علينا أن ننتبه، أعتني به، أحتضنه، أكون حافظاً له، ناصحاً له، أكون صديق له أحيانا يا أحبائي نجد أن بعض الناس في بيوتنا لا يشعرون بالارتياح مع بعضهم البعض، لا يعرفوا أن يتحدثوا بصراحة، كل موقف يكون بالكذب، كل حدث يكون بالمراوغة وعدم الوضوح لأنه لا أحد يود أن يسمع، والذي يسمع لا يريد أن يعالج، وإذا سمع يعتبر الكلام الذي سمعه يريد أن يعالجه بالمشاجرة والمشاكل، هنا معلمنا بطرس قال لك "أنتم أرعوا رعية الله التي بينكم وتعهدوها لا بالقهر"، ليس معنى شخص راعي أنه يثور ويغضب وليس معنى أنه أب هذا البيت يكون قاهر لهذا البيت، أو يكون ديكتاتور في هذا البيت، تكون كلمته فقط، يقول أنا قلت ذلك، لكن دعنا نتحاور، دعنا نتناقش، دعنا نقنع، قال لك لا بالقهر بل بالاختيار كمثل الله، يريد أن يقول لك هل أنت سوف تكون أعظم من الله؟!، ربما عندما يفعل الله شيء ما يفعله بالاختيار، الله يعطي الحرية، الله عندما يريد أن يتحدث معنا فهو يقنعنا، الله عندما يحب أن يفعل شيئاً يقول لك أيضاً أتشاور مع موسى، أتشاور مع إبراهيم، الله، إله الآلهة، كنز الحكمة، يتشاور، وهنا يعود ثانية ويقول لك "ولا كمن يتسلط على المواريث"، أي كأن شخص هذه الأشياء أصبحت ميراثه ومتسلط عليها، وهي ملكه، يقول أنا حر فيها، وأنا أعمل فيها ما أنا أريده، قال لك لا، لا بالقهر ولا كمن يتسلط على المواريث، بل صائرين أمثلة للرعية، بمعنى أن الأب الذي يريد أولاده يثبتوا في الإيمان لابد أنه أيضاً يثبت في الإيمان، الأم التي تريد بيتها يكون بيت كنيسة لابد أن تكون هي أم عابدة، مصلية، تقية، محبة لله، خائفة لله، متضعة، لسانها يخرج كلام بركة، أولادها يشاهدوها ثابتة في المسيح يسوع، ذات مرة أحد الآباء كتب كتاب وقال هل نحن مسيحيون أم نحن مرتدون؟! نحن أحياناً عندما نسمع كلمة أن شخص يترك المسيح تخيفنا جداً وتزعجنا جداً، قال لك دعنا الآن لا نهتم بمن يذهب هذا، لكن نحن هل نحن مسيحيين أم نحن مرتدين عن المسيح؟!، صدقني إذا قمنا بقياس أنفسنا حسب قوانين الكنيسة وبحسب الإنجيل ستجد أن كثير مننا اسمه مسيحي لكنه تارك المسيح، واضع وصايا المسيح خلفه، غير مهتم، غير مكترث، مهما قالت الكنيسة ومهما حذرت، مهما كان هناك خطر، كما أنا، أقول لك انتبه، انتبه لأن هنا الإنجيل يحذرك ويقول لك أنه هناك ذئاب خاطفة، لا تشفق على الرعية، وهنا ربنا يسوع بفمه الطاهر المبارك يحدثك عن الذئب الذي يأتي يخطف الخراف، وحدثك عن السارق، وحدثك عن إلى أي درجة من المفترض أن الراعي يكون راعي صالح كمثال لربنا يسوع المسيح، معلمنا بطرس هنا يكلمك على الأسد الزائر، كم يحتاج الإنسان إلى يقظة؟، كم يحتاج الإنسان ثبات في الإيمان، أجمل ما في البيت أنه تكون هناك وقفة صلاة مع بعضنا البعض، أجمل ما في البيت أن يكون هناك إنجيل مفتوح، نجلس ونقرأ الكتاب المقدس مع بعض، أكلنا كثيراً، شربنا كثيراً، نمنا كثيراً، تنزهنا كثيراً، لم نرى أننا من المفترض أن نفتح الكتاب المقدس في البيت، لا يوجد كلام في المجال الروحي مع أولادنا أبدا، أصبحنا نعتمد علي أن الأولاد تذهب الكنيسة ويذهبون مدارس الأحد فقط، وماذا عن بقية الأسبوع، وماذا عن التيارات الموجودين فيها الأولاد، والمشاكل الشخصية التي تخص الأولاد الذي من الممكن ألا يستطيعوا أن يقولوها في الكنيسة، والظروف الشخصية التي للولد أو للبنت التي يجب أن تكون أنت أكثر شخص على معرفة بها وأنت أكثر من يكون على معرفة بها، هناك نفسية قوية وهناك نفسية ضعيفة، هناك شخص يعرف أن يختار أصدقائه وهناك شخص لا يعرف، وهناك شخص مخدوع، هناك شخص ضعيف، وهناك شخص ثابت، كل هذا الكلام من أين يأتي؟! يأتي من أعيننا نحن التي تراعي خرافنا لذلك قال لك أنه لابد أن تكونوا متيقظين وأسهروا، كن يقظ، كن يقظ داخل قلبك، اجعل داخلك عين تتابع، ترى هل هذا الولد لديه نشاط في حياته الروحية أم لا؟ تجده لا، إذن لماذا؟ لأنه يمر بسن الشباب، إذن ما هي الضغوط التي عليه الآن؟ يقول لك .... ،....،.... إلخ، فنحاول نساعده، لكن بماذا نساعده؟، وماذا عن البنت، ما هي مشكلة البنت؟ البنت مشكلتها أن نفسيتها ضعيفة، مشكلة البنت أنها عاطفية، مشكلة البنت أنها حساسة، أقل كلمة تتعبها، لذلك أقوم بملاحظة هذه البنت هل تحتاج تشجيع؟ والولد يحتاج توجيه، هذه البنت تحتاج لإحساسها بالدفء، إحساسها بأمان، إحساسها بمحبة، هذا احتياج الفتاة، الولد يحتاج أن يشعر أنه هناك توجيه عقلي، يشعر أن هناك احترام لطاقاته، احترام لمواهبه، احترام لاهتماماته، يريد شخص يفهمه، يريد شخص يتواصل معه، ولا نعامل البنت بجفاء، يقول لك علماء النفس أن البنت عندما تتعامل بجفاء كأنك تقتلها، وهذا سر لمشاكل كثيرة جداً عند البنات، الولد عندما لا نحترم مواهبه أو طريقة تفكيره فبذلك زرعت بينك وبينه خصومة، فتجد أن البنت تقتلها، الولد فعلت معه خصومه، ونفس الكلام يحدث بين الزوجة والزوج، فبذلك يشعر كل فرد أن الآخر خصم بالنسبة له، متي نكون متيقظين؟! متي نسهر؟ كيف ننتبه من الذئاب الخاطفة؟ لذلك عندما يأتي الأسد أنا لا أهرب من الأسد أنا من الممكن أذهب للأسد، إذا كان شخص كل حياته متعب، محبط، متضايق، لم يشعر بأمان، لم يشعر بعاطفة، لم يشعر بسلام، الكتاب المقدس فيه كل الغنى، فيه كل السرور، الكنيسة فيها كل العطايا، تحدث مع أولادك، كن على علم أن الله أقامك كراع على هذه الأسرة لكي تهتم بكل احتياجاتها ليس الجسدية فقط بل النفسية والروحية، كيان هذا الإنسان نفس، وجسد، وروح، لا تأخذ الجسد فقط وتقول أنا طوال النهار أعمل لأجلهم، أقول لك عملت من أجل الجسد لكنك لم تعمل من أجل النفس، لم تعمل من أجل الروح، عندما تكون خدمت ثلث الإنسان وخدمت الثلث الضعيف فيه الذي هو الجسد، نحن نريد أن نربي أولادنا لكي نعلمهم كيف يضبطوا أجسادهم ليس كيف يأخذوا احتياجات أجسادهم، لذلك الكنيسة كثيرة الأصوام، وتأتي في الصوم تقول لك لا أنت لابد أن تأخذ فترة انقطاع، وماذا عن الجسد؟! تقول لك لا أنت لابد أن تضبط الجسد، هذه الكنيسة، إذن هل الكنيسة ليس لديها حنان على أولادها، هل الكنيسة غير رحيمة على أولادها، هل الكنيسة ضدنا، بل الكنيسة ترفعنا، تقول لك هذا الجسد لابد أن يحمل إلى فوق، هذا الجسد لابد أن تكون النفس فرحانة، متهللة، والروح متحدة بإلهها، حينئذ الجسد يكون خفيف، الجسد يكون منضبط، الجسد يكون سهل توجيهه، لماذا الغريزة يمكن أن تكون متسلطة؟ لأن الجسد كل طلباته نسجد له، فعندما نلبي كل طلبات الجسد له لا نعرف أبدا نرفض له أي طلب، لذلك هنا معلمنا بطرس يقول لك "كونوا متيقظين وأسهروا لأن ابليس عدوكم يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه"، تخيل أنت عندما يكون هناك أسد زائر يظل يبحث من الذي نفسه ضعيفة؟، ومن الذي إيمانه ضعيف؟ ومن الذي يحتاج لحنان؟، من الذي يحتاج للمال؟، من يمكن أن يكون سهل أن يتورط؟، من يمكن أن نفعل له فخ نصطاده به؟، أسد زائر يريد أن يلتمس من يبتلعه، تخيل أنك أنت كراعي تارك غنمك لأسد، الراعي وظيفته أنه يرعى، الراعي مسؤوليته أمام الله أن ينتبه على أغنامه، حتي ربنا يسوع المسيح عندما جاء يحدثنا على مثل الراعي الذي كان لديه مائة خروف وهناك خروف فقد منه تجد الكتاب المقدس عجيب يقول لك إن هذا الراعي أضاع خروفاً، فلا ينسب ضياع الخروف للخروف ولكن للراعي، نحن كلنا نقول هذا خروف شقي، هذا خروف رغم أن كل القطيع يسير في هذا الاتجاه لكنه ابتعد، فنظل نتهم الخروف، قال لك لا تتهم الخروف ولكن اتهم الراعي، ربنا يسوع المسيح قال لك أضاع خروفاً وكأنه يريد أن يقول لك هذا الخروف مسؤوليتك أنت أيها الراعي، المفترض أنت الذي كنت تنتبه له، الخروف هو الخروف، مهما كان خروف، فالخروف معروف جداً عنه أن إمكانياته ضعيفة، قدراته الذهنية ضعيفة جداً، الخروف قدرته ضعيفة حتى على الرؤية، يقول لك الخروف تقريباً لا يرى تقريباً، أي أنه أعمى، فكون أنك تعتقد أن الخروف يسير ويرى من حوله لا فهو يكون داخل على منطقة خطر وتجده أيضاً مستمر، ويأتي الراعي ينتبه له ويمسك بالعصا ويوجهه، خروف! لذلك نحن لابد أن نفهم أن وظيفتي كراعي، أنني أوجه، أنني أحتضن، أحب، وإذا استخدمت العصا مرة لابد أنني أستخدم التوجيه مرات ومرات، كونوا متيقظين واسهروا لأن إبليس عدوكم يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه، قاوموه راسخين في الإيمان، لابد أن نرسخ في الإيمان، تخيل أنت إذا أحد سأل أولادنا سؤال في الكتاب المقدس أو في عقيدة كنيسته لابد أن يكون راسخ في الإيمان، أنا لم أقول لك ذلك لكي يجيب، لكن على الأقل يكون راسخ في داخله في إيمانه، إذن ماذا يريد هذا الكلام؟ يريد معرفة، يريد اهتمام، يريد توجيه، عندما تقرأ أنت كتاب وأعجبك تعطيه لابنك ليقرأه، تقرأ أجزاء منه قد أعجبتك مع البيت، كل هذا الكلام لا يكن في اهتماماتنا، ليس في خريطتنا اليومية، وتسألني على الوقت أقول لك راجع نفسك ستجد هناك وقت يهدر أمام تلفاز، ستجد هناك وقت يهدر مع مجلات ومع جرائد يمكن أن تكون غير مفيدة بالمرة، اجعل وقت لبيتك، اعتني بكل أحد، كن راعي صالح، كن راعي محتضن، كن راعي يقظ، كن راعي مهتم ربنا يسوع المسيح الراعي الصالح لأنفسنا يرعانا جميعاً، ويجعلنا جميعاً نتعلم منه الرعاية لأنه يرعانا، قبل أن نوجد يرعانا، وإلى الآن يرعانا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .

عدد الزيارات 1942

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل