أثمار الروح الجمعة الثالثة من شهر بشنس

Large image

تنشغل الكنيسة في الفترة ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس إستعداداً لحلول الروح القدس .. ويقول الإنجيل وقف يسوع في وسط الجموع وصاح قائلاً { إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب } ( يو 7 : 37 ) .. معروف عن يسوع أنه لم يصيح قط وهذا معناه أنه أراد التنبية على شئ خطير جداً جعله يفعل هذا .. كان هذا في العيد وهو يطلب منهم هذا .. يقول { من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي } ( يو 7 : 38 ) .. معلمنا يوحنا حتى لا نتحير قال لنا أنه كان يتكلم عن الروح الذي لم يكن قد أُعطيَ بعد ( يو 7 : 39 ) لهذا وضعت الكنيسة هذا الجزء للمؤمنين المزمعين أن يقبلوه بعد يومين في عيد حلول الروح القدس .. من التشبيهات البديعة في الكتاب المقدس عن الروح القدس أنه « ماء » لأنه لا يوجد مكان ذات قيمة ليس به ماء .. مثل قطعة الأرض الصحراوية المقفرة التي ليس لها قيمة .. ولكن عند دخول الماء إليها قيمتها تزداد ويظهر بها الحياة من خضرة ومباني وأُناس نحن أيضاً نختلف فيما بيننا ولكن الفرق في وجود الماء فينا « الروح القدس » .. الماء الذي يُروي ويُشبع لهذا خلق الله الماء أولاً ثم الأرض .. الماء يُبنى عليه الكون كله .. فإنها من أسرار الحياة .. لأنه يستطيع الإنسان الإستغناء عن الطعام لكن صعب الإستغناء عن الماء .. نسمع في العهد القديم{ سواقي الله ملآنة ماءً } ( مز 65 : 9 ) .. أي ينابيع الروح .. لهذا يجب أن نتودد للروح القدس حتى يتجدد في داخله وتجري من بطنه أنهار ماء حية من صفات الماء التنظيف وهذا هو عمل الروح القدس لأنه يقدس ويطهر من الإتساخ الذي حدث لعينك ولجسدك وعقلك وأفكارك .. هو المسئول أن يعتقق .. من تشبيهات الروح القدس أنه « نار » .. وعمل النار حرق الشوك .. قديماً كان من ثمار الخطية على الإنسان أن الأرض تُنبت لك شوكاً وحسكاً( تك 3 : 18) .. والإنسان الذي وقع في الخطية في قلبه شوك وحسك في فكره وحواسه .. إجعل الروح القدس داخلك باستمرار حتى يُرجعك إلى صورتك الأولى يقول يسوع المسيح عن الروح القدس أنه يبكت على خطية .. بر .. ودينونة ( يو 16 : 8 ) .. يبكت عن خطية عند لومه لك عليها .. ويبكت على بر عندما يقول لك لماذا لم تُمتع نفسك وتأخذ بر المسيح ؟ .. قديماً حزقيال النبي رأى رؤية جميلة جداً { ثم أرجعني إلى مدخل البيت وإذا بمياهٍ تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق لأن وجه البيت نحو المشرق ( أي كنيسة العهد الجديد ) والمياه نازلة من تحت جانب البيت الأيمن عن جنوب المذبح ( أي مياه كثيرة ) ثم أخرجني من طريق باب الشمال ودار بي في الطريق من خارج إلى الباب الخارجي من الطريق الذي يتجه نحو المشرق وإذا بمياه جارية من الجانب الأيمن .. وعند خروج الرجل من المشرق والخيط بيده قاس ألف ذراعٍ وعبرني في المياه والمياه إلى الكعبين ثم قاس ألفاً وعبرني في المياه والمياه إلى الركبتين .. ثم قاس ألفاً وعبرني والمياه إلى الحقوين .. ثم قاس ألفاً وإذا بنهرٍ لم أستطع عبوره لأن المياه طمت مياه سباحةٍ نهرٍ لا يعبر } ( حز 47 : 1 – 5 ) .. هذه هي ينابيع الروح المتدفقة من الله وكنيسته .. الروح القدس الذي يريد الله أن يمتع شعبه به وأزال منك آثار خطايا وظلمة لأن ينابيع المياه من أجل نقاوتنا وبرنا .. ونحن نشتكي من عدم وجود مياه تخيل لو رأينا المياه لم تأتي عند الناس لأنها لا تخرج من عند الهيكل .. عندما يكون هناك نفوس منكسرة ومنسحقة وتإن من ضعفاتها وخطاياها .. قديماً من كذب على الروح القدس يموت .. من نشاط الروح القدس قديماً في كورنثوس .. يقول بولس الرسول عن الولد الذي أخطأ { إعزلوا الخبيث من بينكم } ( 1كو 5 : 13) .. أما الآن أصبحت الناس متآلفة مع ضعفاتها وخطاياها لأن الروح القدس ضعيف .. عمل الروح القدس فينا أن يملأنا بينابيع مياه حية لأجل الضعيف الذي بيننا .. لكي يجرف منك تيارات الشر المتراكمة .. ينابيع تعطيك سر حياة عِوَض عن الموت نرى أن المواعيد العظيمة في الكتاب المقدس أُعطيت عند آبار لأن الآبار إشارة للروح القدس .. أبونا إبراهيم أخذ الوعد بعد حفره للبير .. إسحق نبش الآبار التي ردمها الفلسطينيين .. إسحق تعرف على رفقة لكي يتزوج بها عند بير .. يعقوب يتقابل مع راحيل عند بئر .. المكان عندما يكون فيه بئر إذن هو صالح للحياة .. الله حفر بئر داخل كلٍ منا من يوم العماد .. إشرب وإشبع لأن مشكلة البئر عندما تتركه ولا تأخذ منه مثل الروح القدس فتودد إلى الروح القدس .. ولهذا يقول داود النبي { وروحك القدوس لا تنزعه مني } .. لأنه رأى شاول عندما فارقه روح الرب ودخله روح ردئ فجاءوا بداود لكي يعزف ويرنم له .. عندما أخطأ داود خاف جداً أن يفارقه روح الرب فأخذ يتودد إليه .. الروح القدس هو الذي يحرك الضمير .. هو المسئول عن تجديد ملامحنا التي أفسدتها الخطايا إقرأ عن ثمار الروح القدس .. محبة .. فرح .. سلام .. طول أناة .. لطف .. صلاح .. إيمان ( غل 5 : 22 ) .. عندما تكتشف أن حياتك غير منتظمة تُحرم من كل هذا لأن الروح القدس لا يعمل داخلك وتبذل مجهود بلا فائدة .. الأمور لا يمكن أن تتحسن لو تغيرت الظروف .. المشكلة داخل الإنسان دائماً مثل أبونا آدم فلا يوجد أسعد منه في الفردوس ولكن عندما إهتز بداخله طُرد من الفردوس .. المشكلة أنه يجب أن يراجع الإنسان ما بداخله من ميوله وأفكاره .. يجب أن يكون بداخله مقدس ومشاعره مقدسة وتسأل الروح القدس أن ينقيك رأينا قديسين أفواههم مملوءة نعمة .. وآباء الروح متجدد داخلهم .. رأينا عطايا الروح القدس السخية .. نحن أخذنا الروح القدس وعلينا أن ننشطه في هذا العيد .. فأننا لم نأخذه ثانياً ولكن نتقبله لكي يشتعل من جديد بداخلنا .. لا توجد خطية تقوى على الروح القدس .. لا توجد خطايا بلا حل فالروح القدس قادر أن يغير .. قادر أن يجعل من إنسان محب للمال إلى شخص يعطي أمواله .. قادر أن يحول من شاول الطرسوسي إلى رجل الله .. بولس الملئ بالروح القدس .. قادر أن يغير ميول وإتجاهات .. قادر أن يغير أي ضعف .. الروح القدس هو روح قداسة .. هو الذي يعطينا التوبة ويعطينا روح صلاة وبر ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

عدد الزيارات 1443

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل