بحكمة فعل ذلك الجمعة الرابعة من شهر بؤونة

Large image

الكنيسة تقرأ لنا في إنجيل هذا الصباح يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح 16 عن مثل وكيل الظلم .. إنسان غني عنده وكيل ومعروف إن من سمات هذا العصر الذي عاش فيه ربنا يسوع إن الأفراد الأثرياء جداً يكون لديه شخص وكيلاً لأعماله وخصوصاً الأعمال المالية .. فالرجل الغني يكون عنده الوكيل لأعماله المالية .. فهناك من وشى به .. فيه إنسان أراد أن يتخلص من الذي عليه فوشى عليه .. فهو جاء على وتر حساس بالنسبة لصاحب المال أنه يبذر أمواله .. ﴿ ما هذا الذي أسمع عنك ﴾( لو 16 : 2 ) .. الوكيل يفاجأ بين لحظة وأخرى يجد نفسه بلا عمل .. بلا دخل .. لا يستطيع أن ينفق على أسرته ولا على بيته .. ﴿ لأنك لا تقدر أن تكون وكيلاً بعد ﴾ ( لو 16 : 2 ) ففكر هذا الوكيل ﴿ ماذا أفعل لأن سيدي يأخذ مني الوكالة ﴾ ( لو 16 : 3 ) .. فقد كان لدي كرامة .. كان الناس يحترمونني .. ﴿ لست أستطيع أن أنقب وأستحي أن أستعطي ﴾ .. فقال هذا الوكيل ﴿ قد علمت ماذا أفعل حتى إذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم ﴾ .. فقد دعى المديونين وسألهم ﴿ كم عليك لسيدي .. فقال مئة بث زيتٍ فقال له خذ صكك واجلس عاجلاً واكتب خمسين ﴾ * البث * وحدة يهودية .. وآخر قال عليَّ 100كر قمح فيقول له خذ صكك واكتب 80 في هذه القصة قد عمل هذا الوكيل تصرف غير أمين .. فالمثل إسمه وكيل الظلم .. ربنا يسوع لما حكى هذا المثل أراد أن يظهر الحكمة في تصرفه فأظهر هذا المثل الحكمة العالية عند الوكيل وقال بحكمة فعل هذا ( لو 16 : 8 ) .. الحكمة في وكيل الظلم جعله ينظر إلى الأمام .. آمن المرحلة القادمة فهو يقول لنا فكر في المرحلة القادمة أنها غير آمنة وغير مستقرة وغير مستمرة فهو أراد أن يؤمن المرحلة القادمة لأنها أهم فاكتب بدلاً من 100 أكتب 80 حتى متى عزلت يقبلونني في بيوتهم فإحساس هذا الوكيل يجب أن ينتقل إلينا .. فنحن في خطر فالوضع الذي نحن فيه الآن سوف يضيع .. الوضع الذي نحن فيه الآن حيأخذ مننا .. الوضع الذي أنا فيه الآن سوف أتركه فكل الإمكانيات الكرامة حتأخذ مننا .. فكل هذا الوضع هو وضع غير مستقر فعليَّ أن آآمن الفترة القادمة .. فلابد أن أدرك أن في هذه المرحلة نحن معرضين فيها للوشاية .. للحروب .. للظلم .. للضياع .. للفقرللتغيير السريع .. فيجب علينا أن نؤمن الفترة القادمة على اعتبار أنها الثابتة ليس فيهل غش ولا خداع ولا وشاية فلذلك يجب أن نهتم بالفترة القادمة فربنا يسوع قال هذا المثل الذي لوكيل الظلم وقال عنه بحكمة فعل هذا .. فجميل أن لا ينظر الإنسان إلى هذا الزمان على أنه زمان الحياة الوحيد .. يقول القديس أوغسطينوس ﴿ إن لك حياة واحدة ولك نفس واحدة فلا تضيعهما ﴾ .. فالفترة التي أنت عايش فيها على الأرض إجتهد فيها لتؤمن الفترة القادمة .. ﴿ إذ بحكمة فعل ﴾ .. ﴿ أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم ﴾ ( لو 16 : 8 ) .. فكيف أن أبناء الملكوت لا يفكروا في كيفية ضمان الملكوت ؟ لذلك يجب أن تضمن الملكوت .. كن مثل وكيل الظلم .. إنسى المرحلة التي أنت فيها الآن .. ثبت فيك إحساسك بأن الحياة التي أنت فيها غير آمنة وغير مستقرة .. ثبت فيك إحساس أن هذا الزمان إسمه زمان الظلم .. زمن كله غش فهو بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل ( يع 4 : 14) .. الإنسان معرض فيه للضياع .. سموه الآباء فترة غربة فترة مؤقتة .. فكر كثيراً في زواله فهو غير آمن ومعرض فيه للوشاية ومعرض للظلم .. العدو يوشي بك .. العدو يسلب قدراتك ومقتنياتك فالمفروض أن تكون حكيم فكر كثيراً في المرحلة القادمة أحد الآباء يقول ﴿ إن كنت حكيماً لا تستبدل زمان بزمان ﴾ .. لا تشعر أن هذا الزمان هو زمن الأمان بل لا تطلب الراحة في زمان التعب لئلا في زمان الراحة الحقيقية يوضع النير في عنقك أنت الآن في زمن التعب إقتني فضائل .. آمن الملكوت .. إصنع رحمة .. إصنع صداقات .. إملأ وقتك إشتياقات .. إملأ وقتك صلاة .. إملأ قلبك بأفكار مقدسة .. هذا هو الذي يؤمن المرحلة القادمة هذا هو ما صنعه وكيل الظلم لأنه نظر إلى الأمام فأتى بكل مديون وكتب له قيمة أقل .. فالمرحلة القادمة هي الأكثر قبولاً واستمراراً لا نقول ليس لدينا وقت لنصلي .. ليس لي مال لأعطي العشور فأنت بهذه الطريقة تكون قد حصرت نفسك في هذا الزمان .. فالزمان الذي نحن فيه الآن معرض للضياع وبين لحظة وأخرى يمكن أن يوشى بك فتطرد .. ﴿ إبليس خصمكم كأسدٍ زائرٍ يجول ملتمساً من يبتلعه هو ﴾ ( 1بط 5 : 8 ) العدو يوشي بنا فيقول أعرض عليه شهوة .. هذا مواظب على الكنيسة .. أعطيه مال عن طريق الغش فأسمع الكلمة ﴿ أعطِ حساب وكالتك ﴾ .. المرحلة القادمة لو إنت مؤمن عليها لا تخاف .. لا تقلق فأنت متوقعها بين لحظة وأخرى وهي أمام عينيك باستمرار فأمن هذه اللحظة .. فوكيل الظلم هذا كان رجل لديه نظرة مستقبلية الحكمة تتطلب من الإنسان في أن يفكر في الشئ كثيراً .. يفكر في غربته على الأرض فالفترة القادمة أكثر بكثير من الأيام القليلة التي نحياها الآن أبونا يعقوب عندما سؤِل عن عمره قال ﴿ أيام سني غربتي مئة وثلاثون سنة قليلة وردية ﴾( تك 47 : 9 ) .. فالأيام قليلة والوقت مقصر .. في كل يوم يجب أن نفكر كثيراً في تجميع ما يؤمن المرحلة القادمة على اعتبار إنها الأهم فهي الدائمة .. هذا هو وكيل الظلم .. وكيل الظلم فكر كيف يقبلوه في بيوتهم ويقبلوه في مظالهم بعد أن يطرد .. هذا هو الإنسان الذي يفكر أن يكون له مكان في الأبدية .. السماء مكان يقبل فيه .. فكر كثيراً في أنك تصنع لنفسك مكان .. يقول الكتاب ﴿ في بيت أبي منازل كثيرة ..... أنا أمضي لأعد لكم مكاناً ﴾ ( يو 14 : 2 ) .. من يوم المعمودية وأنت لك مكان فلذلك زين مكانك .. حسن مكانك .. جمل مكانك .. تمسك بمكانك .. إمسك بالحياة الأبدية التي لها دُعيت .. فمنذ ولادتك وأنت مدعو إلى الأبدية فالله ينتظرنا في الأبدية منذ أن أنشأنا فلا تستحسن أحياناً حياة الأرض عن الأبدية فلا تكون مشغول جداً بدقائق وأيام .. فلا تفكر في الهموم فعدو الخير ناجح جداً في أن يلهي الإنسان وينسيه الإهتمام بحياته الأبدية .. فعندما تفكر في الأبدية وزوال العالم عدو الخير يأجل التفكير في مثل هذه الأمور ثم ينسيك إياها لأن التفكير فيها يجعل لك إشتياقات روحية .. فعدو الخير يجتهد بكل طاقته ليلهينا عن هذه الحقيقة الهامة فيقول آجلها دلوقتي .. خليها بعدين .. فمن أسلحته الفتاكة التأجيل فيجعل الإنسان يلهو بحياته .
عدو الخير فكر في خطة وذلك لينصرف الناس عن خلاصهم ففكر في عدة طرق :-
أ) لا يوجد ربنا أصلاً ..... فقال الشيطان أن الآخرين لن يصدقوا هذا الكلام .
ب) المسيح لم يأتي على الأرض ..... فقال الشيطان أن الآخرين لن يصدقوا هذا الكلام .
ج) المسيح لم يصلب ..... فقال الشيطان أن الآخرين لن يصدقوا هذا الكلام .
د) أنه جاء وصلب وهناك توبة ولكن نأجل الأمر حتى تعيشوا حياتكم فكان هذا هو أفضل إقتراح .
فعدو الخير لا يستطيع أن يقول أنه ليس هناك توبة ولا خلاص ولا صليب ولكنه يشير بأن تنتهي أولاً من الهموم التي لديك .. إنتهي أولاً من المرحلة التي أنت فيها فيقع الإنسان في مشكلة خطيرة وهي كما سماها الآباء * تسويف العمر الباطل * .. فيقول * غداً .. بعدين * .. فيقسى القلب وتزداد قساوته وينسى الأبدية ويفكر الإنسان في المرحلة التي هو فيها الآن الإنجيل اليوم يعلمنا أن نكون حذرين .. أن نسلك بلياقة وبتحفظ لأن الوشاية تنتظرك فأنت معرض الآن لأن تطرد في أي لحظة فيذكرني أن الوضع الآن آمن ومستقر ولكن عندما تطرد ماذا تفعل ؟ لذلك فلنفكر كثيراً في الأبدية .. فلنجعل الأبدية في قلوبنا .. إجعل الأبدية في قلبك .. إجعل الأبدية تشغلك وتكون هي لهفة قلبك واشتياقك باستمرار .. لذلك راجع نفسك باستمرار أين هو قلبك ؟في القداس أبونا يقول ﴿ أين هي قلوبكم ؟ ﴾ .. والشعب يرد ﴿ هي عند الرب ﴾ .. فيكون الفكر فوق والإشتياقات فوق في رسالة بولس الرسول لأهل فيلبي يقول ﴿ فإن سيرتنا نحن هي في السموات ﴾ ( في 3 : 20 ) .. فيكون كل حاجة في السماء فتتوقع أن سيرة حياتك كلها تكتب فوق وليست على الأرض فيكون مكانك في أعلى .. فكر كثيراً في حياتك .. مكانك .. نصيبك .. فكر في المرحلة القادمة كيف ستقضيها وكيف ستعيشها فإن كنت حكيم لا تستبدل زمان بزمان .. ﴿ فمن يأتمنكم على الحق ﴾ ( لو 16 : 11 ) .. فإن هذه الحياة هي فترة مؤقتة زائلة فكيف أئتمنك على الأبدية ؟ فإن لم تكن أميناً في الأيام القليلة فكيف تكون أمين في الأبدية ؟ فإن كنت غير أمين في دار الظلم فمن يأتمنك على الحق ؟ من يأتمنك على المسيح ؟ من يأتمنك على الأبدية والخلود ؟أحد الآباء القديسين يقول ﴿ أعطني يا الله ألا أركض إلى الظل كأنها الحق ﴾فهذه الأيام هي مثل ظل شجرة فمن يستند عليها يقع لأنها ظل فلا تكون مسنود على الزمن فيأخذك وتقع فإستند على الحق .. فإن لم تكن أمين في مال الظلم كيف يأتمنك على الحق ؟ كيف ربنا يأتمنا على الأبدية ونحن غير أمناء على مال الظلم ؟ كيف ربنا يأتمنا على الأبدية ونحن غير أمناء على الوصايا ؟ فربنا يطلب مننا أن نضحي ببعض الوقت لنعطيه له .. نضحي ببعض الأموال القليلة التي هي أصلاً منه ولكن نحن نأخذها لأنفسنا .. فربنا هو الذي يعطينا المدينة التي من ذهب التي لها أساسات .. العروس المزينة .. يمتعك بكل الخيرات لذلك أنظر كثيراً إلى هذا الوكيل من أجل أن تأكلك الغيرة لتتعلم منه الحكمة تعلم منه أنه في زمن يسود فيه الغش أن لا تضع قلبك فيه فهو غير آمن بل هو إلى زوال فانقل إشتياقاتك الحقيقية إلى ما هو آمن وما هو آتي ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1846

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل