معرفة الثالوث الجمعة الثالثة من شهر بابة

Large image

تقرأ الكنيسة علينا اليوم فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير إصحاح 10 .. فالتلاميذ أرسلهم ربنا يسوع للخدمة وعندما رجعوا بلغوه بثمر الخدمة فلما رجعوا وحدثوه بما فعلوا فربنا يسوع سُر بما فعلوه .. ﴿ في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال ﴾ ( لو 10 : 21 ) .. فأنا أشكرك لأنك أخفيت أمر الكرازة عن الفلاسفة .. عن الحكماء .. عن الأبرار في أعين أنفسهم .. عن الكتبة .. عن الفريسيين .. ﴿ نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك والتفت إلى تلاميذه وقال كل شيءٍ قد دُفع إليَّ من أبي وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾( لو 10 : 21 – 22 ) .. فعلاقة الآب في الإبن والآب والإبن في الروح القدس فهم ثالوث ولكن في نفس الوقت واحد .. الآب في الإبن = 1 × 1 = 1 .. الإبن في الآب = 1 × 1 = 1 .. فكثيراً ما نتكلم عن الوحدانية وقليلاً ما نتكلم عن الثالوث ويمكن أن يكون هذا بسبب البدع التي تنقض أو تهاجم الوحدانية فتجعلنا نقلل الكلام عن الثالوث .. ولكن الكلام عن الوحدانية لا يلغي الثالوث نحن لا ننكر أن الثلاثة أقانيم واحد ولكن لكل أقنوم له صفته .. له فعله .. له عمله .. له ما يميزه .. فنحن لا نستطيع أن نقول أن الآب هو الإبن هو الروح القدس ولكن لكلٍ منهم صفة ذاتية تختلف بينهم ومع ذلك هم الثلاثة واحد .
الآب خالق
الإبن مولود
الروح القدس منبثق
فالصفة الألوهية تجمع الثلاثة أقانيم ولكن هناك صفة ذاتية .. فالصفة الألوهية مثل يعرف كل شئ .. غير محدود .. فهو ينطبق على الثلاثة .. الإبن هو آب ولكن ليس هو الآب .. فعندما نقول
الآب مولود خطأ
الآب منبثق خطأ
الإبن آب خطأ
الإبن منبثق خطأ
الروح القدس إبن خطأ
الثالوث واحد والوحدانية لا تلغي الثالوث .. مثل مثلث متساوي الأضلاع .. أ = ب = ج .. ولكن ليس * أ * هو * ب * هو * ج * .. فلو قلنا أنهم واحد أصبحت نقطة وليس مثلث .
أ


ب ج
الصفة الإلوهية تجمع كل أقنوم من الثالوث ولكن هناك صفة ذاتية تخص كل أقنوم .. ﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾ .. فهناك صفات للإبن وهناك صفات للآب .. فالإبن مثلاً في شكل عجز .. في شكل ضعف .. إنه الله ولأنه أخذ شكل جسد .. عبد فحمل ضعفاتنا وأخذ شكلنا فهو شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها .. فعندما نرى الإبن في أي صورة من الضعف لا ينبغي أن نُعثر بل نباركه أكثر لأنه مبارك .. هو الذي شابهنا في كل شئ فهو أخذ ما منا من ضعف .. فيسوع ضعف .. تألم .. أُهان .. أخذ شكا ضعف .. فهو أخذ صفة إنسانية لكي يحقق أقنومه كإبن .. يحقق أقنومه لأجل خلاصنا .. فالصفة الإلوهية لا تلغي الصفة الذاتية .. كونه إبن لا تلغي صفته كإله .. فالروح القدس منبثق لا يلغي صفته كإله وكونه إله لا يلغي روح قدس مميز فالثلاثة شكلوا مثلث متساوي الأضلاع في كل شئ فهناك تمايز في الأقانيم ولكن وحدتها لم تلغي الثالوث .. الآب اختارِك .. الروح القدس ظللِك .. الإبن تنازل وتجسد منِك .. الثالوث يعمل في وحدانية ولا يعمل أقنوم بمعزل عن الأقانيم الأخرى .. فعندما يحل الروح القدس يعمل من خلال الآب والإبن .. فالإبن لا يعمل شئ من خلال نفسه بل من خلال الآب والروح .. الآب لا يعمل شئ من خلال نفسه بل من خلال الإبن والروح .. القديس كيرلس يقول ﴿ أن كل شئ يفعله الآب بالإبن عن طريق الروح القدس ﴾ .. الآب يريد أن يخلق فالإبن يوجد الشئ .. الله قال فليكن نور( تك 1 : 3 ) عن طريق الروح القدس .. جعل نور عن طريق كلمته الإبن الله يفدي فيرسل الفادي وبركة الفداء تُنقل إلينا عن طريق الروح القدس﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ﴾ .. فتريد أن تعرف الآب إعرف الإبن .. تريد أن تعرف الروح القدس إعرف الإبن .. تريد أن تعرف الإبن إعرف الآب فالثلاثة يوجهوك لبعض لأنهم ثالوث في واحد .. فنحن لا نعرف الشمس بدون ضوئها .. حرارتها .. الشمس كفعل فإننا نتعامل معها كنور .. كحرارة .. كقرص شمس .. فنحن لا نستطيع أن نقول أن النور هو الحرارة وإن كنا نفصل النور عن الحرارة .. فهل يمكن أن نقول أن اليوم الطقس حار فنريد الشمس بنورها ولكن ليس بحرارتها ؟ ولكن هذا لا ينفع .. أو تقول أريد أن الشمس تدفيني ولا أريد حرارتها ؟! فالآب والإبن والروح القدس ثالوث في واحد ولكن الوحدة لاتلغي التمايز .. فالإبن هو الذي جاء في شكل متجسد .. هو الذي ولد من بطن السيدة العذراء .. هو الذي يدين .. هو الذي فدى الروح القدس هو الذي يعطينا روح الفهم والمعرفة .. روح الصلاة .. يعزينا .. فالآب يعزيك عن طريق الإبن فيبعث لك الروح القدس .. لا يلغي أبداً إنهم متمايزين في فعلهم فالإنسان هو نفس .. جسد .. روح .. فهم ثلاثة في واحد لا يمكن أن نفصلهم .. فالنفس نفس .. الروح روح .. الجسد جسد .. فلا يمكن أن نفصله وعند الإنفصال يصبح لا شئ فيموت .. فعندما ينفصل الروح يكون ميت .. يكون لا شئ .. فإنها طبيعة الله .. وحدانية الله أن الله واحد فقط أقنوم الله هو واحد فإن هناك وحدة ولا يكون في تكامل لأنه ليس يمكن أن نتعامل معك إنك جسد فقط ولكن إنك في نفس الوقت روح ونفس .
فالإنسان جسد + نفس + روح
فالنفس تتأثر بالجسد والروح
الجسد يتأثر بالنفس والروح
الروح يتأثر بالجسد والنفس
فهم يعملوا معاً ولا نستطيع أن نلغي أحدهم فهم يعملوا معاً القديس أثناسيوس يقول ﴿ إن هناك ينبوع يخرج منه تيار والتيار فيه ماء ﴾ .. فالينبوع به ماء .. التيار به ماء فكلاهما به ماء ولكن دور الينبوع غير دور التيار .. وكذلك أيضاً في الأقانيم فكل أقنوم له دوره .. له فعله .. له تأثيره .. له عمله .. فكل مسيحي مدعو له الشركة في الثالوث القدوس .. فكنيستنا تعلمنا وهي تقول ﴿ لك المجد مع أبيك الصالح والروح القدس ﴾ .. ﴿ محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة وموهبة الروح القدس ﴾ .. فنرشم الصليب ﴿ الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين ﴾ .. فأحياناً كثيرة ندخل في علاقة مع الإبن دون الآب أو الروح القدس .. فيجب أن تكون لنا شركة مع الروح القدس .. ﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾ فإنه كلما تقترب من معرفة الآب تجد نفسك تقترب من معرفة الإبن .. وكلما تقترب من معرفة الآب والإبن تقترب من معرفة الروح القدس فإنهم متكاملين ولا يعملوا بمعزل عن بعض .. فالإبن يدين والروح القدس لا يعزي بدون الآب والإبن .. الإبن يفدي والروح القدس ينقل لنا بركات الفداء .. فأي أقنوم لا يعمل عمله بمعزل عن الأقانيم الأخرى .. ففي سر المعمودية يأخذ عمل الآب .. الإبن .. الروح القدس
في سر التناول
الذي يقدس الأسرار ويحولها الروح القدس
يُقدم السر نفسه الإبن
عن طريق الآب
في القداس حضور الثالوث
الآب يدبر
الإبن ينفذ
الروح ينقل
فشركة الثالوث القدوس شركة هامة لسلامة علاقتنا بربنا .. فعندما نريد أن نأخذ أي فضيلة نطلبها من الثالوث القدوس .. فعندما ننظر إلى أي صفة في الله نراها عن طريق الثالوث .

مثل صفة الحكمة
الله الآب الحكيم
الإبن الحكمة
الروح القدس روح الحكمة
مثل صفة القوة
الآب القوي
الإبن القوة
الروح القدس روح القوة
صفة الطهارة
الآب الطاهر .. القدوس
الإبن القداسة
الروح القدس روح القداسة
فكل ما نريده في الآب نجده في الإبن ويُنقل عن طريق الروح القدس .. فلنطلب كل طِلبة من الآب ويعملها الإبن وينقلها لنا الروح القدس .ربنا يعطينا علاقة بالثالوث القدوس ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتهولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

عدد الزيارات 1605

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل