من أراد ان يكون أولا فليكن اخر الكل الجمعة الرابعة من شهر هاتور

Large image

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك يا أحبائى فصل من بشارة مُعلمنا مار مرقس إصحاح 10 , عندما أتى إليه التلميذان "يوحنا و يعقوب ابنا زبدى " و طلبوا منه مرة ثانية الطلب الذى طلبوه منه قبل ذلك , كانوا طلبوا منه طلب يخُص موضعهم و كرامتهم بين التلاميذ " لا يًريدوا أن يكونوا ناس عادية " و يبدو إنهم وسطوا أمهم فى هذا الطلب و جعلوها تقول لربنا يسوع " حقق هذا الطلب لابنى يعقوب و يوحنا " , فكأن ربنا يسوع يُريد أن يجعلهم يطشفوا الذى بداخلهم أمام المجموعة , فقال لهم :" ما الذى تُريدوا منى أن أفعله؟؟" فقالوا له :" أعطنا ان نجلس واحد عن يمينك و الآخر عن يسارك فى مجدك ". بالطبع هذا الطبلب ليس المقصود به بإنهم يجلسوا معه فى الابدية و لكن هم كانوا قصدهم و هُم هُنا على الأرض أن يعطوا لهم كرامة و هم فى وسط أخوتهم , فقال لهم يسوع :" لستُما تعلمان ما تطلبان " لأن طلبكم هذا منالمُفترض أن يكون طلب أبدى و ليس أرضى و يكون فى المجد الأبدى و لكى تأخذوا هذة الكرامة فى المجد الأبدى , من المُفترض أن يكون لكم جِهاد و حمل صليب و صبر و ألم مثلما أنا سأتألم , فقال لهم :" لستما تعلمان ما تطلبان , أتستطيعا أن تشربا الكأس التى أشربها أنا " هل لديكوا إستعداد أن تجتازوا فى الألم الذى أنا أتألمه , و لاعجيب يا أحبائى إنهم طلبوا منه هذا الطلب مُباشرة بعدما كان يُكلمهم عن الآلام المُزمع أن يتألم بها , فواحد يقول لهم :" ابن الإنسان سيُتفل فى وجهه و يُصلب و يُسلم إلى أيدى أثمة و يُهان و يُجلد و يُصلب و كم يكلموه عن أن يجلسوا واحد عن يمينه و الآخر عن يساره فى مجده فقال لهم :" أما الكأس التى أنا اشربها فتشربامها و الصبغة التى أنا اصطبغ بها فتصطبغان بها و أما الجلوس عن يمينى و عن يسارى فليس لى أن اعطيه إلا للذين أعد لهم ". يُريد أن يقول لهم :" هذا هو موضوع جهادكم ". فالعشرة عندما سمعوا هذا الكلام تضايقوا و قالوا فى نفسهم اشمعنا هؤلاء الذين طلبوا هذا الطلب و لماذا هذا التمييز , يقول لك :" و لما سمع العشرة ابتدؤا يتذمرون على يعقوب و على يوحنا " فأتى ربنا يسوع و قال لهم التعليم الذى هو يُريد أن يقوله لهم , فقال لهم :" أنتم تعلمون إن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم" فهذا الرئيس الكبير يسود " و أن عُظمائهم يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم " فأنتم غير الأمم , فيس معنى إن واحد كبير يكون هذا الذى يسود لأ أنتم غير ذلك ," بل من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون خادم و من أراد أ يصير فيكم أولا يكون للجميع عبدا " هل أنتوا تتنافسوا على من يكون فيكم الأول ؟؟ أنا أريد إن الحكاية تتحوا , أنا اريد منكم أن تتنافسوا على من يكون فيكم فى الآخر , من الذى يضع نفسه تحت الكل , من الذى يكون فيكم عبد للكل ,"لأن ابن الإنسان أيضا لم يأتى ليُخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين ". ابن الإنسان جاء لكى يكون فى النهاية . مرة واحد قال إذا أحببنا أن نُرتب الناس فى الكنيسة , كيف سنُرتبهم ؟؟ فطبعا قالوا :" الكاهن و بعد ذلك الشماس و بعد ذلك الشعب " فبعد ذلك واحد قال :" و الأسقف و البطرك , إين سنضعهم ؟؟" فقالوا له :" البطرك ثم الأسقف ثم الكاهن ثم الشماس ثم الشعب " , فقال لهم :" لا فى الحقيقة الأمر بالعكس , الشعب ثم الشماس ثم الكاهن ثم الاسقف ثم البطرك "فقالوا له:" كيف هذا ؟؟" فقال لهم:" من هو هدف كُل هذا المنظومة " أى إذا يوجد كاهن بدون شعب , ما الذى سيفعله ؟؟ لا شئ , لا يفعل شئ , إذا الذى جعله كاهن الشعب و بالنسبة للأسقف , سيكون على من اسقف ؟؟؟ على الشعب و على الكهنة , إذا نمرة واحد فى المنطومة هو المخدوم , فيقول لهم :" أنتم لا يكون لكم هذا الفكر , ليس مُجرد إنك أصبحت رسول , معناها إنك أصبحت الكبير , بل الذى أراد فيكم أن يكون فيكم الكبير , يكون الأصغر , الذى أن يكون خادم يكون عبد , الذى أراد أن يكون الأول يكون الآخر " هذة القاعدة التى وضعها السيد المسيح , مُختلفة كثيرا عن الأشياء الوروثة , فكثير من القواعد قلبها المسيح . جاء ليخدم و يبذل نفسه فدية عن كثيرين , إذا أخذت لمحة فى حياة ربنا يسوع المسيح , فتجد تقريبا فى 3 سنين وبضعة 6 أشهر غير مفاهيم الإنسان كُلها , فى مدة بسيطة جدا جاء يخدم و لكنه يجدم بُحب و بأمانة , ببذل , جاء ليضع نفسه من أجل الجميع و لهذا خدمته كانت جذابة جدا . أنا أريدك أن تتخيل معى إن ربنا يسوع أتى لكى يأخُذ مملكة أرضية أو كرامة أرضية " يلبس ثياب ناعمة و يجلس على كراسى عالية و فى مجالس مُزينة و يجمع له حاشية من الناس الحُكام , فماذا سيكون تأثيره؟؟ و إن كان له تأثير , فسيكون بالكثير على المجموعة التى حوله و ستكون هذة المجموعة مُنافقة له و لا تتأثر به , و على هذة المجموعة و مُجرد إنه يزول , تجد كل شئ نُسى , و لكن ربنا يسوع قال لهم :" مملكتى ليست من هذا العالم" انا أتى لأملك و لكن سأملك على القلوب و على الأفكار , انا آتى لأغير مفاهيمكم , أنتوا لديكوا مفاهيم عن العظمة , لديكوا مفاهيم عن الملكية , لديكوا مفاهيم عن التسلط و أنا آتى لأقول لكم :" أما أنتم فلا يكُن فيكم هذا الفكر". أنتم شئ آخر , أنتم البير فيكم هو الأخير , أنتم العظيم فيكم هو الخادم , هو الذى يجعل نفسه عبد للجميع و رأينا هذا الكلام فى ربنا يسوع عندما وجدناه هو نفسه يُنفذه على نفسه , فقاله و نفذه , قاله و عمله وجدناه ينحنى و يغسل ارجل تلاميذه , هذة المُهمة كانت تكون لأردئ العبيد , فالعبيد نفسهم كانوا مقامات , فمثلا العبد مُثقف يأخذ أوضاع مُهمة , و العبد القديم كانوا يرقوه و أكثر واحد يعمل الأعمال التى يقولوا عنها "dirty work " , التى هى الغسيل و هذة الأشياء , العبد الجاهل و العبد الحديث ,أى أحدث عبد و أجهل عبد هو الذى يعمل هذة الأشياء, فهو يقول لهم :" أنا أريدكوا أن تعتبرونى , أحدث عبد أو أجهل عبد فيكواكلكوا , أنا الذى لا أستطيع أن أعمل شئ ". جاء يقول لهم :" أنا أنحنى و اغسل الأرجل " و لهذا بُطرس الرسول عندما أتى المسيح ليغسل قدميه , قال له :" هذا لا يصح , لايصح " فقال له ربنا يسوع :" إذا لم أغسل قدميك سوف لا يكون لكنصيب معى فى ملكوت السموات". أتى ليؤسس وضع جديد , ما هى الكرامة ؟؟ الكرامة ليست إنك تحسب نفسك رئيس على أخوتك , الكرامة إنك تجهل نقسك للكل خادما أو عبدا , هذة هى الكرامة . و لهذا القديس أوغسطينوس, كان عندما يُصلى من اجل المخدومين كان يقول لربنا :" أطلب إليك يا رب من أجل سادتى عبيدك" أى هُم عبيدك أنت و لكن بالنسبة لى هُم سادتى , ما هذا ؟؟؟ هذا هو أحساسه , فالمسيح عندما أتى أسس هذا الفكر, اسس فكر إن الكبير كبير بإنه يُعلن مسؤليته و جدمته و إنحناؤه للآخرين , هذا هو الكبير . و لكن ليس معنى الكبير أن يكون مُتسلط , التسلط معناها غستخدام السُلطة فى غير موضعها , فهذا هو التسلط , و لكن ربنا يسوع قال لنا :" لا تستخدموا سلطاتكوا فى غير موضعها " أنتوا سُلطانكوا سُلطان حُب , أنت سُلطانك سُلطان روحى , أنت سُلطانك سُلطان توبة و إرشاد , انت سُلطانك سُلطان أبدى , من أجل الملكوت حتى تأتى بكثيرين إلى المجد . فهو يضه فيهم مفاهيم . هل أنتوا تتسابقوا على من فيكم يكون الأكبر؟؟؟. لالمأكن أتمنى أن أرى هذا الكلام منكم و لهذا قال لهم :" شاهدونى أنا " فتجدوا يسوع لا تنتظر الجموعأن تأتى إليه كان يذهب و إليها , فشاهد الأماكن التى ذهب لها يسوع , ستجدها من فوق خالص لتحت خالص , الذى يأخُذ باله من جُغرافية الكتاب المُقدس , فآخر قطعة فوق , حاجة اسمها " جليل الأمم" أو يسموها " قيصرية فيلبس " هذا المكان فوق خالص , فبهذا بدأنا أن ندخل على حدود سورية , فوق خالص و حتى الأسفل , لأن أورشليم فى الجنوب . إذا أخذت بالك من خدمة يسوع فى ال3 سنين و نصف , تجده , صاعد, هابط بين هذة الأماكن , يذهب إلى كل الأماكن , ذهب إلى السامرة , مع إنها بلد رفضاه , ناس يقولوا لك :" نحن لا نُريضك " , لا نُريد أن نتعامل معك و إذا تعالمل معهم يعمل لنفسه مُشكلة لأن اليهود لا يُعاملوا السامريين و لكن يسوع يقول لك :" يجب أن أجتازها ". كفر ناحوم تُرحب به فترات و تطرده فترة , الناصرة , هذة هى البلد التى نشأ فيها و تربى فيها فكانت أكثر بلد تُرفضة , يقولوا له :" نحن نعرفك , من و أنت كُنت صغير , فأنت لاآن و تعمل علينا كبير ". و لهذا قال لهم :" لا يوجد نبى مقبول فى وطنه " و لكن يا رب و بعدين و أورشليم , ما الذى حدث بها , فكان دائما يُهان فى أورشليم و هذة هى البلد التى تأمروا عليه فيها و صلبوه , فيا رب و بعدين , إلى إين ستذهب ؟؟ يقول لك :" أنا أجول اصنع خيرا , ليس من المُهم هم أن يُرحبوا بى , فأنا لا أذهب إلى أماكن حتى أوضع فيها على الأكتاف , انا ذاهب من أجل إننى أهان , أنا آتى لأبذل نفسى فدية عن كثيرين , أنا آتى و أنا أعلم إننى فى النهاية سأصلب , أن آتى و أنا أعلم إننى سأهان . فهو بذلك يضع قانون جديد للخدمة , يضع قانون جديد للإنسان المسيحى . ليس مُجرد إنه يُريد أن يكون واحد معبود من الكل , أبدا . فتجده يذهب إلى قيصرية فيلبس و يذهب إلى الأمم و يذهب إلى الجليل و يذهب إلى الناصرة و يذهب إلى كفر ناحوم و يذهب إلى أورشليم , فى كل وقت فى مكان و فى مكان يضع بصمة , فى كل مكان يقول كلمة حياة فتجد الجموع تزدحم حوله , لأن الناس مُشتاقة إلى هذة الكلمات , الناس ذهقت من الرياء و النفاق ,الناس ذهقت من الملوك و الأباطرة الذين يلبسون من الحرير و الجالسين على عروش , و الخُدام تتهافت عليهم . يقولوا لك :" هذا الرجل بسيط جدا , هو ليس له إين يسند رأسه " و لكن على قدر بساطته فى مظهره , على قدر عُمقه فى جوهره , على قدر قوة تأثير كلامه , فتجده إنهم كانوا يتهافتوا على سماع كلامه , فتجدوا ما من مكان كان يذهب إليه يسوع , إنهكان يزدحم جدا و يقول لك :" و كان الناس تكاد أن تدوس على بعضها البعض " الناس تكون مثل ما يقولوا " بالضرب " . لأنهم وجدوه جذاب , سمعوا فيه تعاليم لم يسمعوه من قبل , فالناس كلها تتكلم بعظمة أو الناس كلها تتكلم عن وضعها و عن كرامتهو عن طاعتها و الذى لا يسمع كلمته يعمل فيه و هكذا , فوجدوا فيه كلام مُختلف , منهج مُختلف تماما , يقول له :" إن الذى يُريد أن يكون عظيم , يكون الآخر " فيقولوا :" لا , لا ,لا " هذا كلام أول مرة نسمعه . كل الحُكماءو كل دارسي جميع الأديان أجمعوا إنه لا يوجد فى التاريخ كله من تكلم عن الإتضاع إلا يسوع فكل الناس تُريد أن تجذب الذين حولها بالعظمة , فتجد الشخص عندما يسمع عن كيف إن الناس تُقدرو و تكرمومة , تجد الإنسان يحب أن يسمع أشاء مثل هذا . و لكن عندما يأتى واحدو يقول لك :" من أراد أن يكون فيكم أولا فيكن لكم اخرا " , كلام جديد , كلام لا يُستوعب من شخص يُريد أن يعيش فى المُلك الزمنى و لكن يأتى يسوع و يقول لك :" أنت مملكتك ليس من هُنا , غناك ليس من هُنا , كرامتكح ليست من هُنا, أنت من المُفترض إلا تبحث عن إنك تكون فى البداية هُنا , أنت من المُفترض أن تبحث و تعمل على كيف إنك تكون فى الأول فى الأبدية و فى الملكوت , هذة هى كرامتك . و إذا أردت أن تأخذ منهج حتى تعيش به لكى تصل ؟؟ أنظر إلى أنا , أنا قُلت لك :" من أراد أن يكون أولا يكون فليكن لكم اخرا" و أنا بالفعل فعلت هذا , فتجد ربنا يسوع المسيح سُلطانه سُلطان حُب , ملكوته ملكوت إتضاع , كلامه يُسيطر عليك , و لكن بدون أن يُغصب عليك , تجد إنه أثر قلبك دون أن يُقيدك , تجد إنه أخذ فكرك دون ان يُرهبك , لماذا ؟؟هذا عمل المسيح فى حياتنا , آتى ليجعلك تتنازل عن أمورأرضية و تجد نفسك برضاك تتنازل عن الأمور الأرضية , لأنك فى الحقيقة أخذت عوضا عنها 100 ضعف من أول عندما تأخذ قرار التنازل , فعندما تقول أنا سأسامح ,تجد نفسك امتلأت بالسلام , فى لاأمر الذى كُنت تُريد أن تسأر به لكرامتك , أول عندما تقول , سأعطى , تجد نفسك بدأت أت تشعر بسُلطان على المال و بدأت تشعر بالغنى الحقيقى , أول عندما تقول سأصلى , تبدأ أن تشعر بسيادة الروح على الجسد و بدأت تشعر بكيانك الإنسانى و كيانك الإلهى الذى لا يشبع إلا فى خالقه , أول عندما تقول أنا سأترك شئ من المُمتلكاتالأرضية , تجد عوضها أضعاف , أضعاف و لذة روحية و هُن اتجد الإنسان الروحى بداخلك يكبر , يكبر و ينمو و ينمو , هذا هو العجب , هذا هو العجب فى شخص المسيح الذى علمنا كيف نعيش الحياه و كيف أن نسمو فيها و فى نفس الوقت نذهب إلى خدمة , هذة هى روح الإتضاع . و لهذا المسيح آتى ليؤسس ملكوت الإتضاع , ملكوت الإنحناء , ملكوت غسل الأرجل و ليس ملكوت السيطرة . فهُنا يقول لتلاميذه :" أنتم تُريدوا أن تُرتبوا نفسكوا , من هو الكبير ؟؟" أنا سأقول لكم :" الكبير أكثر واحد يخدم منكوا , الكبير أكثر واحد فيكوا يبذل , الكبير أكثر واحد يجعل نفسه فى النهاية . كان يوجد تلميذ من التلاميذ , ذهب إلى ابوه الروحى و قال له :" قُل لى كلمة لاحيا " قال له :" ضع نفسك تحت الخليقة كلها و أنت تحيا ". تُريد أن تأخذ كلمة لتعيش بها " ضع نفسك تحت الخليقة كُلها و انت تحيا " فنفس الكلمة هنا قال :" من أراد أن يصير فيكم عظيما , لفيكُن لكم خادما ". و لهذا لا تتعجب عندما تأتى لتقرأ فى سير القديسين فتجد الذى ترك أمواله و الذى ترك مركزه و الذى ترك كرامته و الذى خلع رُتبه و الذى ألقى بنياشينه على الأرض و الذى ترح أموال , ما هذا ؟؟؟ هذة بالفعل ناس المملكة السمائية نبتت بداخلها , أخذوا القرار بسهولة , بدون نزاع , ففى الحقيقة شهوة الملكوت عندما تملك على كل القلب , تهون على الإنسان أشياء كثيرة . فتأمل فى الملكوت الأبدى المُنتظرك , تقول ياه , ما الذى أنا مُتمسك به هذا و لهذا عندما يأتوا و يُحبوا أن يسايسوا طفل ماسك شئ خطر عليه و أنت خائف على هذا الطفل , فمن الصعب جدا أن تأخذ هذة اللعبة منه و لكن بسهولة جدا تُحضر له شئ أحلى منه فتجده ألتفت إليها و انبهر بها و الذى كان مُمسك به تجده القاها فى الأرض و جرى خلف اللعبة الأخرى . فنجن مثل هذا , طالما نحن لا نرى الأمور الأبدية و طالما إننا لا نرى الملكوت المُنتظرنا و مُتمسكين بالأرض جدا و مُتلذذين بها , أول ما الأبدية تعمل فينا و اول ما نعلم المصير و أول ما نرى المجد الأبدى , فننظر إلى الأشياء التى فى الارض و نقول ما هذا ؟؟ ما هذا الذى أنا مُتمسك به ؟؟ هذة كلها تفاهات , هذا تُراب , هذة كلها زائلة. واحد من الأباء القديسين قال لربنا :" أعطينا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق " . هذا ظل , هذة لها أمور زائلة . هُنا يقول لهم لا تُفكروا فى كرامة الأرض , اجعل لديك غيرة على كرامتك السمائية , هذا هو االذى يكون لك غيرة فيه , فواحد مثل يوحنا المعمدان أتى و هو يلبس وبر الأبل , شوف الإنسان الذى عملت فيه الأبدية , تجده بسيط فى مظهره و لكن عميق فى جوهره . السيدة العذراء بسيطة جدا جدا , شكلها بسيط جدا و لكن هى بداخلها العرش الكاروبينى الإلهى , حاملة الإله . ما هذا؟؟ مظهرها لا يدّل على هذا . فيقول لك لا , إنه ليس بالمظهر و لا بالإمكانيات , فشاهد يسوع , بالمذود الذى ولد فيه و المكان الذى تربى به و البيئة التى عاش فيها فابوه نجار من أبسط المهن التى كان يعملوا بها جماعة اليهود , يعيش فى منتهى البساطة و ليس له مكان , ليس له رزق , ليس له ناس يعرفها من السُلطات التى حوله , أبدا . و لكن ما الذى يملكه ؟؟ هو عايش الأبدية على الأرض , آتى لينشر الملكوت . عندما يأتى ليتكلم , يتكلم عن الملكوت و يأتى يتكلم مع ناس يُكلمهم عن التوبة , يُكلم ناس , يُكلمهم عن الإستعداد, هذا هو السلاح , هذا هو الذى يملكه , هذة هى ملكة خدمته و لهذا تد الذى أتى يُريد سُلطة , تجده لا يأخذ هذا الكلام فقال لهم :" أنتوا تُريدوا أن تجعلوا واحد عن يمينى و الآخر عن يسار , هذا هو الذى عمالين تعيدوا و تزيدوا و توسطوا أمكوا فى طلبكم , و لكن أنا لم أكن أتمنى أن أسمع منكوا هذا الكلام و لكن إذا أردتوا , انا سأسمعكوا الإجابة ". ما هى الإجابة ؟؟ يجب أن تشرب من الكاس, يجب أن تصطبغ بالصبغة , يجب أن تكون أنت فى النهاية و كلما أنت تكون حببإنك تكون فى الناية , تجد ربنا هو الذى يُعطيك الكرامة مثل القديس ماراسحق قال :" من سعى وراء الكرامة هربت منه و من هرب منها بمعرفة تسعى هى وراؤه و يقول لك عن المُتنيح البابا كيرلس كان آخذ هذا القول شعار لحياته , لم يكُن حابب للكرامة ولا ساعى للكرامة , فأحب أن يعمل يختفى تماما و يذهب بعيد عن عيون الناس , فإذا ذهبن غلى الطاحونة , عندما تتامل فى مصر القديمة فى هذا الوقت , تجد إن هذا المكان , كان مكان مُتطرف , كانت قطعة للمدافن و الصراعات و لا يوجد فيها شئ أبدا و بعد ذلك عندما يجد ناس كثيرة بدأت تُقبل على هذة الطاحونة , تجده يذهب إلى مكان ىخر , فى مكان فى الخلف دير البراموس بعيدا جدا . أنا أريد أن ابعد , أنا أريد أن تكون كرامتى من عندك أنت , لا أريد كرامة الناس , فعندما هرب من الكرامة , الكرامة أتت خلفه اصبح هو أول واحد فى الكنيسة . فيجب ان أعلم ان ايضا إننى آخر واحد و يجب أن اعلم إننى خادم للكل , فكان البابا كيرلس , يجلس و يضحك على نفسه ويقول " العيل أصبح بطرك " فما هذا الأحساس الذى بداخله ؟؟ إحساسا إنه خادم للكُل و يكون للجميع عبدا , هرب من الكرامة , فسعت هى خلفه , هو إنسان غير ساعى للكرامة و لا إنه يتسلط, لا فهو يهرب. و لهذا قال لك :" تعلم من سيدك , تعلممنهأعك تعيش هذا الإتضاع و اعرف ما من خطية أساسها الكبرياءو ما من فضيلة إلا و أساسها الإتضاع . فتعالى و شوف الإنسان المُحب للعالم , فأساس محبة العالم هو الكبرياء , انا أريد هذا و ذاك و أن كذا و أنا كذا . دافع الإنسان و سعيه لإسباع شهواته هى ذاته . ليس من المهم من هو الطرف الآخر , ذاته هو أهم شئ عنده , انا أريد و أريد . فبالنسبة للعطاء , يقول , أنا الذى أريد هذة الأموال إنها تكون ملكى أنا وحدى , فتعالى شاهد الإنسان المُتضع , الإتضاع يُساعده على العطاء و العفة و ترك العالم و الصلاة و إنك تتقدم روحيا , فيقولوا إن الإتضاع :" هو أرض حاملة جميع الثمار " ربنا يُعطينا أن يكون لنا نصيبا فى ملكوت السماء بأن نكون هُنا آخر الكل , و نحيا بإتضاع كسيدنا و مُخلصنا يسوع المسيح .ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا النجد الدائم إلى الأبد . آمين.

عدد الزيارات 2773

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل