قوة الاية الجمعة الأولى من شهر كيهك

Large image

في تذكار البابا أبرآم بن زرعة رقم 62 سنة ( 975 – 978 ) .. في عصر الدولة الفاطمية التي حكمت مصر حوالي 200 سنة وكانت فترة مؤلمة جداً على الكنيسة .. فترة ضيق واضطهاد للمسيحيين لأن الولاة الفاطميين كان لديهم كره شديد للديانة المسيحية .. وكان الإضطهاد جماعي وشرس .. وكان هدفهم إبادة المسيحيين وهدم الكنائس وفرض ضرائب باهظة عليهم .. وطلبوا إرتداء صلبان ثقيلة جداً .. ومنع تسمية المسيحيين بأسماء مسيحية .. وأخلوا ديوان المدينة من الوظائف المسيحية .. الله يعلم بكل ما تمر به الكنيسة .. فهو الراعي الصالح الذي يدبر فأرسل آباء ليكونوا معينين للشعب ومنهم البابا أبرآم الذي تعرض لأمور كثيرة جداً نريد أن نركز على أن الإنجيل يركز على بعض الأمور التي تُرى على أنها غير طبيعية .. هو يعطي في داخلها نعمة وقوة في تنفيذها .. الوالي المعز لدين الله الفاطمي والي مصر كان لديه وزير يهودي أسلم وأراد هذا الوزير إحراج المسيحية لأن الديانتان اللتان إعتنقهم يحملوا كره شديد للمسيحية .. أراد أن يأتي بمجموعة من اليهود ويقيم حوار مع الأنبا أبرآم .. وبما أن الأنبا أبرآم رجل صلاة .. بسيط .. لا يحب الحوار أو الفلسفة مما جعله يأتي بأسقف يمتلك نعمة الكلمة والحوار ومثقف ومشهور في تاريخ الكنيسة وهو الأنبا ساويرس بن المقفع .. أسقف الأشمونين .. جلس للحوار مع اليهود وظل المعز يسمع هذا الحوار ربما يجد ما يجعله يبرر ما يفعله في حق المسيحيين وقال * حتى يكون لنا زريعة في إضطهادهم * بدأ بن المقفع بقوله * كيف أتحدث مع أحد اليهود .. فالثور أفضل منه ؟ * .. فسؤل * لماذا تقول هذا الكلام ؟ * .. فأخرج بن المقفع الآية الموجودة في سفر أشعياء والموجودة في التوراة التي تقول { الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف .. شعبي لا يفهم } ( أش 1 : 3 ) .. وبدأ بن المقفع شرح جميع النبوات التي وُردت في التوراة وتحققت ومع ذلك رفضوا المسيح .. وبسبب الإحراج الشديد الذي وُضعوا فيه أرادوا الإنتقام منه .. وذهبوا يبحثون في كتب العهد القديم وأعمال الرسل والرسائل كي يهتدوا لآية تضع بن المقفع في نفس الحرج من المعروف الإنسان الذي يقرأ الكتاب المقدس ولا يوجد في داخله الروح القدس سيصطدم بآيات كثيرة تستوقفه .. فإستوفقتهم الآية التي تقول { لو كان لكم إيمان مثل حبة خردلٍ لكنتم تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شئ غير ممكن لديكم } ( مت 17 : 20 ) فسأل المعز البطرك عن هذه الآية وقال له * إن كان إيمانكم صحيح إنقلوا الجبل .. وإن كان غير صحيح سنعرف * .. ذهب البابا وجمع جميع الشعب والكهنة والرهبان وأمرهم بالصوم والصلاة ثلاثة أيام ووضع أمامهم الأمر ومدى خطورته مما جعل الشعب كله تذلل أمام الله .. أُنظر قوة الآية وما تحمله .. فإن كل كلمة في الإنجيل هي رسالة سماوية مسنودة بنعمة تنفيذها .. مهما كانت صعوبتها نعرف أن البابا أبرآم كان ضعيف البنيان .. فبعد ثلاث أيام من الصوم أغشى عليه ووقتها جاءته السيدة العذراء وقالت له * لا تقلق .. فإن صلوات شعب المسيح وصومهم يهز السماء والأمر سُمع في السماء .. فإن دموع شعبي لا تُنسى ولكم ما تريدون .. أخرج الآن من الباب الخلفي ستجد أمامك رجلاً حامل جرة ماء فإمسك به لأنه الرجل الذي ستتم على يديه معجزة نقل الجبل * .. وبالفعل قام البابا وتقابل مع هذا الرجل البسيط وقال له عما قالته السيدة العذراء فقال له سمعان * أنا رجل فقير ومسكين .. أنا أستيقظ مبكراً وآتي بالماء إلى الأسر الفقيرة وبعدها أذهب إلى عملي ( كان عمله تصليح الأحذية ) .. وفي الغروب أرجع إلى بيتي وأتناول القوت الضروري وأمضي الليل في الصلاة .. وما زاد عن رزقي أتصدق به للفقراء * .. حقاً إن السماء ترصد كل واحد فينا وما هو قلبه وأهدافه .. قال له سمعان أيضاً * أن من كثرة عثرات عينيه قلعتها * .. أي أنه نفذ كلام الإنجيل وهذا دليل على قوة الآية .. فالآية تقول { إن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك }( مت 18 : 9 ) .. وهذا من الصعب تنفيذه خرج البطرك ومعه الجميع من شعب وكهنة ورهبان وشمامسة مع المجامر والصلبان وكأنهم يحتفلون بالعيد .. ألحان وتواني رغم أنهم ربما يُحكم عليهم كلهم إن لم يستطع البطرك نقل الجبل .. وقف الجميع للصلاة أمام الجبل وتلاوة كيرياليصون وهم في سجود .. عند سجودهم يتحرك الجبل .. وإذا تقدموا خطوة يتقدم الجبل .. وإذا وقفوا يقف الجبل .. وإذا سجدوا يتحرك الجبل وهكذا .. هذه هي قوة الآية التي تقدر أن تنقل الجبل نصل أحياناً إلى درجة تجعلنا لا نصدق الإنجيل .. فهذا دليل عملي .. الكنيسة عاشته والمجتمع عاشه وموقن أن الدولة عاشت هذا الحدث مما جعل الدولة تُخرج من ميزانيتها لترميم الكنائس منذ هذا الوقت من التاريخ .. دولة المعز الذي كان يفكر دائماً كيف يهدم الكنائس .. في عهده رُممت الكنيسة المعلقة .. وكنيسة أبو سيفين القديمة .. رغم أن الناس قاومت سياسة الدولة ورفضوا هذا الترميم إلا أن المعز وقف أمام الكنيسة وطلب منهم أن تُلقى الأساسات ويبدأ العمل الله لا يريد أن يستعرض قوته ولكن يريد أن يحيا أولاده في مجد .. خير دليل على هذا سمعان الخراز الذي ينفذ الوصية .. الله ينظر إلى القلوب .. ينظر إلينا بحسب وصايانا يقول القديس إيرينؤس { لا يخلص الكاهن بشرفه ولكن يخلص إن سلك حسب شرفه } { إن الإسم والشكل لا يُخلصان } .. عِش لكي تُرضي إلهك في الخفاء .. عِش فتخلص من أنانيتك .. لرسالة حب من أجل الآخر سمعان لم يمتلك قدرات أو أقوال .. ولكنه فكر أن يأتي بجرة ماء للفقراء .. فأبسط العمل له قيمة كبيرة عند الله فإنه ينظر من هيكل قدسه أعمالنا البسيطة بإتضاع .. توسل إلى الروح القدس أن تحيا آية تناسب حياتك .. إن كنت تحب العالم .. أو تحب المال .. إن أحببت أب أو أم فإن الآية وقوتها كما نقلت الجبل فبسهولة جداً جبل الآثام التي بداخلنا ينتقل بقوة روح الله المذخر لينا في الإنجيل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

عدد الزيارات 1750

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل