صلاح الله الجمعة الأولى من شهر أمشير

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين .تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
من ألقاب ربنا يسوع المسيح "الراعي الصالح"،كلمة صالح لها معاني كثيرة،فمن الممكن أنه عندما نجد رجل يصنع الخير نقول عليه هذا الرجل صالح،ويمكن أنه عندما نجد شخص يساعدفقراء نقول عليه رجل صالح،فأي عطاء يمكن نقول عليه صلاح، لكن ربنا يسوع راعي صالح وكنيستنا تحب جداً أنها تلقبه بكلمة مخلصنا الصالح، صالح هنا في اللغة اليونانية تعطي معنى أجمل كثيراً من مجرد أنه يعطي،فهو يعطي وعطائه لايتوقف أبدا على المعطى له،هو يعطي دون شروط،دون حدود،يعطي حتى دون أن نسأله، يعطي حتى لمبغضيه، كل هذا في كلمة صالح، هناك شخص يعطي إذا سأله أحد،وشخص يعطي وإن لم يسأله أحد،فهذا أجمل،هناك شخص يعطي ويعرف أن الذي يعطيه لا يستحق،وشخص يعطي ويعرف أنه لا يستحق وبالإضافة إلى ذلك فهو يكرهه لكن أيضاً يعطي له، كل هذا في الصالح لذلك يقول"أنا هو الراعي الصالح"، صالح تعني أن مسئولية الخراف هي مسئوليته هو،هو الذي يطعمهم في ميعادهم،يسقيهم في ميعادهم،يخرجهم للتنزه في ميعادهم،وإن ضاع أحدهم يشعر أن هذه مسئوليته وليس لأنه هو شقي، من الصفات السلبية للخروف أن فهمه قليل،بمعنى أن أسهل شيء على الخروف أنه يضل، بمجرد الخروف أن يجد طعام يلهى به، هناك بعض الحيوانات عندما تأتي لتأكل تأكل وترفع أعينها لترى أين هي؟، لكن الخروف لا أبدا فهو يأكل ويضع وجهه في الطعام وليس له أي علاقة بشيء آخر، إذا الغنم كله تركه وذهب هو يأكل ولا يشعر بمن حوله،وهنا من المسئول أن يهتم به؟، الراعي،الراعي هو الذي يتابعه، لذلك فيمثل الخروف الضال،تجد عبارة يمكن أنت تعجب منها يقول لك "راع أضاع خروفا"، وصف الضياع ليس للخروف لكنه للراعي هو الذي أضاعه،لذلك عندما شعر بالمسئولية أغلق على 99 خروف وذهب يبحث على الخروف الذي ضل منه،وطوال فترة البحث عنه هو يشعر أنه خطأه ليس خطأ الخروف،كون أن الخروف ضل ليس سبب من الخروف لأنه هو لم يدرك، راع صالح،راعي صالح يبذل نفسه عن الخراف،صالح ما أجمل أن يختبر الإنسان في حياته صلاح الله !،أنت صالح يارب،صالح في كل ما تفعل، صالح في معاملاتك معنا، صالح مع جنس البشر، صالح مع خليقتك كلها،ترعى كل إنسان وتعطى دون أن يسأل، صالح بل تعطي أيضا للجاحدين،وتعطيل لملحدين،وتعطي للذين ينكرون وجودك، الذين يهاجمونك أنت تعطيهم، كثيراً ما نجد أشخاص كانت تشكك في وجود الله،كثيراً أناس تهاجم الوجود الإلهي،تقول لي هذه أقصى درجة،من المفترض أن الله يمسك بهؤلاء الأشخاص تحديداً ويكون له تصرف آخر فهو يهاجم وجوده، الكيان الإلهي،الذي مثل هذا يجلب له مرض،ولا يحضر له طعام، أو شراب،لايعطي له شمس،لا يعطي له رزق، لا يعطي له حياة، ولايعطي له نفس،يقول لك أبدا يعطيه، بينما هو يهينه هو يعطيه،يشرق شمسه على الأبرار والأشرار،يعطي لماذا؟ لأنه صالح هناك قصة خيالية هي غير حقيقية يقال أن من كثرة محبة الله لموسى ومن كثرة محبة موسى لله تودد موسى إلى الله أن يأخذ حكم العالم ولو للحظات،هي قصة خيالية من الخيال اليهودي،فيقول الله سمح له،فيقول لك أثناء حكم موسى للعالم أي كأنه هو المسئول عن كل تصرفات البشر يقول لك موسى يجدشخص يفعل شئ خطأ فيحكم عليه بالرجم،يجد شخص يخطئ أو يزني فيشق الأرض لتبتلعه،يجدشخص يفعل شيءخطأ على سبيل المثال يسرق من مكان مقدس فيحضر له نار،يقول لك الله قال له هذا يكفي أنت بهذه الطريقة ستنهي لي على البشر وفي لحظات،تنهي لي على البشر كلهم في لحظات، تصوروا نحن يا أحبائي إذا كان الله ينتظر لنا الخطية وكل شخص فينا فعل خطية يعاقبه في حينها، لذلك يقولوا له"أنت صالح يارب لأننا بقينا ناجين إلى الآن"،كوننا أحياء إلى اليوم، من الآيات التي كان يحبهاالمتنيح البابا كيرلس السادس آية في سفر مراثي ارميا تقول "أنه من إحسانات الرب أننا لم نفنى"،أنت صالح يارب أننا بقينا حتي الآن،كونك أنت يارب متأني علينا رغم تعدياتنا وأخطائنا، يقول لك لأني أنا صالح، هل تظن أنه يتعامل معك بفكرك؟هل يتعامل معك جيدعندما أنت تكون جيد وعندما تكون ردئ أكون أنا ردئ؟،أم أنني أعمل عقلي بعقلك،لا أنا القديم الأيام،دائما يقول لك أن الكبير يكون إدراكه أوسع، يستطيع أن يحتمل أكثر، يستطيع أن يكون ناضج في تفكيره، يستطيع أن يكون متأني،فهل الكبير هنا مقصود به الجد مثلاً؟،يقول لك لا فهو قديم الأيام،هو منذ الأزل،صالح بمعنى أنه يعطي دون أن نسأله، يعطي قبل أن نطلب، يعطي أكثر مما نسأل أو نطلب أو نفهم أو نفتكر،يعطي وإن كنا غير مستحقين، يعطي حتى للذين يهينوه،للذين ينكروا وجوده،هناك شاب قاللي أنا حزين لأنه يوجد أناس تهاجم وجود الله، أنا حزين أن أشخاص مثل هؤلاء تظل تقول أن الله غير موجود، ويقرأ أشياء في مواقع على الإنترنت تهاجم الوجود الإلهي،يقول لك أنا حزين،إذا كان هذا الشاب حزين فالله ماذا يفعل؟!،يظل يسأله أسئلة تنكر وجود الله، يدخلون مع الناس في حوارات يقول لهما الأثبات أن الله موجود؟ يقول له أن الشمس تسطع يقول لك أن هناك قوة خارقة غير طبيعية،أقول له جسدنا هذا ونظامه وحركتنا، يقول لك قوة فسيولوجية،وكل شيء يقوم بتحليله،يقول له على أمور كثيرة، يقول له أسألك سؤال هل الله يستطيع أن يفعل صخرة لا يستطيع تحريكها؟ فالولد يندهش ويسأل نفسه هل الله يعمل صخرة ولا يستطيع تحريكها؟أم أن الله يستطيع عمل صخرة ويستطيع أن يحركها،وإلابذلك يكون هناك شيء الله لا يقدر عليه أن يفعله صخرة ولا يستطيع أن يحركها،ويظلوا في جدال، يريد أن يثبت له أن هناك شيء الله لا يقدر عليه،يجعل الولد يقول أن الله لا يفعل صخرة لا يقدر أن يحركها، وكأنه يريد أن يقول له في النهاية أن الله لا يستطيع،إلى هذه الدرجة الإنسان استخدم العقل الذي أعطاه الله له لإنكار وجود الله،إذن يارب ماذا تفعل في هؤلاء الناس؟! إني أطيل أناتي عليهم،تعطي لهم!،تجعلهم أحياء إلى الآن!،تعطيهم حريات!،تعطيهم أمكانيات!،ما هذا يارب؟!،أنت صالح يارب، صالح هو الرب، صالح بمعنى العطاء المطلق الذي لا يتوقف أبدا علي شخص،معطاء، صالح، راعي صالح،بينما الله يعطي لشعبها لشريعةويعطي لموسي النبي لوحي العهد ويأمر بما يليق بقداسته وكيف يسلك شعبه في قداسة ويحافظ عليهم من تيارات العالم ويعطيلهم الشريعة، هو فوق يظل يفكر بإجتهاد وبحب كيف يؤمن شعبه من شرور أنفسهم للعالم،بينما شعبه أسفل قالوا أنهم ينكروا وجوده،يقول لك موسى مات هيا نعود ثانية فموسى كان وهم،نحن لابد أن نعاود، نريد أن نعود للأكل، الشرب، الكرات، البصل،الثوم، السمك، ويظلوا يشتهوا شروراً لدرجة أنهم أقنعوا هارون أن يصنع لهم عجل ويعبدوه،بينما أنت يارب تعطي الشريعة على الجبل هم يهينوك،وهم يعبدون عجلا مسبوكا، ومع ذلك أنت تتأنى عليهم،ولازلت أيضاً تعطي لموسى الشريعة،تخيلوا يا أحبائي أن المن والسلوى لم تتوقف ليوم واحد رغم كل إهانات الشعب طوال الرحلة،كم مرة يقولون نريد أن نرجع إلى مصر، كم مرة يقولوا لموسى النبي أخرجتنا إلى البريةلتميتنا،ليس لناطعام،وليس لنا خبز، نريد أن نرجع إلى مصر،بينما هم يقول لك ربنا أنهم يشتكوا شرور في أذاني،يظلوا يتكلمون معي بكلام صعب داخل أذني،يريد أن يقول هل تعتقد أنني لا أسمع، لا فإني سامع،أقرأ سفر العدد يقول"في أذني"كلام بمعنى الذي يقول لك أن الكلام ثقب أذاني،بينما هم يشكوا شرور في أذني الرب والرب سامع، غداً صباحا لا تعطي لهم المن أجعلهم يموتوا من الجوع، أبدا بل يعطيهم صباحاالمن يأكلوا المن ثم يعودوا ينكرون أيضاً وجود الله،يأكلون المن ويقولوا نريد أن نرجع إلى مصر،نريد أن نأكل، لكنكم تأكلون من يده!،أنتم تأكلون كل يوم بمعجزة،الله يريد أن يريكم صلاحه وحبه المطلق، أنت صالح يارب، وبالرغم من كل شرورهم في كل يوم يعطيهم عمود النار في الليل،وعمودالسحاب في النهار، يرون العمود ويرون الأكل الذي يأكلونه ومع ذلك يقول لك نريد أن نرجع،أنت صالح يارب،أنت صالح يارب لأنك تطيل أناتك على الإنسان إلى هذه الدرجة،أنت صالح يارب لأن قلبك هذا متسع للكل رغم كل التعديات التي تراها، رغم أن عيناك تفحص أعناق الظلام، أحيانا عندما يرى الإنسان وضع ما لايعجب به فإنه يتضايق،عندما يرى شخص يفعل شيءخطأ يقول لك كيف تصمتون عليه،فهو لابد أن يطرد،لكن الله يقول لك لاأنا أطيل آناتي فهذا الإنسان ضعيف،أنا أعرف ضعفه، أنا متأني عليه،أنا أثق أنه سوف يعود،وله زمن وأنا متأني عليه وفاتح له الباب لكي يأتي في أي وقت، عندما يعود الابن الضال أبوه لن ينطق بكلمة، لن يطرده،لن يعاقبه، لن يأخذ من حقوقه شيئا، بل أعطاه أكثر مما يستحق لماذا؟ لأنه صالح، قلب أب صالح،أنت صالح يارب،أنا هو الراعي الصالح، أنا الذي أطلب الضال، أسترد المطرود، أجبر الكسير، أعصب الجريح، أنا، أنا أرعى غنمي وأربضها، راعي صالح.لذلك يا أحبائي الكنيسة لا تجد أجمل من فصل الراعي الصالح لكي تقرأه لنا في تذكارات الآباء البطاركة والرعاة،لماذا؟ لكي يقول لك لابد أن الراعي يكون قلبه بحسب قلب الله، لابد أن يكون قلبه صالح، ما معني صالح؟ صالح أي يعطي، صالح بمعنى يحتمل، صالح بمعنى لا يتوقف عطاؤه على المعطي له،ما هذا الصلاح؟!، يقول لك كلما تقترب من الله كلما يكون قلبك بحسب قلب الله يكون قلبك صالح، تعلم لماذا أنت كثيراً ما تحب الانتقام؟! ،لماذا نكون كثيراً شرسين؟! يقول لك لأن قلبك بعيد على قلب الله،بمجرد أن يكون قلبك بحسب قلب الله تقتني صلاح الله،لذلك من ضمن ثمار الروح القدس "الصلاح"، الروح القدس عندما يعمل في الإنسان يجعل الإنسان صالح، صالح بمعنى أنه يعتبر ان عليه واجبات وليس له حقوق،بمعنى أنك تجد أحد ما يقول لك هذا الشخص لم يسأل علي فأنا أيضاً لا أسال عليه، يقول لك شخص لم يعطني فأنا أيضاً لا أعطيه، شخص يجعلني عدوه أنا أيضا أجعله عدوي، أقول لك لاعندما يكون قلبك بحسب قلب الله تجد فكرك تغير،لماذا؟ لأنه عندما تأتي لتنظر لنفسك أنت ستجد نفسك كثير التعدي، كثيرالخطايا، تجد أنك كثير الابتعاد عن الله، أنظر ماذا يفعل الله معك؟ تجده يعطيك طعامك في حينه الحسن،تجده يعتني بك، يهتم بك،يهتم بمشاكلك،يهتم بأمورك الخاصة جداً،لماذا؟ لأنه صالح، صالح أنت يارب،أنت صالح يارب،جميل الانسان يا أحبائي الذي يقترب من صلاح الله،أن تقل إلى الآباء القديسين،و تجد شخص مثل معلمنا بولس الرسول يقول لك أنه يقف طوال الليل وغداً صباحا سوف يتحاكم ماذايفعل؟! الشخص الذي يتحاكم غداً؟ أي أن الذي من حقه طلبة يطلبها يقول له يارب قويني، يارب انصرني على الناس الذي أنا أقف أمامهم،يارب أعطني إجابه تقنعهم، تعرف أبدا، معلمنابولس الرسول لم يشغله نفسه ولكن شاغله الذين يحاكموه كيف يخلصون؟، كيف يعرفوا الله؟،يقول له أنا طلبت من أجلك، أنا طوال الليل أنا أصلي لك أنت، لكي الله يقنعك أنت،هل من المعقول شخص سيحاكم في اليوم التالي وينتظر الإعدام أو الموت يكون منشغل بالشخص الذي سوف يحاكمه،يقول لك نعم، أنا جلست أصلي له طوال الليل لكي يجعله الله يؤمن به، أنا طلبت من الله أن أذهب لروما لكي أحاكم في روما ليس لكي أحاكم في روما أنا من الممكن أنني كنت أحاكم في أورشليم ويصدر القرار، أنا الذي جعلني أقول أنا رافع دعوه إلى قيصر لأنني أريد أن أذهب إلى روما لأنني في الحقيقة كنت أريد أن أذهب أكرز في روما،لم أستطيع أن أذهب لها وأنا حر،أذهب لها وأنا سجين،أذهب لها وأكرز فيها وأنا سجين،ما هذا القلب؟! وأنت سجين، تنشغل بخلاص الآخرين، لأن قلبه بحسب قلب الله، قلب صالح،يسأل من أجل مضايقيه ومضطهديه، شاهدنا القديس اسطفانوس عينه مفتوحة على السماء يقول له يارب لا تقم لهم هذه الخطية،لا تحسبها عليهم، يقولون أن هناك أباء شهداء كثيرين كان يبحث عن طريقة يموت بها دون أن يميته شخص، بمعنى أنه يقول لك لأنن يخائف عليك لتأخذ ذنبي ستصبح أنت قاتل، فأنا لاأريدك تميتني إذن ماذا يريدون؟! يريدون أن يروا طريقة يموتون بها ويستشهدون بها لكن بدون أن يكون هناك شخص له سبب،على سبيل المثال قد يقولون لهم يمكن أن تضعونا في مكان متهدم وهذا المكان يقع علينا ونحن نموت فتكونوا لا ذنب لكم،يظلوايفكرون في كيفية أن المضطهد لايهلك بسببه،يقول لك أن أحد القديسين من الذي كان يدخل عليه البربر بدأ يدخل في صراع يستشهد أم لا؟فقالوا له لماذا؟ أجابهم أخشى أن يهلك أحد بسببي، أناخائف، أنا لست خائف على نفسي أنا خائف على الشخص الذي يمكن أن يهلك بسببي،ما هذا القلب؟ هذا القلب الصالح، قلب صالح بحسب صلاح الله،إذن اقترب من الله ولاتظل تفكر كثيراً في نفسك، أبدا بل فكر في كيف تعطي،كيف تبذل، وكيف لايكون في نفسك شيء تجاه أي مبغض لك لماذا؟ صلاح، صلاح الله،أنت صالح يارب،الشخص الصالح يلتمس أعذارا، الشخص الصالح يلتمس العفو،الشخص الصالح يكون في قلبه بر جاء من بر المسيح،هذا الكلام صعب على طبيعة البشر ولكن قال لك"بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيء" لذلك ربنا يسوع يحب يشبه نفسه بالراعي، الراعي الذي يبذل نفسه عن الخراف،أنظرإلى راعي أمين والذئب قادم، الذئب هذا متوحش، تجد الراعي أول شئ يفعله يجمع خرافه في مكان آمن ويغلق عليهم ، يكون بذلك مثل جدار، مثل سور،مثل باب،يغلق عليهم،ويقف هوعلي الباب لماذا؟ لكي يكون هو أول شخص يتقابل هذا الذئب،لكن هذا الذئب من الممكن أن يفترسك؟ يقول لك نعم لكن أنا أبذل نفسي عن الخراف،إذا أكلني الذئب فهو يأكلني ويشبع لكن لا يأكل خرافي،هذا هوالراعي الصالح، لدرجة أنه يقول لك أنه إذاعرف هذا الراعي أن هناك ذئب موجود في المنطقة يدخل الغنم كله الحظيرة ويقف هوعلي الباب،فلنفترض أنه يريد أن ينام، شعر بالتعب، يقول لك عندما يريد أن ينام، ينام علي الباب،لن يدخل في مكان ليستريح فيه،لا بل ينام علي الباب،يجعل جسمه هوالذي يتصدى الباب لكي إذا دخل الذئب يدخل من عليه،يكون هو أول شخص يقابله.لذلك الله قال لك أنا هو باب الخراف،هو الباب، هو الذي تدخل من خلاله،وهوالذي يقف يحرسك ويحميك، وعندما قال هذا الكلام لم يقوله فقط، لكن قاله وفعله،بذل نفسه عن الخراف،ماذا فعل؟علق على الصليب، ومات من أجل خطايانا،البار من أجل الأثمة، هو ليس له ذنب لكن لأنه راع صالح لم يشاء أن تهلك خرافه ولكن أراد أن يقدم نفسه عوضا عنهم، لكنهم مذنبين! أنا لكي أرفع خطاياهم، لكن أنت لا تستحق هذا أنت تستحق كل خير، أنتم وضع سرورا لله،أنت لك كل المجد والإكرام كيف تهان؟!يقول لك من أجلهم،لكن هل أنت تستحق؟ يقول لك أستحق من أجلهم،لأنني الآب وضع علي إثم جميعكم، ما هذا الصلاح؟! هو صالح لذلك يقول من أجل صلاح واحدمما لم يكن كونت الإنسان،ما الذي جعل الله يكوننا؟!الصلاح، ما الذي جعل الله يعتني بنا؟ الصلاح،ماالذي جعل الله يفكر في خلاصنا؟ الصلاح، ما الذي جعله ليس مجرد أن يفكر ولكن يبذل ابنه الوحيد عنا؟الصلاح.
لذلك جميل أننا نكلم الله أنه هو مخلصنا الصالح،جميل أنني أتأمل في صلاح الله معي،أنظر إليه في حياتك، شاهد صلاح الله في حياتك، شاهد ماذا أنت تفعل؟،وشاهد ماذا يفعل الله؟، أنظر إلى أي درجة الله معتني بك،أنظر إلي أي درجة الله يمد يده في حياتك، شاهد صلاح الله معك،أفترض إنسان يقول لك هل أنا أستحق أقول لك هذا من صلاح الله، من صلاح الله في كل تجربة، كل ضيقة،من صلاح الله، أنت تعرف إذا كانت حياتنا لا توجد بها ضيقات فنحن نكون متكبرين،طماعين،خطافين،هذه التجارب هي التي تجلب إلي الإنسان قليل من الانكسار،والاتضاع،والاحتمال،فإذا كان كل شئ سهل بالنسبة للإنسان فإنه يتغطرس،الإنسان منذ أن خلقوه ويريد أن يكون إله،ولا زالت تعمل فيه هذه الطبيعة القاسية الشرسة أنه يريد أن يكون إله،ما الذي يضبطه قليلاً؟؛ الضعف البشري، التجارب،الأحزان،هذه بالنسبة له أدوية، فهي بالنسبة له وسائل شفاء،هي وسائل تقويم،فمن صلاح الله أن يجرب أي إنسان لأنه يمكن جداً أن يجلب مرض للجسدمن أجل شفاء النفس.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.