إقترب ملكوت السموات الجمعة الثالثة من شهر أمشير

Large image

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك , فصل من بشارة مُعلمنا مار متى البشير التلميذ الطاهر بركاته على جميعنا آمين, الإصحاح 10 عن إرسالية التلاميذ و إختيارهم و يقول " دعى الإثنى عشر و أعطاهم سُلطان على أرواح نجسة حتى يُخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ثقل " ربنا يسوع عندما أختارهم , إختارهم و أعطاهم سلطان و إمكانيات , " أرسلهم و أوصاهم إلى طريق أمم لا تذهبوا , إلى مدينة للساريين لا تدخلوا " فكان فى ذلك الوقت , بداية تأسيس الخدمة و كان يُركز فقط على الدائرة الداخلية و قال لهم :" إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة و قال لهم :" إكرزوا قائلين : " فأنت يا رب ما الذى تُريده من تلاميذك أن يقولوه للناس , ماهو غايتك و ما هو محور إهتمامك الذى أنت تُريد أن توصله إلى جميع الناس , فقال لهم أنا أريد منكم أن تكرزوا و تقولوا :" قد إقترب منكم ملكوت السماوات". إقتراب ملكوت السماوات يا أحبائى , هذا هو هدف الخدمة , أكثر شئ من المُمكن أن يُساعد الإنسان فى طريقه الروحى , إحساسه بإقتراب الله , رغبة ربنا يسوع المسيح فى إن كل الناس تعرفه , تعرفه عن طريق إقتراب ملكوت السماوات . و لهذا قال لهم , إذهبوا و قولوا لهم :"قد إقترب إليكم ملكوت السماوات " إقتراب ملكوت السماوات يا أحبائى يُسبب دافع للإنسان, فعندما يتوب الإنسان و هو لا يشعر إن الملكوت قريب , تكون توبته مهزوزة , عندما يُحاول الغنسان أن يعيش مع الله بدون مشاعر تجاه الملكوت تكون مشاعره مُزبزبه , عندما يُجاهد الإنسان بدون شعوره إن هُناك مُكافأة لهذا الجهاد , يكون مُجهد و تعبان من الجهاد , إقتراب الملكوت هو وقود الحُب الإلهى . فالعامل عندما يعمل , ينتظر أجرة , فالإنسان يُجاهد من أجل هدف , فنحن ما الذى يجعلنا نحيا بالروح و لا نُكمل شهوات الجسد ؟؟ إننا أبناء الملكوت و مدعوين إلى الملكون و ساعين إليه و الله سُر أن يُعطينا الملكوت , فنحن نُجاهد بناء على هذا الهدف , "فقد إقترب ملكوت السماوات " ما رأيك إذا كان إقتراب الملكوت هو حقيقة راسخة بداخلك ؟؟" فأنت تعرف حقيقة الملكوت مُقاومة جدا من الشيطان , فيحاول أن يجعلك تشعر إن هذا الملكوت وهم , أو ليس بوهم , يجعلك تشعر إنه بعيد أو أنت بعيد عنه , و بالتالى يكون جهادى بدون دافع و لهذا أنا متردد فى حياتى مع الله , إقتراب الملكوت يُزود الحرارة الروحية جدا , و لهذا إذا قربت إلى إنسان تقى تجد إحساسه بالملكوت قريب جدا , فتقول لى و لكن الملكوت ليس مضمون و مازال هُناك وقت كثير حتى نوصل له و لكن الإنسان التقى يشعُر إنه قريب جدا . فمُعلمنا بولس يقول :" ليكن حلمكم معلوما عند جميع الناس ", فما هو ,فقال :" إن الرب قريب" فكان المسيحيون الأوائل عندما يسلموا على بعض يقولوا إن الرب أتى . و لهذا قال يسوع للتلاميذ أن يذهبوا و يكرزوا ويقولوا: " قد إقترب منكم ملكوت السماوات " فنقول له يا رب , أنت قُلت هذا الكلام من حوالى 2000 سنة و مازلت حتى الآن لم تأتى بعد , فهذا يُعنى أنه ليس بقريب , فأقول لك لا . الذى يبعد الملكوت عنى هو انا هو خطاياى أنا , هو شرورى , هو سلوكى بحسب الإنسان الجِسدانى , هذا هو الذى يجعل الملكوت بالنسبة لى بعيد و لكن الإنسان الروحانى يشعر إن الملكوت قريب جدا , فإياك أن تعتقد إننا نقصُد بالملكوت المجئ الثانى , فقال الله :" ها ملكوت الله داخلكم , الملكوت يا أحبتئى يبدأمعنا على الارض , فالملكوت هو حالة و ليس زمن . الملكوت هو مذاقة الحياة الأبدية و أنت على الأرض , فعندما يقول لك :" قد إقترب منكم ملكوت السماوات , فأنت يجب أن تُصدق .فيقول لك , هُناك ناس عاشت على الأرض الأبدية , عشت مثلما يعيش القديسون و الملائكة , كثيرا من الناس ذاقت حلاوة الإنسان الروحانى و هُم على الأرض , فهؤلاء إفترب منهم الملكوت و عاشوا الملكوت . فالله يأخذ أى واحد فينا فى أى وقت , فعند ذلك يكون الملكوت قد أتى إليه , فالإنسان طالما هو عايش على الأرض سوف يحرم نفسه من الملكوت تحت بند إن مازال الملكوت لم يأت بعد أو مازال وقت كثير عليه , فنحن رأينا كثيرا إن الإنسان الذى يؤجل و يقول مازال الملكوت بعيد , يبعد نفسه كثيرا عن الملكوت , فعلى أن أعيش الملكوت من الآن بإحساس إن الملكوت إقترب , تجد الإنسان الذى يعيش فى تقوى الله , يكون عايش الملكوت و هو قريب بالنسبة له جدا جدا و تشعر إنه عايشه و ذاقة و مُنتطره , فنحن نقول فى قانون الإيمان :"و ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتى آمين" , كل يوم اقول له" يا رب ليأتى ملكوتك" , كل يوم اقول له " هزذا انا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوبا و مُرتعبا من كثرة ذنوبى " فكلمة "عتيد " معناها , أمر متوقع قريب , يعنى واحد يقرع على الباب و سوف يفتح , إذا فهو أمر قريب جدا , فالإنسان القريب من الله يشعُر إن الملكوت قريب جدا , و لكن الإنسان الذى يعيش فى إنغماس الخطايا و الشرور , يقول لك " ياه ياه , ده كلام , لسه بدري أوى , مازال هُناك وقت طويل ,حتى يأتى ملكوت السماوات " . البر يا احبائى ينجذب إلى البر و لكن الشر ينفُر من البر , فتجد الشرير عنده نفورمن الحقائق الإلهية و الدينونة و الأبدية و القداسة و لكن البر تجد فيه إنجذاب , تجد هُناك توافُق , و لهذا يا أحبائى , بداية الكتاب المُقدس هو سُقوط أبونا آدم و بعدما اخطئ إختبئ , لم يستطع أن يظل على حاله لأنه شعر إنه عُريان , فخطيته عملت فاصل , عملت له عُزلة , عملت له إبتعاد , ولكن الكتاب المُقدس ظل يُهيئ الإنسان للخلاص و للفداء و ظل يُعطى له وعودو يُصلح فيه حتى وجد إنه لابد من الفداء , فأتى الفداء و المسيح أخذ جسدنا و رد لنا كرامتنا و رد لنا الملكوت المفقود و جعل فى نهاية الإنجيل , بدل ما كان الله يقول للإنسان ," إين أنت " , أصبح الإنسان هو الذى يقول له فى نهاية الإنحيل " آمين تعالى أيها الرب يسوع " فأجمل ما فى رحلة الكتاب المُقدس أن تبدأ بهروب الإنسان من الله و أن تنتهى بدعوة الإنسان إلى الله , و هو يرُد علينا و يقول لنا " نعم أنا آتى سريعا " سريعا ... و لكنك لم تأتى. فيقول لك ,لا , أنا أتيت إليك , أنا أتيت لكل إنسان و أعطيت له ملكوتى و جعلت ملكوتى يكون موجود على الأرض و أعطيت للناس مذاقة الأبدية و هم مازالوا على الأرض , نعم انا أتيت بالفعل . و هذا المجئ الثانى , هذا مجئ يتوج , هذا هو المجئ النهائى . و لكن لا نجد إنسان عاش كل حياته بعيد عن الملكوت و ينال الملكوت , فالله يُريد ان يُنادوا تلاميذه و يقولوا , " قد إقترب ملكوت السماوات " , إذا أردت ان تعرف , هل أنت بدأت أن تعيش لربنا يسوع المسيح بالفعل ؟؟ فإسأل نفسك إذا لديك إشتياقات للأبدية و هذة الإشتياقات تزداد أكثر فأكثر , فبالفعل انت تعيش مع الله . و هُنا كلامك عن السماء يزيد و شهوتك للسماء تزيد و شهوتك لمُعاشرة السمائيين تزيد و حُبك للتسبيح يزيد و حُبك للوقوف أمام الله فترات طويلة تزيد , و الجسد , تشعر إنك مُضطر عليه , قتأكلوا بالعافية , تنموا بالعافية , فلماذا كل هذا ؟؟ لأن هذة هى الأشياء التى تشعُر إنها من الممكن أن تكون غير مُرتبطة مع الأبدية , فتعملها أنت مُضطر , لماذا ؟؟ لأنك مازلت موجود فى الجسد و تظل تنحاز للروح و تظل تُقاوم الجسد و تُقاوم شهوات الجسد , فالملكوت إبتدأ , " قولوا للناس إنه قد إقترب ملكوت السماوات " , قولوا للناس إن الرب قريب , قولوا للناس إن الرب قريب , قولوا للناس إن الرب أتى , قيقول لنا الله , ان سوف أتى إليكم و أدين , و إياك أن تعتقد إذا ككان الرب تأخر شوية , فهو سوف لا ياتى , لا لا . فمثل القصة التى قالها يسوع لتلاميذه السيد الذى ترك بيته فى يد العبيد و عندما أتى و جدهم أمناء فقال عنهم فى الإنجيل , "إنه يتمنطق و يتكأهم و يقوم فيخدمهم " و لكن بعض العبيد الآخريين , بدأ " يأكل و يسكر و يشرب و يضرب " و قال عنه " يأتى سيد ذلك العبد الردئ و يشقع من وسطه و يجعل نصيبه مع عديمى الإيمان " و هُناك ترجمة أخرى تقول " و يجعل نصيبه مع الخائبين " . تقف أمام الله , تشعر إن ملكوته قريب جدا و أنت ماشى فى الشارع تشعُر إن ملكوت الله قريب جدا , و انت فى أيامك التى تقضيها على الأرض , شاعر بسلام و مُشتاق إن هذا الملكوت يأتى , لا تخاف و لاتُبعده و ليست حقيقة , تحاول إن أنت تهرب منها , أبدا , هذة حقيقة , انت تجد مسرتك فيها , حِلم حياتك " ليكُن حُلمكم معروف عند جميع الناس أن الرب قريب " . و لهذا أعطى الله لنا حياتنا حتى نُهيئ أنفسنا لهذة اللحظة , نفسنا نعلم , انت يا رب عندما بعثت تلاميذك لكى يكرزوا , ما الذى تثريده منهم أن يقولوه ؟؟ فقال لنا أنا أريد منهم ان يقولوا شئ واحد فقط " إنه قد إقترب منكم ملكوت السماوات ". هذة العبارة تذوب القلوب الخاشعة و تُهيئ , هذة العبارة تُلخص فيها كُل رغبة الإنسان فى إستعادته للفردوس المفقود . و لهذا يقولوا على الكنيسة , إنها الفردوس المُستعاد , و يقولوا عن الإنسان التقى " إن هذا هو الملكوت" و يقولوا عن القلب " إن هذا هو السماء " " إنه قد إقترب ملكوت السماوات " . إياك أن تهرب بذهنك من حقيقة الملكوت , إياك أن تكون هذة الحلقة بعيدة عن ذهنك , إياك أن تعتبر إنها بعيدة . و لكنك يجب عليك بإستمرار , بإستمرار , تقول " ليأتى ملكوتك لينا " بإستمرار , قيس نفسك على الملكوت , ربى نفسك فى الملكوت و صاحب أهل الملكوت و تعلم لغة الملكوت و إقتنى الأمور التى تفيدك فى الملكوت , يقول لك " يأتى الشُهداء حاملين عذابتهم و يأتى الصديقون حاملي فضائلهم " . هذا هو الذى يُفيد فى الملكوت . فجميل هو شعور الإنسان من حقيقة إقتراب الملكوت . فالمسيح أرسل تلاميذه حتى يكرزوا "بأن ملكوت السماوات قد إقترب". و انت تلميذه , فلابد إن هذة الحقيقة تكون قريبة منك , حتى تستكيع ان توصلها لمن هُم حولك . و لهذا نحن فى القُداس نتكلم عن الملكوت كثير و نقول :" و ظهورك الثانى الآتى من السماوات المخوف المملوء مجدا". نحن لا ننزعج من ذكر إتيانك بل بالعكس , هذا هو الذى يُعطى لنا الرجاء , هذا هو الذى يُعزينا و يُعى لنا صبر على آلام و ضيقات كثيرة , هذا هو الذى يجعل لدينا التعويض . فإذا كُنت تعيش هُنا و انت مُتضايق , إذا كُنت تعيش و أنت مُجرد و مُتألم , فكل هذا لأنك عشمك فى شئ أكثر من هذا بكثير , فأنت لا تطلب من العالم الراحة و لكنك تقول انا عررف إننى انا هُنا سوفأتعب كثيرا و عارف إننى سوف أمُر بضيقات كثيرة حتى اربح الملكوت . " قد إقترب ملكوت السماوات " فعليك يا حبيبى أن تُقرب هذذة الحقيقة لقلبك و لذهنك , صدق هذة الحقيقة و إحيا بها و عندما تجد نفسك مُثقل , فَكِر فى الملكوت . ينصحونا الآباء بإننا نقرأ كثيرا فى سفر الرؤية , التى يوجد ناس كثيرة عدو الخير أقنعهم إنه سفر صعب , فإنه يُريد 20 كتاب لتفسيره . و لكن انا أقول لك " إقرأ " إقرأو سوف تجد الملكوت قد فُتح لك , و ليس من الشرط إنك تفهم كل شئ , لأننا سوف لافهم كُل شئ إلا عندما نذهب إلى هُناك . و لكن أنا ما الذى يجب علىّ أن أفعله ؟؟ أقول لك : قرب إلى حقيقة الملكوت و إدخل جواها , إدخل داخل هذة الابدية المُبهجة المُفرحة السعيدة و إعرف مُكافأة الأبرار و إعرف عقوبة الأشرار حتى تنحاز إلى البر بسهولة , لأن الله عندما احب ان يُرسِل تلاميذه قال لهم :" إكرزوا بهذة الحقيقة , إنه قد إقترب منكم ملكوت السماوات " . عبثا يا أحبائى نُجاهد و عبثا نُضيق على أنفسنا دون أن يكون لنا امل و رجاء و تمسك بالحياة الأبدية . فُعلمنا بولس الرسول كان يقول لتلميذه تيموثاوس " إمسك بالحياة الأبدية التىغليها دُعيت " أنت مدعو إلى الحياة الظابدية و لكن ما الذى ستفعله بها ؟؟ إمسك بها .أنت مدعو دعوة أبدية , انت إبن خلاص و إبن بلركة , انت المسيح لم يبخل عليك بشئ أبدا . و لم يرى شئ يعوزك إلا و أعطاك إياه . فلماذا كل هذا ؟؟ حتى يرُدك مرة ثانية إلى الملكوت و يُعيدك ثانى إلى رُتبتك الأولى . فليس من المعقول إنه يكون عمل كل ذلك من أجلى و أنا مازلت لا أفهم أو شاعرين إننا بُعاد ... لا . نحن قريبون و نحن داخل الملكوت فِعلا . " قد إقترب ملكوت السماوات " ردد هذة الحقيقة كثيرا فى قلبك و إحيا بها و صدقها و إجعلها تكون مبدأ لحياتك و إياك أن تعتقد إن هذة الأبدية بعيدة . و لكن الله قال " ان آتى سريعا " الله يُعطينا يا أحبائى أن نحيا بحسب دعوة الملكوت . ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين.

عدد الزيارات 2212

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل