الإدانة الجمعة من شهر برمهات

Large image

إنجيل هذا الصباح يا أحبائى فصل من بشارة معلمنا مارلوقا الإنجيلى البشير , يتكلم على "هل يقدر أعمى أن يقود أعمى, أم يسقط كلاهما فى حفرة ثم يقول لماذا تنظر القذى التى فى عين أخيك وأما الخشبة التى فى عينيك فلا تفطن لها " كثيرا الإنسان يا أحبائى يتأمل فى خطايا غيره و يرصدها و يدقق فى فحصها و ينظر إلى الخشبة التى فى عين أخيه و أما الخشبة التى فى عينه فلا يفطن لها . القذى هى مثلما نقول بلغتنا الدارجة خى السلاية , يعنى السلاية حاجة صغيرة جدا , يقول لك أنت لاحظت السلاية التى فى عين أخوك و لكن الخشبة التى فى عينك أنت لا تراها , خطيتك أنت لا تراها و تحرص أن تتأمل فى خطايا الناس . خطية الإدانة يا أحبائى خطية مسيطرة على كثير جدا جدا مننا, عندما تجلس فى أية حديث تجد كل الناس تتكلم فى سيرة كل الناس , و لا أحد ينجو من الإدانة , و تجد لايوجد أحد عاجبة أحد و لا أحد عاجبة حاجة , و لا يفلت من الإدانة أحد كبير أو صغير , ما هذة الحكاية !, فى الحقيقة يوجد أبعاد كثيرة , أولا بعد روحى بأن الإنسان لن يرى خطاياه , الإنسان لم يتعلم كيف أن يشفق , إنسان بعيد عن معنى الرحمة , إنسان بعيد عن معنى قبول الاخر, هذا البعد الروحى , يوجد بعد نفسى , البعد النفسى عندما تجد الإنسان لا يحب أحد إلا نفسه , ويشعر إنه بار فى عينين نفسه ويشعر إن كل إنسان أقل منه , فيجيب فى سيرة الناس , وهناك بعد نفسى اخر يقولوا عليه , علماء النفس الإسقاط , ما هو الإسقاط ؟ عندما يكون الإنسان غير راضى على نفسه يسقط عدم رضاه على نفسه على الاخرين , فبدلما يواجه نفسه بضعفاتها , يجلس ويذكر ضعفات الاخرين , هو فى الحقيقة يواجه الواقع إنه لا يقبل نفسه فى أشياء كثير و لا يقدر أن يتواجه مع سقطاته فيسقطها على غيره و يبين نفسه إنه بلا لوم . خطية الإدانة ,خطية ربنا يعلمنا بها كثير كيف لا ندين أحد , إذا كانت المرأة الخاطئة التى أمسكت فى ذات الفعل , يقول لها "أما دانك أحد ؟ وقال لها "ولا أنا أدينك " ولا أنت يا رب تدينها , وبعد ذلك قال لهم "من منكم بلا خطية ؟فليرمها بأول حجر" وكأنه يقول له لو انت تريد أن تدينها , تريد أن تحكم عليها أنا سوف أطلب منك طلب , من جهة إنها خاطئة فهى خاطئة , ولكن لكى تستحق أن تدينها يجب أن تكون أنت بلا خطية ؟ من منكم بلا خطية ؟ و لكن من منهم بلا خطية !!! كلهم رجعوا إلى الخلف وبقيت هى ويسوع فى مشهد منفرد , قال لها "و لا أنا أيضا أدينك أذهبى بسلام" رغم إنه له الحق أن يدينها و له الحق إنه يحكم عليها , لكن تأنى عليها و أعطى لها فرصة جديدة لكى تصنع توبة و تبدأ بداية جديدة , إدانة إنسان يدين غيره , يقول لك " فيما أنت تدين غيرك فأنت تحكم على نفسك " , لا تسكت على أن تأتى و تتكلم فى سيرة الناس و أنت تنسى نفسك , الأباء القديسين يقمولوا لنا " هل يوجد أحد يكون لديه ميت فى البيت و بعد ذلك يرى ميت لأحد اخر , فيجلس و يبكى عليه , ولا من المفترض أن يكون كل أحد فى حالته التى هو بها , و أنت , لماذا لا تلتزم الأعزار للناس ؟ لماذا لا يكون لديك قلب شفوق؟ لماذا لا ترحم ؟ لماذا لا تستر ؟. وطبعا كلنا نعلم القديس العظيم أبو مقار , قالوا له يوجد رجل متوانى يعرف إمرأة , قال لهم لا لا لا لا تقولوا هذا الكلام , قالوا له لا نحن متأكدين , فهى تأتى له بإستمرار , قال لهم لا تقولوا هذا الكلام , قالوا له " نحن سوف نثبت لك , وفى مرة من المرات راقبوه و وجدوا هذة المرأة دخلت عنده , قالوا له إلحق هو الان مع هذة المرأة متلبس , فيقولوا إن القديس أبو مقار أصبح فى حيرة , لا يقدر أن يقول لهم خلاص إسكتوا و إتركوه , لأنه إذا فعل هذا يكون قد قام بعمل إنحلال فى البرية و لا يقدر أن يقول لهم "هيا بنا نذهب لنظبتهم متلبسين" , فقال لبهم هيا بنا نذهب لنرى , و يقولوا عنه إنه علم بالروح إنه اخفى هذة المرأة فى المكان الذى يضع فيه سوائل و مياه و أشياء مثل هذة , فعندما دخل أبو مقار , جلس على الجرن , وقال لهم أنظروا إنه لا يوجد أحد هنا "لما دنتوه ؟؟" فيقول لك و هو خارج لكى يعُلّم الراهب قال له " احكم يا أخى على نفسك قبل أن يحكم الناس عليك ؟" و قبل أن يحكم الله عليك " . و بعد ذلك يقول لك الله فرح جدا بهذا العمل وقال لأبو مقار "طوبالك يا أبو مقار لأنك قد تشبهت بالديان تستر عيوب الناس " أنا أريدك أن تتخيل معى هذا إذا كان الله يفضح كل واحد فينا , إذا كان الله يقول على أفكار كل واحد فينا و أعمال كل إنسان فينا , ماذا سوف يكون شكلنا أو صورتنا ؟ . الله يستر علينا , فإذا كان الله يستر علينا , نحن لا نسترعلى بعض!! , و لهذا قال لك لمادذا تنظر القذى التى فى عين أخيك و أما الخشبة التى فى عينيك فلا تفطن لها يا مرائى , أنت تتكلم عن ضعفات الناس , من أعطى لك هذا الحق؟ على رأى واحد من الأباء الرهبان , إنه يقول لك إنه لم يكن اخذ الأمور بجد شوية و الرهبان كانوا يروه مستهتر شوية , لا يواظب على حضور التسبحة , لا يواظب على حضور القداسات , يعنى , يعيش معظم الوقت فى إستهتار , هم كانوا شاعرين بهذا و كانوا كثيرا ما يدينوه , ويقول لك إنه عندما قربت نياحته كان فى العادة أن يجتمع الرهبان , يأخذوا كلمة منفعة من الراهب الذى سوف ينتقل , وكأنه يريد أن يقول لهم خبرة حاجاته كلها فى هذة اللحظات الأخيرة , فعندما ذهبوا إليه وجدوه , مبتهجا فرحا بشوشا , فقالوا , كيف هذا أنت من المفترض الان أن تكون شاعر بخوف و قلق لأنك لم تكن جد , فتجاسروا و سألوه و قالوا له " قل لنا لماذا أنت مطمأن ؟؟ أنت فى الحقيقة لم تكن جد , فقال لهم أنا كنت فعلا كسلان فى أشياء كثير و لكن أنا نفذت اية واحدة و أنا على هذة الاية اخذ بها وعد ,ياترى ما هذة الاية قال " لا تدين لكى لا تدان " أنا لم أدن أحد طول عمرى ولم أضع فى فكرى إننى أنظر إلى عيوب أحد , هذة الحكاية وضعتها فى قلبى أن لا أدين أحد , فأنا واثق إن النتيجة إننى أنا أيضا لا أُدان , أنا مبرر بهذة الوصية لأنه قالها و سينفذها . و يقول لك قصة أيضا كان مرة يوجد راهب يدين أحد و جلس فى وسط الناس و قال لهم خطايا هذا الرجل الاخر , فيقول لك و هو سوف يدخل قلايته وجد ملاك يقف له على باب القلاية لكى لا يدخل , وقال له " ربنا أرسلنى أسألك , إلى إين تحب أن ترسله ؟!!" و كأنه يريد أن يقول له أنك أقمت نفسك ديانا , فيقول لك هذا الراخب سجد و بكى , عرف إن هذا ليس من حقه , هذا ليس هو مكانه , تعالى إتأمل فى الخشبة التى فى عينيك بدل ما تتأمل فى الخذى التى فى عين الناس , الذى يبصر خطاياه أعظم من الذى يبصر ملائكة , الإنسان الذى يعرف ضعفه لا يتأمل فى ضعفات الناس . فأخطر ما فى الإدانة يا أحبائى إنها تنسينا ضعفتنا , أخطر ما فى الإدانة إنها تجعلنا نشّهر بالاخرين , أخطر ما فى الإدانة إنها تكون خلفها عدم محبة , أخطر ما فى الإدانة , تعالى راجع نفسك , سوف تجد إن الناس الذين تتكلم عليهم غالبا المحبة بينك و بينهم سوف تكون مهذوذة , هذا أخطر , و نتيجة إن المحبة مهذوذة , تجد نفسك تتأمل فى عيوبهم و تشّهرها و تعلنها , هل هذا من حقنا ؟؟ و لهذا يا أحبائى هذة الخطية الله يرصدها , عندا كلم الكتبة و الفريسيين قال لهم "أنتم تنظرون إلى الخزى التى فى أعين الناس و أما الخشبة فلا تفطنون لها " " انظر إلى خطاياك" تأمل ضعفاتك " شاهد ما هى التقصيرات التى فى حياتك" لقد سمح الله يا أحبائى أن يكون الإنسان أو البشر كلهم عجينة واحدة و ضعفات كثيرة تواجهنا كلنا , يعنى لا يوجد أحد فينا معصوم من الخطية , كلنا فينا جذور جميع الخطايا . ليس من الممكن أبدا أن تكلم واحد يكون لا يحب العالم , لا يحب المال , لا يحب الشهوة , ذاته متخلص منها تماما , فجزور جميع الخطايا فينا جميعا و لكن من الممكن أن تكون بدرجات , فحتى الذى يقتل , أنا يكون فى داخلى غضب و عدم محبة , حتى الذى يزنى , فنحن من الممكن أن يكون بداخلنا شهوات , حتى الإنسان المحب للمال , فنحن أيضا محبين للمال , هل تقدر على أن تقول لى خطية يفعلها أخوك جدرها ليس موجود عندك , سوف تجد كل الخطايا جدرها موجود ة فينا . فكيف أنا أدين , فلو كان الله عملنا من نوعية ثانية إن فينا ناس لا يوجد لديها شهوة أبدا , و يوجد فينا ناس ثانى ربنا أعطى لهم حياة متواضعة تماما . كان المتواضع تماما , يجلس ليدين الإنسان على الكبرياء , وكان الذى لا يوجد لديه شهوة يدين الإنسان على الشهوات . لكن الله سمح أن كلنا نكون تحت الضعف , لماذا ؟؟ لكى نشفق على بعض , علشان خاطر لا نتأمل خطايا غيرنا , علشان خاطر لا يكون لساننا متسيب فى الإدانة و فى ذكر خطايا الاخرين , فالله يستر على العيوب , نحن نكشفها ! الله يسمح إنه يستر العيوب و يستر علينا نحن أولا , مثل القديس أنطونيوس ففى مرة سمع الرهبان يتكلموا على أحد , أنه كسلان و إنه متوانى و إنه أشياء كثيرة , ثم قال لهم " أنا أريد أن أسألكم سؤال , عندما أحد يكون يغرق , ما الذى يفعلونه له ؟؟ قالوا له نحن كلنا نمسك بيده و نصعده إلى أعلى , قال لهم "لا, أنا أرى إنكم تفعلون العكس تماما بدل ما تصعدوه إلى أعلى , تخفضوه إلى أسفل أكثر , هو غرقان و يعطى لكم زراعه و يقول لكم ساعدونى و لكن أنتم تنزلوه إلى أسفل " ما الذى سوف ينتفع منه الإنسان عندما يدين , نفترض إنسان يوجد فيه ضعفات , هل سوف ينتفع شئ عندما نتكلم عليه , و ما رأيك إنك بدل ما تتكلم عليه , تصليله و تعامله بمحبه , و من الممكن جدا أن يكون هو محتاج إلى صلاتك و محتاج إلى محبتك حتى يتخلص هو من ضعفاته , يجب أن نتعلم يا أحبائى , كيف نكون ساترين و بالطبع الإنسان عندما يُستر يتمتع بستر ربنا عليه , الإنسان عندما ينظر إلى خطاياه سوف يكون مشغول بيها و لا ينشغل بخطايا الاخرين , جميل إن الإنسان بدل مل يفكر فى عيوب غيره يفكر فى مميزات غيره التى لا يمتلكها هو , ربنا سمح إن كل إنسان من الضرورى أن يكون به فضيلة , فيقول لك على القديس يحنس القصير , أنه مرة كان يسير و وجد مكان فيه إحتفال و أحضروا فيه إمرأة راقصة , فتلاميذه أحبوا أن يداروا عليه هذا المنظر , لم يستطيعوا أن يروا هذا التجمع , فقالوا له تعالى من هذة الناحية حتى لا ترى هذا المنظر , فهو لمح المنظر , فوجدوه بكى , و لكن ما سبب بكاؤه ؟؟ قال لهم أنا أبكى على أشياء كثيرة , أولا إن هذة الإنسانة المسيه فداها و نفسى إنها تتمتع بفداء المسيح و تبدأ حياة جديدة , وثانيا قال لهم أنا أرى إن هذة السيدة تقوم بعملها بإتقان شديد لكى ترضى مريديها , أنا نفسى اتعلم الإخلاص فى العمل مثل هذة السيدة , فالإنسان الذى عينه نقية , يرى الإيجابيات و الذى عينه رضيئة يرى سلبيات حتى فى الإيجابيات , تأمل فى فائل غيرك , تنجو من إنك تتأمل فى ضعفات الاخرين , يقولوا عن مرة راهب أخذ من أبوه الروحى تدريب إنه يسهر سهرة روحية , فمن المفروض إن هذة السهرة يكون جزء منها صلاة وجزء تسبيح وجزء مع الكتاب المقدس و جزء منها مع أقوال الأباء , فهذا الراهب حضر القاس الصبح ثم سأله أبوه الروحى وقال له فرحت فى سهرتك أمس قال له ما الذى فعلته , ما هى كمية الصلاة التى صليتها , قال له الراهب طول الليل لم أُصلى , فقال له هذا يُعنى إنك قرأت فى الإنجيل فترة طويلة فقال له لا لم أقرأ فى الإنجيل, فقال له لابد إنك مكست تسبح فقال له لم أفعل ذلك ايضا , فقال له " فما الذى أنت فعلته إذا " فقال له مكست طول الليل أعد فى فضائل أخوتى و أكثر واحد أنا نفسيتى شايلة منه شوية , جلست أتأمل فى فضائله , وجدت عنده 36 فضيلة لا أمتلكها , قال له هذة طياشة ولكن صارت لك أحلى من الزكاوة , لماذا ؟؟ لأنه هو عندما يجلس و يتفكر فى فضائل غيره لاشك إنه سوف ينتفع , ما رأيك هندما تضرب نفسك , إنك بدل ما نرى الضعف الذى فى أخوك شاهد القوة التى به , بدل ما ترى النقط السودة شاهد النقط البيضاء , ربنا علمنا هذا , ربنا نجده حتى مع الخاطئ حتى مع المتوانى يتعامل معه بلطف يتعامل معه بحب , يتعامل معه بإحترام , لأنه أتى ليخلص لا ليهلك , كيف أن الله أتى ليخلص و ليفدى و نحن نمسك سيرة الاخرين , لو جلسنا فى مجلس يوجد فيه دينونة على الأقل لا تشترك , وإن إستطعت إنك تكجه الحديث لحديث اخر أفضل , وإن أردت أنك تظهر حق فى الأمر غير الذى يُقال , يكون أفضل , أو تستر على الشخص , يكون أفضل و أفضل , لا تشترك , لأن الإنسان عندما يكشف فى عيوب غيره , ربنا سوف يقول له أنت أيضا لا تستاهل سترى , كلنا نتذكر القصة الجميلة التى للقديس القوى الأنبا موسى الأسود , عندما قاموا بعمل مجمع حتى يكرشوا راهب ,ضُبط فى فعل خطية و ينتظرون الأنبا موسى يأتى ولكنه رفض و بعثوا له حتى يأتى إليهم , فقال لهم حاضر و ذهب إليهم و يحمل على ظهره شوال ثقيل كبير , فسألوه عن هذا الذى أحضره معه , فقال لهم فى الحقيقة أنا جئت أحكم على واحد ولكن خطاياى كبيرة و كثيرة و لكن للأسف هى خلفى و أنا لا أراها , فأنا أرى خطية أخى و لكنى لا أرى خطاياى أنا , ولكن فى الحقيقة خطاياى كثيرة و ثقيلة . الإنسان يا أحبائى الذى يعرف ضعفاته يستر على الناس , عود نفسك لا تشترك فى حديث تدين فيه غيرك و أن تلتمس العذر لغيرك , إذا كنت تريد أن تتأمل تأمل فى ضعفاتك أنت حتى تتمتع بالنعمة التى تستر على الجميع " لا تنظر إلى القذى التى فى عين أخيك بل أفطن إلى الخشبة التى فى عينيك" الله ينطى لنا يا أحبائى أن نبصر خطايانا وأن نتأمل فى ضعفاتنا ونرحم ونشفق على ضعفات الاخرين ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين.

عدد الزيارات 1499

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل