عظيم إيمانك الجمعة الثالثة من شهر برمهات

تقرأعليناياأحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا متى الإصحاح ١٥عن المرأة الكنعانية،وإذاقرأت الجزءالذي يسبق هذاالجزء مباشرة في متى 15 تجد أن يسوع دخل في حوار مع اليهود عن الذي يغسل اليد قبل الأكل أم الأطعمة التي تؤكل وتعطي نجاسة،وتجد ربنا يسوع يظل يدخل معهم في حوار أن ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان ولكن ما يخرج من الفم،لكي يعرفك فكر اليهود،وفكر جماعة أورشليم، وفكر الجماعة الذي هو جاء من أجلهم،ويعلمك كم هم دخلوامعه في حوارات كثيرة حرفية خالية تماماً من المعنى الروحي، وفي نفس الوقت خرج من عندهم وكأنه يقول لهم انتم ترفضوني وترفضوا كلامي،وترفضوا تعاليمي،ويرينا مشهد آخر نزل بنفس الكلام يقول لك "ثم خرج يسوع من هناك(من عنداليهود)ومضى إلى نواحي صوروصيدا" ،هذه أماكن شماليه بالقرب سوريا،والمعروف أنها أماكن يسكنها أشخاص أمم لم يبلغهم خبر الإيمان، "وإذا بامرأة كنعانية خرجت من تلك التخوم وكانت تصرخ قائلة ارحمني يارب ياابن داود "،قم بعمل مقارنة في داخل ذهنك بين جماعة اليهودالذين يظلوا يدخلوا معه في حوارات سخيفة، حرفية،لاتنفع بشيء، وفي نفس الوقت هذه امرأة غريبة خرجت له وتصرخ له وتقول ارحمني يارب يا ابن داود،ولكن أنت لا تعلمي شيء عن داود ،داود يعرفوه الأشخاص الذين جاء من عندهم، الذين هم بالفعل أبناء داود الحقيقيين، لكن هنا الكتاب المقدس يقصد أن يقول لك أن خاصته رفضته والذين ليسوا من خاصته قبلوه،وذهبوا إليه،وخرجوا إليه،الأولين طردوه، والآخرين خرجوا إليه،هذه هي المرأة الكنعانية الغريبة الجنس،التي تمثل كنيسة العهدالجديد، التي هي نحن،نحن لسنا من بني إسرائيل،نحن لسنا يهود،نحن أمم،لكن المسيح اختارنا،ووجدنا نحن مستجيبين لدعوته، خرجنا وصحنا وقلنا له ارحمني يا ابن داود، خرجت وهي تصرخ وتقول ارحمني،صراخ أي أنها فعلت ازعاج، يقول لك أن يسوع لم يلتفت إليها،فقالت له إن ابنتي معذبة، بها شيطان، ابنتي معذبة،وفي أحد الترجمات يقول لك ابنتي مجنونة جداً، معذبة، مجنونة،غير متزنة، تفعل تصرفات غيرمتزنة، ان البنت مجنونة،البنت تفعل حركات غيرطبيعية، ابنتي مجنونة جداً،ارحمني، ما هو الحل؟! أني آتي إليك وأصرخ لك لكن بلسان من تتكلمين؟! أنا أتكلم بلساني ولسان ابنتي في نفس الوقت،لكن هيابنتك المتعبة كان من المفترض أن تقولي ارحمها لكن أنت تقولي ارحمني،لذلك أستطيع أن أقول لك جميل جداً أن الله يسمع أنينناعوض عن أخواتنا، وعوض عن أبنائنا، كم نحن أحياناً نشكو أن أولادنا بعيدين عن الله قليلاً، لا يستحسنوا مشوار الطريق الروحي، أحياناً يضلوا في العالم، فأنا أصرخ بدلاً منهم وأقول أرحمني يا ابن داود ابنتي مجنونة جداً،العالم آخذها، حب المظاهر يملك عليها،لم تجعل الله في قلبها، فكل هذا عبارة عن اختلال عقل،ارحمني ابنتي مجنونة جداً، لدرجة تجد أن بعض الأشخاص الذين يتأملوا قليلاً مع الإنجيل يقولوا لك أن الملاحظ في هؤلاء الأولاد الذين يسقطون في أمور المراهقة هم الذين نستطيع أن نقول عليهم ابنتي مجنونة جداً، هذه المرحلة التي يكون فيها عدم اتزان والشخص لا يعرف أن يختار، لا يعرف أهو كبير أم صغير، لايعرف كيف يميل مع الله، ولا يعرف أيضا كيف يعيش مع العالم، ابنتي مجنونة جداً،دورنا نحن كآباء وكأمهات أننا نصرخ بدلاً منهم،ارحمني ياسيد،ارحمني يا بن داود، ارحمني يارب ابنتي مجنونة جداً، قدم عوضاً عنهم صلاة، أنا الذي أقول أرحمني أنا لأن ألمهم هوألمي، ضعفهم هو ضعفي،ابتعادهم هو ابتعادي،فأنا أقول له ارحمني يا ابن داود، يارب ابنتي معذبة إذ بها شيطان، أمام هذاالصراخ،وأمام هذا الإيمان يقول لك"فلم يجيبها بكلمة"،وكأنه لم يسمعها،أنت يارب أتيت من حوارات متعبة جداً مع اليهود، كنت تحدثهم رغم أن هذه الأحاديث أنت لاتهواها، أحاديث حرفيه شكلية،الناس التي تحدثك بطريقة شكلية كنت تجيبهم،لكن هذه المرأة تحدثك في أمر محبوب لديك جداً إنها قادمة تقول لك ارحمني، تقول لك يارب، تقول لك يا ابن داود، تقول لك ابنتي مجنونة جداً ومعذبة، بها شيطان، فهذا صميم عملك فكيف هذه لم تجيبها؟!يقول لك لأنه في الحقيقة أنا رأيت في قلب هذه المرأة ما لم يراه الجميع،رأيت فيها إيماناً عظيما، وأردت أن أضعه في برواز،أنا وجدت في هذه المرأة أمور من الممكن جداً أنني إذا استجبت لها من أول مرة لن تظهر هذه الأمور، أنا أريد أن أجعل من هذه المرأة آية، أنا أريد أن اجعل من هذه المرأة نموذج، للجاجة،للإيمان،للمثابرة،للطف،للإتضاع البليغ،أنا أريد أن أجعل من هذه المرأة كل هذه المعاني،لذلك لم يجيبها بكلمة،فأتي تلاميذه وسألوه قائلين اصرف هذه المرأة لأنها تصيح في إثرنا،من الواضح جداً أن هذه المرأة لن تصمت،بدأت أول مرة تصرخ، ثم بعد ذلك تصرخ أكثر،ثم تصرخ أكثر وهو لم يجيبها بكلمة،فتدخل التلاميذ مندهشين وقالوا له إذا كنت ترفض أن تفعل شيئاً مع هذه السيدة فأصرفها، أو إذا أنت مشفق عليها كما نحن مشفقين عليها فتعامل معها،فالتلاميذ تدخلوا،انتبه قبل ذلك كان التلاميذ يسألوا يسوع أنهم يريدون أن يطردوا الشخص أو يطلبوا منه أنه هو الذي يصرفه لكنهم الآن يسألوه من أجلها،فوجدنا يسوع يجيب إجابة أصعب من الصمت، أي أن أول مرحلة صمت،ثاني مرحلة قال لهم"لم أرسل لأحد إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة"، أنا لست آتي لهؤلاء، أنا آتي لبني إسرائيل، أنا آتيت لأطلب الأشخاص المفقودة من بني إسرائيل،هؤلاء هم خاصتي ، وانتبه عندما أرسل تلاميذه قال لهم إلى طريق أمم لا تذهبوا، لا تذهبوا إلي هذه الأماكن،لا تذهبواإلى صور،صيدا، إلخ،هذه الأماكن لا تذهبوا إليها،أنما قال لهم أذهبوا لخراف بيت إسرائيل الضالة،فهنا يقول أنا أتيت لخراف بيت إسرائيل الضالة،أي أن هذه ليست من شعبه، هذه لست أفعل معها شيء، وكأنه رفض، فماذا فعلت المرأة؟! فجاءت وسجدت له قائلة يارب أعني،سجدت، في المرة الأولى كانت تصرخ، والصراخ يزداد،تحول الصراخ إلى سجود،أنت يارب رأيت في هذه المرأة إيمان مثل هذا،وتريد أن تعلمنا، تريد أن تعلمنا كيف نخاطبك، تريد أن تعلمنا كيف نصرخ إليك،وإن لم تستجب لا نفرغ عن الصراخ، ولكن نستمر، وإن استمريت في عدم الاستجابة فيتحول صراخنا إلى سجود،مباركة هذه المرأة التي علمتنا يا أحبائي طريق السجود، طريق الصراخ،مباركة هذه المرأة التي تركها يسوع لكي ما يبرز إيمانها لنا،لذلك إذاانتبهت في المزمور يقول لك:أن بنات صور سيأتون لك ويقدمون هدايا، فإن هذه من بنات صور، صور وصيدا،يريد أن يقول لك هؤلاء الغرباء سوف يأتون إليك،يقدمون لك هدايا، ما هي الهدايا التي تقدمها هذه السيدة ؟ صراخ، سجود،إيمان، مثابرة،أجمل هدية يريدها الله مننا هي صلاتنا، ورفع أيدينا بإيمان،قال لك "ليكن رفع يديك ذبيحة مسائية"، هذه هي الذبائح التي تسر قلب الله، فقامت هذه المرأة سجدت، هويقول لك أنا لم آتي إليك،هل أنت لم تفهمي الدرس من الصمت، فالصمت معناه عدم الرغبة،ظللت تلحي مرة أخرى، وهو ظل صامت، اصمتي أنت،ارجعي،اشعري بالخجل،اذهبي إلى منزلك،ظلت تثابر،ما رأيك عندما يقول لك شخص إنني صليت لأمرما والله لم يستجيب وإنتهى الأمر،ثم أحيانا يأتي إليك فكرعدو الخير يقول لك لأنه في النهاية الله يفعل ما يريده فلماذا أنا أتعب نفسي؟، في النهاية يفعل ما يريده، يقول لك لاأنت أصرخ والاستجابة تكون عليه،الله يريد أن يزكي إيمانك، يريد أن يمتحنه، يريدأن يخرجه، يريد أن يعلنه ومن هنا يقول لك سجدت له قائلة يا رب أعني،في المرة الأولى صمت،ثم المرة الثانية قال جواب صعب قال "أنا لم آت إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة"، فهو يزيد في الرفض في الاستجابة وهي تزيد في الإلحاح واللجاجة، خطان متعارضان،هو يبعد وهي تقترب، هو يبعد أكثر وهي تقترب أكثر،سجدت وقالت له يارب أعني فوجدنا أصعب إجابة قالها لها ربنا يسوع،(نجده أول مرة لم يجيب،الثانية قال لها أنا لم آتي إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة، وهي مستمرة في اللجاجة فسجدت وقالت يارب ارحمني)فقال لها "ليس حسنا أن يؤخذ خبزالبنين ويعطى للكلاب"، بالطبع هناك تعبيرات لا نستطيع أن نفهمها إلا من ذلك العصر، معروف جداً أن اليهود كانوا يقولون هذه الكلمة على جماعة الكنعانيين تحديداً أنهم كلاب،فهويقول هذه الكلمة ليفهمها للتلاميذ كلهم وهم يفهمون مامعنى هذه الكلمة،وهذه السيدة آتي هوهي تعرفت وصيفهاعند المسيح وعند كل بني إسرائيل أنهم يقولون عليهم كلاب،فهو قالها لهم لم يكن يريد أن يقولها لهم في أول الأمر، المهم أنه قال لهاليس حسنا أن يؤخذ خبزالبنين ويعطي للكلاب فقالت "نعم يارب والكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها"،ما هذا الإيمان؟! ،ما هذه السيدة العجيبة؟!،لم تعترض،لم توبخ،لم تحتد، لم تغضب،فقالت له نعم يارب،أنت لديك حق، وتقول له يارب الكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها، فهي جعلت جماعة اليهود اعتبرت أنهم أسيادها،وإذا أسيادها بالنسبة لكم أن أنا كلبة فاعتبرني كلبة في بيت جماعة اليهود لأن من حق الكلب أن يأكل من الفتات التي تخرج من عندهم،والكلاب تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها، إذا كنت تعتبرني أني لن استحق أن آكل من نفس المائدة أنا أيضا أقول لك أنا لم أستحق أن أكل من نفس المائدة لكن يمكن أن أتجاسر وأعتبر نفسي أن لي الحق أن أكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها، ما عظمة هذا الإيمان؟،تخيل أنت إذا أتيت إلى الكنيسة وتقول له يارب أنا لا أستحق أن أتناول،وأنا أغضبتك،أهنتك، صنعت كل الشرور،لكن هل من حقي أن آخذ من الفتات؟،هل من حقي أن أشترك في هذه المائدة كنوع من أنواع الإحسان منك أنت؟،هل من حقي أن أتقدم لهذه المائدةالمخوفة المرهوبة كنوع من أنواع الرحمة منك أنت؟ ،جميل جداً إيمان هذه المرأة،جميل جداً أن ربنا يسوع المسيح يستدرجها في الحديث لا لكي يوبخها،ولا لكي ينتهرها لكن لكي يعلمنا،لكي ما يخرج من كنوزإيمانها الداخلية لماذا؟لنا،يريد أن يوبخ بهاالكتبة والفريسين،يريدأن يوبخ بها جماعة إسرائيل،يريدأن يقول لهم أنظروا هذه السيدة الغريبة التي تقولون عليها كلبة،التي تقولون عليها أنها غريبة، التي تقولون عليها لا تستحق،التي أنتم تعاملوها بافتخار، وتعالي، وغرور،و عجرفة،وكبرياء، هل ترون الإيمان الذي داخل قلبها؟،من الذي يستحق الرحمة؟، من الذي يستحق الحب الإلهي؟، هذه هي،رأيتم الاتضاع،إذا تحدثت مع الله وصمت استمروحول كلامك إلى صراخ،إذا صمت حول صراخك إلى سجود،إن انتهرك ثابر، أن قال لك أنت لا تستحق قل له أنا أعلم أني غير مستحق، أن قال لك أنت لست من قطيعي قل له أنا أعلم أنني تركت قطيعك، لكن مثلما كان الآباء يعلمونا نصلي إلي الله ونقول له "يارب إن تركتك فأنت لا تتركني،إن خرجت من حظيرتك فأنا لا زلت خروفك"،أنا خرجت من حظيرتك لكن أنا لازلت خروفك،يوجد بي علامة تقول أني أنا ملكك،فأنا إن خرجت من قطيعك فأنا لازلت خروفك، أنا درهمك وإن لم أكن في جرابك، وأنا خروفك وإن لم أكن في حظيرتك،وأنا ابنك وإن لم أكن في بيتك، لكن أنا ابنك،ليس معنى أني خارج البيت أصبحت لست أبنك لا أناأيضا ابنك، وأنت دورك أنك تردني،ما أعظم إيمان هذه المرأة يا أحبائي التي تعلمه لنا،جميل أن الكنيسة تضع لناهذا الفصل يا أحبائي في فترة الصوم الكبير لكي تعلمنا اللجاجة، المثابرة،السجود، التضرع باتضاع،لا يوجد شيء يدخل طلباتنا إلى حضرة الله إلا سجودنا وصراخنا باتضاع، شاهدهذه المرأة، شاهد الاتضاع الذي تتحدث به، تقول له:"الكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها"،ماهذا القلب؟! قال لك"القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله"،ليس من الممكن التي مثل هذه ترفض، ليس من الممكن التي مثل هذه أبدا تخرج خارجا أبدا، ربنا يسوع المسيح أراد فقط أن يوضح لنا مقدار الإيمان الذي داخل قلب هذه المرأة، هل تتحدث مع الله بإيمان أم لا؟، تتحدث باتضاع، تتحدث بسجود،تتحدث بصراخ تعلم من المرأة الكنعانية كيف تتحدث؟،لايوجدأجمل من هذه الطريقة، أخذت الكنيسة هذه الطريقة لكي ما تتعلم كيف تخاطب سيدها،فتجد الكنيسة عندما تتحدث تتحدث بصراخ،تتحدث بتضرع،لا يوجد أجمل من كلمة يارب ارحم في الكنيسة،لا يوجدأجمل من روح التضرع في الكنيسة،لا يوجد أجمل من أنك تطلب طلبتك باتضاع أنك تقول لله أنك غير مستحق،القداس كله عبارة عن كلمة اجعلنا مستحقين، يهيئنا، أنا أشعر أني مثل المرأة الكنعانية،إذا كانت هي ليس لها حقوق أنا ليس لي حقوق، إذا كانت هي بعيدة فأنا بعيد، إذا كانت هي من شعب نجس فأنا أيضاً، إذا كانت مرفوضة أنا أيضاً،لكن لي قبول لديك،ليس من أجلي لكن من أجلك، أنا لا أثق في نفسي أنني مستحق لكنني أثق في صلاحك أنك تقبلني، هذا ما فعلته المرأة الكنعانية،غير واثقة في نفسها أنها انسانةجيدة ولا تنظر إلى استحقاقاتها،وليست تعلم أن لديها إيمان عظيم، هي لا تعرف، ولكن ظلت تصرخ وتطلب مرة، اثنين، ثلاثة،هل هناك أمر مستحيل في حياتك تشتهيه؟ تقول لي نعم أريد أن يتحقق لي أمر ما، أقول لك لا لم أقصد أمر مستحيل، لكنني أقصد التخلص من خطية معينة، خطية صعبة رابضة عند الباب، أمرشاق عليك جداً، يستحيل أنك تنال منه خلاص بمفردك، يقول لك هذا هو مستوي صراخك، هذا هو الذي يحتاج دموعك،هذاهو الذي يحتاج آنينك وصرخات قلبك، تنهداتك، سجودك،هذاهو، وإذا لم تأخذه،ثابر، استمر، لا تخف، لا تتراجع،إذا انتقلت في منتصف أيامك ولم تخلص من خطية خلاصا كاملاً ولكن كنت تطلبها باشتياق وصراخ اعتبر نفسك أنك خلصت أمام الله، الله لا ينظر إلى النتائج ولكن ينظر إلى الجهاد، إلى هذه الدرجة! أقول لك نعم،لا تيأس، اغضب،"ثابروا واعلموا أني أنا الرب"،تعلم من هذه المرأة الكنعانية،ما رأيك عندما تستخدم السجود في صلاتك؟،ما رأيك إذالم تستطع أن تسجد بجسدك أسجد بقلبك،أسجد بمشاعرك، أخضع، تعلم الخضوع،تعلم الصراخ القلبي الذي من الداخل،يارب يا ابن داود ارحمني، هل هناك أجمل من عبارة يارب يسوع المسيح ارحمني،رددها كثيراً بإيمان،الكنيسة جعلت في هذه العبارة أعمق صلاة بأقل كلام، يارب يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ، رددها،تعلمناها من الكنعانية،تعلمناها من الرجل العشار،تعلمناها من التلاميذ،تعلمناها من بطرس الرسول، طلب التوبة وطلب الرحمة، تجده يقول لها أنت الكلاب أفضل منك قالت له أنا أعرف، أنا أعرف،قال لها لا يصح أن حقوق الأبناء يأخذها العبيد ويأخذها الكلاب قالت له أنا أيضاً أعرف،لم تعترض لكن تقول له نعم يارب فهي تكمل كلامه، وأيضاً حينما قال لها البنين تجدها لم تقل له الفتات الساقط من مائدة البنين لا لم تقل نفس الكلمة التي قالها بل قالت له مائدة أربابها، هو قال بنين وهي قالت أربابها أي أنها رفعتهم أيضا عن درجة البنين،ماهذا؟، أناآتي الكنيسة وأقول له يارب هذه مائدة أربابي،هذه المائدة السماوية،هذه المائدة التي فيها خبز نازل من السماء، فهل أنا أستحق؟ أنا لا أستحق، لكن أنا أعلم أني أنا استحقاقي فيك، لأن حقي ونصيبي هولديك، لأني أنا ابنك، حتى وإن تركتك،"حينئذأجاب يسوع وقال لها يا امرأةعظيم إيمانك فليكن لك كماتريدين"، أخيراً أجبتها يارب!، أخيراً بعد كل هذه المعاناة!، قال لك نعم،اصبروا، "بصبركم تقتنون أنفسكم"،أصبر،لا تتعجل، إذ طلبت طلبة ثابر، طالما هي تتفق مع صلاح الله استمرفي طلبها العمر كله،هنا كخطية لديك تطلبها منذ زمن وبدأت تيأس من هذا الطلب يقول لك لا تعلم من الكنعانية أن تحول طلبك إلى صراخ، وصراخك إلى سجود، وسجودك إلى اتضاع،وتظل تطلب، حتى وإن لم يتكلم،حتى أن أظهر رفض،لذلك أستطيع أن أقول لك هذه الكنعانية تعلمنا منهج،يقول لك عظيم هوإيمانك، أنت يارب كل هذاتعطينا فرصة لكي يظهر الإيمان، كنت تمتحن إيماننا يقول لك أنا لدي امتحانات إيمان كثيرة جداً، كثيراً من ظروف في حياتنا يا أحبائي لا نقبلها لكن هي كانت امتحان والهدف منه أنه في النهاية يقول لي عظيم إيمانك، لماذا الله أحياناً يمكن أن يصبر علي ولا يستجب لطلبتي؟إنه يريد أن يرى مدى ثباتك،وثبات عزمك في الطريق لكي في النهاية يطوبك أكثر،يتوجك أكثر،ويقول لك عظيم إيمانك، ومن الممكن أن يكون يريد أن يعلم بك آخرين ،ومن الممكن أن يكون يريد أن يزكيك أنت،يعطيك مكان أفضل،من هنا قال "يا امرأة عظيم إيمانك فليكن لك كما تريدن فشفيت ابنتهامن تلك الساعة"،من وقت أن قال لها هذا الوعد شفيت البنت في البيت، هو الخالق، هو القادر، قادر أن يخلص، قادر أن ينجي،القادر، شفيت ابنتها من تلك الساعة،أنظر ما هي بداية القصة وما هي نهايتها، وأنظر في البداية عندما كان يعامل جماعة اليهود حينما كانوا يكلموه على أن تلاميذك لم يغسلوا أيديهم قبل الأكل،وظلوا يدخلوامعه في حوار لاقيمة له أبدا،وأنظر إيمان هذه المرأة يريدأن يقول لك اجعل لديك إيمان مثل هذه المرأة،وأن لم يستجب لك فلا تيأس،ولا تتراجع بل ثابر، اطلب، اصرخ،اسجد، وإن حتى رفضت قل له أنا سأظل أجلس عند باب بيتك، جميل جداً ياأحبائي أن الإنسان الذي يدخل الكنيسة يكون لديه مشاعر يريد أن يسجد،يريد أن يقبل كل جزء في الكنيسة،يتقدم للتناول برعدة، بخوف،بمشاعر لا يستطيع أن يصفها، أنا غيرمستحق لكن أنا أحتاج أن أدنو منك، أنا مريض لكن أنت الذي تشفيني، وتخلصني، أنا غير قادر لكن أنا أثق أنك أنت القادر، هذا هو المنهج الذي علمته لنا هذه المرأة، يا امرأة عظيم هو إيمانك،ما رأيك عندما يدخلنا الرب في امتحان إيمان هل ننجح؟، هذه المرأة نجحت في أربع مراحل نحن نسقط من أي مرحلة؟! هل الأولي أم الثانية أمالثالثة أم الرابعة؟! ،ثابر،عظيم إيمانك،فشفيت ابنتها من تلك الساعة ربنا يعطينا يا أحبائي ويعلمنا إيمان الطلب، لجاجة الطلب، الصراخ في الطلب،السجود في الطلب،فيستجيب لنا،و ننال المدح "عظيم إيمانك" ربنا يكمل نقائصناويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .