الأبدية والملائكة الجمعة الثانية من شهر بؤونة

Large image

تُعيد الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك بتذكار رئيس الملائكة الجليل جُبرائيل و بالأمس 12 بؤونة كان تذكار رئيس الملائكة الجليل ميخائيل , فنجد القراءات تدور حول الملائكة , نجد مزمور اليوم يقول "امام الملائكة أُرتل لك " و نجد إنجيل اليوم يقول :" و متى جاء إبن الإنسان فى مجده و جميع ملائكته القديسين معه , فحينئذ يجلس على كرسى مجدهو يجتمع إليه جميع الشُعوب و يُميز بعضهم من بعض كما يُميز الراعى الخراف من الجداء " و كأنه يُريد أن يقول و كأن الملائكة رؤساء جُند الرب , هؤلاء هُم الذين يتقدموه و يُنفذوا أحكامه , فعندما سيأتى الإنسان , سوف لا يأتى بمفرده , سوف يأتى و معه جميع ملائكته , فهذا المنظر يُشبه منظرمرور شخصية كبيرة جدا فى المُجتمع "رئيس أو مثله " فيجب ان يكون معه جنود , و بالطبع أهم ما فى الجنود هُم رؤساء الجنود . و هُم رؤساء الملائكة , فاليوم تذكار الملاك جُبرائيل رئيس الملائكة , و لهذا يُكلمنا عن مجيئه الذى سيكون معه ملائكته أثناء هذا المجئ و يصف لنا المشهد و يُبين لنا إن النملائكة سوف يقفوا أثناء دينونة العالم كله و ينفذوا الحُكم و لهذا . و لهذا يا أحبائى الملائكة ليس لهم صلوات فقط بل شفاعة ايضا . فلماذا لهم شفاعة ؟؟ لأنهم يحضروا مجلس الدينونة , فإذا نحن لابدأن يكون لنا علاقة بهم و شفاعة بهم . فهنا يقول لك " متى جاء إبن الإنسان فى مجده و جميع ملائكته القديسين معه "ز فى الحقيقة يا أحبائى الإنسان يغفل عن حقيقة مجئ السيد . و لكن هذة الحقيقة حقيقة ثابتة جدا إلا إن عدو الخير يُحاول أن يطمسها جدا , فقدر ما هى حقيقة هامة و واقعية و محوارية جدا , قدر ما عدو الخير يُحاول أن يطمسها و يجعلنا نتناسى هذة اللحظة , و لهذا نُريد أن نُركز على حقيقة مجيئه و كيف يأتى و كيف يُحاسب .
حقيقة مجيئه لابد أن تكون ثابته داخل قلوبنا أكثر من حقيقة إننا موجودين و عايشين , فهو سيأتى سيأتى و سيأتى قريبا و سيأتى سريعا و قدومه لابد منه , لأنه أرسلنا إلى العالم لا لنبقى فى العالم بل لكيما يأخذنا إليه مرة أخرى و عندما يأخذنا سيأتى , سيأتى و فى مجد . فالكنيسة تُرسِخ فينا فكر الحياة الأبدية . تُثبته , تجعل إشتياقتنا إله , تجعل أفكارنا فيه و قلوبنا فيه . فالكنيسة تجتهد أن توصل فينا حقيقة الأبدية , فنحن نقول "و ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهرا الآتى آمين " و فى القُداس نقول :" و ظهوره الثانى الآتى من السماوات المخوف المملوء مجدا " الكنيسة تُحاول ان تجعلنا يإستمرار رافعين نظرنا للسماء , لماذا للسماء؟؟ لأننا بإستمرار متوقعين مجيئه , فإذا أخذت بالك من كل صور الكنيسة التى توجد فى الاعلى تجدها مُعبره عن المجئ الثانى , فمثلا هُنا فى كنيستنا , تجد مجموعة ملائكة و فى وسطهم صليب , فأقول لك " ما هذا الصليب؟؟" أقول لك إن هذة هى العلامة التى ستظهر قبل مجيئه , ستظهر فى السماء و كأن نحن و نحن جالسين فى الكنيسة , كأن الكنيسة تقول لك إن العلامة ظهرت , فماددام العلامة ظهرت و معهم الملائكة , فمعناها إن الله قرب جدا أن يأتى . فالكنيسة دائما تُريد أن تُرسخ فينا إن مجيئه قريب جدا . فالكنيسة تفعل هذا , لأن الفكر الذى يجعل الإنسان يزداد فى شروره هو إنه يعتقد إن مازال الكثير من الوقت على مجئ السيد المسيح و هو سوف لا يأتى الآن , فلا يوجد دافع إذا هُنا أن يتوب , و لكنه سيأتى و سيأتى سريعا , فإذا وضع الإنسان هذا المعنى فى أذهانه , سوف يجعله مُتحفز على التوبة , مُتحفز على ان يقتنى فضيلة مععينة و يكون فى جهاد بإستمرار و لهذا يقول لنا " نعم أنا آتى سريعا " فالأبرار يا أبائى بقدر ما يشغلهم أمور كثيرة فى جهادهم الروحى , على قدر ماأهم شئ لا يُفارقهم ,هو مجئ السيد يسوع المسيح . فالذى يعلم إن الله قرب أن يحضر , يُصلى بتهاون أم يُصلى بيقظة , و الذى يعلم إنه قُرب أن يأتى تزداد أطماعه فى العالم , أم يزداد نُسك فى العالم . فاليوم رأينا سيرة قديس كان زاهد و ناسك و لكن العدو خدّاع , و إستطاع أن يخدع أسقف زاهد ناسك مُتقشف , فقال له :" أنت يجب ان تجعل لنفسك قيمة , فإحضر لنفسك أوانى فضة , حتى إذا جاء الناس ليزوروك , تعرف إنك رجل غنى , فبالفعل أحضر بعض أوانى ذهب و فضة , فسمع به أخوه صديق له , أسقف , فقال :" كيف أتركه فى هذا الحال !!" فعمل نفسه غنه سيذهب لزيارة القُدس و مر عليه , فوجد عنده هذة الأوانى , فقال," لابد إن ما سمعته كان صحيح , فلا يوجد أحد تجنى عليه , فرأى الأوانى الفضة و بقولوا عنه إنه تألم فى قلبه لأخوه , فقال أنا سوف أعمل حيلة لأجعله يتخلص من هذة الأوانى , فبعث له و قال له " أنا أريد هذة الأوانى لأننى أتى لى ضيوف من الناس الأكابر وأريد هذة الأوانى حتى أقدم لهم فيها " فبالفعل بعث له هذة الأوانى , فأخذخا الأسقف وباعها و دفخ ثمنها للفقراء . فبعث له الأسقف الآخر و قال له ," إحضر لى الأوانى " فقال له " حاضر " فبعث له مرة و 2 و 3 , حتى تقابلوا مع بعض , فقال له الأسقف أنا سوف لا أتركك إلا عندما تُحضر إلىّ الأوانى , فنرى هُنا كم إن الأمر دخل جواه , كم إن الأمر سيطر عليه و كم إن الأمر أفقده سلامه , فإنه وقع فى خطية حُب القنية , فحُب القنية مُذل و مهين . فيقولوا إن هذا القديس الذى يُسمى بأبى فانيوس صلى إلى الله , فالله ضرب هذا القديس "القديس يوحنا" بالعمى , فبكى جدا و قال أنا لم أعد أرى , فصلى له القديس أبيفانيوس فأبصر بعين واحدة , فقال له " أنت تعلم لماذا أبصرت عينك الآن, حتى تظل فاكرو لا تنسى الصعف الذى حدث لك و الله ترك لك هذة الحكاية علامة , علامة على قُدرتك على الخطية فى عينك التى فتحت و علامة على خطيتك فى عينك التى لم تُفتح بعد , فقال بعد ذلك عن القديس يوحنا إنه ذهب و باع كُل ما كان له . الإنسان يا أحبائى الذى يعلم حقيقة مجء السيد يسوع المسيح , فترسخ فى قلبه و تجعل أمور كثيرة لديه تُصلح , فعندما تقترب النفس إلى الله , و تتشف حقيقة مجيئه , تحيا فى مخافة . و لهذا الإنسان الذى يحيا فى البر , يشعر إن الله قريب جدا جدا جدا , و لكن الإنسان الذى يعيش بعيد عن الله , يشعر إن مجيئه يقترب إلى الأوهام و الخيل . فرسخ فى قلبك حقيقة مجيئه , إنه سيأتى و سيأتى سريعا و قدومه لابد منه . و لكن كيف سيأتى
كيف سيأتى؟؟ أقول لك إحذر , نحن تعودناأن نرى ربنا يسوع فى منظر متُضع , تعودناه طفل موجود فى بيت لحم , فى مذود بيسط , تعودناه يمشى فى شوارع الناصرة فى هيئة بسيطة و مُتضعة و تربى فى بيت نجّار و إنتسب إليه , فيأخُذ الناس على جبل , يأخذ الناس فى مركب و رأيناه فى مُنتهى الضعف , و لكن عندما سيأتى , سيأتى فى مجد , فالشكل الذى تعودنا عليه , ليس هذا الذى سنراه به , فهو كان فى ذلك الوقت فى حالة إخلاء . فتقرأ فى سفر الرؤية , فى الإصحاح الأول , يوحنا عندما رأه , قال: " عيناه كلهيب نار و مُتمنطق بمنطقه من ذهب عند ثدييه و رجلاه مثل عمود النحاس و ثوبه أبيض كالثلج و شعره أبيض كالثلج و ثوبه , مُتسربل به إلى القدمين " فهذا وصف مهوب جدا . نعم , فعندما سيأتى ربنا يسوع المسيح سيأتى فى مجد , ومعه محفل ملائكته " رئيس جُند الرب ". من المعروف إنه فى الدولة تكون أول شخصية بعد رئيس الدولة , هو رئيس الجيش , فإذا أنت أردت أن تعرف , ماذا يُعنى برئيس الملائكة ؟؟ أعرف إن ربنا إذا أراد أن يُنفذ شئ , يُكلفه هو بهذا الأمر . فمن هذا ؟؟ فخذا هو المُنفذ لأوامرة . فالله سيأتى و معه محفل ملائكته . تذكر دائما مجد الرب , جميل جدا إنك تعرف كم إن مجده هذا مهوب جدا و مخوف و ملأ السماوات و الأرض .فنحن نقول له "السماء و الأرض المملوئتان من مجدك الأقدس " . و الإنسان الذى يعيش فى مجد الله , لا يشعر أبدا إنه ضعيف و لا يشعر إنه مُحتاج إلى شئ . فأنا عندما اعرف إن كُل هذا المجد يخُص أبونا السماواى و هو عمله لى أنا , فعندما اناأدخل بداخله سوف لا أشعر أى ضعف و لا فقير و لا مِسكين و لا مُحتاج لأى شئ و لا أمور العالم تستطيع ان تخدعنى , فهذا هو المجد. الله يا أحبائى عندما اتى إلينا , اتى إلينا فى هيئة نحتملها , لم نكن نحتمل ظهوره فى هذا المجد و لكى يجلس معهنا و يُعلمنا و يتكلم معنا , كان لابد ان يخلى نفسه من المجد , و يقول لك " صار كواحد منا , إذا تشارك الأولاد فى اللحم و الدم , إذا تشارك فيهما " فكان لابد ان يأخذ طبيعتنا حتى يُعلمنا بها و يُفدينا بها فكان لابد ان يأخذ نفس الهيئة ". و لكنه ليس كهذا , هو هيأته فى مجد , و لهذا عندما تاتى للوقوف فى عبادة , لابد أن تشعُر إنك فى عبادة امام يسوع المُمجد , فتجد الكنيسة تضع لك فى" البنطوكراطور " أى حُضن الأب , يسوع الجالس على العرش و نجد علي رأسه تاج , و من الممكن أنترى أكثر من تاج , فكأننا نقول لك , هذا ملك الملوك و سيد الأسياد و تجد أيضا الكرة الأرضية أسفل قدميه , فهذا هم مجد الله . و ليس هو الذى نحن رسمناه فى خيالتنا من خلال إخلاء نفسه من هذا المجد كما يوجد فى الأناجيل الأربعة , فمابالك إذل وقفت أمام الله و انت واضع أمامك صورة هذا المجد العظيم و عارف إننا حاضرين فى حضرة الملك السيد , المخوف و المرهوب و لكن بالنسبة لنا هذا الخوف و الرعدة لا يُجلب لنا جزع منه بل إنه يوّلد إنسحاق و مزيد من روح العبادة , ليس خوف يطردنا و لكنه خوف يُجذبنا و لهذا يأتى و يقول لك فى مجده مع ملائكته القديسين و يجلس على كُرسى مجده . فجميل جدا يا أحبائى إن الله أجعل لنا خيال و لكن عدو الخير ينجح فى أن يجعل خيالنا نُخيف أو شرير أو خيال غير واقعى , فأقول لك من التداريب الجميلة التى يُعطيها لنا الآباء " إستخدم خيالك فى أمور تفيدك ". فما رأيك إذا كٌنت بإستمرار فى خيالك ترسم لك صورة مجئ الرب يسوع المسيح فى مجده مع ملائكته و جالس على كُرسي مجده و نحن كُلنا واقفين أمامه . إستخدم خيالك . قوة هائلة أعطاها الله للإنسان و لكن للأسف إستغلها عدو الخير أكثر مان نحن نستغلها , فنستغل الخيال فى الشر أكثر ما نستغله فى البر . فأريدك ان تتخيل , تخيل مجيئه مثلما يقول الكتاب " و يقف أمامه جميع الشعوب " و هو آتى مع ملائكته و جالس على كُرسي مجده و تقف أمامه جميع الشعوب , فما الذى سيفعله , يقول لك " يُميز بعضهم من بعض كما يُميز الراعى الخراف من الجداء و لذلك نحن قُلنا حقيقة مجيئه و كيف يأتى ثم بعد ذلم , ما الذى سيفعله عندما يأتى .
ما الذى سيفعله عندما يأتى ؟؟ فأقول لك " سيميز , الخراف عن الجداء . فجطالما نحن هُنا الخراف يعيشوا مع الجداء , لا يعزلوهم و لا يفصلوهم , فيكونوا ناس فى العمل شكلهم زى بعض بالضبط , جيران , شكلهم زى بعض بالضبط , فى الشارع , شكلهم زى بعض بالضبط , حتى داخل الكنيسة , ناس شكل بعض بالضبط , لا يوجد أحد يُميز واحد عن الآخر. و لكن الله فقط هو الذى له حق التمييز , يُميز الخراف عن الجداء , فيضع الخراف عن يمينه و اليمين عن يساره . فيُرحب الخراف و يقول لهم " تعالوا إلىّ لأنكوا كُنتوا تباركونى على الأرض , تعالوا إلىّ يا مباركى أبى رثوا المُلك المُعد لكم قبل إنشاء العالم " و كأن الناس الذين وضعوا على الشمال , يقولوا إشمعنا هؤلاء تأخذهم إليك ؟؟ فلماذا إخترتهم , شكلهم شكلنا و مثلهم مثلنا لماذا لم تاخذنا إليك ؟؟ و كأنه يُجيب على اليسار و يقول لهم " لأنى جُعت فلم تطعمونى عطشت فلم تسقونى , كُنت غريبا فلم تأونى , عُريانا فلم تكسونى , كُنت مريضا فلم تفتقدونى و كُنت غبريبا فلم تأتوا إلىّ" فجميل جدا إن الإنسان يا أحبائى يضع الله أمام قلبه و يتعامل مع الكُل كأن الله يسكن فيه , جميل جدا إنه عندما يعرف إنسان إن هُناك إنسان فى شدة أو إنسان فى تجربة , فالإنسان الذى يوجد فيه خوف الله و محبة الله , يرى الله فى الشدة و يرى اللله فى الإنسان المُتضايق , فما الذى يجب أن يفعله؟؟ يرى الله فى الشدة و يرى الله فى الإنسان المُتضايق , فما الذى يفعله ؟؟ يهتم به , و لا يهتم به كشخص و لكن يهتم به كالله فى شخصه , فقال " بما إنكم قد فعلتم هذة بأحد اخوت هؤلاء الأصاغر فبى قد فعلتم " و لذلك قال لهم " تعالوا عن يمينى ". إجعل الله أمامك , شاهد اللهبعث لك كم من فرصة , تُشاهد فيها الله, و من الممكنأننا لا نراه, فكُلنا فاكرين القصة العظيمة التى للقديس العظيم الأنبا بيشوى , عندما قال له الرب يوع المسيح " أنا سأظهر لك انت و تلاميذك " و بشّر تلاميذه و قال لهم " هيا بنا لنرى ربنا يسوع و نخرج " فكلهم خرجوا و جروا و عندما سألهم واحد عجوز لكى يحملوه لأنه لا يستطيع ان يمشى , فلم يوافقوا , ولا أحد وافق سوى الأنبا بيشوى الرجل الغلبان الضعيف و أضعف واحد و هزيل جدا منكثرة النُسك و ظهره مُنحنى , فقال له " انا مكسوف أقول لك , و لكننى نفسى أذهب لكى آراه , فقال له " تعالى يا حبيبى أنا سأحملك " و يجد الحمل يثقل و يثقل و كأنه يُريد أن يقول له , نزلنى , إذا كُنت تُريد أنتُنلنى نزلنى و لكنه يجد الحِمل عمال يُثقل , فيقول له " يا رب قوينى و لا تكسف هذا الرجل " و فى النهاية وجده يرتفع عنه و قال له " طوباك يا حبيبى بيشوى " و أعطى له الوعد إن جسده لن يرى فساد , فما هذا ؟؟ الإنسان الذى عينه مفتوحة لكى يرى المسيح سيرى المسيح , سيراه فى مريض أو مُحتاج أو محبوس و سيراه فى إنسان يسأله , إفتح قلبك و تجد المسيح يقول لك " انا أمام عينك , انا قريب منك . و لهذا سيميز الخراف عن الجداء . و لهذا طالما نحن موجودين الآن , إجعل فى فكرك و فى قلبك هذا المشهد المرهوب . و قُل له يا رب إجعلنى ان أكون من الذين على اليمين , و إذا اردت ان أعرف أنا من اليمين أم من اليسار , أسأل نفسى عن أعمالى , كُل يوم الله يُعكيه لى , أنا أحقق فيه , هل انامن اليمين ام من اليسار , هل أنا أرضيك , هل انا أعيش مجيئك فِعلا , هلحقيقتك يا رب ثابتة أمام عينى ؟؟ هل فِعلا مجيئك ,مرسومة أمام عينى بإستمرار ؟؟ هُنا يقول لك " تعالى عن يمينى , تعالى رث المُلم المُعد لك من قِبل إنشاء العالم " الله ينتظرنا فى أبديته مُنذ الأزل و خلقنا لا لنهلك بل لنخلص . فهو مُنتظرنا . فهذة الأبدية التى عملها الله عملها لأجلنا و سعادته إنه يجد اولاده معه و لهذا استطيع أن اقول لك " إن مجيئه يجب أن يُرسم أمام أعيننا بإستمرار. أسأل نفسى كثير , أنا إين هو مكانى الآن , فأحيانا كثيرة الإنسان يعيش بداخل دائرة , لا يستطيع أن يرى نفسه بها , و الإنسان مُحتاج أن يهدأ إلى لحظات و يخرُج خارج دائرة نفسه و ينظر إلى نفسه من بعيد . الإنسان نفسه يحكم على نفسه , خرّج نفسك من دائرة إهتماماتك و الذى فى ذهنك و مشغولياتك الكثيرة و إخرج منها و قف بعيد عنها و إعرف نفسك و تعرف أن تُقاومها , فكيف انت تمشى إذا ؟؟ و لهذا أستطيع اناقول لك " إحكم على نفسك قبل أن يُحكم عليك " . فهيا بنا قبل دينونته هو لك , تعالى أنت ة حاسب نفسك , لأنك ستأتىفى يوم و تقف أمامه و لهذا يقول لك يقول للذين عن يساره " إذهبوا عنى يا ملاعيين , إلى النار الأبدية , المُعدة لإبليس و ملائكته , لأنى جُعت فلم تطعمونى , عطشت فلم تسقونى , كُنت غريبا فلم تأوونى , كُنت عُريانا فلم تكسونى , كُنت مريضا فلم تزورونى , كثنت موجوعا فى السجن فلم تأتوا إلى , حينئد يجيبونه أيضا قائلين " يا رب متى رأيناك جائعا أو عطشانا أو غريبا أو مريضا أو محبوسا و لم نخدمك " فالواحد يقول له , يا رب يسوع , أنا أريدك فقط أن تقول مرة أنا جعان و أنا سآتى إليك فورا و لكنك للآسف يا يسوع عمرك ما قُلت لنا إننى عيان أو تعبان , فيقول لنا : لا , أنا أقول لكم بما إنكم لا تفعلوا يأحد إخوتى هؤلاء الأصاغِر فبى لم تفعلوا , جميل يا أحبائى الانسان الذى عينه مفتوحة على المسيح و يراه فى كُل مُحتاج , قال لك " سيذهب هؤلاء إلى عذاب أبدى و الأبرار إلى حياة أبدية , يا هنانا يا احبائى المجد الذى فعله لنا الله , يا لفرحنا و يا لسرورناو يا للمجد الذى أعده لنا لكى ما نكون فى حضرته بإستمرار نُعد مع قديسيه و مع ملائكته. تقوللى و لكن هذا المشهد مشهد رهيب جدا الذى يوجد فى متى 25 , فأقول لك " فلماذا تقرأها علينا الكنيسة الآن ؟؟" حتى نُراجع أنفسنا قبلما تأتى اللحظة التى تقول لنا فيها "أنا لا أعرفك " قبلما يأتى و يقول لهم " يما إنكم لم تفعلوه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر فبى لم تفعلوا و يذهب هؤلاء إلى عذاب أبدى " . فالكنيسة تقول لك " إنه مازالت الفُرصة موجودة " و من الممكن ان ربنا من حنانه يسمح لآبائنا القديسين إن من الممكن أن يروا فيها رؤية , يرى فيها دينونته , حتى إذا كان عنده نقطة ضعف , ربنا يوقظه منها , فيقول له إنت بالفعل قلبك حنين و تُحبنى و كل شئ و لكن هُناك نُقطة ضعف فى حياتك و هذة النُقطة واقفة فى طريق خلاصك و من الممكن إن هذة النقطة تُبعدك عنى و أنا أريدك ان تُقرب لأنك قطعة منى و أنا لا أحتمل إبتعادك عنى و نتذكر بإستمرار حقيقة مجيئه . ربنا يُعطينا يا أحبائى ان نتذكر بإستمرتر حقيقة مجيئه و أن نتأمل فى مجده بإستمرار و نرسمه أمام أعيننا و ان نتأمل أنفسنا و ماذا سيكون نصيبنا و ما هى المُكافأة التى تنتظرنا و ما هى العقوبة التى تنتظرنا . الله يسمح يا أحبائى أن نُراجع أنفسنا لنكون من الأبرار الذين يذهبون معه إلى الأبدية و أن نجلس معه عن يمينه . ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين.

عدد الزيارات 1512

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل