البشارة بالخلاص الجمعة الرابعة من شهر بؤونة

Large image

تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك باستشهاد القديس حنانيا الرسول، وهوأحد السبعين رسولاً،وقد تم اختياره لكي ما يكرز في بلدة دمشق، وعندما ذهب معلمنا بولس الرسول لكي يضطهد المسيحين في دمشق وهو في الطريق ظهر له رب المجد يسوع فسقط على وجهه، فقال له أذهب للزقاق المستقيم ستجد هناك حنانيا، وهو الذي عمده، وهو الذي مكث عنده إلى أن نزلت القشور من عينه، كرز، علم، بشر، آمن كثيرين علي يديه، وفي النهاية نال أكليل الشهادة.
الكنيسة تقرأ لنا اليوم قراءات تخدم البشارة، تخدم الكرازة، المزمور يقول لنا"بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه، سبحوا الرب يا كل الأرض، سبحوا الرب وباركوا اسمه"، يريد أن يقول لك أن الخلاص الذي فعله ربنا يسوع المسيح لابد أن ينتشر، لابد أن يكرز به، لابد أن ينادى به، بعض الآباء عندما يشرحوا الكتاب المقدس نجدهم يقسموا الكتاب المقدس إلى خمس أجزاء، العهد القديم كاملاً يقولون عليه هذا الإعداد للخلاص، البشائر الأربعة يقولون عليها هذا فعل الخلاص ، أعمال الرسل يقولون عليها نشر الخلاص، الرسائل يقولون عليها شرح الخلاص، سفر الرؤيا يقولون عليه إتمام الخلاص ، العهد القديم بأكمله هو إعداد للخلاص فهو يحتوي على العديد والعديد من الرموز،النبوات، إشارات على مجيء المسيا، على الفادي، على الصليب،على الغفران، على الدم، كلها رموز كإعداد للخلاص، رأينا في البشائر الأربعةكل ما قيل عنه في العهد القديم يتحقق فهوفعل الخلاص، رأيناه يولد في مزود كحمل، يقول لنا أنا أرفع خطية العالم، رأينا يوحنا المعمدان الذي يتحدث عنه إنجيل اليوم من بشارة معلمنا مرقس الإصحاح الأول يتحدث عن كرازة يوحنا كسابق للمسيح لأننا اليوم نتحدث عن الكرازة أو البشارة، نجده يقول "ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك"،"صوت صارخ في البريةأعدوا طريق الرب، سهلوا سبله"، بشارة، كرازة، تمهيد، فنجد أن كل ما أعده العهد القديم تم فعله في البشائر الأربعة، وشاهدنا صورة المسيح المولود في مزود، الحمل الوديع الهادئ، الذي علق على الصليب من أجل خلاص العالم كله، وقام وصعد وأرسل الروح القدس، يأتي سفر الأعمال يقول لك لا يكفي فعل الخلاص، لا يكفي أن يسوع صلب ومات وقام، لابد أن هذا الخلاص يعلن، ولابد أن يكرز به، شاهدنا في سفر الأعمال كرازة الآباء الرسل،ثم نأتي لنشاهد الرسائل قال لك من الممكن أن يكون في موضوع الخلاص أمور غامضة، من الممكن أن يكون لدينا أشياء تحتاج لفهم، فنجد في رسائل معلمنا بولس الرسول كلها الأربعة عشر، ورسائل الكاثوليكون السبعة أي ٢١ رسالة نجد فيهم شرح للخلاص، نجد في النهاية سفر الرؤيا هو إتمام الخلاص، وبهجة أن المخلص أخذ أولاده بالفعل،وعاشوا معه في الملكوت الذي لا يعبر عنه،الذي لا يوصف، وبدأوا يكونوا في عشاء عرس الخروف حيث الحمل المذبوح من أجلهم، "نشرالخلاص"، الخلاص لابد أن ينشر، ماذا فعل الآباء الرسل؟ وزعوا بعضهم البعض، فعلوا قرعة على بلاد العالم كله، معلمنا بولس الرسول كان يجول بين بلد وبلد، ينشر الخلاص، وكان في كل مكان يدخله يكرز بالتوبة وبمعرفة يسوع المسيح الفادي، ومعرفة قيمة النفس عند المسيح،يقول لك الذي "أحبني وأسلم ذاته لأجلي"، يتحدث عن أن هذه المحبة هي محبة للكل، بدأ يشعر كل إنسان بعلاقته الشخصية مع الله، وبعمل صليبه في حياته، نشر الخلاص، كل مكان يذهب إليه يظل يعظ، وبدأ في مجامع اليهود، يكرز فمن الممكن أن يكون بينهم أشخاص يستجيبوا، وبالفعل كان بينهم أناس تستجيب، ولكن أشخاص أخر قاموا بطرده فماذا فعل؟ يذهب إلى بلاد أخرى، يذهب لشعوب أخرى، يقول لهم إذا كنتم أنتم رفضتم أنا أذهب لأمم بعيده، وذهب وكل مكان يدخل فيه يتحدث وينشر الخلاص،جاء وقت معلمنا بولس الرسول وعظ في مجامع اليهود، وعظ في معابد الأمم، وعظ في الأسواق، وعظ في المنازل، وعظ في الشارع، في أي مكان،كان يجد أي تجمع يتحدث معهم، يذهب أثينا يجد هناك مكان مكتوب عليه مذبح لإله مجهول يقف بجوار هذا المذبح ويقول لهم أنا أتمنى أحدثكم عن الإله المجهول الذي تتطلعون إليه ولكن لا تعرفونه، أنا أتيت لكي أحدثكم عن الإله المجهول ويجد لنفسه مدخل للحديث، ماذا فعل؟ يقول لك بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه، يبشر بالخلاص، أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يعد الطريق أمامك، كانوا كالملائكة يعدوا الطريق، كانوا يصرخون، كانوا يبشروا، كانوا يعلموا، كانوا يعمدوا، كانوا يقبلون التوبة، كلماتهم كانت تنخس القلوب وتوقظ الضمائر، وصلت الدرجة لمعلمنا بولس الرسول أنه كان يستغل فرصة وقوفه أمام والي من أجل أن يخلص هذا الوالي، عندما يقف شخص أمام والي يكون مرتعد، خائف، ويظل يقول يارب أنقذني من تحت يد هذا الرجل الظالم، يقول لك لا أبدا، بل هو يقف أمام فليكس الوالي يحدثه عن البر والدينونة والتعفف،فليكس ارتعب من الكلام، لا يحدثه في العقيدة،لم يدخل معه في حوار أنه لابد أن يعمد،لا بل حدثه أولا عن البر والدينونة والتعفف، نحن إذا تقابلنا مع أي إنسان أية كانت عقيدته يمكن أن نتحدث معه في هؤلاء الثلاث نقاط، فالبر يخص الكل، الدينونة هي للكل، التعفف للكل، لكن بالطبع عندما تكون الخلفية أرضيه روحية مبنية على خلاص ربنا يسوع تكون مذاقها حلو، معلمنا بولس الرسول بدأ معه بالبدائيات، مثلما كان يقول أنا سقيتكم لبنا لا طعاما لأنكم بعد لا تحتملون، يريد أن يقول لهم إذا كنتم لا تعرفون أن تأكلوا الأطعة البسيطةكيف أطعمكم الأطعمة الدسمة، يكرز في كل مكان،بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه، كل يوم، لا يوجد يوم ولا ساعة ولا وقت يمر على أحد الآباء الرسل إلا وكانت الغيرة تأكله على نشر الخلاص، الخلاص داخله، فهو يشعر أنه صعب عليه جدا أن يتمتع به بمفرده لابد أن ينشر، تحدث مع فليكس الوالي يرعبه يقول له أذهب الآن وحينما أحصل على وقت سأستدعيك، يريد أن يقول له كلامك أعجبني، لكنني لا أستطيع التجاوب مع كلامك،لكن دعنا الآن ثم بعد ذلك نتحدث أحياناً كثيرة يمكن أن الله يرسل للإنسان صوت من السماء ولا يتجاوب معه ويقول له ليس الآن ولكن بعد حين، يصل به الدرجة أنه من الممكن أن يكرز أمام رئيس كهنة، تخيل أنت عندما يقف شخص أمام أب بطريرك ويحدثه، هذا منصب ديني كبير جداً، قال له أنا كنت أريد التحدث معك، ويقف وتصل به الدرجة أنه يقف ويتحدث أمام الوالي الذي بعد فليكس اسمه فستوس،وبعد ذلك أمام الملك واسمه أغريباس، يظل يتحدث أمامهم، ويقول له أنا أحسب نفسي سعيد أني أقف أمامك وأنا أعرف أنك تعرف الكتب، وأعرف أنك تعرف الأنبياء، يقول له أدخل في الموضوع، يتحدث معه عن الأنبياء، يكرز لملك، يقف أمام ملك لكي يكرز له،يقول له أنا سعيد جداً أني أقف أمامك الآن، لدرجة أن الملك قال له أنت "أبقليل تقنعني أن أصير مسيحياً؟!"،هل أنت ترى أنني رجل ضعيف لهذه الدرجة لكي ما تقف أمامي وتقول لي كلمتين فأصير مسيحياً، قال له بقليل وبكثير أنا كنت طوال اليوم أصلي من أجلك، لا من أجلك فقط بل لجميع الحاضرين معنا، أنا أتمني أن تكونوا مثلي ما خلا هذه القيود، أنا أتمني أن تصيروا كلكم مسيحين مثلي لكن أنا لا أتمني أن تكون في يدكم سلاسل، ما هذه الجرأة ؟، ما هذه القوة؟.
لذلك يا أحبائي ونحن في فترة صوم الآباء الرسل نتذكر جهودهم ونشرهم للخلاص وبشارتهم وتعبهم، تعبهم الذي كان مسنود بعمل نعمة جبارة من داخلهم الذي جعلهم يتكلموا ولا يصمتوا، معلمنا بولس الرسول قبل أن يذهب أورشليم كان يقيم في بيت شخص اسمه فيلبس المبشر، كان لديه أربعة فتيات عذارى كن يتنبأن، فالفتيات تنبأوا بكلام كان يخيف قليلاً، فلم يأخذوا كلامهم في الاعتبار، وجدنا شخص يخلع حزام معلمنا بولس الرسول(المنطقة التي تخصه)، أخلعه منطقته وأخذها هو وارتداها، ما هذا النبي، ثم بعد ذلك أعطاه نبوة أنه سوف يتألم ويذهب أورشليم، يتألم ويجلد ويقتل بأيدي اليهود، عندما قال له هذا الكلام جميع الجالسين ظلوا يبكوا، وقالوا له نرجوك ألا تذهب إلى أورشليم بعد هذا الكلام الذي سمعته خصوصاً كلام هذه النبوة الذي يؤكد أنك إذا ذهبت سوف تقتل، قال لهم ما هذا الذي يحدث؟، هل أنتم تبكون؟!، هل أنتم خائفين علي كي أربط؟، فلماذا أنا ذاهب إذن؟، أنا ذاهب لكي أموت، أنا أذهب لكي استشهد، وجدوه يتحدث بقوة، فصمتوا ولم يقدروا أن يفعلوا شيئاً، وبالفعل أصر وذهب أورشليم، ومن أول يوم دخل فيه أورشليم قالوا له أنت الذي تلغي عادات موسى!، أنت الذي تلغي الختان!، أنت الذي تهدم كل مواريث أباءنا، وأمسكوه وألقوا عليه الأيادي،أنت تعرف أنك ذاهب سوف يحدث لك ضيق قال لهم أنا أعرف، أنا أعرف أني سوف أجلد،اقرأ في كورنثوس الثانية الإصحاح١١،يقال عليه سجل افتخار بولس، يقول لك أنا ثلاث مرات أجلد أربعين جلدة إلا واحدة، أنا قضيت ليالي في العمق بأخطار سيول، بأخطار نفوس، بأخطار من بني جنسي، أنا سجنت، أنا رجمت،أقرأوا الأتعاب التي تعرض لها معلمنا بولس الرسول، رجم، كسرت به السفينة، يقضي ليالي في عمق المياه، ما كل هذه الأخطار؟،يقول لك لكي أنشر الكلمة، وصلت الدرجة لمعلمنا بولس الرسول أنه يكرز وهو يحاكم، وجد أنه كان لديه اشتياق كبير جداً أنه يذهب ليكرز في روما ولكنه لم يسعفه الوقت أن يذهب إلى روما، وجدناه وهو أمام الملك أغريباس قال له أنا رافع دعواي إلى قيصر،أنا مواطن روماني، فمن المفترض أن قيصر هو الذي يحاكمني، قيصر في روما، أغريباس تداول الأمر مع فستوس الوالي قال هذا الرجل لم يكن لدينا مشكله معه تماماً فإن مشكلته دينية، كون أنهم يقولون هناك ختان أو لا يكون هناك ختان هذا موضوع لا يخصنا أبدا، فهو يحاكم عند اليهود، هذا موضوع يخصهم، مثلما نحضر شخص أرثوذكسي وآخر بروتستانتي يتحدث عن المعمودية أو يتحدث عن الاعتراف هذا ليس موضوع أن هؤلاء الأشخاص تتحاكم أمام الدولة لكن هو موضوع عقيدي، فقالوا لهم هذا موضوع يخصكم أنتم، إذا أنت لم تقل أنك رافع دعواك لقيصر كنا حكمنا لك بالبراءة، فقال لهم وأنا لا أريد البراءة أنا أريد أن أذهب لقيصر، فقالوا له فأنت لا تريد البراءة فماذا تريد؟، فقال لهم أنا أريد أن أذهب إلى روما، لماذا تريد أن تذهب لروما؟، قال أنا أريد أن أكرز ليس فقط لأهل روما لكن أنا أريد أن أكرز لبيت قيصر، ستجد معلمنا بولس في رسالته لروما يرسل السلام لأهل بيت قيصر، لأن هناك أشخاص آمنت ويقال أن زوجة قيصر نفسها آمنت من كرازة بولس، ما هذه القوة؟ ذهبت لروما وأنت سجين لكي تكرز، قال بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه، حتى في قيودي، يقول لك معلمنا بولس الرسول كان يتعامل معاملة المجرم الخطر، كان يحبس حبس انفرادي، ويستبدلوا عليه الحرس كل ٦ساعات، أي أنه في اليوم الواحد يستبدل عليه الحرس أربعة مرات،لئلا يتكون بينه وبين الحراس دالة كان الحراس يستبدلوا، أي أنه كان يجلس مع الشخص ستة ساعات ولن يرى وجهه مرة أخرى، لئلا يكونوا أصدقاء، ويظل يطلب منه طلبات فكانوا يغيروا له كل مرة يتقابل مع جندي مختلف لمدة ستة ساعات، معلمنا بولس الرسول ظل ستة ساعات ماذا يفعل؟ يكتب ويصلي ويأخذ له ساعتين أو ثلاثة يكرز مع هذا الجندي، يقول له هل أنت تعرف لماذا أنت هنا؟ يقول له ليس لي دخل،يقول له لا أنت لابد أن تعرف لماذا أنا هنا؟ أنا هنا من أجل أنني أكرز بربي وإلهي يسوع المسيح يقول له نعم سمعت، يقول له ألا تشتهي أن تسمع القصة التي أتيت من أجلها،أنا أتيت لأنني أكرز بشخص اسمه يسوع، يسوع هذا جاء وعاش وهو إله ومات من أجل خلاص الإنسان، يقول له كيف هذا؟ يقول له أنا أشرح لك ويظل يتحدث معه، وفي نهاية الحوار يقول له تذهب للزقاق الذي بجوارنا ستجد هناك شخص يعمدك،ثم يفعل نفس الشيء مع الذي يليه والذي يليه وهكذا،لدرجة أنه يقال عن معلمنا بولس الرسول أن الذين كرز لهم وهو في سجنه أكثر من الذين كرز لهم خارج السجن، ما هذا؟! يجلس داخل السجن منشغل بالخلاص،منشغل بالكرازة اليوم في تذكار استشهاد حنانيا الرسول ونحن في فترة صوم الرسل، لابد أن أقول ما هو دوري في الخلاص؟ أنا نلت الخلاص، أنا ليس من الممكن أن أنال الخلاص بمفردي، لابد أن نكرز، كيف نكرز بالخلاص؟ أنني أنا نفسي أكون سعيد، أنا أتمني ألا يوجد غم داخل حياتي،والمسيح مات من أجلي، أنا أنال خلاص وغفران للخطايا ماذا بعد ذلك يمكن أن يذل الإنسان؟ لا يوجد، ما الذي أنا أريده في حياتي كلها؟! أريد أنني أمجد إلهي وأكرز باسمه، واعيش حياتي لكن المهم أنها تنتهي بسلام، وأنني على قدر طاقتي أشهد للمسيح وأحضر أبناء كثيرين إلى المجد،معلمنا بولس يقول "خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح"،أي يظل يخطب للمسيح نفوس، مهنته مثل السيدة التي تحضر عرسان فتظل تتحدث مع سيدة أخرى علي عريس، العريس هو المسيح والعروس هي النفس، يظل يقول لك هذا جيد، هذا غني، هذاسيفرحك،إلخ، فكان هذا هو عمله، يعرف النفس علي المسيح ويضمن لها السلامة، بشروا من يوم إلى يوم بالخلاص، هذا دورنا، دورنا أن كل فرد منا هو ملاك يهيئ طريق الرب، شاهد كم شخص في حياتك الله سمح أنك تتعامل معهم، الله قصد أنك تتعامل مع كل هؤلاء الأشخاص لكي تكون سفير خلاص، لكي تكون سبب بركة، لكي تكون صوت ليسوع، لكي تكون ملاك يهيئ الطريق أمامه معلمنا بولس قال لتلميذه تيموثاوس تكلم في وقت مناسب وفي وقت غير مناسب، وبخ، عظ، انتهر، فهو يريد أن يقول له لا تجعل شئ يشغل فكرك بمقدار أنك تكرز ببشارة الملكوت ربنا يعطينا يا أحبائي في هذه الأيام المقدسة ونحن محملون علي قوة كرازة أباءنا الرسل يكون فينا قوة خدمة،يكون فينا خبر سار، يكون فينا نشر للخلاص، نبشر من يوم إلى يوم بخلاصه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

عدد الزيارات 1625

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل