حيث أمضى أنا لا تقدرون أن تأتوا الجمعة الثالثة من شهر برمهات

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك , فصل من بشارة مُعلمنا مار يوحنا " و أيضا أنا أمضى و ستطلبوننى ولا تجدوننى وتكوتون فى خطاياكم و حيث أمضى أنا لا تقدرون أن تأتوا " ظو قال لهم "حيث أمضى أنا لا تقدرون أن تأتوا " فبالطبع تعجبوا من هذة الكلمة , ما الذى يقصده , ما المكان الذى سيذهب إليه و نحن لا نقدر انا نكون معه فيه , قال اليهود " ألعله يقتل نفسه لأنه يقول " حيث أمضى أنا لا تقدرو أنتم ان تأتوا " فكروا إنه من الممكن ان يقتل نفسه , فمن الممكن و نحن سائرين وراه و نجده فجأة ألقى نفسه من جبل فبهذا سوف لا نستطيع أن نُكمل معه , فماذا يُعنى " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تأتوا " , لا يقدروا أن يستوعبوا , فما الذى كان هو يتكلم عنه ؟؟ هو فى الحقيقة كان يتكلم عن الصليب " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تأتوا " و لهذا أحيانا تجدوا ربنا يسوع يُعبر تعبيرات فيها شئ من السر , و لكن لماذا كل هذا , فقال لك لأن " سر الرب لخائفيه ", ليس أى احد أنا سأقول له , إننى سأصلب , أنا أقول لتلاميذى , و لكن اليهود سأقول لهم , أنا فى الحقيقة سأذهب إلى مكان , أنتوا لا تقدروا أن تذهبوا أنتم إليه , فلما ظنوا إنه سيقتل نفسه , الذى يجعلكوا لا تستوعبوا الكلام الذى أنا أقوله , فقال لهم :" أنتم من أسفل و أنا من فوق , أنتم من العالم , أما أنا فلست من العالم , قد لكم أنكم تموتون فى خطاياكم لأنكم إن لم تؤمنوا إنى انا هو تموتون فى خطاياكم ". قال لهم " أنتم من أسفل . كثير الإنسان يا أحبائى يصطدم من الوصايا و يضطرب و يتسائل و يخاف و ياتى له شئ من الهم و الحُزن , و لماذا هذا ؟؟ فقال لأن الإنسان لا يقدرأن يُخطى تجاه وصية , لأنه يجد الوصية صعبة , عندما بقول له "تضبط نفسك " أو " بع كل مالك و اتبعنى" أو " أحب قريبك كمفسك " او " أحب عدوك " . فيجد الوصية صقيلة , يقول له " ما قصدك منها أنا لا أستوعبها " , قصدك أن أعمل كذا , فيقول له " فى الحقيقة , حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أنا تأتوا "لماذا ؟؟؟ لأنكم أنتم من اسفل اما أنا فمن فوق , أول يا أحبائى عندما يتجاوز الإنسان جسده و ضعفاته و يبدأ يسلك بحسب الروح يستطيع أن يفهم و يستطيع ان يتبع و يجد الوصية لذيذة تُضئ العينين من بُعد و يُحبها و يتودد إليه و يُنفذها بفرح . فالسر من إلن أتى ؟؟" أنا من أسفل أم أنا من أعلى , إذا كُنت أنا من أسفل سوف تُصبح المسافة كبيرة جدا , الوصية ثقيلة جدا و الكلام ألغاز و الامر غير مفهوم , فماذا يُعنى " حيث أمضى انا لاتقدروا انتم أن تمضوا " معناها إنه يوجد مسافة بينى بين الله , لا تقدرواأن تستوعبوا الصليب , من يُصدق إن ابن الله يُصبح بشر , ماذا يُعنى ان يُصبح ابن الله عبد , ماذا يُعنى إن ابن الله , البشر و العبد يُجلد و يُعرى و يُتفل عليه و يُهان , ماذا يثعنى إنه يُعلق كمجرم " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تأتوا ". حتى الىن يا أحبائى , ناس كثيرة جدا تنظر إلى الصليب على إنه عثرة , تنظر إلى الصليب على إنه ضعف , صعب جدا فهم الصليب لأنه " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا" " انتم من أسفل اما أنا فمن فوق " , سر الرب يا أحبائى فى لاإتضاع و فى الإخلاء , عندما يقبل الإنسان هذا الأمر و يقبل أن يتحنى من داخله و يقبل أن يغفر و يتنازل عن ما فى الأرض , تبدأ السما تُفتح له و عندما تُفتح السماء له يبدأ يفهم الأسرار التى كانت صعبة و مقفولة و التى كان من المُستحيل أن يفهمها " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تمضوا ". كل نفس يا أحبائى تُرفض التجربة , كل نفس تُرفض الصليب , كل نفس تُرفض إنها تعيش للسماء , و تُصمم يعيش من أسفل و عندما يصر الإنسان على إنه يكون من أسفل لا يقدر أبدا أن يرتفع إلى أعلى و لا نصوم صوم روحانى حتى نكون من فوق و ليس من أسفل , هيا بنا نُطيع الوصايا و نرفع أيدينا للصلاة .هيا بنا نُضبط أنفسنا و أجسادنا حتى نكون مُستعدين إلى المكوت و أصبح من فوق و أول ما نكون من فوق نستطيع أن نفهم الوصايا التى من فوق , نستطيع ان نستوعب الحقائق المكتومة و المقفولة و الغامضة , و تجد الإنسان بدأ يكون عنده إستنارة فى قلبه و عقله و حواسه و يستوعب الكلام و بسهولة و يتجاوب , فتعالى كلم إنسان عايش فى المسيح و يسلك فى المسيح , كلمته عن اى وصية و افتح له الإنجيل , تجد هناك إستوعاب و تجاوب و حُب و في إنجذاب , هذا أتى من غين ؟؟ لأن الإنسان قلبه مفتوح , و تعالى فى نفس الوقت عن إنسان عايش بالأسفل و كلمه عن الوصية , تجده مشدود تجده سرحان , تجده مستصعب الأمر جدا , تجده يتسائل هل هذا الكلام لةى أنا و هل ينفع و هل هذا الكلام واقعى ؟؟ و هل هذا الكلام يُناسب العصر الذى انا فيه ؟؟ و يظل يتسائل , هذا الكلام يا أحبائى أتى من إن الإنسان يكون عايش لأسفل فقال هم " أنتم من اسفل أما أنا فمن فوق و لهذا قال لهم " أنتم ستموتون فى خطاياكم ", قالوا له " من أنت " فقال لهم " إنى انا هو " , و ما كلمة أنا هو , أقول لكم , هو كان تملى يُعبر عن نفسه أنا هو أى أنا أهيا " أنا الكائن و يقولوا عليها " ايجو ايمى " أى أنا هو , فلماذا أنا هو " لأنالله يا احبائى صعب جدا تُعرفه فى كلمة أو فى قصة أو فى موضوع " فعندما تأتى و تقول لهم من أنت ؟؟ يقول لك " أنا هو " أى أنا هو الكائن , أنا هو الخالق , أنا هو الوجود أنا هو الرازق , انا هو النور , كثير جدا كان يقول عن نفسه انا هو و ضع بجانبها كل الصفات التى من الممكن أن تصف بها الله , من أنت يا رب بالنسبة لى ؟؟ أنت سر حياتى , أنت رازقى , أنا غافر خطاياى , أنت مُخلصى , أنت راعى , أنت من بالنسبة لى ؟؟ , قال لهم إذا لمتعرفوا من أنا ستموتون فى خطاياكم , فأنا كلمتكوا مرارا و لدى الكثير أن أقوله من أجلكم . الغريب يا أحبائى إن ربنا يسوع يكون عارف إن قلوب أمامه مُغلقة و يُكلمهم و يقترب إليهم و يحاول يجذبهم إلى فوق , عجيب ربنا يا أحبائى يتعامل معى كل القامات , حتى الذين يُرفضوه , بذل معهم اكبر جُهد من الذين قبلوه , قال لهم " كلمتكم مرارا, أحبائى كثيرا ما يُكلمنا الله و ما يشدنا إلى أعلى و كثيرا يُكشف لنا الله الاسرار و كثيرا يقول لنا " حيث أمضى أنا تعالوا أنتوا ورايا و لا يقول لنا " حيث أمضى أنا لا تقدرون انتم أن تأتوا , أبدا هو يقول أتبعونى و اريدك أن تكون معى باستمرار , فأنا أقول له " أتبعك يا سيد أينما تمضى " . أنا سأسير خلفك , أنا سأتبعك بكل قلبى . يقول لى و لكن إحذر عندما تأتى و تسير خلفى , أنا طريقى صعب و ليس سهل , أقول له حاضر, ير , ستتعب أقول له حاضر , ستنكر نفسك , حاضر , ستحمل صليب, حاضر , تُريد أن تعيش مع المسيح , فهذا هو الطريق , هذا هو الذى أنا عينى عليه , فملكوت الله لا يؤخذ بالراحة , ملكوت الله يا أحبائى هو طريق الصليب , قال لهم " حيث أمضى انا لا تقدرون أنتم أن تمضوا " من فينا يُحب طريق الصليب ؟؟؟ تقول لى " كلمة الصليب فى حد ذاتها كلمة تجعل الإنسان يخاف , أقول لك " من المفروض إن كلمة الصليب تكون أكثر كلمة مُفرحة بالنسبة لك و أكثر كلمة مقبولة و أول ما يأتى عليك ألم أو ضيق , تقول له " أشكرك يا رب " لماذا ؟؟ أقول لك " اضمن إن بهذا الطريق أنت ستصل إلى الملكوت , قال لهم " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " من يا رب يستطيع أن يسير خلفك , حتى الصليب , قليل جدا و لكن من يمشى خلفك فى موكب , من يسير خلفك و كل الناس تهتف لك ؟؟ كثير جدا , من يسير خلفك فى وليمة , كثير جدا , من يسير خلفك و أنت تعمل مُعجزة تبهر بها الجميع ؟؟ كثير جدا و لكن من يسير خلفك و أنت حامل الصليب؟؟ قليل قليل جدا جدا , من يقف بجانبك فى آلامك الشديدة أو أثناء الصليب ؟ قليل جدا , سمعنا عن أشخاص معدودين , من هم ؟؟ السيدة العذراء و يوحنا الحبيب بعض المريمات , يوسف الرامى , اسماء ثليلة جدا معدودة على أصابع اليد الواحد و لكن تعالوا نرى كم واحد كان موجود وقت دخوله لأورشليم ؟؟ يقولوا تقريبا تقريبا حوالى 3 مليون كانوا يهتفوا له , من 3 مليون لأقل من 5 , هذا هو طريق الصليب " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تمضوا " هل لديك إستعداد لحمل الصليب ؟؟ هل تحب طريق الملكوت ؟؟ هل تحب إنك تتبعه أينما يمضى ؟؟ ارفع عينك لفوق " الكنيسة عندما تحب تفتخر بشئ تحب أن تضعها فوق كل رسومتها , فتضع الصليب , وفوق الكنيسة من الخارج من الشارع تجد الصليب فوق الكنيسة و هو أكثر شئ يُبرزو يُوضح الكنيسة , تُريد أن تضع على صدرك علامة تُميزك ضع صليب , هل تُحب الصليب , هل انت عايش الصليب فعلا " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تمضوا ". طريق الصليب يا أحبائى هو طريق القداسة و الفضيلة و السماء , طريق الصليب هو الطريق المضمون ,الذى يجعلنى أمشى بالفعل فى خطواته , اتبع خطواته , اسير خلفه , و اتبعه , تعرف ما هى نهاية الطريق ؟؟ يقول لك " انا أسير خلفه و الراجل كويس و جميل و يُحضر لى كل طلباتى , أقول لك و لكن " احذر لأن فى هذا الطريق يوجد صليب , ستُكمل ام سترجع إياك ان تمضى نص السكة و يعد ذلك تعود و إياك ان تعود فى النهاية , لأن الذين رجعوا فى النهاية أصعب من الذين رجعوا فى الأول " و لهذا ربنا يسوع يقول لك :" ستظل سائر خلفى " احذر لأن فى نهاية قصتى صليب , تحب تسير فيها للآخر أم لا " { طوبى للإنسان يا أحبائى الذى يُعانق الصليب بفرح } { طوبى للإنسان الذى يقبل ما ياتىه الله عليه بشُكر } { طوبى للإنسان ذو العين المُستنيرة و يفهم أن هذة وسيلة خلاصه ونجاته و الطريق للعبور للمجد و إنه يفهم إن هذا هو منهج مُخلصه و سيده يسوع المسيح } إذا كانسيدى صُلب و إذا كان سيدى سلك هذا الطريق , هل من الكثير علىّ إننى أسلكه , هو سلك طريق جوع و عطش و إهانة , هو سلك طريق ضيق , هو سلك الطريق الذى من فوق و ليس الذى من أسفل , الماس كان نفسهم إنه يكون ملك , مُتوج و جالس على العرش و الناس تسجُد له , انتوا تُريدوه الآن , لا ينفع , " اما أنا فمن فوق " , أنتوا تُريدوا المجد و الشُهرة و النُصرة و المال الآن , الإنسان يا أحبائى الذى واضع الأهداف الروحية فى فكره , يعرف جيدا إن مجده ليس من الأرض و لكن مجده من السماء و لهذا يا أحبائى تجد الإنسان الذى يضع عينه على فوق , تجده يقبل بشُكر أعمال الله معه و يعرف إنها جُزأ من خطة خلاصه . مرة واحدة كانت تُعاتب الله ,تُعاتبه بشدة , تقول له " يا رب حصل كذا و حدث كذا و كذا و أنا لا أعرف ما الذى أنت فعلته هذا ؟؟فيقول لك ربنا أحضر لها صوت بسيط و قال لها :" أنا لم اعمل فقط , انا مازالت سأفعل و أفعل " يقول لها أنا لسه بعمل , من قال لك إننى عملت خلاص ,انا مازلت أشكل فيكِ من جديد ,ربنا يُريد أن يعمل فينا يا أحبائى , يُريد ان يثغير فينا أشيائ و كيف ستتغير هذة الأشياء ؟؟ كيف هذة الأشياء تبيض ؟؟ كيف تلمع ؟؟ , أى شئتُيده أن يبيض , لابد أن يجتاز مراحل دقيقة جدا محتاجة ألم و مُعاناه . الله يُرد أن يُغير فينا أشياء كثيرة , إخضع ليد الله و قُل له يا رب عاملنى " كما تُحب و كما ترغب و كما تُريد , أنا خزف يم يديك "أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق " قول له :" يا رب أنا إنسان مولود من أسفل و لكن حياتى معك ستجعلنى من فوق و عندما اكون مولود من فوق , أمضى معك , حيث تُريد انت و عندما أكون مولود من فوق , أفهم كل أعمالك و حيث تمضى أنت , أستطيع أنا أيضا أن أمضى و حيث تمضى أنت , يكون طريقى هو طريقك , فإن كان طريقك , طريق الآلام , فإعطنى نعمة أن أحتمل الآلام و غن كان طريقك طريق السماء , فإكشف عو عينى حتى أعرف طريق السماء , لأنى أنا من أسفل , صعب علىّ , أن أعرف طريق السماء بدونك , اكشف عينى و أجعلنى أرى القوة التى أنا نفسى أن أراها فوق و أرى المجد الذى انا نفسي فيه , اكشف عن عينى حتى أرى الغنى الذى أنا أحلم به , اكشف عن عينى حتى أرى الفضائل و أرى الأمجاد و أرى القديسين و ساعتها حيث أمضى أنا أقدر أنا أن أمضى خلفك , فأكون انا من فوق و استطيع إننى أتبعك لأنك طؤيقك من فوق " الله يُعطينا يا أحبائى عين مُستنيرة , الله يُعطينا إستعداد لطريق الألم و الصليب , ربنا يُعطينا إستعداد أن نمضى معه حتى و إن مضى إلى الصليب ربنا يُكمل نقائصنا و يِسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين .